انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Amani932/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


علاقة عمان التجارية مع العالم الخارجي (قديما)[عدل]

تتميز سلطنة عمان بموقع استراتيجي مهم للغاية انعكس دائمًا في سياستها الخارجية والعلاقات التجارية مع الدول والقوى الدولية المختلفة [1]. وتعتبر عمان على امتداد التاريخ مركزا حضاريا نشطا تفاعل منذ القدم مع مراكز الحضارة في العالم القديم، وكانت كذلك مركزاً تجارياً وبحرياً مزدهراً في المحيط الهندي ومن ثم امتدت علاقاتها إلى مختلف القوى الدولية منذ وقت مبكر، وتفاعلت بقوة مع محيطها الخليجي والعربي والدولي باعتبارها مركزاً للتواصل الحضاري مع الشعوب الاخرى [2].

عرفت عُمان منذ أقدم العصور بريادتها البحرية وصلاتها التاريخية الكبيرة مع الحضارات القديمة للتبادل الثقافي والنشاط الاقتصادي، لاسيما الحضارات السومرية والبابلية والفرعونية والرومانية وغيرها من الأمم والحضارات في حقب مختلفة. كان العمانيون في الطليعة يرتادون البحر والحرفة الملاحية، والذين اعتبرت مغامراتهم وأسفارهم مثلاً يحتذى به في الإقدام والجرأة والشجاعة للتواصل مع الشعوب والحضارات، ونشر الدين من خلال المعاملة والأمانة والصدق، ومن ضمن هذه الاهتمامات وضع مرتكزات أساسية للتواصل الحضاري والاقتصادي [3].

علاقة عمان التجارية مع بلاد الرافدين[عدل]

شهدت منطقة بلاد الرافدين بزوغ العديد من الحضارات منذ القدم ومن أبرز هذه الحضارات السومريين والكلدانيين والاكاديين والبابليين. حيث اعتمد السومريون على استيراد خامات أساسية من عمان مثل الأحجار والنحاس واللبان. وازدهرت العلاقات في العصر السومري والبابلي وبسبب ازدهار مدنيات العراق وارتفاع مستوى معيشة سكانها، زادت حاجتهم إلى سلع مجان والهند عبر سواحل عمان، فزادت كميات السلع التجارية، وتنوعت وأصبحت تشمل سلعا كمالية مثل الأحجار الكريمة والعاج والجلود بجانب الاخشاب واللبان والبخور، بحيث تم أستيراد كميات من منتجات الهند بوساطة تجار عمان، وأصبحت بابل مركزا مهما لتجميع تلك السلع والمنتجات. كما كانت لعمان إسهامات عديدة في نقل تأثيرات حضارية بين الطرفين الهندي والعراقي عبر رحلات سفنها، فبجانب المحاصيل نقلت مؤثرات فنية خاصة بالنقوش والرسومات على الأواني والأختام بين الطرفين، كما تشابهت أختام بلاد السند وجوجرات مع أختام بلاد سومر وبابل، وظهرت الفنون والتماثيل الهندية من الأحجار والعاج في منازل أهل العراق، كما ظهرت أدوات منزلية وحلي نسائية تتشابه في صناعتها بين الطرفين، أما النموذج المعماري لبناء المنازل فقد تشابه أيضا خاصة في استعمال الطين ونظام الغرف والحجرات، وهو ما يدل على أوجه التشابه بينهما عبر عمليات التبادل التجاري الذي قامت به سفن عمان [4].

كانت بلاد الرافدين تفتقر إلى معدن النحاس ولكون عمان تمتلك كميات وفيرة منه أصبحت المصدر الرئيس لها من هذا المعدن ، وزاد الطلب على المنتجات العمانية في العصرالبابلي فكانت تصدر إليهم الأحجار الكريمة والعاج والجلود والأخشاب واللبان والبخور تذكر النصوص المسمارية بأن سكان مجان عاشوا في بلاد الرافدين، وأن المراكب كانت تصل من مجان وهي محملة بسبائك النحاس والذهب والأحجار الكريمة وبأصناف من القصب وألواح الخشب والتمور والزيوت المعطرة. وهذاما ساعد على تشكيل حركة تجارية نشطة بين الحضارتين ( مجان وبلاد ما بين النهرین ) . وراحت السفن العمانية المجانية تنقل النحاس الذي استخدمه السومريون والأكاديون من المناجم العمانية عبر الخليج العربي [5].

وقد أطلق السومريون على عمان مجان أو جبل النحاس. وقد وردت عمان تحت هذا الاسم مجان في مئات النصوص الرافدية سواء أكانت سومرية أو أكادية والتي كتبت بالخط المسماري، وكانت تشير بشكل واضح إلى أهمية هذا المكان من النواحي الاستراتيجية ومصادره الطبيعية خاصة النحاس والأحجار الكريمة المستخدمة في صنع التماثيل.

المصادر[عدل]

  1. ^ "الموقع-الجغرافي". www.omannews.gov.om. اطلع عليه بتاريخ 2022-01-09.
  2. ^ "الموقع الجغرافي". DXP (بar-SA). Retrieved 2022-01-09.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  3. ^ بشرى كاظم عودة (2017). نشاط عمان الملاحي 1749-1856 (بعربي).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  4. ^ صبحي (1 يناير 2015). سلطنة عمان بين الحاضر والماضي. Al Manhal. ISBN:9796500178752.
  5. ^ عبد الرحمن أحمد (1 يناير 2015). تطور دولة سلطنة عمان. Al Manhal. ISBN:9796500156385.