انتقل إلى المحتوى

مستخدم:متاحف محمود سعيد/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

متحف محمود سعيد

مركز محمود سعيد للمتاحف والمعارض : يعتبر مركز محمود سعيد للمتاحف نقطة إشعاع ثقافي أساسية بعروس البحر المتوسط ، إذ تعد معروضاته من روائع المبدع محمود سعيد وبعض من أعمال نظرائه من رواد الفن التشكيلي المصري الحديث ومن تبعهم من أجيال جزء هام من تراث ممتد وشاهد على أهم مراحل المسيرة الحضارية المصرية منذ مطلع القرن المنصرم إتصالاً بما واكبها من متغيرات ما يمثل منهل ثقافي نادر للأجيال المتعاقبة عموماً وشباب الفنانين وبراعمهم على وجه الخصوص ، إذ لا يقتصر دور المركز على التفاعل المباشر بين تراث الفن المصري الحديث والمتلقي بل يمتد نحو عرض الجديد من إبداعات الفن بما يتم تنظيمه من معارض متعاقبة لمختلف الفنانين عبر إدارة متخصصة ، كما تتم تنمية مهارات وملكات الأجيال الجديدة ممن لديهم ميول فنية على مختلف مجالاتها والتي تتعهدها نخبة من المتخصصين بإدارة الورش الفنية ، ويشمل عطاء المركز الجوانب الفكرية والترفيهية بما تنظمه إدارة النشاط الثقافي من ندوات وفاعليات , وتتكامل منظومة العطاء لذلك الصرح الثقافي العريق عبر ما يقدم من خدمات متنوعة تمكن القائمين عليها من النهوض بالوعي الثقافي وتنمية الحس الجمالي لدى الجمهور بمختلف شرائحه وأنماطه كجزء من رسالة وزارة الثقافة المصرية .

نبذة حول رؤية الفنان محمود سعيد ومسيرته الإبداعية :

ولما كان ذلك الصرح الثقافي هو بالأصل منزل أسرة الفنان محمود سعيد ويحمل إسمه فإنه ومن المنطقي التعرف على رؤية أحد أهم رواد فن التصوير المصري الحديث كخلفية معرفية أساسية قبل الولوج تفصيلياً بأروقة المتحف ومحتوياته ، إذ تمثل إبداعات ( محمود سعيد ) والذي كان مولده  في 8  إبريل عام 1897 م بالإسكندرية على مقربة من مسجد أبي العباس المرسي أيقونات خالدة تجسد عبرها مفهوم الهوية المصرية بحق ، فكيانه  الإنساني الذي تفتح على حي بحري التراثي السكندري العريق بكل ما فيه من تفاصيل إمتزجت مصريتها بخطواته الحياتية كأحد أبناء الأسر الأستقراطية المصرية بمطلع القرن العشرين ، حيث حصل على شهادة البكالوريا عام 1915 م من مدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية و بعد ذلك إجازة الحقوق الفرنسية سنة 1919 م ، غير أن أولى خطواته بممارسة فن التصوير تمثلت بما تلقاه من تعاليم كلاسيكية المعيار الغربي على يد مدرسيه ( مس بلاك بورن ) والسيدة \ إميليا كازوناتو في مرسم الفنان أورتورو زانييري  ، فقد تأسست رؤيته على تلك الدعائم الأكاديمية الممتزجة بأصالة البيئة المحلية والمصقوله بعراقة تراث الفن العالمي الممتلئة به ذاكرته البصرية والمتشرب به كيانه عبر ما طالعه من صروح المعمار الأوروبي وروائع أفذاذه الكبار من لوحات ومنحوتات على تنوع مدارسها وتعاقب مراحلها ناهلاً من تراثه الحضاري العريق رسوخ الكتلة وثراء المعالجات اللونية والحس الأزلي بما فيه من سحر وغموض زاده ألقاً ما أكسبه إياه عمله القضائي من عمق نظرته الإنسانية لشخوصه المصورة متوجاً كل تلك الروافد المعرفية ومبلوراً رؤيته شديدة التفرد والخصوصية والتي تطورت بمتغيرات مساره الحياتي و كان أبرزها إستقالته من القضاء وتفرغه لرحلته الإبداعية منفتحاً على رحابة الطبيعة متنوعة المشاهد بتباين البيئات المحلية لما تفاعلت معه روحه التواقة لمكامن القيم وأسرار الجمال بمختلف أسفاره ، حيث أشرقت موجوداته المصورة بمزيد من الدفئ وتجردت من التفاصيل لتتجه صياغاتها نحو علاقات تصميمية متكاملة وأدائيات موحية وألوان تنبض بالنضرة والحيوية التي إمتدت صياغاتها على هذا النحو بسنواته الأخيرة إلى مختلف الموضوعات بدءاً من الصور الشخصية لذاته وأفراد أسرته وزملائه في العمل والأرستقراطيات مروراً بالكادحين وربات الجمال المصري من وحي نساء الطبقة الشعبية وصولاً لمشاهد التعبد وشواهد القبور حتى لوحته الوحيدة ذات الطابع التاريخي السياسي متمثلة بحفل إفتتاح قناة السويس ، وقد كرمته الدولة ومنحته جائزة الدولة التقديرية للفنون وكان بذلك أول فنان تشكيلي مصري يحصل عليها  إضافة إلى وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960 م من الرئيس جمال عبد الناصر ، لتجسد آخر لحظات حياته بداية رحلته نحو الخلود ، إذ كرمته الدولة بعد وفاته في 8 إبريل عام 1964 م فحولت فيلا الأسرة في جناكليس بالإسكندرية إلى متحف لأعماله الفنية التي تركها تراثاً فنياً لدعم الحركة الفنية وتعتز به الأجيال القادمة ، فكانت وفاته سنة 1964 م تواكب يوم مولده 8 إبريل سنة 1897 م .

