انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Fatma1202888/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

صناعة السعفيات

[عدل]

تعتمد صناعة السعفيات على النخيل، فهناك الخوص (السعف) والزور(الجريد) بالإضافة إلى جذع النخلة وهناك أيضاً الليف والسعف، وعلى سبيل المثال فالبسط ( الحصر) تصنع من نباتي الغضف والرسل وهما نباتان ينموان على ضفاف الأودية التي تتوفر فيها المياه.

تشتهر محافظة مسندم بالصناعات السعفية مثل صناعة( السرود والمكبة) وتصنع من سعف النخيل، والمقصود(بالسرود) هو عبارة عن غطاء على شكل حصير أو ما يعرف بـ ( السمة ) ويستخدم في الطعام لحفظه من الحشرات ، أما (المكبة) المقصود بها غطاء يوضع فوق الطعام لحفظه من الحشرات.

تبرز السعفيات كإحدى أشهر المشغولات اليدوية وأكثرها انتشارًا وتنوعًا على مستوى ولايات السلطنة وتعد من الصناعات القديمة التي تصنع من سعف النخيل وتميّزت المرأة العمانية بصناعتها وإجادتها قبل عقود. وقد يصح القول أنّ البيوت العمانية تكاد لا تخلو من المشغولات اليدوية، وقد أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظة الله ورعاه - اهتمامه السامي الكريم بالحرف والحرفيين باعتبار أن هذه الصناعة هوية تحفظ الكثير من تراث البلد العريق.

وفي مقدمة المعروضات، (التفل) وهو عبارة عن مشغول سعفي يصنع بطريقة دائرية ويستخدم قديما كالصحن الكبير الذي يقدم به الأكل أثناء الوجبات اليومية ويقدمون فيه الخبز بمختلف أنواعه وكذلك لتنقية الأرز من الأوساخ والأرز الفاسد قبل طبخه. وهناك ما تسمى بــ(الكفاية) وهي مثل التفل إلا أنها صغيرة الحجم ولها نفس الاستخدامات وتصنع بنفس الطريقة وتصنع كلتاهما بألوان مختلفة دائرية مع اللون الكريمي للسعف لتعطي منظرًا رائعا عند النظر إليها، وهذا ما يجعلها حاليا زينة جميلة في أي بيت ظفاري لما لها من ألوان وأشكال جميلة.

وهناك "القفة" وهي عبارة عن سلة تصنع بطريقة دائرية ومنها الكبيرة والصغيرة فالكبيرة تستخدم لتخزين الطعام فكانوا قديما يخزنون فيها الخبز بعد صنعه ليحافظوا عليه ولتخزين طعامهم لكي لا يتأثر برطوبة الجو أو العوامل الأخرى، أما الصغيرة فكانوا بالماضي يستخدمونها لتخزين الأشياء الصغيرة كأوراق التامبول وهي عبارة عن أوراق خضراء ومستلزماتها وأيضا كسرات الخبز المتبقية، ويضاف إلى بعضها عدة ألوان من السعف لتظهر بأشكال جميلة لتناسب ديكور وألوان كل بيت.

ومن المشغولات السعفية الجميلة ما يسمى بـ "الجرية" وهي عبارة عن صحن مقعر يستخدمونه ليحلبون فيه الحليب الطازج من الأبقار والإبل، ويشربون منه كذلك إذ يصنعونه بطريقة جدًا مميزة وباتقان بحيث لا تتسرب منه السوائل.

وهناك "المصافة" وهي أداة لتنظيف المنزل من الأوساخ ولها قدرة فعّالة على إخراج حتى أصعب الأشياء من الأرضية وتصميمها الضعيف يساعدها على اختراق الأماكن الضيقة وتنظيفها ولا يخلو أي بيت ظفاري من المصافة حتى مع التطور في الأدوات الحديثة للتنظيف.

ولا نغفل المروحة المشهورة في محافظة ظفار وهي مروحة صغيرة يضاف إلى طرفها عود لتمسك المرأة بها لسهولة تحريكها وهي تستخدم أثناء الحر لجلب الهواء وإبعاد الذباب والحشرات عن الأطفال وكذلك أثناء الأعراس لجلب الهواء إلى العروس والحاضرات من النساء، وتعد من أدوات زينة المرأة الظفارية وتصنع بشكل مستطيل من سعف النخيل وبألوان مختلفة وعودها عود متوسط السمك لكن قوي لزيادة فائدته في جلب الهواء.


