انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Ali.A.sh131/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مركز جدة التاريخية للدراسات والتوثيق لصاحبه المؤرخ الدكتور أمين ساعاتي من أهداف المركز : رصد وتوثيق مكونات تراث جدة التاريخية في جميع مراحل تاريخها المديد، لإبقاء جدة في قائمة التراث العالمي . الرؤية : الترحيب بمساهمة كافة الراغبين في بناء منصة للتوثيق وصرح شامخ لتراث جدة التاريخية . الرسالة : المحافظة على تراث جدة ، وتسليط الأضواء على عبقريات أهلها الذين بنوا التراث وأقنعوا مؤسسة اليونسكو العالمية بوضع جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي . إصدارارت المركز : 1 ــ موسوعة جدة التاريخية ( ثلاثة مجلدات ) 2 ــ حارات جدة التاريخية ( حارة المظلوم ، والشام ) 3 ــ حارات جدة التاريخية ( حارة اليمن ، والبحر ) 4 ــ أهم 100 شخسية في جدة التاريخية توثيق أهالي جدة التاريخية :

أولاً : حارة المظلوم قصة حارة المظلوم يحكم تسمية حارة المظلوم ثلاث روايات: الرواية الأولى : عفيف الدين بن عبد الله المظلوم يعتبر الشيخ عفيف الدين بن عبد الله المظلوم من كبار العلماء والصلاَّح الذين سكنوا حارة المظلوم، ولقد قدم الشيخ عفيف الدين بن عبد الله المظلوم من إحدى البلاد، ويرجح أنه قدم من الهند، وسكن جدة، وكان أهالي جدة يتوافدون عليه للحصول على كراماته وبركاته. وكانت جدة في ذلك الوقت ترتع في بحر من الظلمات والمعتقدات المضللة والخرافات والأساطير. ورغم أن الشيخ عفيف الدين بن عبد الله المظلوم أصبح جزءًا من تاريخ جدة التاريخية، إلا أن كتب التاريخ لم تتحدث عن المكون العائلي المتعلق بالشيخ، بل جل الكلام كان مقصورًا على شخصيته الدينية المباركة التي جعلته من أشهر الأولياء الصالحين، ولذلك كان الناس يقصدونه لقضاء حاجاتهم وبث شكاويهم ومعاناتهم النفسية، ولذلك لم ترصد معلومات عن أسرة الشيخ عفيف الدين ولم نعرف أنه متزوج وله أولاد وأنجال...إلخ. وحينما توفاه الله سبحانه وتعالى كافأه الناس بدفنه في مكان شمال غرب مسجد الشافعي، وكان الضريح مزارًا للقاصدين في عهد حكومة الشريف حسين بن علي، حيث كانت تنتشر أضرحة الولايا في كل الحارات مثل ضريح أبو عنبه في حارة الشام، وضريح العلوي والعيدروس في حارة اليمن، ولكن بعد أن استلم الملك عبد العزيز يرحمه الله جدة في عام 1344هـ صدرت الأوامر بتحريم زيارة الأضرحة وإلغائها تمامًا ضمن حملة إلغاء الخرافات والشرك بالله سبحانه وتعالى. ولكن رغم أن تسمية حارة المظلوم تنسب إلى قصص وروايات كثيرة مثل قصة عبد الكريم البرزنجي، إلا أن بعض المؤرخين المحدثين يرجحون قصة الشيخ عفيف الدين بن عبد الله المظلوم، ويؤكدون بأن تسمية حارة المظلوم تنسب –وفقًا لآراء الكثير من المهتمين بتاريخ جدة التراثية- إلى الشيخ عفيف الدين بن عبد الله المظلوم. الرواية الثانية ثورة الأغوات بطل هذه الرواية هو العالم الجليل عبد الكريم بن محمد البرزنجي، وجاءت الرواية الثانية بتفاصيلها الكاملة في كتاب المؤرخ المكي المشهور أحمد الزيني دحلان ضمن كتابه المعنون (خلاصة الكلام عن المظلوم وحارة المظلوم في جدة)، وهي قصة لا يجب أن نتجاهلها لأنها جاءت من مؤرخ مشهود له في تلك المرحلة، كما أنها تقوم على بعض المقومات الموضوعية، قال المؤرخ أحمد زيني دحلان: "في مدة ولاية الشريف مبارك بن أحمد بن زيد سنة أربع وثلاثين ومائة وألف وقعت بالمدينة فتنة عظيمة شهيرة بين الأغاوات وأهل المدينة، ونشأ عنها قتل السيد عبدالكريم البَرْزنْجي المدفون بجدة المشهور بالمظلوم، وتلك الفتنة الكلام على تفصيلها طويل. وملخصها أن رجلاً من توابع الأغاوات يسمى (علي قنا) أراد أن يشغل وظيفة من وظائف العسكر، ويدخل في العسكرية، فمنع من إدخاله كبار العسكر، حيث إن كل من كان في العسكر، ووقعت منه خيانة، وأخرج منها فلا يعاد( ). وقال أغاوات الحرم: لا بد من إدخاله وطال النزاع بينهم، ووافق أهل المدينة كبار العسكر في عدم إدخاله ووقع في المدينة ضجة، واتسع الأمر حتى آل إلى القتال. وبدأ المعركة (علي قنا) ومن كان معاضداً له من الأغاوات، وكان معهم بعض من قبائل حرب، فصعدوا منائر الحرم الشريف وترسّلوها، وأغلقوا أبواب المسجد، وترسوا بعض البيوت التي بجانب الحرم النبوي، وعزموا على محاربة العسكر ومن يعضدهم من أهل المدينة فرفع كبار العسكر وأهل المدينة أمرهم إلى قاضي الشرع خوفاً من وقوع الفتنة عند القبر المعظم، وذهاب ما في الحجرة من الأموال، وما سيحدث من القتل وغضب الدولة العلية عليهم. فأرسل قاضي الشرع للأغاوات يمنعهم من الفتنة، ويطلبهم للحضور إلى مجلس الشرع فامتنعوا من الكف ومن الحضور عند القاضي، فسجل عليهم القاضي أنهم عصاه بغاة يجب قتالهم، فشرعت العساكر وأهل المدينة في قتالهم، وضيقوا عليهم من كل جانب وقتل في تلك الفتنة