الدولة : جمهورية مصر العربية

سنة التأسيس : 1968 م

تاريخ الإفتتاح الرسمي : 17 أغسطس 2000 م


معلومات مفصلة حول تاريخ إنشاء المتحف وتطوراته : وفيما يتعلق بتاريخ إنشاء المتحف وتطوراته متحولاً إلى درة المركز الثقافي متنوع الأنشطة ، فقد أقيم المتحف في القصر الذي كان يقطنه الفنان أثناء حياته وعنوانه : 6 شارع محمد باشا سعيد بمنطقة جناكليس بالإسكندرية وتبلغ مساحته 2240 متراً ، ويرجع تاريخ إنشاء هذا القصر إلى أيام والد الفنان محمد باشا سعيد حين قامت وزارة الثقافة بشراء القصر من زوجة الفنان عام 1968 م بعد وفاته سنة 1964 م ، وتمت الإجراءات نهائياً في فبراير عام 1970 م ، أما لوحات الفنان التي كانت بالمنزل فقد حصلت عليها وزارة الثقافة كهبة في 28 / 3 / 1971 م ، وقامت الوزارة بتجهيز البناية لتكون متحفاً دائماً لعرض لوحات الفنان محمود سعيد وإفتتح في إبريل عام 1972 م ، وتبعه متحف الفن الحديث سنة 1981 م ، أما لوحات المبدعين سيف وأدهم وانلي فقد قامت وزارة الثقافة بشرائها عام من الورثة عام 1982 م وهو ذات العام الذي وجدت خلاله بعض التشققات في المبنى فتم تشوين اللوحات حتى تم الإنتهاء من تجديده وإفتتاحه للجمهور كمركز ثقافي متعدد الأنشطة يوم الإثنين 12 محرم 1421 هـ الموافق 17 / 8 / 2000 م حيث خصص الطابق الأرضي ليكون متحفاً للوحات الفنانين المعاصرين متمثلاً بمتحف الفن الحديث ، أما الطابق الأول العلوي فقد خصص ليكون متحف للفنان محمود سعيد ومرسمه ومتعلقاته الشخصية وميدالياته وبعض الكتب الفنية والمجلات، ليتحول الطابق الثاني علوي متحفاً للأخوين سيف وأدهم وانلي ، كما أقيم مبناً خلفياً كمقر لعدد من الأنشطة والإدارات ، وعند مدخل الحديقة شيدت بناية أخرى لإقامة المعارض الفنية أما الحديقة فقد تم إعادة تنسيقها لتليق بذلك الصرح الثقافي العريق متجدد العطاء.

