آيا صوفيا (باليونانيَّة القديمة: Ἁγία Σοφία؛ باللاتينيَّة: Sancta Sophia أو Sancta Sapientia)، أو جامع آيا صوفيا (بالتركية: Ayasofya Camii)، عُرف في العصر العُثماني باسم الجامع الكبير الشريف لآيا صوفيا، (بالتركية العثمانية: آيا صوفيا كبير جامع شريف)، وكان في العصر البيزنطي يُسمى كنيسة آيا صوفيا، التي تعني كنيسة الحكمة الإلهيّة، هو مبنى تاريخي للعبادة، يقع على الضفة الأوروبيَّة في مدينة إسطنبول، أُنشئ في العصر البيزنطي ليكون كاتدرائيةً للبطريركية المسيحية الأرثوذكسية، ثم تحول إلى كاتدرائيةرومانية كاثوليكية، وبعد فتح القسطنطينية تحول إلى مسجد عثماني، وبعد قيام الجمهورية التركية تحول إلى متحف، وأخيرًا أُعلن عن إعادته مسجدًا اعتبارًا من 24 يوليو عام 2020، بعد إصدار حُكم المحكمة الإدارية العليا بتركيا بذلك.
النار الإغريقية سائل حارق استعمله البيزنطيون كسلاح في حروبهم البحرية منذ 674 ميلادية، حيث كانت تُستخدم لإشعال النار على سفن العدو. تتكون النار الإغريقية من مركّب قابل للاحتراق ينبعث من سلاح يرمي باللهب. استخدم اليونانيون النار الاغريقية لأول مرة في معركة سيلايوم البحرية عندما حاصر الأمويون المسلمون القسطنطينية في حملة أرسلها معاوية بن أبي سفيان في عام 53 - 60 هـ / 674 – 678 م بقيادة ابنه يزيد لمحاولة فتح القسطنطينية. يعتقد بعض المؤرخين أن النار الاغريقية كانت تشتعل عند ملامستها الماء، وربما كان أساسها مادة النافتاوالجير الحي. استخدمه البيزنطيون في المعارك البحرية بشكل كبير، حيث أن النار الاغريقية تستمر في الاحتراق أثناء طفوها على الماء. كانت الميزة التكنولوجية التي قدمتها مسؤولة عن العديد من الانتصارات العسكرية البيزنطية الرئيسية، وعلى الأخص فك حصار القسطنطينية من حصار المسلمين مرتين، وبالتالي تأمين بقاء الإمبراطورية حتي أتم السلطان محمد الفاتح عام 1453م فتح القسطنطينية.
كان النظام الاقتصادي البيزنطي واحدًا من أقوى الاقتصادات في حوض البحر الأبيض المتوسط لقرون عدة. كانت مدينة القسطنطينية مركزًا جوهريًا لشبكة تجارية امتدت عبر فترات مختلفة لشتميل تقريبًا كلًا من أوراسياوشمال أفريقيا. يزعم بعض الباحثين، أنه وحتى وصول العرب في القرن السابع، كانت الإمبراطورية الرومانية الشرقية صاحبة أقوى اقتصاد في العالم. إلا أن الفتوحات العربية مثلت تراجعًا كبيرًا في الثروات مساهمةً بفترة من الانحدار والركود. كانت إصلاحات قسطنطين الخامس (نحو العام 765) بداية إحياء استمر حتى عام 1204. منذ بداية القرن العاشر وحتى نهاية القرن الثاني عشر، مثلت الإمبراطورية البيزنطية صورة عن الترف، وانبهر المسافرون بالثروة المتركزة بالعاصمة. تغير كل ذلك مع وصول الحملة الصليبية الرابعة، والتي مثلت كارثة اقتصادية. حاول الباليولوغس إنعاش الاقتصاد، ولكن الدولة البيزنطية لم تتمكن من بسط سيطرتها سواء على القوى الاقتصادية الأجنبية أو المحلية.
كانت التجارة أحد الأسس الاقتصادية للإمبراطورية. فرضت الدولة سيطرة صارمة على التجارة الداخلية والدولية، واحتكرت عملية سك العملة. ظلت القسطنطينية المركز التجاري الوحيد الأكثر أهمية لأوروبا طيلة القسم الأعظم من القرون الوسطى، وهي المكانة التي حافظت عليها حتى حتى جمهورية البندقية ببطء بتخطي التجار البيزنطيين في مجال التجارة؛ أولًا من خلال الإعفاء الضريبي في عهد سلالة الكومنينيون، ثم في ظل الإمبراطورية اللاتينية.
