انتقل إلى المحتوى

مستخدم:شريف سعد المصري

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

دراسة نقدية بقلم الناقد الأدبى// محمد السيد أبو صالح

قصيدة (جراح السنين في فلسطين)

القصيدة للشاعرة/ مونية الجزائرية

.......... نص القصيدة ..........

جراح السنين في فلسطين

بجراح السنين

وبما يصيب فلسطين

بين الحين والحين

تجادلت كلمات مع الحروف

وراحت الحقيقة تبحث لها عن مخرج

لتصارع مكبوتات وحش ضرير

غرس أنيابه بأرض فلسطين طيلة سنين

أصبح وباء يصعب العثور له عن دواء

بعلته أصيبت فلسطين

ولم يغمض لشعبها جفن الوباء

اغتال قداستها وعزتها

بهاءها مطالبا بالمستحيل

التربع على عرش فلسطين

ورغم مرور مئات السنين

تبقى جراح فلسطين

تائهة أنتي على درب صراع طويل

أحلم بيومٍ أراكي فيه عروس إلى الحرية

تزفين فأهل مدينتك يحطون خطوات حائرة

تفتقد الاتزان ولم يؤمنوا يوما بالانهزام

طيف الموت يطارده في كل مكان

وعبر كل الأزمان

ضاقت بهم الدنيا وأصبح

صدرهم مليئا بالاسرار

يحلمون بيوم الاستقرار

ورغم مرور مئات السنين تبقى جراح فلسطين

حزينة إنت ياقدس على شاطىء العذاب

تبحرين..منذ سنين يا فلسطين

حقيقة انت أغرب من الخيال

اغتالو فيكي طفل بين أحصان أبيه

جعلته يتخبط بين يديه كالديك المذبوح

اغتالو فيكي أم مع طفلها البريء

كان يتخبط في احشاءها

حرموا الحياة من صرخة هذا الملاك

أولادك على أرضك كقطرات يتساقطون

مطر هنا وهناك ينتشرون يدفنون

بلا عنوان..كرسالة لا تحمل تحديد المكان

اهاليهم..يتساءلون ؟ أين نضع زهرة التي؟

وعلى أي قبر نطفيء نار اللهيب ؟

ورغم مرور مئات السنين

تبقى جراح السنين في فلسطين

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قصيدة من شعر الحداثة الشعرية فيها الأصالة وصدق التجربة والتعبيرات هنا مابين رمزية وسريالية واحاسيس ومشاعر وطنية تجاة الشقيقة فلسطين الغالية التى ظلمها الاستعمار اليهودى والانجليزى الذى مازال محتل فلسطين وبعض اجزاء من سوريا ولبنان القصيدة تعتمد على اظهار المأسى التى يعيشها الفلسطينيون منذ سنوات من قتل وجرح وسجن وحصار وتقيد الحريات لهم من قبل اسرائيل فهنا الشاعرة مونية الجزائرية تبدع فى ترسل الحواس والمدركات وبرعت فى توظيف الزمان والمكان وتكشف الظلم والقهر لشعب طالت سنوات الاحتلال له فقصيدتها من نوع شعر الحداثة والشعر الحر شعر التفعيلة الذى من سماته التجديد فى الشعر والبعد عن الشعر العمودى القديم الملتزم بالوزن والقافية وونظم العروض وشعر الحداثة اصبح امر واقع رغم معارضة الكثيرون له ومن رواد قصيدة الحداثة الشعرية بودلير ونزار القبانى وناظم الملائكى والشاعر الحلاج وادونيس والشاعر محمد الماغوط من سوريا ........الخ ولقد عارض الكاتب الكبير محمود عباس العقاد شعر الحداثة والشعر الحرفى مطلع الخمسينات من القرن الماضى ويقول العقاد(( شعر حر و محرر من اى شيىئ حرر؟؟؟))وحول ادونيس القصيدة النثرية من ازمة الى ثورة أدونيس الشعرية ويرى الناقد الكبير احمد عبد الزهرة الكعبى العراقى((ان ادونيس له الفضل فى جعل المكتبة العربية حافلة بمواد كانت تفتقد اليها.....))ورغم ترسيخ قصيدة الحداثة فى الوطن العربى وفى الجزيرة العربية ام الشعر ومنبعه من ايام امرىء القيس والمتنبى االا نجد من يحارب القصيدة الحداثة رغم انتشارها فى امريكا واروبا والوطن العربى منذ نصف القرن العشرين ورغم كل هذا نجد دكتور استاذا لغة عربية فى جامعة المنصورة يفاجئنا فى مؤتمر ادبى ثقافى فى جمصة ويقول اننى لا اعترف الا بالشعر العامودى ولم اعترف بشعر الحر او شعر الحداثة وايضا لاأعترف بشعر العامية ))واقول له لاعصبية فى الادب وكل لون ونوع من الشعر والأدب له عشاقه واصحابه ومردينه واين انت من رواد شعراء العامية والشعر الحر ...........فى الوطن العربى ؟؟ والحداثة بشقيها الحر والنثر لاتعنى ان نلغى الشعر القديم فكل له ميولة ونحترم الاراء والازواق المختلفه ولكن لانقف عند راى واحد ونتعصب له والغريب ان ابو العتاهية الذى يقول ((انا اكبر من العروض ))وكان يترك احيانا القافية واستشهد ادونيس ترك ابو العتاهية للقافية فى بعض الاحيان وكل التقدير لشاعرة مونية الجزائرية ان تلقى الاضواء على مشكلة العرب الاولى قضية الشعب الفلسطينى وتحث العرب والمسلمن ان يجدوا حلا سريعا وكفى مافات من سنين والشعب الفلسطينى يعيش عل صفيح ساخن ملتهب ((جراح السنين في فلسطين