محتويات متحف الفنان محمود سعيد :

يضم المتحف 7 قاعات لبعض أعمال الفنان محمود سعيد تتمثل بـ : 51 لوحة جميعها بالألوان الزيتية بإستثناء واحدة صورت بألوان الجواش و 5 إسكتشات و 3 صور فوتوغرافية خاصة بالفنان وعائلته إضافة إلى 20 ميدالية ونيشان ووشاحين للقضاء وشهادة الدولة التقديرية للفنون الحاصل عليها عام 1959 م ووسام الإستحقاق من الطبقة الأولى وقد أهدي للفنان من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سنة 1960 م ، إلى جانب مكتبة فنية من كتب ومجلات خاصة بالفنان ، كما وتضم معروضات المتحف مرسم الفنان محمود سعيد ومقتنياته الشخصية متمثلة بطاقم أرابيسك مكون من كنبة ومقعدين و 2 فوتيل وبرافان ومنضدة وهو مصنوع من الخشب البني المطعم بالصدف على الطراز الإسلامي ، ويعد التمثال النصفي للفنان محمود سعيد من إبداع الفنان محمد مصطفى 1970 م القطعة النحتية الوحيدة الموجودة بالمتحف .

جولة شاملة بمتحف محمود سعيد ( مرفقة بالصور ) : بعد إلقاء الضوء على أهم أنشطة مركز محمود سعيد للمتاحف والمعارض وفي القلب منه متحف الفنان المتناول محتوياته وملامح رؤية مبدعها ومراحل إنشاء صرحه الثقافي سوف يتم التعرف على المتحف والذي تبلغ مساحته 1322 متراً إضافة إلى درج أمامي رخامي وشرفة يعقبها المدخل فقاعاته مجهزة الإضاءة المتخصصة ومختلف المرافق ملحقة المكتب الإداري وباب الطوارئ ، حيث تبدأ جولة مرفقة الصور بقاعات العرض السبع للتعرف على النمط السائد لروائع الفنان ومقتنياته المعروضة في كل منها .


 قاعة 1 :

تحتوي تلك القاعة على بعض مقتنيات الفنان متمثلة بقطع أثاث تراثي عربي الطراز المعروض برحاب زمرة متفردة من روائع الفنان متمثلة بعدد من مشاهد الطبيعة الخلابة التي أبدعها الفنان بسنواته الأخيرة والمستوحاه من لبنان وواحدة من إستكهولم وتشترك جميعاً بإختصار التفاصيل وبلاغة الصياغة ونقاء الدرجات اللونية وتتابع مستويات الرؤية وتكامل العلاقات التصميمية ، فضلاً عن سيدة أسبانية وصورة ذاتية بمقتبل حياته تنطق لمساتها المعبرة بالحيوية والعزم لفنان لم تفارقه رهافة الحس الباحثة دوماً عن مفهوم الهوية المصرية متجسداً بملامح بنت البلد إخناتونية القسمات برونزية البشرة بتباين المواقف الحياتية والتي يبرز العرض المتحفي بإثنين من لوحات نساء الطبقة الشعبية تطور صياغاتها إتصالاً بمتغيرات اللغة التشكيلية للفنان عبر مختلف مراحله ، لتتوج حفل إفتتاح قناة السويس معروضات أول قاعات المتحف متفردة بكونها العمل الوحيد للفنان ذا الطابع السياسي التاريخي المجسد لحدث مفصلي أكسب مصر مزيداً من الأهمية وجلب لها كثيراً من المطامع الإستعمارية وهو ما برع الفنان بصياغته مبهرة المظهر عميقة الدلالات القائمة بالأساس على التكوين قوسي المسار البشري تتقدمه الطبقة الحاكمة وأباطرة وملوك العالم متجهين نحو عرش مصر مولين ظهورهم لحشود الشعب الواقف على الجانب الأخر من المساحة العرضية المستطيلة بعمقها المردد لذات الإتجاه عبر مجرى القناة تشقها البوارج متعددة الجنسيات تكاد تظهر من خلفها الضفة المقابلة بينما تتوج جانبية الستائر الفاخرة لمنصة الإحتفال الحالة الدعائية لعمل شديد البراعة والخصوصية التي تتبدى بشكل بارز عند مقارنة تلك الرائعة المصرية بمثيلاتها من أعمال صورت ذات الحدث بريشة غربية كلاسيكية بصرية المدلول أكاديمي المعيار البعيد عن أي تحويرات على تباين أبعادها .


