انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Memoud7/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

إن همزة الوصل ودرسها هذا يعد مجهولا اليوم من قبل الكثيرين وهو درس مهم من العربية

يقول ابن مالك في ألفيته المشهورة ألفية بن مالك

للوَصْلِ هَمْزٌ سابقٌ لا يَثْبُتُ = إلَّا إذا ابْتُدِي بهِ كاسْتَثْبِتُوا وَهُوَ لفِعْلٍ ماضٍ احْتَوَى على = أَكثرَ مِنْ أربعةٍ نَحْوُ انْجَلَى والأمْرِ والمصدَرِ منهُ وكَذَا = أَمْرُ الثلاثِي كاخْشَ وامْضِ وانْفُذَا وفي اسمٍ اسْتٍ ابنٍ ابْنِمٍ سُمِعْ = واثنَيْنِ وامْرِئٍ وتأنيثٍ تَبِعْ وايْمُنُ هَمْزُ ألْ كذا ويُبْدَلُ = مَدًّا في الاستفهامِ أوْ يُسَهَّلُ

الشرح: فصلٌ في زيادةِ همزةِ الوصلِ لِلوَصْلِ هَمْزٌ سَابِقٌ لا يُثْبَتُ = إلا إذا ابْتُدِي بِهِ كَاسْتَثْبِتُوا([1]) لا يُبْتَدَأ بساكنٍ كما لا يُوقَفُ على متحرِّكٍ، فإذا كانَ أوَّلُ الكلمةِ ساكنًا وَجَبَ الإتيانُ بهمزةٍ متحرِّكَةٍ تَوَصُّلاً للنطقِ بالساكنِ وتُسَمَّى هذه الهمزةُ همزةَ وصلٍ، وشأنُها أنَّها تُثْبَتُ في الابتداءِ، وتسقطُ في الدَّرْجِ نحوَ: اسْتَثْبِتُوا، أمرٌ للجماعةِ بالاستثباتِ. وَهُوَ لِفِعْلٍ ماضٍ احْتَوَى عَلَى = أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ نَحْوَ: انْجَلَى([2]) وَالأَمْرُ وَالمَصْدَرُ مَنْهُ وَكَذَا = أَمْرُ الثُّلاَثِي كَاخْشَ وَامْضِ وَانْفُذَا([3]) لمَّا كانَ الفعلُ أصلاً في التصريفِ اختصَّ بكثرةِ مجيءِ أوَّلِهِ ساكنًا فاحتاجِ إلى همزةِ الوصلِ، فكلُّ فعلٍ ماضٍ احتوى على أكثرِ مِنْ أربعةِ أحرفٍ يجِبُ الإتيانُ في أوَّلِه بهمزةِ الوصلِ نحو: اسْتَخْرَجَ، وانْطلَقَ َوكذلك الأمرُ منه نحو: اسْتَخْرِجْ وانْطَلِقْ، والمصدرُ نحوَ: اسْتِخْرَاجٍ،وَانْطِلاَقٍ، وكذلك تجِبُ الهمزةُ في أَمْرِ الثلاثيِّ نحوَ: اخْشَ وامْضِ وانْفُذْ، مِنْ خَشِيَ ومَضَى وَنَفَذَ.

وفي اسمٍ استٍ ابنِ ابنُمٍ سُمِعَ = وَاثْنَيْنِ وامْرِئٍ وتَأْنِيثٍ تَبِعْ([4]) وَايْمَنُ، هَمْزُ أَلْ كَذَا، وَيُبْدَلُ = مدًا فِي الِاسْتِفْهَامِ أَوْ يُسَهَّلُ([5]) لم تُحفظْ همزةُ الوصلِ في الأسماءِ التي ليستْ مصادرَ لفعلٍ زائدٍ على أربعةٍ إلا في عشرةِ أسماءَ: اسمٍ وَاسْتٍ، وابنٍ، وابْنُمٍ، وَاثْنَيْنِ، وَامْرِئٍ وامْرَأَةٍ، وَابْنَةٍ، واثْنَتَيْنِ وايْمَنُ - في القسمِ ولم تُحْفَظُ فِي الحروفِ إلا في "أل"، ولمَّا كانتِ الهمزةُ مع "أل" مفتوحةً، وكانَتْ همزةُ الاستفهامِ مفتوحةً، لم يَجُزْ حَذْفُ همزةِ الاستفهامِ لئلا يلتبسَ الاستفهامُ بالخبرِ، بل وَجَبَ إبدالُ همزةِ الوصلِ ألفًا نحو: آلأميرُ قائمٌ؟ أوْ تَسْهِيلُها ومنه قولُه: 358- أَأَلْحَقُّّ إِنَّ دَارَ الربَابِ تَبَاعَدَتْ = أَوِ انْبَتَّ حَبْلٌ أنَّ قَلْبَكَ طَائرُ([6])


