انتقل إلى المحتوى

مستخدم:عبدالله عاصم/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


نبذة عن المؤلف[عدل]

أستاذ اللسانيات واللغات الحديثة ، ومدير البرنامج العربي في جامعة سَفُك Suffolk ببوسطن . وهو سوري بالمولد فلسطيني بالاختيار ، قام بتأليف وترجمة وتحرير ٢٤ كتابا من أولها كتاب عن الشعر والجنس والثورة مع الشاعر الراحل نزار قباني ( بيروت ١٩٧١ ) وآخرها الطبعة الثالثة من كتاب The open veins of Jerusalem ( نيويورك ، منشورات جامعة سيراكوس ) ، ومن كتبه باللغة العربية أسئلة الشعر ( بيروت ١٩٧٩ ) وحق التضحية بالآخر : أميركا والإبادات الجماعية ( رياض الريس - بيروت ٢٠٠٢ ) وتلمود العم سام ( رياض الريس - بيروت ٢٠٠٤ ) وأميركا والإبادات الثقافية : لعنة كنعان الإنكليزية ( رياض الريس - بيروت ٢٠٠٩ ) وأميركا والإبادات الجنسية ( رياض الريس - بيروت ٢٠١٢ ) . في مايو ١٩٨٣ قدّم له ماريو زاكاري نائب رئيس البرلمان الأوروبي وسام أوروبا لجهوده في حوار الحضارات . ومنير العكش مؤسس ورئيس تحرير مجلة جسور التي تصدر بالإنكليزية على شكل كتاب بالتعاون مع منشورات جامعة سيراكوس بيويورك ، كما أنه يشارك في إدارة عدد من مراكز الأبحاث العربية في الولايات المتحدة .[1] والكتب الأربعة : أميركا والإبادات الجماعية - تلمود العم سام - أميركا والإبادات الثقافية - أميركا والإبادات الجنسية تحتوي على عدد من الملاحظات الأكاديمية ، فيوجد أخطاء تاريخية ويوجد معلومات مبتورة وتوجد أحيانا ترجمات غير دقيقة كما يوجد مبالغات في عرض المعلومات ، كما أن التشتت وعدم الترابط بين الفصول سمة عامة على هذه الكتب الأربعة .


الأخطاء الأكاديمية في كتب الدكتور منير العكش[عدل]

تحديد موقع مدينة نَكَن شَتَنكِه[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

وبهذه العنصرية التي تسللت بكل ساديتها إلى مملكة الموت أقيم متحف الهولوكوست في واشنطن على أنقاض السوق التجاري لمدينة نَكُن شَتَنكه الهندية ) [2] ، وقال : ( معظم المستعمرات الإنكليزية بنيت في مجاهل العالم الجديد كما بنيت واشنطن الرابضة ببيتها الأبيض وقبة كابيتولها وبنتاغونها على أنقاض مدينة نَكن شَتَنكِه وأشلاء شعب كونوي [3] .

موقع مدينة نكن شتنكه يختلف عن موقع متحف الهولوكوست والبيت الأبيض ، وقد حدد الكابتن جون سميث موقعها في خريطته التي نشرت عام ١٦١٢ ، وهذا الموقع يقع حاليا في منطقة بننق Benning شرقي واشنطن في الضفة الشرقية من نهر البوتوماك، وهو يبعد عن منطقة الكابيتول والبنتاغون والبيت الأبيض وعامة المتاحف بما فيها متحف الهولوكوست بعدة كيلومترات ، كما حدد الكابتن سميث مواضع قرى أخرى تقع حول نكن شتنكه شرقي نهر البوتوماك وكلها تقع خارج حدود واشنطن الحالية وهذه القرى كانت تنتمي لشعب بيسكاتاواي Piscataway والمعروف بشعب كونوي Conoy [4] [5].




حجم مدينة نَكَن شَتَنكِه[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

تحت مدينة واشنطن مقبرة جماعية كانت في يوم من الأيام مدينة هندية حمراء مسالمة تدعى نَكن شَتَنكِه Naconchatanke كانت مدينة نَكن شَتَنكِه مركزا تجاريا زاهرا لشعب كونوي Conoy هنا على ضفاف نهر بوتومك قبل أن يبني جورج واشنطن عاصمته على أنقاضها [6] .

حجم مدينة نَكَن شتنكه لا يمثل إلا جزءا ضئيلا على أطراف العاصمة واشنطن ، وقد وصف الكابتن سميث المدينة في مذكراته بأنها محاطة بسور دائري قطره ٤٠٠ قدم مما يجعل مساحتها قرابة ٠.٠١٢ كيلومترا مربعا وذكر أن عدد المحاربين فيها قرابة ٨٠ رجلا مما يجعل العدد الكلي لسكانها قرابة ٤٠٠ نسمة ( مساحة واشنطن العاصمة ١٧٦ كيلومترا مربعا وعدد سكانها قرابة ٦٤٠ ألف نسمة ) [7] فحجم مدينة نكن شتنكه بالنسبة لحجم واشنطن لا يزيد عن حجم كرسي صغير بالنسبة لملعب كرة قدم .




مصير شعب كونوي ومدينة نكن شتنكه[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

شعب الكونوي الذي أباده الغزاة في ١٦٢٣ [8] .

ليس هناك من طفل أميركي يتعلم شيئا عما تحت الحداثة من دم وسلام ، عما لا يعرفه إلا الموتى ، عن أعضاء واشنطن السفلى ، عن مدينة نَكن شَتَنكِه وشعب كونوي الذي دفن عام ١٦٢٣ تحت عاصمة إسرائيل الجديدة ... أما الناجون الذين فروا من المذابح إلى جزيرة هيتر Heater في جنوب النهر وأسسوا فيها قرى وحواضر جديدة فسرعان ما أبيدوا بالجدري والسيف ونظرية الأمن ، وأحرقت قراهم وبيوتهم ومحاصيل حقولهم ليستولي على الجزيرة مستوطن متسلط من عائلة نلسون [9] .