نحو بيروت . الفنان محمود سعيد

نحو بيروت . الفنان محمود سعيد . ألوان زيتية على سوليتكس . 60,8 × 49,3 سم . 1953 .

مجموعة متحف الفنان .


حفل إفتتاح قناة السويس . الفنان محمود سعيد

حفل إفتتاح قناة السويس . الفنان محمود سعيد . ألوان زيتية على توال . 400 × 270 سم . 1947 . مجموعة متحف الفنان .


 قاعة 2 :

تحتوي تلك القاعة على عدد آخر من مقتنيات الفنان من أثاث منزلي إمتد ذات الطراز العربي ببعضها بينما إتجه البعض الأخر نحو كلاسيكية الطابع الغربي وتبدى شيء من الحداثة المبسطة بمجموعة ثالثة ، ليتقابل بجانبي القاعة زوج من فاترينات العرض خشبية القواعد زجاجية الفراغ العلوي تحمل معروضاتها أرقاماً دالة على بيانات كل منها باللغتين العربية والإنجليزية مكتوبة ببطاقات تعريفية مثبتة على الجدران ، بينما يعرض بإحدى هاتين الفاترينتين ميداليات تكريم الأخوين سيف وأدهم وانلي على إبداعاتهم الكائنة مجموعة منها بالطابق العلوي وتحوي الأخرى الميداليات والنياشين الحاصل عليها الفنان محمود سعيد كتكريم لمسار الفنان الإبداعي وإنجازاته الوظيفية كمستشار بالمحكمة المختلطة ، أما درة المعروضات فتتمثل بشهادتي وسام الإستحقاق وجائزة الدولة التقديرية الحاصل عليها الفنان من الرئيس جمال عبد الناصر تكريماً له عما إستشعره الزعيم الراحل بإبداعاته من إنحياز لأبناء الطبقة الكادحة عن غير توجه سياسي من مبدعها الموجودة صورته الفوتوغرافية بذات القاعة مظهرة الفارق بين دقة الألة وذاتية رؤية الفنان حين يصور نفسه بالفرشاة والألوان.

وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى

وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للفنان محمود سعيد عام 1960 م


جائزة الدولة التقديرية

جائزة الدولة التقديرية منحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للفنان محمود سعيد عام 1959 م


 قاعة 3 :

وحين يدخل الزائر إلى تلك القاعة تطالعه مجموعة متنوعة من الصور الشخصية ما بين صور كلاسيكية المعيار الغربي رسمية الهيئة هادئة القسمات لأصدقاؤه من الأجانب وأساتذته بمراسم الفن متباينة الجنسيات المنتشرة بالإسكندرية بمطلع القرن المنصرم نتيجة إنتشار الجاليات الأجنبية آنذاك ، إضافة إلى ذوي القربي الناضحة بما يكنه لهم من صدق ومودة عبر معزوفات تشكيلية بارعة الأداء عفوية الحس متجاورة اللمسات اللونية المعبرة جلية المشاعر الإنسانية الصادقة كأحمد راسم إبن خالته وهو من أوائل نقاد الفن التشكيلي المصري والذي عمل كدبلوماسي ثم كمحافظ للسويس وحل الفنان ضيف عليه فيها بعد إستقالته مصوراً من هناك مجموعة من أروع أعماله مستوحياً طبيعة سيناء فيروزية المياه جبلية المشاهد المهيبة حيث يمكن للزائر الإطلاع عليها عبر مختلف المصادر نظراً لكونها ليست ضمن مجموعة المتحف ولكن تلك الصورة الشخصية تمثل مدخلاً معرفياً إليها ، كما وتأكد صدق الفنان بصورة والده ذات القتامة والجمود وما لذلك من دلالات لم يستطع الفنان إخفاؤها نتيجة لصدقه المتجسد كذلك بصياغته للمقربين من وزملائه بالمحكمة المختلطة وآخر الصور الذاتية له غير مكتملة التلوين وإن كمل تعبيره الحكيم المتأمل لسنوات العمر الماضية ، ولا تخلوا القاعة من صورة شخصية لزوجته مصرية الملامح عصرية المظهر الغربي تتقدم خلفية تخيلية لمنظر طبيعي أوروبي الطابع كأحد أهم سمات مرحلة ما قبل إستقالته من القضاء وإنفتاحه على رحابة الطبيعة .

