مستخدم:عادل العود
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أكادير بتاريخ :29/05/2020
مقال تحت عنوان : كورونا و الأنظمة العربية( ذاكرة الذبابة)
بقلم السيد : عادل العود أبو آدم
أما بعد :
لست كتاباً أو صحفيًا ، أنا مجرد شخص هاوي يكتب بعض أفكاره بعيداً عن التطبيل الإعلامي و ما ينقل بالصحافة الصفراء .
بدايةً تحية خاصة إلى أمي الغالية و إلى أبي العزيز و إلى إسرتي الطاهرة و إلى إبني آدم الحنون ، أسأل الله أن يجمعنا في الفردوس الأعلى بلا حساب أو سابقة عداب جميعًا إن شاء الله، إنه سميع الدعاء.
و بعد :
الكل يتحدث عن فيروس كورونا، العالم كله يناقش هذا الموضوع بشكل يومي.
معظم الصحف و الاعلام العالمي يتطرقون إلى هذه الجائحة، العالم بأسره يتابع عدد الوفيات و المصابين و المتعافين.
لكن الكل سوف ينسى أو يتناسى عدة أشياء ،أعتقد أنها مهمة و مؤلمة في نفسى الوقت.
شهدت عدة شخصيات ساهمت و تعاونت من أجل القضاء على فيروس كورونا، و من جهة أخرى أناس تبرعوا معنويا و ماليا ضد هذا الوباء.
لكن لم نرى أي ملك من ملوك العرب أو ملكًا مسلمًا أو أميرةً أو أميراً تبرع بأي قيمة مالية من مالهم الخاص ، أو حتى أعلنوا عن تخفيض أجورهم أو تقليص نفقاتهم ، أو تبرعوا بعقار أو قصر من تلك القصور للقطاع الصحي ، أو حتى وضعوا جزء من تلك القصور تحت إشارت المستشفيات و المراكز الطبية و لو موقتًا .
و نسمع أن هناك قصور لا يسكنها أحد سوى الخدم و الحراس، و أحيانًا يسكنها الجن فقط ،و يتم إستهلاك الماء و الكهرباء دون منفعة تعم على الشعب، كما يتم صرف أجور العاملين بها و الحراسة شهريًا
. ( ملحوظة على صاحب القصور أن يدفع لي من يحرس قصوره من جيبه الخاص، بعيداً عن مزانية الدولة ).
تلك القصور التي لن يزورها أحد على الإطلاق جراء هذا الفيروس.
تلك القصور و بالتأكيد لن تستقبل أي مسؤول أو أي ضيف لفترة 4 أشهر أو ما يزيد .
أليس من الأجدر أن تستقبل أبناء شعبها فهي أولى بهم.؟
أليست هذه صدقة جارية .؟
أليست هذه مبادرة طيبة تستحق العمل بها .؟
أليست هذه فكرة مثالية ينبغي المطالبة بها .؟
أليست هذه المنشاءات وطنية علينا الإستعانة بها .؟
عوض بناء مستشفيات بمبالغ ضخمة ، و تبدير ميزانية الحكومات ، و تضيع الوقت في أشغال البناء، و كذلك المخاطرة بصحة العمال أثناء عملية البناء.
يستحسن إستغلال ما هو متوفر بين أيدينا دون تكلفة مالية إضافية ( الفنادق و قاعات الرياضية و القصور يا عباد الله ).
ربى ضارة نافعة.
لم نسمع صوت أي أحد من الملوك العرب أو الأسر المالكة تدعم الصحة مؤخراً بمساهمة مالية من مالهم الخاص و ليس من المال العام.
لم نسمع صوت أي فرد من أفراد هذه الأسر المالكة تتبرع بشيك مالي ضخم من أجل مكافحة هذا الفيروس.
لم نرى ملكًا أو أميرةً أو أميرًا يشتري كمامات للمواطنين كمساهمة شخصية منهم نحو أبناء وطنه.
لم نرى أي ملك أو أميرة أو أمير يتقاسم مع أبناء شعبه جزء بسيط من هذه المعاناة بشكل فعلي ملموس ، و يحتضن ماليا و لو فئة من الأسر الفقيرة و التي زادت هذه الأزمة من فقرها.
