انتقل إلى المحتوى

مستخدم:مشاري شامان المطيري

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

سيدنا محمد عليه السلام بعث الله سيدنا محمد عليه السلام برسالة الإسلام الخالدة لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وتحقيق توحيد العبودية لله وحده، وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين. سوف نتطرّق باختصار إلى سيرته العطرة الخالدة المليئة بالمواقف والأحداث والمواعظ، لنتأمل كيف كانت حياته قبل وبعد البعثة، ومعجزاته، وحياته، وغزواته، وأهله، وأصحابه، حتى نستمدّ من سيرته العطرة الخالدة زاداً علّنا نستطيع الاقتداء بها حتى ننهض بحالنا الذي صرنا عليه اليوم. سيرة الرسول عليه السلام، العهد المكي سوف نُلقي الضوء على سيرة الرسول الأعظم بدءاً من مولده، ورعايته، ونزول الوحي، وأصحابه، وهجرته، وأهم ما يخص هذه السيرة العطرة التي تحتل الموقع الأول في تاريخنا الإسلامي، وسيظل أثرها ممتدٌّ مع امتداد رسالة الإسلام الخالدة. مولده ورعايته هو محمد بن عبد الله بن المطلب بن هاشم ، وُلد يتيم الأب في فجر يوم الإثنين، في الثاني عشر من ربيع الأول لعام الفيل، اختار له جده عبد المطلب اسم محمد، فلم يكن معروفاً ذلك الاسم عند العرب. كان من عادات العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم حتى يشتدّ عودهم وتقوى أجسامهم مما يقيهم الأمراض، وينطقوا لسان العربية وهم في مهدهم، فبعثه جدّه عبد المطلب إلى قبيلة سعد بن بكر، وأرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب أو ما تعرف بحليمة السعديّة، وهكذا بقي الرّسول عليه السلام في ظل رعاية بني سعد حتى سن الرابعة أو الخامسة من مولده ، حتى وقعت حادثة شق الصدر. اختلف المؤرّخون بحادثة شق الصخر إن كانت الحادثة حسيّة أو معنوية، ولكن خشيت عليه حليمة السعدية من هذه الواقعة فردّته إلى والدته آمنة حين بلغ ستّ سنوات، وأحبّت آمنة أن تزور قبر زوجها مع طفلها اليتيم محمد في مدينة يثرب، وقُدّرعليها الموت أثناء الرجوع من يثرب إثر مرضٍ لاحقها في الطريق ودُفنت هناك، وبهذا أصبح محمد يتيم الأم والأب، وانتقلت رعايته إلى جدّه عبد المطلب الذي كان حنوناً عليه محاولاً أن يعوّضه فقدان الأم والأب، وقيل إنّ جده كان يؤثره عن باقي أولاده ويميزه عليهم في مواقف عدة، حتى أكمل الرسول ثماني سنوات توفّي جده عبد المطلب، وانتقلت كفالته إلى عمه أبي طالب، الذي أحبه وأكرمه ورعاه وقدّمه عن باقي أبنائه وظلّ يُدافع عنه ويحميه ويصادقه حتى عند نزول الوحي على الرّغم من أنّه لم يُسلم.

عمل الرسول عليه السلام حين شبّ الرسول عليه السلام وأصبح في سنّ الثانية عشر، أراد أن يكسب قوت يومه بيده، وأن يساعد عمّه أبا طالب، فاشتغل في رعاية الغنم، لا شكّ أن هذه المهنة في طبيعة الصحراء أكسبته عدّة مهارات ساعدته أن يكون فيما بعد قائداً وإمام المرسلين، ثمّ أصبح يساعد عمه في أعمال التجارة في بلاد الشام، وكان يصطحبه عمه أبو طالب معه حتّى تعرف الراهب جرجيس على سيدنا محمد، وقال لعمّه إنّ هذا الغلام سيكون سيد المرسلين، وأنه تعّرف على ذلك من خلال علامات ظهرت حين أشرف سيدنا محمد دخول المدينة، وهي أن الشجر والحجر خرّوا ساجدين، كما توجد شكل التفاحة تحت منكبيه، وطلب من عمه أن يعيده لمكّة خوفاً عليه من اليهود. عاد الرسول عليه السلام إلى مكة وبقي يُتاجر في أسواق مكة القريبة والمحيطة واشتهر بأمانته وصدقه بالتجارة، وكان يكسب رزقه بيده ويساعد أعمامه.

زواج الرسول عليه السلام بخديجة بما أنه اكتسب شهرةً وسمعةً طيبةً أثناء عمله بالتجارة مع عمه، كان التجّار يوكلون إليه بتجاراتهم، وكان يعود إليهم بأرباح مضاعفة، فسمعت عنه خديجة بنت خويلد عن أمانته وبراعته في التجارة، وكانت خديجة بنت خويلد حينها امرأةً ذات نسب ومال وعقل، فاستأجرت الرسول عليه السلام مع خادمها ميسرة وأرسلته إلى تجارة في بلاد الشام وأكرمته أفضل ما يُعطى به التجار، وفعلاً حين رجع ميسرة من رحلته أخبرها عن بركة وأمانة هذا الرسول عليه السلام، كما أخبرها عن فضائل أخلاقه، فأسرت خديجة في نفسها أن يكون زوجاً لها على الرّغم أنّ عمرها أربعون سنة وكانت أرملة، وكان قد تقدّم لخطبتها أشراف مكة، ولكنّها رفضت وآثرت عليهم الرسول عليه السلام صاحب خمس وعشرين عاماً، ثمّ أرسلت صديقتها نفيسة تُفاتح الرسول عليه السلام بالموضوع، وقبل رسول الله بذلك، وتزوّجها الرسول عليه السلام وفق العادات السائدة في أشراف مكة، وأنجبت له القاسم، وعبد الله، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، مات بنوه في صغرهم ولكن بناته أدركن الإسلام. كان الرسول في هذه الفترة يحبّ التأمل والتفكر، وكانت خديجة تُساعده في ذلك.