أشخاص من الفريقين، وعطلت صلاة الجماعة في المسجد النبوي فجنحوا للسلم. فامتنع العساكر وأهل المدينة إلا بعد إحضار الآغاوات القائمين مع (علي قنا)، وحبسهم في قلعة السلطان بالوجه الشرعي، ثم يرفع أمرهم إلى نائب السلطان بالحرمين الشريفين، وهو الشريف مبارك بن أحمد بن زيد شريف مكة إذ ذاك فحضر خمسة أو ستة من كبار الآغاوات كانوا رأس تلك الفتنة، فحبسوا في القلعة. ورفع الأمر إلى شريف مكة المذكور، فطلبهم إلى مكة لإقامة الدعوى فوصلوا إلى مكة، وحضر معهم مفتي المدينة السيد محمد أسعد، وجماعة من أعيان أهل المدينة، فعقد الشريف مبارك لهم مجلساً حضره من جاء من المدينة المنورة وقاضي مكة وإبراهيم باشا والي جدة ومفاتي مكة وجماعةٌ من علمائهم وأعيانهم، وأقيمت الدعوى وثبت الخطأ على الأغاوات، فأمر الشريف مبارك بحبسهم في داره إلى أن يرفع الأمر إلى الدولة العلية، ويأتي الجواب، فجاء الجواب من الدولة العلية بتنفيذ الحكم الذي حكم به قاضي المدينة على الأغاوات، وأجروا عليهم العقوبات المحكوم بها من العزل لبعضهم والنفي لبعضهم. ثم ما زال الأغاوات يسعون في الانتقام من أهل المدينة بسبب هذه الحادثة، ووسطوا لذلك الوسائط، ورحل بعضهم إلى أبواب السلطنة بنفسه حتى انتقموا من كثير منهم. وكان من جملة من اتهم بدخوله مع أهل المدينة في هذه القضية العالم الفاضل السيد عبدالكريم بن محمد البَرزْنجي وابنه الفاضل السيد حسن، وكان الأغاوات عرضوا إلى الدولة جميع أسماء أولئك الذين اتهموهم في الدخول في تلك الفتنة، فجاء الأمر من الدولة بقتل أشخاص ونفي آخرين، فكان العالم عبد الكريم وابنه حسن من جملة المأمور بقتلهم، ففر ولده قبل مجيء الأمر إلى مصر، وبقي والده الشيخ عبدالكريم بالمدينة، فصعب عليهم قبضه بالمدينة فحسن له بعض أعدائه الخروج من المدينة إلى مكة المشرفة والإقامة بها. فلما وصل إلى مكة قبض عليه وزير جدة أبو بكر باشا وأنفذه إلى جدة وحبس بالقلعة،ثم أمر بقتله، فقتل خَنْقَاً ورمي في سوق جدة يوماً كاملاً، ثم رفعه بعض أهل الخير بشفاعة والتماس، وغسل وكفن ودفن بجدة، وهرعت الناس إلى جنازته للتبرك به رحمه الله رحمة واسعة، وقبره مشهور يزار ويُعرف عند أهل جدة بالمظلوم، وكان قتله في ثامن ربيع سنة ست وثلاثين ومائة وألف( ). الرواية الثالثة ثورة البرزنجي وتقول الرواية الثالثة إنه في القرن الثالث عشر الهجري، حين وصلت أنباء أن أسطولاً برتغالياً متوجهاً إلى مدينة جدة، لاقتحامها والسيطرة عليها تحركت الدولة العثمانية حينذاك لتأمر أهالي جدة ببناء سور يحميها من عملية الغزو المسلح. وتقول القصة إن مبعوثي الدولة كانوا يقرعون جميع الأبواب لإيقاظ رجالها، واقتيادهم كرهاً إلى مواقع البناء، وتقول الرواية إن أحد مواطني البلدة غلبه النوم أثناء العمل، وهذا ما جعل المبعوثين يقدمون على قتله، وأمروا بقية الرجال العاملين باستكمال عمليات بناء السور فوق جثة القتيل. الأمر الذي جعل شخصاً يُسمى "عبد الكريم البرزنجي" يعترض على تلك الطريقة الظالمة في معاملة الأهالي، وقام الثائر البرزنجي بتجييش مشاعر الأهالي ضد الأوامر القاسية للدولة. وإزاء ذلك صدرت الأوامر بالقبض عليه، وبعد بضعة أيام، تمكّن مبعوثو الدولة من القبض على الثائر الحجازي، الذي كان مختبئًا في بيت باناجة سرًّا، وتم سحله بعربة تجرها الجياد على طول الشارع الذي يقع عليه مسجد الشافعي، وانطلقت من هنا الأسطورة القائلة إن دماءه شكّلت على الأرض الحجرية ما يشبه كلمة مظلوم، وهكذا سميت هذه المنطقة باسم حارة المظلوم من باب تسمية واقع الحال( ). ونستطيع القول إن تسلسل الأحداث في الرواية الأولى والثانية تجعلنا نهتم بتفاصيلها، أما الرواية الثالثة فيبدو إن دراما أحداث الرواية الثانية قد تسللت إليها وصبغتها بالصبغة الوطنية، حيث جعلت عالمًا من علماء المدينة المنورة يثور ضد قيام الحكومة بسلسلة من الإجراءات القهرية والصارمة في مدينة جدة!! والواقع أن المرحلة الزمنية للرواية الأولى تؤكد مصداقيتها أكثر من الرواية الثانية التي ربما دخلتها بعض المثيرات التي كانت تستهدف تشويه أداء الحكومة وإبراز ظلمها وقصورها، وهو ظلم وقصور كان ملموسًا في ذلك التاريخ. كذلك نلاحظ بأن مصداقية الرواية الأولى لا تلغي مصداقية الرواية الثانية، ولذلك قد تكون الروايتان (عفيف الدين والبرزنجي) تلاحقان بعضهما بعضًا ولا تلغي أيهما. ومن أهم معالم حارة المظلوم مدارس الفلاح والجزء الشمالي من شارع قابل العريق، بينما يظل الجزء الجنوبي من الشارع يتبع عمدة حارة اليمن. ومن المفارقات العجيبة أن بيت محي الدين ناظر والد معالي الأستاذ هشام ناظر وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق له بابان؛ باب يطل على حارة المظلوم وهو تابع لعمدة المظلوم، وباب يطل على حارة الشام وهو تابع لعمدة الشام. والعمدتان يتنافسان على هذا البيت.

