انتقل إلى المحتوى

مستخدم:EMINE2016/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

شرفة لقلال اهل الشريف لكحل

من الشرفاء الأدارسة في موريتانيا: (أهل الشريف الأكحل) قبيلة لقلال


تعتبر التشكيلات القبلية التي وضعت اللبنات الأولى لبناء المجتمع الموريتاني ذات تاريخ مشترك ومن العيب نسيانها أو تناسيها من طرف المؤرخين وأنصاف المؤرخين عن قصد وغير قصد مما يعد كفرا بعلاقات نسجتها أيام التاريخ المشترك الذي صنعه جل القبائل وشبكات من العلاقات الودية والمصالح المشتركة، إن التشكيلات الاجتماعية للقبائل لعبت أدوارا تاريخية كلها يكون تاريخ البلد وإن تفاضلت تلك التأثيرات بطبيعة الحال من مجموعة إلى أخرى كما أنها قد تختلف في جوانبها من فئة لأخرى ومن عشيرة لأخرى بحسب تخصص كل مجموعة من زوايا وأولاد حسان أو ما تشكل منهما معا مما يستدعي الوقوف عندها أو عند بعضها على الأقل بحثا وتحليلا وكشفا عن الحقائق بعيدا كل البعد عن نسج الأساطير المعتادة في مخيلة الناس وضمن نرجسية دأب عليها أغلب المؤرخين الوطنيين. ومن باب الإنصاف لهؤلاء المؤرخين فإن المعلومات شحيحة للغاية والموجود منها أغلبه حكايات شفهية يصعب الاطلاع عليها أو حتى معرفة أصحابها. وحديثي هنا في هذا الاختصار الشديد سوف يكون عن مجموعة منسية من الشرفاء الأدارسة: أهل الشريف لكحل: لذلك لابد للباحث بهذه الدرجة من الخطورة أن يتوشح بالموضوعية وأن يتصف بالإنصاف والدقة والأمانة العلمية. وبما أني أحد أفراد هذه الأسرة وعندي معلومات وافية وحقيقية عنها فإني أجد من واجبي الحديث عنها في هذه العجالة تذكرة للباحث المتميز وإعلاما للجاهل الذي لا يميز بين هذه الجماعة. أولا: التسمية والتاريخ: لقد قدم أول جد لأسرة أهل الشريف الأكحل على الشيخ الولي الصالح: الطالب المصطف بن الطالب عثمان القلاوي ت1137 هـ بمنطقة أنواملين(قصر السلام ) في الجانب الشمالي من ولاية لعصابة. وان كنا نجهل بالدقة تاريخ قدومه فإننا نقدر أنه وصل إلى المنطقة في بداية القرن الثاني عشر الهجري أي منذ ثلاثة قرون تقريبا. ومجموع المصادر المكتوبة والشفهية لا تكاد تختلف، أن الشيخ الطالب مصطف القلاوي كوشف بقدوم مولاي أمحمد أو من أجل الانسياق الشرعي لعله رأى رؤيا في النوم: بقدوم الوالد فأصبح وهو يقول (إذا جاء الشريف الأكحل يوقد ازحل) أي إذا جاء الرجل الذي لونه أسمر فإن المدعو ازحل سيذهب ويضيع، وتشير بعض المصادر الشفهية: إلى أن ازحل هذا رجل مl كان يرأس عصابة للنهب لا تكاد سعايته تسقط، وأخاف الناس كثيرا وأصبح حديث القاصي والداني، وأثناء مرور الوالد: مولا أمحمد ببعض الآبار في جنوب تكانت أو الأطراف الشمالية من لعصابة سمع الناس عند البئر تذكر ذلك الشخص المسمى ازحل وهو في تلك اللحظات عند البئر نفسها فلما تأكد من خبره ذهب إليه ووعظه وحذره من ظلم الناس فرد عليه إذا كنت تحبني أن أكف عن الناس فافرض لي غرامة يأتوني بها طواعية فرد الوالد :{لا هذا حرام هذا ظلم وأنا لا أعين على الحرام } فذهب ازحل من عند البئر بجمال كثيرة محملة بالماء والزاد غير أنهم ضلوا الطريق ومازالوا يتيهون حتى هلكوا كلا إلا واحدا هو من أعطى خبرهم. فانفرجت معضلة كبيرة عن الناس بفضل الله تعالى ثم ببركة الشيخ: مولاي أمحمد ثم واصل السير باتجاه الجنوب ليحل ضيفا على الشيخ الطالب مصطف القلاوي، وتشير الروايات الشفهية إلى أن الشيخ الطالب مصطف بني خيمة لضيفه قبل قدومه وكان يتابع سيره لحظة بلحظة وعند ما نزل استقبله بالترحيب والضيافة الكريمة ثم سأله عن نفسه ومن أين قدم وإلى أين يتجه فأخبره بأنه شريف إدريسي قدم من فاس ويتجه نحو الجنوب وبالخصوص منطقة النهر حيث بلغه أن بعض السكان هناك على غير دين الإسلام فمهمته دعوية محضة. فطلب منه الشيخ الطالب مصطف الزواج من بنات