انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Abeer altamimi/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الحب في الاسلام سبق الاسلام في رعاية وتوجيه المشاعر الإنسانية على نحو لا مثيل له، فالحب في الإسلام ليس مجرد كلمة أو نظرية أو يوم عالمي يحتفل فيه بارتداء لون معين أو تقدم فيه هدية خاصة لشخص معين فقد كان عليه السلام أسطورة في الحب ليس كما تحكي كتب التاريخ حب روميو لجولييت ولا قيس لليلى ، انها اسطورة لحب طاهر نقي ، إنه حب سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم لسيدة من أهل الارض ، انها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فكان بذلك انموذجا ومثلا وقدوة لم تشهد لها الإنسانية مثيلا منذ أربعة عشر قرنا ، رفع بذلك من مكانة المرأة على نحو لم ولن تبلغه الإتفاقيات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان .

تعريف الحب في اللغة والاصطلاح[عدل]

الحب في اللغة : بضم الحاء المحبة و الحِبُّ بالكسر الحبيب ويقال أحَبَّهُ فهو مُحَبٌّ و حَبَّهُ يحبه بالكسر فهو محبوبٌ ، و تَحَبَّبَ إليه تودد وكان زَيْدُ بن حارِثةَ رضي اللَّه عنه، يُدْعى: حِبَّ رَسولِ اللَّه، صلـىاللَّه علـيه وسلـم[1] الحب في الإصطلاح : ميل القلب وهو أمر باطن والأصل في المحبة القلب واللسان وهو ضد الكراهة او البغض [2]، والمحبة عند العرب إرادة الشيء على قصد له ، ومحبة العبد لله ورسوله طاعته لهما واتباعه أمرهما ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران.[3] وذكر ابن القيم [4]أنواع من المحبة : أحدها : محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه فإن المشركين وعبّاد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله . الثاني : محبة ما يحبه الله وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر. الثالث: الحب لله وفيه وهي من لوازم محبة ما يحبه الله. الرابع : المحبة مع الله وهي المحبة الشركية وكل من أحب شيئاً مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه نِداً من دون الله وهي محبة المشركين . الخامس وهو المحبة الطبيعية وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه كمحبة العطشان للماء والجائع للطعام ومحبة النوم والزوجة والولد فتلك لا تذم إلا إذا ألهت عن ذكر الله وشغلت عن محبته ) . ومن المحبة الدعوة إلى الله وهي الدعوة إلى الايمان به وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم بما أمروا به ، ومن الدعوة إلى الله أن يفعل العبد ما أحبه الله ورسوله ويترك ما أبغضه الله ورسوله من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة[5] وبهذا يتبين أن مفهوم الحب في الإسلام شامل واسع ، يتجاوز علاقة المخلوق بالمخلوق ، وهذا ما أكدته نصوص القرآن الكريم وتعاليم السنة الشريفة ، وقد ورد ذكر الحب والمودة في نصوص القرآن الكريم والسنة في مواضع عديدة منها : قال الله تعالى " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "( آل عمران : 31) وقال الله تعالى : "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " ( مريم : 96). يشير النص إلى مفهوم الود وهو شدة الحب [6] ، والمودة المحبة ، أي الحب في قلوب الناس ورضاهم عنه بحيث تميل إليه القلوب وترضى عنه[7] وورد في السنة النبوية العديد من معاني الحب وأصوله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض "[8] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي "[9] وهو ما تواردت عليه تعاليم الأنبياء قاطبة ، حيث يتحدث القرآن الكريم في كل مناسبة عن وحدة الأديان الإلهية في أصولها التي بعث الله بها الأنبياء والمرسلين في دعوتهم إلى عبادة الله وحده ، والى فعل الخير ونشر المحبة والسلام بين الناس ، ويحدثنا القرآن الكريم وهو يقول عن إبراهيم واسحق ويعقوب عليهم السلام ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) ( الأنبياء : 73) وهكذا يتبن لنا أن الحب في الإسلام مفهوم شامل وواسع يقوم على حب الله عز وجل ؛ وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحب هذا الدين العظيم وحب الطاعات وحب الأهل وحب أهل الإسلام عامة .

الحب بين الرجل والمرأة[عدل]

الحب بين الرجل والمرأة هو صورة من صور الحب بمفهومه الشامل الواسع ، ومفردات هذا الحب لا تتوقف عند صورة جميلة ، وعبارة مؤثرة بل هو حالة واقعية ممثلة بالدعاء للآخر والنصح والتوجيه له ، وتفقده اذا غاب والتضحية والايثار لأجله طمعا برضا الله وهو مباح في شريعة الإسلام وقد وضع له الشارع من الضوابط ما يهذبه ويحميه ويضعه في المكان المناسب الذي يليق به، وهو الزواج حيث قال الله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "( الروم:21 ) والمودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض ، والمودة المحبة والرحمة الشفقة ، والمودة حب الرجل امرأته والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء[10] عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه فيعدل ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " [11] يعني به الحب والمودة والميل القلبي . واعتبر الإسلام كل علاقة خارج حدود الزواج هي علاقة ممنوعة محرمة ، ووضع الإسلام ضوابط لإنجاح الزواج من خلال حرصه على الإختيار على أساس الدين والخلق لقوله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فأنكحوه الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض[12] ودعا إلى أن ينظر كل طرف إلى الآخر من أجل الزواج، حتى تتولد لدى كل طرف القناعة الكاملة، والإعجاب التام بالآخر حتى تدوم العشرة الزوجية. عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما [13]ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث وقالوا لا بأس ان ينظر إليها ما لم ير منها محرما . - ووضع معايير اختيار الزوجة بعيدا عن المظاهر والشكل الخارجي فقال: " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك [14]- وجعل في العلاقة بين الزوجين الأجر العظيم والثواب الجزيل عن أبي ذر رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ ان بكل تسبيحة صدقة. وكل تكبيرة صدقة. وكل تحميدة صدقة. وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة. وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر. فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر[15]وفي هذا دليل على أن المباحات تصبح طاعات بالنيات الصادقات فالعلاقة الزوجية تكون عبادة اذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به أو طلب ولد صالح أو اعفاف نفسه او اعفاف الزوجة ومنعهما جميعا من النظر إلى حرام أو الفكر فيه أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة [16]واعتبره بابا من أبواب الطاعة والتقرب إلى الله كسائر الطاعات .

حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لآل بيته[عدل]

ورد في نصوص السنة مشاهد عدة في هديه صلى الله عليه وسلم مع زوجاته و أهل بيته عندما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تسأل ماذا كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فقالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألين الناس ، وأكرم الناس ، وكان رجلا من رجالكم إلا أنه كان بساما ضحاكا "وعنها كان رجلاً من رجالكم ؛ كان يكون في مهنة أهله: يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويخدم نفسه. فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة"[17] فكان حديث ام المؤمنين في وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم يمثل نموذجا رائعا في بر الزوجة والأهل و الاحسان اليهم ؛ والذي لا يعتمد على كثرة الصيام ولا السجود والقيام ، فمن اللين والبشاشة إلى التواضع والمشاركة بلا حدود حتى في اعمال البيت ، حاملا بذلك رسالة حب ومودة تزرع الأُلْفَة ، وتُديم المحبة والتعاون بين الأزواج

تعامله صلى الله عليه وسلم في حل مشاكل الأسرة[عدل]

كان بيت النبوة كسائر البيوت فيما يحدث فيها من فرح وسعادة ، ومشاكل أحيانا كالغيرة بين الضرائر، والهجر أو الطلاق ، وكان تقديره صلى الله عليه وسلم لحب زوجاته وأهل بيته كبيرأ ، وكان تعامله مع غيرتهن عليه بحب ورضا وصبر . عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول غارت أمكم ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت[18] وفيه اعتذار منه صلى الله عليه وسلم لئلا يحمل صنيعها على ما يذم بل يجري على عادة الضرائر من الغيرة فإنها مركبة في النفس بحيث لا يقدر على دفعها [19] وفي ذلك إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها ، بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى ظلم الزوجة الثانية ، لذا عالج النبيُّ صلى الله عليه وسلم الموقفَ بصبر وحلم ، مراعايا لطبيعتها الإنسانية في الغيرة بتوازن دون تفريط أو إفراط ، وضمن الإناء المكسور بمثله

مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم نسائه في قضايا الأمة[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ مختار الصحاح ، ج1 ، ص51 .- لسان العرب ج1، ص296 .
  2. ^ تبيين الحقائق ج:2 ص:237 حاشية ابن عابدين ج 3 ، ص 202
  3. ^ تفسير القرطبي ج 4 ، ص 60
  4. ^ ابن القيم ، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ، ابن قيم الجوزية،الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ، دار المعرفة ، 1418هـ ، ج1 ، ص190
  5. ^ كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ، ج 20، ص 7
  6. ^ المباركفوري ، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم ، تحفة الأحوذي ، بيروت دار الكتب العلمية ، ج 9 ، ص 261 .
  7. ^ تفسير القرطبي ، ج 9 ، ص 90
  8. ^ الصنعاني ، سبل السلام ج 3 ، ص 162 ، رواه الأربعة وصححه بن حبان والحاكم ولكن رجح الترمذي إرساله .
  9. ^ صحيح مسلم باب في فضل الحب في الله ، حديث رقم (2566) ، ج4 ، ص 1988
  10. ^ تفسير القرطبي ج:14 ص:17
  11. ^ صحيح البخاري(5693) باب كيف يكون الرجل في اهله ج:5 ص:2246
  12. ^ المستدرك على الصحيحين ج2 ، ص 179
  13. ^ سنن الترمذي ،كتاب النكاح ، باب ما جاء في النظر إلى المخطوبة،حديث رقم (1087) ، بيروت
  14. ^ صحيح البخاري ، باب الأكفاء في الدين ( 4802) ج 5 ، ص 1958
  15. ^ صحيح مسلم ج:2 ص:697
  16. ^ شرح النووي ، باب بيان اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف ، ج7، ص92. الدثور بضم الدال جمع دثر بفتحها وهو المال الكثير
  17. ^ فتح الباري ، باب كيف يكون الرجل في أهله ،ص476
  18. ^ صحيح البخاري باب الغيرة حديث رقم (4928) ج:5 ص:2003
  19. ^ فتح الباري شرح صحيح البخاري ، باب باب إذا كسر قصعة أو شيئا لغيره ، ج5، ص125. وقد ضمن النبي الإناء وهذا دليل على وجوب الضمان لأنه إتلاف وذلك بالمثل أو القيمة على خلاف بين الفقهاء ، أنظر بداية المجتهد ، باب الضمان ، ج2 ، ص 237 .