انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Abdelgaleel Mahgoub/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مملكة الكيلي مهد السلطنة الزرقاء:

   ان من أهم اساسيات دراسة التاريخ التركيز علي الخلفية التاريخية وتقديم اضاءة تاريخية عن اي موضوع يريد الكاتب التابه عنه. سقت هذه المقدة المختصرة جداً  لكي ازيح الستار المرربوط علي مسرح التاريخ للمتحدثين عن تاريخ الفونج ولاحطم الجدار الفاصل ما بين منشأ واساس تاريخ الفونج واطار تطورها اللاحق اي عند ما بلغت مداها في سنار.كثير جداً من الباحثين والمنشغلين بدراسة التاريخ يأرخون للفونج منذ العام 1504م ويركزون جل اهتمامهم بهذا التاريخ معتبرين ان سنار هي منشأ الدولة واساسها والبقية الأخري يركزون بحوثهم عن الحديث في أصل الفونج وتلك المغالطات الثلاثة التي يوردونها  مما يجعل القارئ في متاهه. ولكن لم يتجرأ كاتب ان يتوقل قليلاً صوب الجنوب اي جنوب سنار كما لم يسأل أحد نفسة هل ولد عمارة دنقس في سنار ام جاء اليها ومن كان معه. علية وباختصار شديد في هذه المقالة نقول ان دولة الفونج او السلطنة الزرقاء لم تكن عبارة عن نبت شيطاني ظهر فجاة في سنار وانما تلك تجربة انسانية رائدة لها تاريخها .وبحكم ان الجغرافيا هي مسرح لحركة التاريخ فان الارض التي قامت عليها دولة الفونج انها لم تكن غير مأهولة بالسكان وانما هي ذات الأرض التي اثرت في باطنها تلك الجمجمعة المسمي لدي علماء الاثار اليوم (بانسان سنجة )والذي يرجع تاريخة لالاف السنين اي ما قبل الميلاد. لذا فان السلطنة الزرقاء اسسها احفاد ذلكم الانسان الأول الذي تواجد علي شاطئ النيل الازرق قبل ان تنحت أحرف اسم سنار وكان لذلك الانسان حضارة وثقافة ولغة ومازالت تلك الثقافة واللغة موجودةويتكلمها اهل اقليم الفونج حتي الآن. الشعب موجود  منذ عهد كوش الاولي بل كانت منطقة جنوب النيل الازرق هي الامبراطورية الجنوبية لدولة كوش العظمي وتحديداً كانت مناطق الكيلي وفاذوغلي هي من أكثر المناطق حضرية في ذاك العهد .ومن هنا يأتي حديثي عن السلطنة الزرقاء التي كانت مهدها الاساسي علي (جبل تورناسي)بالكيلي و(وجبل ديشي) بفاذوغلي.وشعب هذه المنطقة هم(العنج) اقدم شعوب السودان  ومازالت سلالاتهم موجودة الان ومركزهم التاريخي هو (جبل تورناسي) ومن رحم العنج خرج الهمج والبرون والرقاريق والفانزجر ونزيلة والكدالو والقباويين والكوما والقنذا والجبلاويين وبقية المجموعات الفائية المنتشرة بالنيل الازرق وأثيوبيا.ومن أرحام هذه البطون تشكلة الفونج كخلاصة وتعبير للتصاهر والتماذج بين فروع  لاصل واحد وهو (العنج  ذاك المكون الاجتماعي الذي لا ننكر او ندعي بانه لم يختلط مع بعض العناصر الوافدة  بحكم ظروف الحياة التي تجعل الانسان يتنقل من مكان الي اخر. حيث ان ذلك الاختلاط لا يمثل 5% والشواهد الاثرية والثقافية تؤكد ذلك حتي اليوم)وهنا تكمن فك طلامس ادعاءات الأراء الثلاثة التي الصقت بالفونج  بمعني أخر ان دولة الفونج تكونت  بالمنطقة الجنوبية للنيل الازرق  ومهدها هي جبل تورناسي بالكيلي تلك المنطقة التي ضربت حولها سياج من الصمت وجدار من السكوت بل محاولات عديدة لبترها من سياق التاريخ كما فعل بتاريخ الفونج عموماً اذ لا يمكن ان تتحدث عن دولة وتتجاهل الاركان الاساسية التي تنبني عليها الدولة اي الجغرافيا والشعب والقانون. عمارة دنقس كان حفيد ملك الكيلي  والكيلي وفازوغلي اسرة واحدة وهنالك قائمة لملوكها لم ترد في سياق التاريخ ايضاً وهي سابقة لسنار بسنين عددا وبها نحاس مأرخ بالعام 1081م كما بفازوغلي نحاس مأرخ بالعام 1302م  ومازال لاهلها لغتهم الفونجاوية الخاصة التي كان يتحدث بها عمارة دنقس لانه في الحقيقة كان يتحدث ويغني بلسان(لغة الام)  (إندو تايو) ويصلي بلسان اي (العربية) وتلك الثقافة هي  عبارة عن فلكلور كامل منها( الروايات والقصص وطقوس جدع النار وطقوس الزواج و طقوس المطر  والكجور والنفير والموركي وغيرها بجانب الموسيقي الشعبية منها الوازا والقمبور والزمبارة وبلن وبولو نقرو وبولو شورو وأغامو  وأنكيلي وقوي  والقرعة ورقصات أخري مثل الكشيلي وأبمبم أيرو كي. وأقوزو . وأركا وابنشينا وقنقر وأخورو  الدبك وأندنقا والجرجفو والدلوكة والقرعة-كتبناها بلغتها  الفونجاويةالاصل)هذه ناهيك عن الأثار المادية التي ترجع للعصور الحجرية الاولي والوسطي من ثم الحديث.