مستخدم:Cr73S/ملعب
ألْبِرْت أينْشتاين (بالألمانية: Albert Einstein) (14 مارس 1879 – 18 أبريل 1955) عالم فيزياء ألماني المولد (تخلى عن الجنسية الألمانية لاحقاً) سويسري وأمريكي الجنسية، من أبوين يهوديين، يُشتهر بأبي النسبية كواضعٍ لنظريتي النسبية الخاصة والنسبية العامة الشهيرتين اللتين كانتا اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة، حاز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1921 عن ورقةٍ بحثيةٍ حول التأثير الكهروضوئي من ضمن ثلاثمائة ورقةٍ علميةٍ أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة (E=mc²) وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها. بدأ مشواره مع النسبية «بالنسبية الخاصة» التي خالفت نظرية نيوتن في الزمان والمكان لتحل بشكل خاص مشاكلَ النظرية القديمة فيما يتعلق بالأمواج الكهرومغناطيسية عامة، والضوء خاصة، وذلك ما بين (1902 - 1909) في سويسرا. أما «النسبية العامة» فقد طرحها عام 1915 حيث ناقش فيها الجاذبية، وتُمثل الوصف الحالي للجاذبية في الفيزياء الحديثة. تعمم النسبية العامة كل من النسبية الخاصة وقانون الجذب العام لنيوتن بتقديمها وصفاً موحّداً للجاذبية على أنها خاصية هندسية للزمان والمكان، أو ما اصطلح عليه بالزَّمَكان.
وُلد أينشتاين في الإمبراطورية الألمانية، لكنه انتقل إلى سويسرا عام 1895 متخليًا عن جنسيته الألمانية (كمواطنٍ لمملكة فورتمبيرغ) في العام التالي. عاش أينشتاين في سويسرا بين عامي (1895 - 1914) باستثناء عام واحد في براغ، وحصل على دبلومه الأكاديمي من المدرسة التقنية الفدرالية السويسرية في زيورخ في عام 1900. حصل على الجنسية السويسرية في عام 1901، واحتفظ بها بقية حياته بعدما عاش بلا جنسيةٍ لأكثرَ من خمس سنوات. في عام 1905 حصل على درجة الدكتوراه من جامعة زيورخ. وفي العام نفسه نشر أربع ورقاتٍ رائدةٍ (سُمي ذلك العام «العام المعجزة») نقلته إلى العالم الأكاديمي في سن السادسة والعشرين. درّس أينشتاين الفيزياء النظرية في زيورخ بين عامي (1912 - 1914) قبل أن يغادر إلى برلين حيث انتخب في أكاديمية العلوم البروسية.
في عام 1933 -وعندما كان أينشتاين يزور الولايات المتحدة- جاء أدولف هتلر إلى السلطة، وبسبب خلفيته اليهودية لم يعد من بعد ذلك إلى ألمانيا. استقر في الولايات المتحدة وأصبح مواطنًا أمريكيًّا في عام 1940. عشية الحرب العالمية الثانية صادق على رسالةٍ إلى الرئيس فرانكلين روزفلت تنبهه إلى التطور المحتمل ل«القنابل النووية»، ويوصي بأن تبدأ الولايات المتحدة بإجراء بحث مماثل، ما أدى في نهاية المطاف إلى مشروع مانهاتن. دعم أينشتاين قوات الحلفاء، لكنه شجب بشكل عام فكرة استخدام الانشطار النووي كسلاح. ووقع على بيان راسل-أينشتاين مع الفيلسوف البريطاني برتراند راسل الذي سلط الضوء على خطر الأسلحة النووية. عمل أينشتاين في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون-نيو جيرسي حتى وفاته في عام 1955.
الحياة والمهنة
[عدل][عدل]
النشأة والتعليم
[عدل][عدل] المقالة الرئيسة: عائلة أينشتاين
ولد ألبرت أينشتاين في أولم، في مملكة فورتمبيرغ في الرايخ الألماني في 14 مارس 1879 لعائلةٍ علمانيةٍ من اليهود الأشكناز. والداه هيرمان أينشتاين مهندس وتاجر، وبولين كوخ. انتقلت العائلة في عام 1880 إلى ميونخ حيث أسس والد ألبرت وعمه ياكوب شركة Elektrotechnische Fabrik J. Einstein & Cie لصنع المعدات الكهربائية على أساس التيار المستمر.
التحق ألبرت بمدرسةٍ ابتدائيةٍ كاثوليكيةٍ في ميونخ في سن الخامسة لمدة ثلاث سنوات، ونُقل في سن الثامنة إلى Luitpold-Gymnasium (المعروفة الآن باسم Albert-Einstein-Gymnasium) حيث تلقى تعليمًا ابتدائيًا وثانويًا متقدمًا حتى غادر ألمانيا بعد سبع سنوات.
في عام 1894 خسرت شركة هيرمان وياكوب عقدًا لتزويد مدينة ميونخ بالإنارة الكهربائية لافتقارهم لرأس المال اللازم لتحويل معداتهم من معيار التيار المستمر (DC) إلى معيار التيار المتردد (AC) الأكثر كفاءة، وأجبرتِ الخسارة على بيع مصنع ميونخ، فانتقلت العائلة إلى إيطاليا بحثًا عن عمل؛ أولًا إلى ميلانو وبعد بضعة أشهرٍ إلى بابية. بانتقال العائلة إلى بابية بقي أينشتاين -البالغ 15 عامًا- في ميونخ لإكمال دراسته في Luitpold Gymnasium. قصد والده أن يتابع في دراسة الهندسة الكهربائية، لكن أينشتاين اصطدم مع السلطات واستاء من نظام المدرسة وطريقة التدريس، وكتب لاحقًا أن روح التعلم والتفكير الإبداعي ضاعت في طريقة التعليم الصارم عن ظهر قلب. نهايةَ ديسمبر 1894 سافر إلى إيطاليا للانضمام إلى عائلته في بابية مستخدمًا مذكرةً من الطبيب كعذرٍ لإقناع المدرسة بالسماح له بالسفر، وخلال تلك الفترة في إيطاليا كتب مقالًا قصيرًا بعنوان «حول التحقيق في حالة الأثير في مجال مغناطيسي».