أحمد راسم . الفنان محمود سعيد

أحمد راسم . الفنان محمود سعيد ألوان زيتية على قماش . 35 × 25 سم

 مجموعة متحف الفنان


صديقي بالمحاكم المختلطة

صديقي بالمحاكم المختلطة . الفنان محمود سعيد . ألوان زيتية على توال . 81 × 65 سم . 1923 .مجموعة متحف الفنان


قاعة 4 : أما القاعة التالية فتحوي زوج من الصور الذاتية المتباينة ما بين لغة تشكيلية عفوية الحس متجاورة اللمسات للفنان أثناء إبداعه وأخرى مزج بها ملامحه ببورتريهات الفيوم الجنائزية تعبيراً عن الموت هي بصياغتها المتفردة أيقونة ثقافية خالدة ، ولا تقتصر نفائس تلك القاعة على هذه الروائع بل إن العرض المتحفي يبرز الإختلاف بين تصوير ذات الشخص بأسلوب واقعي أو توظيف العنصر البشري ليكون بطلاً لعالم من نسج خيال الفنان ، فكما صور ذاته بالبالطو والفرشاة ورأى نفسه في عمل آخر جزء من رؤيته لما بعد الحياة فقد صور زوجته مرة أخرى بمظهرها العصري داخل المنزل وحولها بصورة أخرى إلى بطلة من أبطال التراث الأسباني القديم كما لا يخلوا العمل في تكوينه الأساسي من تأثيرات كلاسيكية غربية ، ويمتد التباين بالحالات الإنسانية داخل ذات القاعة إلى صورة أخته راقية المظهر حانية المشاعر متأملة الوجه المصري الطيب والذي تحول بصورة إحدى نساء الطبقة الأستقراطية من الأجنيات فاخرة الثياب إلى تحفظ وكبرياء ، بينما تمثل نجلته الشابة ملائكية الحالة وسط الطبيعة الخلابة بطائرها الغامض مفتاح للزائر للبحث عن باقي إبداعاته لإبنته المصورة لمختلف مراحلها الحياتية ، كما توجد صورة لفتاة من الطبقة المتوسطة هادئة الملامح بسيطة المظهر العصري ، لتؤكد صورة الطفلة صافيناز ذو الفقار إبنة شقيقته الموجودة بذات القاعة ما يتمتع به الفنان من أسمى القيم الإنسانية متمثلة بالصدق ، فهذه الصغيرة بريئة الملامح ذات الميول الفنية قد تزوجت الملك فاروق في شبابها وصارت ملكة رفض خالها تصويرها وهي في أوج سلطانها لأن نظرته الأبوية الحانية إليها لم تتغير بمرور السنوات

.                                                                                                                               