بيت ذاكر كان مستأجراً من الشيخ محي الدين ناظر، والبيت يطل على حارة الشام من الغرب، ويطل على حارة المظلوم من الشرق وأهم الأسواق في حارة المظلوم سوق البدو شرقاً وسوق العلوي جنوباً والسوق الكبير غرباً، أما من الناحية الشمالية فقد كان يفصلها عن حارة الشام المطاحن والمعاصر وقصبة الهنود والبازان وكانت تمتد إلى أقصى الشرق ناحية السور الذي كان خارجه المشهد ، أي مصلى العيد ومناخة الجمال التي كان فيها مركز المخرجين بعد أن أخرجت من داخل المدينة مكان بيت اللنجاوي شمال مدرسة الفلاح وكانت هناك أحواش كثيرة قرب السور وكانت مقبرة أمنا حواء خارج السور من الناحية الشمالية الشرقية، كما كانت مقبرة الأسد خارج السور من الناحية الجنوبية الشرقية، ومقبرة النصارى أيضًا خارج السور من الناحية الجنوبية الغربية ويقال بأن هناك مقبرة كانت قرب الصحية التركية لاحقاً باب شريف في مكان شركة السيارات العربية جنوب شرق بازان حارة اليمن وهي خارج السور فقد كان السور جزءاً من سور الصحية (مستشفى جدة الوحيد)( ). وحتى نقف على حجم مساهمة أهالي حارة المظلوم في بناء جدة التاريخية، فإننا نستعرض أداء كبير من البيوت التي تسكن حارة المظلوم، ونتعرف على رجالاتها وسيداتها وأبنائها ليتجسد أمامنا الدور التي أسهمت فيه المواهب التي تسكن حارة المظلوم في بناء الحارة بصورة خاصة وتنمية جدة التاريخية بصورة عامة. ولعلنا نلاحظ على أبناء حارة المظلوم أنهم كانوا مهمومين بنشر التعليم في ربوع جدة التاريخية، فيها نشأت أوائل الكتاتيب التي كانت تعنى بمحو أمية أهالي جدة مثل كتّاب السيد محمد عطية والسيد أحمد يوسف، كذلك هم أول من أسس المدارس النظامية مثل: مدرسة الفلاح، ومن مدرسة الفلاح التي تتربع في قلب حارة المظلوم تخرج الكثير من الكوادر التي اعتلت أعلى المناصب، ومعظم وزراء الرعيل الأول كانوا من خريجي مدارس الفلاح. وإذا جاز لنا أن نستعرض أهم العائلات التي لها دور في بناء جدة وتراثها النفيس والمجيد، فإن بيت الجمجوم، وبيت قابل، وبيت الصنيع، وبيت باعشن، وبيت البترجي، وبيت العشماوي، وبيت المغربي، وبيت هاشم، وبيت ابن حِمْدْ، وبيت باقعر، وبيت باخشب، وبيت سراج زهران، يأتون في المقدمة. وهذه الأسر لها تأثير مباشر في بناء كل حارات جدة التاريخيةن ويعتبر التعليم هو العنوان الأهم في تاريخ جدة، لأن المجتمع الجداوي-وكل مجتمعات المملكة- كانت في ذلك الوقت تعاني من الجهل، ولذلك كانت رسالة نشر التعليم هي الرسالة المثلى التي كان بيت الجمجوم يعتنون بها، كما أن المجتمع الذي كان يعاني من الجهل كان في حاجة ماسة إلى نشر الثقافة، وهذا ما لاحظناه في بيت باعشن، إلى جانب قيام البيت بدور ناجح في مجال التجارة، ولذلك فإن أحفاد بيت باعشن تبرعوا بمكتبتهم اللمية والثقافية الثرية إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة. وبالنسبة لبيت البترجي فقد أنشأوا أول وأكبر صيدلية توفر الدواء وسط عادات وتقاليد بالية كانت تعتمد على الشعوذة في العلاج من الأمراض، أي إن بيت البترجي أسسوا الوعي بالطب الحديث، وبيت العشماوي، والمغربي، وأبو العينين، وهاشم، وباقعر، وباخشب، والزهران سراج.. كل هذه العائلات لعبت دورًا هامًّا في بناء اقتصاد جدة واسهموا بقوة في بناء اقتصاد المملكة. كما أن بيت الجمجوم الذي كان يسكن في قلب حارة المظلوم له فضل كبير في بناء أول مدرسة صناعية في المملكة لتخريج الكوادر الجداوية في مجالات الحرف الملحة مثل: البناء، والحدادة، والكهرباء، والنجارة، والسباكة، وبناء السفن... كما أن أول مدرسة للبنات في المملكة هي من بنات أفكار السيدة جمجوم التي نشأت وترعرعت في حارة المظلوم، كذلك من حارة المظلوم بدأت تنتشر ثقافة القوى الناعمة مثل السينما وإصدار الصحف والكتب حيث تم بناء أول قاعة للسينما، وتم إصدار أول كتاب في جدة، وأول جريدة في جدة وفي المملكة، كذلك انطلق الفن كقوة ناعمة من حارة المظلوم حيث كان علي باعشن والد رئيس الاتحاد المهندس حاتم باعشن مدرسة في فن الموسيقى والطرب. عائلات تسكن حارة المظلوم ويمكن استعراض العائلات التي كانت تسكن حارة المظلوم ـ وفقاً لأهميتها النسبية في الحارة ـ على الترتيب التالي : • بيت إبن لادن • بيت الجمجوم • بيت بقشان • بيت باعشن • بيت إبن زقر • بيت أبو الحمائل • بيت أبو الجدائل • بيت باغفار • بيت شنكار • بيت باحارث • بيت إبن حِمْدْ • بيت الشبكشي • بيت باخيضر بيت باقعر • بيت اللنجاوي • بيت درويش • بيت شعيب • بيت شحات • بيت شيخون • بيت شعبين • بيت شمعون • بيت الصويغ • بيت الصنيع • بيت صائم الدهر • بيت صابر • بيت صديق • بيت الصائغ • بيت الصمدي • بيت الصوفي • بيت صالح • بيت الطرابلسي • بيت عامر • بيت عزوز • بيت عزاية • بيت عيد • بيت العشماوي (أبو الحمايل) • بيت