برع أينشتاين في الرياضيات والفيزياء منذ صغره، ووصل إلى مستوى رياضي عالٍ قبل سنواتٍ من أقرانه. تعلم أينشتاين ذو الاثني عشر عامًا الجبر والهندسة الإقليدية في صيفٍ واحد. اكتشف أيضًا بشكلٍ مستقلٍ برهانه الأصلي على مبرهنة فيثاغورس بعمر 12 عامًا. ذكر معلم العائلة ماكس تالمود إنه خلال وقتٍ قصيرٍ بعدما أعطى ألبرت البالغ اثني عشر عامًا كتابًا في الهندسة: «عمل أينشتاين على الكتاب بأكمله. ومن ثم كرّس نفسه للرياضيات العليا... سرعان ما بدأتِ الرحلة، كانت براعته في الرياضيات عاليةً لدرجة أنني لم أتمكن من متابعته». أدى شغفه بالهندسة والجبر إلى اقتناع الطفل ذي الاثني عشر عامًا بأن الطبيعة يمكن فهمها على أنها «بنية رياضية». بدأ أينشتاين بتعليم نفسه حساب التفاضل والتكامل في سن الثانية عشرة، وعندما بلغ الرابعة عشرة قال إنه «أتقن حساب التفاضل والتكامل».
في سن الثالثة عشرة بعدما غدا أكثر اهتمامًا بالفلسفة (والموسيقى) تعرف على كتاب كانط نقد العقل الخالص، وأضحى كانط فيلسوفه المفضل، وقال معلمه: «في ذلك الوقت كان لا يزال طفلًا يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا فقط، لكن أعمال كانط -غير المفهومة للبشر العاديين- بدت واضحةً له».
في عام 1895 في سن 16 خضع أينشتاين لامتحانات القبول في مدرسة الفنون التطبيقية الفيدرالية السويسرية في زيورخ (فيما بعد Eidgenössische Technische Hochschule ETH)، إلا أنه فشل في الوصول إلى المعيار المطلوب في الجزء العام من الامتحان، لكنه حصل على درجاتٍ استثنائيةٍ في الفيزياء والرياضيات، وبناءً على نصيحة مدير مدرسة الفنون التطبيقية التحق بمدرسة كانتون أرجوفيان (جمنازيوم) في أراو-سويسرا في عامي 1895 و1896 لإكمال تعليمه الثانوي. أثناء إقامته مع عائلة جوست وينتلر وقع في حب ماري ابنة وينتلر. (تزوجت شقيقة ألبرت الصغرى مايا في وقتٍ لاحقٍ من بول نجل وينتلر). في يناير 1896 وبموافقة والده تخلى أينشتاين عن جنسيته في مملكة فورتمبيرغ الألمانية لتجنب الخدمة العسكرية. وفي سبتمبر 1896 اجتاز شهادة الماتورا السويسرية بدرجاتٍ جيدةٍ في الغالب، بما في ذلك أعلى درجة (6) في الفيزياء والمواد الرياضية، على مقياس من 1-6. في سن 17 التحق ببرنامج دبلوم تدريس الرياضيات والفيزياء لمدة أربع سنواتٍ في مدرسة الفنون التطبيقية الفيدرالية بينما انتقلت ماري وينتلر -التي كانت تكبره بعامٍ- إلى أولسبيرج-سويسرا للعمل كمدرسة.
كانت زوجة أينشتاين المستقبلية الصربية ميلفا ماريك تبلغ من العمر 20 عامًا عندما التحقت بمدرسة الفنون التطبيقية ذلك العام، وكانت المرأة الوحيدة بين الطلاب الستة في قسم الرياضيات والفيزياء في دورة دبلوم التدريس. تطورت -على مدى السنوات القليلة التالية- صداقة أينشتاين وماريك إلى قصة حب، وقضيا ساعاتٍ لا حصرَ لها في المناظرة وقراءة الكتب معًا حول الفيزياء اللاصفية التي كانا مهتمين بها. كتب أينشتاين في رسائله إلى ماريك إنه يفضل الدراسة بجانبها. في عام 1900 نجح أينشتاين في اجتياز امتحانات الرياضيات والفيزياء وحصل على دبلوم التدريس الفيدرالي. هناك أدلة شهود عيانٍ والعديد من الرسائل على مدى سنواتٍ عديدةٍ تشير إلى أن ماريك ربما تعاونت مع أينشتاين في أوراقه التاريخية لعام 1905، المعروفة باسم أوراق العام المعجزة، وأنهما طورا بعض المفاهيم معًا خلال دراستهما مع أن بعض مؤرخي الفيزياء ممن درسوا هذه القضية لا يوافقون على أنها قدمت مساهماتٍ جوهرية.
الزواج والأطفال
[عدل][عدل] كشفت المراسلات المبكرة بين أينشتاين وماريك -والتي اكتشفت ونشرت في عام 1987- أن لدى الزوجين ابنة اسمها «ليسيرل» وُلدت أوائلَ عام 1902 في نوفي ساد (عاصمة إقليم فويفودينا في صربيا) حيث كانت ماريك تقيم مع والديها. عادت ماريك إلى سويسرا بدون الطفلة التي لا يعرف اسمها الحقيقي ومصيرها. تشير محتويات رسالة أينشتاين في سبتمبر 1903 إلى أن الفتاة إما وُضعت للتبني أو ماتت بسبب الحمى القرمزية في سن الطفولة.
