انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Aboalhayir/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ولد الشيخ أسامة الرفاعي[1] في دمشق عام (1944)، هو الابن الأكبر للعلامة الدمشقي الراحل، الشيخ عبد الكريم الرفاعي، درس اللغة العربية وعلومها بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1971، وبعد ذلك أصبح خطيباً في جامع عبد الكريم الرفاعي نسبةً لوالده.

هاجر إلى المملكة العربية السعودية عام 1981 بشكل قسري هرباً من الحملة الشرسة التي خاضها حافظ أسد حينها ضد الجماعات الإسلامية بتهمة الانتماء لحركة "الإخوان المسلمين" والتي ترافقت بمجازر واسعة ارتكبتها ميليشيات حافظ أسد وشقيقه رفعت في حماة وحمص وحلب وراح ضحيتها آلاف المدنيين.

يعتبر أسامة الرفاعي خليفة والده عبد الكريم، الذي كان من أكبر علماء المسلمين السوريين في دمشق، وقد كان عبد الكريم نواةً لجماعة ستسمى فيما بعد "جماعة زيد[2]"، وذلك وفقًا لمسجد زيد بن ثابت الأنصاري في دمشق الذي أطلق منه الرفاعي الأب مسيرته الدعوية تحت شعار "إخلاص.. علم.. عمل"، وتفرعت عن مسجد زيد العديد من الفروع في دمشق وريفها على وجه التحديد.

أسامة الرفاعي والثورة السورية[عدل]

مع اشتداد الأزمات السياسية التي عاشتها سوريا بداية الثمانينيات والمجازر التي ارتكبها حافظ الأسد وأخوه رفعت، خرج أسامة من البلاد وتوجه إلى السعودية، وفي هذه الأوقات كان العمل المسجدي قد توقف في سوريا، لأن كل ما هو إسلامي أصبح محاربًا بعد الحرب مع الإخوان المسلمين. وعبر وساطات مع نظام حافظ الأسد عاد أسامة الرفاعي إلى البلاد عام 1993 ليبدأ مسيرة جديدة، وما هي إلا سنوات حتى استطاع الأخوان أسامة وسارية الرفاعي النهوض بما كان عليه أبوهما من دعوة وإرشاد وإعادة تفعيل منظومتهم المسجدية.

استلم الشيخ الرفاعي[3] الخطابة في مسجد عبد الكريم الرفاعي وسط دمشق، ومع استلام بشار الأسد للحكم في سوريا كانت جماعة زيد قد أخذت بعضًا من حرية العمل المسجدي وإرفاقه بالعمل الخيري الحركي، ويروي هنا المهندس السوري مطيع البطين الذي يشغل حاليًّا منصب المتحدث الرسمي باسم المجلس الإسلامي السوري أن: "بداية استلام بشار الأسد الحكم في سورية ذهب ليصلي الجمعة في مسجد الشيخ عبد الكريم الرفاعي حيث يخطب الشيخ أسامة، أهداني وقتها الشيخ أسامة تسجيلًا لخطبته تلك، استمعته مرارًا، وما كنتُ أظن أن عالمًا في سوريا يجرؤ أن يتكلم كما تكلم الشيخ أسامة أمام بشار الأسد، محذرًا له من غش الأمة، ومنذرًا من عقاب الله، وداعيًا إلى إصلاحٍ بصدق من غير مجاملة، تكلم ناصحًا صائنًا للعلم مؤديًا لأمانته حق أدائها، ولم تكن هذه الخطبة فريدة الخطب للشيخ، بل كانتْ خطب الشيخ أكثرها فرائد، تتناول القضايا المهمة الساخنة، وتترك أثرها البناء على رواد المسجد، وأبعد من ذلك شاغلةً حيزًا واسعًا من صناعة الثقافة الجامعة بين الأصالة والمعاصرة، مشكلةً أملًا لأبناء الأمة، مقلقةً لأجهزة أمن النظام وأعوانه".