بجراح السنين... وبما يصيب فلسطين ......

بين الحين والحين))

وتصورالشاعرة حزنها على ماأصاب الفلسطينين من عذاب وقتل وجراح وتشردعن اى شعب اخر ومدى الظلم والقهر لهذا الشعب من عمر طويل فنراها تقول .((.. وراحت الحقيقة تبحث لها عن مخرج

لتصارع مكبوتات وحش ضرير

غرس أنيابه بأرض فلسطين طيلة سنين

أصبح وباء يصعب العثور له عن دواء

بعلته أصيبت فلسطين..............))

والجميل توافق الكلمات مع القضية الفلسطينية وظروفها ومدتها واحوال شعب اعزل يقتل الصغار قبل الكبار ((حزينة إنت ياقدس على شاطىء العذاب

تبحرين..منذ سنين يا فلسطين

حقيقة انت أغرب من الخيال

اغتالو فيكي طفل بين أحصان أبيه

جعلته يتخبط بين يديه كالديك المذبوح

......))وقد استخدمت الشاعرة الألوان البديعية واللغوية لتبدوا القصيدة جاذبة لانتباه المتلقى او القارىء((تجادلت كلمات الحقيقة تبحث لتصرع مكبوتات وحش ضرير .. جفن الوباءاغتال قدسيتها ..التربع على عرش فلسطين.. جراح فلسطين تائهة..عروس الى الحرية... طيف الموت يطارد...صدرهم ملىء بالاسرار... شاطىء العذاب ...اغتالو فيكى طفل بين احضان ابيه ....كالديك المذبوح ...وعلى اى قبر نطفأ نار اللهب ....خطوات حائرة

...........))والايطار العام للقصيدة يسير فى فى ركب الاتجاة السياسى التاريخى وليس الرومانسى والكلاسيكى فنجدها تقول ((طيف الموت يطارده في كل مكان

وعبر كل الأزمان

ضاقت بهم الدنيا وأصبح

صدرهم مليئا بالاسرار

يحلمون بيوم الاستقرار ))

انه الحس الوطنى المرهف لدى شاعرتنا مونية الجزائرية المبدعة والشعور بالقومية العربية التى تجاهلها البعض فى ايامنا هذة وتريد الشاعرة ان ترسل رسالة تقول فيها للعرب ((ورغم ان العرب لديهم كل الإمكانيات وكل المقومات وكثير من الأثرياء الذين يتبرعون بأموالهم لامريكا واوروبا كان من باب أولى نحل بهذة الاموال مشاكل العرب والاقارب والجيران بأسلوب او بأخر اولى ولهم الأحقية .................))ولابد لنا ياعرب من وقفة جادة من اجل تحرير شعب هم اخواتناواهالينا ونجبر اليهودعلى الاعتراف بحق الفلسطينين فى تقرير المصير والحرية والحياة الكريمة بعيدا عن السجون وسفك الدماء.............وتنبهنا الشاعرة الى كل المشاكل الدولية على مستوى العالم وصلت لحلول ماعدا الشعب الفلسطينى والقصيدة تصور لنا مشهد نادر الرسم والزخرفة لكلمات جياشة تحتاج التفكير والتأمل .((. ورغم مرور مئات السنين

تبقى جراح فلسطين

تائهة أنتي على درب صراع طويل

أحلم بيومٍ أراكي فيه عروس إلى الحرية

تزفين فأهل مدينتك يحطون خطوات حائرة..................))........

