انتقل إلى المحتوى

مستخدم:NadasJamal/ابيضاض الشعر الناجم عن التعرض للضغط النفسي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

لقد ارتبط الضغط النفسي بشكل متعارف عليه بمجموعة متنوعة من التغييرات في الأنسجة، منها شيب الشعر. ولكن ، ما إذا كانت الضغوطات الخارجية هي العوامل المسببة، أو ما إذا كانت التغييرات المرتبطة بالتوتر تحدث على مستوى الخلايا الجذعية، فهذه مفاهيم غير مؤكدة بعد. تمر بصيلة الشعر بدورة تتضمن عدة مراحل متتالية وهي طور التنامي (النمو)، و طور الانتكاس (التراجع)، و الطور الانتهائي (الراحة). تحتوي منطقة الانتفاخ المجاورة لبصيلة الشعر نوعان من الخلايا الجذعية: الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر (HFSCs-Hair Follicle Stem Cells) وهي عبارة عن نسيج طلائي، والخلايا الجذعية للخلايا الميلانينية (MeSCs-Melanocytes Stem Cells) ، وهي مشتقة من القمم العصبية. عادةً ما تكون هذه الخلايا الجذعية خاملة عدا بداية فترة التنامي، عندما يتم تنشيطها في وقت واحد لتجديد شعرة متصبغة. يؤدي تنشيط الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر إلى إنتاج بصيلات شعر جديدة. و يؤدي تنشيط الخلايا الجذعية الميلانينية لتوليد خلايا ميلانينية متمايزة تهاجر إلى أسفل بصيلة الشعر، بينما تظل الخلايا الجذعية الميلانينة قريبة من منطقة الانتفاخ. في بصيلة الشعر تصنع الخلايا الميلانينية المتمايزة الميلانين لتلوين شعر متجدد حديثًا من الجذور. في طور الانتكاس، يتم تدمير الخلايا الميلانينة، ولا يتبقى سوى الخلايا الجذعية الميلانينية التي ستبتدأ دورات جديدة من تكوين الميلانين. السلوك المتوقع للخلايا الجذعية الميلانينية و الخلايا الميلانينية بالاضافة الى الطبيعة المرئية للون الشعر، جعل السلوك التطوري للخلايا الميلانينية نموذجًا قابلا للدراسة للكشف عن كيفية تأثير الضغط النفسي على تجديد الأنسجة. عوامل الضغط المختلفة تحفز ظهور شيب الشعر لمعرفة ما إذا كانت الضغوط النفسية أو الجسدية تحفز ظهور شيب الشعر ، استخدمنا ثلاث طرق لمحاكاة الضغط النفسي في سلالة الفئران C57BL / 6J ذات الفراء الأسود: أداة ضبط وتقييد حركة الفئران restraint، تعريض الفأر لمسببات توتر بشكل متكرر ومفاجئ، التسبب للفأر بالتوتر والضغط النفسي الناجم عن الشعور بالألم (والذي تم تحقيقه من خلال حقنه بمادة ريزن-ايفرا توكسن (Resiniferatoxin-RTX) المشابهة لمادة الكابسيسن في التأثير. جميع المؤثرات السابقة أدت الى زيادة أعداد الشعر الغير متصبغ بمرور الوقت. أدى التسبب بالتوتر بشكل متكرر و مفاجئ إلى ظهور ملحوظ للشيب في الشعر بعد ثلاث إلى خمس دورات من دورات الشعر. أما التوتر الناجم عن الألم فقد تسبب في ظهور واضح وسريع للشيب بالشعر — العديد من الشعيرات الجديدة التي تكونت في دورة الشعر التي تلت عملية الحقن بRTX كانت غير متصبغة. تؤدي الضغوطات النفسية أو الجسدية إلى تحفيز الغدد الكظرية لإفراز هرمونات التوتر والكاتيكولامينات أي هرمونات الكظر في مجرى الدم. وفقًا لهذا ، فقد لوحظ زيادة في كل من الكورتيكوستيرون (هرمون التوتر الأساسي للجلوكوكورتيكويد في القوارض يعادل للكورتيزول في البشر) والنورادرينالين (كاتيكولامين) في الدم من