مستخدم:Adonis Ja/أدواتي
تأسيس حي الصالحية
[عدل]في فترة حروب الفرنجة الصليبية، التي دامت نحو قرنين من عام (1096م حتى عام 1291م) عانى المواطنون في بلاد الشام كثيرا من الحملات العدوانية، وجرائم الغزاة الفرنجة الصليبيين. وشعر الشيخ أحمد بن قدامه من قرية جماعيل في جبل نابلس، بمؤامرة الفرنجة ضده، لقتله والتخلص منه، ومن مخططاته الجهادية، وحث أتباعه على الجهاد المقدس لتحرير بلادهم من الاحتلال الفرنجي، وأنواع الظلم والقهر والعذاب والمعاناة، مما جعل الشيخ احمد بن قدامه يهاجر سرا الى دمشق، وذلك مع أربعة من أقربائه وأنصاره، ثم توالت هجرات الآخرين منهم الى دمشق.
الأقامة في مسجد أبى صالح
[عدل]أقام الشيخ احمد بن قدامه في مسجد أبى صالح في حي القصاع، بين باب توما وباب شرقي، في منطقة يمر قربها (نهر عقربا)، واخذ الشيخ احمد بن قدامه يحث أتباعه على الهجرة الى دمشق لاتخاذ كل ما يلزم للقيام بواجب الجهاد المقدس، فوصل عددهم إلى نحو مائتي مواطنا مهاجرا الى دمشق. ضاق المكان بهؤلاء المهاجرين في هذه المنطقة القريبة من الآسنة ومستنقعاتها التي أودت بحياة نحو أربعين فردا منهم، مما آثار في نفس الشيخ احمد بن قدامه شعور الحزن العميق لوفاتهم، كما تأثر لتذمر (بني الحنبلي) في جامع أبى صالح من وجوده فيه مع أقربائه وأنصاره واتباعه.
دور أحمد الكهفي
[عدل]كان أحمد الكهفي من المواطنين المخلصين الذين كانوا يترددون على الشيخ احمد ابن قدامه ويقدمون المساعدة له ولأتباعه، حتى انه دعاه مرة الى نزهة في أرضه على ضفة نهر يزيد في سفح جبل قاسيون، فأعجب الشيخ احمد بن قدامه بجمال موقع سفح جبل قاسيون المطل على مدينة دمشق ومبانيها المعمارية، كما اعجب بعزوبة مياه نهر يزيد، وجودة مناخ المنطقة المرتفعة، كل ذلك جعله يقرر الانتقال من جامع أبى صالح في منطقة القصاع للإقامة في سفح جبل قاسيون.
تشييد المباني في سفح الجبل
[عدل]شرع الشيخ احمد بن قدامه مع اتباعه في تشييد المبنى الذي عرف بأسم (دير الحنابلة) في سفح جبل قاسيون، ثم تتابعت أعمال تشييد المباني المختلفة حوله، فعرفت هذه التجمعات السكنية الجديدة باسم (الصالحية) التي ازدادت أهميتها وشهرتها وفعاليتها المختلفة، حتى غدت مدينة جديدة من المدن الإسلامية العديدة، وأصبح جبل قاسيون يعرف باسمها (جبل الصالحية).
الصالحية في عهد الزنكيين
[عدل]اهتم السلطان (نور الدين محمود الزنكي 1118-1174) بمدينة الصالحية الجديدة وراحة سكانها وكان يعتقد بان رخاء عيشهم يسهم في ازدهار مدينتهم، وان غناهم يسهم في زيادة موارد الزكاة، وكان السلطان نور الدين يأتي الى الصالحية لزيارة الشيخ احمد بن قدامه في هذه المدينة الجديدة التي تأسست وازدهرت في مدة قصيرة لا تزيد عن نصف قرن. وفي الواقع، لم يمض على استقرار بني قدامه وأنصارهم في سفح جبل قاسيون مدة ثلاثين عاما حتى اصبحت المنطقة بمثابة مدينة عامرة بسكانها وفعالياتها المختلفة.
فمن أسباب دعم السلطان نور الدين محمود الزنكي لبني قدامه ومنطقتهم الجديدة، هو إعداده لكل ما يلزم في سبيل تحرير بلاد الشام من الاحتلال الفرنجي الصليبي. ومن أشهر مباني هذه المرحلة في الصالحية ما يلي:
- مبنى دير الحنابلة عام (553 هـ -555 هـ).
- مبنى التربة العمادية في شمال الجهاركسية.
- المدرسة العمرية (رواق العمرية).
- توسع الصالحية تدريجيا في جهة الغرب، وبداية تكوين المنطقة السكنية في الصالحية.
- ظهور المباني الاقتصادية كالاسواق، على امتداد محور التوسع العمراني، وذلك لتلبية متطلبات المواطنين الاقتصادية.
الصالحية في العهد الأيوبي
[عدل]استمر ازدهار الصالحية العمراني والمعماري في (العصر الأيوبي) (571 هـ/1176م-658 هـ/1260م) الذي شهدت فيه ظهور المباني المعمارية الجديدة العديدة منها:
- جامع الحنابلة: يعتبر أول جامع هام يبنى خارج مدينة دمشق القديمة، وتقام فيه صلاة الجمعة، ثم بناه على يد الأمير مظفر الدين كوبري صاحب مدينة أربيل، يشبه مخططه المعماري مخطط الجامع الأموي، ويعود تاريخه الى عام (598 هـ) في داخله منبر خشبي جميل وهام له قيمة فنية وجمالية متميزة.
- المدرسة الضيائية (في حارة المسكي): اشتهرت هذه المدرسة بفعالياتها العلمية ومكتبتها النفسية .
- المدرسة الجهاركسية للأمير جهاركس العادلي (1223-1252م) الذي كان من أمراء الأيوبيين، تتميز هذه المدرسة الجهاركسية بمجموعتها المعمارية الجميلة تعلوها قبتان جميلتان.
- تربة العالمة (أمة اللطيف) تاريخها عام (654 هـ/1242).
- البيمارستان القيمري للأمير سيف الدين أبي الحسن القيمري تاريخه (646 هـ -655 هـ) له مخطط المباني الرافدية والإيرانية ذات أربعة دواوين.
- مدرسة الصاحبة أنشأتها (ربيع خاتون) بنت نجم الدين أيوب، أخت السلطان صلاح الدين، وزوجة الأمير سعد الدين مسعود بن معين الدين أنر، يعتبر مبنى هذه المدرسة من أجمل مباني المدارس الأيوبية، ويتميز بواجهته الحجرية الجميلة، وبوابتها الضخمة ومقرنصاتها البديعة، يعود مبنى هذه المدرسة الى (عام 628 هـ/1232م)، وتجدد الاشارة الى صلة (ربيع خاتون) بالعالمة الفاضلة (أمة اللطيف) التي كانت في خدمتها، وقد أرشدتها الى وقف مبنى هذه المدرسة.