كانت إمبراطورية طربزون إمبراطورية ملكية، وهي واحدة من ثلاث خلفت الإمبراطورية البيزنطية التي ازدهرت خلال الفترة من القرن الثالث عشر وحتى القرن الخامس عشر، ضمت أراضي الركن الشمالي الغربي الأقصى من الأناضول (بنطس)، وشبه جزيرة القرم الجنوبية. تشكلت الإمبراطورية عام 1204 بعد الحملة الجورجية في تشالديا وبافلونيا، بقيادة ألكسيوس كومنينوس، قبل أسابيع قليلة من نهب القسطنطينية. بعد ذلك أعلن ألكسيوس نفسه إمبراطورًا على طربزون (حاليًا طربزون، تركيا). مارس أليكسيوس وديفيد كومنينوس، حفيدا الإمبراطور المخلوع أندرونيكوس الأول كومنينوس، ضغوطًا على الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الخامس دوكاس يزعمان فيها أنهما «أباطرة رومانيون». اعتُبر الأباطرة البيزنطيون الذين تعاقبوا، كما يروى عن المؤلفين البيزنطيين، مثل: جورج باجيمير، نيكيفوروس جريجوراس، وجون لازاروبولوس، وباسيليوس بيساريون، أنهم «أمراء شعب اللاز»، في حين أن ملكية هؤلاء «الأمراء» كانت تسمى أيضًا لازيكا. بعبارة أخرى، كانت دولتهم تعرف باسم إمارة ليزيس، وهكذا، من وجهة نظر الكتاب البيزنطيين المتصلين باللاسكاريس ولاحقًا بالسلالات الباليولوجية، فإن حكام طربزون لم يكونوا أباطرة.
بعد أن أطاح الصليبيون في الحملة الصليبية الرابعة بأليكسيوس الخامس وأسسوا الإمبراطورية اللاتينية، أصبحت إمبراطورية طربزون واحدة من ثلاث دول بيزنطية تخلف العرش الإمبراطوري، إلى جانب إمبراطورية نيقية تحت حكم عائلة لاسكاريس، وديسبوتية إبيروس تحت حكم فرع من عائلة أنجيلوس. تسببت الحروب اللاحقة في ظهور إمبراطورية ثيسالونيكي، والحكومة الاستعمارية التي ظهرت من إبيروس، وانهيار في أعقاب النزاعات مع نيقية وبلغاريا، واستعادة إمبراطورية نيقية النهائية للقسطنطينية عام 1261. على الرغم من استعادة إمبراطورية نيقية للقسطنطينية، فقد استمر أباطرة طربزون بوسم أنفسهم على أنهم «أباطرة رومان» لمدة عقدين من الزمن، واستمروا في الضغط على مطالبتهم بالعرش الإمبراطوري. تخلى إمبراطور طربزون جون الثاني رسميًا عن مطالب اللقب الامبراطوري الروماني والقسطنطينية نفسها بعد 21 سنة من سيطرة إمبراطورية نيقية على المدينة، ما غير لقبه الإمبراطوري من «إمبراطور وبغاطر الرومان» إلى «إمبراطور و بغاطر كل الشرق، وايبيريا، وبيراتيا».
الحملة الصليبية الرابعة (1202–1204) كانت حملة مسيحية مسلحة دعا إليها البابا إينوسنت الثالث. كان هدفها المعلَن استعادة مدينة القدس من أيدي المسلمين، من خلال غزو السلطنة الأيوبية المصرية القوية أولًا، إذ كانت أقوى ولاية إسلامية في ذلك الحين. وصلت سلسلة الأحداث السياسية والاقتصادية إلى ذروتها عندما نهب الجيش الصليبي مدينة القسطنطينية (عاصمة الإمبراطورية البيزنطية التي كان يحكمها مسيحيون) في عام 1204، بدلًا من مصر التي كان التغلب عليها هو المخطط الأصلي.
في أواخر 1202 دفعت مشكلات مالية جيش الصليبيين إلى حِصار زارا ونهبها، وهي مدينة كاثوليكية على ساحل البحر الأدرياتيكي الذي كان تحت سيطرة فينيسيّة. عندما علم البابا ذلك، حرم الجيش الصليبي كنيسيًّا. في يناير عام 1203 عاهدت القيادة الصليبية، وهي في طريقها إلى القدس، الأمير البيزنطي ألكسيوس أنجيلوس على تحويل الحملة الصليبية إلى القسطنطينية وإعادة والده المخلوع إسحاق أنجيلوس إلى عرش الإمبراطورية. صار هدف الحملة الصليبية هو الزحف إلى القدس بعد ذلك، مرتكِزة إلى الدعم المالي والعسكري البيزنطي الموعود. في 23 يونيو عام 1203 وصل الجيش الصليبي الرئيس إلى القسطنطينية، في حين واصلت الفِرق الأخرى (التي ربما كانت أغلبية الصليبيين) طريقها إلى عكا.