الغزاة الذين هاجموا مدينة نَكن شَتنكِه هم هنود الباتاووميك Patawomeck بمساعدة المستوطنين الأوربيين الذين أسسوا مقاطعة جيمس تاون ( ١٨٠ كيلومترا جنوب واشنطن العاصمة ) في عام ١٦٠٧ ، وقد ذكر الكابتن هينري فليت أنه ذهب في عام ١٦٢٢ مع مجموعة من المستوطنين لتبادل البضائع مع قبائل الباتاووميك Patawomeck والتي تقع قريبا من مناطق شعب الكونوي الذي تعيش إحدى قبائله في مدينة نكن شتنكه ، ولكن زعيم شعب الباتاووميك رفض قبول الصفقة واقترح على المستوطنين مساعدتهم بخمسين راميا من قبيلته لمهاجمة أعدائه في نَكن شَتَنكِه ، وبالفعل تم الهجوم وقتلوا ١٨ شخصا من مدينة نَكن شَتَنكِه وشردوا النساء والأطفال في الغابات وأحرقوا المدينة ، وهرب الناجون إلى قرية مويون Moyaone التي تنتمي لشعب الكونوي والتي قام أهلها بالثأر للمذبحة بمهاجمة شعب الباتاووميك ، وقد أعيد إعمار مدينة نكن شتنكه وقام أهلها في عام ١٦٢٣م بمهاجمة ستة وعشرين رجلا من المستوطنين الأوربيين وقتلوا منهم مجموعة وأسروا الباقين ، وكان من ضمن الأسرى الكابتن هنري فليت الذي بقي أسيرا في نَكن شَتَنكِه لمدة خمس سنوات تعلم خلالها لغة أهلها ، وقد عاد لزيارة المدينة مرة أخرى عام ١٦٣٢م ووصف موقعها واشتقاقها اللغوي ، وأن اسم نكن شتنكه مشتق من أناكوستيا والمنطقة ما تزال محتفظة باسمها حتى الآن [10] . وقد وبقي سكان نكن شتنكه فيها إلى قرابة عام ١٦٦٨ حيث نزحوا إلى ما يعرف اليوم بجزيرة روزفلت في غرب منطقة واشنطن [11] .




نسبة آثار العصر العتيق إلى شعب نَكن شتنكه[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

في حفريات ١٩٧٥ عندما كانت تكنولوجيا الحداثة تحفر مسبحا داخل حديقة البيت الأبيض للترفيه عن سيد القصر وجد علماء الآثار ما وصفوه يومها بأنه "آثار ورمم بشرية تعود إلى مدينة نَكن شَتَنكِه وشعب كونوي" ، وسرعان ما انعقدت الألسنة الطويلة وصودرت الأشباح وأهيل التراب على جثة الفضيحة وامتد بساط الأعشاب من جديد فوق مقبرة المجاهل المعروفة باسم حديقة الورد … وهناك على مسافة قريبة ما بين البيت الأبيض ومبنى الكونغرس كشفت الحفريات أيضا عن مقلع للحجر الصابوني steatite مطمور تحت منطقة المتاحف The Mall وبعض العمائر الرومانية الرسمية تحيط به مواقع صناعية مختلفة كان حرفيو شعب كونوي يصنعون فيها الأطباق والغلايين والجرار والقدور من هذا الصخر الصابوني الناعم ، من هذه المجاهل المستنقعية التي أقيم فوقها الآن - للإمعان في السادية - متحف الهولوكوست كان شعب كونوي ينشط في تجارته مع شعوب بوهاتان وتوسكارورا ومونتوك ونانتيكوك وغيرها [12] .

كانت عمليات التنقيب نشطة جدا في منطقة واشنطن خلال القرن العشرين ، وقد تم استخراج آلاف القطع الأثرية في المناطق التي سكنها شعب الكونوي شرقي نهر البوتومك على بعد عدة كيلومترات من منطقة البيت الأبيض ، وتم تحديد موضع أسوار مدينة نكن شتنكه وغيرها من المدن القريبة منها ، أما القطع التي تم العثور عليها في حديقة البيت الأبيض عام ١٩٧٥م فكانت لبقايا أدوات قديمة عددها سبع عشرة قطعة من المرو وقطعة واحدة من الفخار ، وبعض القطع يعود إلى العصر العتيق ( ٢٠٠٠ قبل الميلاد - ٨٠٠ قبل الميلاد ) وبعضها يعود إلى العصر الخشبي ( ١٠٠٠ قبل الميلاد - ١٠٠٠ بعد الميلاد ) ، كما عُثر على قطعة من الفحم يعود زمنها إلى عام ١٨٣٠م ، وكان هذا الاكتشاف دافعا لإجراء المزيد من عمليات التنقيب في منطقة البيت الأبيض فاستمرت الحفريات وتم العثور في عام ١٩٧٦ على مجموعة أخرى من الآثار من المرو والسيراميك وبعض العظام التي تعود إلى حقبة العصر الخشبي [13] وهذه الآثار لا تعود لمدينة نكن شتنكه التي كانت جزءا من شعب الكونوي ( البسكاتاوي ) لأن شعب الكونوي قدم إلى المنطقة قرابة عام ١٣٠٠م وهاجر منها عام ١٦٦٨م [14] فالآثار تعود لشعوب أخرى سكنت المنطقة في أزمنة قديمة قبل قدوم شعب الكونوي .



تسميم زعيم قبيلة التشيسكياك[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

هنا على ضفاف نهر البوتوماك تورط المستعمرون الإنكليز تلك السنة في إحدى حروبهم الشفافة عند مفاوضتهم مع القبائل التي كان يعيش بعضها حيث يقام متحف الهولوكوست اليوم ، كان الزعيم الهندي تشيسكياك Chiskiack يتولى المفاوضات ، وقد دشنها الإنكليز بدعوته هو وحاشيته الهنود لشرب الأنخاب تعبيرا عن الصداقة الخالدة بين الأمتين ، وكانت أنخاب الصداقة كالعادة مسمومة طرحت الزعيم تشيسكياك صريعا تحت أقدام مفاوضيه ، وقَتلت معه أسرته ومستشاريه ومئتين من حاشيته [15] .

كيسكياك Kiskiack أو تشيكياك Chiskiack لم يكن زعيما هنديا وإنما هو اسم إحدى قبائل شعب البوهاتان Powhatan Confederacy والتي من بينها قبيلة البامونكي Pamunkey ، وقبائل البوهاتان كانت تستوطن ولاية ميريلاند التي تقع شرقي واشنطن ولم يكن لها وجود في منطقة واشنطن الحالية ، وكان زعيم شعب البوهاتان هو القائد أبوتشيغينوف Opechancanough وقد حدث بين قبائل البوهاتان والمستوطنين الأوائل كثير من المناوشات منذ إنشاء مستوطنة جيمس تاون عام ١٦٠٧ ، ومن الأهم الأحداث التي وقعت في تلك الفترة مذبحة عام ١٦٢٢م حين هاجم هنود البوهاتان بقيادة أبوتشيغينوف مستوطنة جيمس تاون وقتلوا من الإنكليز ٣٣٠ ما بين رجل وامرأة وطفل ، ودمروا المستوطنة ومعها عدد من المستوطنات الإنكليزية الأصغر وهدموا البيوت وأحرقوا المحاصيل ، فقام المستوطنون الإنكليز لاحقا بالثأر بإحراق محاصيل وقرى الهنود حتى سعى الطرفان إلى الهدنة ، فاجتمع قائد المستوطنين الكابتن وليام تكر William Tucker بالقائد أبوتشيغينوف في مايو ١٦٢٣ في منطقة الباتاوومك والتي تقع على بعد خمسين كيلومترا جنوب غربي واشنطن وهناك وقعت حادثة التسميم [16] إلا أن القائد أبوتشيغينوف نجا من السم وعاد إلى قبيلته وعاش بينهم حتى بلغ من الكبر عتيا ، وقادهم بعد سنين عديدة في هجمة أخرى على المستوطنين الإنكليز عام ١٦٤٤م وقتلوا منهم ٤٠٠-٥٠٠ [17] [18] وعاش بعدها إلى عام ١٦٤٦م حيث توفي فيها .