عندما بدأت الثورة السورية كانت خطب أسامة الرفاعي لا تخلو من تحميل اللوم للنظام ومناصرة المتظاهرين، كما أن خطبته كانت عبارة عن سرد للوقائع وتوجيه للنصائح ودعوات للنظام بأن يحقن الدماء، ولطالما حمل النظام مسؤولية ما يحصل في البلاد، إلى أن جاءت ليلة القدر في رمضان عام 2011، وبعد الانتهاء من الإحياء والصلوات والذكر، بدأت مظاهرة ضخمة ضد نظام الأسد، وخلال دقائق كانت عناصر الأمن والشبيحة قد طوقت المسجد وبدأت بالاعتداء على المتظاهرين والمصلين.

اقتحم الجنود والعناصر المسجد بأحذيتهم وبدأوا بضرب من داخل المسجد وتخريب المقتنيات وتدنيس المصاحف، وعند محاولة الشيخ أسامة الرفاعي ردعهم عما يفعلوه ومحاولته تهدئة الأمور، اعتدى الشبيحة عليه وطعنوه عدة طعنات وضربوه بالهراوات، وكان ذلك اليوم مفصليًا في تاريخ الثورة، فهذه الحادثة أدت إلى أن يخرج الرفاعي من دمشق ليستقر بتركيا ويبدأ عمله المناوئ للنظام من هناك.

في تركيا[عدل]

في تركيا عمل الرفاعي على حشد الجهود لإغاثة الشعب السوري وإرسال الدعم إلى الداخل السوري المحتل، وكذا كان يدعم بعض فصائل الجيش الحر منها "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" التي كانت تعمل في منطقة الغوطة الشرقية وقسم صغير كان يرابط في الغوطة الغربية.

في منتصف أبريل/نيسان 2014 اجتمع دعاة وعلماء وفقهاء من سوريا وأسسوا كيان المجلس الإسلامي السوري ليصبح أسامة الرفاعي رئيسًا له حتى يومنا هذا، وأخيرًا انتخب المجلس الرفاعي مفتيًا لسوريا ردًا على قرار رئيس النظام السوري بشار الأسد القاضي بإلغاء منصب مفتي الجمهورية. رحب الكثير من السوريين المعارضين بخبر انتخاب أسامة الرفاعي مفتيًا لسوريا، كما رحبت بعض الكيانات والفصائل العسكرية بهذا الخبر

الرفاعي ومؤسسة الإفتاء[عدل]

بعد أيام من إعلان بشار الأسد إلغاء منصب مفتي الجمهورية[4] وما أثاره القرار من إثارة للجدل، خرج مساء أمس المجلس الإسلامي السوري المعارض ومقره إسطنبول ببيان أعلن فيه انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي مفتيًا عامًا للجمهورية العربية السورية، في رد منه على قرارات النظام الأخيرة التي نقلت صلاحيات المفتي إلى ما يسمى "المجلس العلمي الفقهي"، وهو ما يعد لعبًا ومساسًا بالهوية الدينية للبلاد.

أعلن المتحدث باسم "المجلس الإسلامي السوري" مطيع البطين أن المجلس "باعتباره المرجعية الممثلة للعلم والعلماء انتخب بالإجماع الشيخ العلامة أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتيًا عامًا للجمهورية العربية السورية"، ودعا البطين، في بيان مصور، السوريين إلى الالتفاف حول "مرجعيتهم الدينية الموحدة"، مشيرًا إلى أن الرفاعي سيلقي كلمةً جامعةً خلال أيام.

الجدير بالذكر أن المجلس الإسلامي السوري[5] هو مؤسسة إسلامية تجمع بين العلماء والدعاة السوريين المعارضين لحكم بشار الأسد وتضم عدة روابط ولجان، ويعرف المجلس نفسه على موقعه: "مع بداية الثورة السورية المباركة تشكلت في الداخل السوري الهيئات والروابط الشرعية لتسد الفراغ الحاصل من غياب مؤسسات الدولة وانحسارها في المناطق المحررة، على صعيد آخر شهد عام 2011 مبادرات لإيجاد كيان جامع موحد من قبل العلماء والروابط التي أجبرها النظام على الاغتراب.. وعلى خطى التوحيد، اجتمع نحو 40 رابطة وهيئة شرعية في منتصف نيسان 2014، ليعلنوا تأسيس المجلس الإسلامي السوري، الذي ضم العلماء والهيئات الشرعية والروابط العلمية السورية، ليكون قرارًا مشتركًا يعبر عن إرادة موحدة لرموز المدارس الفكرية الإسلامية المعتدلة في سوريا".

