انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Kenzalgerienne1/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

(الامازيغية) الموروث الاستعماري

حدة التأثر بالموروث الاستعماري انجرت عنها قراءة انتقائية للتاريخ، إذ "ذَوَّتَ" قسم من دعاة الأمازيغية الخطابَ الاستعماري وتصورات ونظرة الآخر للذات الأمازيغية. وبما أن هذه الأسطورة أسست على إسقاط الإسلام سارت عملية "التذويت" على خطاها، إذ يقصي هؤلاء ماضيهم وحاضرهم الإسلامي بدعوى الاضطهاد الهوياتي العربي.

فمن جهة يعتزون بأمجادهم في عهد ما قبل الإسلام باسترجاع تاريخ نوميديا وبطولات يوغرطة، متناسين رفضه للإمبراطورية الرومانية –التي تشكل أحد مقومات هوية صانعي الأسطورة الأمازيغية- ولمتوسطيتها التي يؤكد عليها هؤلاء اليوم، ثم فيما بعد بطولات كسيلة والكاهنة.

أما من جهة أخرى فيستبعدون قروناً إسلامية صاغت هويتهم وتاريخهم، ويعتز خطابهم بكسيلة والكاهنة وحتى القديس أوغسطين ربما لإثبات علاقة تاريخية بأوروبا المسيحية عبر المتوسط. وهنا المفارقة، يرفضون الإسلام باسم علمانية عتيدة لكنهم يمجدون القديس أوغسطين وهو من أكبر أقطاب المسيحية في عصره وأحد رموز كنيستها، وهو الذي شرعن تقتيل بربر مسيحيين كما نظَّر للحرب "الدينية" العادلة.

استبعد هذا الخطاب وبمرجعية انتقائية أمجاد البربر وعزتهم الإسلامية -حيث أسسوا دولا كالمرابطين والموحدين- من سجله، لتكون أمازيغية كسيلة لا أمازيغية طارق بن زياد. إن التأكيد على الأول دون سواه يعني التنكر للتاريخ والتأثير الإسلاميين، فيما يعني التأكيد على الثاني -إلى جانب الأول- مطالبة الأمازيغ واعتزازهم بدورهم في التاريخ العربي الإسلامي. إن التاريخ الأمازيغي كل لا يتجزأ.

والمثير أن يتحدث البعض عن أصالة الأمازيغية عند نقد الرافد العربي الإسلامي بينما ينسونها لدى محاولة ربطها بماض مسيحي متوسطي وبالتالي غربي (يذكرنا هذا الربط بمنظري دعاة الفرعونية والمتوسطية في مصر.[1][1]

  1. ^ "الجزائر | مجلة الوعي العربي". الجزائر | مجلة الوعي العربي (بالفرنسية). Retrieved 2018-11-11.