انسان جنوب الفونج له حضارة عظيمة  في جانبيها المادي والمعنوي.وما الملك عمارة مؤسس سنار الا ذلكم الفارس الذي جاء من تلك الجبال. جاء يحمل ثقافة ولغة وهو خلاصة لتصاهرة تمت قبل سبعمائة واربعين سنة أي قبل تاسيس سنار ووالته فنجة هي بنت ملك البرون والبرون كما اسلفت هم بطن من بطون العنج  وموطنهم الأصل جبل تورناسي بالكيلي  ومن ثم هاجروا منها الي الشيمي  والزريبةوجروط وميك وسركم. ومن ملوك وملكات الكيلي العظماء المكوك( كيلا وكوبيا  وأنقرو   ولتك واسيبلقتي وآمسر وبرودي ودرو وشامقي  جاروس وأباران وحران واوداع وبولاد والقلاية ومن الملكات ( ماياوتبايا وميلاء وفيمباء وميلي )والملكة ديشي بجبل فازوغلي وهنالك قائمة تخص ملوك جبل فازوغلي نتحدث عنها لاحقاً هؤلاء هم أهل عمارةتلك هي ارض الملوك التي جاء منها المك عمارة موسعاً دولته تجاه الشمال . بدأ تحركة من جبل تورناسي بالكيلي  فسار بالاتجاه الشمال الغربي الي السمعة والسلك وملكن و(أولو) من ثم قوية شوكته بمناصرة أهله له فواصل السير شمالاً الي (قلي )من ثم الي جبل موية و كان عينه علي سوبة أرض الأجداد من ثم حط رحالة بشاطئ النيل الأزرق عند تلك البلدة التي اسماها سنار وإختطه عاصمتة لدولته الحديثة 1504م.ومن هنا يبدأ الاخرون كتابتهم.
        الفونج دولة تخلقت في رحم أفريقيا ولم تكن تجربة وافدة وانما هي حضارة اسسها الانسان الأفريقي العظيم الذي ظل يرغد جمجمته علي شاطئ النيل الازرق ليمثل شاهداً تاريخياً واجابة صريحة لكل من يريد ان يبعد الفونج عن محيطهم السوداني الأفريقي الاصيل .وهي تجربة مكانها اعالي النيل الأزرق الحالي وليسو (شلك او برنو )كما يدعي البعض اما عن (بنو اموية) كما اسلفت لا ننكر تلك الهجرات العربية التي دخلت مبكراً الي الحبشة من ثم اعالي النيل الازرق ولكن ليس بالقدر الذي يجعلنا ان ننسب لهم حضارة عظيمة كما بنتها الفونج. فالحضارة موجودة وقديمة قدم الزمان بل استطاعت ان تستوعب كل الذين وفدوا اليها تاريخياً وحديثاً.نعم  توسعت الدولة في سنار وكان ذلكم التحالف ما بين الفونج والعبدلاب  له الاثر الأكبر في تعريف الدولة وزيوع صيتها اقليمياً وعالمياً واستوعب العديد من رجالات الدين المتصوفة ودخلوها من كل صوب ولكن  ظل (الككر )محافظاً للسلطة السياسية للدولة وكانت (التبروكة) رمز السلطة الدينية ومن هنا كان التعايش السلمي وقبول الاخر الذي مهد لبناء دولة قوية ومستقرة .تصاهرت فيها كل القبائل والمكونات الاجتماعية التي فيما بعد تولدت منها هذه الامة السودانية وتبلورة فيها معالم الهوية السودانية وحتي عهد قريب كان السوداني يعرف بالسناري.وعندما تم غزو سنار علي يد الاتراك بمعاونة المصريين في العام 1821م. كانت رحلة العودة العكسية للفونج الي حيث المنشأ والموطن الأصلي فكان خط سيرهم هذه المرة بالشرق بدلاً عن الغرب  اي شرق سنار بالسوكي وجبل بيلاورونقا ومينا وخشم البحر جبل القري وابو رماد الغربي والشرقي والديسة والروصيرص  وجبل مابا او كرمةمن ثم فازوغلي  عرش المك  حسن مطر والتنكار ورجب وبادرو وحميدة والحسن وزكريا.وقبا عرش المك حمدان أبو شوك .ومن فازوغلي الي جبل مياس ثم استقر بهم المقام بجبل تورناسي بالكيلي وكانت ذاك الموطن الأصلي التي وصلها المك مياس واحفادة المك منفني وورثة عياش ثم دوش ومياس بادي ثم بشير ثم المك حمدان ثم المك نايل ثم المك بشير ثم المك نايل بشير.وأخرون بقلي عرش المانجل ادريس ودرجب.ومازال للفونج بقية بسنار شرقها وغربها ومناطق الجزيرة الحالية  وكسلا ودنقلا وجبل قدير بجبال النوبةوالفونج منتشرون في بقاء عديدة في السودان .
  خلاصة قولي في هذه الجزئية أقول لابد لاي باحث عدم تجاهل الحقائق التاريخية والثقافية  في عملية كتابة التاريخ  لابد من تحري الحقائق وربطها بالاثار المادية.بدلاً عن تلك المعلومات المبتورة التي لا تقدم للقارئ دليلاً يهتدي  في طلب المعرفة.وستظل الحقيقة ان موطن ومنشأ الفونج وسلطنتهم الزرقاء هي اعالي النيل الأزرق(جبل تورناسي بالكيلي -وديشي بفازوغلي).
                                                                
                                                     مهندس/عبدالجليل محجوب عبد السيد حاكم