انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Atheersaid2007k/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تناول الجزء الدولة في عصر البوسعيديين (1107هـ /1744م) إلى

عصر النهضة المباركة ففي أواخر عهد اليعاربة منذ عام (1131هـ/مايو

1718م) بدأ تصدع الوحدة الوطنية، وبسبب الخلافات القبلية التي أجهزت

على الرصيد الكبير من الإمكانيات العسكرية والاقتصادية، فاستغل الفرس

هذه الفرقة وحاولوا فرض سيطرتهم على عمان، فتزعم أحمد بن سعيد

البوسعيدي والي اليعاربة على صحار حركة المقاومة الوطنية ولعب دورا

أساسيا في التصدي للفرس والتخلص منهم، لذا تمت مبايعته بالإمامة عام

(1157هـ/1744م) ليكون أول الأئمة البوسعيديين، فعمل على تطوير

إدارة البلاد وبناء أسطول بحري وتجاري من خلاله إعادة ترسيخ موقع

عمان كقوة إقليمية في المحيط الهندي والخليج، وقام بإعادة تثبيت سلطة

عمان على الممتلكات العمانية في منطقة شرق إفريقيا، وأقام علاقات

دبلوماسية جيدة مع المناطق الواقعة جنوب بلاد فارس والخليج والهند،

ومع القوى الأجنبية المتمركزة في المنطقة كبريطانيا وفرنسا، لقد واصلت

عمان ترسيخ مكانتها وهيبتها الأمر الذي أدى بالسلطات الهولندية

والإنجليزية للتسليم والاعتراف بالسيادة العمانية على كثير من شواطئ

الخليج والمحيط الهندي، ولعب الإمام أحمد بن سعيد دورا فعالا في إفشال

الحصار الذي ضربه كريم خان الزندي على البصرة، ففي عام (1189هـ

– 1775م) قام الفرس بحصار البصرة، واستنجد أهلها بالإمام أحمد بن

سعيد الذي قام بتجهيز أسطول بحري بقيادة ابنه هلال على متن الطراد (

الرحماني) الذي تمكن من قطع سلاسل الحديد التي وضعها الفرس على

مدخل شط العرب لتحول دون وصول قوات الإمام وتم فك حصار البصرة،

وعلى ضوء ذلك قرر السلطان العثماني مصطفى الثالث صرف مكافأة

سنوية من خراج البصرة للإمام أحمد بن سعيد، تقديرا من السلطان

الموقف الإمام الشجاع في مناصرته لمبدأ العدل والإنصاف.

خلال فترة حكم السيد سلطان بن أحمد ازداد النشاط التجاري والملاحي،

واستطاع صد الوهابيين الذين تحالفوا مع القواسم والعتوب في البحرين

ضد عمان، كما وازن في علاقته مع القوى الأجنبية مثل بريطانيا وفرنسا

المتنافسة في مياه المحيط الهندي والخليج.

وتولى السلطان سعيد بن سلطان (1219 – 1273هـ/1804- 1856م)

الذي اتسم عهده بالاستقرار والازدهار رغم المطامع والمؤامرات الأجنبية،

واستطاع تأسيس إمبراطورية عمانية ذات أسطول تجاري حربي قوي

وأصبحت كافة المناطق الواقعة بين بندر عباس على الساحل الشرقي

للخليج إلى زنجبار على الساحل الشرقي لإفريقيا مناطق نفوذ عمانية،

وجعل من زنجبار العاصمة الثانية للإمبراطورية العمانية، وأسهم اتباع

السلطان سعيد بن سلطان سياسة التسامح الديني في اتساع النفوذ العماني

من خلال اصطحابه إلى زنجبار العديد من الأعيان والتجار والفقهاء

والعلماء من مختلف القبائل والمذاهب، ودعوتهم بالتسامح الديني وعدم

التعرض أو الإساءة لأتباع الديانات الأخرى الموجودة في شرق إفريقيا،

وعاملوا المواطنين من أهل البلاد وزعماءهم معاملة كريمة مبنية على

الاحترام والمساواة بين جميع السكان على اختلاف أعراقهم وأديانهم،

وامتد نفوذ عمان التجاري والسياسي إلى مناطق البر الإفريقي والبحيرات

الاستوائية، ومما يدل على ذلك المثل القائل: «إذا قرعت طبول السلطان في

زنجبار رقص عليها أبناء البحيرات الإفريقية».

أما الجزء الخامس فتناول النهضة العمانية المعاصرة 1970م، وتحدث

هذا الجزء في بدايته عن عمان ما بين الماضي التليد والمستقبل المشرق،

فقد وصف الكثير من النقاد طبيعة الحياة في عمان قبل (23 يوليو 1970

م) بأنها بدائية، منعزلة افتقرت لكل وسائل الحياة المعاصرة في حينه، فلا

طرق معبدة ولا كهرباء ولا صحافة ولا إذاعة أو تلفزيون، وتعيش المناطق

كأنها قطع متجاورة لصعوبة التنقل بين أفرادها وانعدام وسائل النقل

باستثناء الدواب التي لا ينعم باقتنائها الكثير، فالاقتصاد كان تقليدية

بسيطة في شكله وحجمه مع شح فرص العمل على كثير من العمانيين،

وبسبب تلك الظروف غادر الكثير من العمانيين بلادهم إلى مختلف بقاع

الأرض طلبا للرزق، وقد مكنهم ذلك من اكتساب المعارف والمهن ولكن

كما هو معروف: «لا يغرد الطائر إلا في سربه».

تضاءل الأمل واضمحلت القدرة على الصمود وكاد الناس أن يظنوا بالله

الظنون، وفي يوم (23 يوليو 1970م) وهو أحد الأيام الممطرة في ظفار

انبثقت خيوط الأمل وأشرقت الشمس بعزيمة القائد الشاب السلطان قابوس

بن سعيد ليعلن للعمانيين والعالم:

شعبي… أتحدث إليكم كسلطان مسقط وعمان بعد أن خلفت والدي يوم

(18جمادى الأولى 1390هـ) الموافق (23 يوليو 1970م). كنت ألاحظ

بخوف متزايد وسخط شديد عجز والدي عن تولي زمام الأمور… إن

عائلتي وقواتي المسلحة قد تعهدوا لي بالطاعة والإخلاص… إن السلطان

السابق قد غادر السلطنة، وإني أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن أبدأ

بأسرع ما يمكن أن أجعل الحكومة عصرية وأول هدفي أن أزيل الأوامر غير

الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها.

أيها الشعب.. سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل

أفضل، وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب. كان وطننا في

الماضي ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة

أخرى وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي، وإني متخذ الخطوات

القانونية لتلقي الاعتراف من الدول الخارجية الصديقة، وإني أتطلع إلى

التأييد العاجل والتعاون الودي مع جميع الشعوب وخصوصا جيراننا وأن

يكون مفعوله لزمن طويل والتشاور فيما بيننا لمستقبل منطقتنا.

وتناول هذا الجزء الدولة العصرية، والقوات المسلحة، وتنمية الإنسان

والمجتمع، ومظاهر النهضة الحديثة بكامل مفرداتها، وانتهى هذا الجزء

بفصل أخير مفصل عن وفاة السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله

ثراه.