انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Hussam m a/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الصبيحات العباسيين في العراق والوطن العربي

(قبيلة الصبيحات أحدى القبائل العباسية الهاشمية في العراق، وترجع بنسبها الى سيدنا العباس بن عبدالمطلب (رضي الله عنه وارضاه) والجد الجامع لهذه القبيلة هو الامير سليمان الصبيح، بن ادريس بن محمد بن عبدالوهاب بن محمد بن عمر بن الخليفة المتوكل على الله الثالث ابو عبدالله محمد بن يعقوب المستمسك بالله بن عبدالعزيز، وهم من ذرية آخر خليفة عباسي في مصر).

نسب الصبيحات العباسيين الهاشميين

يرجع نسب قبيلة الصبيحات العباسيين الهاشميين الى العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه وارضاه عم النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، وهم من ذرية عبدالله بن العباس (رضي الله عنه) جد الخلفاء العباسيين جميعاً.

وقد ردت كلمة الصبيحات، أو آل صبيح في كتب التاريخ القديم والحديث كثيراً، فمنهم من يردها الى عشائر الصبيحات الخالدية المخزومية القريشية نسبة الى الصحابي الجليل خالد بن الوليد (رضي الله عنه)، ومنهم من يردها الى عشيرة الصبيحات العزازمة من قيس بن عيلان العدنانية، ومنهم من يردها الى الصبيحيين أو الصبحيون من قبيلة غزية من طي القحطانية، ومنهم من يردها الى قبيلة الشرارات في الاردن، وهناك اسماء كثيرة، أما بحثنا هذا فلا علاقة له بكل هؤلاء إنما يختص بقبيلة الصبيحات العباسية الهاشمية من ذرية العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وتعد قبيلة الصبيحات العباسية قبيلة عربية عريقة في جذورها ونشأتها، وأصيلة في سلالتها، وهي على ارتباط وثيق مع القبائل العربية التي تجاورها، وقد استوطنت قبيلة الصبيحات العباسية مناطق كثيرة من العراق، ويعود نسبها الى الخليفة المتوكل على الله الثالث آخر خليفة عباسي في مصر من ذرية سيدنا العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه وارضاه)، عم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وابناء قبيلة الصبيحات هم أحفاد الأمراء والخلفاء، وامتداداً الى حاضرة الدنيا في عصرها دولة اجدادهم بني العباس الذين اقاموا اكبر دولة اسلامية بعد عصر الخلافة الراشدة، ولهذه القبيلة تأريخها الاصيل والغائر في جذور أصلها الشريف، فقد قيل عن جدهم العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، أنه كان (أجود قريشاً كفاً وأوصلها رحماً).

وكان سيدنا العباس أسن من الرسول بثلاث سنين، وكان من أكبر رجال بني هاشم مكنة، واكثرهم مالاً في الجاهلية، فقلدوه قيادتهم، فكان رئيسهم المطاع-بعد وفاة ابي طالب- المتولي لأمورهم، وكانت اليه السقاية والرفادة وعمارة المسجد الحرام، فانه كان لا يدع أحداً يسب في المسجد ولا يقول فيه هجراً، يحملهم على عمارته في الخير، لا يستطيعون لذلك امتناعاً، لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له اعواناً عليه، واسلموا ذلك اليه، وقد حضر بيعة العقبة مع الانصار قبل أن يسلم، وشهد بدراً مع المشركين مكرهاً، فأسر فافتدى نفسه ورجع الى مكة، ثم اسلم وكتم اسلامه، ثم هاجر الى المدينة قبل الفتح بقليل وشهد فتح مكة، وثبت يوم حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجله ويقدره، وكانت وفاته بالمدينة في رجب سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة ودفن بالبقيع رضي الله عنه وارضاه.