إخفاء كتاب واغنر وآلن ستيرن[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

حتى الكتاب الذي وضعه واغنر وآلن ستيرن بعنوان : تأثير الجدري على مصير هنود أميركا اختفى من الأسواق ومن معظم المكتبات الجامعية ولم تدخله مكتبة الكونجرس في فهارسها [19] .

الكتاب موجود في مكتبة الكونغرس [20] .



نشر الجدري باستخدام البطانيات في حصن بت[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

في أواخر ما يسمى بالحرب الهندية الفرنسية ظهرت أول وثيقة دامغة تثبت استخدام الغزاة للسلاح الجرثومي عمدا ، وتؤكد أن إبادة الهنود بالسلاح الجرثومي كان سياسة رسمية ، ففي سيناريو كلاسيكي … كتب القائد الإنكليزي العام اللورد جفري أمهرست Jeffrey Amherst في عام ١٧٦٣م أمرا إلى مرؤوسه الكولونيل هنري بوكيه Henry Bouquet يطلب منه أن يجري مفاوضات سلام مع الهنود ويقدم لهم بطانيات مسمومة بجراثيم الجدري " لاستئصال هذا الجنس اللعين … طلب اللورد أمهرست من الكابتن بوكيه وبعبارات صريحة لا تحتمل التأويل أن ينشر مرض الجدري بين القبائل الهندية التي لم تصب به بعد ، وأجاب بوكيه لاحقا : " سأحاول جهدي أن أسممهم ببعض الأغطية الملوثة التي سأهديها إليهم ، وسأتخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا أصاب بالمرض " ، ولم يخف اللورد فرحه بالفكرة ، لكنه نصح له في رسالة جديدة بأن يستخدم الأغطية المسممة وكل وسيلة ممكنة لاستئصال هذا الجنس اللعين [21] .

وهناك تأكيد آخر على هذه الدموية الباردة وارد في يوميات وليم ترنت قائد المليشيا في مدينة بيتسبرغ أيام الحرب على الزعيم بونتياك حيث يقول : أعطيناهم بطانيات ومناديل من مستشفى الجدري ، أرجو أن تفعل فعلها ويكون لها النتيجة المنتظرة ، ثم يضيف قائلا : إن خطة هذه الحرب البيولوجية تمت بموافقة اللورد أمهرست ومساعديه [22] .

الإضافة الأخيرة المنسوبة إلى يوميات وليام ترنت William Trent قائد المليشيا في مدينة بيتسبرغ غير صحيحة ، فالنص يقول : ( أعطيناهم بطانيتين وبضعة مناديل من مستشفى الجدري ، وأرجو أن تفعل فعلها ويكون لها النتيجة المنتظرة ، وقد أخبرونا لاحقا أن شعب لنقونير تعرض لهجوم ولكن الأعداء انهزموا ) [23] أما الجملة الإضافية ( إن خطة هذه الحرب البيولوجية تمت بموافقة اللورد أمهرست ومساعديه ) فغير موجودة . وبالرغم من صحة الرسائل الواردة إلا أن نشر الجدري عن طريق البطانيات لم يكن سياسة رسمية لأنها وسيلة غير فعالة من ناحية طبية ، فالجدري عبارة عن فيروس وليس جرثومة ، وبخلاف الجراثيم فإن غالب الفيروسات تموت سريعا بعد مغادرة جسم الإنسان إلا تحت ظروف معينة ، فالحرارة والبرودة والرطوبة والجفاف وأشعة الشمس كلها عوامل تؤدي إلى القضاء على فيروس الجدري خلال أقل من يوم [24] . والذي يؤكد فشل هذه الطريقة أن العدوى لم تنتقل لترتلس هارت Turtles Heart ومامالتي Mamaltee اللذين استلما البطانيات من الإنكليز ، وقد ذكر وليام ترنت في يومياته أنهما استلما البطانيات بتاريخ ٢٤ يونيو ١٧٦٣م ، ثم ذكر أنه بتاريخ ٢٢ يوليو ١٧٦٣م جاء وفد من الهنود من بينهم ترتل هارتس ومامالتي لإجراء بعض المفاوضات [25] ، أي أنهما بقيا على قيد الحياة ٢٨ يوما بعد استلام البطانيات ، في حين أن أعراض الجدري تظهر بعد الإصابة بأقل من أسبوعين ، بل إن ترتلس هارت كان ممثلا لشعب الديلاوير في اتفاقية حصن ستانويكس عام ١٧٦٨م [26] وذلك بعد استلامه البطانيات بخمس سنين .


انتشار الجدري بعد إهداء البطانيات الملوثة[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

وببطانيتين وبضعة مناديل تم تلويثها في مستشفى الجدري انتشر الوباء بين أربعة شعوب هندية هي الأوتاوا Otawas والمينغو Mingos والمايامي Miamis والليني لونابيه Lenni Lenapes وأتى على أكثر من مائة ألف طفل وشيخ وامرأة وشاب منهم [27] .

يوجد عدة شهادات لتوثيق حادثة انتشار الجدري عام ١٧٦٣م وهي تذكر أن مصدر الجدري لم يكن البطانيات ، خصوصا أن من استلم البطانيات وهما ترتلس Turtles Heart ومامالتي Mamaltee لم يصبا بالجدري [28] [29][30] . فذكر توماس هتشنتس Thomas Hutchins في مذكراته أن المرض ( بدون تحديد نوع المرض ) قد بدأ بالانتشار في الهنود في سبتمبر ١٧٦٢ وأنهم يموتون كل يوم [31] ( قبل حادثة البطانيات بقرابة عشرة أشهر ) ، وذكر قيرتشوم هيكس Gershom Hicks أن المرض بدأ بالانتشار بين الهنود منذ فصل الربيع [32] ( قبل حادثة البطانيات بأشهر ) ، كما ذكر جون مكولو John McCullough في مذكراته أن الهنود هاجموا مستوطنة للأوروبيين اسمها جونياتا Juniata ، وكانت الجدري منتشرة في المستوطنة في ذلك الوقت فأصيبوا بالمرض ومات بعضهم في طريق العودة ، ونقلوا المرض للآخرين بعد عودتهم [33] وكان الهجوم على جونياتا في الخامس أو العاشر من شهر يوليو من عام ١٧٦٣م [34] . فمصدر الجدري لم يكن البطانيات كما أن الجدري كانت منتشرة بين الهنود قبل الحادثة .