الفئران التي تعرضت لضغوط مختلفة ، مما يشير إلى أن عمليات المحاكاة التي قمنا بها تسببت في استجابات التوتر التقليدية. يحفز RTX الشعور بالألم عن طريق تنشيط الخلايا العصبية الحسية المحفزة للشعور بالألم. تم منع قدرة الفئران على الشعور بالألم باستخدام البوبرينورفين (مسكن أفيوني) حيث أدى الى منع ارتفاع مستوى الكورتيكوستيرون و نورادرينالين في الدم بعد حقن RTX، مما يشير إلى أنه يمنع الإحساس بالألم أي يخفف من استجابات التوتر الفسيولوجية التي يسببها RTX. علاوة على ذلك ، قام البوبرينورفين أيضًا بتثبيط عملية تكوين الشعر الأبيض في الفئران التي تم حقنها بـ RTX. هذه المشاهدات تثبت امكانية حدوث الشيب المبكر للشعر الناجم عن الضغط النفسي بغض النظر عن الطريقة المسببة للتوتر. و لأن أثر تحفيز شعور الألم على تكون الشعر الأشيب كان الأقوى والأسرع من بين العوامل المسببة للتوتر التي اختبرناها ، سنركز على حقن RTX كمسبب أساسي للتوتر. من الممكن أن يكون فقدان تصبغ الشعر المصاحب للتوتر قد حدث بسبب عيوب في تركيب صبغة الميلانين أو فقدان الخلايا الميلانينية التي تنتجها أو حتى الخلايا الجذعية الميلانينية، لمعرفة الطريقة المحددة التي يؤثر بها الشعور بالضغط النفسي، تم حقن الفئران بمادة ريزن إيفيرا توكسن أثناء مرحلة التنامي لبصيلات الشعر، حيث كانت كل من الخلايا الجذعية الميلانينية والخلايا الميلانينية المتمايزة موجودة في بصيلة الشعر ولكن على مسافات متباعدة- كانت الخلايا الجذعية بالقرب من منطقة الانتفاخ بينما كانت الخلايا الميلانينية المتمايزة متواجدة في بصيلة الشعر. بعد الحقن، لوحظ أن عدد الخلايا الجذعية الميلانية قد قل بشكل ملحوظ. بعد مرور خمسة أيام من الحقن، تبين فقدان الخلايا الجذعية الميلانينية بشكل تام في كثير من بصيلات الشعر بينما بقيت الخلايا الميلانينية المتمايزة موجودة في نفس بصيلة الشعر التي فقدت خلاياها الجذعية الميلانينة. هذه الخلايا الميلانينية المتمايزة استمرت في إنتاج الأصباغ، و فراء الفأر بقي محافظا على لونه الأسود حتى بعد مرور خمسة أيام من الحقن. عندما دخلت بصيلات الشعر في الفئران التي تم حقنها طور الانتكاس و من ثم طور الراحة، تم فقد الخلايا الجذعية الميلانينية بشكل تام. في الدورة التالية لبصيلات الشعر لم يتم انتاج الخلايا الميلانينة لصبغ الشعيرات المتجة حديثا، و نمى الشعر بلون أبيض. وبالرغم من هذا فقد بقيت بعض الشعيرات النامية حديثا مصبوغة بلونها المعتاد، فإن أعداد الخلايا الجذعية الميلانينية فيها قد قلت بشكل ملحوظ مقارنة بالفئان التي حقنت بريزن إيفراتوكسن. ظهر الشعر الأبيض بشكل متقارب في كل من ذكور وإناث لفئان المستخدمة في التجارب. و لقد تسبب الحقن بريزن ايفرا توكسن بظهور الشعر الأبيض عندما تم الحقن في طور الراحة لبصيلات الشعر، في هذه الحالة ظهر الشعر غير مصبغ فور الحقن. هذه المشاهدات تبين أن الخلايا الجذعية الميلانينية حساسة بشكل كبير للتوتر الناجم عن الحقن بريزن إيفرا توكسن، بينما الخلايا الميلانينة المتمايزة وصبغة الميلانين لا تتأثران بشكل مباشر. لوحظ أيضا النقصان بعدد الخلايا الميلانية للفئان المعرضة للتوتر الناجم عن استخدام اداة ضبط الحركة و التعرض للتوتر بشكل مزمن متكرر.