انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Benlemaberk.hocine/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الصادق بوكريشة
الولادة: 1932
الوفاة: 1958
الجنسية: جزائرية
الديانة:الإسلام

الصادق بوكريشة (1932-1958) شخصية ثورية أمازيغية جزائرية، عرف بالشجاعة والحيوية والثقافة الواسعة. كان عضوا نشطا في الحياة السياسية، إذ أنه كان من المشاركين في الإعداد للثورة الجزائرية بتوجيه عام من جهة وبدعم بعض الأعمال السرية من جهة أخرى. كان الشهيد سي الصادق ينتمي إلى أسرة ثورية ووطنية ضحت بأبنائها من أجل الحرية والإستقلال وكان محل تقدير واحترام من طرف المجاهدين والطبقات الشعبية.

ميلاده و نشأته[عدل]

ولد الصادق بوكريشة سنة 1932 بقرية اينوغيسن التابعة لدوار زلاطو بولاية باتنة، وسط عائلة بسيطة، من أبوين كريمين هما بشير وحدة زيزة بنت عبد القادر. كان سي الصادق أكبر إخوته. نشأ وتربى على يد والده، الذى أولى له عناية وهو من أعيان قرية اينوغيسن. أدخله المدرسة القرآنية بمسقط رأسه، حيث حفظ القران الكريم على يد الشيخ لمبارك غرابي، وبعد ذلك أدخله مدرسة التربية والتعليم التي يشرف عليهاالشيخ محمد الدراجي البريكي، أين أخذ قسطا وافرا من العلوم الفقهية والنحوية والصرفية، أهلته للإلتحاق بمعهد الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1948 مع مجموعة من شباب قريته وغيرهم. تابع دراسته هناك عدة سنوات، أظهر فيها نشاطا بارزا، إذ كان عضوا نشطا يمتاز على رفاقه في الدراسة والنشاط السياسي. لقد كون مع مجموعة من الطلبة جمعية بالأ وراس، سموها جمعية الطالب الاوراسي، تولى رعايتها مع رفاقه الطلبة البادسيين.

حياته الإجتماعية[عدل]

لقد مر الشعب الجزائري بظروف جد صعبة من حيث الوضعية الإجتماعية والإقتصادية، من جراء الحصار المضروب على السكان خاصة سكان الارياف. والشهيد كان من سكان قريةاينوغيسن، واحدة من قرى الأوراس التي صمدت في وجه الطبيعة أولا و الاستعمار الفرنسي ثانيا، الذى شدد الخناق على سكانها. إذ كان سكانها يقتاتون من العمل الفلاحي المتواضع، ورغم هذا فقد تزوج سي الصادق مبكرا، غيرأن ظروف دراسته بمعهدالشيخ بن باديس ومعاناة أفراد أسرته دفعت به لمغادرةأرض الوطن مهاجراالى فرنسا، لكسب حاجيا ته المعيشية. مكث بفرنسا مدة سنة ثم رجع إلى أرض الوطن متجها إلى الدراسة بالمعهد مرة ثانية بعدأن طلق زوجته التي لم تتحمل البقاء وحدها من دون ذرية تستأنس بها. كان أبوه من أعيان القرية ومن المصلحين والمؤسسين لمدرسة التربية والتعليم هناك، إذ كان ينشط لتوعية المجتمع. رغم ظروفه الاجتماعية الصعبة إلا أنه تحمل النفقة على إبنه بقسنطينة.

حياته النضالية[عدل]

كان سي الصادق عضوا نشطا في الحياة السياسية أثناء وجوده بقسنطينة وشارك في الإجتماعات التي تعقد من طرف المسؤولين في الحركة الوطنية بقسنطينة والخروب ،أمافي الصيف، فلقد كان يقوم بنشاط ضمن مجموعة من الطلبة البادسيين بكل من وادي عبدي، اريس، تكوت، غسيرة وغيرها من الأماكن التي كانت توجد بها الحركة النضالية. كان يمتاز بالفصاحة والتوجه العلمي لصالح الوطن خاصة عندما كان عضوا في جمعية الطالب الأوراسي، إذ كان من مؤسسيها البارزين والمنشطين لفائدتها.

مشاركته في الإعداد للثورة[عدل]

من خلال نشاطه بمعهد الشيخ عبد الحميد بن باديس وتنقله إلى فرنسا ومشاركته في عمل جمعية الطالب الأوراسي وجولاته العديدة، يبدو أنه كان من المشاركين في الإعداد للثورة بتوجيه عام من جهة وبدعم بعض الأعمال السرية من جهة أخرى. كان يقوم أيضا بتوعية أفراد أسرته بصفة مستمرة.