عباس • بيت عبد العال • بيت علي عبد المحسن • بيت العطار • بيت أبوالعلا • بيت عزاية • بيت الطرابلسي • بيت أبو السنون • بيت باشميل • بيت بافيل • بيت رشوان • بيت باعمر • بيت حلمي • بيت دروبي • بيت رضوان • بيت زكريا • بيت الزامكة • بيت الزهيري • بيت سرحان • بيت سحاحري • بيت عبد الشكور • بيت السمكري • بيت السروي • بيت الصويغ • بيت عامر • بيت كابلي • بيت عزوز • بيت عارف • بيت الغمري • بيت عبد الواسع • بيت قنديل • بيت القمصاني • بيت مطر • بيت هاشم • بيت اليافي • بيت يوسف • بيت العصابي • بيت العشي • بيت عاشور • بيت عبده • بيت عبد الواسع • بيت العمودي • بيت عبد الشكور • بيت قنديل • بيت العشري • بيت عبد البديع • بيت عقيل • بيت عارف • بيت الغمري • بيت عبد العال • بيت فروان • بيت أخضر • بيت الزمزمي • بيت النَّوَري • بيت الأفندي (البناوي) • بيت الأشرم • بيت الأعمى • بيت الأصفهاني • بيت إسماعيل • بيت أبو صالح • بيت أبو العلا • بيت أبو العينين • بيت أبو السنون (الشرقاوي) • بيت أبو رعيان • بيت أبو مجرد (النجيمي) • بيت أبو حجر • بيت باجسير • بيت التميرك • بيت التركي • بيت تلاب • بيت التونسي • بيت تخته • بيت تاج • بيت الجداوي • بيت الجمل • بيت جاد • بيت جيزاوي • بيت الجار • بيت الجزار • بيت جمل الليل • بيت الشاولي • بيت الحلواني • بيت الحنبولي • بيت حلمي • بيت الحضري • بيت حكيم • بيت حسام الدين • بيت حبيب • بيت حنبظاظة • بيت حزوقة • بيت الحبال • بيت التواتي • بيت باصبرين • بيت بابروك • بيت باشميل • بيت باعثمان • بيت باديب • بيت باعامر • بيت بادكوك • بيت باحيدره • بيت بن فريج • بيت بغلف • بيت البنان • بيت البقسماطي • بيت البوقري • بيت البسام • بيت البنوي • بيت توفيق • بيت الدخاخني • بيت رضوان • بيت رضا • بيت الرقام • بيت الرويحي • بيت رجب • بيت الريري • بيت الريس • بيت ركن • بيت الزقزوق • بيت السقاف • بيت السحامري • بيت السناري • بيت سرحان • بيت السعداوي • بيت سيت • بيت السادات • بيت السرتي • بيت السلامة • بيت شاكر • بيت الشاولي • بيت الشماع • بيت شيخ • بيت شكري • بيت شاكر • بيت الشقيري • بيت شنكار • بيت شعيب • بيت شمس • بيت فاضل عرب • بيت الفضل • بيت الفراق • بيت فدا • بيت الغولي • بيت القشلان • بيت قابل • بيت قطب الدين • بيت القمصاني • بيت القدوري • بيت القرشي • بيت القمري • بيت القرملي • بيت قاضي • بيت الكيكي • بيت الكابلي • بيت اللنجاوي • بيت اللامي • بيت اللبان • بيت المدني • بيت مقبول • بيت المرزوقي • بيت مهنا الشريف • بيت المؤذن • بيت مطر • بيت ملا نيازي • بيت الموريا • بيت مجلد • بيت المغربي • بيت يغمور • بيت ياسين • بيت اليافي • بيت هاشم • بيت الهزازي • بيت قارى • بيت البتاوى • بيت الزهران (سراج) • بيت الزهران (مصطفى) • بيت حسام الدين • بيت عبد القادر • بيت عطية • بيت باعشين ثانياً : حارة الشام تقع حارة الشام في الناحية الشمالية الغربية من مدينة جدة، وسميت حارة الشام لأنها تقع في شمال جدة بإتجاه الشام، وكان يسكنها معظم أثرياء جدة، وكانت حارة الشام هي مقر المكاتب الدبلوماسية، وكان للشيخ عبد الرحمن باناجة- يرحمه الله- نصيب الأسد من هذه البيوت، التي تستأجرها السفارات والقنصليات في ذلك الوقت. وكانت السفارة المصرية تسكن في موضع عمارة النشار حالياً، وإلى جانبها الدار التي كان يسكنها السفير أو الوزير المفوض الإيطالي، وإلى جانبها كان هناك بيت أخر للقنصلية الإيطالية، ثم حلت فيه السفارة السورية بعد نيل سوريا استقلالها من الإستعمار الفرنسي، وهذا البيت هو الذي يقوم محله الآن فندق انترناشيونال، الذي بناه المرحوم الشيخ عبود باجبير بعد شرائه من آل باناجة، وأمام البحر لجهة الغرب، كانت هناك الدار التي يملكها الشريف الحسين بن علي، وكان ينزل بها في جدة بعد أن تملكها، ثم سكنتها السفارة التركية فيما بعد، وبعد هذه الدار كانت هناك بيوت صغيرة لآل باناجة، كذلك كانت مقرًّا للمستر توتشل الذي عمل في منجم الذهب، وأسس شركة التعدين الأمريكية السعودية، ثم أصبح مقراً للبنك الهولندي، ثم للبنك العربي، وقد اشتراه الشيخ أحمد عشماوي مؤسس شركة الأسواق السعودية، هذه البيوت جميعها كانت ملكاً لآل باناجة، وكانت أجورها تراوح بين مائتين وثلاثمائة جنيه ذهب سنوياً، وكان هذا يعتبر إيجاراً عالياً يغبط عليه أصحابه، وكانت السفارة الإنجليزية تسكن في دار لآل الناظر، وقد ذهبت في توسعة شارع الذهب الحالي الممتد بموازاة شارع الملك عبد العزيز، أما السفارة العراقية فكانت تسكن بدار آل مهنا في مواجهة فندق قصر البحر الأحمر تقريباً، وكانت السفارة الروسية يوم أن كانت موجودة بجدة تسكن في بيت الزاهر بحارة الشام، وهو ملك آل الهزازي، كما كانت السفارة الهولندية