- المدرسة الاثابكية في غرب دار الحديث الأشرفية المقدسية: أنشأتها تركان خاتون زوجة الملك الأشرف موسى.
- دار الحديث الأشرفية البرانية في حي الصالحية، مقابل مبنى التكريتية، وفي رق المرشدية وغرب الاثابكية، أنشأها الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك العادل أبي بكر أيوب تاريخها (634 هـ).
- المدرسة الماردينية (في الجسر الأبيض): أنشأتها خاتون أخشا، زوجة السلطان الملك المعظم سنة (610 هـ) ووقفتها عام (624 هـ)، يعتبر مبنى هذه المدرسة من اجمل المباني الأيوبية، لها مئذنة مربعة الشكل، وقبة وأبوابها الخشبية.
- المدرسة المرشدية في جوار دار الحديث الأشرفية: أنشأتها خديجة خاتون بنت الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر.
- المدرسة اليغمورية في غرب الصالحية: أنشأها نائب دمشق جمال الدين بن يغمور.
- المدرسة الشبلية (في الميسات): أنشأها شبل الدولة الحسامي كاغور بن عبد الله خادم الأمير حسام الدين محمد بن لاجين، مما يؤسف له، انه لم يبق من مبناها سوى القبر والرواق.
- المدرسة الحافظية (في الميسات): أنشأتها خاتون ارغون الحافظية المتوفاة عام(648هـ/1250م)
كانت تقوم بتربية الأمير الأيوبي الحافظ أرسلان بن الملك العادل أبي بكر، يتميز مبنى هذه المدرسة بجمال قبته نصف المستديرة القائمة فوق رقبة مثمنة الشكل.
- المدرسة الركنية البرانية (في حي ركن الدين): أنشأها الأمير ركن الدين منكورس الفلكي غلام الدين، اخ الملك العادل لامه، يعود تاريخها الى عام (625 هـ) .
- جامع الجديد (قرب الجهاركسية، مقابل تربة مثقال): كان تربة أسستها عصمت الدين خاتون بنت معين الدين أنر، زوجة السلطان نور الدين محمود زنكي الذي بعد وفاته غدت زوجة السلطان صلاح الدين الأيوبي، ثم توسع المبنى، وغدا جامعا عرف جامع الجديد.
- تربة عبد الله بن الحسن بن سلامة الرقي(في شرقي الصالحية): يعود تاريخها الى عام(610 هـ) .
- التربة النظيفية (مقابل الباب الغربي لجامع الحنابلة / المظفري): أنشأها محمد بن علي بن نظيف يتميز مبناها بواجهتها الحجرية الجميلة تعلوها شرافات تشبه أشكالها شواهد القبور، وهناك عدد كبير من المباني الأيوبية الاخرى المختلفة، وتجدد الاشارة الى توسع الصالحية العمراني والمعماري شرقا وغربا مسافة نحو 2000م وذلك في نهاية العصر الأيوبي .
الصالحية في العصر المملوكي
[عدل]الصالحية في العصر المملوكي (658 هـ/1260م-922 هـ/196م) تابعت الصالحية ازدهارها العمراني والمعماري في العصر المملوكي الذي شهدت فيه تشييد المباني المختلفة الجديدة، وبناء الترب العديدة، وتجدر الاشارة الى الأحداث الخطيرة التي شهدتها بلاد الشام في العصر المملوكي وبخاصة ما يلي: -استمرار العدوان الفرنجي الصليبي . -حملات جيوش (هولاكو) ضد العراق وبلاد الشام , وقضاء السلطان قطر , والظاهر بيبرس على هذا الغزو الخطير في معركة (عين جالوت) الشهيرة عام (658 هـ/1260م) . -حملات جيش الخان قازان عام (699 هـ/1300م) . -غزوة (تيمور) عام (803 هـ/1401م) ونقله الفنانين والصناع الفنيين الماهرين من بلادهم الى(سمرقند) , وقتل سكان دمشق وغيرها , وبناء (برج الروس) من جماجم ضحاياه الأبرياء في حي القصاع , كل ذلك أدى الى جحود الحركة العمرانية والمعمارية في الصالحية في العصر لمملوكي , وبعد ما استطاع القادة تجاوز تلك المرحلة العصبية أشهدت الصالحية من جديد توسعا عمرانيا , وازدهار معماريا في غرب الصالحية , ومن أهم تلك المباني ما يلي: -جامع الافرم: أنشأه نائب السلطنة جمال الدين عام (706 هـ) والجدير بالذكر أن مبناه القديم هدم عام (1955م) وشيد مكانه مبنى جامع حديث . -المدرسة الدلامية في شمال المدرسة الماردينية: أنشأها أبو العباس احمد بن الخواجكي زين الدين دلامة جانب داره وأوقفها عام (845 هـ) والجدير بالذكر أن على جدار قاعة الصلاة لوحة رخامية عليها كتابة (جدد هذا المسجد المبارك علي المؤيد بن سعادة احمد بك بمساعدة سر السيد ابراهيم الرشيد قدس سره سنة 1302 هـ) وتجدر الاشارة الى جهود الشيخ عمر ريحان الذي استطاع مع أبناء الحي أن يعيد الى مبنى الجامع القسم الذي كان قد تحول الى مسكن , مما جعل المبنى الأثرى يستعيد هذا القسم ليستوعب العدد الكبير من المصلين . -الخانقاه الباسطية (في الجسر الأبيض في غرب المدرسة الاسعردية التي زالت معالمها): أنشأها القاضي زين الدين عبد الباسط بن الخليل ناظر الجيوش والخوانق والكسوة الشريفة , وذلك عام (836 هـ/ 1432م) . -التربة العادلية البرانية (خلف ضريح المالكي): أنشأها الملك العادل سيف الدين كتبغا . -المدرسة الحاجبية (عند الموقف الأخير للسيارات في حي الشيخ محي الدين): أنشأها الأمير ناصر سيف الدين محمد بن الأمير مبارك , كانت هذه المدرسة من اجمل مباني الصالحية , وقد حل مبنى حديث محل مبناها القديم الذي تحدث عنه المؤرخون , وعن المباني المجاورة له مثل (حمام الحاجبية) وغيره ,ومن مباني الترب في الصالحية في العصر المملوكي ما يلي: - التربة التكريتية: أنشأها وزير دمشق تقي الدين علي بن مهاجر التكريتي المتوفى عام (698 هـ/ 1298م) . -التربة الكجكرية: أنشأها سيف الدين كجكن بن عبد الله الناصري عام (712 هـ/1313م) مازالت قبتها قائمة في منطقة العفيف . -التربة المصعبية (مقابل التربة التكريتية): تهدمت ولم يبق من مبناها القديم سوى بقايا جدران وقبر , يعود تاريخها الى عام (666 هـ) . -التربة الدوباجية (مقابل الباب الشرقي لجامع الحنابلة المظفري) . -تربة نائب السلطنة في دمشق (غورلو) المتوفى عام (719 هـ/1319م) تقع في شمال جامع الحنابلة المظفري , وهناك عدد آخر من المباني المملوكية في الصالحية . 