وفاة المنصور محمد بن يحيى حميد الدين؛ إمام اليمن، في قفلة عذر، من بلاد حاشد. ومُبايعة ابنه الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، بصفته الإمام الخامس والستين، وقدوم عبدالله باشا إلى اليمن والياً عليه من الدولة العثمانية.
إعلان هدنة إنجرامز بين القبائل الحضرمية في اليمن، وهي عبارة عن اتفاقية دعا إليها المندوب السامي البريطاني في مدينة المُكَّلا، تلتزم القبائل الحضرمية بموجبها بإيقاف غارات بعضهم على بعض، وتنص على أن القبيلة التي ترفض إيقاف غاراتها سوف تتعرض للقصف من جانب القوات الإنجليزية، وتُنذر بذلك قبل 48 ساعة من بداية القصف.
الإمام يحيى يدخل صنعاء، بعد أن دانت له كل من حجة ويريم وذمار ورداع، وأعلنت كثير من المناطق والمدن ولاءها له، باستثناء الألوية الثلاثة: تهامة، وتعز وإب، وبلاد حراز.
وقوع معركة الدكيم في منطقة لحج اليمنية، وانتصرت فيها القوات اليمنية التركية على قوات سلطان لحج علي بن أحمد، الموالية للإنجليز، ودخلت لحج، وانسحب منها سلطانها علي بن أحمد العبدلي إلى عدن، وهناك اغتيل رمياً بالرصاص.
قوات الإمام يحيى تنجح في قمع حركات بعض مشايخ الجبال الانفصالية؛ مما أدى إلى استقرار الوضع السياسي الداخلي في اليمن، وعزَّز سلطة الإمام يحيى، الذي أصدر أوامره إلى قواته بالتوجه صوب المحميات العدنية؛ ليرغم بريطانيا على فك حصارها عن البحر الأحمر. استولت قوات الإمام على أراضي سلطنة القعيطي، وإقليم البيضاء الواقع إلى الشرق من عدن.
زحف الجيش اليمني بقيادة السيد عبدالله بن أحمد الوزير لحرب الأدارسة. وكانت تهامة هي ساحة الحرب. وهزم الأدارسة واستولى اليمنيون على ميناء الحديدة وغيره من موانئ تهامة ومدنها. وعين الإمام ولاته عليها. ثم واصل الجيش اليمني تقدمه صوب عسير، وحاصر مدينتي صبيا وجازان، واضطر السيد الحسن الإدريسي إلى أن يعرض على الإمام يحيى صلحاً، يقضي بكف الإمام عن محاولة الاستيلاء على المدينتين المذكورتين، مقابل اعتراف الأدارسة بولائهم للإمام يحيى وحكمه عسير، على أن يمنح الإمام الأدارسة نفوذاً محلياً عليها. ولكن الإمام يحيى رفض العرض، وأصر على مواصلة محاولة الاستيلاء على منطقة عسير؛ مما حمل السيد حسن الإدريسي على توقيع معاهدة حماية مع الملك عبدالعزيز آل سعود، وكان ذلك في عام 1345 هـ/1925 م.
صدر العدد الأول من أول جريدة شهرية يمنية وحيدة، هي جريدة "الإيمان"، وظلت تصدر إلى أن توقفت لمدة خمس سنوات خلال الحرب العالمية الثانية، ثم عادت إلى الصدور، عام 1947، إلى أن توقفت نهائياً مع العدد الأخير منها في 15 جمادى الآخر عام 1377 الموافق 8 ديسمبر 1957. وقد أصدرت "الإيمان" 374 عدداً، وكانت جريدة "الإيمان" تنشر على صفحاتها أوامر الإمام، والمواعظ والإرشادات الدينية، ونماذج من القصائد الشعرية، التي غلب عليها الطابع الديني.
التوقيع في صنعاء على اتفاقية الصداقة والتجارة اليمنية الإيطالية لمدة عشرة سنوات، وتنص على ما يلي: مادة "5ـ1": تعترف حكومة جلالة ملك إيطاليا باستقلال حكومة اليمن، وملكها جلالة الإمام يحيى الاستقلال المطلق الكامل. ومع هذا فلا تتدخل حكومة إيطاليا المشار إليها في مملكة جلالة ملك اليمن الإمام بأي أمر من الأمور، التي تناقض ما في الفقرة الأولى في هذه المادة. مادة "5ـ2": تتعهد الدولتان بتسهيل التبادل في التجارة بين بلديهما. مادة "5ـ3": حكومة جلالة ملك اليمن تصرح بأنها ترغب أن تجلب طلباتها من إيطاليا، وذلك في الأشياء والآلات الفنية، التي تساعد بجلب الفائدة في نمو اقتصاد اليمن ونفعه، وكذلك في الأشخاص الفنيين، والحكومة الإيطالية تصرح بأنها تبذل جهدها حتى يصير إرسال الأشخاص والآلات الفنية والأشياء أنسب وجه في الأنواع والأثمان والرواتب. مادة "5ـ4": ما ذكر في المادة الثانية والثالثة لا يمنح حرية الطرفين في التجارة والمطلوبات. مادة "5": ليس لأحد من تجار المملكتين أن يجلب ويتجر في ما تمنعه إحدى الدولتين في بلادها، ولكل من الدولتين أن تصادر ما جلب إلى بلادها مما منع جلبه والتجارة فيه بعد الإشعار. مادة "6": هذه المعاهدة لا يكون معمولاً بها إلا من حين تصل إلى جلالة ملك اليمن؛ الإمام يحيى، مصدقة من جلالة ملك إيطاليا. مادة "7": تكون هذه المعاهدة جارية ومعمولاً بها لمدة عشر سنوات بعد تصديقها، كما في المادة السادسة. وقبل انقضاء مدة هذه المعاهدة بستة أشهر، إذا أراد الطرفان تبديلها بغيرها أو تمديدها، كانت المذاكرة في ذلك. مادة "8": ولمَا حرر في هذه المواد فجلالة ملك اليمن الإمام يحيى، وسعادة كفاليري غاسباريني بالوكالة عن ملك إيطاليا، قد صاغا هذه المعاهدة المحررة في نسختين متطابقتين باللغتين، العربية والإيطالية؛ ولعدم وجود من يعرف الترجمة من اللغة الإيطالية معرفة تامة لدى جلالة ملك اليمن، ولأن المفاوضة، التي تمت بين الطرفين بقصد الودية التجارية كان التفاهم فيها باللغة العربية، ولأن سعادة كفاليري غاسباريني قد تأكد بأن النص العربي هو مطابق للنص الإيطالي تماماً، لذلك اتفقنا بأنه إذا نشأت شكوك أو اختلاف في تفسير النصين، العربي والإيطالي، فالطرفان يعتمدان النص العربي وتفسيره بأصول اللغة العربية واعتبار هذا شرطاً. وبموجب هذه الاتفاقية اعترفت إيطاليا بالاستقلال الكامل لليمن، وتعهدت بتقديم المساعدة، الاقتصادية العسكرية، لليمن، عن طريق إرسالها للخبراء وبيعها الأسلحة ومختلف المعدات الحربية، وبالمقابل حصلت إيطاليا على حق تجارة البن اليمني في الخارج، وعلى تسهيلات في مجال تزويد اليمن بالنفط لمدة خمس سنوات. لقد علَّق الإمام على هذا الاتفاق آمالاً عريضة معتبراً أن هذا الاتفاق سيساعد اليمن على اختراق الحصار، وسيعزز مواقعه في صراعه ضد بريطانيا ونجد والحجاز، ولكن ثبت فشل هذا الاتفاق في ما بعد.