تزوج أينشتاين وماريك في يناير 1903، وفي مايو 1904 ولد ابنهما هانز ألبرت أينشتاين في برن-سويسرا، وولد ابنهما إدوارد في زيورخ في يوليو 1910. انتقل الزوجان إلى برلين في أبريل 1914، لكن ماريك عادت إلى زيورخ مع أبنائهما بعدما علمت أنه بالرغم من علاقتهما الوثيقة من قبل فقد كان الانجذاب الرومانسي الرئيس لأينشتاين هو نحو ابنة عمه إلسا أينشتاين؛ التي كانت ابنة عمه الأولى وابنة عمه الثانية من الأب. انفصل أينشتاين وماريك في 14 فبراير 1919 بعدما عاشا منفصلين لخمس سنوات. وكجزءٍ من تسوية الطلاق وافق أينشتاين على منح ماريك -في المستقبل- مال جائزة نوبل.
وفي رسائلَ كُشف عنها في عام 2015 كتب أينشتاين إلى حبيبته المبكرة ماري وينتلر عن زواجه ومشاعره القوية تجاهها. كتب في عام 1910 بينما كانت زوجته حاملًا بطفلهما الثاني: «أفكر فيك في حب صادق في كل دقيقة فراغ، وأنا غير سعيد للغاية كما يمكن للرجل فقط أن يكون». تحدث عن «حب مضلل» و«حياة ضائعة» فيما يتعلق بحبه لماري.
تزوج أينشتاين من إلسا في عام 1919، بعدما أقام علاقةً معها منذ عام 1912. وهاجرا إلى الولايات المتحدة في عام 1933. فيما بعد شُخّصت إلسا بمشاكلَ في القلب والكلى في عام 1935 وتوفيت في ديسمبر 1936.
في عام 1923 وقع أينشتاين في حب سكرتيرةٍ تدعى بيتي نيومان؛ ابنة أخت صديقٍ مقربٍ هو هانس موهسام. في مجلدٍ من الرسائل صادرٍ عن الجامعة العبرية في القدس في عام 2006، وصف أينشتاين حوالي ست نساءٍ بما في ذلك مارغريت ليباخ (نمساوية شقراء)، وإستيلا كاتزينيلنبوجن (صاحبة متجر زهور ثرية)، وتوني مندل (أرملة يهودية ثرية)، وإثيل ميتشانوفسكي (أخصائية اجتماعية من برلين) قضى معهن بعض الوقت وتلقى منهن هدايا في أثناء زواجه من إلسا. في وقتٍ لاحقٍ بعد وفاة زوجته الثانية إلسا، كان لفترةٍ وجيزةٍ على علاقةٍ مع مارجريتا كونينكوفا، وهي جاسوسة روسية تزوجت من النحات الروسي الشهير سيرجي كونينكوف (الذي صنع التمثال البرونزي لأينشتاين الموجود في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون).
أصيب إدوارد نجل أينشتاين الثاني بانهيارٍ في سن العشرين تقريبًا وشُخص بالفصام. قامت والدته برعايته، وكان أيضًا ملازمًا للمصحات لعدة فترات، وأخيرًا -بعد وفاة ماريك- نُقل بشكلٍ دائمٍ إلى مستشفى بورڠوزلي الجامعي للطب النفسي في زيورخ.
مكتب براءات الاختراع
[عدل][عدل] بعد تخرجه في عام 1900 أمضى أينشتاين ما يقرب من عامين بحثًا عن وظيفة تدريس. حصل على الجنسية السويسرية في فبراير 1901، لكنه لم يُجنّد لأسبابٍ طبية. وبمساعدة والد مارسيل غروسمان حصل على وظيفةٍ في برن في مكتب براءات الاختراع السويسري، كممتحن مساعد-المستوى الثالث.
قام أينشتاين بتقييم طلبات براءات الاختراع لمجموعةٍ متنوعةٍ من الأجهزة بما في ذلك فارز الحصى والآلة الكاتبة الكهروميكانيكية. في عام 1903 أصبح منصبه في مكتب براءات الاختراع السويسري دائمًا، على الرغم من أنه تجاوزه للترقية إلى أن «أتقن تمامًا تكنولوجيا الآلات».
يتعلق الكثير من عمله في مكتب براءات الاختراع بأسئلةٍ حول نقل الإشارات الكهربائية والتزامن الكهربائي-الميكانيكي للوقت، وهما مشكلتان تقنيتان تظهران بشكل واضح في التجارب الفكرية التي قادت أينشتاين في النهاية إلى استنتاجاته الجذرية حول طبيعة الضوء وصلةٍ أساسيةٍ بين المكان والزمان.
بدأ أينشتاين مع عددٍ قليلٍ من الأصدقاء ممن التقى بهم في برن مجموعة نقاشٍ صغيرةٍ في عام 1902 أطلق عليها اسم «أكاديمية أوليمبيا» ساخرًا، والتي كانت تجتمع بانتظامٍ لمناقشة العلوم والفلسفة. في بعض الأحيان انضمت إليهم ميليفا التي استمعت باهتمامٍ لكنها لم تشارك. تضمنت قراءاتهم أعمال هنري بوانكاريه وإرنست ماخ وديفيد هيوم، والتي أثرت على نظرته العلمية والفلسفية.
أولى الأوراق العلمية
[عدل][عدل] عامَ 1900 نُشرت ورقة أينشتاين البحثية بعنوان («استنتاجات من ظاهرة الشعيرات») في مجلة حوليات الفيزياء. وفي 30 أبريل 1905 أكمل أينشتاين أطروحته تحديد جديد للأبعاد الجزيئية مع ألفريد كلاينر بصفته مستشارًا مبدئيًا. قبلت أطروحته في يوليو 1905، وحصل على درجة الدكتوراه في 15 يناير 1906.