محاولة إخفاء وثيقة أمهرست[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

وقد اشتركت قوى الحضارة في حرب ضارية لإخفاء هذه الوثيقة وغيرها من الوثائق المشابهة عند اكتشافها في أواخر الثلاثينيات ، وما يزال المؤمنون بوحدانية الهولوكوست إلى الآن يحاولون إثارة الشكوك حولها والتقليل من شأنها واتهامها بأنها من حبك عقلية المؤامرة وأنها ستشجع على الكراهية ، وكان هوارد بيكهام رئيس الرابطة التاريخية الأمريكية الذي اكتشف الوثيقة قد أخفاها وما معها من مرفقات لمدة سبع سنين بحجة أنها تعطي انطباعا سيئا ، ولم يعترف بوجودها إلا عندما عثر عليها المؤرخ آلن ستيرن بالمصادف .[35]

مراسلات اللورد أمهرست مطبوعة في كثير من المصادر قبل نهاية الثلاثينيات وبعدها ، ومن هذه المصادر مجلة العالم الأدبي في بوسطن The Literary World عام ١٨٧٠م [36] وكتاب فرانسيس باركمان Francis Parkman المطبوع عام ١٨٨٠م [37] ومجلة المراقب The Spectator المطبوعة عام ١٨٨٧م [38] وكتاب فرانسيس فريمانتل Francis Fremantle المطبوع عام ١٩٠١م [39] وتقرير مونتغمري عن مواقع حصون بنسيلفينيا المطبوع عام ١٩١٦ [40] وكتاب شلارمان المطبوع عام ١٩٣٠م [41] وغيرها ، بل ذكر الدكتور منير العكش نفسه أن رسائل اللورد أمهرست محفوظة في مكتبة الكونغرس وأنها جمعت بهدف حمايتها خلال الحرب العالمية الثانية [42] .



إهداء أغطية موبوءة بالجدري لهنود المندان في فورت كلارك[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

هناك وثيقة أخرى تتحدث عن إهداء أغطية مسمومة بجراثيم الجدري لهنود المندان Mandan في فورت كلارك ، وقد نقلت هذه الأغطية إلى ضحاياها في ٢٠ حزيران/يونيو ١٨٣٧م من محجر عسكري لمرضى الجدري في سان لويس على متن قارب بخاري اسمه القديس بطرس فحصدت كذلك في أقل من سنة واحدة أكثر من مائة ألف طفل وشيخ وامرأة وشاب [43] .

ثم علق في الحاشية قائلا :

هذه أكثر التقديرات تواضعا لعدد الضحايا . راجع Evan Connell في Son of The Morning Star ص١٦ .

م علق في الحاشية : ( هذه أكثر التقديرات تواضعا لعدد الضحايا . راجع Evan Connell في Son of The Morning Star ص١٦ ) . المسافة من مدينة سان لويس وإلى فورت كلارك Fort Clark تزيد عن ١٦٠٠ كيلومتر ، وبقاء فيروس الجدري حيا في رحلة نهرية بهذا الطول وفي فصل الصيف مستبعد من ناحية طبية لأن فيروس الجدري لا يستطيع العيش خارج جسم الإنسان وتحت هذه الظروف لأكثر من ٢٤ ساعة [44] ، كما أن القارب مملوك لشركة تعمل في نقل الفرو ، وزبائن الشركة هم الهنود الذي أصيبوا بالحمى ومن المستبعد - على الأقل من ناحية اقتصادية - أن تقوم الشركة بقتل زبائنها [45] . وهذه الحادثة موثقة بعناية في كتابات عدد من شهود العيان ، وقد ذكروا أن سبب انتقال الجدري هو أن أحد البحارة أصيب بها ثم انتقل المرض إلى بعض الملاحين [46] ، وقد غادر جاشوا بيلتشر Joshua Pilcher المركب في فورت كيوا Fort Kiowa ( قبل الوصول إلى فورت كلارك بأربعمائة كيلومتر تقريبا ) ، وقام بإرسال رسالة إلى رئيسه ويليام كلارك William Clark يخبره فيها بأن الجدري قد انتشرت في المركب وأن من ضمن من أصيبوا فيه ثلاث نساء من هنود الأريكارا Arikara والذين كانوا يسمّون باسم Rees ، وكذلك ذكر ويليام فلكيرسون William Fulkerson أن المرض انتشر في السفينة قبل وصولها إلى فورت كلارك ، وأنه طلب من قبطان السفينة أن يخرج المرضى من السفينة ولكن القبطان رفض ذلك خوفا من التأخر في الوصول إلى وكلائه ، وقد احتمل جاشوا بيلتشر في رسائله أن تكون الجدري قد انتقلت إلى الهنود عن طريق النساء الثلاث من هنود الأريكارا عند وصولهن إلى أهاليهن ، وهذا هو الرأي الذي يميل إليه معظم المؤرخين ، وهناك رأي آخر لسبب انتقال العدوى ذكره ويليام فلكيرسون William Fulkerson وفرانسيس تشاردون Francis Chardon وهما شاهدا عيان للحادثة هو أن أحد الهنود تسلل إلى المركب وقام بسرقة بطانية أحد المرضى المصابين بالجدري [47] ، وممن مال إلى هذا القول إيفان كونيل Evan Connell وهو نفس المصدر الذي نقل منه الدكتور العكش الحادثة [48] وذكر أيضا أن المستوطنين قاموا بتحذير الهنود من انتشار الجدري بينهم وطلبوا منهم اتخاذ الحذر إلا أن الهنود لم يستجيبوا لذلك . وأما عدد الضحايا الذي وصفه الدكتور العكش بأنه ( أكثر التقديرات تواضعا ) فهو أكثر التقديرات مبالغة ، فهنود المندان على سبيل المثال كان تعدادهم قبل الوباء ما بين ١٦٠٠ إلى ٢٠٠٠ رجل تناقصوا إلى ١٣٨ رجلا مما يجعل عدد الضحايا الكلي منهم لا يجاوز الألفين [49] وقد قدّر رسل ثورنتون عدد الضحايا بما لا يزيد عن عشرين ألفا [50] .


