انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Jibun, bukiyou desu kara/المعالجة العقلانية العاطفية السلوكية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

معالجة السلوك العقلانية العاطفية (Rational Emotive Behavior Therapy أو اختصاراً REBT) هي علاج نفسي شامل، فعال وتوجيهي، مبني على أسس فلسفية وعلمية، يُركّز على حل المشاكل العاطفية والسلوكية والانزعاجات وعلى تمكين الناس من عيش حياة أكثر سعادةً وإشباعاً.[1] تم تطويرها من قِبَل المُعالج النفسي وعالم النفس الأمريكي ألبرت إليس والذي ألهمته تعاليمٌ عديدة لفلاسفة آسيويين وإغريقيين ورومانيين ومعاصرين.[2][3] الـREBT هي إحدى أنواع المعالجات الاستعرافية السلوكية، وقد طرحها إليس للمرة الأولى في وسط الخمسينيات واستمر بتطويرها حتى موته في عام 2007.[4][5][6]

تاريخها[عدل]

الـREBT هي نظام نظري وتطبيقي للعلاج نفسي، وأيضاً مدرسة من الأفكار أسسها ألبرت إليس. سماها في بادئ الأمر بإسم المعالجة العقلانية، ومن ثم غير اسمها إلى المعالجة العقلانية العاطفية في 1959، ومن ثم إلى اسمها الحالي في 1992. الـREBT هي إحدى أولى المعالجات الاستعرافية السلوكية، وقد أعلن عنها إليس في مقالات نُشِرَتْ للمرة الأولى في عام 1956، قبل عقد تقريباً من قيام آرون بك بتقديم معالجته الاسعرافية.

الافتراضات النظرية[عدل]

أحد أهم الافتراضات النظرية للـREBT هو أن الناس، في أغلب الحالات، لاينزعجون فقط من الشدائد التي يمرون بها، بل وأيضاً بسبب الطريقة التي يبنون بها نظرتهم إلى الواقع من خلال لغتهم واعتقداتهم والمعاني (بالنسبة لهم) وفلسفاتهم التقييمية للعالم ولأنفسهم وللآخرين.[7] هذا المفهوم يعود بقدمه إلى الماضي السحيق، فالفيلسوف اليوناني إبكتاتوس كان يطرح أفكاراً مشابهةً في عصره.[8] في الـREBT عادة يبدأ المرضى بتطبيق هذا الفرض عن طريق ما يسمى بـ"نموذج A-B-C" للانزعاجات والتغيرات النفسية.

نموذج A-B-C يقول بأنه ليست دائماً الشدائد (A من Adversity أي الشِّدّة) هي التي تؤدي إلى المشاعر والسلوكيات غير الفعالة (C من Consequences أي النتائج)، بل وأيضاً ما يعتقده الناس (B من Beliefs أي اعتقادات) حول الشدائد A. الشدائد A يمكن أن تكون حالة خارجية (شيء يحدث في أرض الواقع) أو داخلية كفكرة معينة أو أي شيء ما داخل الإنسان. كما أنها يمكن أن تشير إلى حدث في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.[9]

الاعتقادات B، والتي تشكل أهم جزء من نموذج A-B-C، هي المعاني الفلسفية الصريحة والضمنية، والافتراضات حول الأحداث، والرغبات الشخصية والتفضيلات. وهي جميعها تتمتع بأهمية بالغة وطبيعة تقييمية جداً (أي أن الإنسان يستخدمها في تقييم الأمور) وتتمتع بأشكال وأبعاد استعرافية وعاطفية وسلوكية متداخلة ومتكاملة فيما بينها. تقول الـREBT بأنه إن كانت الاعتقادات B التقييمية للحدث A جامدة ومطلقة وغير وظيفية، فإن النتائج العاطفية والسلوكية C غالباً ما تكون مُفَشِّلةً للنفس ومدمِّرة. في حين أنه إن كانت الاعتقادات B تفضيلية ومرنة وبناءة، فإن النتائج العاطفية والسلوكية C غالباً تكون مساعِدةً للنفس وبنّاءة.