تسكن في أول دار بنيت بالمسلح( ). وحتى نتعرف على دور أهالي حارة الشام في تطور وازدهار جدة التاريخية، فإننا نجوب في أحشاء بعض الأهالي الذين يسكنون الحارة، ونلاحظ بأن المجتمع في حارة الشام يتميز بمهارات رجال الأعمال والتجارة، وبالذات فيما يتعلق بتجارة العقار والأرزاق والأقمشة، ولذلك نشأت في حارة الشام أولى المولات في جدة التاريخية مثل: سوق الندى، وشارع فيصل الذي تحول فيما بعد إلى مول عصري يحمل اسم عمارة الملكة. كذلك من الخصائص التي يتمتع بها مجتمع حارة الشام صفات الكرم والنجابة وحسن الضيافة. ولاشك أن الموقع المطل على البحر أعطى لأبناء حارة الشام صفات الوجاهة والمكانة المميزة ، لذلك تسابقت البعثات الدبلوماسية المتمثلة في السفارات والقنصليات إلى تأسيس مكاتبهم في حارة الشام. ولقد ارتبط مجتمع حارة الشام بالزيارات التاريخية التي كان يقوم بها الملك عبد العزيز يرحمه الله حينما كان يؤدي صلاة الجمعة في مقصورة بيت باناجه المطلة على مسجد الحنفي. وكان وجود الملك في الحارة ينعش الحياة الاجتماعية والاقتصادية في جدة التاريخية. ونلاحظ أن خريطة جدة التاريخية تلمح إلى أن حارة الشام كانت أغنى حارات جدة التاريخية لوجود أثرياء كثر يسكنونها، كما أن أرضها المطلة على البحر شمالاً وغربًا أعطاها قيمة كبيرة تختلف عن الأراضي التي تقع في الداخل في حارات مثل اليمن والمظلوم. ونلاحظ أيضًا بأن عددًا كبيرًا من نجوم الرياضة بزغت طلائعها من حارة الشام، بل إن النادي الأهلي الملكي تأسس في عام 1357هـ في بيت حسن شمس بحارة الشام، وبذلك يسهم أهالي حارة الشام بقسط وافر في انتشار الرياضة في ربوع الحارة، وكانت قهوة الدكة الشهيرة هي مركز رياضي يلتقي فيه الرياضيون من كل حدب وصوب. ومن خلال استعراضنا لنخب كثيرة في الحارة نلاحظ بأن مجتمع حارة الشام يتميز بالنجابة والذكاء، ولذلك فإن إسهامات أهالي حارة الشام في بناء تراث جدة التاريخية غير خافية على أحد، وفي مجالات عديد –كما ذكرنا- في التجارة والسياسة والرياضة. وما يلفت النظر في حارة الشام أن بعض البيوت تتصدر عمليات التعبئة نحو بناء جدة التاريخية في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. بيت باناجه كان في مقدمة العقاريين الذين كانوا يمتلكون أهم وأغلى العقار في الحارة، كذلك كان محمد بن لادن هو العنوان الكبير لعالم المقاولات القادم لبناء البنى التحتية في المملكة، وابن زقر تاجر صعد من القاع وأنشأ مول ابن زقر الذي كان ومازال من أهم المولات في جدة التاريخية، والكتبي اتجه نحو بناء محطات البنزين لمقابلة الطلب المتزايد على البنزين، أما بيت الفضل، وباجنيد، والبسام، وشنكار، وبقشان، وباغفار، ومحمود، وفايز، وفيلبي، فقد انشغلوا بألوان مختلفة من العمل التجاري، فبيت باجنيد وبقشام انشغلوا بالتجارة في العقار والأراضي، بينما البيوت الأخرى اتجهت بجبهة عريضة نحو التجارة بكل أنواعها وأسهموا في تحقيق التنمية الاقتصادية بمعدلات عالية. عائلات تسكن حارة الشام ويمكن إستعراض العائلات التي كانت تسكن حارة الشام ـ وفقاً لأهميتها النسبية في الحارة ـ على الترتيب التالي : • بيت البترجي • بيت إبن زقر • بيت الناظر • بيت باجنيد • بيت فايز • بيت الهزازي • بيت شمس • بيت الطويل • بيت العوضي • بيت باحمدين • بيت عطية • بيت اللاري • بيت محمود • بيت الموصلي • بيت المحتسب • بيت نعمة الله • بيت التونسي • بيت صالح صلاح • بيت البصاص • بيت البلخي • بيت باجبير • بيت باخريبة • بيت الزمزمي • بيت باعيسى • بيت خشعان • بيت سلامة • بيت المفتي • بيت القرموشي • بيت ناصر الزبيدي • بيت منجل • بيت العميري • بيت زاكر • بيت بشير • بيت الصبياني • بيت الجداوي • بيت إبن فريج • بيت كدة (العمودي) • بيت أحمد ناظر • بيت عبد القادر الهزازي • بيت سعيد ريري • بيت مليح • بيت أبوطالب • بيت قريزح • بيت عاشور • بيت الدكتور ياسين • بيت الياقوت • بيت عبد الله الحديدي • بيت علي هلال • بيت عصام البو • بيت عبد الله شلبي • بيت محمود باخريبة • بيت النشار • بيت بصاص • بيت القشلان • بيت باطويل • بيت نصير • بيت باقبص • بيت البعلي • بيت شحبر • بيت جيزاوي • بيت حماد • بيت نحاس • بيت الحبشي • بيت حنفي • بيت دخيل • بيت العمودي ثالثاً : حارة اليمن تقع حارة اليمن في جنوب جدة، وسميت باليمن لأن موقعها بإتجاه اليمن، وأهل جدة يسمون الهواء القادم من الجنوب بالهواء اليماني أو الأذيب . وتقع في حارة اليمن منطقة العلوي وكان هذا الموقع مقصد جماعة دينية تابعة للسيد العلوي، كما تقع في حارة اليمن برحة العيدروس المفضية شمالاً إلى باب مكة وسوق البدو ومدرسة الفلاح . ويفصل بين حارة اليمن وحارة المظلوم شارع قابل وامتداداته حتى باب مكة شرقًا، ويعتبر كل ما يقع شمال الشارع يتبع