أما عن هوية المجلس فهو "هيئة مرجعية شرعية وسطية سورية، تسعى إلى جمع كلمة العلماء والدعاة وممثلي الكيانات الشرعية، وتوجيه الشعب السوري، وإيجاد الحلول الشرعية لمشكلاته وقضاياه، والحفاظ على هويته ومسار ثورته"، ويهدف المجلس إلى "حشد الدعم للثورة السورية، والتعاون على ترشيدها، والحفاظ على مكتسباتها، إضافةً إلى توحيد الفتوى الشرعية في الأمور العامة وإصلاح الشأن الديني وتعزيز القواسم المشتركة وإبراز جوانب الاتفاق واحتواء الخلافات".

وتضاف إلى الأهداف أيضًا "السعي لتطبيق أحكام الشريعة، وصونها من العبث، ومناهضة الغلو والتفريط، وتوحيد الرؤى وتنسيق المواقف والجهود تجاه النوازل والقضايا الكبرى والمحافظة على وحدة الدولة السورية، وترسيخ هويتها الإسلامية".

وفي ميثاق المجلس عدة بنود لعل أهمها: "الوقوف في وجه الظلمة ونصرة المظلومين أيًا كانوا، وتأكيد ذلك بدستور راشد يحفظ العدالة والكرامة وحقوق الجميع، والرقابة الدائمة على تطبيقه، والحيلولة دون العودة إلى منهج الاستبداد والظلم لأي أحد من الشعب".

أقواله[عدل]

"لو أن إنسانًا سوريًا واحدًا قُمعت حريته أوذيت حرية العشرين مليون سوري، ولو أن العشرين مليون سكتوا عن قمع حرية هذا الفرد الواحد لكانوا غنمًا ولم يكونوا بشرًا[6]"

الشعب السوري كله مظلوم، ولا أستطيع القول إن أهل السنة هم فقط المظلومون، ولكن كان النظام عديم التدين إلى جانب كونه طائفياً متعصباً، ولا يعترف بدين من الأديان، فكان يضغط على أهل السنة والجماعة ضغطاً شديداً، وهناك تفاصيل كثيرة ضايق فيها النظام أهل السنّة، وضيق فيها على نشاطاتهم العلمية والدعوية والفكرية والثقافية والاقتصادية، وهذه المضايقة لم تبدأ في عهد حافظ الأسد وإنما منذ بدأ حزب البعث يحكم سوريا عام 1963 وحتى الآن، أي منذ خمسين عاماً ونحن تحت ضغط مارسه البعثيون سبع سنوات ثم ركب موجته الطائفيون من آل الأسد إلى اليوم.[7] [[تصنيف:دين]] [[تصنيف:رجال دين]] [[تصنيف:علماء مسلمون]] [[تصنيف:مفتي]] [[تصنيف:سوريا]] [[تصنيف:مؤسسة الإفتاء]] [[تصنيف:المجلس الإسلامي السوري]] [[تصنيف:مفتي الجمهورية العربية السورية]] {{DEFAULTSORT:الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي}}

  1. ^ "بعد انتخابه مفتياً عاماً لسوريا.. من هو الشيخ أسامة الرفاعي؟". أورينت نت. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-21.
  2. ^ "جماعة زيد في سوريا.. بين نشأة وتهجيرين". نون بوست. 5 يناير 2022. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-21.
  3. ^ "قراءة في قرار انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي مفتيًا لسوريا". نون بوست. 21 نوفمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-21.
  4. ^ Malek.Samara. "انتخاب الرفاعي مفتياً عاماً لسورية.. ردّ لم يتأخر على الأسد". https://www.alaraby.co.uk/. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-21. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |website= (مساعدة)
  5. ^ "المجلس الإسلامي السوري - الموقع الرسمي". المجلس الإسلامي السوري. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-21.
  6. ^ الشيخ أسامة الرفاعي يفضح النظام السوري- 10.06.2011، اطلع عليه بتاريخ 2022-06-21
  7. ^ "الرفاعي: المجتمع الدولي تآمر على سوريا". www.aljazeera.net. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-21.