مستخدم:علي صلاح محمد/ملعب
السياحة في مصر
[عدل]
تعدّ السِّياحة في مِصر أحد أهم مصادر الدخل القومي بما توفره من عائدات دولارية سنوية، وعوائد العملة الأجنبية التي مكنتها من المشاركة بشكل كبير بالناتج الإجمالي المحلي، ومكافحة البطالة عن طريق توظيف شريحة واسعة من القوى العاملة في مصر. وتعد مصر من أبرز الدول السياحية في العالم بما تستحوذ عليه من أعداد السائحين الوافدين في العالم، وتميزها بوفرة المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، وانتشار المعابد والمتاحف والآثار والمباني التاريخية والفنية والحدائق الشاسعة على أرضها، وامتلاكها لبنية تحتية قوية تقوم على خدمة قطاع السياحة بما في ذلك الغرف الفندقية والقرى والمنتجعات السياحية وشركات السياحة ومكاتب الطيران. وتعد مناطق الأقصر، وأسوان، والقاهرة، والإسكندرية، والساحل الشمالي، والبحر الأحمر، وجنوب سيناء من أكثر المناطق جذباً للسياح بشكل عام. ويعود تاريخ السياحة في مصر إلى المصريين القدماء، واستمرت كوجهة ومقصد سياحي مرغوب على مدار القرون الماضية وخلال التاريخ المعاصر. واختارت منظمة اليونسكو ست مواقع تراثية ثقافية مصرية متنوعة ما بين مصرية قديمة وقبطية وإسلامية بالإضافة إلى موقع للتراث الطبيعي وذلك ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.
تاريخ السياحة
[عدل]- تطورت ظاهرة السياحة في مصر خلال العصور القديمة، ومارس المصريين القدماء العديد من الأنشطة الترفيهية، وتعلقوا بالسياحة الرياضية بأشكالها المختلفة، واهتم المثقفون ورجال الدين بالسياحة الثقافية، وانتشرت السياحة النيلية في أرجاء الدولة، ووفد إلى مصر أعداد كبيرة من الأقاليم الأجنبية بهدف السياحة العلاجية، كما نشطت حركة السفر والترحال بين أقاليم مصر المختلفة، وسجلت الألواح الأثرية علاقات دولية بين مصر من ناحية وسوريا القديمة من ناحية أخرى تبادلوا خلالها الزيارات التي كان لها كل صفات السياحة بمدلولها الحديث. خلال العصور الوسطى شهدت مصر أزهى فترات السياحة نتيجة نشاط الترحال واتساع دائرة الرحلات العربية عقب ظهور الإسلام وانتشاره وامتداد رقعة الدولة الإسلامية بين شبه القارة الهندية وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا، وكانت القاهرة من أهم المراكز الحضارية والثقافية في الدولة الإسلامية ومن أكثرها ثراء على غرار عدة عواصم إسلامية أخرى، وكانت قصورها وحدائقها ومكتباتها من المزارات التي جذبت أعداد كبيرة من السائحين، كما ساهم الرواج الاقتصادي واستتباب الأمن والرغبة في المعرفة في رواج السياحة ونشاط الرحلات وتعددها بمصر خلال تلك الفترة. ازدادت أهمية مصر السياحية منذ نهاية القرن الثامن عشر وخلال القرن التاسع عشر، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل منها الحملة الفرنسية التي أعادت الاتصال بين المصري وحضارته القديمة من خلال العلماء المصاحبين للحملة الذين درسوا الحضارة المصرية وكشفوا النقاب عن الكثير من الآثار ذات القيمة، وقدموا مصر للغرب من خلال مؤلفات تتحدث عنها مثل كتاب وصف مصر، مما أدى إلى ذيوع شهرتها وتوجيه أنظار الدول الأوروبية إليها. بوصول محمد علي إلى حكم مصر عاد الاهتمام بحركة السياحة، فأنشأ في عام 1845 «مصلحة المرور» للإشراف على الطريق البري الموصل للهند والأعمال الخاصة بالسائحين والبريد والبضاعة، واعتمد عليها في الإشراف على استراحات الصحراء والخيول والعربات وطعام السائحين، ولتنظيم حركة المرور على الطريق البري بين مدينة القاهرة ومدينتي السويس والإسكندرية وضعت أبراج تلغرافية للإبلاغ عن وصول وقيام البواخر والأفواج السياحية، كما شُيدت الفنادق المجهزة لمبيت وإقامة السائحين. وشهد عهد عباس الأول اهتمام خاص بالسياحة وتقديم التسهيلات اللازمة لتحركات السائحين، فتم رصف طريق القاهرة/السويس بالأحجار، ووضعت أول لائحة خاصة بتنظيم إقامة الأجانب والسائحين في مصر في مايو 1849. كما سار سعيد باشا على نهج سابقيه فأصدر في مارس 1857 اللائحة السعيدية التي نظمت الأمور المتعلقة بالسائحين منذ وصولهم إلى مصر وخلال إقامتهم وحتى مغادرتهم. وتدفق الأجانب على مصر في عهد الخديوي إسماعيل سواء للعمل أو السياحة، وساعد على تدفق السياحة إلى مصر خلال تلك الفترة اشتراكها بالمعارض الدولية، واستغلال مناسبة افتتاح قناة السويس للملاحة الدولية للدعاية لمصر سياحياً. https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Jean-L%C3%A9on_G%C3%A9r%C3%B4me_003.jpg