حارة المظلوم، وكل ما يقع جنوب الشارع يتبع حارة اليمن، ولذلك فإن أكبر بيت أثري في جدة التاريخية، وهو بيت نصيف يقع في حارة اليمن. تعتبر حارة اليمن أكبر الحارات في جدة القديمة، وكبرت حارة اليمن حينما ضُمَّتْ إليها حارة البحر، وأصبحت الحارتان في حارة واحدة باسم حارة اليمن والبحر، وتعاقب عليها الكثير من العمد وأهمهم عدد من بيت عبد الصمد الذي قدم أبناؤه وأحفاده فيما بعد لعمدوية الحارة بدأت بالعمدة عبد الصمد بن علي عمران، ثم جاء بعده من بيت عبد الصمد الشيخ محمود عبد الصمد ثم علي عبد الصمد ثم محمد عبد الصمد، وبعد وفاة محمد عبد الصمد رشح ابنه عبد الصمد الحفيد الذي كسب تأييد أهل الحارة حتى أصبح عبد الصمد الحفيد عمدة لحارة ظل ولاؤها لعائلة عبد الصمد لأكثر من خمسة أجيال، ولكن عبد الصمد يتقاعد في عام 2015 ويترك المجال لعمدة جديد وإن شاء الله من أسرة عبد الصمد. والواقع أن حارة اليمن تتمتع بالكثير من الكوادر النادرة التي اعتلت أعلى المناصب الوزارية، وفيها أكبر وأجمل بيتين تراثيين وهما: بيت نصيف، وبيت الجوخدار، كما أن الحارة يقع فيها أشهر شارعين في جدة التاريخية وهما: شارع قابل، وشارع البنط، ويقع فيها أكبر مول للخضار والفواكه وهو النورية. عائلات تسكن حارة اليمن ويمكن استعراض العائلات التي كانت تسكن حارة اليمن ـ وفقاً لأهميتها النسبية في الحارة ـ على الترتيب التالي : • بيت زينل علي رضا • بيت نصيف • بيت الجوخدار • بيت الكيال • بيت عبد ربه • بيت أبوزنادة • بيت النشار • بيت خُمَيّسْ • بيت خليل • بيت بنقش • بيت الراجخان • بيت العجلان • بيت نعمة الله • بيت النوار • بيت البسيوني • بيت درويش • بيت القاروب • بيت جدع • بيت الفتيحي • بيت عبد الصمد آل عمران • بيت ناس • بيت العطيوي • بيت باسمح • بيت باحجري • بيت سيف الدين ساعاتي (خوجة) • بيت المتبولي • بيت غراب • بيت النقلي • بيت الميمني • بيت كدوان • بيت بخش • بيت الأصيل • بيت جعفر • بيت البليسي • بيت عبد الفتاح • بيت ولي سيت • بيت الساعاتي ( حمتو ) • بيت العُرّي • بيت غيث • بيت محمد صالح ملا • بيت الفكهاني • بيت اللامي • بيت جمال الدين نمنكانى • بيت محمد صالح طاشكندى • بيت باحبلين • بيت الشعراوي • بيت جمال ساب • بيت الأسطى • بيت جابر • بيت الأبار • بيت أدهم • بيت أكبر • بيت جان • بيت باخشوين • بيت الإمام • بيت حسب الله • بيت باعكظه • بيت أبو الشامات • بيت الحسون • بيت باوارث • بيت أبو عوف • بيت أبو الخيور • بيت أمين يوسف • بيت أبو الروس • بيت أبو سبعين • بيت أبو طبيخ • بيت أبو طالب • بيت أبو سلام • بيت أبو زيدان • بيت أبو هبره • بيت الأورفلي • بيت الحضيري • بيت حسنين، بيت حماد • بيت الدمياطي • بيت الداغستاني • بيت الدردير • بيت سنبل • بيت الرواس • بيت الرشيدي • بيت زغابة • بيت الزهيري • بيت زكريا • بيت زكي عمر • بيت زهران • بيت الزعتري • بيت زارع • بيت السروجي • بيت السقا • بيت السنوسي • بيت السبحي • بيت باعراقي • بيت باصفار • بيت البارودي • بيت البابور • بيت البليسي • بيت بخش • بيت باهادر • بيت بطيخ • بيت البيومي • بيت البهكلي • بيت البكري • بيت البغدادي • بيت الباشا • بيت بغاشا • بيت التمار • بيت التلمساني • بيت تمر • بيت سمان • بيت السندي • بيت الشربتلي • بيت شعبان • بيت الشامي • بيت شلبي • بيت شابو • بيت الشرقاوي • بيت الشربيني • بيت شاهين • بيت الشرقي (المكنوم) • بيت شحبر • بيت الشنقيطي • بيت الصوري • بيت الصعيدي • بيت الصبان • بيت صباغ • بيت الصياحي • بيت ظريفة • بيت باشيخ • بيت باجوه • بيت بغلف • بيت داغستاني • بيت سراج • بيت عفش • بيت بيت ولي • بيت المزيبلي • بيت أبوعشقان • بيت الحضري • بيت دمياطي • بيت جمل • بيت جمل الليل • بيت السنوسي • بيت زمريق • بيت ديناري • بيت مختوم • بيت الباسل • بيت باهادر • بيت البهكلي • بيت البيلي • بيت البحري • بيت الباتان • بيت ديناري • بيت عزب • بيت عماشة • بيت عجلان • بيت العماري • بيت العليمي • بيت العواد • بيت العلام • بيت عبده • بيت عبد القادر • بيت عبيطه • بيت العليان • بيت عابد • بيت عبيد • بيت عز الدين خلف • بيت عرب • بيت عبد الرسول • بيت عبد اللطيف (سجيني) • بيت غانم • بيت غلاب • بيت فقيه • بيت فرحات • بيت المفيضي • بيت فخري • بيت فته • بيت الفتيني • بيت الفيلالي • بيت الكركشان • بيت الكاكا • بيت الملا (نصر الدين) • بيت المشاط • بيت مقبول • بيت المزيبلي • بيت المهندس • بيت مشخص • بيت مختوم • بيت المتبولي • بيت النادي • بيت نجيب السعدي • بيت هدايه • بيت الأهدل • بيت الدشاش • بيت المفاتيحي رابعاً : حارة البحر والثابت أن تاريخ الحارة في جدة بدأ بعد بناء سور جدة في العصر المملوكي في عام 912 هجرية، ويؤكد ذلك المؤرخون