وضع ألبرت إليس[10] ثلاث إدراكات عميقة تخص الـREBT:

الإدراك 1 - أن يدرك الناس ويتقبّلوا حقيقة أن انزعاجاتهم العاطفية في النقطة C تأتي جزئياً فقط من الأحداث المسببة أو الشدائد في النقطة A التي تسبق C. على الرغم من أن A تساهم في C، وعلى الرغم من أن الـC الإنزعاجية (كالشعور بالفزع أو الاكتئاب) تأتي أكثر بكثير بعد A سلبية قوية (كأن يتعرض المرأ للاعتداء أو الاغتصاب الجنسي) من ما قد تأتي بعد A سلبية ضعيفة (كأن لا يُعجَبَ شخصٌ غريبٌ بنا)، إلا أن الجذور الرئيسية أو المباشرة للانزعاجات العاطفية الهائلة والمدمّرة C هي اعتقادات الناس المطلقة — أي ما يراه الناس ضرورةً مطلقةً وما يترتب على ذلك من استنتاجات وأوصاف يصدقها الناس بشدّة حول الأحداث غير المرغوبة A.

الإدراك 2 - مهما كانت الطريقة والزمن والأسباب التي اكتسب بها الناس اعتقاداتهم المفشلة للنفس وغير العقلانية (أي الاعتقادات التي تسبب بشكل رئيسي النتائج العاطفية-السلوكية غير الفعالة)، إن كانوا منزعجين في الحاضر فإنهم يميلون للاحتفاظ باعتقاداتهم غير العقلانية وبالتالي يستمرون بإزعاج أنفسهم بهذه الأفكار. وسبب ذلك ليس أنهم كانوا يحملونها في الماضي، بل لأنهم لايزالون يحملونها في الحاضر، ولو عادة دون وعي لذلك، ويستمرون بإعادة تأكيد صحتها لأنفسهم والتصرف وكأنها لاتزال سليمة. في داخل عقولهم وقلوبهم هم لايزالون يحتفظون بالفلسفات المطلقة المُغوية التي تبنوها أو اخترعوها في الماضي، أو التي تقبلوها أو قاموا ببنائها حديثاً.

الإدراك 3 - مهما كان عمق وصول الناس للإدراكين 1 و 2، فإن الإدراك وحده نادراً ما يمَكِّن الناس من إبطال انزعاجاتهم العاطفية. قد يشعرون بشعور أفضل حين يعرفون (أو يظنون أنهم يعرفون) أسباب انزعاجاتهم، وذلك أن الادراك يعطي انطباعاً بأنه سيكون مفيداً وشافياً. ولكن غالباً فإنهم لن يتحسنوا بشكل حقيقي ويحافظوا على تحسنهم بشكل مستديم إلا إذا تقبلوا الإدراكين 1 و 2 أولاً ومن ثم طبّقوا وبقوّة الإدراك 3 وهو: عادةً لا يوجد طريقة للتحسن والحفاظ على التحسن إلا من خلال التالي: العمل المستمر والتدرُّب على البحث والعثور على الاعتقادات اللاعقلانية المسببة (للانزعاجات)؛ مجادلة هذه الاعتقادات بنشاط وبقوة وبمنهج علمي؛ استبدال ضرورياتنا المطلقة بتفضيلات مرنة؛ استبدال مشاعرنا الغير صحية بمشاعر صحية مساعدة للنفس؛ التصرف بحزم ضد مخاوفنا وأفكارنا وسلوكياتنا الإكراهية. فقط بواسطة هجوم استعرافي عاطفي سلوكي، وأيضاً مثابرٍ وشديد، على المشاكل العاطفية الكبيرة نستطيع أن نعالجها ونزيلها على نحو كبير - ونبقيها مُزالة.

عدم الوظيفية النفسية[عدل]

أحد الأركان الرئيسية في الـREBT هو أن النماذج الغير عقلانية والغير وظيفية من التفكير والشعور والسلوك تساهم في كثير من (ولكن ليس كل) الانزعاجات والعواطف والسلوكيات المفشلة للنفس والمجتمع. الـREBT بشكل عام تُعَلّمُ أنه حين يحوّل الناس تفضيلاتهم المرنة ورغباتهم وأمنياتهم إلى إلى أوامر متكبّرة ومطلقة ومستميتة، فإن ذلك يساهم في ازعاجهم وإحباطهم.

