انتقل إلى المحتوى

مستخدم:عبدالرحمن الكندي ١٠/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أثير- تاريخ عمان

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي



“أبلغت بريطانيا الأمم المتحدة اليوم أنها تخلت عن ادعاءاتها الخاصة بامتلاك ثماني جزر تقع تجاه شاطئ شبه الجزيرة العربية، وأنها جميعًا جزء من جمهورية جنوب اليمن الجديدة، باستثناء جزر كوريا موريا التي اختارت الانضمام إلى مسقط، على أساس أنها لم تكن ترتبط بعدن”.



هذا نص خبر صحفي نشرته جريدة الأهرام المصرية في الثاني من ديسمبر من عام 1967 ويتعلق باعتزام بريطانيا التخلي عن عدد من الجزر التي كانت تديرها في منطقة شبه الجزيرة العربية، وما يهمنا هنا هو الجزء المتعلق بإنهاء إشرافها على جزر كوريا موريا (الحلانيات) بعد حوالي 113 عامًا من امتلاكها بعد أن تم إهداؤها لهم من قبل السلطان سعيد بن سلطان سنة 1854 في إطار العلاقات الوديّة بين البلدين.


“أثير” تستعرض في هذا التقرير ملامح من تاريخ هذه الجزر منذ سنة 1854 وحتى معاهدة تسليم الجزر لحكومة مسقط في سنة 1967، حيث سيتم استعراض بعض المعلومات حول موقع الجزر ومكوناتها، وبداية الاهتمام البريطاني بها وأسبابه، وأبرز الأحداث التي ارتبطت بها، واستعراض تقارير بعض من زارها من المسؤولين البريطانيين، ومعاهدة التنازل سنة 1967، وموقف اليمن الجنوبي (وقتها) من المعاهدة والتنازل.

جزر الحلانيات(كوريا موريا سابقًا)



تتكون الحلانيات من خمس جزر صخرية تقع في بحر العرب إلى الجنوب من شليم مقابل نيابة الشويمية وتبعد عن مركز الولاية بمسافة 41 ميلا بحريا تقريبا، كما تبعد عن نيابة حاسك التابعة لولاية سدح حوالي 50 كيلومترا وتقدر المساحة الإجمالية لجزر الحلانيات بحوالي 45 كيلومترا مربعا، وتعد (جزيرة الحلانية) ومساحتها 25 كيلومترا مربعا أكبر هذه الجزر وتتوسطها، وتقع شرقها جزيرتا القبلية وغرزوت، أما غربها فجزيرتا السودة والحاسكية، وتعد جزيرة الحلانية الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان.


تتميز تلك الجزر بالتنوع التضاريسي الهائل من الصحاري والمرتفعات والعيون والخلجان والرؤوس البحرية والشواطئ وتشتهر جزر الحلانيات بطيورها وأغنامها وكذلك السلاحف البحرية النادرة والأسماك الكبيرة الموجودة في كل جزيرة من خمس جزر بكثرة.


بداية الاهتمام البريطاني بالجزر



بدأ الاهتمام البريطاني بتلك الجزر بعد مرور الكابتن أورد (Ord) قائد إحدى السفن التجارية البريطانية بها سنة 1844م، حيث اكتشف أورد وجود نوع معين من السماد الذي يطلق عليه الجوانو Guano ، وعند عودته إلى لندن أطلع كلارندون وزير الخارجية البريطاني بأهمية ذلك لبريطانيا.


بعد ثبوت مصلحة بريطانيا بامتلاك تلك الجزر، طلب وزير الخارجية من الميجور هامرتون إجراء تحقيق عن الوضع العام فيها، وبناءً على ذلك استدعي الكابتن فريمانتل Fremantle إلى وزارة الخارجية، وأعطي التعليمات بالذهاب إلى زنجبار والتحقق من هامرتون فيما إذا كانت تلك الجزر من متعلقات السيد سعيد، وإذا كان الأمر كذلك عليه أن يقترح بمساعدة هامرتون تنازل السيد سعيد لأنها ” عديمة الفائدة له إطلاقًا”، بينما هي ذات فائدة عظيمة لبريطانيا ” كمحطة ربط بين بومباي وعدن”، وخوّل فريمانتل أن يعرض على السلطان مبلغًا وقدره عشرة آلاف باوند إسترليني.



بعد وصول فريمانتل إلى زنجبار، زوده الميجور هامرتون برسالة إلى السلطان سعيد الذي كان في مسقط، وتنفيذًا للمهمة الموكولة إليه توجه فريمانتل إلى مسقط لمقابلة السلطان سعيد، وعن نتائج تلك المقابلة يذكر فريمانتل:

” لقد استقبلني باهتمام بارز، وبأسلوب المجاملة واللطف الذي يميز صلته بالشعب الإنجليزي مبديًا استعداده بتقديم رد فوري على أي اتصال مع حكومة صاحبة الجلالة “، ويضيف فريمانتل أن السيد سعيد بعد أن قرأ رسالة الميجور هامرتون لم يتردد في الجواب الذي كان إيجابيًا بكل معنى الكلمة، وكان رد السيد أنه ” إذا احتاجت صاحبة الجلالة إلى أي جزء من ممتلكاته أو كلها سواء في الجزيرة العربية أو في أفريقيا، فإنه سيكون مسرورًا لتسليمها لها”.


بل إن السلطان رفض فكرة التعويض وكتب وثيقة تنازل سريعة، وفي 14 يوليو 1854م وقعت هذه الوثيقة من السلطان سعيد، وفريمانتل شاهدًا عليها وتضمنت: ” من سعيد بن سلطان إلى كل من يرى هذه الوثيقة سواء كان مسلمًا أو غيره.. لقد وصلني من الأمة القوية (إنكلترا) الكابتن فريمانتل من الأسطول الحربي للمملكة العظمى طالبًا مني جزر كوريا موريا …. وإني هنا أسلم للملكة فيكتوريا الجزر المشار إليها لتصبح ممتلكات لها أو لوارثيها أو خلفائها من بعدها، وكبرهان فإني أثبت توقيعي وختمي، أصالةً عن نفسي وابني من بعدي…”.


ويبدو أن تسليم السلطان سعيد للجزر لم يكن من قبيل الضعف أو المهادنة؛ بقدر بعد نظر السلطان ورؤيته للأمور من زاوية المصلحة العامة، فالجزر قد لا تكون بتلك الأهمية الاستراتيجية الكبيرة بالنسبة له، ويمكن الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية أكبر في حالة تسليمها للبريطانيين، خاصًة وأن السلطان كان يحرص على التوازن في علاقاته الدولية، ويدرك في الوقت ذاته قوة بريطانيا وأهميتها السياسية، وقدرتها على إدارة الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية في ذلك الوقت.



اسم الطالب : عبدالرحمن بن زاهر بن سعيد الكندي

المدرسة : الشيخ ناصر بن راشد الخروصي

الصف : ثامن / 2

اشراف : أ/ بدر الوردي