فتح مجموعةٌ من الأندلسيين المنفيين جزيرة كريت عام 824 أو 827/828م (212هـ)، وأقاموا لهم دولةً مستقلةً على الفور. حاولت الدولة البيزنطية مراراً استعادة الجزيرة لكن محاولاتها باءت بالفشل الذريع، وظلّت الإمارة التي دعاها العرب إقريطش (أو أقريطش) ما ينوف عن 135 سنة من وجودها أحد خصوم بيزنطة الرئيسيين. تحكمت إقريطش بالممرات المائية في شرق البحر المتوسط وخاصة في بحر إيجه، وشكّلت قاعدةً مُتقدمةً وملاذاً آمناً للأساطيل الإسلامية التي اجتاحت شواطئ هذا البحر. لايُعرف الكثير تاريخياً عن الوضع الداخلي للإمارة، لكنّ من الواضح أنها عاشت حقبةً مزدهرةً ناجمةً عن اقتصادٍ مزدهرٍ قائمٍ على التجارة، والزراعة. سقطت الإمارة على يد نقفور الثاني الذي شنّ عليها حملةً ضخمةً عام 960-961م (350هـ)، ولم يعد المسلمون إلى الجزيرة لأكثر من سبعة قرونٍ عندما سقطت بيد العثمانيين ما بين 1645 و1669م/1080هـ فيما عُرف بحرب كريت.
شكَّل فتح القسطنطينيَّة خاتمة المُحاولات الإسلاميَّة لضم هذه المدينة إلى دولة الخلافة، والتي بدأت مُنذ أوائل العهد الأُمويّ خلال خلافة مُعاوية بن أبي سُفيان واستمرَّت خلال العهد العبَّاسي، إلى أن تكللت بالنجاح في العهد العُثماني. كما شكَّل هذا الحدث (إضافةً إلى فتح منطقتين روميَّتين أُخريين لاحقًا) نهاية الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، وإلى حدٍ أبعد الإمبراطوريَّة الرومانيَّة التي استمرَّت موجودةً بهيئةٍ روميَّة شرقيَّة، بعد أن صمدت طيلة 1,500 سنة تقريبًا. كذلك شكَّل الفتح العُثماني للقسطنطينيَّة ضربةً موجعةً للعالم المسيحيوالبابويَّة الكاثوليكيَّة رُغم الاختلاف والخِلاف المذهبي والعقائدي بين الكنيستين الشرقيَّة الأرثوذكسيَّةوالغربيَّة الكاثوليكيَّة، ذلك أنَّ المدينة كانت تُشكِّلُ عائقًا وحاجزًا أمام التوغل الإسلامي في أوروپَّا، ولمَّا سقطت أصبح بإمكان العُثمانيين المضي قُدمًا في فتوحاتهم دون التخوُّف من ضربةٍ خلفيَّة تُثنيهم عن أهدافهم.
أليكسيوس الخامس دوكاس (1140 – ديسمبر 1204) هو إمبراطور بيزنطي، حكم في الفترة الممتدة بين 5 فبراير و12 أبريل 1204، قبيل حصار القسطنطينية على يد المشاركين في الحملة الصليبية الرابعة. اسم عائلته هو دوكاس، ولكنه عُرِف أيضًا بكنية مورتزوفلوس، في إشارة إلى كثافة حاجبيه المتدليين أو شخصيته المتجهمة الكئيبة. تمكن من الوصول إلى السلطة بتدبير انقلاب في قلعة الحاكم السابق وقتله أثناء العملية. على الرغم من أنه بذل محاولات قوية لحماية القسطنطينية من الجيش الصليبي، فقد أثبتت جهوده العسكرية عدم جدواها. حظيت أفعاله بتأييد جماهير الشعب، بيد نفور أهل النخبة في المدينة منه. في أعقاب سقوط المدينة وحصارها واحتلالها، تسبب إمبراطور سابق بعمى أليكسيوس الخامس وأُعدم لاحقًا بموجب النظام اللاتيني الجديد. كان آخر إمبراطور بيزنطي حكم القسطنطينية حتى إعادة الاستيلاء البيزنطي على القسطنطينية في عام 1261.
بروكوبيوس القيسراني (500 - 560 للميلاد) كان عالماً بارزاً من الزمن القديم من فلسطين الأولى. وقد أصبح المؤرخ الأول للقرن السادس للميلاد بمرافقته لقائد الجيش الروماني بيليساريوس في حروب الإمبراطور جستنيان، واضعاً كتبه «حروب جستنيان»، و «بنايات جستنيان» و«التاريخ السري» المحتفى به. ويعتبر بشكل شائع آخر المؤرخين الرئيسيين للعالم الغربي القديم.
أهم آثاره: «المكتبة» وهو وصف لـ 279 كتاب يوناني مع تحليل لمضموناتها.
