انتقل إلى المحتوى

مستخدم:8٬062/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تنقسم السّنة إلى أربعة فصول في أغلب مناطق العالم، وهذه الفصول هي فصل الرّبيع، وفصل الصّيف، وفصل الخريف، وفصل الشّتاء، ولكن هذا التّقسيم كان مُختلِفاً عند العرب قديماً؛ فالفصول عندهم كانت أربعة، لكن أسمائها كانت مختلفة؛ فصل الربيع الأول أو الشّتاء، وفصل الصّيف أو الرّبيع الثّاني، وفصل القَيْظ، وفصل الشتاء، ولكل فصلٍ من هذه الفصول ثلاثة شهور من السّنة.[١] والقَيْظ هو شدّة الحر، ولذلك كان العرب يُسمّون أحد الفصول بهذا الاسم، حيث يكون هذا الفصل في الشّهور شديدة الحر، ويُقال إنّ اسم (الصّيف) كان يُطلَق آنذاك على الرّبيع، حيث اختصَّت لفظة القيظ بما يُسمى الصّيف في اللّغة الحديثة، حيث إنّ فصل الصيف عند العرب القدماء هو بمثابة فصل الرّبيع في هذا الزمان .تقاربت أوقات الفصول لدى قدماء العرب مع الفصول الآن؛ فقد كانت بداية الخريف لديهم في الثّالث من شهر سبتمبر (أيلول)، والشّتاء في الثّالث من ديسمبر (كانون الأول)، والصّيف في الخامس من مارس (آذار)، والقيظ في الرّابع من يونيو (حزيران). وكان فصلُ الخريف يُعبّر عن الأمطار التي تهطل في نهاية حرارة القيظ، إلا أنَّ عُلماء اللّغة يختلفون قليلاً في مُسمَّيات الفصول العربيّة وأوقاتها،[١] لكن هذا المفهوم اختلف الآن، وفصل الصّيف يدلّ في الوقت الحاضر على الحرارة الشّديدة ونضرة النّباتات والأشجار، وكذلك نهاية الرّبيع المُتقلِّب والشّتاء البارد. متى يحدث فصل الصّيف إنّ فصل الصّيف هو أشدُّ الفصول حرارةً، وأشدّها قساوةً وجفافاً، ويكون بين فصلَي الرّبيع والخريف. يبدأ فصل الصّيف -فلكيّاً- عند وقوع الانقلاب الصيفيّ، ويحدث هذا في النّصف الشماليّ من الكرة الأرضيّة مع نهاية يوم 21 أو 22 من شهر يونيو (حزيران)، وينتهي مع 22 أو 23 من شهر سبتمبر (أيلول)، أمّا بالنّسبة للدّول الواقعة في النّصف الجنوبيّ للكرة الأرضيّة فإنّ أوقات الفصول كُلّها معكوسة؛ حيث يبدأ الصّيف فيها من النّاحية الفلكيّة في 22 أو 23 من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وينتهي مع 20 أو 21 من شهر مارس (آذار). ولذا عندما يكون الفصلُ في شمال الأرض صيفاً يكونُ في جنوبها شتاءً، والعكسُ صحيح كذلك. سببُ حدوث الفصول الأربعة يمكنُ في حقيقة أنَّ محور دوران الأرض مائلٌ 23.5 درجة، والاعتدال الربيعيّ (فضلاً عن الاعتدالات والانقلاب الأخرى) هي مُجرّد النّتائج التي تترتَّبُ على هذا الميلان، والطّريقة التي تُؤثِّر بها على مناخ الأرض، حيث إنَّ العامل الأساسيّ في حدوث الفصول هو زاوية سُقوط أشعة الشّمس على سطح الأرض التي تتغيَّر مع دوران الأرض حول الشّمس بحيث يحدث الانقلاب والاعتدال. يقعُ الانقلاب عندما تكون أشعّة الشّمس ساقطةً بزاوية عموديّة على أحد مدارَي الأرض الأساسيَّين، وهُما مدار السّرطان (دائرة عرض 23.5 شمالاً) ومدار الجدي (23.5 جنوباً). عندما يحدثُ الانقلاب الصيفيّ تكونُ أشعّة الشّمس عموديةً على أحد نصفَي الأرض فيحدث الصّيف هناك، بينما تكونُ مائلةً على الآخر فيكون الشّتاء، ولذلك تتفاوتُ درجات الحرارة بشكلٍ كبير بين أنحاء الأرض.