أحفاده ليكون معه عقب من ذريته فاستجاب فزوجه ابنة ابنه أحمد طالب. وأسمها أم هانئ وبعد فترة واصل سيره نحو الجنوب حتى أكمل مهمته ثم رجع ومر بأسرته فوجدها حبلى فأخبر الشيخ الطالب مصطف بأنه ذاهب. وترك عنده نسخة نسبه مسلسلة بأجداده إلى الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه ثم قال له إذا كان المولود ذكرا فسمه: أشريف أحمد وإذ بلغ فسلم له النسخة وميسمه على الحيوان (شرف) ثم مضى ولم يعلم عنه خبر إلا أن بعض الروايات تشير إلى أنه ترك ثلاثة أطفال تنتسب لهم ثلاث مجموعات: أهل عبد المالك في جيكني وأهل الشريف الطاهر في كرو وبعض شرفاء أهل امبود. ملاحظة: نشير هنا كما اتضح من السياق المتقدم أن كلمة (أشريف لكحل) ليست اسما للوالد وإنما اسمه مولاي أمحمد وهذه العبارة أطلقها الشيخ الطالب مصطف حيث رآه في النوم وهو أسمر قبل أن يعرف اسمه. إثبات النسب لأسرة أهل أشريف الأكحل: ان أسرة الشريف الأكحل تعتمد في إثبات نسبها إلى مولاي إدريس على مجموعة من المعطيات كل منها يكفي لإثبات نسبها مع علمنا أن هناك دعاوى كثيرة في كثير من أنساب الشرف لا برهان عليها لذلك يلزمنا أن نثبت ما نعتمد عليه في هذا الصدد. 1- الحيازة القديمة للنسب فالوالد: مولاي أمحمد رحمه الله تعالى حين جاء أبرز نسبه في ورقة مسلسلا إلى الإمام على مرورا بالأدارسة. إن العلماء فرقوا في إثبات النسب بين الحيازة القديمة وبين الدعوى الطارئة وهي التي حصلت بعد فترة من الزمن حيث يكون شخص لا يعرف بأنه شريف ثم يقوم ويدعي الشرف فهذا يصعب تصديقه. وهذه نسختنا التي تركها الوالد: مولاي أمحمد بن مولاي عبد الله بن مولاي الطيب مولاي الطاهر بن مولاي اعل بن مولاي صالح بن مولاي القاسم بن مولاي يحي بن مولاي عبد الرحمن بن مولاي سليمان بن مولاي عمر بن زين العابدين بن مولاي أمحمد بن مولاي أعل بن مولاي عبد الله بن مولاي إدريس الأصغر بن مولاي إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبطي بن علي كرم الله وجهه. قال محمد العاقب ولد ما يابا رحمه الله تعالى في كتابه نشر الطرف في ما طوي الجهل من أحكام الشرف مبينا ما يثبت به النسب ودرجات ثبوته: ونسب السلسلة الكريمةلكن له مراتب لا تخفى ففي الجلي يثلج الفؤاد ومن يكن على انتساب أدركا فلا يحد عن ذلك التمسكوالادعا الطاري به لا يثبت يثبت بالحيازة القديمة جلي أجلى وخفي أخفىوفي الخفي يضعف الاعتقادآباءه كل به تمسكاخوف التبرئ وللتبركومدعيه بالعقاب يكبت 2- رؤيا الشيخ الطالب مصطف والتي صدقها الشيخ مولاي امحمد بلفظه وبوثيقة نسبه (النسخة أعلاه).وربما يقول قائل هذا نسب يعتمد على الرؤيا والرؤيا لايثبت بها شيئ ؟ ونحن نقول اننا لانعتمد على الرؤيا وهي لايثبت بها حكم ولاينفى بها اخر الا انها يستانس بها,ويسبشر بها ,كما ورد في الحديث {ذهبت النبوة وبقيت المبشرات:الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح اوترى له } فالاعتماد الاساسي على النسخة والرؤيا صدقتها مع ما لهذه الرؤيا من دقة متناهية 3- أنه عند المقارنة بنسبة لقلال إلى أبي بكر الصديق ونسبة أهل الشريف الأكحل إلى الإمام على نجد أن العدد متفق وهو مستقر الآن في حدود 29جدا فهذا يقوي نسبة المجموعتين معا وأكبر برهان على ذلك فإن كاتب هذا المقال أبوه من أهل الشريف الأكحل (مولاي أمحمد). وأمه من أهل الطالب مصطف القلاوي وآباء الوالد إلى مولاي أمحمد وآباء الوالدة إلى الطالب مصطف متساوون في العدد كلاهما له ثمانية أجداد اذا تم حساب العدد ابتداء مني انا كاتب هذه السطور في ثلاثة قرون بمعدل جد لكل أربعين سنة، وهذا يشبه نظام طبقات الرجال عند علماء الحديث فإنه يتراوح بين الأربعين والخمسين. مواطن جماعة أهل الشريف الأكحل: جماعة أهل الشريف الأكحل مرتبطة بقبيلة الاقلال لأنها جزء من