قرينتي بالشال الأخضر

قرينتي بالشال الأخضر . الفنان محمود سعيد . ألوان زيتية على توال

. 93 × 75 سم . مجموعة متحف الفنان

قاعة 5 : يمثل محتوى تلك القاعة جانب شديد الخصوصية والتفرد ، إذ برع الفنان عبر إبداعاته المعروضة وغيرها بصياغة النموذج العاري لبنت البلد متدفقة العطاء كأرضها الطيبة ونهرها الخالد محولاً إياه لأيقونة الجمال والأنوثة المصرية تجسيداً لمفهوم الهوية يضاهي مثيلاته بالثقافات الأخرى كفينوس وأفروديت وعشتروت وهو إسهام حضاري يتخطى حدود محاكاة الواقع وإن لم يتفق كلياً والفكر السائد وهو ما حدى بتخصيص تلك القاعة لهذه المجموعة من الروائع متباينة الصياغات ما بين ثراء خاص لجمال نوبي نضر وصورة أخرى له وهو يصور تلك النوبية وأعمال ذاتية الرؤية ممزوجة الطابع لأصالة القسمات شعبية الطابع ورفاهية النمط المعيشي ، كما وتشير المعروضات لتطورات رؤية الفنان طبقاً لمراحله الحياتية ، فبداياته لم تغب عنها خطواته الأولى بصياغة النموذج العاري ، أما نضوجه الفني بسنوات ما قبل الإستقالة من القضاء فيكسو عناصره خلالها سحر خاص أكسبه إياه المعالجات اللونية البارعة للبشرة البرونزية ذاتية الإضاءة تكاد تتحول لكتلة من الذهب والخلفيات القاتمة لمشاهد من وحي الطبيعة تحولت لعالم آخر يموج طاقة وغموض ، بينما إنحسر كل ذلك بإبداعات سنوات ما بعد الإستقالة وتحولت هذه التحويرات إلى إشراقة بالإضاءات وتفاصيل واقعية للفراغ المعماري المغلق المحيط بعناصره البشرية خمرية الأجساد وإن لم تفارقها إخناتونية الملامح وأصالة الحس .

عروس البحر . الفنان محمود سعيد                                                                                                                              

عروس البحر . الفنان محمود سعيد .

ألوان زيتية على أبلاكاش . 119 × 82,5 سم . 1937 م . مجموعة متحف الفنان .


 قاعة 6 :

على الرغم من أن تلك القاعة لم تكن بالأصل الغرفة التي شهدت مولد إبداعات الفنان إلا أنها يطلق عليها مجازاً ( مرسم الفنان ) نظراً لأن معظم معروضاتها من أدواته ما بين حامل رسم خشبي يحمل صورة فوتوغرافية للفنان وآخر معروض عليه لقطة آخرى له وهو حديث السن بصحبة أفراد أسرته ، إضافة إلى منضدة عليها علبة تحوي فرش التصوير وأنابيب الألوان بجانب آخر بلتة وضعها الفنان من الدرجات اللونية المتحجرة ، إضافة إلى مرآته ومكتبه وكرسيه ، غير أن القاعة تحوي ما هو أكثر من ذلك إذ عرض داخلها عدد من إسكتشات الفنان ورسومه الأولية والتي شملت مجموعة رسوم من وحي الريف المصري وأداء خطي سريع لنموذج امرأة عارية ، أما آخر ثلاث إسكتشات فتمثل مدخل هام لتذوق لوحات شهيرة للفنان ليست من ضمن مجموعة المتحف وإن كانت رسومها الأولية من ضمنها وهي إسكتش يمثل الصيد إستوحى منها لوحة العاصفة وزيارة المقابر التي مثلت مصدر إستلهام لمجموعة من الروائع ، أما آدم وحواء فهي إسكتش أولى لواحدة من أروع أعماله والتي أكسبت صياغتها المتفردة نصفي الوجود الإنساني طابع مصري أزلي .

اسكتش آدم وحواء

اسكتش آدم وحواء . الوان مائية على ورق . 33 × 5 , 22 سم . مجموعة متحف الفنان


اسكتش زيارة المقابر

اسكتش زيارة المقابر . قلم على أزرق ورق . 73 × 52 سم مجموعة متحف الفنان


 قاعة 7 :

تمثل تلك القاعة البهو الرئيسي حيث يسبقها المدخل المحتوي على ميداليات الفنان وغيرها من المعروضات سابقة الذكر ثم ممر تتبدى به رقة مشهد طبيعي رحب صور بالألوان مائية الوسيط متفرداً بذلك عن باقي مجموعة المتحف من إبداعات زيتية المجموعات اللونية متباينة الأدائية والتي ضمت القاعة عدد من روائعها ما بين صورة شخصية لوالدته طيبة وجه تنضح قسماته الشاردة بنور أضاء عالم ثري معالجات تشكيلية وصلت إلى قمة تفردها ببورتريه المصور جورج الخوري المنبثق تعبيره الحاد غامض الدلالات درامي الإضاءة من لجة ظلمة حالكة متفرد حالة إتجهت نحو تبسيط التفاصيل وتجاور المساحات اللونية بصورة شخصية أخرى ، بينما يجسد العرض المتحفي تباينات صياغة الفنان عبر مراحله المتتالية حيث يبدي تقابل لوحتين لبنات البلد الإنتقال من إستلهام التراث المصري القديم بتصوير بدرية تلك المرأة المصرية تخيلية الخلفية لمشهد طبيعي من وحي البيئة المحلية متجهاً نحو مزيداً من تجريد التفاصيل ونقاء الألوان وإشراقة الإضاءة بصورة ذات الحلق اللولي مغلقة الفراغية المحيطة وإن لم تفارقها إخناتونية الملامح .