أدت المفاوضات، التي جرت حول تطوير العلاقات الودية والتجارية بين اليمن وبريطانيا، إلى رد فعل عدائي من قبل السلطات البريطانية في عدن. ونتيجة لذلك استأنفت بريطانيا في يونيه 1928 قصفها للمدن والقرى اليمنية. ونتيجة للضغط الإنجليزي آلت المحادثات الجارية في يونيه يوليه 1928 في صنعاء، والمكرسة أصلاً لصياغة مشروع اتفاقية التجارة والصداقة، إلى مجرد بحث مسألة تبادل الممثلين التجاريين.
وُقِّع بالأحرف الأولى في صنعاء على نص اتفاق الصداقة والتجارة اليمنية ـ السوفيتية. وكتب الإمام يحيى إلى ج. ف. تشيرن: بتوقيعنا على هذه الوثيقة المهمة، نكون قد وضعنا أساس الصداقة بيننا وبين دولتكم الموقرة.
بعد إدخال بعض التعديلات على مشروع الاتفاق، تم التوقيع عليه في صنعاء، وهكذا أقيمت العلاقات الرسمية الطبيعية، وتجدَّدت العلاقات الاقتصادية بين اليمن والاتحاد السوفيتي. قررت المادة الأولى من هذه الاتفاقية اعتراف حكومة الاتحاد السوفيتي بالاستقلال الكامل والمطلق لحكومة إمام اليمن وسيادته. وأبرم هذا الاتفاق لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد أو للتغيير، طبقاً لرغبة الطرفين المتعاقدين. وفي يوليه 1929، وبعد تبادل وثائق التصديق في مدينة صنعاء، دخلت الاتفاقية اليمنية ـ السوفيتية طور التنفيذ.
نشوب تمرد في اليمن، بقيادة محمد الدباغ الحجازي، ضد الإمام يحيى. ينتمي محمد الدباغ الحجازي سابقاً إلى الحزب الوطني الحجازي ثم إلى الحزب الهاشمي بالعراق، والذي كان يهدف إلى إعادة حكم الحجاز من عبدالعزيز آل سعود إلى الأشراف آل الحسين بن على. كان مركز التمرد في مدينة البيضا وصبيا وأبي عريش في تهامة الشمالية.
الإمام يحيى يرسل حملة عسكرية بقيادة الشريف عبدالله الضمين، تتمكن من القضاء على التمرد، ويفر الدبَّاغ إلى عدن، فتقبض عليه الحكومة الإنجليزية، ولا يُعلم عنه شيء بعد ذلك.
توقيع اتفاقية الصداقة الإسلامية والأخوة العربية بين المملكة العربية السعودية واليمن، في مدينة الطائف، عرفت باسم "معاهدة الطائف"، عقب مفاوضات بين الجانبين تمت في 18، و19 مايو 1934، بوساطة المجلس الإسلامي الأعلى. أعلن الاتفاق نهاية الحرب وإقامة علاقات سلمية بين الدولتين، واعتراف كل طرف باستقلال وسيادة الطرف الآخر. وأعادت المملكة العربية السعودية إلى اليمن الأراضي، التي احتلتها إبان الحرب بينهما، كما أبدى الاتفاق اهتماماً خاصاً بتعاون الطرفين في كشف العناصر المعادية لنظاميهما. حددت الرسائل المتبادلة الملحقة بالاتفاق، شروط تسليم الأدارسة اللاجئين في اليمن إلى المملكة العربية السعودية، وجلاء القوات السعودية من تهامة. جاءت هذه المعاهدة على إثر حملة عسكرية شنتها القوات السعودية من مارس 1934 على عسير ونجران وجازان؛ لأن الملك عبدالعزيز لم يتسلم أي رد من الجانب اليمني على مطالبته بانسحاب القوات اليمنية من نجران. وقد حقق الجيش السعودي انتصارات كبيرة؛ فقد احتل القطاع الأول للجيش السعودي، بقيادة الأمير فيصل بن عبدالعزيز منطقة تهامة، في 5 أبريل 1934، وبعد ثلاثة أسابيع، أصبح على مقربة من مدينة الحديدة. أما القطاع الثاني، بقيادة الأمير سعود بن عبدالعزيز، فقد تمكن من القضاء على مقاومة قوات الأمير أحمد ابن الإمام يحيى في نجران، ووصل إلى مدينة صعدة. ثم تمكن الأمير فيصل من احتلال الحديدة. ومن ثم كان هذا كافياً للضغط على الإمام يحيى لاستئناف المفاوضات.
الإمـام يحيى يعلن امتناع اليمن، أثناء الحرب الإيطالية ـ الأثيوبية 1935 ـ 1936، عن تأجير العمال اليمنيين لإيطاليا لشق الطرق الحربية، وعدم السماح بنقل المصابين الإيطاليين عبر الأراضي اليمنية، كما أعلن أن اليمن كان وسيبقى دولة محايدة، ولن يرسل إلى الجانب الإيطالي حتى رصاصة واحدة، أو رجلاً واحداً.
انضمت اليمن إلى المعاهدة العراقية ـ السعودية "معاهدة الصداقة والأخوة العربية المبرمة في بغداد في 21 أبريل 1936". وتنص هذه المعاهدة على التزام أعضائها بحل الخلافات بين أطراف النزاع بالطرق السلمية، وتقديم بعضهم المساعدة إلى بعض، في ما يتعلق بحل خلافاتهما سلمياً مع الطرف الثالث، والتشاور إبان الصدامات العسكرية لأي منهما مع طرف ثالث، وفي حالة انتشار فوضى داخلية، يلتزم أطراف الاتفاق بمعاونة بعضهم بعض في إخمادها، والامتناع عن مساعدة المتمردين.
تم التوقيع على الاتفاقية اليمنية ـ الإيطالية الجديدة التي أكدت الصداقة والتعاون بين الدولتين، وذلك بعد انتهاء مدة سريان الاتفاقية السابقة بينهما والتي أُبرمت عام 1926.
سياسي
اليمن/إيطاليا
[[ 1938
مندوب اليمن في المؤتمر الإسلامي المنعقد في القاهرة، يعلن تضامن اليمن مع إخوانه من الأقطار العربية، في رفض وعد بلفور، والتنديد بالسياسة البريطانية في فلسطين.
سياسي
اليمن
[[ 1938
الإمام يحيى يرسل مذكرة إلى مستشار الشعب للعلاقات الخارجية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، تضمنت دعوة الإمام لتجديد اتفاقية الصداقة والتجارة بين البلدين لعشر سنوات أخرى.