3- الصالحية في العصر العثماني: استمرت النهضة العمرانية والمعمارية في الصالحية في العصر العثماني الذي شهدت فيه تشييد المباني المعمارية الجميلة مثل: -مبنى ضريح الشيخ محي الدين بن عربي: شيد هذا المبنى المعماري الجميل بأمر من السلطان العثماني (سليم الاول) تعلوه قبة جميلة , ويزين جدرانه الداخلية بلاطات القاشاني الجميلة بألوانها السماوية اللون والزرقاء والبيضاء وزخارفها الجميلة النباتية والكتابية . -مبنى جامع الشيخ محي الدين بن عربي جانب مبنى الضريح: بناه السلطان سليم الاول عام (924 هـ/1518م) وذلك بعد عودته من مصر في طريقه الى الأستانة العاصمة . -مبنى التكية السليمية (مقابل جامع الشيخ محي الدين): شيد هذا المبنى بأمر من السلطان سليمان بن سليم الاول عام (960 هـ) , يعلو هذا المبنى قبتان ضخمتان جميلتان تدلان على أهمية القباب في مباني العصر العثماني وفي داخل مبنى هذه التكية مطبخ وتوابعه والى جانبه مخبز في خدمة الجميع والجدير بالذكر أن هذه التكية كانت توزع الغذاء مجانا , وقد استأنف المسؤولون في عصرنا توزيع الحساء مجانا , ويلاحظ على الجدار الخارجي لمبنى التكية ساعة شمسية لتحديد الوقت . -ترميم مبنى (البيمارستان القيمري) بأمر من السلطان سليمان الثاني عام(926 هـ/1520م). -مبنى جامع الشيخ عبد الغني النابلسي: يقع هذا الجامع الجميل والهام في شرق مبنى جامع الحاجبية وجنوب المدرسة العمرية , يعود تاريخ هذا المبنى الى عام (1050 هـ/1641م) والجدير بالذكر أن الشيخ عبد الغني النابلسي يعتبر من أعلام دمشق في العصر العثماني اشتهر بمؤلفاته العديدة المفيدة , ورحلاته العلمية المتميزة , ولد عام (1050 هـ/1641م) وتوفي عام (1143 هـ/1733م) . تطور الصالحية عمرانيا ومعماريا في جهة الشرق: شهد شرق الصالحية تطورا عمرانيا ومعماريا , وذلك بعد مجيء الأكراد واستقرارهم في الصالحية في جهة شرق جامع الحنابلة , وهكذا فقد توسعت الصالحية شرقا بظهور تجمعات سكنية جديدة وعديدة شكلت ما يعرف في عصرنا باسم (حي ركن الدين) , وتجدر الاشارة الى أهمية مبنى تربة الشيخ الصوفي الكبير (خالد النقشبندي) الذي بني عام (1209 هـ/1791م) وهناك زاوية دراويش النقشبندي , واهتمت العائلات الكبيرة والمشهورة برغبتها في تشييد المباني السكنية المناسبة ومن هذه العائلات ما يلي: -مبنى بيت آل رشي . -مبنى بيت شمدين آغا . -مبنى بيت أجليقين . -مبنى بيت بوظو . توسع الصالحية في جهة الغرب: وشهدت الصالحية توسعا عمرانيا ومعماريا في جهة الغرب , وذلك بعد استقرار اللاجئين الكريتيين في هذه المنطقة , فظهرت في سفح جبل قاسيون في غرب الصالحية شوارع متدرجة , وجادات متوازية تحيط بها المباني السكنية المحلية الفقيرة , مما اسهم في ظهور ما يسمى في عصرنا (حي الصالحية) , وتجدر الاشارة الى جهود الوالي العمراني حسين ناظم باشا , وقد شقت الشوارع المنطلقة من ساحة الجسر الأبيض والمتجهة إليها .
4-الصالحية في عصرنا الحاضر: اهتم السادة المسؤولون بالصالحية وترميم مبانيها الأثرية والتاريخية المتميزة , ومن أهم منجزاتهم في عصرنا الحاضر ما يلي: -توسيع جامع الشيخ محي الدين بن عربي في جهة الجنوب . -تجديد مبنى جامع الشيخ محي الدين بن عربي . -توسيع مبنى المدرسة الدلامية بإعادة القسم الشمالي إليه . -تجديد مبنى المدرسة الحاجبية . -تجديد مبنى جامع الجديد . -ترميم قبتي المدرسة الجهاركسية . -تجديد مبنى جامع الكهف . -تجديد مبنى المدرسة الحافظية في الميسات . -المحافظة على ما تبقى من المدرسة الشبلية في ساحة الميسات . -ترميم المدرسة البدرية في ساحة الميسات . -تجديد مبنى جامع أبي النور وتشييد الطوابق لتلبية متطلبات تدريس المسلمين القادمين من مختلف الأقطار , والجدير بالذكر أن المبنى لجامع أبي النور كان قد شيد على أنقاض التربة القراجية عام (624 هـ) . -تشييد مبنى خزان مياه عين الفيجة لتزويد المواطنين بمياه عين الفيجة النظيفة الصحية. -الاهتمام بإحياء مبنى (المدرسة العمرية) وذلك بطرد المتسلطين عليها , والبدء بترميم مبناها الأثري , للإفادة من هذا المبنى وتوظيفه في الحياة الحديثة كمركز للبحوث الإسلامية , واستعادة الأقسام الشمالية المسلوبة منه في فترات سابقة , وتجدر الاشارة الى جهود اللجنة المؤلفة رسميا من قبل وزارة الاوقاف والمكلفة بتنفيذ هذا المشروع المعماري الهام برئاسة الأستاذ المحامي هيثم السيوفي وعضوية الأستاذ الكبير اكرم القدسي . -ترميم مبنى المدرسة الماردينية وضم قاعة التربة الى مصلى الجامع لتلبية متطلبات المواطنين المتزايدة أعدادهم في هذا الحي . -تشييد مبنى مستشفى ابن النفيس . اهتمام الجميع بزيارة الصالحية ومبانيها الأثرية: جذبت الصالحية الأنظار إليها واهتم الحجاج المسلمون بزيارتها والاطلاع على مبانيها الأثرية والتاريخية الجميلة وبخاصة جامع الصوفي الكبير الشيخ محي الدين بن عربي , وحرص أعضاء الندوات العلمية المختلفة على زيارة ضريح الصوفي الكبير محي الدين بن عربي كما حرص السائحون من مختلف أقطار العالم على زيارة الصالحية وأحيائها الشعبية المتميزة ومبانيها الأثرية والتاريخية الجميلة , كل هذا نطلب من الجميع زيادة الاهتمام بهذا الحي ونظافته وترميم مبانيه الأثرية والتاريخية وذلك لأهمية الصالحية وتاريخها وتراثها , ولإعطاء الزائرين اجمل فكرة عن بلادنا وتراثنا الحضاري , ومدى اهتمامنا بالمحافظة عليه في عصر اصبح فيه الاهتمام بالتراث والمحافظة عليه من مواضيع تفاخر الأمم الحديثة بمنجزاتها المعاصرة ومن معايير رقي الأمم وتقدمها ووعيها الحضاري .