[٥] سِمات فصل الصّيف طول النّهار يمتاز فصل الصّيف بطول النّهار وقِصَر اللّيل، وهذا يحدث بسبب ميلان الأرض ودورة الفصول أيضاً، حيث تُشرق الشّمس فوق خط الاستواء لساعات أطول عندما يكون الفصل صيفاً في نصف الأرض الشماليّ، والعكس بالنّسبة للنّصف الجنوبيّ. يوم الانقلاب الصيفيّ يكون اليوم ذي النّهار الأطول في السّنة كلّها، وهو 21 يوليو في نصف الأرض الشماليّ، وخلال هذا اليوم تتلقّى الدّائرة القطبيّة الشماليّة (66 درجةً شمالاً) وكلّ المناطق الواقعة بينها وبين القطب ضوءَ الشّمس لمدّة يوم كامل، أو أربع وعشرين ساعة؛ فما يُميّز الدّائرة القطبيّة عن غيرها هي أنّها دائرة العرض التي تُشرق الشّمس فيها أو تغرب لأربع وعشرين ساعةً مرّةً واحدةً على الأقل خلال السّنة. كما أنّ دائرة العرض 90 شمالاً أو جنوباً تتلقّى ضوء الشّمس لستّة شهور مُتواصلة خلال الصّيف؛ حيث تكون الشّمس في هذا الفصل بأعلى نُقطة لها في السّماء، وتهبط تدريجيّاً بعد ذلك.[٦] الحرارة والبيئة بالإضافة لطول النّهار، يمتازُ الصّيف بشدّة الحرارة في بعض المناطق واعتدالها في مناطق أخرى، وفي ظلّ هذا النّهار الطّويل والحر الشّديد أو المُتوسّط يتقصّد بعض النّاس الهروب من هذا الحر باللّجوء إلى المناطق الجبليّة أو الريفيّة أو الساحليّة. وإجمالاً، يُعتَبر الصّيف أكثر فصول السّنة حرارة، وتتفاوتُ حرارته بحسب دائرة العرض على الأرض؛ فالمناطق القريبة من خط الاستواء لا تختلفُ حرارتها كثيراً في الصّيف عن باقي فُصول السّنة، ولكنّها تكون دائماً دافئةً، ومع الابتعاد نحو القطبين تنخفض درجات الحرارة باستمرار لتلقّي تلك المناطق كميّات أقلمن اشعة الشمس الصيف هو أعذب الفصول الذي فيه تبسط الأرض بساطها الأخضر، وتغرد الطيور بهجةً وسروراً بالقدوم فهو فصل تكاثر وتزاوج للكثير من الأنواع الحية، وفيه تكتسي الأشجار بلون الطبيعة حيث الثمار الطيبة في كل مكان تتفتح الأزهار، هو فصل تشكّل الندى ذاك المنظر الخلاّب الذي يسحر الألباب في حلته تلك في كل صباح، كتب بسحره الشعراء قصائد عشقٍ لا تنتهي فهو بالنسبة لهم فصل العشّاق حيث الورود ورياح الصبا التي تنعش القلب السقيم في وقت الأصيل، ومنظر الغروب الخلاّب كعروس في حنائها تزف إلى عريسها البحر في موكبٍ مهيبٍ من الروعة والدهشة، يلقي سحره على النفوس التي طالما انتظرته لتصفق لهما بما يختلج الصدر من الشعور بالنقاء والصفاء والراحة، ثم ما إن تغيب الشمس حتى تطل لنا نجوم المساء