اقتصادي
اليمن/روسيا
[[ 1938
صدر العـدد الأول مـن مجلة "الحكمة اليمانية"، وتوقفت عن الصدور في صفر 1360هـ "مارس 1941" بعد صدور 28 عدداً منها.
متنوعات
اليمن
[[ 1939
أعلنت الحكومة السوفيتية، في مذكرة جوابية أرسلتها إلى صنعاء، قبولها لطلب الإمام يحيى. ومن ثم تجدد سريان مفعول اتفاقية الصداقة والتجارة بين البلدين للسنوات العشر التالية.
اقتصادي
اليمن/روسيا
[[ 1939
شارك وفد يمني، على مستوى عالٍ، في مؤتمر لندن لمناصرة القضية الفلسطينية.
افتتاح مؤتمر المائدة المستديرة بين مندوبي مصر والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية واليمن، ومندوبين بريطانيين في قصر سان جيمس في لندن. ورفض المندوبون العرب الجلوس مع مندوبين من الوكالة اليهودية لفلسطين. حضر عن العراق رئيس الوزراء؛ نوري السعيد، وعن مصر الأمير محمد عبدالمنعم، وعلي ماهر باشا، وعبدالرحمن عزام باشا، وسفير مصر في لندن؛ حسن نشأت باشا، وعن المملكة العربية السعودية؛ الأمير فيصل بن عبدالعزيز، وعن الأردن؛ توفيق أبو الهدى؛ رئيس الوزراء، وعن فلسطين؛ جمال الحسيني، ومعه بعض القيادات الفلسطينية.
سياسي
مصر/الأردن/السعودية/اليمن/بريطانيا
[[ 1941
أصدر الإمام يحيى قراراً بحل مختلف الجمعيات الثقافية السياسية، وأغلق مجلة "الحكمة اليمانية"، وأمر بالتحقيق مع أعضائها والتنكيل بهم.
سياسي
اليمن
[[ 1944
ظهور جماعة الأحرار اليمنيون.
سياسي
اليمن
[[ 1944
وصل إلى عدن أحمد محمد نعمان، ومحمد محمود الزبيري، وبدأ في تشكيل حركة معارضة باسم "حركة الأحرار"، وبدأ أعضاؤها يطلقون على أنفسهم اسم "الأحرار اليمنيين"، وأقام قائدا المتذمرين أحمد نعمان ومحمد الزبيري اتصالات وثيقة مع التجار اليمنيين الشماليين والجنوبيين.
سياسي
اليمن
[[ 1944
وصلت إلى صنعاء البعثة الأمريكية، برئاسة القنصل الأمريكي في عدن "كلارك"، للقيام بدور وساطة في حل النزاع اليمني ـ البريطاني، بين اليمن ومحمية عدن التابعة للإنجليز. وكانت البعثة تهدف من ذلك إلى القيام بأولى المحاولات الأمريكية للتغلغل في اليمن.
انعقاد مؤتمر في عدن يضم المعارضين اليمنيين، أقر فيه تأسيس أول منظمة سياسية هي "الأحرار اليمنيين"، التي تحول اسمها إلى "الجمعية اليمنية الكبرى"، التي بدأت إصدار صحيفة خاصة لها باسم "صوت اليمن"، تتناول مختلف نواحي الحياة في اليمن، وأهداف المعارضة وسياساتها، وتطالب بالحد من سلطة أسرة حميدالدين وكبار الحكام الزيديين، وتنادي بإقامة مملكة برلمانية دستورية.
أصدرت حركة الأحرار بياناً لها في صحيفة "فتاة الجزيرة"، طالب بإصلاح النظام الإداري والضريبي، وإلغاء الرشوة، وبناء جيش وطني قوي، وزيادة رواتب الضباط والموظفين.
تأسيس "الكتيبة اليهودية"، التي قاتلت إلى جانب القوات البريطانية ضد دول المحور في الحرب العالمية الثانية.
سياسي/عسكري
اليمن
[[ 1945
بعثة أمريكية، برئاسة السفير في المملكة العربية السعودية "إيدي"، تصل إلى اليمن، وتقترح على الإمام توقيع اتفاقية "اعتراف وصداقة وتجارة" بين الولايات المتحدة الأمريكية واليمن.
اقتصادي
أمريكا/اليمن
[[ 1946
إبرام اتفاقية صداقة بين مصر واليمن.
سياسي
اليمن/مصر
[[ 1946
توقيع اتفاق أمريكي ـ يمني "للصداقة والتجارة والملاحة"، بعد مفاوضات طويلة.
سياسي
اليمن/أمريكا
[[ 1946
إبرام اتفاقية تجارية بين اليمن والعراق.
اقتصادي
اليمن/العراق
[[ 1946
وصل إلى عدن الابن التاسع للإمام يحيى، الأمير إبراهيم، الذي أصبح من أنشط قادة المعارضة، والذي تنازل عن لقب "سيف الإسلام"، الذي كان يُطلق عادة على أبناء الإمام، وتلقب بلقب "سيف الحق" وأعلن انضمامه إلى الجمعية اليمنية الكبرى، رفيقاً لأحمد نعمان ومحمد الزبيري، ونشر في صحيفة "صوت اليمن" الكثير من المقالات والرسائل، التي تكشف تسلط الإمام.
سياسي
اليمن
[[ 1947
افتتاح أول قنصلية يمنية في واشنطن، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم قرضاً لليمن، قيمته مليون دولار؛ لشراء معدات حربية.