تعقير ٤٢ بالمائة من النساء الهنديات[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

في منتصف سبعينيات القرن العشرين اكتشفت الطبيبة الهندية كوني أوري Connie Uri في سجلات المستشفى الذي تعمل فيه في ولاية أوكلاهوما نسبة مرتفعة جدا من عدد النساء اللواتي أخضعن لعمليات التعقير ، ولدهشتها فقد تبين لها أن الضحايا كلهن من نساء الهنود ، وأنهن أخضعن لعمليات التعقير بعد يوم أو يومين من وضعهن ، وأنهن أخضعن لعمليات التعقير بعد يوم أو يومين من وضعهن ، ولاحظت أوري أنه خلال شهر تموز/يوليو ١٩٧٤ بلغ عدد اللواتي تم تعقيرهن في هذا المستشفى وحده ٤٨ ضحية سبقته مئات العمليات التي لا تتم عادة إلا في حالات السرطان ، ولتغطية الجريمة عمد المسؤولون إلى ابتزاز الضحايا وفقرهن وحاجتهن إلى العلاج لإجبارهن بأساليب مختلفة على توقيع موافقة على أن يصبحن عاقرات ، من ذلك مثلا رفض إجراء عمليات الإجهاض أو الولادة إلا بعد الموافقة على استئصال الرحم ، أو تهديد الأم بأنها غير مؤهلة لتربية أولادها وأن عليها أن تتخلى عنهم للمؤسسات الرسمية المعنية أو أن توقع على الموافقة ، ومن ذلك اختراع أسباب طبية مختلفة لإخضاعهن لعمليات إضافية بعد الولادة مباشرة دون إعلامهن بأنها عمليات تعقير ، وتقول هيلين غرين في المجلة الأميركية للصحة العامة : ( إن التحقيق الذي أجرته بين شعب نافاهو أكد أن ٣٠,٧ بالمائة من نسائهم ( وكلهن دون الثلاثين ) أخضعن لعمليات تعقير ، أما الدولة فقد أغمضت عينيها عن هذه التقارير إلى أن أثارها رسميا السناتور جيمس أبو رزق المعروف بتعاطفه مع قضايا الهنود ، ولم تلوّح بعصاها إلا بعد أن تبين لها أن عددا من نساء البيض يجرين هذه العملية طوعا ، وعندها اكتشفت أميركا الرسمية لا أخلاقية التعقير ، وسن الكونغرس قانونا يعاقب من يمارسه [51] .

ومن ذلك أيضا المساعدة على تعقير ٤٢ بالمائة من النساء الهنديات القادرات على الحمل قبل أن تفتضح هذه الجريمة في منتصف السبعينيات ويتوقف العمل بها ظاهريا من دون معاقبة أحد ومن دون أن يخسر وظيفته أحد [52] .


الدراسة التي أجرتها الطبيبة الهندية كوني أوري كانت في سجلات أحد المستشفيات التابعة لوكالة الخدمات الصحية الهندية Indian Health Service وهذه المستشفيات لا تستقبل إلا الهنود [53] ، وهذه المستشفيات موجودة في ١٢ منطقة ، وحوادث التعقير صحيحة إلا أن الأرقام المنشورة أقل من المذكور ، فقد قامت الحكومة بإجراء تحقيق في الموضوع بعد تبني السيناتور جيمس أبو رزق James Abouresk له ، وقامت وكالة الخدمات الصحية للهنود بنشر بياناتها في الدراسة التي شملت أربع مناطق من المناطق الاثنتي عشرة وغطت الإحصائية الفترة من ١٩٧٣-١٩٧٦م ، ومما جاء فيها :

  • عدد النساء المسجلات في المستشفيات من جميع الأعمار ١٤٤,٢٨٥ امرأة [54] .
  • عدد النساء المسجلات في المستشفيات في عمر ما بين ١٥ إلى ٤٤ سنة ٥٤,٨٨٨ امرأة [55] .
  • تم إجراء ٣٠٤٦ عملية تعقير غير اختيارية من جميع الأعمار [56] .
  • تم إجراء ٣٠٠١ عملية تعقير غير اختيارية على النساء في عمر ما بين ١٥ إلى ٤٤ سنة [57] .
  • مجموع عمليات التعقير الكلي للنساء من جميع الأعمار خلال الفترة المذكورة كان ٨٠٢١ عملية [58] .

وباستخدام هذه الإحصائيات يمكن استنتاج أن العدد الكلي للنساء اللاتي خضعن لعمليات التعقير ممن هن في سن الإنجاب كان ٧٠٦٧ امرأة تقريبا ، وبالتالي فإن نسبة النساء اللاتي خضعن للعملية ممن هن في سن الإنجاب يقارب ١٣ بالمائة وليس ٤٢ بالمائة ، من بينهن ٥,٥ بالمائة عن طريق الإجبار و٧,٥ بالمائة عن طريق الاختيار .

والطبيبة أوري لم توضح المصدر الذي اقتبست منه نسبة ٤٢ بالمائة ، ومن المحتمل أن تكون النسبة استنتاجا خاطئا لنسبة عدد النساء اللاتي خضعن للتعقير الإجباري ( ٣٤٠٦ امرأة ) من مجموع النساء اللاتي خضعن للتعقير ( ٨٠٢١ امرأة ) حيث إن نسبة ٣٤٠٦ من ٨٠٢١ تساوي ٤٢,٥ بالمائة . ومما يؤكد عدم صحة النسبة التي ذكرتها الطبيبة أوري أن تعداد الهنود في أميركا شهد خلال عقد السبعينيات أكبر زيادة في تعداد أفراده خلال عقود القرن العشرين ، حيث قفز التعداد من ٧٢٠ ألفا إلى مليون وأربعمائة ألف نسمة في زيادة تجاوزت ٧٠ بالمائة ، علما بأن معدل الزيادة خلال نفس العقد كان ٦ بالمائة للأميركان البيض و١٧ بالمائة للسود و١١ بالمائة لعامة السكان .

وعمليات التعقير الاختياري ما تزال قانونية وتخضع لها اختياريا ملايين النساء الأميركيات إلى الآن ، وتشير إحصائية حكومية منشورة في عام ١٩٩٥ إلى أن ٤١٪ من النساء الأميركيات المتزوجات أو المطلقات واللاتي ما زلن في سن الإنجاب قد خضعن للعملية ، من ضمنهن ١٢٪ لم يخضعن للتعقير ولكنهن مرتبطات بشركاء خضعوا للتعقير [59] .

العقد الأميركان البيض نسبة الزيادة خلال العقد الأميركان السود نسبة الزيادة خلال العقد الهنود الأميركان نسبة الزيادة خلال العقد التعداد الكلي نسبة الزيادة خلال العقد
١٩٠٠ 66,809,196 8,833,994 237,196 75,994,575
١٩١٠ 81,731,957 22.3٪ 9,827,763 11.2٪ 265,683 12.0٪ 91,972,266 21.0٪
١٩٢٠ 94,820,915 16.0٪ 10,463,131 6.5٪ 265,683 -8.0٪ 105,710,620 14.9٪
١٩٣٠ 110,286,740 16.3٪ 11,891,143 13.6٪ 332,397 36.0٪ 122,775,046 16.1٪
١٩٤٠ 118,669,275 7.6٪ 12,865,518 8.2٪ 333,969 0.5٪ 131,669,275 7.2٪
١٩٥٠ 134,942,028 13.7٪ 15,042,286 16.9٪ 343,410 2.8٪ 150,697,361 14.5٪
١٩٦٠ 158,831,732 17.7٪ 18,871,831 25.5٪ 343,410 60.6٪ 179,323,175 19.0٪
١٩٧٠ 177,748,975 11.9٪ 22,580,289 19.7٪ 827,255 50.0٪ 203,211,926 13.3٪
١٩٨٠ 188,371,622 6.0٪ 26,495,025 17.3٪ 1,420,400 71.7٪ 226,545,805 11.5٪
١٩٩٠ 199,686,070 6.0٪ 29,986,060 13.2٪ 1,959,234 37.9٪ 248,709,873 9.8٪

جدول ١ : التعداد الكلي والعرقي للأميركان خلال القرن العشرين [60] .