في عام 1905 أيضًا -والذي أطلق عليه اسم العام المعجزة- نشر أربع أوراقٍ بحثيةٍ رائدةٍ حول التأثير الكهروضوئي، والحركة البراونية، والنسبية الخاصة، وتكافؤ الكتلة والطاقة، والتي كان من شأنها أن تلفت انتباه العالم الأكاديمي إليه وهو في سن السادسة والعشرين.
المهنة الأكاديمية
[عدل][عدل] بحلول عام 1908 اعترف بأينشتاين كعالمٍ رائدٍ وعُين محاضرًا في جامعة برن، وفي العام التالي -وبعدما ألقى محاضرةً عن الديناميكا الكهربائية ومبدأ النسبية في جامعة زيورخ- أوصاه ألفريد كلاينر في الكلية بالحصول على درجة أستاذٍ في الفيزياء النظرية، وعيّن أستاذًا مشاركًا في عام 1909.
أصبح أينشتاين أستاذًا متفرغًا في جامعة تشارلز فرديناند الألمانية في براغ في أبريل 1911، ووافق على الحصول على الجنسية النمساوية في الإمبراطورية النمساوية المجرية للقيام بذلك. وخلال إقامته في براغ كتب أحد عشر عملاً علميًا؛ خمسة منها في الرياضيات الإشعاعية ونظرية الكم للمواد الصلبة.
في يوليو 1912 عاد إلى جامعته في زيورخ، وما بين عامي 1912 و1914 عمل أستاذًا للفيزياء النظرية في ETH زيورخ حيث قام بتدريس الميكانيكا التحليلية والديناميكا الحرارية، كما درّس ميكانيكا الأوساط المتصلة والنظرية الجزيئية للحرارة ومشكلة الجاذبية التي عمل عليها مع عالم الرياضيات وصديقه مارسيل غروسمان.
عندما نُشر «بيان الثلاثة والتسعين» في أكتوبر 1914 -وثيقة موقعة من قبل مجموعة من المفكرين الألمان البارزين والتي علّلت عسكرة ألمانيا وموقفها خلال الحرب العالمية الأولى- كان أينشتاين أحد المفكرين الألمان القلائل الذين دحضوا محتوياتِها ووقّع على «البيان السلمي للأوروبيين».
ربيعَ عام 1913 أغريَ بالانتقال إلى برلين بعرضٍ تضمن عضويةً في الأكاديمية البروسية للعلوم، ومنصب أستاذٍ جامعيٍّ مرتبطٍ بجامعة برلين، مما مكنه من التركيز حصريًا على البحث. وفي 3 يوليو 1913 أضحى عضوًا في الأكاديمية البروسية للعلوم في برلين. قام ماكس بلانك وفالتر نيرنست بزيارته في الأسبوع اللاحق في زيورخ لإقناعه بالانضمام إلى الأكاديمية، بالإضافة إلى عرضهم عليه منصب مدير جمعية القيصر فيلهلم للفيزياء، والتي كانت سندشن قريبًا. تضمنتِ العضوية في الأكاديمية راتبًا مدفوعًا وأستاذية بدون واجباتٍ تدريسيةٍ في جامعة هومبولت في برلين. انتخب رسميًا للأكاديمية في 24 يوليو، وانتقل إلى برلين في العام التالي. أثر أيضًا على قراره بالانتقال إلى برلين احتمال العيش بالقرب من ابنة عمه إلسا التي بدأ معها علاقة غرامية. تولى أينشتاين منصبه في الأكاديمية وجامعة برلين بعد انتقاله إلى شقته في داهلم في 1 أبريل 1914. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس من ذلك العام عانت خطة إنشاء جمعية القيصر فيلهلم للفيزياء من التأخير، فلم يؤسس المعهد إلى 1 أكتوبر 1917، وعُيّن أينشتاين مديرًا له. في عام 1916انتخب أينشتاين رئيسًا للجمعية الفيزيائية الألمانية (ما بين 16-1918).
في عام 1911 استخدم أينشتاين مبدأ التكافؤ لعام 1907 لحساب انحراف الضوء عن نجمٍ آخرَ بواسطة جاذبية الشمس. وقام بتحسين تلك الحسابات باستخدام "هندسة ريمان" الزمكان لتمثيل مجال الجاذبية في عام 1913، وبحلول خريف عام 1915 أكمل بنجاحٍ نظريته غي النسبية العامة، والتي استخدمها لحساب هذا الانحراف، ومداورة الحضيض من عطارد. ثم أكد السير آرثر إدينغتون هذا التنبؤ في انحراف الضوء أثناء كسوف الشمس في 29 مايو 1919، وأتاح نشر هذه الأرصاد والملاحظات في وسائل الإعلام الدولية لأينشتاين شهرةً عالمية، فنشرت صحيفة ذا تايمز البريطانية الرائدة في 7 نوفمبر 1919 عنوانًا عريضًا كتب فيه: «ثورة في العلوم -نظرية جديدة للكون- أطاحت بأفكار نيوتن».
وفي العام 1920 غدا عضوًا أجنبيًا في الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم. وفي العام 1922 حصل على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1921 «لخدماته في الفيزياء النظرية، وخاصة لاكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي». وفي حين إن النسبية العامة كانت لا تزال تعتبر مثيرةً للجدل إلى حدٍّ ما، فإن الاستشهاد أيضًا لا يتعامل مع العمل الكهروضوئي المذكور كتفسيرٍ، ولكن مجرد اكتشافٍ للقانون فحسب، إذ اعتبرت فكرة الفوتونات غريبةً، ولم تحصل على قَبولٍ عالميٍّ حتى اشتقاق عام 1924 من طيف بلانك بواسطة ساتيندرا ناث بوز.انتخب أينشتاين عضوًا أجنبيًا في الجمعية الملكية (ForMemRS) في عام 1921. كما حصل على وسام كوبلي من الجمعية الملكية عام 1925.