شهر ربيع الآخر من عام 1367هـ، قامت في اليمن أول ثورة مسلحة، تستهدف القضاء على نظام الحكم الملكي القائم فيه، والذي كان على رأسه الإمام يحيى بن محمد حميدالدين، وقضت الثورة على الإمام يحيى بقتله، عن طريق جماعة رُصدت لذلك، من بينها محمد ريحان، وعلى العتمي من صنعاء، والشيخ على بن صالح القردعي من الجوبة، ومحمد قايد الحسيني من رجام بني حشيش. حيث كمنت له في منعرج بمكان يعرف بجزيز، على بعد بضعة كيلومترات جنوباً من صنعاء، وكان الإمام عائداً من جولة له فيها، كما قتل مع الإمام يحيى كل من كان في سيارته، وهم كبير وزرائه القاضي عبدالله بن حسين العمري، وسائقه، وخادمه، وحفيد له. كما قتل اثنان من أبناء الإمام، وهما يحاولان المقاومة، واعتقل ثلاثة آخرون. ولما عرف السيد عبدالله بن أحمد الوزير المرشح للإمامة من قبل تنظيم الأحرار، الذين قاموا بتدبير خطة قتل الإمام يحيى بنجاح خطتهم، بادر إلى قصر الإمام، وفيه المخازن الحكومية ومخازن النقود بصنعاء، بدعوى حفظه حتى يعود الإمام، أو يتبين أمره، مظهراً أن شيئاً قد يكون دبر ضد الإمام بسبب تأخره في جولته اليومية. ويذكر أن آخر اجتماع للبت في تنفيذ خطة قتل الإمام يحيى، عقد في بيت السيد عبدالله بن علي الوزير، ليلة الحادث وحضره السيد عبدالله بن أحمد الوزير المذكور. وكانت جريدة "صوت اليمن" الصادرة في عدن، والناطقة بلسان الأحرار اليمنيين، الذين هاجروا إليها، قد نشرت قبل أسابيع من الحادث خبر مقتل الإمام يحيى وتربع السيد عبدالله بن أحمد الوزير على العرش خلفاً له. وعلى الرغم من تبرؤ السيد عبدالله الوزير مما نسب إليه في صحيفة صوت اليمن بما نشره هو في صحيفة الإيمان الصادرة بصنعاء آنذاك، فإن الإمام يحيى أحس بدنو الخطر وألح على ولده ولي العهد أحمد بالوصول إلى صنعاء من مقر إقامته في تعز. ولكن هذا نفسه كان يحس بالخطر المحدق به أيضاً، وكثيراً ما كان يصرح لخاصته بأن المستقبل مظلم ومجهول، وقرر أن بقاءه خارج مكان الخطر الرئيسي "صنعاء" أقرب إلى نجاته ونجاحه في حالة قيام ثورة يمنية، ولا سيما إذا لجأ إلى معقل حجة المنيع. لما جيء بالإمام يحيى إلى صنعاء قتيلاً، أبدى السيد عبدالله بن أحمد الوزير للناس أسفه لما حدث، مؤكداً عدم علمه أو رضائه به. ولكنه أعلن دعوته لنفسه إماماً خلفاً للإمام يحيى، بحجة أنه أصلح للإمامة من ولي العهد أحمد ابن الإمام يحيى، وأرضى لدى اليمنيين، الذين عرفوه قائداً، أيام تأسيس حكم الإمام يحيى، وأميراً حينما أسندت إليه ولاية ذمار وولاية الحديدة وغيرهما، وقاضياً شرعياً قادراً على فصل الخصومات وحسم الخلافات مهما كان شأنها، ولما عرف عنه من استقامة وكفاءة ومقدرة، تتفق جميعها وشروط الإمامة.
تحرك ولي العهد أحمد من تعز، على إثر وصول برقية له من أخيه الحسين يعلمه فيها بمقتل الإمام. وشحن في عدد من سيارات النقل الكبيرة ما أمكنه من الجنود والأسلحة والذخائر والنقود من مستودعات وخزائن تعز، وركب معها متجهاً نحو صنعاء عن طريق الحديدة، وكانت هذه هي طريق السيارات الوحيدة بين تعز وصنعاء، وكان كلما مر بمركز من مراكز الحديدة زود ولاته بالتعليمات، التي تضمن الولاء له ومساندته إذا لزم الأمر، ولما وصل إلى الحديدة التقى أميرها القاضي حسين الحلالي، الذي كان قد أمر من قبل الإمام عبدالله الوزير بالقبض على الإمام أحمد. ولكن الحلالي أضعف من أن يقوم بمثل هذا الإجراء، وقد ضمن ولي العهد أحمد مع ذلك ولاءه له، وخرج من الحديدة متجهاً نحو صنعاء.
الإمام الجديد عبدالله الوزير يوجه رسالته إلى أنصاره في تعز، يأمرهم بقتل الأمير أحمد، ويشرح، في النداء الرسمي الذي وجهه إلى الشعب، برنامجه المستند على المنطلقات الرئيسية للميثاق الوطني المقدس، وقرار إنشاء مجلس الشورى، واعتباره أعلى جهاز للسلطة في البلاد. كما تم تشكيل الحكومة والوزارات والمجلس العسكري. وعُيِّن ابن الإمام الجديد على الوزير قائداً للقوات المسلحة، والضابط العراقي جمال جميل قائداً لقوات الأمن، وشغل الكثير من المناصب ممثلو الطبقة الإقطاعية والمثقفون التقليديون ذوو الاتجاه الليبرالي. بيد أن هذه الإجراءات نفذت في العاصمة فقط، واحتفظت المحافظات الآهلة بالسكان الزيديين بولائها للنظام السابق، وفي المناطق الجنوبية والساحلية من البلاد، بما في ذلك تعز والحديدة، اعترف الكثير ممن يشغلون مواقع مسؤولة شكلياً فقط بعبدالله الوزير.
وصل ولي العهد، الأمير أحمد، إلى مدينة باجل، وهناك وصلته برقية من الإمام عبدالله الوزير، وهي "من أمير المؤمنين الهادي عبدالله بن أحمد الوزير إلى الأخ سيف الإسلام أحمد حفظكم الله. نعزيكم وأنفسنا بوفاة والدكم الإمام يحيى، رحمه الله، وعلى أثر وفاته أجمع ذوو الحل والعقد على اختيارنا للإمامة وكلفونا القيام بها، فلم يسعنا نظراً إلى الموقف إلا الإجابة، مكلفين غير مختارين، فليكن منكم الدخول في ما دخل فيه الناس، ولكم لدينا المكانة والاحترام. والسلام". وقد أجاب ولي العهد بالبرقية التالية: "من أمير المؤمنين المنصور بالله أحمد بن يحيى بن رسول الله إلى الناكث الذليل الحقير عبدالله وزير، لقد ركبت مركباً صعباً عن طريق الغدر والخيانة، وإنك ستسقط إلى الهاوية في القريب ذليلاً حقيراً، وإني زاحف إليك بأنصار الله، الذين سترى نفسك تحت ضرباتهم معفراً فريداً، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، والعاقبة للمتقين والله المستعان". ثم قرر ولي العهد أحمد في باجل أن يحول وجهته إلى معقل حجة المنيع "مدينة حجة"، على أساس أن الطريق إلى صنعاء ليس مأموناً بالنسبة له، ولم يكن قد أعد عدته لمواجهة الحركة.
الإمام عبدالله الوزير يرسل وزير خارجيته حسين الكبسي، بطلب إلى جامعة الدول العربية، وحكومات البلدان العربية يطلب الاعتراف به إماماً لليمن، وتقديم الدعم له. وجاء في طلبه إلى أمين عام الجامعة العربية؛ الدكتور عبدالرحمن عزام باشا، أنه في حالة تأخر اعتراف الجامعة العربية به، فإن حكومته ستجد نفسها مضطرة إلى طلب المساعدة من الدول الأجنبية، وإنه قد ينفذ في البلاد إجراءات ثورية.
جند عبدالله الوزير حملتين لحرب ولي العهد أحمد، قاد إحداهما ابن عمه حاكم مقام صنعاء السيد محمد بن محمد الوزير، وقاد الأخرى السيد محمد بن علي الوزير. وقد تصدت طلائع جيش أحمد والقبائل الموالية له للحملة الثانية ببلاد عمران، واضطرتها إلى الانسحاب عائدة إلى صنعاء. الإمام عبدالله الوزير يرسل وفداً مكوناً من محمد محمود الزبيري، والفضيل الورتلاني "الوطني الجزائري المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين" إلى المملكة العربية السعودية؛ لمقابلة الملك عبدالعزيز آل سعود، وطلبِ المساعدة منه. إلا أن الملك عبدالعزيز رفض استقبال الوفد، ورفض، كذلك، تقديم أي مساعدة، عسكرية أو مالية، للإمام الجديد.
