مستخدم:Ali Al Zehefa/ملعب

الحقوق الفكرية عن حجر الراية أو Corner Rock يكتبها الدكتور علي بن سعد آل زحيفة الشهراني الخثعمي

• 
• 
  الصورتان توضحان حجر الراية

الرَّاية :

هي قطعة من قماش بلون متفق عليه ، توضع على رأس رُمح أو خشبة أو حديدة وتحمل الرَّاية الدَّلالة على التنظيم وعَلامة على الاجتماع ووحدة الصّف والهدف كما تؤدي إلى معرفة الانتماء لمن يحيطون بها ، كالانتماء إلى القبيلة أو الجيش ، وإذا رفعت فهي علامة للتجمع أو المسيرة إلى هدف معروف وقد عقد النبي r راية لواء لأبي رويحة الشهراني الخثعمي وبلال بن رباح  وقال ( من دخل تحت راية أبو رويحة فهو آمن )   .

ومن أسماء الراية في التراث العربي :-

·       اللّواء .

·       العَلَم .

·       الغاية .

ويقال لها في بلاد شهران وغيرها من البلاد  : بَيرَق

وتستخدم الرَّاية في بلاد شهران وغيرها في مجالات متعددة منها :-

1.   الرَّاية التي تدل على قبيلة ، يحملونها في الحرب أو في بعض المناسبات .

2.   الرَّاية التي تُحمل في موسم الحج حتى يجتمع حولها حجاج القبيلة فلا يتيهون عن جماعتهم .

3.  الرَّاية البيضاء : يتم رفعها فوق المنازل أو في الأسواق وذلك لتكريم أحد الأفراد أو بعض القبائل لما فعلوه من معروف كبير مثل التنازل عن حق كبير معروف  " دية أو دم " أو ما شابه ذلك  .

4.  الرَّاية السوداء : ويتم رفعها كسابقتها الراية البيضاء ولكنها تحمل معنى اللّوم والتوبيخ لمن فعل ما يخالف الشَّرع أو العُرف من الأفعال المٌشينة .

5.   رَّاية الحِمّى التي توضع في مكان للدلالة على المِلكية ، وللتحذير من الاعتداء عليه.

6.  دخول قبيلة في حلف مع قبيلة أخرى والبلاغ عن المفقودات من الأنعام والمواشي أو السرقات والبلاغ عن الضالة والموجودة من المفقود وكذلك البلاغ عن الإعتداءات في الحدود وكذلك الإبلاغ عن قطاع الطرق والصائلين وما إلى ذلك .

حَجرَ الرَّاية :-

جاء اسم ( حجر الرَّاية ) على التَّشبيه بالرَّاية التي تُرفع فيجتمع حولها الناس ، لأن حجر الرَّاية يكون في وسط السوق " المنطقة المركزية للمدينة " فإذا صعد عليه الرجل الذي سيتحدث في أمر من الأمور فإن الناس يجتمعون حوله لسماعه فهو مثل الرَّاية عند اجتماع الناس حولها والجميع يشاهده ويسمعه  .

و حجر الرَّاية عبارة عن كتلة من الحجر تختلف أبعادها من مكان إلى آخر ، إلّا أنها في حدود المتر الواحد طولا وعرضا ويصل ارتفاعها إلى نحو متر واحد وربما زادت أو نقصت ولهذا الحجر مكانة عالية فلم يُذكر أي اعتداء عليه من أي طرف من الأطراف المعادية ولم يتعرض للسرقة أو التكسير والنهب  .

مكان حجر الرَّاية :

تُعدّ الأسواق في منطقة أبها مكاناً للاجتماع وذلك لممارسة البيع والشراء وتبادل الأخبار والإصلاح بين الأفراد أو الجماعات .