فالصبيحات العباسيين الهاشميين من العباسيين الذين كانوا لفترة طويلة حكام البلاد الاسلامية، وكان لهم دور في مقارعة الغزوات التي انهالت على العراق وبلاد المسلمين، وكثرت قبيلة الصبيحات وازدادت وامتدت وبسطت نفوذها لمساحات شاسعة من ارض المعمورة، ومن أهم ما قامت به هو استرجاع بغداد من الاحتلال الفارسي، وإرجاعها الى حضيرة العراق وكان ذلك على عهد الخليفة الثاني بعد سقوط بغداد (الحاكم بأمر الله، وكان هذا الامير قد تمكن من النجاة اثناء اجتياح المغول لبغداد، فتوجه الى الامير حسين بن فلاح امير قبيلة خفاجة العراقية، واقام عنده فترة قصيرة ثم رحل معه الى الشام ونزل على الامير عيسى بن مهنا أمير عرب الفضل، والذي من ذريته امراء الموالي الحاليين والقدامى، واقام عنده مدة ثم بايع له الأخير بالخلافة وراسل في ذلك والي حلب، الذي بايع ايضاً على الخلافة، ونقش اسمه على النقود، ودعا له على المنابر.

وقد كان عيسى بن مهنا كتب الى الملك بيبرس فيه فدعاه السلطان بيبرس الى مصر وبايعه بالخلافة ولقبه بالخليفة المستنصر.

وفور تولي الخليفة الحاكم بأمر الله زمام الخلافة في الشام، قام بالتوجه لإعادة المدن التي سقطت بيد الوثنيين المغول، وكان بصحبته امراء قبائل الشام، فأفتتح (عنه)، و (الحديثة)، و (هيت)، وواقع التتار وانتصر عليهم، وبعد ذلك توجه الامير ابو العباس الحاكم بأمر الله  الى (الرحبة) والتقى فيها الامير عيسى بن مهنا امير عشائر الفضل، و كما اسلفنا القول لما علم سلطان مصر بوجوده راسله وطلب منه القدوم الى مصر لمبايعته بالخلافة، فقدمها سنة (661ه)، وكانت بيعته في يوم الخميس الثاني من محرم من هذه السنة، والخلفاء العباسيين في مصر من ذريته، ولا يزال للحاكم بأمر الله في زماننا هذا بمصر والحجاز والعراق عقب كثير جداً.

وجد قبيلة الصبيحات الجامع هو أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله الثالث محمد بن المستمسك بالله يعقوب بن المتوكل عبدالعزيز بن يعقوب بن المتوكل محمد بن المعتضد ابو بكر بن المستكفي سليمان بن الحاكم احمد بن الحسن بن ابي بكر بن الحسن بن علي القبي بن المسترشد الفضل بن المستظهر احمد بن المقتدى عبدالله بن محمد بن القائم عبدالله بن القادر احمد بن اسحاق بن المقتدر جعفر  بن المعتضد احمد بن الموفق طلحة بن المتوكل جعفر بن المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن ابي جعفر المنصور عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس الهاشمي القرشي العباسي.

واستمر الخليفة ابو عبدالله محمد المتوكل على الله الثالث بالخلافة الى أن قصد السلطان العثماني سليم باشا، بلاد الشام ومصر ليفتحها وحصلت بينه وبين السلطان الغوري معركة مرج دابق بجوار حلب في يوم الاحد 25رجب سنة 922ه/ 24 اغسطس سنة 1516م، فانتصر العثمانيون فيها وقتل اوائل محرم السلطان الغوري، اثناء القتال، ودخل السلطان سليم مصر عام 923ه، فوجد المتوكل على الله محمد اخر خلفاء العباسيين في مصر، فأخذه مع الاسرى وارسله الى الاستانة.

وهناك اجبر على التنازل عن الخلافة الى ملوك بني عثمان. وطلب الخليفة المتوكل على الله محمد العباسي من السلطان سليم خان ان يأذن له بأن يسكن المدينة، فأذن له بذلك واعانه، ولكن لم يتيسر له المسير الى المدينة المنورة فأذن لبعض اولاده أن يسكن المدينة وهو الشيخ عبدالوهاب وبعض اخوته،

أما هو فبقي في القاهرة الى أن توفي بها سنة 951ه، وله من الابناء: هارون، وعبدالوهاب، وخليل، وعثمان، وعمر. وفي رواية اخرى انه خلف ثلاثة اولاد عمر وعثمان ويحيى وكانوا موظفين في الخزانة العثمانية مدة حياتهم ثم اندرجوا لم يعرف احوال اعقابهم. وفي رواية اخرى انه له من الذرية هارون وعمر فقط.