الجامعة العربية ترسل وفدين: أولهما إلى اليمن للوقوف على حقيقة الأوضاع وإبداء الرأي للجامعة العربية في ما يجب عمله، وكان الوفد مكوناً من عبدالمنعم مصطفى ممثلاً للجامعة، والدكتور حسن إسماعيل ممثلاً لوزارة الخارجية المصرية. والوفد الثاني: شكلته اللجنة السياسية للجامعة العربية وأرسلته إلى المملكة العربية السعودية للتعرف على وجهة نظر المملكة في القضية اليمنية. وكان الوفد مكوناً من الدكتور عبدالوهاب عزام باشا عن مصر، ومظهر أرسلان عن سورية، وعبدالجليل الراوي عن لبنان، والدكتور حسن حسني طبيب الملك فاروق الخاص ممثلاً للملك، وعلى رأس الوفد أمين الجامعة العربية آنذاك عبدالرحمن عزام باشا.
اضطر السيد علي بن حمود أمير المحويت والسيد علي بن عبدالله الوزير، إلى مغادرة المحويت إلى صنعاء، وسيطر علي بن حمود على المنطقة وتقدم منها بقواته نحو صنعاء.
وصول قوات ضخمة تابعة للإمام أحمد إلى صنعاء، ومن بينها الكثير من الأمراء أولاد الإمام يحيى، ومعهم جموع غفيرة من القبائل. وبدؤوا حصار صنعاء لمدة ثلاثة أيام.
في أثناء حصار قوات الإمام أحمد لصنعاء، أبرق الإمام عبدالله الوزير إلى الجامعة العربية مستنجداً، وطلب منها الإسراع بالأسلحة والطائرات والدبابات لرد القبائل الزاحفة على صنعاء لنهب كنوز الإمام يحيى، على حد ما جاء في البرقية، وأبرق بمثل ذلك إلى الملك عبدالعزيز آل سعود.
أبرق وفد الجامعة العربية من الرياض إلى كل من عبدالله الوزير وولي العهد أحمد، يطلب منهما إيقاف القتال، وتحديد زمان ومكان يجتمع فيه مندوباهما مع الوفد للتفاوض والوصول إلى حل يحقن الدماء، ولكن سقوط صنعاء بأيدي أنصار أحمد، حال دون قيام الجامعة بأي مبادرة أو دور يذكر في هذا الصراع.
سقوط مدينة إب وما جاورها في أيدي قوات الإمام أحمد. أعلن الإمام أحمد للناس إمامته خلفاً لأبيه في اليوم الثالث من شهر جمادى الأولى من عام 1367هـ، وهو اليوم التالي لسقوط صنعاء. وانتقل إلى مدينة القاعدة، بين تعز وإب، ليقر الأوضاع في المنطقة، ويستقبل وفود المهنئين وجماعات قادة الحركة وأنصارها، الذين قبض عليهم في المنطقة، ويرسلهم إلى معتقلات حجة وتعز وغيرها.
الإمام أحمد يعود إلى تعز حيث اتخذها مكان إقامته طيلة عهده، وأعلنها العاصمة الثانية، ونقل إليها رجال السلك الدبلوماسي، وأسند إلى نفسه منصب رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية.
انتقل الإمام أحمد من مدينة حجة إلى مدينة القاعدة بين تعز وإبّْ، ومنها أمر بإعدام الإمام عبدالله بن أحمد الوزير، والسيد زيد الموشكي. توالت أوامر الإعدام، لأحرار وزعماء اليمن، كما أعدم عدداً آخر في تعز ممن لم يعتقل في حجة. وظل من نجا من الموت في المعتقلات حتى أفرج عنهم في ثورة 1955، وهي الحركة التي قادها المقدم أحمد بن يحيى الثلائي، ومن هؤلاء الأستاذ أحمد محمد نعمان، وعبدالله السلال، وحسن العمري، والقاضي محمد بن على الأكوع، والشيخ علي بن محسن باشا وغيرهم. أمين عام جامعة الدول العربية يبرق إلى الإمام أحمد، يهنئه بارتقائه العرش، ويخبره بأن اللجنة السياسية للجامعة أوصت الدول العربية بالاعتراف به، ويدعوه إلى التسامح والرفق بمن ناوءه وأساء إليه، وأن يأخذ بأيدي اليمنيين نحو الرقي والعمران والحياة الكريمة، التي تليق بعدده وثروته وذكاء أهله، كما يعرض استعداد الجامعة العربية لتقديم كل ما تملكه من مساعدات فنية وغيرها لليمن في عهده الجديد. وتوالى بعد ذلك اعتراف الدول العربية وغيرها من الدول.
مفاوضات مباشرة بين الإمام أحمد والحكومة البريطانية، تتناول تحسين العلاقات بين البلدين، وتسوية منازعات الحدود، وتبادل البعثات الدبلوماسية بين الدولتين. والاتفاق على أن تدفع بريطانيا تعويضات لليمن مقابل الأضرار، التي لحقت بسكان مناطق الحدود من جراء القصف البريطاني سابقاً.
سياسي
اليمن/بريطانيا
[[ 1951
الإمام أحمد يوجه مذكرة إلى جامعة الدول العربية، يشير فيها إلى أن إقدام إنجلترا على إنشـاء اتحـاد الجنوب العربي يُعَدّ خرقاً للاتفاقيات المبرمة في عامي 1934، و1951، مؤكداً أن هذا الاتحاد سيؤدي إلى تغيير الوضع القائم في المنطقة.
سياسي
اليمن الشمالي/جامعة الدول العربية
[[ 1953
إبرام اتفاقية صداقة وتجارة بين جمهورية ألمانيا الاتحادية واليمن. يليها اتفاق حكومة اليمن مع الشركة الألمانية الغربية "ديلمن بيرجباو"، نصت على تشغيل مناجم الملح ودراسة احتمالات وجود النفط.
اقتصادي
ألمانيا/اليمن الشمال
[[ 1953
استئناف علاقات اليمن مع إيطاليا.
سياسي
اليمن الشمالي/إيطاليا
[[ 1955
وقوع محاولة إنقلاب فاشلة في اليمن.
سياسي
اليمن
[[ 1955
تم في جدة توقيع اتفاقية مشتركة بين اليمن والمملكة العربية السعودية ومصر، في ما يُعَدّ حلفاً دفاعياً ثلاثياً بين البلدان العربية الثلاثة. وقد نصت الاتفاقية على تقديم الدعم المتبادل في حالة الاعتداء على أي واحدة منها. وضرورة السعي إلى تشكيل قيادة عسكرية مشتركة، يتولى رئاستها المشير عبدالحكيم عامر، قائد عام الجيش المصري، ووضع إستراتيجية دفاعية موحدة، وإيجاد ميزانية للقيادة الموحدة.