الفنانون يستوحون من جمال الصالحية ومبانيها: حرص مثير من الفنانين التشكيليين والضوئيين على إبداع روافعهم الفنية التي تبرز جمالية الصالحية ومبانيها الأثرية والتاريخية ومساكنها الحديثة الزاحفة الى أعلى سفح جبل قاسيون وكثرة مآذن جوامعها ومساجدها وجمال قباب مبانيها المختلفة , ومن هؤلاء الفنانين التشكيليين أذكر: -عز الدين همت: لوحة مبنى المدرسة الماردينية . -عدنان الابرش: مباني الصالحية في سفح جبل قاسيون . -جورج جنورة: المدرسة الماردينية , أسواق الصالحية . من خصائص الصالحية: للصالحية خصائص عديدة مختلفة أهمها ما يلي: -كانت الصالحية إحدى المدن الإسلامية الحديثة المتميزة بجمال الموقع والهواء النقي والمناخ اللطيف وتوفر المياه وخصب ارض الحقول والبساتين ووفرة المحاصيل الزراعية المختلفة. -قابلية ارض الصالحية للتوسع العمراني على امتداد نهري (ثورى) و(يزيد) شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لتلبية متطلبات الإنسان المختلفة . -تميز عمران الصالحية بجمالية البساطة والعفوية . -كثرة كهوف جبل قاسيون التي أوحت الى الإنسان بقصص شعبية طريفة ومثيرة , أضفى عليها خيال الإنسان القداسة , ومن هذه الكهوف ما يلي: -كهف الجوع . -كهف الدم . -كهف الأربعين . -كهف جبريل . -تميزت مباني الصالحية بجمالية بساطة عمارتها في عهد السلطان نور الدين محمود الزنكي وعهود الأيوبيين والمماليك والعثمانيين , بل وعصرنا الحاضر , واذا كانت (العمارة مرآة الحضارة) فإن مباني الصالحية تدل على عصورها المتعاقبة المختلفة , وان المباني الحديثة الإسمنتية المختلفة الزاحفة الى أعلى سفح جبل قاسيون تدل على الهجرة الكبيرة الى دمشق , ومتطلبات سكانها المختلفة . -إن كثرة مباني المساجد والمعاهد في الصالحية جعلت الصالحية مدينة العلم والتعلم والمعرفة والوعي الحضاري , وان كثرة مدارس الصالحية تفسر أسباب تسمية أحد أحياء الصالحية باسم (حي المدارس) . -إذا كانت المباني السكنية تميزت ببساطة العمارة الطينية فإن واجهات مبانيها الدينية وبخاصة المساجد والجوامع والمدارس والمعاهد قد تميزت بعمارتها الحجرية المبنية من مداميك الأحجار السوداء المتناوبة مع مداميك الأحجار الصفراء والبيضاء مؤكدة الفكرة الجمالية المعتمدة على مبدأ (وحدة التنوع) . -إذا كانت (الحاجة أم الاختراع) فإن حاجة الإنسان الى المياه دفعته الى حسن استخدام النواعير التي شهدناها في الصالحية , وأطلقت اسمها على حي عرف باسم (حي النواعير) , وقد شهدت إحداها في حي العفيف , كانت تدور بقوة كأنها تتغنى بصوت خرير مياهها بجمالية الحياة الروحية السعيدة , مما كان يثير شعور الفرح والسرور في نفوس الجميع وذلك برؤية جريان المياه وتساقطها وسماع خريرها المطرب القوي . وإذا كانت (نواعير الصالحية) قد زالت كلها بزوال الحاجة إليها , فإن الجيل المعاصر يمكنه أن يشاهد إحدى هذه النواعير في جنوب جامع الشيخ محي الدين ابن عربي , وما توحيه هذه الناعورة الخشبية الجميلة من ذكريات الماضي وفعاليات تلك الأجيال السابقة وتقنية هذه الناعورة التي تدل على ذكاء متميز وخبرة مهنية كبيرة . -تميزت طرق الصالحية بضيقها وكثرة منعطفاتها بعضها مسقوف بالمباني المتجاورة وبعضها نافذ سالك وبعضها غير نافذ وغير سالك , لأنه طريق خاص بعدد فقط من المساكن الشعبية , مما يجعل الإنسان يكتشف جمالياتها وفوائدها في حماية المارين من أشعة الشمس بالصيف ومن مطر ورياح فصل الشتاء , أضف الى ذلك متطلبات إنسان ذلك العصر . -من يقم بزيارة الصالحية ويتطلع على جمالية بساطة عمارتها وعفوية عمرانها وجمال المآذن والقباب والواجهات والأبواب الخشبية وحشواتها ومقرنصاتها وجمال بحيراتها يشعر كأنه يتبع دورة دراسية أو يستمع الى سلسلة محاضرات في تاريخ تنظيم المدن العمراني , وتاريخ العمارة القديمة , وبناء المآذن المربعة أو المضلعة وتشييد أجمل القباب المرتفعة ... وغيرها , مما يسهم في زيادة المعرفة العمرانية والمعمارية وتنمية الذوق الفني والحس الجمالي والوعي الحضاري . -ويلاحظ في الصالحية تجاور المباني السكنية واتصالها ببعضها البعض كأنها مبنى مسكن واحد , يعكس روح التضامن الاجتماعي , ويؤكد العلاقات الودية بين أفراد المجتمع . -كثيرا ما نرى المهندسين المعماريين المعاصرين يعجبون بمهارة أولئك البناءين القدماء الذين قاموا بمهمة المهندسين المعماريين المتميزين بالموهبة المعمارية والفنية , أقاموا هذه المنشآت الجميلة معتمدين في ذلك على المواد الأولية البسيطة المتوفرة في بيئتهم المحلية , وأخص بالذكر منها التراب والحجر والخشب , وقد جعلوا جدران المباني سميكة من(التراب المدلوك) لحماية المواطن من برد الشتاء وحرارة الصيف . وأحسن أولئك النجارون الفنيين في استخدام الأخشاب المحلية في صنع الأبواب وحشواتها الجميلة التكوين , والجدران والسقوف من الأعمدة الخشبية المحلية بتنقية ذكية وخبرة مهنية ومهارة يدوية . -إن جمال حشوات الأبواب الخشبية والنوافذ العلوية والمشربيات والمنابر تلفت أنظار الإنسان الذي يتأمل في جمال تكوينها الفني ووظيفتها . إن المشربيات تبدو كأنها تحفة خشبية تحجب أنظار المتطفلين عن رؤية داخل الغرف وما وراء النوافذ والمشربيات الخشبية الجميلة مما يدل على عادات المجتمع وتقاليده وأعرافه وأخلاقياته . -يلاحظ في الصالحية جمالية النسيج المعماري الشعبي العفوي ويشعر الإنسان الواعي بوجوب المحافظة