وفي كتاب كلشن خلفا يذكر المؤلف (نظمي زاده مرتضى افندي)، المنشور في الاستانة في سنة 1143ه وتناول فيه معلومات عن العالم الاسلامي بصورة عامة وعن العراق وهذا الكتاب مترجم الى العربية في القرن الماضي في عام 1972م من قبل موسى كاظم نورس، حيث ذكر فيه ما نصه “في سنة 902 ه، انقضت ايام عمر المتوكل على الله عبدالعزيز بن يعقوب. وفي سنة 923ه احتل مصر درة تاج سلاطين آل عثمان السلطان سليم خان وعند عودته كان المستمسك قد بلغ ارذل العمر فلم يتمكن من مرافقته، وإنما أصطحب معه أبنه المتوكل على الله محمد الى ديار الروم، وهناك حبسه في القلعة المسماة يدى قلة. وفي سنة 926 أطلق سراحه، وفي بداية هذا العام قضى المستمسك نحبه وأرتحل إلى الدار الاخرة. وفي سنة 945ه توفي أيضاً المتوكل وقد خصص السلطان لولديه عمر وعثمان راتباً من الخزينة العامرة، وبوفاتهما أنقرض أسم الخلافة والخلفاء”.

وهذا الرأي تؤيده المشجرة في كتاب بحر الانساب المسمى بالمشجر الكشاف لأصول السادة الاشراف، للعلامة النسابة السيد محمد بن احمد بن عميد الدين الحسني النجفي التي حققناها ووجدنا فيها اسم جدنا محمد المتوكل على الثالث. وهم من نسل الخلفاء العباسيين كما سبق القول الذين اسسوا الخلافة العباسية بعد سقوط بغداد في ارض الكنانة (مصر)، والصبيحات من تلك السلالة المباركة من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولهم بيوت عامرة في شتى انحاء الوطن العربي عموماً، وفي العراق على وجه الخصوص. فهم كما سبق القول ينتسبون الى العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي، وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن خلال البحث والمقابلات الشخصية تبين أن السادة الصبيحات العباسيون جاءوا الى مناطقهم الحالية في بداية 1730م، وهناك من يقول أن الامير محمد بن عمر هو من هاجر أولاً في بداية الالف الهجري وتوفي في الشام، فالصبيحات العباسيين هم من  من ذرية الامير عمر، وتشير المصادر التاريخية أن الامير سليمان بن محمد  سمي بالصبيح لصباحة وجهه وبهاء طلعته متشرب الوجه بالبياض الناصع، والعرب كانت تسمي هكذا الوجه المتميز بالبياض بالصبيح أو الصبوح.

نزحت الصبيحات العباسية كما نزحت غيرها من العشائر والقبائل والاسر من بلاد الحجاز بحثاً عن حياة تتوافر فيها حياة الرفاه، فكانت محطتهم الاولى هي بلاد الشام ردحاً من الزمن، ثم نزلوا مع مجرى نهر الفرات فكانت محطتهم الاولى هي مدينة عنه غرب حديثة، واستقروا فيها فترة من الزمن وهناك كانت لهم مصاهرة مع عشيرة الجغايفة، فهم اخوال خلف بن غانم واخوال ساير ولده، ثم نزلوا مع مجرى النهر بعد ذلك الى ان استقروا في منطقة الخالدية غرب مدينة هيت 10 كم مقابل جزيرة الفليوي حالياً بالقرب من الشاكرية وهي المحطة الثالثة لهم في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وفي هذا التاريخ جرت لهم حادثة مع عشيرة العكيل في مركز مدينة هيت، كانت على شكل جدال ثم تحول الى معركة بين الطرفين قتل على اثرها شيخ العكيل (بطاح)، مما ادى الى هيجان العشائر الاخرى وتوحدها ضدهم وهي عشائر الدليم والموالي والعبيد وغيرها، في معركة ادت الى مغادرة المنطقة والنزول والانتشار في مناطقهم اليوم في االكرمة، والفرحاتية والرمادي.