الذين كتبوا تاريخ جدة، ولكن المراجع والوثائق الرسمية لم تحدد تاريخًا محددًا لتأسيس الحارات الأربع، ومن أهم الوثائق صكوك البيوت التي تقع في حارات جدة التاريخية. وعمومًا نرجح بأن تاريخ حارات جدة الثلاث (المظلوم والشام واليمن) بدأ في القرن الثاني عشر الهجري وقبل ذلك لا يوجد دليل علمي واضح بنشوء الحارات. كذلك لم نلاحظ فيما كتبه الرحالة العرب والأوروبيون أي إشارة إلى أن جدة تنقسم إلى ثلاث أو أربع حارات رغم أنهم تحدثوا عن أزقتها ومنعطفاتها وشوارعها ومساجدها ومدارسها وحوانيتها وسكانها. والثابت أن الحارات الثلاث –كما أشرنا في الصفحات الأولى من هذا الكتاب- نشأت في القرن الثاني عشر الهجري، وبالتحديد نستطيع أن نقدر بأن حارة المظلوم نشأت في عام 1134هجرية وتليها حارتا الشام واليمن، ولكن حارة البحر نشأت في القرن الثالث عشر من تحت عباءة حارة اليمن، والدليل الثابت أنه منذ أن طرح اسم حارة البحر، فإنه لم يطرح مع الحارة الوليدة اسم عمدتها، بل إن الحارة ضمت إلى سلطات عمدة حارة اليمن فأصبح عمدة حارة اليمن هو عمدة حارة اليمن والبحر. ومما يضعف من استقلالية حارة البحر أيضاً أن الحارة تلاشت في عام 1951م حينما نفذت الحكومة مشروع بناء ميناء جدة خارج جدة التاريخية، وأصبح الميناء يفتح الأبواب لكل العاملين من كل الحارات ولم يتفرد أبناء حارة البحر بالعمل في الميناء (البنط) ( ). بمعنى أن بناء الميناء خارج حارة البحر أضعف ارتباط السكان بالبخر، وهم الذين استمدوا اسم حارتهم من البحر، وكانوا يفتخرون بأنهم هم الذين كانوا يتفردون بالعمل في البحر. والخلاصة، نحن لا ننكر وجود حارة البحر، ولكن لنا تحفظات على الوجود الراسخ والمستقل للحارة، لم تتمتع قط بالاستقلال، ولم يعين لها قط عمدة، ومنذ الحديث عنها كانت تحت سلطات عمدة حارة أخرى (اليمن). كما أن الحارة فقدت هويتها (البحرية) بمجرد نقل الميناء (البنط) في عام 1951م إلى خارج حدود جدة التاريخية. ثم فقدت وجودها بعد إزالة السور في عام 1367هـ، وأعقب ذلك إزالة مبانيها التراثية وبناء الأبراج الإسمنتية محلها. وهو الواقع الراهن الذي يعيشه حاليًّا المكان الذي كان يسمى في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين الميلادي حارة البحر. ولذلك فإن ما أعنيه بالرسوخ هو الوجود التاريخي الثابت والقوي على الأرض، ولكن الأرض التي كانت تقيم عليها حارة البحر لم تستطع أن تحافظ على الحارة ولا على تراثها، وبذلك أصبحت الحارة التي كانت تعيش في حضن الحارة الأم عرضة للزوال والاضمحلال والتلاشي، وما تبقى من حارة البحر حاليًّا هو مجرد أشلاء لبيوت كانت عامرة بأهلها وأصحابها. عائلات تسكن حارة البحر ويمكن إستعراض العائلات التي تسكن حارة البحر ـ وفقاً لأهميتها النسبية في الحارة ـ على الترتيب التالي : • بيت الشربتلي • بيت أبوداود • بيت الناغي • بيت البحراوي • بيت رقبان • بيت أبو صفية • بيت عبد الجواد • بيت أبو زيد • بيت بكر • بيت الأمير • بيت أبو ركبة • بيت المناع • بيت البحيري • بيت حفني • بيت البالطو • بيت مختار • بيت الدفع • بيت الخضري • بيت يحيى • بيت التركي • بيت موسى بخاري • بيت خجا • بيت بجو • بيت مسعود • بيت بنده • بيت مسعد • بيت دياب • بيت عبد العاطي • بيت عنبر • بيت الغرباوي • بيت الدريني • بيت دخنة • بيت البستاني • بيت المغربل • بيت المجلجل (عبد الجليل) • بيت باكرمان • بيت بحة • بيت الباتان • بيت حجازي • بيت رمزي • بيت السقطي • بيت طربيه • بيت عفش • بيت عبد العاطي • بيت عنبر • بيت عياش • بيت عبد الخالق • بيت بيت الأشقر • بيت أبوهبرة • بيت الأشرم • بيت أبوسبعين • بيت أبو نصيب • بيت بابروك • بيت البرلس • بيت البحيري • بيت البادي • بيت الزعبي • بيت شعبان • بيت قنبور • بيت قباني • بيت القادري • بيت كتموره • بيت كبوها • بيت المغربل • بيت المكي • بيت موسى • بيت ناضره • بيت النمر ملاحظات هامة : 1 ـ يرحب المؤرخ الدكتور أمين ساعاتي بكل المعلومات أو الوثائق أو الصور التي يرغب الأهالي إضافتها . 2 ـ إذا تكرر إسم العائلة في أكثر من حارة، فإن ذلك يعود إلى إنتقال العائلة من مكان إلى آخر، أو هو سكن للفروع وأبناء العمومة . بيت الساعاتي يعتبر الشيخ سيف الدين بن غازي ساعاتي، هو رب أسرة بيت الساعاتي ، ولقد تزوج في عام 1358هجرية من السيدة خديجة بنت علي درويش، فى منطقة العلوي بحارة اليمن بجدة ، وأنجبا ستة بنين وهم أمين (محمد أمين)، وحسن، وعبد الإله ، وفهد ، وعمر، ونبيه، وأربعة بنات وهنّ فايقة، ونظيرة، ودولت، ونجاة، وكان الشيخ سيف الدين لديه متجر لتجارة الساعات في سوق الندى، ولديه ورشة للإصلاح في شارع قابل، والشيخ سيف الدين من رجال الإصلاح والدين وكان يصلح بين الناس، ثم وفقه الله وبنى مسجدًا بمنطقة باب شريف.