كنجوم تتلألأ وسط جو من العتمة التي لا تكاد ترى بين تلك الأنوار، هي الطبيعة بكل ما فيها تسلم عرشها لهذا الفصل الرقيق ليبهجنا بكل ما فيه. الصيف فصل العمل والجد عند بعض الحيوانات والحشرات كالنمل والنحل استعداداً لفصل الشتاء، وترتفع فيه درجة حرارة الأرض من أجل دورة ماء أخرى جديدة والتي هي أساس الوجود على سطح البسيطة فمن دورة الماء هذه تتكون الغيوم نتيجة لتبخر الماء في الصيف والتي تسقط في فصل الشتاء على هيئة غيث يسقي عطش الأرض وجدبها. في الصيف تكثر الرحلات إلى البحار والمنتجعات والسهرات والحفلات يعد عند الناس فصل الأفراح، ويجد الناس فيه فرصة للسفر والتزاور وقضاء الإجازات الصيفية فهو كما يراه البعض فصل الرفاهية والراحة والمتعة، حيث يطول النهار ويقصر الليل، الصيف هو درة الفصول التي في ضوئها أحسسنا بقيمة الحياة، ومن شذى رحيقه تنفسنا عطر الوجود، هو مركب يأخذنا لشطآن بعيدة ويعيدنا إلى أنفسنا بذهول لا ندرك ماهيته حتى ننسى أنفسنا، ونغرق حيارى في فضاء رونقه وجماله وروعته، كأننا لسنا نحن وكأنه يعانق جراح الروح فيشفيها ويحيي كل أمل فيها غاب، وينثر عنها رماد الحزن فتغتسل بنداه لتعود من جديد تحلق كطير يجوب الأرض مرحاً.ترتفع درجة الحرارة إلى أعلى مستوى لها خلال السنة، فهو أكثر فصول العام ارتفاعاً للحرارة، ويميل فيه الجو لأن يكون حاراً استوائياً، وجافاً في المناطق الصحراويّة، ورطباً في مناطق البحار والأنهار. يطولُ النهار، حتى يبلغ ذروته، ففي فصل الصيف أطول نهارٍ في السنة، كما يقصر وقت الليل، وفيه أقصر ليلٍ في العام. تنضج فيه الخضروات والفواكه ومعظم أنواع الثمار، ويصبح لون أوراق الأشجار أشدّ خضرةً مما كان عليه في فصل الربيع. تكثر المرتفعات الجويّة، ويُصبح لون السماء صافياً كلّ الوقت، وتصبح أيضاً خاليّةً من الغيوم. تكون الشمس فيه في أعلى ارتفاعٍ لها فوق الأفق وقت الظهيرة. تُصبح الشمس فيه عموديّةً على مدار برج السرطان، أي على خط دائرة العرض ثلاث وعشرين وثلاث بالعشرة درجة شمال دائرة الاستواء، وتبدأ بالتحرك باتجاه الجنوب ببطء خلال فصل الصيف، حتى تُصبح عموديّةً على مدار برج الجدي في ظهيرة يوم الانقلاب الشتوي، أي على دائرة عرض ثلاث وعشرين وثلاث بالعشرة درجة جنوب. يُصبح لون الحقول أصفر، مثل حقول القمح والشعير والعدس وغيرها، ويبدأ الفلاحون بالحصاد. تقل غزارة الينابيع والمياه الجوفيّة بشكل عام، وتُصبح التربة جافة. يكثر فيه الغبار والرياح الجافة. تظهر النجوم والقمر في الليل بشكل واضح. تنشط فيه الحشرات، وخصوصاً الذباب والبعوض، ويخرج النمل من مساكنه ليجمع الطعام، كما تصحو فيه الحيوانات من سباتها، وتكثر الزواحف مثل الأفاعي، والسحالي، وكذلك العقارب والعناكب، ومختلف أنواع الحشرات. يُصبح البحر هادئاً، وحركة أمواجه بين المدّ والجزر بطيئةً.