انتقل إلى المحتوى

مستخدم:هُمام محمد شاكر/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أسد بابل[عدل]

أسد بابل هو اسم مشروع نفذه الجيش العراقي في أواخر الثمانينيات، وحاول بموجبه حزب البعث العراقي إنتاج دبابة T-72 محليًا، وهي دبابة قتال رئيسة، وكان من المقرر تجميع الدبابات في مصنع قرب «التاجي» في محافظة بغداد.[1][2] انطلق مشروع أسد بابل في عهد الرئيس السابق صدام حسين جزئيًا، بسبب الحظر الأمريكي على بيع الآليات العسكرية للعراق خلال الحرب العراقية الإيرانية. ومع ذلك، يوجد خلاف حول عدد الدبابات التي جرى تحديدها في المشروع، وتلك التي انتهي منها، وكذلك: هل كانت الدبابات العراقية التي أُبلغ عنها بأنها دبابات من نوع أسد بابل خلال حرب الخليج وحرب العراق مجرد دبابات T-72s المستوردة؟ استمد المشروع اسمه من أسد بابل، وهو رمز بابلي قديم كان مبنيًا على الأسد الآسيوي، ويمثل ملك بابل والإلهة عشتار. يستخدم الاسم أحيانًا بنحو غير صحيح للإشارة إلى T-72s في الخدمة العراقية، التي استوردت من الاتحاد السوفيتي وبولندا. في عام 1986، بنت شركة من غرب ألمانيا مصنعًا في التاجي لتصنيع الفولاذ لعدة استخدامات عسكرية. جُندت لتعديل وإعادة بناء الدبابات الموجودة بالفعل في الخدمة في الجيش العراقي، مثل T-62 وT-54 وT-55 ومئات أخرى من دبابات T-72 السوفيتية والبولندية، التي استوردت خلال المراحل الأولى من الحرب مع إيران. وفي أواخر الثمانينيات، وضعت خطط لإنتاج دبابات T-72M1 جديدة في التاجي. جُمِعَت هذه الدبابات من قطع سلمتها الشركة البولندية المملوكة للدولة (بومار لابدي). كان من المقرر أن يبدأ التجميع عام 1989، وسيطلق على الدبابات اسم (أسد بابل). وفقًا للمسؤولين البولنديين، لم تكتمل أي من نسخ الـ T-72M1، على الرغم من أنه في عام 1988، عُرضت T-72M1 في استعراض عسكري زُعم فيه إنتاجها محليًا. بدأ التجمع المحلي للدبابة T-72 في التاجي في أوائل عام 1989، كما اقترح المسؤولون العراقيون. لكن عددًا من القادة العسكريين مثل اللواء عامر رشيد، لم تعجبهم فكرة الاعتماد على قطع مفككة من أجزاء مشروع أسد بابل التي قدمتها دولة أخرى، وتوجهوا للإنتاج الكامل لدبابة T-72M1 بدلًا من ذلك. وفي عام 1991، دُمر مصنع التاجي بغارة جوية في أثناء قيام شركة بومر لابدي بتحديثه. فرضت الأمم المتحدة حظرًا على الأسلحة في أعقاب الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990، مما أدى إلى تقليص التجميع الكامل للدبابات إلى قطع غيار بسيطة للدبابات أسد بابل ودبابات أخرى في الترسانة العراقية. ومن غير المعروف عدد دبابات أسد بابل التي أُنتِجَت بين أوائل عام 1989 وهذا الحظر. تتطابق دبابة أسد بابل مع دبابة الـ T-72M1 المستندة إليها. طُوِرَت دبابة أسد بابل T-72 بإضافة درع مصفح على المنحدر الأمامي والألواح الخلفية، حمايةً ضد القذائف الحرارية. اعتقدت المخابرات الأمريكية أن بعضها كان مزودًا بنواظير حرارية بلجيكية الصنع. تزعم هذه المصادر نفسها أن الخزان قد زُوِّد أيضًا بحماية أفضل للمسار ضد الرمال والطين، مقارنة بالدبابات السوفيتية T-72، من طريق تقليل العدد الأصلي من ماصات الصدمات. بعض الدبابات أيضًا مزودة بنظام حماية نشط صيني الصنع لحماية الدبابة من الصواريخ الموجهة. أما بوصفها تسليحًا ثانويًا، فالدبابة مزودة إما برشاش NSV أو مدفع رشاش من نوع DSHK (دوشكا) عيار 12.7 ملم ورشاش PKT المحوري بعيار 7.62 ملم المشترك في جميع طرازات T-72.