وذكر كثير من النسابة هذه المعركة وتاريخ الهجرة والنزوح، ومنهم النساب الحاج عبدالله محيميد الفياض، وولده ابو عمار حاكم العبدالله، والنساب جبار عبد فهد، والشيخ شاكر محمود حنوش، وكذلك المؤرخين منهم حميد علي احمد الالوسي، وعبدالله احمد العزام، ووادي حسين المعيني وغيرهم من المؤرخين والنسابة.

من هذه الحادثة انتشرت القبيلة في العراق، منهم من سكن الانبار ومنهم من سكن صلاح الدين ومنهم من سكن جنوب العراق، وتشير المعلومات عند كبار السن ان منهم من رجع مع النهر الى اعالي الفرات في بلاد الشام.

وتتكون قبيلة الصبيحات من ستة عشائر تتفرع الى افخاذ وفند كثيرة، يرأسهم الشيخ (احمد عبدالله جسام الصبيحي العباسي) شيخ عام الصبيحات في العراق، وهذه العشائر هي:

1. عشيرة البو ساير: تتكون من خمسة افخاذ رئيسة هي فخذ البو عايد، وفخذ البو عواد، وفخذ البو فهد، وفخذ البو سلمان، وفخذ البو جواد، يرأسهم الشيخ شاكر محمود حنوش، مساكنهم الكرمة.

2. عشيرة البو حمادي: تتكون من عدة افخاذ هي فخذ البو كاظم، وفخذ البو عيسى، وفخذ البو عليوي، وفخذ البو نجم، وفخذ حبيتر، يرأسهم الشيخ محمد حميد ريحان.

3. عشيرة البو ماضي: تتكون من فخذين هما فخذ البو مطرود، وفخذ البو علي، يرأسهم الشيخ نجم عبود ابراهيم.

4. عشيرة البو حمود: تتكون من فخذين هما فخذ البو شبيب، وفخذ البو فياض (الملالي)، يرأسهم الشيخ طلال عبدالله.

5. عشيرة الصبيحات (اولاد حسين) وتتكون من ثلاثة افخاذ هي فخذ طعمة الحسين، وفخذ عبد الحسين، وفخذ خلف الحسين، تسكن اغلبيتهم في محافظة صلاح الدين وجزء منهم في منطقة النساف والرمادي. يرأسهم الشيخ مصلح محمد مطلك. وهناك الصبيحات في سوريا اولاد ابراهيم ابو خشم ابن الامير مكلد شقيق حسين بن مكلد يراسهم الشيخ محمود يحيى الصبيحي وعشيرة المحميد الصبيحية يراسهم الشيخ محسن احمد الصبيحي

6. عشيرة الصبيحات في جنوب العراق (أولاد المحيسني):

والمحيسني هو امير قبيلة بني سعيد في عشائر المنتفك سنة 1122 هـ.

وقد ذكرها الكاتب محمد باقر الجلالي في كتابه ( موجز تاريخ عشائر العمارة ) والكاتب عبد الكريم الندواني في كتابه ( تاريخ العمارة وعشائرها).

وتتكون الصبيحات في جنوب العراق من عدة افخاذ هي:

1. فخذ الشايع ويترأسهم الشيخ تركي سلمان ال سفيح.

2. فخذ الحوامد ويترأسهم الشيخ فليح حسن ال هداد.

3. فخذ السماك ويترأسهم الشيخ رزاق جعفر عطشان.

4. فخذ المشكور يرأسهم الشيخ حامد حسين ناصر.

5. فخذ آل عبيد يرأسهم الشيخ محسن زغير راشد.

ويرأس عموم الصبيحات في جنوب العراق الشيخ خالد مطشر نعيمة آل سفيح.