انتقل إلى المحتوى

مستخدم:عبد الرحمان بن غربية/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

قالب:القدرات العقلية

القدرات العقلية[عدل]

زود الله الإنسان بقدرات عقلية متعددة، اختلف العلماء في تصنيفها وتحديد العلاقات بينها، ويشير ذلك إلى اهمية هذه القدرات في حياة الفرد الحالية والمستقبلية، فضلا عن حياته المهنية والتعليمية والاجتماعية .

وللقدرات أهميتها في عملية التوجيه التربوي. ويقصد بالتوجيه التربوي اختيار الفرد لنوع الدراسة المناسبة لقدراته وإعداده للالتحاق بها، ثم النجاح فيها، ما يساعده على تحقيق ذاته، فالقدرة الميكانيكية المرتفعة تؤهل صاحبها لدراسة الهندسة الميكانيكية بتفوق، والقدرة اللغوية العالية تؤهل صاحبها لدراسة اللغويات بتميز، والقدرة المميزة على فهم المسائل الرياضية المتميزة تؤهل صاحبها لدراسة الرياضيات والهندسة بنجاح.

وللقدرات فائدتها في مجال التوجيه المهني. و يقصد بالتوجيه المهني عملية فنية منظمة تهدف إلى مساعدة الفرد على اختيار المهنة المناسبة له، وإعداده للالتحاق بها والنجاح فيها. كما تهدف إلى مساعدة الفرد على تنمية وتحقيق صورة متكاملة لذاته تتلاءم مع امكانياته، وعلى أن ينمي ويتقبل الدور الذي يقوم به في عالم العمل. فالقدرة الفنية العالية تؤهل صاحبها للالتحاق والنجاح في المهن الفنية، كالفنون التشكيلية والعمارة، والقدرة الإدارية المرتفعة تؤدي إلى النجاح في ممارسة المهن ذات الطابع الإداري، مثل رئاسة العمال، والقدرة الاجتماعية المتميزة تؤهل صاحبها للتفوق في ممارسة الأعمال السياسية، والتدريس، والخدمة الاجتماعية، وخدمات الإرشاد النفسي .

وللقدرات النوعية، ومنها الابتكارية، دورها المهم في الاكتشاف والاختراع، إذ تتضمن الحساسية للمشكلات ووضع حلول جديدة وأصيلة لحلها، فبالقدرة الابتكارية توصل العلماء إلى تطوير الكتابة اليدوية إلى الكتابة بالآلة الكاتبة، ثم بالحاسب الآلي، وبالقدرة الابتكارية توصلوا إلى علاج العديد من الأمراض، بدأ من العلاج بالأعشاب إلى العلاج بالعقاقير والأدوية، إلى العلاج بالأشعة، إلى العلاج الجيني.

وتعد قدرات التفكير الناقد ذات فائدة كبيرة في التعرف على دقة الاستنتاجات وصحتها، والتمييز بين الحقيقة والخيال، وبين المعلومات المرتبطة وغير المرتبطة بالموضوع، والمقارنة بين وجهات النظر المتعارضة، ومناقشة القضايا وتقويم الحجج.

وتلعب قدرات الذكاء الاجتماعي دورا مهما في توافق الفرد الاجتماعي، لأنها تساعده على تحليل المشكلات المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية واختيار أفضل الحلول لها، وكذلك في الوقوف على حالة المتكلم النفسية، وعلى تذكر الأسماء والوجوه، وعلى ملاحظة السلوك الإنساني و الاستفادة من الخبرات المستمدة من تلك الملاحظة في فهم السلوك الإنساني، وعلى إدراك وتذوق النكات، التي تؤدي إلى المرح و المداعبة.

وإذا كانت القدرات العقلية تسهم في التفوق والإبداع والابتكار، فإن انخفاضها بشكل ملحوظ يؤدي إلى تخلف أداء الفرد وتدهوره في قطاع معين دون غيره، ويدل على ذلك أنه عند رسم مخطط نفسي (بروفيل) لقدرات شخص ما ، نلاحظ ارتفاع بعض القدرات ، ووقوع البعض منها في النطاق المتوسط، وانخفاض بعضها الآخر، وهذا الانخفاض من شأنه أن يفسر تعثر الفرد في ممارسة الأنشطة الدالة على تلك القدرات.