إلتحاقه بالثورة ومسؤولياته[عدل]

إلتحق سي الصادق بالثورة التحريرية مباشرة بعد إندلاعها، وذلك من خلال المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني حتى شهر فيفري 1955، أين إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني بمنطقة أوراس النمامشة، حسب التسمية المتفق عليها من طرف مجموعة 22 بناحية اريس . واصل جهاده بكل شجاعة وأمانة وبعد مؤتمر الصومام، عين ملازم أول للناحية المذكورة حتى سنة 1957، تاريخ توجهه إلى تونس ضمن مجموعة من المسؤولين بمنطقة الأوراس، ومن تونس توجه إلى المنطقة الثالثة برتبة ضابط ثاني وذلك في شهر جوان 1957. عين في شهر جويلية 1957 على رأس ناحية مشونش برتبة ملازم ثاني، وبعد أيام من وصوله إلى الناحية قام بتنظيم عام للمجاهدين والشعب أثناء جولته بالقسمات الاربعة، ولما وجد المجاهدين في حاجة إلى السلاح قاد دورية إلى تونس لجلب السلاح والذخيرة الحربية. بعد رجوعه قام بتنظيم قسمات الناحية بعد جولات عديدة، أدرك حاجة المجاهدين إلى السلاح فانتقل مرة ثانية إلى تونس لنفس المهمة. قام بالإتصال بقادة الولاية الأولى بتوجيه من قائد المنطقة سي الحواس. وأثناء تواجده بناحية مشونش، أشرف على تعيين عدة مسؤوليين عرفاء أوائل ومساعدين بأمر من مسؤول المنطقة، وكان يقوم بلقاءات و إجتماعات للجيش والشعب قصد التوجيه والتحسيس وتعيين المجالس الشعبية والمسبلين حسب ماتمليه الظروف. كما قاد عدة عمليات عسكرية، منهاالهجوم على مراكز العدو المتواجدة بالناحية، وأول عملية قام بها كانت الهجوم على مركز القرارة بمشونش بمدفع الهاون والبازوكا وذلك بمساعدة الملازم الأول العسكري- رمضان حسوني- وغيره من المسؤوليين. تم الهجوم مرة ثانية على مراكز مشونش بالهاون ومختلف الرشاشات، ثم على مركز غوفي ثم معركة ارفراف لعشاش على سفوح جبال أحمر خدو وكمين على الخط الرابط بين الدروع ومشونش. قام أيضا بالهجوم على مركز بني سويك قرب جمورة، ثم الهجوم على مركز العدو بجمورة وغيرها من الأماكن التي كان يرى فيها تحقيق النجاح وبذلك تمكن من تكبيد العدو خسائر في الأرواح والعتاد.

ظروف إستشهاده[عدل]

من اليمين إلى اليسار:
الصالح قوجيل،محمدالصالح ملوح،الصادق بوكريشة

سقط سي الصادق بوكريشة في ميدان الشرف بوادي الدجاجة (سوف نتقازيت) الواقع قرب أولاد ميمون بغسيرة وكان ذلك في 29 مارس 1958 رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه . قال تعالى-"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون."-صدق الله العظيم- وقد بعث العقيد سي الحواس برسالة تعزية إلى أبيه سي البشير مذكرا بالخصوص خصال الشهيد ووطنيته. لحق به والده سي البشير الذي استشهد سنة 1959 ثم أخوه محمد سنة 1960، مما يبين أنه ينتمي إلى أسرة ثورية ووطنية ضحت بأبنائها من أجل الحرية والإستقلال. كان محل تقدير وإحترام من طرف المجاهدين والطبقات الشعبية. والجدير بالذكر أن الأخ صالح قوجيل (وزير سابق) قد تحدث عن رفيقه في السلاح –الشهيد الصادق بوكريشة- و عن خصاله الحميدة، ثقافته الواسعة وحنكته.
كما تحدث المجاهد الحاج الطاهر زرواق(من امسيف-ولاية مسيلة-) –كاتبه الخاص- عن شجاعته في القيادة و عن يوم إستشهاده[1].
كما لاننسى المجاهد براهمي الحفناوي –حارسه الخاص - الذي أشاد بالخصالالحميدة، الشجاعة والقيادة الحكيمة للشهيد بوكريشة الصادق.

مصادر[عدل]

الرواة:

-عبد السلام محمد الشريف

-علي مزياني

-بلقاسم منصوري

  1. ^ http://sawt-alahrar.net/oldsite/modules.php?name=News&file=article&sid=12318