قصة لويس وتزل[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

ويروي المغامر لويس وتزل Lewis Wetzel أن غنيمته من فروات رؤوس الهنود كانت لا تقل عن أربعين فروة في الطلعة الواحدة ، ويُعتبر وتزل - وهو ابن مستوطنين مغامرين - من أبطال التاريخ الأمريكي وما يعرف بعمالقة الثغور ، جُرح صغيرا عندما كان أبواه يحاولان الاستيلاء على أراض هندية بالقوة ، في الرابعة عشرة دشّن أول ضحاياه ونذر نفسه لقتل الهنود [61] .

قصة لويس ويتزل موثقة في عدد كبير من الكتب منذ القرن التاسع عشر وإلى الآن ، وملخصها كما يرويه روبرت ماير Robert Meyer أن لويس ويتزل كان يعيش مع والديه وإخوته في منطقة منعزلة عن مناطق باقي المستوطنين ، فهاجم الهنود عام ١٧٧٧م منزل العائلة وأحرقوه وقتلوا والده وسلخوا فروة رأسه ، وأصابوا لويس بطلق ناري في صدره هشم جزءا من عظم القص الصدري وأخذوه وأخاه جايكوب أسرى ، وبعد مسيرة عشرين ميلا استطاع الأخوان الهرب والعودة إلى أمهما وعندها أقسم لويس على أخذ الثأر من أي هندي يراه في حياته [62] . ويذكر ويلس هاس Wills Hass نفس التفاصيل من الهجوم واختطاف الطفلين باستثناء مقتل الأب ، حيث يذكر أن الهنود قتل والد لويس عام ١٧٨٧م ، وأن لويس أقسم بعدها على أخذ الثأر [63] . أما عدد فروات الرؤوس الهندية التي جمعها لويس وأخوه طوال حياتهما فيذكر تشارلز مكنايت Charles McKnight أن العدد لم يتجاوز المائة فروة [64] .


نسبة ابتكار سلخ الرؤوس إلى الإنكليز[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

تعرضت الثقافة الهندية المسالمة لحملة تشويه لازمت حرب الإبادة وكانت سلاحا من أسلحتها ، لم يكتف التاريخ المنتصر بأن أطلق على غزواته واجتياحاته وحملاته العسكرية اسم "حروب الهنود" بل إنه أسقط كل عنفه وفظاعاته الدموية على الهنود بدءا بسلخ فروة الرأس وانتهاء بالتمثيل بالجثث … إنهم قبل أن يسلبوا الهنود جهودهم في الحضارة الإنسانية ويعرّوهم من إنسانيتهم أسقطوا عليهم أشنع فظاعاتهم كالعنف وسلخ فروة الرأس والتمثيل بالجثث وغير ذلك . [65] .

توجد دراسات أثرية كثيرة تثبت مارسة الهنود لعمليات سلخ فروة رؤوس أعدائهم والتمثيل بجثثهم قبل قدوم المستوطنين وبتواريخ يعود بعضها إلى ما قبل عام ٣١٠م ، وأشهر هذه الحوادث هو مذبحة كرو كريك التي وقعت في القرن الرابع عشر الهجري حيث تم قتل ٤٨٦ إنسان ما بين رجل وامرأة وطفل وتم سلخ فروة رؤوس ٤١٥ منهم [66] ، والجدول التالي يوضح نتائج بعض الدراسات الأثرية المنشورة لعمليات سلخ الرؤوس والتمثيل بالجثث التي قام بها الهنود قبل قدوم المستوطنين ، وهي تغطي مواقع جغرافية متباعدة [67] .

بعض حوادث السلخ التي قام بها الهنود قبل قدوم المستوطنين إلى أميركا

الموقع الذي حدثت فيه المذبحة الولاية الزمن التقريبي للمذبحة
هانقنق فالي Haning Valley [68] أيوا ١٩٠-٣١٠م
بام سايت Bahm Site [69] نورث داكوتا قبل ٥٠٠م
سبنسر لايك ماوندز Spencer Lake Mounds [70] ويسكنسن ٤٩٠-٥٨٠م
بلاسكي ماوند Blasky Mound [71] مينيسوتا قبل ٩٠٠م
مايسون سايت Mason Site [72] تينيسي ٦٨٠-٩٨٠م
سي آيلاند ماوند Sea Island Mound [73] جورجيا ١٠٠٠م
فاي تولتون Fay Tolton [74] ساوث داكوتا ٩٥٠-١٢٥٠م
فوسبيرغ Vosberg [75] أريزونا ١٠٥٠-١٢٥٠م
بي إل إم لاند BLM Land [76] كولورادو ١١٦٠-١٣٠٠م
نوفاكيوتاقا Nuvakwewtaqa [77] أريزونا ١٢٠٠-١٣٥٠م
غراسهوبر Grasshopper [78] أريزونا ١٢٠٠-١٣٥٠م
كرو كريك Crow Creek [79] ساوث داكوتا ١٣٢٥-١٣٩٠م
والاس ماوند Wallace Mound [80] نبراسكا ١٠٥٠-١٤٠٠م
هيروالد Heerwald [81] أوكلاهوما ١٣٣٠-١٤٣٠م
ماوندفيل Moundville [82] ألاباما ١٠٠٠-١٥٠٠م


تخليد الشخصيات التاريخية[عدل]

قال الدكتور منير العكش :

كثير من اللوحات التاريخية التي تخلد صورة وتزل [ يقصد لويس ويتزل Lewis Wetzel ] في مشاهد بطولية مختلفة ، وهناك مقاطعة في وست فرجينيا باسمه ، وكذلك هناك طريق عابرة للولايات باسمه ، وما تزال كهوفه ومواقع بطولاته محجا للأميركيين ، لوتزل الآن أكثر من عشرة مواقع احتفالية على الإنترنت وهناك لمن أراد الاستفاضة في سيرته عشرات الكتب التمجيدية [83] .

ويحتفظ متحف جامعة بنسلفانيا اليوم بجمجمة بيرس [ يقصد ألكسندر بيرس Alexander Pearce ] الذي يُعتبر بطلا شعبيا falk hero اتخذ منه الروائي ماركس كلارك Marcus Clarke بطلا لروايته For the Term of His Natural Life كما خلدته ألبومات الأغاني الشعبية منها واحدة لفرقة الروك الشهيرة Weddings Parties Anything بعنوان A Tale They Won't Believe [84] .

وهناك الآن أكثر من مدينة وموقع تاريخي تخليدا لذكره [ يقصد القائد الأميركي John Chivington ] [85] .

