انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Massamaroc

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

إن الأصول والجذور التاريخية لمنطقة ماسة، تعود لمجموعة من الفرضيات، ومنها أن يكون تأسيسها (ماسة) من طرف بعض الجاليات التجارية أو بحارة فينيقيين بدعوى أنهم يملكون خمس وكالات تجارية على الساحل المغربي في جنوب رأس غير، فالأرجح أن تكون ماسة قد اختيرت من طرف هؤلاء البحارة الفينيقيين، كما أن هناك فرضية أخرى تربط أصل ماسة برواية عقبة بن نافع، حيث وصوله إلى الساحل بعد أن غزا المغرب و أخضع سوس الأقصى، فالمؤكد حسب روبير مونطاني ROBERT MONTAGNE أن ماسة قد كونت مركزا إسلاميا دينيا متميزا تحدث عنه العديد من الجغرافيين و المؤرخين العرب . ويعتبر اليعقوبي من بين هؤلاء الذين تحدثوا عن هذا المركز الإسلامي منذ تاريخ مبكر، حيث انطلق من الحديث عن الميناء والنشاط التجاري للمنطقة في نهاية القرن التاسع الهجري، وأشار إلى اسم رباط مشهور وهو رباط "سيدي بهلول" الموجود قرب البحر ، وأكد اليعقوبي في القرن الحادي عشر على أهمية موسم ماسة التجاري وشهرة رباطه الذي هو مأوى للصالحين ومزار الأولياء، كما أورد أيضا ابن خلدون الأساطير التي لم ينته يتداولها منذ عصره، وهي أن الامام المهدي والدجال سيظهران في ماسة ، ويعتبر الزياني المؤرخ الوحيد الذي أشار إلى أن ماسة *من تأسيس البربر قبل الإسلام، في حين أن حسن الوزان يجعل الافارقة الأقدمون هم مؤسسوها. وتعتبر مدينة ماسة في السوس الأقصى وفي الجنوب المغربي عامة أهم مركز سياسي واقتصادي وتجاري، ولذلك تنكب الدراسات التاريخية على إبراز أدوارها التي تؤديها عبر العصور، وهذه المدينة واحدة في نظر المؤرخين وتقع في أعالي الوادي قرب المصب، كما أن البعض من المؤرخين يظن بتعدد ماسة بجمع ماسات، غير أن هذا الظن مرفوض عند أغلب المؤرخين لأن الزائر الواصف لمنطقة ماسة يمكن أن يسأل أحد السكان عن اسم قرية فيجيبه بموقعها في ماسة لا باسمها. وهذا ما أشار إليه (المختار السوسي) وهو يسوق كلام غيره من ذلك فيقول: (ماسة، ربما كانت هي ماستات التي ذكرها المؤلف (بلين) الروماني، وهي في مصب الوادي المسمى بهذا الاسم بحدود مملكة سيدي هاشم التازروالتي، وهي مدينة قديمة، لأنها في عهد البكري كانت رباطا... وذكر ليون الافريقي (ابن الوزان) أنه يعرف ثلاث ماسات)) وعلق السوسي على ذلك بقوله: (( أما مرمول فقد ذكر – ولم ندر ما مستنده في ذلك – أن هذه المدينة كانت تعرف في القديم باسم تمست (وهو النطق البربري لاسم ماسة)... وأما المدينة التي تذكر في ماسة، فقد ذكرنا فيما تقدم موقعها في أعالي الوادي، وقد خربت بعد القرن الخامس، ولا يبعد أن تكون هي المدينة القديمة التي احتلها المسلمون يوم الفتح، ثم جددت فبقيت إلى القرن الخامس كما رأيت)) ، بل كانت مدينة ماسة بعد هذا القرن معروفة الآفاق، مشهورة الاسم، فهي بجانب مدينة تارودانت تقصد و تذكر وخاصة في عهد الدولة السعدية التي تجاهد ضد البرتغاليين بزعامة المولى أحمد الذي ((نجح في الاستيلاء على مدينتين هامتين ببلاد سوس خلال سنة 1516 إحداهما بالشمال، وهي تارودانت التي كانت بحق من أعظم المراكز الهامة بسوس، والباب الموصلة إلى بلاد الحوز عبر جبال الأطلس الكبير والمدينة الثانية هي (ماسا)، الساحلية التي خرج أهلها عن طاعة البرتغاليين. .