القبيلة وبالذات تابعة لفخذ أولاد مالك بن محمد قلي رغم أن أول جد ولد في البلاد أمه منت أحمد طالب ولد الطالب مصطف القلاوي (أولاد أحمد) إلا أنه بعد أن بلغ هذا الابن واسمه اشريف احمد قرر الالتحاق بوالده في مدينة فاس فاعترضته حلة أولاد مالك وأقنعته بالبقاء معها، وتزوج وأنجب ابنيه: الشريف المختار، وسيدي محمد (سيد الكبير)، ومنهما تفرعت أسر الجماعة. وتنقسم المجموعة إلى مجموعتين لكل منهما عريف (ضامن) خلال فترة اعتراف السلطات بالقبيلة: - مجموعة أهل عبد المالك وكان عرفاؤها من أسرة أهل مولاي عبد الله ولد عبد المالك. - مجموعة أهل الشريف أحمد وكان عرفاؤها في أسرة أهل محمد الأمين ولد محمد يل. وتتمركز جماعة أهل أشريف الأكحل بولايتي الحوضين بشكل أساسي. أما في الحوض الشرقي ففي مقاطعات : تمبدغة وجيكني والنعمة وباسكنو. وإما في الحوض الغربي ففي مقاطعات : لعيون المركزية وفي تامشكط وفي الطينطان وفي كوبني، كما نوجد عدة أسر في كل من: كيفة- نواذيبو- أطار، بالإضافة إلى العاصمة نواكشوط. أما في الخارج فتوجد عدة أسر في كل من: مالي، ساحل العاج، السنغال، النيجر، السودان، الصحراء الغربية، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، ليبيا، الغابون. أدوار جماعة أهل اشريف الأكحل: يمكن أن تقسم الأدوار التاريخية للجماعة في عدة جوانب أساسية: - عسكرية - ثقافية - أما الدور العسكري: فمن المعلوم أن قبيلة لقلال: القبيلة الأم للجماعة كانت من القبائل التي زاوجت بين السيف والقلم، وقد دخلتها مجموعات بقصد التعلم أو الاحتماء في عهود السيبة أو الجيرة أو التوبة، كما دفع عدة أفراد من هذه القبيلة المال لأشخاص فداء لأسرى لديهم حتى تشكل خليط من طلبة العلم وأولاد حسان الذين جاءوا للأهداف السابقة ومن الأشراف الذين استقبلتهم القبيلة بصدر رحب رجاء بركة جدهم صلى الله عليه وسلم. وجماعة أهل أشريف الأكحل ليست كذلك وحسب بل خرجت على القاعدة فاستبسلت في المعارك دفاعا عن القبيلة وحنت {من الحنو}عليها ودخلت في حروبها التي تجاوزت المائة ولم تهزم في هذه الحروب سوى في مرة واحدة هي وقعة تنبمب (أو امبيز) وبعد أن مضت أيام والحرب لصالحهم حتى حال تحالف عدة قبائل مع مشظوف بينهم مع الماء فسقط الكثير منهم وانهزموا. وقد امتاز عدة أفراد منهم بالشجاعة وشدة البأس لذلك أحبتهم القبيلة وقدرتهم واحترمتهم إعجابا واعتزازا وعرفانا بالجميل. وقد أسهمت المجموعة شأن القبيلة الأم في الحروب ضد المستعمر. ومن أبرز معاركهم في هذا الصدد وقعة إنيملان في ولاية تكانت وكانت هذه المعركة بين قبيلة لقلال بقيادة شريف أرسله ملك المغرب حينئذ وبين الفرنسيين وتكبدت القبيلة حوالي سبعين شهيدا وعشرات الجرحى في يوم عسير من أيام الحروب حيث لم تتمكن مدافع القبيلة من الوصل إلى جيش المستعمر في حين كان قائد فرقة المستعمر عنده مدافع مداها بعيد وما زالوا يزحفون على الجيش الغازي حتى كان المساء فتمكن اثنان من قتل قائد جيش المستعمر وفر الباقون والاثنان هما: كافي ولد الصافي من آل بوب بن الطالب مصطف، ومولاي زيدان ولد محمد التهامي من آل الشريف الأكحل. هذا بالإضافة إلى معركة البيظ 1909 وهو بئر يبعد من أعيون العتروس ستون كلم إلى الشمال على الطريق بين لعيون وتامشكط بولاية الحوض الغربي.

الدور الثقافي: لقد أسهمت مجموعة أهل أشريف الأكحل في الإشعاع الثقافي الذي شهده البلد بالعشرات من حفاظ القرآن الكريم والفقهاء والشعراء والأدباء والصوفية الزهاد.

خامسا: خصائص اسرة اهل الشريف الاكحل لقد تعارف الناس على ان جماعة اهل اشريف الاكحل تتميز بميزات خاصة من اهمها انهم كانوا اغنياء لهم ثرواتهم الطائلة قبل اجتياح الجفاف للبلاد المورياتانية وبالتالى لم يكونوا ياخذون الهدية بل يستنكفون عنها

د.محفوظ ولد محمد الأمين