على هذه الجمالية وعلى الطابع المميز للأحياء الشعبية القديمة في الصالحية وغيرها من المدن القديمة والقرى الشعبية الجميلة . -كانت مياه نهري (ثورى) و(يزيد) نظيفة وصالحة للشرب , وكان لجريانها إيقاع موسيقي جذاب يثير السرور في نفس الإنسان الذي كثيرا ما كان يبدو متأملا ومنسجما مع إيقاعات جريان المياه التي كانت توحي إليه بأقطار فلسفية وكونية عفوية منها: إن الأيام التي تمضي كهذه المياه التي تجري لا تعود . -إن جمال صوت المؤذنين في أوقات الصلوات الخمس من الفجر وحتى العشاء والتراتيل والتسابيح الليلية , من شأن هذا كله أن يضفي على الصالحية جوا روحيا متميزا يبعث في النفس الغبطة الروحية والفرح والسرور والانشراح والاطمئنان والتمتع بنعمة الإيمان . -إن كثرة صفات سكان الصالحية المختلفة وسمو أخلاقياتهم وحسن معاملاتهم لزبائنهم ولبعضهم البعض وقناعتهم بالربح القانوني المعقول , مما جعل الكثيرين من المواطنين يحرصون على زيارة الصالحية والتوجه إليها لشراء ما يلزمهم من بضائع ومواد غذائية من أسواق الصالحية , وبعد ما كانت الصالحية مشهورة (بيوم سوق الجمعة) أصبحت هذه الفعاليات الاقتصادية دائمة في كل أيام الأسبوع أصبحت الصالحية تستقبل زبائنها في كل أيام الأسبوع ليلا ونهارا , وبدت الصالحية كالمدينة التي لا تنام تمارس فعالياتها المختلفة باستمرار وعلى الدوام . -بعد ما كان مبنى (جامع الأربعين) يبدو في أسفل سفح جبل قاسيون أصبحت المباني السكنية الزاحفة على سفح جبل قاسيون تقترب من قمة هذا الجبل في منطقة مبنى مقام الصوفي الكبير (خالد النقشبندي) في شرق الصالحية , كل هذا يوضح الكثافة السكانية في الصالحية ومدى توسع الصالحية نتيجة تزايد سكانها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا . -يلفت جمال الساباط أنظار زائري الصالحية عند مداخل الحارات ويوحي إليهم بجمالية العمارة المحلية الطينية الترابية القديمة المتميزة بالبساطة والعفوية أضف الى ذلك متطلبات إنسان العصر الماضي وأخلاقية مجتمعة . -تشكل الفراغات القليلة أمام مباني الجوامع والمساجد (شبه ساحات) ضرورية للقاء الأفراد ببعضهم البعض وتبادل الأحاديث المختلفة فيما بينهم . -وتكثر المباني الاقتصادية قرب الجوامع والمساجد مؤكدة حسن اختيار أماكن البيع والشراء حيث تزدحم الأقدام . -وتكثر الطرق المؤدية الى الصالحية من مختلف الجهات من: من جهة الجسر الأبيض وطريق ابن المقدم والعفيف والميسات وركن الدين .. الخ , مما يدل على أهمية الصالحية وكثرة فعالياتها المختلفة , وتبدو الصالحية كأنها تستقبل زائريها الكثيرين القادمين إليها من مختلف الطرق والجهات والمناطق -وتلاحظ كثرة المباني الأثرية والتاريخية في حي الصالحية , فحيثما اتجه الإنسان في الصالحية تبدو له جمالية مبانيها الأثرية والتاريخية المتناثرة في مختلف بقاعها كاللؤلؤ كأنها تحدث زائريها بصوت الصمت ولغة الفن والعمارة والحضارة عن تاريخ الصالحية منذ نشوئها وتطورها عبر العصور التاريخية وأحداثها المختلفة وفعالياتها العديدة وماضيها العلمي المجيد ومنجزاتها الحضارية العديدة . ويكفي أن يتذكر المرء جامع الصوفي الكبير الشيخ محي الدين بن عربي ومؤلفاته القيمة العديدة والمفيدة . ويكفي أيضا أن يتذكر المرء (المدرسة العمرية) المشهورة بفعالياته العلمية والتعليمية ومكتبتها المشهورة بمؤلفاتها القيمة ومخطوطاتها العلمية الثمينة مما جعل هذه المدرسة العمرية بمثابة جامعة علمية متميزة فخورة بفعالياتها ومكتبتها وكنوزها العلمية وأوقافها ونظامها الاداري الداخلي المتطور واهتمامها بتعليم الرجال والنساء والصغار والكبار والمرضى والمكفوفين والأصحاء والأقوياء , وكان فيها علماء وعالمات مما يدل على مركز المرأة المتعلمة في الصالحية , ويؤكد أهم أهمية الصالحية كمركز علم ومعرفة وإشعاع ثقافي وحضاري وروحي متميز . والجدير بالذكر أن ابن منقذ الكناني أنشد في المدارس وفعالياتها العلمية قائلا: ومدارس لم تأتها في شكل إلا وجدت فتى يحلّ المشكلا
-إن كثرة حمامات الصالحية (مثل حمام المقدم , وحمام الحاجبية , وغيره) تدل على مدى الاهتمام بالنظافة والصحة العامة , وإن كان كثير من الحمامات القديمة قد زال بعد ما حل محلها الحمامات الخاصة في القصور والدور , فإن ما تبقى من مباني هذه الحمامات (مثل حمام ابن المقدم وغيره) يعيد الى الذاكرة تلك الذكريات ويوضح أهمية الحمامات وآدابها وأحداثها وكل ما يتعلق بها . -ويتحدث المؤرخون والباحثون عن (البيمارستان القيمري وغيره) والخدمات الطبية المختلفة التي كانت تقدم لأفراد المجتمع من رجال ونساء وأطفال , مما يوحي بفكرة تأميم الطب وأهمية الخدمات الطبية للمجتمع . -وكان الكرم والصدقات والزكاة من تقاليد أبناء المجتمع ويتحدث المسنون عن قيام أبناء المجتمع بذلك برغبة شديدة حبا في الإحسان لكل إنسان , ومن الأخبار التي يروونها قصة (جرن الشاويش وغيره) وعادة وضع شيء من المحاصيل فيه وكان يمكن للمارين أن يأخذوا من هذه المحاصيل ما يشاءون , وكان أمام مبنى (المدرسة الماردينية) في الجسر الأبيض جرن حجري كبير تصل إليه المياه ليشرب منها الحيوانات , مما يدل على مدى الرفق بالحيوان والاهتمام به وبغذائه وشرابه . -وهناك الساعات الشمسية القديمة في الجوامع وغيرها , زال كثير منها وبقي بعضها يزين جدار مبنى التكية السليمية وجامع الشيخ محي الدين تدلنا على مدى الاهتمام بمعرفة