انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Ahad-albdrani96

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

طرق التواصل بين النحل

النحل من الحشرات الاجتماعية التي تعيش في مجتمعات , أي أنها لا تعيش إلا في خلايا فقد حاول طويلاً الكثير من العلماء الطبيعيين والباحثين اكتشاف طريقة التراسل أو التفاهم بين النحل . وقد اعتقد بعض العلماء أن النحل يتكلم " باصدار عدة أصوات " وفي عام 1788م لاحظ م.ج.ا. سبتزنر أن النحلة الشغالة حين تعود للخلية ومعها رحيق أو حبوب اللقاح ( أو الطلع ) فإنها تقوم بسلسلة من الحركات التي أطلق عليها بعد ذلك بعدة سنين "رقص النحل" وقد خصص الدكتور كارل فون فريتش كثيراً من الوقت والجهد لدراسة سلوك النحل وروى في كتابه " من حياة النحل " أن نحل الاستكشاف تخبر أخواتها عن مكان وجود الرحيق أو الطلع بتأدية رقصات خاصة . وفي رأيه أنه إذا كانت الرقصة دائرية دلت على وجود نبع غزير من الرحيق , أما إذا كانت بصبصة بالذنب فتدل على الطلع .

وفي عام 1946م كتب مقالاً عن رقص النحل شرح فيه آراءه بالتفصيل , فقد استطاع بإجراء بعض التجارب البارعة أن يثبت أن النحلة الكاشفة حين تعود لتخبر العشيرة عن بعد المصدر من مكان الخلية لا عن ما تحمله من الرحيق والطلع كما كان يظن سابقاً . وقد دلت المشاهدات الحديثة على أن الرقصة الدائرية تدل على أن مصدر الرحيق أو الطلع قريب لا يزيد عن 25 متراً من الخلية أما إذا عادت النحلة الكاشفة وبصبصت بالذنب فعلى أخواتها أن يستعدوا لرحلة طويلة لمصدر الرحيق أو الطلع .

ولم تحل رموز هذا السر في تخاطب النحل إلا حديثاً وذلك بتفسير حركات النحل . فالنحل بالإضافة إلى حركات الرقص تتخاطب مع بعضها بإرسال إشارات بالروائح التي تخرج من غدد الروائح في جسمها .

وقد اكتشف هذه الغدة الباحث الروسي ن.نازونوف فوصفها في مقال نشره عام 1883م . وغدة الرائحة أو كما تسمى أحياناً غدة نازونوف عبارة عن طيّة صغيرة في نهاية البطن من الجهة الظهرية وهي تخرج رائحة تشبه رائحة الليمون.

ويعتقد العلامة ا.ي.روت و كارل فون فريش وغيرهم من القائمين بدراسة حياة النحل وسلوكه أن كل مستعمرة ( أي خلية ) من النحل لها رائحتها الخاصة , ولهذا السبب فإن القليل من النحل يغامر باقتحام خلية غريبة , وهذا ما يمنع مستودعات العسل في الخلية من النهب بواسطة النحل المتلصص . ويعتقد روت أنه بنفس الطريقة التي يميز بها الكلب صاحبه بواسطة حاسة الشم القوية لديه فكذلك يميز النحل بين أفراد خليته والغرباء .

والملاحظة اليومية في المناحل تظهر أن النحلة الحارسة لمدخل الخلية بيقظة تامة لا تسمح بدخول النحل القادم إلا إذا تعرفت عليه من رائحته وكأن رائحة الخلية الخاصة بها هي كلمة السر للعبور . كما أن حاسة الشم تهدي النحل في رحلاته للبحث عن الرحيق والطلع وفي الرجوع إلى خليته . (الحلوجي, 2016, ص ص 47 - 48)

المرجع :

ن.يويريش. العلاج بعسل النحل. ترجمة: الحلوجي, محمد (2016). بيروت / لبنان: دار القلم للنشر والطباعة والتوزيع .