الواقفون من اليمين: هتان عبد الإله ساعاتي، تليد أمين ساعاتي، نايف حسن ساعاتي. الجالسون من اليمين: نبيه، د. فهد، د. عبد الإله، أ. حسن، د. أمين، د. عمر


خطاب الأشقاء ساعاتي

   ينشغل بيت الساعاتي بكتابة تاريخ جدة التاريخية ولهم العديد  من المؤلفات عن عبقرية جدة وأهلها . 

   من اليمين د.أمين ساعاتي، د. عبد الإله ساعاتي، د. عمر ساعاتي، أ. نبيه ساعاتي

ومن بيت الساعاتي صدرت موسوعة جدة التاريخية وأهلها وتقع في ثلاثة مجلدات ،كما صدر كتاب أهم الشخصيات في جدة التاريخية ، كذلك أصدر بيت الساعاتي أول موسوعة في تاريخ الحركة الرياضية في المملكة، وتقع الموسوعة في ثمانية مجلدات. لم يسبق في تاريخ الإعلام أن تواصل العمل الصحفي من بيت واحد ومن خلال أربعة أشقاء لفترة تزيد على النصف قرن، وهؤلاء الأشقاء هم: دكتور أمين ساعاتي، دكتور عبد الإله ساعاتي، دكتور عمر ساعاتي، الأستاذ نبيه ساعاتي. منهج الأشقاء ساعـاتي ولو تابعنا ما يكتبه الأشقاء ساعاتي لوجدنا أن هناك رؤية مشتركة تتسق بينهم في مثلث متساوي الأضلاع، يرسم هذا المثلث المنهج العام لهؤلاء الأشقاء، ويتمثل هذا المنهج في: 1- الاهتمام بالتأريخ كأداة لمعالجة قضايا الحاضر والمستقبل، والعمل على توظيف التاريخ لحفظ أعمال الرجال الأفذاذ، الذين بنوا جدة ورفعوا قواعد تراثها العريق . 2- الاعتماد على المنهج العلمي في الكتابة، وقد شكلت فكرة بناء المؤسسات نقطة ارتكاز هامة في كتابات الأشقاء ساعاتي إيماناً منهم بأن المؤسسات هي الأداة الأهم لتحقيق التقدم والمضي قدماً في بناء الدولة السعودية ومجتمعها الأفضل .

بمعنى أن الأشقاء ساعاتي لم يمارسوا العمل الإعلامي بصورة عفوية, بل ساهموا في بناء تاريخ الفكر المستنير، وصمموا لأنفسهم خطاباً فكرياً يمكن للباحث أن يجده في كل كتاباتهم التي بدأت في عام 1377هـ (1957م)، ومازالت كتاباتهم تتصف بالاستمرارية والموضوعية والنضوج وفقاً لرؤية واضحة تعبر عن التأريخية والمؤسساتية التى ترتكز على الموضوعية والأخلاق كأساس للتقدم والتنمية المستدامة . ومازال الأشقاء ساعاتي يتواصلون في العمل الإعلامي المشترك الذي بدأ قبل أكثر من خمسين عاماً ومازال يتواصل العطاء ويستمر . ومن أهم أخبار بيت الساعاتي هو أنه في عام 1438هـ(2016م) صدر أمر ملكي بتعيين البروفيسور عبد الإله ساعاتي عضوًا في مجلس الشورى، وهذا المنصب من المناصب الرفيعة في مؤسسات الدولة، وكان الدكتور عبد الإله يشغل منصب عميد كلية الأعمال بجامعة جدة، وله بحوث ودراسات ومؤلفات كثيرة في مجال التنمية الإدارية وإدارة التنمية، ومنذ الدورة السابعة لمجلس الشورى دخل بيت الساعاتي إلى المجلس عن طريق ابنهم البار البروفيسور عبد الإله ساعاتي. ويعتبر البروفيسور عبد الإله ساعاتي شمس بيت الساعاتي التي سطعت لتوضح أدوار الأسرة في المساهمة في بناء المجتمع السعودي الحديث. ونظرًا لأن التعليم هو حجر الأساس في صعود البيت في السلم الاجتماعي، فإن بيت الساعاتي يعتبر تعليم الأنجال والنجلات وتأهيلهم بأعلى درجات العلم والمعرفة هو من صميم التربية الإسلامية القويمة. ولذلك فإن الأسرة تضع في صدر خطابها أولوية تعليم أبنائها وبناتها، وتطبيقًا لهذا النهج فقد بلغ عدد الحاصلين على شهادات الدراسات العليا (الدكتوراه والماجستير) نحو 40 فردًا في أسرة يبلغ عدد أفرادها نحو 150 نسمة، أي أن نسبة الحاصلين على شهادات الدراسات العليا في بيت الساعاتي قد وصل إلى نحو 27 في المائة، وهي من أعلى نسب التعليم العالي في عائلات جدة التاريخية. ويبدو من ملامح الأجيال الجديدة في بيت الساعاتي أن البيت مقبل على مزيد من المساهمة في عمليات بناء الذات وبناء الوطن ، فلقد حقق أبناء الساعاتي عدد (10) درجة دكتوراه، كذلك فإن الحاصلين على درجة الماجستير في تزايد كبير، ولا وجود للذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي، كما أن انتشار أفراد الأسرة في مجالات متنوعة كالطب والتاريخ والإدارة والرياضة والإعلام والتعليم والمال والأعمال . ونذكر على سبيل المثال أن الدكتورة نشوى بنت أمين ساعاتي عضو هيئة تدريس بالجامعة والدكتورة أفنان بنت حسن ساعاتي عضو هيئة تدريس في الجامعة، كما أن الأستاذ المستشار هتان بن عبد الإله ساعاتي يقوم بتقديم المحاضرات في ورش أسواق المال وهو يعتلي منصب مستشار وزير العمل ومستشار رئيس تداول، كذلك الأستاذ نايف بن حسن ساعاتي يعمل عضو هيئة تدريس في جامعة جدة، بينما يشتغل عدد كبير من حاملي درجة الطب في الكثير من المستشفيات مثل الدكتور تميم أمين ساعاتي والدكتور تامر أمين ساعاتي والدكتور تليد أمين ساعاتي والدكتور سلطان بن فهد ساعاتي والدكتور راكان بن نبيه ساعاتي. وهناك المزيد من الكوادر المؤهلة تعمل -بنجاح كبير- في وسائل الإعلام وفي مكاتب المال والأعمال.