الوقت والدقة وذلك لأداء الصلوات الخمس في أوقاتها . -يثير جو الصالحية نفحات صوفية وغبطة روحية مما جعل الكثيرين يرددون قول الشاعر: الصـالـحـيـة جـنـّة والصالحون بها أقاموا فعلى الديار وأهلها مني التحـيـة والسـلام -كانت الصالحية وما زالت موضوع مديح الجميع , وكان الشاعر (احمد بربير) قد أقام في الصالحية , وتوفي ودفن فيها , ومن نظمه في مديح الصالحية قوله: قد ظفرنا بعيشة مرضية مذ حللنا في (جنة الصالحية) و رأيـنا الـزهـور تبـسـم لـطفـا عـن ثـنايـا مـن الـنـدى لؤلؤية وجواري السحـاب جـلـلت الأر ض ببسط من غزلها سندسية رقص الماء من غنا الطير حتى نـقـطـتـه أوراقـهـا الـذهـبـيـة وجه روض يريـك نـجل عيون وخـدودا مـن زهـرة عـند ميه وقـدودا مـن الـغـصـون نشاوى مـن طـلا الـطل بكرة وعشية جـنـدا جـندا مـعـانـي مـغـاف كـبـروج حوت نجوما وضيّه -اشتهرت الصالحية ببساتينها الغناء (مثل بستان الدهيشة وغيره) ومنتزهاتها (مثل منتزه الميسات والسهم) الذي يذكرنا بقول الشاعر القيراطي في منتزه السهم (في منطقة العفيف): على نفسه فليبك من ضاع عمره وليس له فيها نصيب ولا (سهم) وهناك (بستان السنبوسكة) في منطقة الميسات وغيره من بساتين الصالحية ومنتزهاتها الجميلة العديدة . -إن أهمية الصالحية وجمال مبانيها المختلفة وحسن أخلاقيات سكانها جعل كثيرين من الفنانين التشكيليين والضوئيين يبدعون صورهم الفنية المستوحاة من حي الصالحية ومبانيه وأسواقه , أضف الى ذلك إعداد مسلسل خاص بالصالحية وجمال عادات سكانها وتقاليدهم الاجتماعية القائمة على الأخلاق وحسن المعاملة والقيم الأخلاقية والإنسانية . من معاناة الصالحية قديما: عانت الصالحية كثيرا في فترة حملات هولاكو وقازان وتيمور , كما عانت الصالحية قديما من الهزات الأرضية التي تحدث عنها الشاعر مصطفى بن احمد محمد الدمياطي قائلا: إن تناسيت أوقات أنس تقضت لست أنس ليالي الزلزال وكانت الصالحية قد عانت كثيرا من الهزة الأرضية التي حدثت عام (1173م) أضف الى ذلك معاناتها من خطر السيول الجارفة . من معاناة سكان الصالحية: يعاني سكان الصالحية في عصرنا من قضايا ومشاكل عديدة أهمها ما يلي: §قلة الخدمات: فمن الضروري زيادة الاهتمام بنظافة الطرق والشوارع ونهري (يزيد) و(ثورى) ويكفي أن يلقى المرء نظرة الى القمامة الكثيرة المتراكمة قرب مدخل مبنى جامع الشيخ محي الدين بن عربي , ونظرة على مياه نهري (ثورى) و(يزيد) وساحة الميسات , كي يستنتج حاجة الصالحية الى زيادة الاهتمام بالنظافة . §الكثافة السكانية المتزايدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قد أثارت مشاكل عديدة تتطلب دراستها وإيجاد الحلول المناسبة لها , ويكفي أن يلقي المرء نظرة على المباني السكنية الزاحفة على سفح جبل قاسيون الى قمته حتى يستنتج مدى الكثافة السكانية المتزايدة وضرورة إيجاد الحلول المناسبة . §صعوبة حركة مرور المشاة والسيارات وذلك لكثرة الباعة المتجولين والمسيطرين على الأرصفة والطرق , مما يعرقل سير المشاة ومرور السيارات , ويتيح للصوص فرصة مناسبة لارتكاب جرائمهم وسط الزحام الكبير . §تسلط المتسلطين على المباني الأثرية والتاريخية التي تبدو كأنها تستنجد بكل من يتمتع بالوعي الحضاري والذوق الفني لإنقاذها من ظلم هؤلاء المتسلطين , وعدوان المعتدين على هذه المباني الأثرية والتاريخية الهامة , وإن نقل قبر الأمير صارم الدين من مكانه يثير الأسف , والجدير بالذكر أن القاعدة الفقهية (لا يجوز تغيير صفة الوقف) تنسجم مع أحكام قوانين الآثار ومبادئ ترميمها والمحافظة عليها للأجيال الصاعدة . §تبدو المباني الأثرية والتاريخية في الصالحية بحاجة ماسة الى ترميمها وصيانتها والمحافظة عليها للأجيال القادمة وذلك بتوظيفها في عصرنا الحاضر , وإن حالة كثير من هذه المباني (مثل مبنى البيمارستان القيمري وغيره) حالة يرثى لها ولا تنسجم مع أهمية هذه المباني المعمارية والفنية والحضارية . §كان الشعراء والأدباء قد تغنوا بجمال بساتين ومنتزهات الصالحية , وتحدث عنها المؤرخون , ومما يؤسف له أنها زالت في عصرنا , ولم يبقى لها وجود , مما جعل ملامح الصالحية الجميلة تتغير لأن الإنسان يحب الطبيعة , وبعدما شوّه الإنسان الطبيعة فوجئ بطبيعته المشوهة . §عدم وجود مطبوعات حديثة ومفيدة تسهم في حسن التعريف بالصالحية وتاريخها ومبانيها الأثرية والتاريخية وفعالياتها المختلفة وذلك لتلبية متطلبات الحجاج المسلمين والمجموعات السياحية الراغبة في المعرفة وذلك لتكون زيارة الصالحية ممتعة ومفيدة وتبقى ذكريات زيارتها خالدة لا يمحوها مرور الأيام . §إن من يقرأ تاريخ الصالحية ومدى إسهام (المدرسة العمرية) في نشر العلم والمعرفة والوعي الحضاري في الماضي ثم يأتي لزيارتها في عصرنا يشعر بالأسف كلما رأى ما آلت إليه هذه المدرسة العمرية المشهورة التي كانت من مراكز المعرفة ونورها , ويشعر بالألم العميق بسبب ما حل بهذه المدرسة والمعاهد العلمية والمدارس الكثيرة منذ غزو تيمور عام (1400م) فيردد قول الشاعر: معاهد آيات خلت من تلاوة ومنزل علم مقفر العرصات ووجد بعضهم شبه المقارنة بين (مصير الإنسان) و (مصير مبانيه العمرانية) فرددوا بحسرة قول ذلك الشاعر: وإذا نظرت الى الأماكن تلقها تشقى كما تشقى العباد وتسعد لهذا لا بد من الاهتمام جديا بهذه المباني كالمدرسة العمرية وغيرها وترميمها وتوظيفها في عصرنا لضمان بقائها ومستقبلها .