إليس اقترح ثلاثة اعتقادات أو فلسفات رئيسية يميل الناس إلى إزعاج أنفسهم بها:[10]

"علي بشكل مطلق، وعملياً تحت كافة الظروف وفي كل الأوقات، أن أؤدي بشكل جيد (أو بشكل رائع وملفت) وأكسب التقدير (أو الحب المطلق) من الناس الذين أهتم لهم. إن فشلت في هذه النواحي الهامة -والمقدّسة-، فإنه أمر مريع وسأكون شخصاً سيئاً وغير مثابر وغير جدير، شخص على الأغلب يفشل دائماً ويستحق المعاناة." "على الناس الآخرين، الذين أرتبط بهم أو أرافقهم، وبشكل مطلق وعملياً تحت كل الظروف وفي كل الأوقات، أن يعاملوني بلطف وبشكل مراعٍ للمشاعر وعادل. وإلا، فإنه أمر بغيض وهم أناس فاسدون وسيؤون وغير جديرون، يعاملونني دائماً معاملة سيئة ولا يستحقون حياة جيدة، ويجب أن يعاقَبوا بشدة على كونهم بُغضاء معي إلى هذا الحد." "الظروف التي أعيش فيها يجب بشكل مطلق، وعملياً في كافة الأوقات، أن تكون إيجابية وآمنة وخالية من التعب، ويمكن الاستمتاع بها بسرعة وسهولة. وإن لم تكن كذلك فهي بغيضة ومريعة ولا أستطيع احتمالها. لن أستطيع أن أستمتع على الإطلاق، حياتي ستكون مستحيلة وبالكاد تستحق أن أعيشها."
حمل هذا الاعتقاد حين مواجهة الشدة يساهم في الشعور بالقلق والاكتئاب واليأس وعدم القيمة. حمل هذا الاعتقاد حين مواجهة الشدة يساهم في الشعور بالغضب والاهتياج والثوران وإلى اللؤم والحقد. حمل هذا الاعتقاد حين مواجهة الشدة يساهم في الاحباط وعدم الراحة وعدم التحمّل، والشعور بالأسى على النفس، والغضب والاكتئاب، وسلوكيات مثل المماطلة (أو التسويف) والتجنُّبْ وعدم الفعل (السلبية) والكسل.

الصحة النفسية[عدل]

تدخّل الـREBT العلاجي[عدل]

الحدود والنقد[عدل]

التطبيقات والواجهات[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ Ellis, A. (1994) Reason and Emotion in Psychotherapy: Comprehensive Method of Treating Human Disturbances : Revised and Updated. New York, NY: Citadel Press
  2. ^ Ellis, A. (2004) Rational Emotive Behavior Therapy: It Works for Me--It Can Work for You. Amherst, NY: Prometheus Books.
  3. ^ McMahon, J., &d Vernon, A. (2010) Albert Ellis: Evolution of a Revolution: Selections from the Writings of Albert Ellis, Ph.D. Fort Lee, NJ: Barricade Books.
  4. ^ Ellis, A. (2007) All Out! An Autobiography. Amherst, NY: Prometheus Books.
  5. ^ Velten, E. (2010) Under the Influence: Reflections of Albert Ellis in the Work of Others. Tucson, AZ: See Sharp Press
  6. ^ Velten, E. & Penn, P. E. REBT for People With Co-occurring Problems: Albert Ellis in the Wilds of Arizona. Sarasota, FL: Professional Resource Press.
  7. ^ Ellis, Albert (2001). Overcoming Destructive Beliefs, Feelings, and Behaviors: New Directions for Rational Emotive Behavior Therapy. Promotheus Books.
  8. ^ http://www.getselfhelp.co.uk/epictetus.htm
  9. ^ Dryden W., & Neenan M. (2003). Essential Rational Emotive Behaviour Therapy. Wiley.
  10. ^ ا ب Ellis, Albert (2003). Early theories and practices of rational emotive behavior theory and how they have been augmented and revised during the last three decades. Journal of Rational-Emotive & Cognitive-Behavior Therapy, 21(3/4)

للمزيد من القراءة[عدل]

وصلات خارجية[عدل]


عامّة[عدل]

تطبيقات الـREBT[عدل]