استقال أينشتاين من الأكاديمية البروسية في مارس 1933. تضمنت إنجازات أينشتاين العلمية أثناء وجوده في برلين الانتهاء من صياغة نظرية النسبية العامة، وإثبات التأثير الجيرو مغناطيسي، والمساهمة في نظرية الكم للإشعاع، وإحصاءات بوز-أينشتاين.
1922-1921: السفر للخارج
[عدل][عدل] زار أينشتاين مدينة نيويورك لأول مرةٍ في 2 أبريل 1921 حيث لقيَ ترحيبًا رسميًا من قبل العمدة جون فرانسيس هيلان، تبع ذلك ثلاثة أسابيع من المحاضرات وحفلات الاستقبال. جال لإلقاء العديد من المحاضرات في جامعة كولومبيا وجامعة برينستون، وفي واشنطن، ورافق ممثلين عن الأكاديمية الوطنية للعلوم في زيارةٍ إلى البيت الأبيض. وعند عودته إلى أوروبا نزل ضيفًا على رجل الدولة والفيلسوف البريطاني ريتشارد هالدين في لندن، حيث التقى بالعديد من الشخصيات العلمية والفكرية والسياسية المشهورة، وألقى محاضرةً في كلية كينجز لندن.
نشر أيضًا مقالًا بعنوان «انطباعي الأول عن الولايات المتحدة الأمريكية» في يوليو 1921 حاول فيه بشكلٍ وجيزٍ وصف بعض خصائص الأمريكيين، تمامًا مثل ألكسيس دو توكفيل الذي نشر انطباعاته الخاصة عن الديمقراطية في أمريكا (1835). بالعودة لبعض ملاحظاته كان أينشتاين متفاجئًا بشكلٍ واضحٍ: «ما يُذهل الزائر هو السلوك المبهج والإيجابي في الحياة... الأمريكي ودود، واثق من نفسه، ومتفائل، وبدون حسد.»
في عام 1922 قادته أسفاره إلى آسيا ثم فلسطين في وقت لاحق كجزءٍ من رحلة استكشافية وجولة محاضراتٍ لمدة ستة أشهر، حيث زار سنغافورة وسيلان واليابان. ألقى سلسلةً من المحاضرات أمام آلاف اليابانيين. والتقى بالإمبراطور والإمبراطورة في القصر الإمبراطوري بعد محاضرته العامة الأولى حيث قدم الآلاف للمشاهدة. وفي رسالةٍ إلى أبنائه دوّن انطباعه عن اليابانيين بأنهم متواضعون، وذكيون، ومُراعون، ولديهم إحساس حقيقي بالفن. في مذكرات السفر الخاصة به من زيارته إلى آسيا في الفترة (22-1923) أعرب عن بعض الآراء حول الصينيين واليابانيين والهنود، والتي وُصفت بأنها أحكام عنصرية وكراهية للأجانب عندما أعيد اكتشافها في عام 2018.
وبسبب رحلاته إلى الشرق الأقصى لم يكن قادرًا على تلقي جائزة نوبل للفيزياء شخصيًا في حفل توزيع الجوائز في استوكهولم (ديسمبر 1922). وألقى خطاب المأدبة دبلوماسي ألماني بدلًا منه، وأشاد بأينشتاين ليس فقط باعتباره عالمًا ولكن أيضًا كصانع سلامٍ وناشطٍ دولي.
في رحلة العودة زار فلسطين لاثني عشر يومًا، وهي زيارته الوحيدة لتلك المنطقة. استُقبِل كما لو كان رئيس دولةٍ وليس فيزيائيًا، ومن ذلك تحية مدفعٍ عند وصوله إلى منزل المفوض السامي البريطاني السير هربرت صموئيل. وخلال إحدى حفلات الاستقبال اقتحم المبنى أشخاصٌ رغبوا برؤيته وسماعه. وفي حديثه للجمهور أعرب عن سعادته لأن الشعب اليهودي بدأ يُعترَف به كقوةٍ في العالم.
زار أينشتاين إسبانيا لأسبوعين في عام 1923 حيث التقى لفترةٍ وجيزةٍ سانتياغو رامون إي كاخال، وتلقى أيضًا دبلومًا من الملك ألفونسو الثالث عشر الذي عينه عضوًا في الأكاديمية الإسبانية للعلوم.
ما بين عامي 1922 و1932 كان أينشتاين عضوًا في اللجنة الدولية للتعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم في جنيف (مع توقف لبضعة أشهرٍ في 1923-1924)، وهي هيئة أنشئت لتعزيز التبادل الدولي بين العلماء والباحثين والمعلمين والفنانين والمثقفين. كان مقررًا في الأصل أن يعملَ كمندوبٍ سويسري، وقد أقنعه الناشطون الكاثوليكيون أوسكار هاليكي وجوزيبي موتا والأمين العام إريك دروموند بأن يصبح المندوب الألماني بدلاً من ذلك، مما سمح لغونزاغو دي رينولد أن يحتلَّ المقعد السويسري والذي روّج منه للقيم الكاثوليكية التقليدية. كان أستاذه السابق في الفيزياء هندريك لورنتس، والكيميائية البولندية ماري كوري عضوين في اللجنة أيضًا.