سياسي/عسكري
مصر/السعودية/اليمن الشمالي
[[ 1955
جامعة الدول العربية تتخذ قراراً بإدانة الوجود البريطاني في جنوب اليمن، وتسميه “اعتداء السلطات البريطانية ضد المناطق اليمنية المعروفة بالمحميات”، وتعلن أن الأراضي الجنوبية جزء لا يتجزأ من الأراضي اليمنية.
قائد حامية تعز، المقدم أحمد الثلائي يتوجه على رأس فرقة عسكرية لتأديب مجموعات من الفلاحين، في قرية الحوبان، عقب صدامات حدثت بينهم وبين جنود حامية تعز. وتشتعل الصدامات. والإمام يصدر أوامره إلى المقدم أحمد الثلائي بالعودة إلى ثكنته، كما يصدر أوامره إلى حرسه الخاص باعتقال أحمد الثلائي عند عودته إلى تعز. المقدم أحمد الثلائي يقوم بانقلاب عسكري ضد الإمام أحمد، ويأمر رجاله بمحاصرة قصر الإمام في تعز، والاستيلاء على محطة الإذاعة والتلغراف ومركز الاتصالات اللاسلكية. وفي المساء مثل الأمير عبدالله شقيق الإمام أحمد، والطامع في العرش، ومعه كثير من وجهاء المدينة والمشايخ والعلماء يؤيدون الانقلاب، ويجتمعون للمناقشة حول مستقبل السلطة في اليمن، وعزل الإمام أحمد.
وفد من الثائرين، يتزعمهم الأمير عبدالله يتوجه إلى قصر الإمام أحمد، ويطالبه بالتنازل عن العرش، والإمام أحمد يرسل إليهم وفداً، برئاسة أحمد محمد نعمان. ولكن أحمد نعمان يذهب إلى الحديدة، ويقابل الأمير محمد البدر، ابن الإمام أحمد، محافظ الحديدة، فقد كان أحمد نعمان مربيه وأستاذه، ويضعان خطة للتحركات المقبلة، وتحريض القبائل الموالية لبيت حميدالدين لمواجهة الثائرين، وإعادة الحكم إلى الإمام أحمد.
الأمير البدر، وبرفقته أحمد نعمان، وحشود من القبائل، يذهبون إلى محافظة حجة، حيث توجد مخازن الأسلحة وأموال الإمام أحمد. ويستولون عليها، ثم يتوجه البدر على رأس قبيلتي بكيل وحاشد إلى تعز.
الأمير عباس يقود مظاهرة في صنعاء يؤيد فيها انتقال العرش لأخيه عبدالله، وعزل الإمام أحمد، إلا أن القوات الحكومية تنجح في تفريق المظاهرة واعتقال الأمير عباس.
القوات القبلية، وعلى رأسها الأمير محمد البدر، وبعد أن انضم إليها جنود تعز، الذين تركوا جانب أحمد الثلائي، تسيطر على مدينة تعز، والإمام أحمد يعود للسيطرة على الأحوال في البلاد. الإمام أحمد يأمر بإعدام المقدم أحمد الثلائي ومجموعة من مناصريه، كما يأمر بإرسال الأميرين عبدالله وعباس إلى حجة، وإعدامهما.
تجديد معاهدة الصداقة والتجارة السوفيتية اليمنية، التي تضمنت الاتفاق على السلام الدائم والوفاق المستمر بين البلدين، كما التزم الطرفان بضرورة حل الخلاقات، التي يمكن أن تنشأ، بالطرق السلمية الدبلوماسية. وقد دخلت هذه الاتفاقية طور التنفيذ بعد تبادل وثائق التصديق في 30 مارس 1956.
حكومة الإمام أحمد تمنح شركة “اليمن ديفلوبومنت كوربوريشن أف واشنطن” الأمريكية حق البحث والتنقيب عن المعادن، بما في ذلك النفط، في مساحة تصل إلى 103 آلاف كيلومتر مربع، لمدة ثلاثين عاماً. وينص الاتفاق على أنه في حالة العثور على النفط سيتم توزيع الأرباح بالتساوي. ويمكن إلغاء الاتفاقية إذا لم تتوصل أعمال البحث والتنقيب، خلال ست سنوات إلى أي نتيجة.
حكومة الإمام أحمد تبرم اتفاقية مع الشركة الأمريكية “مايكل باركير دجونير” تنص على برنامج واسع للأعمال الإنشائية، على أن يتم تمويلها من دخل النفط وغيره من المعادن، التي من المحتمل اكتشافها مستقبلاً في اليمن. واشتملت الأعمال الإنشائية على شق الطرق وبناء السكة الحديدية والموانئ والمطارات والمستشفيات وقنوات المياه والمجاري.
التوقيع في القاهرة على اتفاقية للتجارة والمدفوعات بين اليمن والاتحاد السوفيتي. وقد أقرت هذه الاتفاقية توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، على أساس المساواة والمنافع المتبادلة.
اتفاق دفاع متبادل بين مصر والسعودية واليمن الشمالي ينص على تشكيل قيادة مشتركة، تولى رئاستها المشير عبدالحكيم عامر، أرسلت مصر بموجب الاتفاق خبراء عسكريين إلى السعودية، سحبوا في 1958.
الأمير محمد البدر، ولي العهد اليمني، يقوم بزيارة إلى الاتحاد السوفيتي، ويجري مباحثات مكثفة، تمخضت عن إبرام اتفاقية تعاون اقتصادي وفني. والتزم الاتحاد السوفيتي بالإسهام في المشروعات الصناعية في اليمن، وتزويدها بالمعدات والمواد الإنشائية، وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في المشروعات الجارية، وعلى الأخص في ميناء الحديدة.
الإمام أحمد يعلن تأييد اليمن الكامل لمصر في تأميمها لقناة السويس. والصحف اليمنية تنشر بيانات لشخصيات سياسية رسمية، تؤكد أن السياسة الخارجية لليمن، من الآن فصاعداً ستكون متطابقة مع نهج حركة التحرر الوطنية العربية بقيادة مصر الثورية.
بعثة اقتصادية أمريكية تصل إلى اليمن، وتعرض على الإمام أحمد مساعدة بمبلغ مليونين من الدولارات، إلا أن الإمام أحمد يرفض، كما يرفض قبول المساعدة الاقتصادية بمبلغ مليون دولار، المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية بموجب مبدأ إيزنهاور، مقابل السماح ببناء محطات للرادار في الجبال اليمنية.
بريطانيا تدمج المشيخات العربية الست “بيحان والضالع والعوالي والفضلي واليافعي الأسفل والعوالق العليا” المجاورة لمستعمرة عدن في دولة فدرالية واحدة تطلق عليها اسم اتحاد إمارات الجنوب العربي، وتلحق عدن بها، في صيف 1962
الأمير محمد البدر، ولي عهد اليمن يعلن، في خطاب له البدء في سياسة جديدة في مجال السياسة الداخلية، ويعد بإجراء تغييرات في المجالين الإداري والتشريعي والقانوني، ورفع مرتبات الجنود بنسبة 25%، وتطبيق مجانية العلاج، وقطع دابر الفساد في أجهزة الدولة. ويعلن وضع خطة تنمية شاملة في البلاد، بمساعدة الخبراء المصريين.
