انتقل إلى المحتوى

مستخدم:نديم فارس/ملعب40

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

فندق إمبريال القدس (1898) يعتبرمن أقدم الفنادق في مدينة القدس، ويقع داخل باب الخليل في ساحة عمر بن الخطاب أمام قلعة برج داوود على بعد دقائق من المسجد الأقصى ومن كنيسة القيامة وبالقرب من جميع المواقع المقدسة. ويتميز مبناه بالتاريخ والطابع المميز. بني الفندق خلال الفترة (1894-1898) على مساحة 1880 متر، وتوجد فيه 45 غرفة وكان أحد نزلائه في عام 1898 امبراطور ألمانيا. فيه مكتبة أثرية عمرها أكثر من مائة عام. وقد نزلت فيه إحدى كاتبات السويد والحاصلة على جائزة نوبل قبل مائة عام.[1]

بناء الفندق[عدل]

بني الفندق على النمط القوطي على أرض كانت مخزناً للحبوب ومدفنا للخيول في عهد العثمانيين، ثم تحولت الأرض الى ملكية الكنيسة الأرثوذكسية. وحين بدأت عائلة مرقص عملية الحفر لإقامة أساسات الفندق عثرعلى أثار بركة قديمة في المكان حولت إلى صهريج للمياه أسفل الفندق، وتم إنشاء صف من الدكاكين في الطابق الأرضي وفندق في الطابقين العلويين أطلق عليه اللوكاندة الكبيرة أو فندق مرقص.

ويحتوي الفندق على ثلاث واجهات أبرزها الواجهة الجنوبية، والتي تتميز بالأعمدة المزدوجة الطولية، وشرفات عريضة مستطيلة تطل على قلعة القدس التاريخية، وزين الفندق بزخرفات متقنة تضم مجموعة من الجرارالإغريقية من الحجر المملوكي المائل إلى الحمرة. افتتحه الإمبراطورالألماني فيلهلم الثاني حين زار القدس مع زوجته فكتوريا وحجز غرفة فيه، وما زال مالك الفندق يحتفظ بفاتورة الإمبراطور. وبعد إحتلال الإنجليز للقدس صعد القائد العسكري اللنبي إلى الشرفة وصاح بجملته المشهورة (لقد عدنا يا صلاح الدين) .[2]

إدارة الفندق[عدل]

أدارت عائلة مرقص المقدسية الفندق حتى عام 1944، وبعدها عرف الفندق باسم (نيو غراند هوتيل). وفي العام 1949 قام محمد طاهر الداودي الدجاني بإستئجار الفندق وغير اسمه إلى فندق القلعة، ثم حول الإسم إلى فندق الإمبريال. وفي حرب حزيران 1967 قامت قوات الاحتلال بالسيطرة عليه لمدة نصف عام . ثم عادت عائلة الدجاني لإدارته وتشغيله بموجب عقد إيجار وقّعته مع بطريركية الروم الأرثوذكس وهي المالك الأصلي لمبنى الفندق. ولكن منذ العام 2004 بدأت الأنباء تتكشف عن صفقة بيع وتسريب للفندق لجمعية عطريت كوهنيم الإستيطانية، والتي اشترت الفندق من البطريركية اليونانية قبل 15 سنة وبثمن زهيد، ورفضت المحكمة ادعاءات البطريركية بأن صفقة البيع غير قانونية، وأقرت ادعاءات المستوطنين بالفندق وملكيتهم له، بموجب صفقة البيع والتسريب.[3]

تسريب الفندق وقرار المحكمة[عدل]

بدأت القضية في عام 2002 حينما باع البطريرك اليوناني في القدس ممتلكات البطريركية لمنظمة “عطيرت كوهانيم” الاستيطانية بقيمة مليوني دولار فقط، وذلك مقابل تأجيره لتسعة وتسعين عاما قابلة للتمديد ومن ضمنها فندق إمبريال الأثري الواقع في ساحة عمر بن الخطاب، ويشرف على الأقصى وأسواره، بالإضافة إلى فندقين في باب الخليل ومنزل في حي المعظمية، وهي مبان تاريخية أثرية قديمة لا تقدر بمال. ومنذ العام 2005 وبعد نشر موضوع بيع الفندق للمستوطنين انفجرت فضيحة كبيرة في صفوف البطريركية اليونانية التي أدت إلى إقالة غير مسبوقة للبطريرك ايرانوس، وفد أغلق البطريرك المعزول على نفسه في شقة صغيرة في البطريركية ولم يخرج منها حتى الآن. ونفت البطريركية موضوع الصفقة، وقالت إنها تمت بالخداع من خلال تقديم الرشوة لاشخاص أساسيين في الكنيسة، لكن المحكمة صادقت عليها. وفي المحكمة تم عرض تسجيل محادثة بين رئيس جمعية عطيرت كوهنيم المستوطن ماتي دان، وبين باباديموس، يؤكد فيها دان على أنه كان هناك اتفاق بين الجمعية وبين باباديموس من أجل تحويل الأموال، ومع أن قاضية المحكمة المركزية في القدس"غاليا كنفي شتاينيتس" وقضاة المحكمة العليا شككوا باحتمالية أن يكون التسجيل مفبرك ومجزأ وحيث لا يوجد شهود عليه، فلا يمكن اعتباره دليلاً قاطعاً، وعدم حضور ماتي دان للشهادة أكد للمحاميين أن القصة مفبركة لكن محكمة العليا الإسرائيلية لم تأخذ بأقوالهم وثبتت ملكية الفندق لجمعية عطريت كوهنيم الإستيطانية.[4] ولكن الدجاني يحظى حتى اللحظة بمكانة ساكن محمي في الفندق، وإخلاء ساكن محمي هو على الأغلب مهمة قضائية غير سهلة. وسيطرة الجمعية الإستيطانية عليه يعني سيطرتها بالكامل على ساحة عمر بن الخطاب، وعلى هذه المنطقة الحيوية جداً من البلدة القديمة في القدس. بل إن الأمر يتجاوز ذلك إلى الوجود الفلسطيني المسيحي في البلدة القديمة برمتها.

المراجع[عدل]

  1. ^ "الدجاني.. الحصن المانع لاستيلاء المستوطنين على فندق "إمبريال" بالقدس". فلسطين أون لاين. 11 يناير 2022. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-05.
  2. ^ ""لقد عدنا يا صلاح الدين".. كيف سرب فندق الإمبريال في القدس إلى المستوطنين؟". www.alhadath.ps. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-05.
  3. ^ "فندق "إمبريال" في القدس: صراع بقاء في وجه الاستيطان". العربي. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-05.
  4. ^ "الاستيلاء على فندق إمبريال..تسونامي يهدد آثار القدس - انسان اون لاين". 15 يونيو 2022. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-05.