تهدف الشاعرة مونية الى استلهام الهمة عند كل عربى ومسلم لحل قضية فلسطين والقدس الشريف وفك شفراتهم والوقوف جميعا كرجل واحد لهم وقفة ضد اسرائل ومصالحها فى المنطق ومن يساندها

ونجد ظهور المحسنات البديعية الشيقة فى ثوبها الجديد مابين جناس وطباق وتضاد وسجع واستعارات مكنية وتصريحية ((الحين والحين راحت الحقيقة تبحث وحش ضرير يغمض لشعبها جفنه جراح ودرب صراع عروس الى الحرية صوت الموت يطارد ........))

وتكشف الأضداد والمتناقضات ويوجد تلاحم بين الكلمات والمعنى واللفظ والمدلول لهم .............. ولديها رؤية عميقة فى سياسة اليهود وطبيعتهم البشرية فهم الذين يبعدون عن القيم والمبادى وهم الذين قتلوا الانبياء وقالوا لسيدنا موسى عليه السلام اذهب انت وربك فقاتلا....... ونلاحظ وحدة القصيدة والترابط والتكامل بين عناصرها ولم تضع الشاعرة علاج لهذة المأساة الفلسطينية من اتحاد العرب اومنجاة مجلس الامن اوذكرعدم التعامل مع اسرائل .........ألخ ونجد ايضا تداخل الازمنة والامكنة مع الاصوات حيث الارض الحلم الموت ..الانتفاضة ..الهموم ...والقتال... والجروح ..والدم ...........

