مستخدم:Ahmedabri0001/ملعب
الخويبية
قرية مندثرة تقع في ولاية عبري بسلطنة عمان، قليلون من يعرفون قرية الخويبية وأقل منهم من يعرف تاريخها وما مرت به من أحداث، حصن الخويبيه يروي عن تاريخ مدفون في الرمال يحتاج لدراسة متعمقة للكشف عن أسراره وإلى أي فترة يعود، ومن المتعارف عليه أن قرية الخويبية كانت تعج بالحياة قبل ٣٠٠ عام تقريبا وجاء ذكر الفلج -ويسمى فلج القماشعه- في وثيقة تعود لعصر اليعاربة تقريبا خلال الفترة من ١٠٣٦- ١١٥٠ هجري، واليوم هي أطلال لا يُعرف متى هُجِرت ولا لأي سبب تركها ساكنوها.
وتقع القرية تحديدا قرب مجرى الوادي الكبير وخلف جبل الصافن الذي يوجد به آثار وكهوف وقريب منها كذلك حارة المشاقصة ذات الطين الأبيض وحصنها وفلجها وكانت هي ايضا من المناطق المأهولة قديما ويتناقل كبار السن روايات عن حادثة وقعت في حارة المشاقصة أدت إلى إبادة أغلب سكانها في صبيحة أحد أعياد الفطر.
أقرب مدخل للخويبية من بلدة العينين حيث تفصلها 2كيلو متر عن المنطقة ويستمتع زوار الموقع بالرمال الموجودة بقربها، ويعد الموقع متنفسا للراغبين في الترحال وتغيير أجواء المدن خصوصا في الشتاء حيث توجد في سفوح الجبال رمال ناعمة ترتفع بارتفاع تلك الجبال، وتتنوع طبيعة الأرض في هذه القرية بين السهل المنبسط والجبل المرتفع والرمال الناعمة ورمال الأودية والأشجار الصحراوية، ويزورها البعض بحثا عن المغامرة والاستكشاف.
وأقرب القرى إليها قرية العينين التي تقع في الجنوب منها، ومن جهة الشرق قرية الدِّريز ويفصل بينهما الوادي الكبير، ومن جهة الغرب قرية الجفرة، ويفصل بينهما سهل ممتد، ويحيط بها ثلاثة جبال من ثلاث جهات، وأما الجهة الرابعة وهي الجهة الغربية للقرية فإنها جهة مفتوحة، إلا أن أهلها بنو فيها سورا للحماية من الحجارة والجصّ يمتد من الجبل الجنوبي إلى الجبل الشمالي بمسافة لا تقل عن اثنين كيلومترا وربما أكثر من ذلك، وبهذا السور تكتمل الإحاطة بالقرية من كل الجهات، وقد أقاموا على هذا السور برجا محصّنا ذا قاعدة دائرية لمراقبة القرية، ويعتبر هذا البرج بمثابة البوابة الرئيسة للقرية، ويتضح من بقاياه أنه يحتوي على مجموعة من الغرف والتقسيمات، كما تمتد أبراج المراقبة أيضا فوق الجبال المحيطة بالقرية.
وضمن الأشياء التي تشد الزائر إلى قرية الخويبية ذلك الشاهد الذي يبدو وكأنه قبر ويقع بالقرب من البرج عند مدخل القرية، وهو القبر الوحيد المرتفع عن الأرض والذي تم بناء الشواهد عليه من الحجارة والجصّ على شكل دائري، بارتفاع متر تقريبا لكل شاهد، كما تم بناء سور من الحجارة حول القبر بحيث أصبح وكأنه مزارا لأهل القرية وزائريها، وربما يكون قبرا شخصية مهمة.
البوابة الشرقية هي البوابة الوحيدة الموجودة في الموقع وتوجد به مجموعة من الغرف والتقسيمات والممرات، ويبدو أن سقف الحصن قد انهار بمرور السنين وعوامل التعرية المختلفة التي مرت به، وانهارت على إثر ذلك كثير من الجدران الطينية حتى أنه بالكاد يمكن التعرف على وجود طابق علوي لهذا الحصن، حيث لم يتبق منه سوى ما يشبه العمودين الكبيرين من الطين يرتفعان فوق البوابة مباشرة، ولا تزال كثير من معالم الحصن والغرف التي بداخله واضحة للعيان مثل: الروزنات - فتحات الأوتاد - الأقواس - فتحات التهوية والمراقبة.
هناك الكثير من المعالم التراثية التي يمكن مشاهدتها في قرية الخويبية مثل: الأبراج الدفاعية، والقنوات والسواقي المائية، وشواهد القبور الأثرية، وبقايا الحصن و البيوت الطينية، وسور الحماية الممتد بين جبلين، وغيرها من الشواهد والآثار التي يتضح من خلالها أن الخويبية كانت أرضا زراعية خصبة، فكثرة السواقي والقنوات المائية والأرض السهلية الممتدة في داخل القرية وخارجها وكذلك بقايا تقسيمات الأرض المزروعة تدلل وبما لا يدع مجالا للشك أن هذه القرية كانت تعيش رخاء زراعيا خصبا، حتى أن واحدة من هذه القنوات تمر من داخل الحصن، ومن خلال بقايا الساقية الرئيسة للفلج يمكن معرفة أنه كان فلجا غيليا وليس داووديا، وهو يأتي من الجهة الشرقية المواجهة للوادي الكبير، وهذه الساقية تمتد بمحاذاة الجبل الذي يحد القرية من جهة الشمال.