مستقبل الصالحية , وصالحية المستقبل: يتساءل الكثيرون عن مستقبل الصالحية بكثير من الاهتمام , وإن ما يتمتع به الصالحية من موقع طبيعي جميل على سفح جبل قاسيون , وتشرف على دمشق وغوطتها وجبالها المحيطة بها في أجمل منظر طبيعي , وما تتمتع به من أرض خصبة ومياه جارية ومبان أثرية وتاريخية جميلة ومتميزة , وقيام سكانها بمختلف الفعاليات العلمية والروحية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية , كل ذلك يجعل للصالحية مقومات أساسية لمستقبلها المشرق . ويحرص الحجاج المسلمون والمجموعات السياحية المختلفة على زيارة الصالحية , والتأمل في جمال موقعها , والاطلاع على مبانيها الأثرية والتاريخية ومبانيها السكنية الزاحفة على سفح جبل قاسيون الى قمة هذا الجبل شمال مبنى تربة الشيخ خالد النقشبندي , فيحرص هؤلاء الحجاج والسائحون على التقاط الصور التذكارية لكل ما يجذبهم من مبان قديمة وحديثة , وفعاليات المواطنين الاقتصادية وعاداتهم الاجتماعية وأزيائهم المحلية الشعبية , كل هذا يؤكد أهمية الصالحية بها جديا . ويحرص كثير من الحجاج المسلمين والمجموعات السياحية على زيارة ضريح الشيخ محي الدين بن عربي , وزيارة ضريح الشيخ خالد النقشبندي , فلا بد من تلبية متطلباتهم وجعل زيارتهم ممتعة ومفيدة . ويتأمل كثيرون منهم في جمالية عمارة المآذن المربعة والمضلعة , وعمارة القباب الجميلة المرتفعة , وتصوير ناعورة جامع الشيخ محي الدين بن عربي , أضف الى ذلك زيارة جامع الماردينية وجامع الدلامية وجامع الجديد والمدرسة الحافظية والمدرسية البدرية وجامع الحنابلة (المظفري) وجامع ركن الدين وجامع أبي النور وغيره . وكثيرا ما يقف بعض الحجاج والسائحين والرحالة والمستشرقين أمام المدونات التاريخية ويحاولون قراءة كتاباتها . وكثير منهم يرغب في رؤية الساعات الشمسية في مباني حي الصالحية , فلا بد من تلبية متطلباتهم . ويعتبر سوق الصالحية من أهم أسواق دمشق الاقتصادية , وبعدما كان يعرف باسم (سوق الجمعة) لكثرة الباعة والزبائن المتواجدين يوم عطلة الجمعة قبل صلاة الجمعة وبعدها , فإن تزايد الأهمية الاقتصادية لسوق الصالحية جعل عمليات البيع والشراء في سوق الصالحية مستمرة في كل أيام الأسبوع ونهارا وليلا مما جعل الصالحية كالمدينة الاقتصادية التي لا تنام .
__________
[عدل]في هذه المحلة كثرت المدارس العلمية والشرعية المبنية وبشكل خاص في عهد الأيوبيين حيث اهتم الأيوبيون بالعلم والمعرفة ، فانتثرت المدارس في الصالحية انتثارا ً ولا تزال معالم أكثرها قائم كالمدرسة الأتابكية والدلامية والعمرية ومدرسة الصاحبة التي بنتها الأميرة خاتون أخت السلطان صلاح الدين والمدرسة الركنية في ساحة شمدين التي تضم ضريح القائد العسكري الأيوبي الأمير ركن الدين منكورس ، وقد تحولت فيما بعد إلى جامع سمّي باسمه ، وفي الجهة الشمالية من شرق حي الأكراد تقع مقبرة الشيخ خالد النورسي النقشبندي ، وهو مدفون في جامع يقع في منتصف المقبرة ، كما تضم المقبرة رفات الكثير من رجالات الأكراد كجلادت بك بدرخان ، وقدري جان ، ومحمد برزنجي ، كما دفن في الصالحية الكثير من العلماء العرب كالشيخ العلامة الموفق بن أحمد بن قدامة المقدسي صاحب المغني، ومرجح المذهب الحنبلي، وكذلك أخوه الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة الذي أوقف أعظم مدرسة في دمشق وهي المدرسة العمرية وهم مقدسيين من أهالي القدس ، ولبشيخ عبد الغني النابلسي (من نابلس في فلسطين) . وهناك مرقد للحاجة حفيظة ويقع في قبة كبيرة في موقف الميسات ومرقد الشيخ المتصوف محي الدين بن عربي ومرقد الأكراد الأيوبية في ساحة شمدين حيث تظهر قدم رجل المدفون خارجة من القبر وهذه معجزات من المعجزات النادرة ، كما أنه ومن المدارس التي اشتهرت في الصالحية المدرسة الأتابكية ودار القرآن الدلامية، كما اشتهرت دور القرآن الكريم على ضفاف نهر يزيد، حتى بلغت العشرات، و منها المدرسة العمرية التي كانت تحتوي 360 حجرة لتحفيظ وتدريس القرآن الكريم، ولا تزال فيها إلى اليوم 110 غرف سمعت أن الأوقاف تقوم بترميمها حاليا وإعدادها لتكون داراً للبحوث الإسلامية. ويمر في الصالحية فرعان من نهر بردى هما نهر "يزيد" في حي الأكراد ، ونهـر " تورا " في حي الصالحية ، وقد كانت الصالحية تضم سابقا ً حي الأكراد ، وحي الصالحية ، والمهاجرين ، ثم اقتصرت فيما بعد ومنذ عهد الفرنسيين على حي الصالحية . وقد ذكرها العلامة محمد سيدو الكوراني في كتابه من عمان إلى العمادية أو جولة في كردستان الجنوبية بأنها كانت محلة واحدة وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين وفي هذا الحي توجد منطقة اسمها : الشركسية وهي كلمة معربة عن الكلمة الكردية (جار َكس carkes) أي الأشخاص الأربعة مدفن يضم أربعة رجال مزودين بأسلحتهم الحربية كاملة ..!! فيما تغير اسم حي الأكراد وأصبح في عهد الوحدة السورية المصرية (22/شباط/1958 – 28/أيلول عام 1961) حي ركن الدين وتمتد