انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Minouchiou/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

السر عن الصوفية هو حالة نفسية إيمانية مردها إلى كثرة تدبر المريد وشعوراته وأذواقه ضمن مقام الإحسان.

تعريف[عدل]

السر عند المتصوف هو ناتج عن عبادته وكثرة ذكره وخلوته مع الله سبحانه وتعالى وكثرة تدبره وتأمله وتفكره، فتظهر له بعض المعاني الدقيقة التي تحتاج إلى شرح كبير إذا ما أراد استخدام اللغة المعتادة، هذه الشعورات والأذواق يكتشف بها سرا من أسرار العبادة.

السر هو أمر شخصي، وذوق شخصي، وتجربة شخصية، ويمكن تعريفه على أنه:

«تكاثر المعارف على قلب العارف»

عندما يذوق العارف شيئا لا يستطيع أن يصل به باللغة المعتادة فإنه يعجز عن الكلام، وليس أنه سر لا ينبغي أن يقوله حتى لا يُفتن.

وهذا السر هو أمر شخصي وذوق شخصي يفيد المريد وقد لا يفيد الأشخاص الآخرين، وهي تجربة شخصية، ولكن الشريعة الإسلامية هي المتحكمة وهي المرجع، وهي التي يُقاس بها وهي المعيار الذي يُلجأ إليه في القياس.

فقضية أسرار الطاعة والعبادة مضبوطة بما أوصى به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في قوله[1]:

«تركتُكم على المحجة البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ» – سنن أبي داود

أما الأسرار والأذواق والانطباعات الشخصية المترتبة عن العبادة التي ليس من المناسب أن تُقال لأنها صعبة المنال، أو لأنها شخصية فلا يصلح أن يباح بها للآخرين من هذه الجهة، أو تكون نوعا من أنواع الفتح الذي فتح الله به على الإنسان ليزداد قربا وضراعة ولا يفيد البوح به لغيره.

السر في القرآن[عدل]

وردت كلمة سِرّ ومشتقاتها في عدة آيات من القرآن الكريم، منها:

سورة طه: ﴿وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [طه:7]

سورة الطارق: ﴿يَوْمَ تُبْلَى 'السَّرَائِرُ [الطارق:9]

البوح بالسر[عدل]

بما أن السر الصوفي هو قضية شخصية خصوصية، فقد يكون منحة وتشجيعا من الله -عز وجل- لهذا السالك المريد كي يواصل سيره على طريق الطاعة والعبادة[2].

ذلك أن السر هو نوع من الواردات الصوفية التي لا يحسن البوح بها أو إشاعتها لدى الناس مخافة فقدانها أثرها التربوي الإيماني[3].

«لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته (أي: أسراره)؛ فإن ذلك يقل عملها في قلبه، ويمنعه وجود الصدق مع ربه» – الحكم العطائية: الحكمة 189

أسرار الصلاة[عدل]

إقام الصلاة هو عبادة إسلامية مليئة بالأسرار التي يتذوقها المصلي المقيم لأركانها وسننها ومندوباتها[4].

«الصَّلاةُ مَحَلُّ المُناجاةِ ومَعْدِنُ المُصافاةِ؛ تَتَّسِعُ فيها مَيادينُ الأسْرارِ، وَتُشْرِقُ فيها شَوارِقُ الأنْوارِ. عَلِمَ وُجودَ الضَّعْفِ مِنْكَ فَقَلَّلَ أعْدادَها. وَعَلِمَ احْتِياجَكَ إلى فَضْلِهِ فَكَثَّرَ أَمْدَادَهَا» – الحكم العطائية: الحكمة 120

فالصلاة هي محل مناجاة العبد لربه بتلاوة كلامه والثناء عليه ومعدن المصافاة معه بتوجهه بكليته إليه وبقدر إقبال العبد يكون إقبال الرب.

وثمرتها إذا كانت على الوجه الأكمل أنها تتسع فيها ميادين الأسرار، أي تتسع فيها القلوب الشبيهة بالميادين للفرسان بمعنى أنها تنشرح بتوارد الأسرار أي العلوم والمعارف التي تتسابق إليها كتسابق الفرسان[5].

فيديوهات[عدل]

المراجع[عدل]


[[تصنيف:صفحات بترجمات غير مراجعة]] [[تصنيف:فلسفة صوفية]] [[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]