للأسف تلك الملوك تعلم أن الشعوب تملك ذاكرة الذبابة ، هم متأكدين من أننا سوف ننسى سريعًا ، وتعود ريمة الى عادتها القديمة.
و تبقى قصورهم نظيفة ، لن يذخلها الشعب مريضًا كان أو سليماً، فنحن لسنا سوى عبيد، كما يقال عنا بمجالسهم.
سمعنا فقط عن نداء يحث المواطنين بالتبرع من أجل إنشاء صندوق يدعم الفقراء، و كأن الملوك و الوزراء و البرلمانيين و المواظفون الساميين لا يملكون حلولاً إلا جيوب المواطنين .
لماذا لا يتم تخفيض أجور الملوك و الوزراء و البرلمانيين العرب بنسبة % 60 ؟
كما صرح سابقاً الحريري رئيس لبنان نتيجة الأزمة المالية.!
لماذا لا يتم تقليص عدد السيارات و منح التنقل و المصاريف الغير مهمة.؟
لماذا لا يتم تقليص عدد الوزراء و البرلمانيين .؟
لماذا ثم لماذا ؟
هناك عدة حلول واقعية بعيدة عن جيوب المواطنين ، و فكرة فرض ضرائب جديدة.
شخصيا أفرح عندما أقرأ و أسمع ، أن مدرب أو لاعب كرة قدم ، يساهم بتخفيض أجره ، كوسيلة منه لدعم فريقه و مستخدمي فريقه.
قرأت عن عدة لاعبين تبرعوا مالياً بمبالغ ضخمة ، و هي مبادرات شخصية ، ليس هناك أي ضغط سياسي أو أمر حكومي أو ما شبه.
الشعوب تنتظر دائمًا من الزعماء و السياسين تضحيات نحو الوطن .
و أجمل شئ سمعته في حياتي هو ما فعله رئيس أوروغواي السابق، خوسيه موخيكا، الذي أُطلق عليه لقب "أفقر رئيس في العالم"، بسبب أسلوب حياته شديد التقشف، بحيث إنه كان لا يرغب في الحصول على أي راتب تقاعدي عن فترة خدمته كعضو في مجلس الشيوخ. أين أنتم يا زعماء العرب و المسلمين .؟
و هناك بعض الرؤساء الغير عرب صراحة سيتدكر العالم أسماءهم و رسخت بعض أعمالهم و أفعالهم بأقلام من ذهب ، و منهم الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، عندما أعلن أنه سيعرض الطائرة الفاخرة التي كان يسافر على متنها سلفه لما يشبه البيع عن طريق اليانصيب قبل أن نسمع عن فيروس كورونا في مسعى لجمع أموال لدعم المستشفيات الحكومية.
و كذلك لن ننسى ما فعلته رئيسة ملاوي( جويس باندا )
قبل سنوات، بحيث أمرت ببيع الطائرة الرئاسية وعشرات السيارات المخصصة لوزراء وخفّضت راتبها بنسبة الثلث.
و للتذكير :باعت ( جويس باندا )رئيسة ملاوي طائرة الرئاسة الفخمة التي اشتراها الزعيم الراحل بينغو وا موثاريكا مقابل 15 مليون دولار، وذلك لتدبير سيولة للدولة الأفريقية الفقيرة.
وكان الراحل بينغو وا موثاريكا قد اشترى الطائرة في عام 2009 بمبلغ 22 مليون دولار، قائلا إنها تلائم مكانته وإنها أرخص من الطيران على الخطوط التجارية.
للإشارة فإن رئيسة ملاوي( جويس باندا ) ومنذ توليها منصبها خفضت راتبها بنسبة 30% وتعهدت ببيع 35 سيارة مرسيدس يستخدمها أفراد حكومتها، كما طبقت سلسلة من إجراءات التقشف.
هناك زعماء لن تنساها شعوبها ، و سيتدكرهم التاريخ بكل فخر ، مثل الرئيس الشهيد الدكتور مرسي الرئيس الشرعي الوحيد للمصر.
و هناك زعماء و أنظمة و ملوك إلى مزبلة التاريخ لن يتدكرهم سوى المنافقين.
✍️ عادل العود أبو آدم
✍️ElAoud Adil ✍️
🇲🇦 adil.elaoud1975@gmail.com 🇲🇦