   

مسقط - "الخليج":

تشتهر سلطنة عمان، مثلها مثل دول المنطقة، بعدد من الحرف والصناعات التقليدية القديمة التي حافظ عليها أهلها لتستمر عبر عشرات السنين، لكن الحرف العمانية لها طابعها الخاص وشغفها الملموس عند صانعيها ومقتنيها في آن معاً، من أشهر هذه الحرف التقليدية ما يطلق عليه "السعفيات" وهي التحف والأدوات المصنوعة من سعف النخيل الذي تشتهر به سلطنة عمان بشكل كبير، عن هذه الصناعة القديمة قِدم سلطنة عمان هذه السطور، من أجواء مهرجان مسقط الذي جمع بين أرجائه أشهر صانعي السعف في السلطنة .

عندما تسمع حميد الهطالي يردد مفردات مثل "السمة، الزبيل، القفران، الملهبة، الجرابان" تعتقد أنه لا يتحدث العربية، لكنك ستفاجأ عندما تكتشف أنها مفردات عربية أصيلة استطاع العمانيون المحافظة عليها وتوارثها عبر الأجيال، وهي عبارة عن أسماء لمصنوعات سعفية وأدوات تستخدم بكثرة في منازل العمانيين، وتمت صناعتها من أوراق شجر النخيل بأيدي مجموعة من أمهر صناع السعف الذين توارثوها عن أجدادهم منذ سنين طويلة حقاً .

حميد متخصص في صناعة "القفران والسميم والثوج" أمضى في هذه المهنة ما يزيد على 40 عاماً، ولا يذكر أن أحداً في عائلته مارس غير هذه المهنة طوال حياتهم، أبوه وجده كانا من صناع السعفيات المشهورين في كل عمان يؤكد الهطالي، كان الزبائن يأتون من أبعد الولايات لشراء المنتجات السعفية التي يصنعها جدي رحمه الله، وذلك لأنهم يعلمون أنها دقيقة الصنع وستبقى طويلاً لديهم، يقول حميد: في الحقيقة عملية صناعة السعف غير متعبة أو شاقة عكس ما توحي به، بل أجدها مسلية ومفيدة في آن معاً، ومن يتعود على عملية "السفة" التي هي نسج خوص النخيل، لا يستطيع تركها .

وعن مراحل العمل يقول: "نجلب الخوص من سعف النخيل ثم نشرحه ونقوم بصبغ كميات منه حسب الطلب، كل كمية بلون لتزيين "القفران" وهي أوعية مخصصة لحمل التمر والرطب، ثم ننقعه لفترة في الماء ليصبح ليناً ويسهل سفة "جدله"، نجهز عدداً كبيراً من الأمتار من هذا الخوص، ثم يتم تشبيكه مع بعضه البعض وتُشذَّب الأطراف بقص الزوائد منها لتصبح سفة جاهزة لتصنيع عدد من الأدوات مثل "القفران" و"الملهبة اليدوية" التي تسمى اليوم مروحة تستخدم في الأوقات الحارة، طبعاً يقتصر اقتناؤها اليوم لكونها تحفة تعلق في المجالس والبيوت، كما يصنع من السف أيضاً أوعية "الجرابان" وهي بمثابة الأكياس التي تحفظ فيها التمور وتحافظ عليها صالحة للاستهلاك كأنها طازجة تماماً، كما نصنع ما نسميه "السميم" وهو "الحُصر" بلغة اليوم والتي أصبحت تصنع حالياً من خيوط البلاستيك، كما نستخدمها لصناعة "الثوج" وهو وعاء مخصص لنقل الحاجيات على ظهر الدواب" .

زوجة حميد المتخصصة بصناعة "الحُصر" تقول: يتم إعداد سفة السميم أو البساط من خوص النخيل، إذ تؤخذ السفة بطول عشرين باعاً "الباع 20 سم تقريباً" وتنقع بالماء لتليينها وتسهيل خياطتها، وبحبال القلاد والمسلة "الإبر كبيرة الحجم" نبدأ بخياطة "السفة" حيث نشكل نقطة البداية "القلدة الأولى" التي نثبتها بين القدمين لنبدأ بعدها التشبيك خطاً خطاً حتى نصل إلى طول 20 باعاً، نقطع بعدها السمة طولياً بالسكين، وتُثنى نهاية السفة وتخاط حواف الحصير بالمسلة والخيط المنوع من سعف النخيل المقلودة أو من الشعر أو الوبر، ثم تنظف من الشوائب بعد أن يكون تصنيعها قد استغرق قرابة الأسبوع لتغدو جاهزة لفرشها في أرض البيت، كان "السميم" الواحد فيما مضى يباع بقرش فضة أما اليوم فأصبح بخمسة ريالات عمانية ويشتريها الناس لعرضها على الجدران كزينة وليس لاستخدامها للجلوس كما في الماضي .