1925: زيارة إلى أمريكا الجنوبية
[عدل][عدل] في شهري مارس وأبريل من عام 1925 زار أينشتاين أمريكا الجنوبية، حيث أمضى حوالي شهر في الأرجنتين، وأسبوعًا في الأوروغواي، وأسبوعًا في ريو دي جانيرو في البرازيل. بدأ أينشتاين زيارة خورخي دوكلوت (1856-1927) وماوريسيو نيرنشتاين (1877-1935) بدعم من العديد من الباحثين الأرجنتينيين، بما في ذلك خوليو ري باستور، وجاكوب لوب، وليوبولدو لوجونس. مُوّلت زيارة أينشتاين وزوجته بشكل أساسي من قبل مجلس جامعة بوينس آيرس وAsociación Hebraica Argentina (الجمعية العبرية الأرجنتينية) وبمساهمةٍ أقل من المؤسسة الثقافية الأرجنتينية الجرمانية.
1931-1930: السفر إلى الولايات المتحدة
[عدل][عدل] في ديسمبر 1930، زار أينشتاين أمريكا للمرة الثانية، وكان الهدف في الأصل أن تكون زيارة عمل لمدة شهرين كزميل باحث في معهد كاليفورنيا للتقنية. بعد الاهتمام الوطني الذي حظي به خلال رحلته الأولى إلى الولايات المتحدة، سعى هو ومنظموه إلى حماية خصوصيته. على الرغم من أنه غارق في البرقيات والدعوات لتلقي الجوائز أو التحدث علنًا، إلا أنه رفضها جميعًا.
بعد وصوله إلى مدينة نيويورك، اصطحب أينشتاين إلى أماكن ومناسبات مختلفة، بما في ذلك الحي الصيني، ووجبة غداء مع محرري صحيفة نيويورك تايمز، وأداء كارمن في أوبرا ميتروبوليتان، حيث شجع من قبل الجمهور عند وصوله. خلال الأيام التالية، أعطاه العمدة جيمي ووكر مفاتيح المدينة والتقى برئيس جامعة كولومبيا، الذي وصف أينشتاين بأنه «ملك العقل». قام هاري إيمرسون فوسديك، القس في كنيسة ريفرسايد بنيويورك، بإعطاء أينشتاين جولة في الكنيسة وأظهر له تمثالًا بالحجم الكامل صنعته الكنيسة لأينشتاين، يقف عند المدخل. أيضًا أثناء إقامته في نيويورك، انضم إلى حشد من 15000 شخص في ماديسون سكوير غاردن خلال احتفال حانوكا.
سافر أينشتاين بعد ذلك إلى كاليفورنيا، حيث التقى برئيس معهد كاليفورنيا للتقنية والحائز على جائزة نوبل روبرت ميليكان. كانت صداقته مع ميليكان «محرجة»، حيث كان ميليكان «يميل إلى النزعة العسكرية الوطنية»، حيث كان أينشتاين من دعاة السلام. خلال خطاب وجهه لطلاب معهد كاليفورنيا للتقنية، أشار أينشتاين إلى أن العلم يميل في كثير من الأحيان إلى إلحاق الضرر أكثر مما ينفع.
هذا النفور من الحرب دفع أينشتاين أيضًا إلى إقامة صداقة مع المؤلف أبتون سنكلير والنجم السينمائي تشارلي تشابلن، وكلاهما اشتهر بسلامتهما. كارل لايملي، رئيس يونيفرسال ستوديوز، أخذ أينشتاين في جولة في الاستوديو الخاص به وقدمه إلى تشابلن. كان لديهم علاقة فورية، حيث دعا تشابلن أينشتاين وزوجته إلسا إلى منزله لتناول العشاء. قال تشابلن إن شخصية أينشتاين الخارجية، الهادئة واللطيفة، بدت وكأنها تخفي «مزاجًا عاطفيًا للغاية»، تنبع منه «طاقته الفكرية غير العادية».
كان من المقرر عرض فيلم تشابلن، أضواء المدينة، بعد أيام قليلة في هوليوود، ودعا تشابلن أينشتاين وإلسا للانضمام إليه كضيوف مميزين. وصف والتر إيزاكسون، كاتب سيرة أينشتاين، هذا بأنه «أحد أكثر المشاهد التي لا تنسى في عصر المشاهير الجديد». زار «تشابلن» أينشتاين في منزله في رحلة لاحقة إلى برلين وتذكر «شقته الصغيرة المتواضعة» والبيانو الذي بدأ فيه كتابة نظريته. تكهن تشابلن بأنه «ربما استخدمه النازيون كحطب لإشعال النار».
1933: الهجرة إلى الولايات المتحدة
[عدل][عدل] في فبراير 1933، أثناء زيارته للولايات المتحدة، أدرك أينشتاين أنه لا يستطيع العودة إلى ألمانيا مع صعود النازيين إلى السلطة في عهد المستشار الألماني الجديد، أدولف هتلر.
أثناء وجوده في الجامعات الأمريكية في أوائل عام 1933، تولى منصب الأستاذية الزائر الثالث لمدة شهرين في معهد كاليفورنيا للتقنية في باسادينا. في فبراير ومارس 1933، داهم الغيستابو مرارًا شقة عائلته في برلين. عاد هو وزوجته إلسا إلى أوروبا في مارس، وخلال الرحلة، علموا أن الرايخستاغ الألماني قد أقر قانون التمكين في 23 مارس، مما حول حكومة هتلر إلى ديكتاتورية قانونية بحكم الأمر الواقع، وأنهم لن يكونوا قادرين على المضي قدمًا إلى برلين. في وقت لاحق، سمعوا أن كوخهم قد اقتحم من قبل النازيين ومصادرة مركب شراعي شخصي لأينشتاين. عند هبوطه في أنتويرب، بلجيكا في 28 مارس، ذهب أينشتاين على الفور إلى القنصلية الألمانية وسلم جواز سفره، وتنازل رسميًا عن جنسيته الألمانية. باع النازيون فيما بعد قاربه وحولوا كوخه إلى معسكر شباب هتلر.