به ثلاثة شوارع أساسية هي : - شارع أســد الدين - - شارع ركن الدين - شارع صلاح الدين ويرجع تاريخ هذا الحي إلى عام 1179 عندما عسكرت قوات الأيوبيين المسلمين في قاسيون على حين عسكرت قوات الصليبيين في سهل داريا والمزة جنوب غرب دمشق . وكان في حي الأكراد وعلى ماأذكر في الثمانينات من القرن المنصرم وحسب إحصاء قامت به منظمة حزب الاتحاد الشعبي الكردي لمدينة دمشق 140 طبيبا ً وطبيبة ، و14 صيدلية ، ومستوصف واحد ، ومشفى ضخم اسمها (مشفى ابن النفيس) كان مخصصا ً للمعالجة من مرض السل وذلك لجفاف الجو في جبل قاسيون وقد تحول أخيرا ً إلى مشفى عام . وقد نبغ في هذا الحي أكثر من سبعين علامة ، وعاش فيه الكثير من القيادات السياسية الكردية والعربية أذكر منهم البروفيسور شريف وانلي والأستاذ خالد بداش ، وفضيلة الشيخ أحمد كفتارو ، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والمرحوم مروان شيخو والقائد الكردي المرحوم عثمان صبري ، وقدري جان ، ، ومن القيادات العربية المرحوم خليل الوزير (أبو جهاد) وعاش فيه لدة قصيرة ياسر عرفات حيث استأجر بيت الأستاذ سليم الأيوبي والأستاذ فايز اسماعيل أمين عام حزب الوحدويين الإشتراكيين والمرحوم درويش الزوني عضو اللجنة المركزية لنفس الحزب السجين السياسي الذي أعتقل لأطول فترة في تاريخ الإعتقالات في سوريا (ثلاثون عاما ) عماد شيحة وتأسس فيه نادي هنانو الكردي في الثلاثينات من القرن العشرين ، إلا أن السلطات منعته وأغلقته ثم سمحت بفتحه بعد وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد في عام 1970 إلى الحكم ولكن ليس كنادٍ ثقافي وإنما كجمعية خيرية اسمها (جمعية ركن الدين الخيرية) ومن بين أعضاء هيئتها الإدارية كان المرحوم أبو أنس المارديني ، والأستاذ حسين ميقري ، في حين أنه توجد جمعية في موقف آدم اسمها الجمعية الخيرية الشركسية يتعلم فيها أولاد الجالية الشركسية لغتهم الأم تتبع لها فرقة فلكلورية كبيرة ، ومركز كبير لأفران الخبز إضافة إلى المخابز الصغيرة ، وثلاث مخاتير ، ، وورش موبيليا ، وقسمين للشرطة ، أحدهما في شارع أسد الدين ، والثاني في شارع ركن الدين ، وثلاثة مقابر هي مقبرة الشيخ خالد ، ومقبرة الجوعية ، ومقبرة حارة الجديدة بجانب جامع التقى (جامع ملا رمضان) ، وفيها مساجد أهمها مسجد الأربعين في بطن الجبل ، وجامع سعيد باشا ، جامع يونس آغا ، جامع كردان ، جامع حمو ليلى ، جامع ركن الدين ، جامع التقى ،جامع ومعهد أبو النور ، جامع صلاح الدين.. وفيها عدة مدارس ابتدائية كمدرسة الملك العادل للبنين (نسبة إلى الملك العادل الأيوبي ) ومدرسة خولة بنت الأزور للبنات ، والمعتصم ، ومدرسة ست الشام للبنات ، وعثمان ي النورين للأولاد ، ومحي الدين بن عربي للأولاد ، وثانوية واعدادية ابن العميد للذكور ... ونادي لجمال الأجسام ، وفرق رياضية ، وقد ظهر أبطال عالميين في المصارعة والملاكمة وكرة القدم كبطل العالم في المصارعة الحرة مصطفى شيخاني ، والملاكم اس وفرق فنية فلكلورية كفرقة كاوا ، وفرقة آزادي الكرديتين ، وظهر منه فنانين لامعين كالفنان أدهم الملا ، وابنه المخرج السينمائي والمسرحي بشار الملا ، والفنانة كاريس بشار ، والفنان فهد قدورة ، وغيرهم .. وورش للنسيج والبروكار والذي نشأ كصناعة كردية وأول من صنعها هو ابراهيم شيخاني (برو شيخاني) ويعيش حاليا في ناحية النشابية في غوطة دمشق وورش حدادة ، وورش خياطة ، ومصابغ للغسيل والكوي ، ومطاعم كان أشهرها على الإطلاق مطعم أبو سمير في موقف جسر النحاس ، ومحلين لبيع المشروبات الروحية حيث كان المرحوم قوّاص دقوري يملك إحداها بالقرب من جامع سعيد باشا الدقوري ، ورجل اسمه أبو سعيد يملك المحل الثاني في موقف آدم ، وأيضا كانت تباع في الدكاكين بشكل غير مرخص . وغالبية سكان الحي هم من الأكراد ، انتمت غالبيتهم إلى الحزب الشيوعي السوري في الثلاثينات والأربعينات سيما وأن زعيم الحزب الشيوعي كان كرديا من نفس الحي (خالد بكداش قوطرش) ، ولكن وعندما لم يجد الأكراد في الحزب مارجوه من نضال أممي والإعتراف بالحقوق القومية للشعوب انسحب منه الكثير وانضموا إلى البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا الذي أسسه في الخمسينات القائد الراحل عثمان صبري ، كما انضم قسم منهم إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي ، وقسم للناصرية ، وآخر أصبح بعثيا ، ومن الجماعات الدينية سيما من أتباع المرحوم فضيلة الشيخ أحمد كفتارو مفتي الأديان في العالم .. وأتباع المرحوم الشيخ ملا رمضان ، ومن بعده ابنه الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي ، إلا أن غالبية الأكراد يؤيدون فصائل الحركة الكردية في سوريا وخاصة حزبي البارتي ، والإتحاد الشعبي الكردي في سوريا .. وغالبية الأحزاب تدعوا جماهيرها إلى نهل العلم ، والكثير منها أفرزت معلمين ومعلمات لتعليم الطلبة وتقوينهم في المواد المدرسية إضافة إلى زرع أفكارها في النشئ الجديد