يشرح حميد أنواع السعفيات الأشهر في عمان ويقول : "الخباط" قطعة حصير مدورة كانت توضع فوقها موائد الطعام كما تستخدم الأحجام الكبيرة منها في عمليات قطع النخيل وجلب علف الحيوانات من أشجار السمر والغاف والسدر، وهي تصنع بنفس طريقة الحصير السابقة لكنها تخاط حلزونياً وتتحدد المساحة حسب الرغبة، وهي تشتهر بحجمين، خمسة عشر باعاً أو ثلاثين باعاً، ويشتريها المواطنون في وقتنا الحاضر لتستخدم كمفارش للأكل أو كقطع لتزيين واجهات المساكن .

ومن أدوات الصناعة "الخَصف"، وهو الإناء الذي تحفظ فيه التمور وتستخدم لهذا الغرض لكونها تحتوي على مسامات تمكن دبس النخيل "العسل" من الخروج بسهولة لتجميعه، ويصنع الخَصف بشكل شريطي من خوص النخيل ويجب أن يكون الخوص بحالة جيدة ويفضل أن تكون الحبة منه عريضة نوعا ما بخلاف صناعة السميم والقفران والثيجان، فتصنع السفة بطول ثماني باعات "تقريباً متر ونصف" ويتم تبليل السفة بالماء لتليينها وتسهيل التحكم بخياطتها، ويبدأ الخصّاف بثني طرفي السفة بطول قُطر قاعدة الخَصْف المطلوب، ثم يبدأ بالخياطة حيث يشبك حواف السفة التي تأخذ الشكل الدائري الحلزوني بحبال القلاد الصغيرة لتشكل في النهاية خَصْفاً أسطوانياً، تقلم الزوائد فيه بالمقص، ويغدو وعاءً مناسباً لتعبئة التمر وحفظه فيه .

ومن المفردات "القفير" وهو عبارة عن إناء مصنوع من خوص النخيل يستخدمه الأهالي في حمل التمور، كما أن له استخدامات أخرى كثيرة ومتعددة، وله أشكال، ويزين بعضها بألوان زاهية ويسمى الصغير منها "الزبيل"، ويصنع القفير من "سفة" مجدولة من خوص النخيل عرضها نحو أربعة سنتيمترات، وتبدأ صناعته من القاعدة، وتستمر خياطة السفة بشكل دائري حلزوني، وباستخدام خوص قلب النخيل الأخضر، حتى يصل ارتفاع القفير إلى قرابة الذراع، بعدها يتم تركيب حبال من ليف النخيل وفي الوقت الحالي تستخدم حبال النايلون لتعصيمه، أي تركيب معصمين أو عروتين له لتسهيل حمله . وهناك "الشت" وهو غطاء هرمي يصنع من نوع خاص من خوص النخيل، وتغطى به الفواكة المقدمة للضيف أو صينية الطعام لحفظ ما فيها بعيداً عن الحشرات، ويصنع من خوص النخيل المأخوذ من أعلى النخلة المسمى بالقلب، ثم يصبغ الخوص بعدة ألوان وينقع في الماء ويقطع إلى شرائح دقيقة، تبدأ مرحلة الخياطة بخوصة خضراء تسمى العقمة تشكل قمة المَكَبّ، ثم ينطلق السف منها بشكل حلزوني هرمي، توضع في رأسه عصاً قصيرة مأخوذة من سعف النخيل كقاعدة للمَكَبّ وحافظة للتلف .

يؤكد حميد الهطالي أنه يمارس هذه المهنة مع أفراد العائلة كافة، حيث تعمل زوجته وأولاده وأقاربه معاً في صناعة السعفيات وكل منهم يتخصص في نوع معين ليبدع فيه ويكون بإمكان العائلة تقديم تشكيلة متنوعة ومتكاملة من المصنوعات السعفية العمانية الشهيرة