وضع اللجوء
[عدل][عدل] في أبريل 1933، اكتشف أينشتاين أن الحكومة الألمانية الجديدة قد أصدرت قوانين تمنع اليهود من تولي أي مناصب رسمية، بما في ذلك التدريس في الجامعات. يصف المؤرخ جيرالد هولتون كيف أنه «مع عدم قيام زملائهم فعليًا بإثارة أي احتجاج مسموع»، أُجبر آلاف العلماء اليهود فجأة على التخلي عن مناصبهم الجامعية وحذفت أسمائهم من قوائم المؤسسات التي كانوا يعملون فيها.
بعد شهر، كانت أعمال أينشتاين من بين أولئك الذين استهدفهم اتحاد الطلاب الألمان في حرق الكتب النازية، حيث أعلن وزير الدعاية النازي يوزف غوبلز أن «الفكر اليهودي قد مات». أدرجته إحدى المجلات الألمانية في قائمة أعداء النظام الألماني بعبارة «لم يُشنق بعد»، عرض مكافأة قدرها 5000 دولار على رأسه. في رسالة لاحقة إلى الفيزيائي والصديق ماكس بورن، الذي كان قد هاجر بالفعل من ألمانيا إلى إنجلترا، كتب أينشتاين، «... يجب أن أعترف أن درجة قسوتهم وجبنهم جاءت بمثابة مفاجأة.» انتقل إلى الولايات المتحدة، ووصف حرق الكتاب بأنه «فورة عاطفية عفوية» من قبل أولئك الذين «يبتعدون عن التنوير الشعبي»، و«أكثر من أي شيء آخر في العالم، يخشون من تأثير رجال الاستقلال الفكري».
كان أينشتاين الآن بدون منزل دائم، ولم يكن متأكدًا من مكان إقامته وعمله، كما أنه قلق بنفس القدر بشأن مصير عدد لا يحصى من العلماء الآخرين الذين ما زالوا في ألمانيا. بمساعدة مجلس المساعدة الأكاديمية، الذي تأسس في أبريل 1933 من قبل السياسي الليبرالي البريطاني ويليام بيفريدج لمساعدة الأكاديميين على الهروب من الاضطهاد النازي، تمكن أينشتاين من مغادرة ألمانيا. استأجر منزلاً في دي هان، بلجيكا، حيث عاش لبضعة أشهر. في أواخر يوليو 1933، ذهب إلى إنجلترا لمدة ستة أسابيع تقريبًا بدعوة شخصية من الضابط البحري البريطاني القائد أوليفر لوكر-لامبسون، الذي أصبح صديقًا لأينشتاين في السنوات السابقة. دعاه لوكر-لامبسون للبقاء بالقرب من منزله في كرومر في كوخ خشبي في روغتون هيث في أبرشية روغتون، نورفولك. لحماية أينشتاين، كان لوكر-لامبسون يحرسه اثنان من الحراس الشخصيين في مقصورته المنعزلة؛ نُشرت صورة لهم وهم يحملون بنادق وحراسة أينشتاين في صحيفة ديلي هيرالد في 24 يوليو 1933.
اصطحب لوكر-لامبسون أينشتاين لمقابلة ونستون تشرشل في منزله، وبعد ذلك، أوستن تشامبرلين ورئيس الوزراء السابق لويد جورج. طلب منهم أينشتاين المساعدة في إخراج العلماء اليهود من ألمانيا. يشير المؤرخ البريطاني مارتن جيلبرت إلى أن تشرشل استجاب على الفور، وأرسل صديقه الفيزيائي فريدريك ليندمان، إلى ألمانيا للبحث عن علماء يهود ووضعهم في الجامعات البريطانية. لاحظ تشرشل لاحقًا أنه نتيجة لطرد ألمانيا لليهود، فقد خفضوا «معاييرهم التقنية» ووضعوا تكنولوجيا الحلفاء في مرتبة متقدمة على تقنياتهم.
اتصل أينشتاين لاحقًا بقادة الدول الأخرى، بما في ذلك رئيس الوزراء التركي، عصمت إينونو، الذي كتب إليه في سبتمبر 1933 يطلب تعيين علماء ألمان يهود عاطلين عن العمل. نتيجة لرسالة أينشتاين، بلغ عدد المدعوين اليهود إلى تركيا في النهاية أكثر من «1000 فرد أجري إنقاذهم».
قدم لوكر-لامبسون أيضًا مشروع قانون إلى البرلمان لتمديد الجنسية البريطانية لأينشتاين، وخلال هذه الفترة قدم أينشتاين عددًا من المظاهر العامة واصفًا الأزمة التي تختمر في أوروبا. في إحدى خطاباته شجب معاملة ألمانيا لليهود، بينما قدم في نفس الوقت مشروع قانون يروج للمواطنة اليهودية في فلسطين، حيث حُرموا من الجنسية في مكان آخر. وصف أينشتاين في خطابه بأنه «مواطن من العالم» يجب أن يُمنح مأوى مؤقتًا في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فشل كلا مشروعي القانون، وقبل أينشتاين عرضًا سابقًا من معهد الدراسات المتقدمة. في برينستون، نيو جيرسي، الولايات المتحدة، ليصبح باحثًا مقيمًا.