من أبطال هذه الظاهرة ألفرد بكر Alfred Packer … الذي خلدته هوليوود بعدد من الأفلام وصيغت سيرته في كثير من القصص والأغاني الشعبية [86] .

وقد أطلقت بلدية نيويورك اسم مارغريت سانغر margaret sanger على واحدة من ساحاتها ( في غرينتش فيليج ) تخليدا لحماستها للعنصرية والقتل [87] .

الهدف من تسمية المدن أو المقاطعات أو الطرق أو المواقع بأسماء أشخاص أو تأليف كتب عنهم أو إصدار أفلام عن حياتهم أو رسم لوحاتهم أو تأليف الأغاني عنهم ليس مقصورا على التمجيد أو إظهار الإعجاب أو التأييد لكل التصرفات التي قام بها صاحب التسمية، وإنما تقع التسمية بسبب دلالة تاريخية أو حادثة معينة أو لإظهار جانب إيجابي معين من جوانب الشخصية . ومن الأمثلة على ذلك أن حرب الاستقلال من بريطانيا لم تمنع الأميركيين من تسمية عشرات المدن الأميركية بأسماء مدن بريطانية بعد انتهاء الحرب بمدة [88] ، كما يوجد مدن مسماة بأسماء بريطانيين قادوا حروبا ضد أميركا مثل مدينة بروكتون في ولاية ماساتشوستس المسماة باسم القائد البريطاني إسحاق بروك Isaac Brock الذي حاصر مدينة ديترويت في حرب ١٨١٢م واحتلها بعد ذلك [89] بمساعدة القائد الهندي تيكمسيه Tecumseh قائد قبائل الشاوني Shawnee والذي هو الآخر توجد عدة مدن أميركية مسماة باسمه بالإضافة إلى أربع سفن بحرية في الجيش الأميركي تحمل اسمه ، كما يوجد له تماثيل في بعض المواقع التي واجه فيها الجيش الأميركي وتم تأليف كتب وأفلام وبرامج تلفزيونية عنه ، وبالرغم من حروبه ضد الآباء المؤسسين لأميركا وبالرغم من تحالفه مع البريطانيين ضدهم إلا أنه يٌعتبر حاليا أحد الأبطال الشعبيين folk hero [90] ، وحتى القائد البريطاني روبرت روس الذي احتل واشنطن العاصمة عام ١٨١٤م ودمر البيت الأبيض والكونغرس ومبنى الكبيتول يوجد له لوحة لتخليد ذكراه تحت قبة الكبيتول ، كما توجد له عدة تماثيل في مواضع تاريخية في بلتيمور في ولاية ميريلاند [91] ، وكذلك جيفرسون ديفيز قائد الجنوب خلال الحرب الأهلية الأميركية والذي أعلن استقلاله عن الدولة الأميركية وأعلن نفسه رئيسا على الولايات التي أعلنت الانفصال وخاض حربا ضد الرئيس إبراهام لينكون يوجد له تماثيل وأنصبة متعددة أكبرها نصب تذكاري بارتفاع ١٠٩ أمتار يقع في ولاية كنتاكي في موضع ولادته [92] ويوجد طريق سريع باسمه في واشنطن العاصمة وفي بعض الولايات الأخرى [93] ، بل حتى الشيطان له من التسمية نصيب ، فهناك مقاطعة باسم مرفق الشيطان في ميزوري [94] وجزيرة باسم جزيرة الشيطان في وسكنسن [95] ومعلم سياحي باسم برج الشيطان في وايومينق ( أحد المعالم السياحية الشهيرة في أميركا ) [96] وبحيرة باسم بحيرة الشيطان بجوارها مدينة بحيرة الشيطان في داكوتا الشمالية [97] ، فالتسمية لا تقتضي الإعجاب .


مراجع[عدل]