الإمام أحمد، عقب عودته من روما، ينحي ولده محمد البدر من إدارة البلاد، ويلغي خطة الإصلاحات المزمع تنفيذها، ويأمر بترحيل الخبراء المصريين، ومعاقبة الكثير من الشخصيات.
سياسي
اليمن الشمالي
[[ 1960
تمرد كثير من القبائل الزيدية في اليمن، خاصة بكيل وحاشد، تحت قيادة الشيخ حسين بن ناصر الأحمر. والإمام أحمد يدعو الشيخ حسين الأحمر وولده للحضور إلى السخنة للتفاهم؛ ثم يأمر بقتلهما.
سياسي/عسكري
اليمن الشمالي
[[ 1960
تمرد جديد لقبيلتي بكيل وخولان، والإمام أحمد يدعو مشايخهما للحضور إلى السخنة للتفاهم، فيرفضون خوفاً من الغدر بهم.
سياسي
اليمن الشمالي
[[ 1961
افتتاح صحيفتين جديدتين في تعز، هما: صحيفة “النصر” و”سبأ” لنشر أخبار البلاد، وتسليط الأضواء على مسائل التطور الاقتصادي والثقافي في البلاد.
متنوعات
اليمن الشمالي
[[ 1961
تأسست منظمة “الضباط الأحرار” السرية في اليمن، وعلى رأسها عبدالله جزيلان وعلي عبدالمغني. ودخل في عضوية هذه المنظمة ضباط الجيش وبعض مستخدمي وموظفي الشرطة في صنعاء وتعز والحديدة. كما عقدت صلات وثيقة ومنتظمة مع طلاب المدارس الحربية في صنعاء، كما أجرت اتصالات مع قادة العمل الوطني مثل عبدالسلام صبرة، وعبدالرحمن الإرياني، وعبدالغني مطهر. وقد وضعت هذه المنظمة خطة إطاحة أسرة حميدالدين، وإقامة الجمهورية في البلاد.
استئناف العمليات الإرهابية، وإلقاء قنابل ومتفجرات في قصر الإمام في تعز، وفي منازل بعض أعضاء الحكومة. ومجموعة من ضباط “العُلفي” والهنداونة” تنفذ محاولة لاغتيال الإمام أحمد في أثناء زيارته المستشفى في الحديدة.
إعلان انتهاء الوحدة بين مصر وسورية والاتحاد بين مصر واليمن رسمياً، وحل الجمهورية العربية المتحدة. ظلت مصر تحمل اسم “الجمهورية العربية المتحدة” حتى أوائل السبعينات.
سياسي
مصر/سورية/اليمن الشمالي
[[ 1962
اتصالات الضباط الأحرار في اليمن بالقيادة السياسية المصرية وموافقة مصر على مساندة الثورة عند قيامها.
سياسي
اليمن/مصر
[[ 1962
الإمام محمد البدر يشكل قوات تابعة له، يصل عددها إلى 10 آلاف فرد من وحدات القبائل وجنود الجيش النظامي السابق. وشكلت هذه الفرق أربع تجمعات، تمركزت في مناطق خولان، ونهم، وأرحب، والجوف. وقاد هذه القوات أبناء عم الإمام: في خولان: عبدالله بن الحسن. وفي نهم: محمد بن الحسن. وفي أرحب: شرف الدين بن مطهر. وفي الجوف: يحيى بن الحسين. وكان مقر الإمام البدر في ضواحي مدينة صعدة.
وصول أربعة أمراء سعوديون إلى القاهرة قادمين من بيروت وهم طلال وبدر وفواز أشقاء الملك سعود والأمير سعد بن فهد ابن خال الأمير طلال، احتجاجاً على سياسة الملك سعود تجاه الثورة اليمنية.
الإمام محمد البدر يلقي خطاب العرش، ويعلن أنه سوف يحافظ على سيادة القانون، وسيساعد المضطهدين، ويضع أساس العدالة، وسيصدر القوانين، التي تكفل أن يكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات، ولا يفضل مواطن على آخر إلا بمقدار نفعه للوطن، أما في ميدان السياسة الخارجية فيعلن أن اليمن سوف تنتهج سياسة الحياد الإيجابي، وستظل وفية لمبادئ الأمم المتحدة، وميثاق جامعة الدول العربية، ومبادئ باندونج، والسعي إلى إقامة الوحدة العربية.
الإمام محمد البدر يوقع ستة مراسيم، ينص المرسوم الأول والثاني على احتفاظ الوزراء ونواب وكبار قادة الجيش بمناصبهم، وأعلن المرسوم الثالث العفو العام عن كل الأحداث السياسية السابقة، التي أودت بمرتكبيها إلى السجن أو الفرار خارج البلاد. وألغى المرسوم الرابع نظام الرهائن، وألغى المرسوم الخامس، جميع بقايا الالتزامات، التي لم تورد إلى خزينة الدولة حتى 1960 “باستثناء القروض”. ونص المرسوم السادس على مرتبات الضباط وجنود الجيش.
منظمة الضباط الأحرار توزع منشورات، في أوساط الشعب، تتهم الإمام محمد البدر بعدم وفائه بوعوده، سواء فيما يتعلق بالجيش، أو في ميدان السياسة الخارجية. وتدين الإمام بسبب تعاونه العسكري مع الأردن، واستلامه عشرين مليون دولار مقابل سماحه ببناء قواعد حربية أمريكية في تعز وصنعاء.
قائد الجيش اليمني المشير عبدالله السلال يقود انقلاباً عسكرياً على الإمامة في اليمن، ويعلن في اليوم التالي قيام الجمهورية اليمنية. في 4 أكتوبر، شكل سيف الإسلام حسن حميد الدين “الإمام البدر” حكومة إمامية متوكلية في مدينة صعدة، لمقاومة حكومة السلال الانقلابية في صنعاء.
الإمام محمد البدر يصدر قراراً بسحب الأسلحة واعتقال ستة عشر عضواً من الضباط الأحرار. طلاب الكلية الحربية في صنعاء، ومعهم مجموعة من الجنود، يصل عددهم إلى 400 جندي، ترافقهم المدرعات والدبابات، يحاصرون الإمام محمد البدر في قصر البشائر، ويطلبون منه الاستسلام، إلا أنه رفض، ومن ثم بدأ تبادل إطلاق النار، مع أفراد الحرس الملكي. المشير عبدالله السلال، قائد الجيش اليمني، وقائد الحرس الملكي، يأمر أفراد الحرس الملكي بالكف عن المقاومة، وتسليم الأسلحة والذخائر والمعدات الحربية إلى الثوار. ويتمكن الثوار من دخول القصر الملكي، بينما كان الإمام محمد البدر قد تمكن من الفرار من خلال الممر السري لقصر البشائر. مجموعة أخرى من الضباط، بقيادة الفريق حسن العمري، تستولي على دار الإذاعة المحلية.