عالم مقيم في معهد الدراسات المتقدمة
[عدل][عدل] في 3 أكتوبر 1933، ألقى أينشتاين خطابًا حول أهمية الحرية الأكاديمية أمام جمهور مزدحم في قاعة ألبرت الملكية في لندن، حيث ذكرت صحيفة التايمز أنه تلقى بهتافات شديدة طوال الوقت. بعد أربعة أيام عاد إلى الولايات المتحدة وتولى منصبًا في معهد الدراسات المتقدمة، الذي اشتهر بأنه أصبح ملاذًا للعلماء الفارين من ألمانيا النازية. في ذلك الوقت، كان لدى معظم الجامعات الأمريكية، بما في ذلك هارفارد وبرينستون وييل، حد أدنى من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب اليهود أو لم يكن لديهم أي عدد من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب، كنتيجة لحصصهم اليهودية التي استمرت حتى أواخر الأربعينيات.
كان أينشتاين لا يزال مترددًا بشأن مستقبله. كان لديه عروض من عدة جامعات أوروبية، بما في ذلك كنيسة المسيح، أكسفورد، حيث مكث ثلاث فترات قصيرة بين مايو 1931 ويونيو 1933 وحصل على زمالة بحثية لمدة خمس سنوات (تسمى «منحة دراسية» في كنيسة المسيح)، ولكن في عام 1935، توصل إلى قرار البقاء بشكل دائم في الولايات المتحدة والتقدم بطلب للحصول على الجنسية.
استمر ارتباط أينشتاين بمعهد الدراسات المتقدمة حتى وفاته في عام 1955. كان واحدًا من الأربعة الذين اختيروا (جنبًا إلى جنب مع جون فون نيومان وكورت غودل وهيرمان فايل) في المعهد الجديد، حيث سرعان ما طور صداقة وثيقة مع غودل. كان الاثنان يمشيان لمسافات طويلة معًا لمناقشة عملهما. أصبحت بروريا كوفمان، مساعدته، عالمة فيزيائية فيما بعد. خلال هذه الفترة، حاول أينشتاين تطوير نظرية الحقل الموحد ودحض التفسير المقبول لفيزياء الكم، لكن كلاهما لم ينجح.
الحرب العالمية الثانية ومشروع مانهاتن
[عدل][عدل] المقالة الرئيسة: رسالة أينشتاين-زيلارد
في عام 1939، حاولت مجموعة من العلماء المجريين من بينهم الفيزيائي المهاجر ليو زيلارد تنبيه واشنطن إلى أبحاث القنبلة الذرية النازية الجارية. أبطلت تحذيرات المجموعة. اعتبر أينشتاين وسزيلارد، إلى جانب لاجئين آخرين مثل إدوارد تيلر ويوجين ويغنر، أن من مسؤوليتهم تنبيه الأمريكيين إلى احتمالية فوز العلماء الألمان بسباق صنع قنبلة ذرية، والتحذير من أن هتلر سيكون أكثر من على استعداد للجوء إلى مثل هذا السلاح. "احتمال وجود قنابل ذرية، وهو الأمر الذي قال أينشتاين، وهو من دعاة السلام، إنه لم يفكر فيه قط. طُلب منه تقديم دعمه من خلال كتابة رسالة، مع زيلارد، إلى الرئيس روزفلت، يوصي فيها الولايات المتحدة بإيلاء الاهتمام والمشاركة في أبحاثها الخاصة بالأسلحة النووية.
يُعتقد أن الرسالة هي «الحافز الرئيسي لتبني الولايات المتحدة تحقيقات جادة في الأسلحة النووية عشية دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية». بالإضافة إلى الرسالة، استخدم أينشتاين علاقاته مع العائلة المالكة البلجيكية والملكة البلجيكية الأم للوصول مع مبعوث شخصي إلى المكتب البيضاوي للبيت الأبيض. يقول البعض أنه نتيجة لرسالة أينشتاين ولقاءاته مع روزفلت، دخلت الولايات المتحدة «السباق» لتطوير القنبلة، مستفيدة من «مواردها المادية والمالية والعلمية الهائلة» لبدء مشروع مانهاتن.
بالنسبة لأينشتاين، «كانت الحرب مرضًا... [و] دعا إلى مقاومة الحرب.» بتوقيعه على الرسالة إلى روزفلت، يجادل البعض بأنه خالف مبادئه السلمية. في عام 1954، قبل عام من وفاته، قال أينشتاين لصديقه القديم، لينوس باولنغ، «لقد ارتكبت خطأً فادحًا في حياتي، عندما وقعت على الرسالة إلى الرئيس روزفلت توصي بصنع القنابل الذرية؛ ولكن كان هناك بعض التبرير، الخطر الذي قد يجعلهم الألمان...» في عام 1955، وقع أينشتاين وعشرة مفكرين وعلماء آخرين، بمن فيهم الفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل، بيانًا يسلط الضوء على خطر الأسلحة النووية.
المواطنة لدى الولايات المتحدة
[عدل][عدل] أصبح أينشتاين مواطنًا أمريكيًا في عام 1940. بعد فترة ليست طويلة من الاستقرار في حياته المهنية في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون، نيو جيرسي، أعرب عن تقديره للجدارة في الثقافة الأمريكية مقارنة بأوروبا. اعترف «بحق الأفراد في أن يقولوا ويفكروا بما يرضون» دون حواجز اجتماعية. ونتيجة لذلك، شجع الأفراد، كما قال، على أن يكونوا أكثر إبداعًا، وهي سمة قدّرها من تعليمه المبكر.
انضم أينشتاين إلى الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين (NAACP) في برينستون، حيث قام بحملة من أجل الحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة. واعتبر العنصرية في أمريكا «أسوأ مرض»، ورأى أنها «تنتقل من جيل إلى جيل». كجزء من مشاركته، تراسل مع ناشط الحقوق المدنية دو بويز وكان مستعدًا للشهادة نيابة عنه أثناء محاكمته في عام 1951. عندما عرض أينشتاين أن يكون شاهدًا شخصيًا لدو بويز، قرر القاضي إسقاط القضية.