  1. ^ أميركا والإبادات الجنسية ص ١٨٩
  2. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص١٩-٢٠
  3. ^ تلمود العم سام ص٢٠
  4. ^ Ancient Washington: American Indian Cultures of the Potomac Valley p. 23-25
  5. ^ Records of the Columbia Historical Society, Washington, Volume 23 p. 167-168
  6. ^ تلمود العم سام ص١٩
  7. ^ Ancient Washington: American Indian Cultures of the Potomac Valley p. 24
  8. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٢٠
  9. ^ تلمود العم سام ص٢١-٢٢
  10. ^ Ancient Washington: American Indian Cultures of the Potomac Valley p. 23-25
  11. ^ Records of the Columbia Historical Society, Washington, Volume 23 p. 168-169
  12. ^ تلمود العم سام ص ٢٣
  13. ^ Ancient Washington: American Indian Cultures of the Potomac Valley P. 30-31
  14. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Piscataway_tribe
  15. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٢٠
  16. ^ Foul Means: The Formation of a Slave Society in Virginia, 1660-1740 p.17-18
  17. ^ The Encyclopedia of North American Indian Wars 1607–1890: A Political, Social, and Military History p19
  18. ^ The Powhatan: A Confederacy of Native American Tribes p.30
  19. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٤٧
  20. ^ http://lccn.loc.gov/46001013
  21. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٤٧-٤٨
  22. ^ أميركا والإبادات الجنسية ص٥٨-٥٩
  23. ^ William Trent's Journals p.400
  24. ^ http://www.bt.cdc.gov/agent/smallpox/basics/pdf/outbreak.pdf
  25. ^ William Trent's Journals p.406
  26. ^ تفاقية حصن ستانويكس عام ١٧٦٨م
  27. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٤٨
  28. ^ William Trent's Journals p.406
  29. ^ اتفاقية حصن ستانويكس عام ١٧٦٨م
  30. ^ اتفاقية حصن ستانويكس عام ١٧٦٨م
  31. ^ مذكرات هتشنس منشورة في كتاب The Wilderness Trail ص٣٦٢ وما بعدها ، والموضع المقصود يقع في ص٣٦٦ .
  32. ^ Never Come to Peace Again. p154-155
  33. ^ The Captivity of John McCullough
  34. ^ History of that Part of the Susquehanna and Juniata p.74
  35. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٤٧
  36. ^ مجلة العالم الأدبي المجلد ١-٢ ص١٢٢
  37. ^ The Conspiracy of Pontiac: and the Indian War After the Conquest of Canada vol. 2 p. 40
  38. ^ The Spectator, Vol 60 p 1739
  39. ^ Impressions of a Doctor in Khaki p.690
  40. ^ Report of the Commission to Locate the Site of the Frontier Forts of Pennsylvania Vol.2 p. 276
  41. ^ From Quebec to New Orleans p. 380
  42. ^ أميركا والإبادات الجنسية ص٥٨
  43. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٤٨
  44. ^ http://www.bt.cdc.gov/agent/smallpox/basics/pdf/outbreak.pdf
  45. ^ Rotting Face: Smallpox and the American Indian p.301
  46. ^ American Indian Holocaust and Survival: A Population Histخry Since 1492 by Russell Thornton. p96 and p. 140
  47. ^ Did the U.S. Army Distribute Smallpox Blankets to Indians? Fabrication and Falsification in Ward Churchill's Genocide Rhetoric
  48. ^ Son of The Morning Star p. 15-16
  49. ^ American Indian Holocaust and Survival: A Population History Since 1492 Russell Thornton p. 96
  50. ^ American Indian Holocaust and Survival: A Population History Since 1492 Russell Thornton p. 95
  51. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٥٠
  52. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص١١٩
  53. ^ Indian Health Service
  54. ^ 1976: Government Admits Forces Sterilization of Indian Women p.27
  55. ^ 1976: Government Admits Forces Sterilization of Indian Women p.28
  56. ^ 1976: Government Admits Forces Sterilization of Indian Women p.4
  57. ^ 1976: Government Admits Forces Sterilization of Indian Women p.4
  58. ^ وكالة الخدمات الصحية للهنود المرسل إلى السيناتور جيمس أبو رزق عام ١٩٧٩م
  59. ^ Report Documents Three Decades of Surgical Sterilization Trends
  60. ^ US Population
  61. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٧٣
  62. ^ Life and Adventures of Lewis Wetzel: The Renowned Virginia Rancher and Scout p.45-65
  63. ^ History of the Early Settlement and Indian Wars of Western Virginia p.345-347
  64. ^ Our Western Border, in Early Pioneer Days p.342
  65. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٦٨
  66. ^ Gregg, John B., Larry J. Zimmerman, James P. Steele, Helen Ferwerda, and Pauline S. Gregg 1981 Ante-Mortem Osteopathology at Crow Creek. Plains Anthropologist 26(94):287-300.
  67. ^ An Analysis of Scalping Cases and Treatment of the Victims Corpses in Prehistoric North America
  68. ^ Tiffany, J. A., Schermer, S. J., Theler, J. L., Owsley, D. W., Anderson, D. C., Bettis, E. A., III, and Thompson, D. M. (1988). The Hanging Valley site (13HR28): A stratified Woodland burial locale in western Iowa. Plains Anthropologist 33: 219–259.
  69. ^ Holliman, S. E., and Owsley, D. W. (1994). Osteology of the Fay Tolton site: Implications for warfare during the Initial Middle Missouri Variant. In Owsley, D. W., and Jantz, R. L. (eds.), Skeletal Biology in the Great Plains: Migration, Warfare, Health, and Subsistence, Smithsonian Institution. Press, Washington, DC, pp. 344–354.
  70. ^ Neiburger, E. J. 1989 A Prehistoric Scalping: 600 A.D. Central States Archaeological Journal 36(4):204- 208.
  71. ^ Holliman, S. E., and Owsley, D. W. (1994). Osteology of the Fay Tolton site: Implications for warfare during the Initial Middle Missouri Variant. In Owsley, D. W., and Jantz, R. L. (eds.), Skeletal Biology in the Great Plains: Migration, Warfare, Health, and Subsistence, Smithsonian Institution. Press, Washington, DC, pp. 344–354.
  72. ^ Owsley, D. W., and Berryman, H. E. (1975). Ethnographic and archaeological evidence of scalping in the southeastern United States. Tennessee Archaeologist 31: 41–58.
  73. ^ Ortner, Donald J. & Walter Putschar 1985 Identification of Pathological Conditions in Human Skeletal Remains. Smithsonian Institution Press, Washington D.C.
  74. ^ Holliman, S. E., and Owsley, D. W. (1994). Osteology of the Fay Tolton site: Implications for warfare during the Initial Middle Missouri Variant. In Owsley, D. W., and Jantz, R. L. (eds.), Skeletal Biology in the Great Plains: Migration, Warfare, Health, and Subsistence, Smithsonian Institution. Press, Washington, DC, pp. 344–354.
  75. ^ Evidence of Prehistoric Scalping at Vosberg, Central Arizona
  76. ^ France, Diane L. 1992 Scalping in a Pre-Columbian Skeleton From Dolores County, Colorado (Abstract). American Journal of Physical Anthropology Supplement 14:76.
  77. ^ Allen, Wilma H., Charles F. Merbs, and Walter H. Birkby 1985 Evidence for Prehistoric Scalping at Nuvakwewtaqa (Chavez Pass) and Grasshopper Ruin, Arizona. In Health and Disease in the Prehistoric Southwest, edited by C. Merbs and R. Miller, pp. 23-41. Anthropological Research Papers No. 34. Arizona State University, Tempe.
  78. ^ Allen, Wilma H., Charles F. Merbs, and Walter H. Birkby 1985 Evidence for Prehistoric Scalping at Nuvakwewtaqa (Chavez Pass) and Grasshopper Ruin, Arizona. In Health and Disease in the Prehistoric Southwest, edited by C. Merbs and R. Miller, pp. 23-41. Anthropological Research Papers No. 34. Arizona State University, Tempe.
  79. ^ Gregg, John B., Larry J. Zimmerman, James P. Steele, Helen Ferwerda, and Pauline S. Gregg 1981 Ante-Mortem Osteopathology at Crow Creek. Plains Anthropologist 26(94):287-300.
  80. ^ Holliman, S. E., and Owsley, D. W. (1994). Osteology of the Fay Tolton site: Implications for warfare during the Initial Middle Missouri Variant. In Owsley, D. W., and Jantz, R. L. (eds.), Skeletal Biology in the Great Plains: Migration, Warfare, Health, and Subsistence, Smithsonian Institution. Press, Washington, DC, pp. 344–354.
  81. ^ Owsley, Douglas W. 1994 Warfare in Coalescent Tradition Populations in the Northern Plains. In Skeletal Biology in the Great Plains: Migration, Warfare, Health, and Subsistence,edited by Douglas W. Owsley and Richard L. Jantz, pp. 3333-344. Smithsonian Institution Press, Washington D.C.
  82. ^ Snow, Charles E. 1941 Possible Evidence of Scalping at Moundville. Alabama Museum of Natural History Paper No. 15(2):55-57. 1942 Additional Evidence of Scalping. American Antiquity 7:398-400.
  83. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص١٠٠
  84. ^ أميركا والإبادات الثقافية ص٤٩
  85. ^ أميركا والإبادات الجماعية ص٧٥
  86. ^ أميركا والإبادات الثقافية ص٥٥
  87. ^ أميركا والإبادات الجنسية ص١١١
  88. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_places_in_the_United_States_named_after_places_in_England
  89. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Brockton,_Massachusetts
  90. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Tecumseh#Legacy
  91. ^ http://www.nps.gov/people/robert-ross.htm
  92. ^ Jefferson Davis's monument
  93. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Jefferson_Davis
  94. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Devils_Elbow,_Missouri
  95. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Devils_Island_(Wisconsin)
  96. ^ Devils Tower, WY
  97. ^ Devil's Lake, ND