1. تعريف القدرة العقلية[عدل]

اختلف علماء النفس في تعريفهم للقدرة العقلية، فمنهم من عدها الإمكانية أو القوة الفعلية على الأداء ،ومنهم من عدها نشاط معين، أو مجموعة من الأداءات أو الاستجوابات.

ويمثل النوع الأول تعريف محمود عبد القادر ،والذي يرى أنها الإمكانية الحالية للفرد على الأداء، الذي وصل إليه من طريق التدريب أو من دونه، ومن ثَم ،فإنها تمثل إمكانية الفرد حاليا فيما يمكنه القيام به من أعمال، في حالة توافر الظروف الخارجية اللازمة.

ويرى عطية محمود على أنها القوة الفعلية على الأداء، التي يصل إليها الإنسان من طريق التدريب أو دونه، أي هي قوة الإنسان الحالية للقيام بعمل ما، إذ توافرت الظروف الخارجية المناسبة.

و يعرّف محمد عبد السلام أحمد القدرة بأنها المستوى الراهن من الوظيفة، سواء كان متأثرا بالتدريب أم لم يكن متأثرا به.

ويمثل النوع الثاني من التعريفات إشارة محمد عبد السلام أحمد إلى أن القدرة تتكون من مجموعة من الاستجابات، وترتبط ارتباطا كبيرا فيما بينها، وكذلك ما أشار إليه عطية محمود من أن مصطلح القدرة يطلق على مجموعة من الأداءات ، والتي ترتبط فيما بينها ارتباطا عاليا، سواء كانت هذه الأداءات في ميدان الدراسة أو العمل. وقد أشار فؤاد البهي السيد إلى القدرة بأنها تصنيف لنشاط العقل وتجمع له في طوائف، بحيث ترتبط كل مكوناته الطائفية ارتباطا عاليا يبرز هذا التجمع.

إن وجود هاتين الفئتين (كنماذج) لتعريف القدرة العقلية يرجع إلى عوامل متعددة، منها:

1. أن القدرة تكوين فرضي، نفترض وجوده لإعطاء معنى لمظاهر و أداءات متعددة. "فالغضب" تكوين فرضي لا نراه بل نرى مظاهره، مثل تغير ملامح الوجه واندفاع الدم وعلو الصوت وحدته... إلخ . كذلك "القدرة" تكوين فرضي نستشفه أو نستنتجه من أساليب الأداء، التي يمكن ملاحظته مباشرة. فمن تفوق الشخص في علاج المشكلات الميكانيكية وزيادة معلوماته الميكانيكية، نستنتج وجود قدرة ميكانيكية عالية. ومن ارتفاع الحصيلة اللفظية للفرد وقدرته و طلاقته في التعبير، نستنتج وجود قدرة لفظية عالية.

2. تعدد مظاهر تلك القدرات، فمنها مظاهر خاصة بالأداء الميكانيكي، ومظاهر خاصة بالأداء اللغوي، ومظاهر خاصة بالأداء الرياضي أو العدد، ومظاهر خاصة بالإبداع والابتكار، ومظاهر خاصة بالنقد والتحليل، ومظاهر خاصة بالحساسية الجمالية والحكم الجمالي والتفصيل الجمالي والتذوق الجمالي، وغيرها.

3. وجود الفروق داخل الفرد الواحد في الأداءات المختلفة، إذ لا تكون جميع أداءات الفرد على مستوى نفسه، فبعضها قد يرتفع، وبعضها قد يكون متوسطا، وبعضها قد يكون منخفضا، ويذكر تراث علم النفس حالات تسمى "الحكماء المعتوهين" مثل الموسيقي الصيني البارع الذي كان ذكاؤه منخفضا، وطفل عمره 11 عاما كانت ذاكرته للكلمات ومهارته العددية غير عادية، بينما انخفضت نسبة ذكائه.