الانقلابيون في اليمن يعلنون، من خلال الإذاعة المحلية، سقوط حكم الإمام محمد البدر. مجلس قيادة الثورة اليمنية يعلن حالة الطوارئ في البلاد، وإغلاق الموانيء والمطارات، والسيطرة على البريد والبرق، ووضعهما تحت المراقبة، والاستيلاء على مباني المؤسسات والمصالح الحكومية وقصور أفراد الأسرة المالكة.
إعلان بيان الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962، عبر إذاعة صنعاء، وقد نص على ذكر أهداف الثورة، وهي: القضاء على الحكم الفردي المطلق، والقضاء على النفوذ الأجنبي. إنهاء الحكم الملكي، وإقامة حكم جمهوري ديمقراطي إسلامي، أساسه العدالة الاجتماعية لدولة تمثل الشعب وتحقق المطالب السياسية العامة للجمهورية العربية اليمنية. في المجال الداخلي: 1. إحياء الشريعة الإسلامية الصحيحة، بعد أن أماتها الحكام الطغاة الفاسدون، وإزالة البغضاء، والأحقاد والتفرقة والسلالية والمذهبية. 2. تنظيم جماهير الشعب في تنظيم شعبي موحد يشارك في عملية البناء الثوري، ويمكنها من مراقبة أجهزة الدولة مراقبة تامة، يمنعها من الانحراف عن أهداف الثورة. 3. إحداث ثورة ثقافية وتعليمية تقضي على مخلفات العهود البائدة، التي عمقت الجهل والتأخير الفكري. 4. تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق نظام اجتماعي يتلاءم مع واقع شعبنا ومع روح الشريعة الإسلامية، والتقاليد الوطنية الصالحة. 5. تشجيع رأس المال الوطني، على أن لا يتحول إلى احتكارات واستغلال، أو يحول دون سيطرة الدولة وتوجيهها لمقدرات البلاد الاقتصادية. 6. تشجيع عودة المهاجرين إلى الداخل، والاستفادة من خبراتهم وأموالهم. أهداف وسياسية الثورة اليمنية في المجال القومي العربي: 1. الإيمان بالقومية العربية والعمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة في دولة عربية واحدة، على أساس شعبي ديمقراطي. 2. التضامن الكامل مع جميع الدول العربية فيما تتطلبه المصلحة القومية. 3. العمل على تدعيم الجامعة العربية، وزيادة فعاليتها لمصالح الأمة العربية. 4. إنشاء علاقات اقتصادية مع جميع الدول العربية بلا استثناء. 5. إيجاد روابط أوثق مع الدول العربية المتحررة؛ لتحقيق الوحدة العربية. في المجال الدولي: 1. التزام سياسة عدم الانحياز. 2. مقاومة الاستعمار والتدخل الأجنبي بجميع أشكاله. 3. التقيد بميثاق هيئة الأمم المتحدة وتأييد مواقفها من أجل السلام. 4. إقامة علاقات ودية مع جميع الدول، التي تحترم استقلالنا وحريتنا. 5. قبول الإعانات والقروض الخارجية غير المشروطة، والتي لا تمس استقلال البلاد.
حكومة الجمهورية العربية اليمنية ترسل برقية إلى الرئيس المصري جمال عبدالناصر، تؤكد سريان اتفاقية الدفاع المشترك، المبرمة عام 1956، كما تؤكد عزمها على الالتزام بنصوص هذه الاتفاقية مستقبلاً.
الرئيس المصري جمال عبدالناصر يعلن دعمه لعبدالله السلال قائد الانقلاب في اليمن، واستعداده لتزويد قيادة الثورة اليمنية بجميع أنواع الأسلحة، بما فيها الطائرات والعتاد.
اشتداد حدة المعارك بين قوات الإمام وقوات الثورة، والقوات الإنجليزية تقصف مدينة البيضاء اليمنية الشمالية. وقوات الإمام تقطع الطرق المؤدية إلى مدينة المدية، وتحاصرها.
طائرات مصرية تحمل ثلاثة آلاف جندي، تصل إلى اليمن، ويتمركز الجنود في معسكرات مخصصة نُصبت خارج مدن صنعاء وتعز والحديدة. ويوضع تحت تصرفهم المدرعات وناقلات الجنود والطائرات.
السلال يعلن دستوراً لليمن مؤكداً أنه “جمهورية عربية لا زيدية ولا شافعية ولا هاشمية ولا قحطانية ولا رأسمالية”. خلافات حول ضرورة التدخل في اليمن لدعم الإمام البدر، والملك سعود المؤيد لخطوة من هذا النوع يخول شقيقه الأمير فيصل صلاحيات كاملة، ويكلفه تشكيل حكومة بعد استقالة الوزراء الرافضين لأي تدخل في اليمن.
التوقيع على اتفاقية دفاع مشترك بين الجمهورية العربية اليمنية ومصر، وبموجب ذلك أصبح وجود القوات المصرية في اليمن، ومشاركتها إلى جانب الجمهوريين أمراً واقعاً، وبدأت وحدات الصاعقة المصرية تشارك في المعارك الواقعة في شمال وشمال شرق اليمن ضد الملكيين.
الرئيس الأميركي جون كينيدي يعرض وساطته لتسوية النزاع في اليمن. ويقترح وقف الدعم السعودي والأردني للإماميين، وسحب القوات المصرية التي تحارب إلى جانب الجمهوريين، مقابل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالجمهوريين. والمملكة العربية السعودية رفضت الوساطة وأصرت على شرعية الإمام وحقه في حكم البلاد. وفي أكتوبر 1962 جاء العرض الأمريكي، بعد زيارة قام بها الأمير فيصل إلى الولايات المتحدة.
قوات الجمهوريين، ومعها القوات المصرية، تستعيد مدينتي مأرب وحريب، وتصد هجوم قوات الإمام في العديد من المناطق الشمالية للبلاد، بعد خسائر فادحة في الأفراد.
سياسي/عسكري
اليمن الشمالي/مصر
[[ 1963
عقد ثلاثة مؤتمرات في صنعاء تضم مشايخ القبائل بهدف الحد من سلطات عبدالله السلال.
إعادة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والعراق، التي قطعت على إثر حرب السويس "في 8 نوفمبر 1956"، وكانت فرنسا تتحفظ على استئنافها؛ بسبب دعم العراقيين للثورة الجزائرية.
فتح الطرق المقطوعة وتحول المصريين والجمهوريين إلى الهجوم العام ومد سيطرة الجمهورية إلى منطقة الجوف ومأرب والجبهة شرقاً في الفترة من 1 فبراير وحتى 4 مارس.
محاولات الملكيين الفاشلة للاستيلاء على “مسور” و”مجز” “في المنطقة الشمالية” والحزم “في منطقة الجوف” والرد عليها بالإغارات البرية والجوية المصرية وقد استمرت تلك المحاولات حتى آخر يونيه 1963.