([1])(للوصل) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (همز) مبتدأ مؤخر (سابق) نعت لهمز (لا) نافية (يثبت) فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى همز، والجملة من يثبت المنفي بلا وفاعله المستتر فيه في محل رفع نعت ثان لهمز (إلا) أداة استثناء لإيجاب النفي (إذا) ظرف متعلق بقوله (يثبت) (ابتدي) فعل ماض مبني للمجهول (به) جار ومجرور متعلق بابتدي (كاستثبتوا) الكاف جارة لقول محذوف، والباقى يعلم إعرابه مما سبق مكررا.

([2]) و(هو) مبتدأ (لفعل) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (ماض) صفة لفعل (احتوى) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعل (على أكثر) جار ومجرور متعلق باحتوى، وجملة احتوى وفاعله في محل جر صفة ثانية لفعل (من أربعة) جار ومجرور متعلق بأكثر (نحو) خبر المبتدأ محذوف، أي: وذلك نحو، ونحو مضاف و(انجلى) قصد لفظه: مضاف إليه.

([3]) و(الأمر) معطوف على (فعل) في البيت السابق و(المصدر) مثله (منه) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المصدر و(كذا) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (أمر) مبتدأ مؤخر، وأمر مضاف و(الثلاثي) مضاف إليه (كاخش) الكاف جارة لقول محذوف، كما علمت مرارا، واخش: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (وامض وانفذا) معطوفان على اخش.

([4])(وفي اسم) جار ومجرور متعلق بقوله (سمع) الآتي (است ابن ابنم) معطوفات على اسم (سمع) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى همز الوصل و(اثنين، وامرئ، وتأنيث) معطوفات على ما قبله (تبع) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى تأنيث والجملة من تبع وفاعله المستتر فيه في محل جر نعت لتأنيث.

([5]) و(أيمن) معطوف على اسم في البيت السابق، ورفعه على الحكاية، لأنه ملازم للرفع، إذ هو لا يستعمل إلا مبتدأ (همز) مبتدأ، وهمز مضاف و(أل) مضاف إليه (كذا) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، و(يبدل) فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل – وهو المفعول الأول ليبدل – ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى همز أل (مدا) مفعول ثان ليبدل (في الاستفهام) جار ومجرور متعلق بيبدل (أو) حرف عطف وتخيير (يسهل) فعل مضارع مبني للمجهول معطوف على قوله (يبدل) السابق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه.

([6])358 - نسب قوم من العلماء هذا البيت لحسان بن يسار التغلبي، وهو واقع ثاني أبيات قطعة عدتها عشرة أبيات لعمر بن أبي ربيعة المخزومي، فانظر هذه القطعة في ديوان عمر (القطعة رقم 4 ص 101 بشرحنا) اللغة: أألحق هو بهمزتين أولاهما همزة الاستفهام وثانيتهما همزة أل وقد سهلت الثانية، فلم تحذف لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر، ولم تحقق لأنها همزة وصل (الرباب) – بفتح الراء، بزنة سحاب – اسم امرأة (انبت) انقطع (حبل) أراد به التواصل والألفة (طائر) أراد أنه غير مستقر. الإعراب: (أألحق) الهمزة الأولى للاستفهام ألحق: منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر مقدم، فإن رفعته فهو مبتدأ (إن) شرطية (دار) فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده أي: إن تباعدت دار، ودار مضاف و(الرباب) مضاف إليه (تباعدت) تباعد: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث (أو) عاطفة (انبت) فعل ماض (حبل) فاعل انبت (أن) حرف توكيد ونصب (قلبك) قلب: اسم أن، وقلب مضاف والكاف مضاف إليه (طائر) خبر أن، و(أن) ومعمولها في تاويل مصدر مرفوع مبتدأ مؤخر إن أعربت (ألحق) ظرفا متعلقا بمحذوف خبر مقدم، أو خبر المبتدأ إن أعربت (ألحق) مبتدأ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سياق الكلام، والتقدير: إن تباعدت دار الرباب فإن قلبك طائر. الشاهد فيه: قوله (أألحق) حيث سهل همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام على ما قررناه لك في لغة البيت. .[1]


  1. ^ http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=2514 .