4. اختلاف النظرة في علاقة القدرات العقلية بالذكاء، فمن العلماء من رأى أن الذكاء عامل عام يدخل بنسب متفاوتة في القدرات العقلية المختلفة، ومنهم من رأى أن القدرات العقلية الأولية بمثابة قوالب الطوب، التي تنظم مع بعضها لتكوين الذكاء ( أو العامل العام)، بل يرى علماء النفس المعرفيين أن السلوك الذكي يكون بالتعرف على "العمليات" الأولية من المحتوى، أو بعبارة أخرى يسعون إلى معرفة أي نوع من أنواع "آلات" معالجة المعلومات هي التي تؤدي للظاهرة التي نعرّفها بالتفكير . فالفرد لا يؤدي بشكل سيئ في الرياضيات، مثلا لأنه حصل على درجة منخفضة في اختبار "للقدرة الرياضية"، بل إن الأداء على الاختبار في حد ذاته مقياس لعمليات التفكير المسؤول عن الأداء. ومن ثَم يضل فهم القدرات ناقصا ما لم يتناول العمليات المسؤولة عن الأداء.

5. اختلاف النظرة إلى طبيعة القدرات العقلية ذاتها: هل هي قدرات أولية لا تنقسم إلى قدرات أبسط منها؟. رأى أناس أن القدرات الأولية تمثل اللبنات الأولى للعقل البشري، كما تمثل عناصر المادة الوحدات الرئيسية للكون المادي الطي نحيا في إطاره، وتعتمد فكرة القدرات الأولية (الطائفية) في جوهرها على تصنيف النشاط العقلي المعرفي إلى انواع منفصلة، غير مرتبطة أو متداخلة. وبذلك تصبح العلاقة بين أي قدرتين من هذه القدرات تساوي الصفر، ويتلاشى بذلك التداخل بينهما، وهكذا يختفي مفهوم الذكاء ليحل محله مفهوم جديد يؤكد المواهب العقلية المتعددة، ولا يؤكد المحصلة العامة لهذه المواهب.

إلا أن وجهة النظر الأخرى ترى أن القدرات الطائفية الأولية يمكن أن تنقسم إلى قدرات أبسط منها، فانقسمت القدرة الميكانيكية إلى قدرتين بسيطتين، وانقسمت القدرة العددية الأولية إلى ثلاثة قدرات طائفية بسيطة.

6. اختلاف النظرة إلى العلاقة بين القدرات المختلفة. فمن النماذج من حدد العلاقة بين القدرات المختلفة في شكل هرمي، يعتمد على وضع فئات للقدرات وعلى التعرف على الفئات الفرعية داخل تلك الفئات. ويترتب على ذلك أن يصبح اسلوب التصنيف كالشجرة المعكوسة، جذرها إلى أعلى وأغصانها إلى الأسفل.

أما النوع الآخر من النماذج، فهي نماذج المصفوفة التي تعتمد على تداخل فئات التصنيف. وفي هذا النموذج تصنف العناصر في صورة سطور وأعمدة، وتدل كل خانة يلتقي عندها سطر مع عمود على قدرة معينة لها خصائصها وأبعادها.

7. تراكم قدر كبير من المعلومات عن بنية العقل البشري و مكوناته، وذلك بسبب تقدم اساليب ووسائل الدراسة والتحليل، وقابليتها للاستخدام في دراسة العمليات المعقدة وفي بناء النظريات، هذا بالإضافة غلى تراكم البحوث عن القدرة العقلية في المجالات التطبيقية كالتربية والصناعة والإدارة والجيش.

8. تداخل مفهوم القدرة العقلية مع مفاهيم أخرى مختلفة، كالاستعداد والكفاية والمقدرة والموهبة، فالاستعداد هو إمكانية الوصول إلى درجة من الكفاية من طريق التدريب المقصود أو غير المقصود، أي أنه قوة كامنة لدى الفرد تتضح بالتدريب فتصبح قدرة، والكفاية هي القدرة على القيام بالأعمال التي تتطلبها مهنة من المهن، أو هي القدرة على ممارسة الأعمال، التي تتطلبها وظيفة من الوظائف، مثل الكفاية في تصليح الأجهزة الدقيقة، والمقدرة أقصى قدرة للإنسان يستطيع أن يصل إليها من أفضل تدريب ممكن، والموهبة أقصى درجات الاستعداد أو القدرة.

وأخيرًا، فإن القدرة هي مجموعة من أساليب الأداء، التي ترتبط فيما بينها ارتباطًا عاليا، بما يميزها عن غيرها من أساليب الأداة الأخرى، أي تلك التي ترتبط مع غيرها ارتباطًا ضعيفا.