تاريخ القتال[عدل]

أداء دبابة أسد بابل[عدل]

شاركت دبابة أسد بابل في كل من حربي الخليج عام 1991 وغزو العراق عام 2003. وكما هو الحال للدبابات الأخرى في المخزون العراقي، استخدمت دبابات أسد بابل بنحو أساسي مدفعيةً ذاتية الحركة، بدلًا من استخدامها للمناورة الحربية. في العمليات العسكرية كان أداءها ضعيفًا ضد الدبابات القتالية الأمريكية الرئيسية ومركبات القتال المدرعة. على سبيل المثال، يمكن لقذيفة APFSDS من اليورانيوم المنضب عيار 120 ملم من دبابة M1 Abrams الأمريكية أن تقضي على دبابة أسد بابل بمدى يتجاوز 3 كيلومترات،[3] في حين أن المدى الفعال لقذيفة التنغستن الأساسية 125 ملم التي استخدمها العراق كان 1800 متر.[4] ضمن المدى الأقرب، كانت دبابة أسد بابل أكثر فاعلية، خاصة عندما تكون في مواقع مُعدَّة.[5] ومع ذلك، حتى في مثل هذه الظروف، لم يكن أداء T-72 جيدًا ضد M1 كما ثبت في معركة Norfolk خلال عملية عاصفة الصحراء،[6] على الرغم من أن الدبابة شاركت أيضًا في معركة Phase Line Bullet، حيث أرغمت الدبابات العراقية -المحصنة مدرعات برادلي IFVs (infantry fighting vehicle) التابعة للفرقة الرابعة فوج الفرسان السابع- على الانسحاب بخسائر فادحة.[7]

حرب الخليج[عدل]

جرى تجهيز الجزء الأكبر من الوحدات المدرعة العراقية بالنوع T-69، وفقط فرق الحرس الجمهوري كانت مجهزة بدبابات T-72 العراقية المعدلة، باستثناء فرقة صلاح الدين المدرعة التابعة للجيش النظامي.[8] وهكذا اقتصرت الاشتباكات بين أسود بابل والدبابات الأمريكية على صراعات مثل هذه الوحدات العراقية. خلال عاصفة الصحراء، بُنيت دبابات T-72s في التاجي، وكانت متأخرة بفرق 20 عامًا من الناحية التكنولوجية. ووثِقَت دبابة واحدة فقط من طراز M1 Abrams رسميًا خلال حرب الخليج على أنها تلقت أضرارًا كافية لسحبها من المعركة وتلقي الصيانة بعد أن تلقت ثلاث ضربات من دبابة أسد بابل على برجها.[9] زُعم أن ستة أخرى من طراز M1A1 قد أصيبت بنيران دبابة عراقية من طراز T-72 في التقرير الرسمي لحرب الخليج، ولكن التأثيرات كانت غير فعالة إلى حد كبير.[10] وفقًا لـ Atkinson and Scales، فإن أسود بابل مسؤولة عن تدمير على الأقل مدرعتي M2 Bradley خلال عاصفة الصحراء، وخلَّفت العديد من الأضرار، كل ذلك في 26 فبراير 1991.[11][12]

  1. ^ Steven J. Zaloga & Peter Sarson (1993), p. 24
  2. ^ "Baath Ground Forces Equipment"، globalsecurity.org، The Russian T-72M1 Main Battle Tank (MBT) was modified with additional armor in the front and rear to protect against HEAT projectiles. This "Lion of Babylon" tank was produced locally, and the technology was Iraqi. However, the soviets made all the parts and it was assembled in Iraq.
  3. ^ Scales, page 298: "The Iraqi plan was to kill the American tanks on the ridge with dug-in T-72s and then drive the survivors back into the wadi and finish them off with artillery. The Iraqis, however, had no idea they could be detected and destroyed at a range of nearly 2 miles."
  4. ^ Scales, page 261
  5. ^ Scales, page 269: "As TF 1-37th Armor crossed over the ridge into the heart of the Iraqi defensive zone, the Iraqi commander's carefully disposed rear-slope defense stripped Dyer's tanks of their range advantage. Within 1,000 meters, a row of dug-in T-72s and BMPs suddenly appeared below the crest. All were hull-down in prepared positions behind thick dirt walls. Now the Americans were well within Iraqi killing range, and although the Soviet-made night sights were markedly inferior, things could still get very dicey."
  6. ^ Scales, page 270: "After the war they (TF 1-37th) returned to count the burned-out hulks of 76 T-72s, 84 BMPs, 3 air defense artillery pieces, 8 howitzers, 6 command vehicles, 2 engineer vehicles, and myriad of trucks."
  7. ^ Atkinson, pp. 428-433
  8. ^ Zaloga & Sarson, T-72... p.38
  9. ^ AMCCT test
  10. ^ Fahey, Dan: Collateral Damage...During the ground war, only seven M1A1's were hit by rounds fired from the Iraqi's T-72 tanks, with none being seriously damaged. See also: George F. Hofmann & Donn A. Starry, pag.9
  11. ^ Atkinson, pp. 428-433
  12. ^ Scales, p. 273