غريغوريوس النزينزي (وُلد في حوالي عام 329 – وتُوفيَّ في 25 يناير عام 389 أو 390) (ومعروف أيضًا باسم غريغوريوس اللاهوتي أو غريغوريوس نازيانزوس؛ (باليونانية: Γρηγόριος ὁ Ναζιανζηνός)) من مواليد القرن الرابع الميلادي وكان رئيس أساقفة القسطنطينية. ويُعتبر غريغوريوس أكثر اللاهوتيين براعةً إلى حدٍ بعيد في أسلوبه البلاغي في العصر الآبائي.:xxi وحيث إنَّه خطيب تم تدريبه على نحو كلاسيكي وأيضًا فيلسوف، فقد أدخل مفهوم الهلينية ذات الولاء للفكر الإغريقي إلى كنيسة المسيحية الأولى، وبذلك وضع نموذجًا للبيزنطيين اللاهوتيين والمسؤولين في الكنيسة.:xxiv وكان له تأثير مهم وواضح على صورة الثالوثية اللاهوتية بين اللاهوتيين الذين يتحدثون كلاً من اللغتين اليونانية وأيضًا اللاتينية، كما أن الناس يتذكرونه بلقب «اللاهوتي الثالوثي». وعلاوةً على ذلك، فإن معظم أعماله اللاهوتية ما زالت تؤثر على اللاهوتيين في العصر الحديث، وخاصةً فيما يتعلق بالعلاقة بين الأقانيم الثلاثة في الثالوث. وبالإضافة إلى الأخوين القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس النيصي، فإنه يُعرف بأنه أحد الآباء الكابادوكيين.
وُلِد ثيودوسيوس في هسبانيا، وكان ابن قائد رفيع المستوى، وتحت قيادته ترقى في صفوف الجيش. وفي عام 374 تولى ثيودوسيوس قيادة مستقلة في مويسيا، حيث حقق بعض النجاح ضد غزو السارماتيين. وبعد ذلك بوقت قصير، أُجبر على التقاعد، وأُعدم والده في ظروف غامضة، لكن سرعان ما استعاد ثيودوسيوس منصبه بعد بعض المؤامرات وعمليات الإعدام في بلاط الإمبراطور جراتيان. وفي عام 379، بعد وفاة الإمبراطور الروماني الشرقي فالنس في معركة أدريانوبل ضد القوط، عين جراتيان ثيودوسيوس خلفًا له وتولى مسؤولية الطوارئ العسكرية. لم تكن موارد الإمبراطور الجديد والجيوش المستنزفة كافية لطرد الغزاة، وفي عام 382، سُمح للقوط بالاستقرار جنوب نهر الدانوب كحلفاء مستقلين للإمبراطورية. في عام 386، وقع ثيودوسيوس معاهدة مع الإمبراطورية الساسانية، والتي قسمت مملكة أرمينيا المتنازع عليها منذ فترة طويلة وأمنت سلامًا دائمًا بين القوتين.
إسحاق هو نجل الجنرال مانويل إروتيكوس كومنينوس، وتيتم في سن مبكرة، ثم نشأ تحت رعاية الإمبراطور باسيل الثاني. أثبت جدارته كقائد عسكري ناجح، وشغل منصب القائد العام للجيوش الشرقية بين عامي 1042 و1054. ترأس في عام 1057 تآمرًا لمجموعة من الجنرالات الشرقيين غير الراضين ضد المتوج حديثًا ميخائيل السادس برينغاس.
قسطنطين الخامس (بالإنجليزية: Constantine V)، (باليونانية: Κωνσταντῖνος Ε΄, Kōnstantinos V)، هو إمبراطور بيزنطي حكم خلال الفترة الممتدة من عام 741 حتى عام 775. شهد عهده توطيد الوضع الأمني في بيزنطة في وجه التهديدات الخارجية. استفاد قسطنطين من الحرب الأهلية التي دارت رحاها في العالم الإسلامي من أجل شن هجمات محدودة على الجبهة العربية وذلك بحكم كونه قائدًا عسكريًا متمكنًا. كذلك بادر قسطنطين إلى شن حملات عسكرية متكررة على البلغار في البلقان بعد تأمينه الجبهة الشرقية. لعب نشاطه العسكري وسياسته الرامية إلى توطين السكان المسيحيين من الجبهة العربية في تراقيا دورًا في إحكام قبضة بيزنطة على أقاليمها في البلقان.
كانت الفتنة واللغو الديني من السمات البارزة التي ميزت عهده. إذ أدى دعمه الشديد لتحطيم الأيقونات ومعارضته للرهبانية إلى ذم المؤرخين والكتاب البيزنطيين اللاحقين لشخصه ووصل بهم الأمر أن لقبوه بـ«صاحب الاسم الملطخ بالروث».