وأكثر الأسواق في منطقة أبها يؤخذ حجر الراية من منطقتهم فحجر مناطق السراة يكون أثقل لأن البراكين قليلة جداً أما في تهامة فمن الممكن أن يكون خفيفاً ، ولكل مدينة في منطقة أبها يومٌ محددٌ لعرض المنتجات الزراعية والحربية والأنعام والفواكه والحبوب والخضار وما إلى ذلك ويكون من ضمن السوق المتحدث عن الراية و في منطقة أبها تكثر الأسواق وكل يوم في مدينة فمثلاً مدينة محافظة الخميس(خميس شهران)  يوم السوق هو الخميس ولا يزال وسوق أبها يوم الثلاثاء وسوق اثنين بن حموض يوم الاثنين وسوق الواديين يوم الجمعة  وسوق بيشة يوم الخميس وسوق خثعم الحجاز يوم الخميس وهكذا لبقية الأسواق في المنطقة مثل تثليث ، وادي بن هشبل ، محايل عسير ، سراة عبيدة ، ظهران الجنوب وبقية المناطق  .

ومن هنا جاء اختيار السوق كمكان ينصب فيه حجر الرَّاية ويكون في وسط السوق بحيث يسمع جميع رُوّاد السوق صوت المتحدث من فوق الحجر  ، ويُضاف إلى ذلك أن السوق من الأمكنة التي يلتقي فيها الأفراد والجماعات من القبيلة الواحدة وغيرهم ، كما يفد إليه الكثير من أفراد القبائل المجاورة .

ومن هنا تزداد مكانة حجر الرَّاية من خلال كثرة المستمعين ويصبح هذا الحجر رمزا لحرية الكلام والتعبير والشعر والأخبار الأسبوعية واليومية .

الدور الإعلامي لحجر الرَّاية ^([1])  :

يمثل حجر الرَّاية قديماً  وسيلة إعلامية هامة ولا تقلّ أهميته عن وسائل الإعلام المعاصرة فمن خلاله يتم ما يلي :

1.  الوعظ والإرشاد حيث يحضر أحد المشايخ ويعتلى هذا الحجر ويقوم بالوعظ والإرشاد والنّصح والتوجيه إذا كان يوم السوق ليس بيوم جمعة فتكون خطبة الجمعة كافية  .

2.   الإبلاغ عن الأحلاف القبيلة أو الإصلاحات بين القبائل أو الأفراد .

3.   إبلاغ التعليمات والتوجيهات الحكومية أو تعليمات شيخ القبيلة المتكفلة بحماية السوق .

4.   الإعلان عن إقامة الحدود الشرعية .

5.   الإبلاغ عن المفقودات أو السرقات أو عن قطاع الطرق والسُّرَّاق ونحوهم .

6.   الإبلاغ عن مواعيد الصيام والأعياد والحج .

7.   الإبلاغ عن الغزو أو الدفاع عن الحدود .

8.   التنويه والطلب بحضور مناسبة وموعدها ومكانها .

9.   إلقاء القصائد الشعرية فصحى وعامي  .

صفات المتحدث

يُعدُّ حجر الرَّاية كمنبر إعلامي ويستلزم ذلك مواصفات معينة لمن يصعد عليه للكلام             ومن ذلك :

1.   اكتمال الهيئة الجسمية واللّباس ونحوه .

2.   الفصاحة والبلاغة وقوة الصوت حتى يسمعه من بعد عن حجر الرَّاية .

3.   العِلم الشرعي لمن يقوم بالوعظ والإرشاد .

4.   أن يكون ذو هيئة قيمة وذو مكانة قبيلة معروفة .            

    

---

([1]) لقد قام جدي لأبي رحمه الله الشيخ محمد بن سعد آل زحيفه وقال على حجر الراية بخميس شهران مع إخوان نوره         هل التوحيد قبل دخول جيوش الملك عبد العزيز المنطقة  ( الوثيقة بطرفي ) .

[[تصنيف:تراث عربي]] [[تصنيف:تاريخ]]