ولا يغيب عالم الليل عن المتحف بإبهاره وديناميكية ساهريه المصورة بلغة بليغة متمثلاً بتكوينه البارع في المرقص ، لتفتح لوحة أمام الدوار المجال للزائرين للبحث عن باقي إبداعات الفنان المصورة لمشاهد الريف المصري العريق ، وتتبدى بكل من الأمومة والبشارة وذات الأساور الزرقاء مزيداً من براعة الفنان خلال سنواته الأخيرة الشاهدة كذلك علي روائعه المستوحاه من طبيعة لبنان لانهائية القيم الجمالية متجسدة أيضاً بما هو موجود من أعمال ، وعلى ذات جانبي تقابل لوحتي نساء الطبقة الشعبية يوجد تمثال نصفي من الجبس الملون للفنان أبدعه النحات محمد مصطفى وبالركن الآخر منضدة خشبية موضوع عليها دفتر ورقي وقلم يتيح للزائر كتابة تعليقاته وإنطباعاته حول المتحف ومعروضاته التي تتوسط مجموعة منها تلك القاعة داخل فاترينة خشبية القاعدة زجاجية الغطاء العلوي تحتوي عدد من المقتنيات الشخصية إضافة إلى قناع من الجبس الملون كذلك تم عمله للفنان بعد وفاته فكان مطابق لملامح وجه محمود سعيد ويده التي أبدع عبرها روائع خالدة ضم متحفه هذا الذي هو منزله بالأصل مجموعة منها فصار نبع ثقافي متدفق للأجيال المتعاقبة .                                              
 
                                                                                                                                                                                             
في المرقص . الفنان محمود سعيد

في المرقص . الفنان محمود سعيد . ألوان زيتية على كرتون . 70,5 × 57 سم . 1934 .مجموعة متحف الفنان .


المصور جورج الخوري كومنين

المصور جورج الخوري كومنين .الفنان محمود سعيد . ألوان زيتية على توال . 81 × 60 سم . 1921 . مجموعة متحف الفنان


للتواصل مع متاحف محمود سعيد عن طريق صفحة الفيس بوك https://www.facebook.com/mahmoud.said.museum.alex


مراجع : 1 أحمد راسم . المصور محمود سعيد . كتاب ( ظلال ) صفحة من الفن بمصر . طبعة خاصة على نفقة المؤلف . 1936 . 2 بدر الدين أبو غازي . محمود سعيد . الهيئة المصرية العامة للكتاب . 3 حسين بيكار . إبن الذوات الذي عشق بنت البلد . كتاب لكل فنان قصة . مطبوعات كتابي . 1984 . 4 عصمت دوستاشي . محمود سعيد مائة عام من الإبداع 8 إبريل 1897 – 8 إبريل 1997 . كتاب سلسلة نقوش . الهيئة العامة لقصور الثقافة . 1997 . 5 عصمت دوستاشي . محمود سعيد . كتاب تذكاري لرائد فن التصوير المصري المعاصر . وزارة الثقافة . صندوق التنمية الثقافية . 1997 . 6 مختار العطار . الرسام الملون – رائد الهوية محمود سعيد 1897 – 1964 . كتاب رواد الفن وطليعة التنوير . الحزء الأول . الهيئة المصرية العامة للكتاب والجمعية المصرية لنقاد الفن . 1996 . 7 د . نبيل فرج . إعادة إكتشاف الناقد ( أحمد راسم ) ( 1895 – 1958 ) . سلسلة دراسات في نقد الفنون الجميلة ( 9 ) . الهيئة العامة للكتاب بالتعاون مع الجمعية المصرية للنقاد .

وصلات خارجية :

wwwالفن التشكيلي<…<www.nona.com

wwwالعلوم الإنسانية<المجلدالعشرون<www.arab ency.com