*******************************

.............وعرضت الشاعرة طاقة عاطفية لوصف حال الشقيقة فلسطين ومشاكلها مع الاحتلال الاسرائيلى مع ان فلسطين من حقها العيش على ارضها بكل كرامة وعزة وحرية بعيدين عن القهر والظلم والسجون والحصار القاتل وهى تعزف على اوتار الجراح القديمة والحديثة فهى تجذب انتباه المتلقى ان مشكل فلسطين يجب تعالج جروحها وتنتهى لأن المأساة طالت مدتها من سنين وتركز على نبرة خطابية سياسية تبررها الشاعرة ((حزينة إنت ياقدس على شاطىء العذاب تبحرين..منذ سنين يا فلسطين حقيقة انت أغرب من الخيال اغتالو فيكي طفل بين أحصان أبيه جعلته يتخبط بين يديه كالديك المذبوح......)) وتعمل دراسة تحليلية نفسية لهذة المشكلة وتأخذنا القصيدة الى المدرسة الجشطاليتية ذات المهج التحليل النفسى والنظرية البنوية والنظرية التفكيكية فى النقد فهى تحل النص على اجزاء ثلاثة .الاحتلال والاغتيال والعذاب للشعب الفلسطينى وطول سنوات الاحتلال..........)) والشاعرة متأثرة بطول المدة فى فلسطين عن غيرها التى تركها الاستعمار واحتلوها لمدة معينة ويوجد تشابه كبير بين قصيدة الشاعرة مونية والشاعر محمود درويش شاعر القضية الفلسطينية ويحمل الجنسية الفلسطينية و احد اهم شعراء من ساهم فى تطوير الشعر الحديث وادخال الرمزية فى الشعر وشعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الانثى والذى قام بكتابة وثيقة اعلان الاستقلال الفلسطينى فى الجزائر وفى قصيدة عاشق من فلسطين يصور اوجاع وهموم الفلسطينين ويقول فى قصيدة احزان فلسطين أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسمائكم وانصرفوا وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و انصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا إنكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء أيها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى- ومنا حجر والشاعرة الوطنية الفليسطينية خنساء فلسطين وام الشعراء رحاب كنعان الموقرة التى تدافع بكل ماتملك من شعروكلمات ووقفات تضامنية مع الأسرى لاخراجهم من سجون الاحتلال واحياء الذكريات الوطنية الفلسطينة ولم تدخر جهد من اجل فلسطين وشعبها وتحمل عبىء القضية الفلسطينية على رأسهاوتنادى فى كل المحافل وتوجة رسائلها الى كل المسؤلين فى العالم ونلاحظ هذا واضحا فى قصائدها الجياشة وفى قصيدتها (( رماد الورد ))تصور لنا الحنين الوطنى لوطن غالى يعانى من احتلال غاشم ومدى مايتحمل الشعب الفلسطينى من مأسى وهموم بسبب القهر والظلم وتحريم الحريه على شعبها المناضل من اجل الارض وتراب الوطن وماأروعها وهى تغرد بالوان الأنين على وطن مسلوب الارادة والحرية ومحتل لايجد رأية ولا استقلاله ولا الحياة الحرة النزيهة الكريمة تقول لنا راسمة لوحة ذهبي ماسية يشع منها نقاء الحب للوطن الفلسطينى مع نزيف قباب المساجد يحتضن الجسد الرصاص .. فتولد سنبلة وعلى رماد الورد .. ترفرف الفراشات ترتب الصباح لعصافير المساء تشعل القناديل لكفوف الحناء بعدما انتفضت شرايين السكين والحجارة تصنع ملحمة الكرامة لتبقى شوارع اسمائك يغطيها الضياء ياقدس .. مهما حاولوا في قانون الغاب ان يدقوا كتفيك بالمقصلة فلدمعك تفجر بركان في عيون الشرفاء وتناثرت لعرين الصمت تكبيرة الشهداء رغم السياط والدمار وأنات المساء في سكون الليالي الظلماء على تجاعيد النوافذ الملونة والسوداء لن يخلعوا جلدك لن يكمموا صباحاتك فأنت نسيج الأوردة كيفك لا ؟؟! وانت خرائط الحقيقة انت الهوية والحبيبة ومهد الأنبياء والمسرى وقبلة الشهداء والأسرى والإيطار العام للنص لوم وهجاءلإحتلال لم يرحم شعب بالحرية ولاترك الارض التى اغتصبها بدون وجه حق والنص يأخذ طابع الوحدات المترابطة وتريد ان توصل رسالة للعالم ان مشكة الشعب الفلسطينى فىاغتصاب ارضة وسلب حريته وتشريد كثير من الفلسينين فى بقاع الارض ينتظروا العودة لارضهم وان المشكلة قديمة منذ سنوات طويلة يجب على الدول العربية التعاون والوحدة والتكافل فى سبيل تحرير القدس ذات القيمة عند المسلمين اجمعين مسرى الحبيب محمد صلى الله علية وعلى ال محمد السلام وعنوان النص جراح السنين فى فلسطين حيث يوجد توافق مع الكلمات والنص وتستخدم اسلوب الترجى والمنى والرغبة فى التحرير والعلاج للجروح القديمة والحديثة والرغبة فى اتحاد العرب وتحرير الارض وازالة مشاكل هذا الشعب الصامد الذى يؤدى حياته فى رباط مستمر ومن الملاحظايضا وجود الإيقاع الشعرى الداخلى حيث تكرار بعض الكلمات والاصوات السنين الحين والحين وباء ودواء مكان وزمان ورغم مرور مئات السنين تبقى جراح فلسطين ويوجد تجانس بين الالفاظ ((يتساقطون ..ينتشرون .. يدفنون.. الاسرار .. الاستقرار )) ومن المؤكد وجود التوازن الصوتى وتاثيره حزنا على النفس لهذة الماساة الفلسطينية والايقاع الخارجى هنا متمثلا فى الصوت الحزين االناتج عن مشكلة شعب له تاريخ فى الماسى والأحزان ابعد عمر من الاحتلال أما ان الأوان تحل مشكلة فلسطين ويمنحوا الحرية وحقوقهم والاستقلال ومما تميزت به شاعرتنا الجزائرية الاسلوب اللغوى الرائع الذى قسم النص الى وحدات دلالية وأفكار وصور وعملت التحليل للبنيوية للطرق الحديثة حيث الحداثة الشعرية والشاعرة لها رؤية ان فلسطين وشعبها يتعاملوا مع وحش ضرير اصابهم ببلاء لم يوجد له علاج رغم مرور السنين ووظفت نصها فى ايطار الخطاب الشعرى الذى يريد معالجة مشكلة يعانى منها شعب باقصى معانى المعاناة من قتل وجروح واسر وسجن .....واستخدمت الأسلوب التعجبى الاستفهامى الندائى للعرب وللمسلمين بانقاذ فلسطين من دوامة المشاكل والمواجع انها سنفونية شعرية برمزها السياسى فى شكل كلمات وجمل بسيطة موحية لها دلالت غزيرة فى النفس والقلب وشخصية الشاعرة ملتزمة بالواجب وثائرة من اجل احتلال وطن له مقوماته وشعبه