انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Nagham ashraf/ملعب11

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

فصائل السلام الفلسطينية (1938)

هو الاسم الذي أطلق على الفصائل التي عملت للقضاء على الثورة، وملاحقة المنتسبين لها، وإذكاء روح الاحتراب والصراع بين الأهالي، وإنهاك قوى البلد لصالح العدو.

تشكلت فصائل السلام في النصف الثاني من العام 1938، وجمعت بين مكوناتها خصوم الثورة، والمتضررين منها، والمُستفيدين من الاحتلال البريطاني اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، وحرصت على استقطاب كُل من وقع عليه عقاب الثورة وفصائلها خلال السنوات التي سبقت ذلك.[1]

الجذور[عدل]

ثار العرب الفلسطينيون في فلسطين الانتدابية ضد الإدارة البريطانية للولاية الفلسطينية، والمطالبة بالاستقلال، وإنهاء سياسة الهجرة اليهودية المفتوحة، وشراء الأراضي، والهدف المعلن المتمثل في إنشاء "بيت وطني يهودي".[2] تأثرت المعارضة مباشرة بالتمرد القسامي، بعد مقتل الشيخ عز الدين القسام في عام 1935، وكذلك إعلان الحاج أمين الحسيني 16 مايو 1936 باعتباره "يوم فلسطين" ودعوته إلى إضراب عام. وصف الكثيرون في اليشوب اليهودي الثورة بأنها "غير أخلاقية وإرهابية"، وغالبا ما قارنتها بالفاشية والنازية.[3] غير أن بن غوريون وصف الأسباب العربية بأنها تخشى من تنامي السلطة الاقتصادية اليهودية، ومعارضة الهجرة الجماعية اليهودية، والخوف من التماهي الإنجليزي مع الصهيونية.[4]

عملت القوات البرطانية على سحق هذه الثورة عن طريق نشر القوات الثقيلة علاوة على العقوبات القانونية والعنف الرسمي وغير الرسمي والتعذيب والعقوبات الجماعية والحجز الجماعي و العمل الدبلوماسي. كما دعم الجيش البريطاني والحكومة الاستعمارية اليهود المحليين و الفلسطينيين المتعاونين لتشتيت الثوار وهزيمتهم.[5]

نتيجة للانشقاقات الداخلية, و الارتباطات السياسية و الاقتصادية بين اولئك العرب الداعمين للحكومة و الحكومة, وقيام سلطة الانتداب البريطاني بحل اللجنة العربية العليا , وهنا كانت كانت نشأة فصائل السلام

نشاة فصائل السلام الفلسطينية[عدل]

كانت نشأة فصائل السلام تجسيداً لاتفاق تم بين الانجليز وفخري النشاشيبي (الذي كان أحد القادة البارزين المنظمين للإضراب في المدن الفلسطينية عام 1936) وفخري عبد الهادي (الذي كان، نائباً لفوزي القاوقجي في بداية الثورة وقائد الفصيل الفلسطيني في قوات المتطوعين) على أن يقوم فخري عبد الهادي بموجب هذا الاتفاق بمحاربة فصائل الثورة والتعاون مع البريطانيين على قمعها، في حين يقوم فخري النشاشيبي بالتعبئة الشعبية لهذه الفصائل.[6]

نتيجة للعقوبات الصارمة التي فرضتها الفصائل المشاركة في لثورة ضد الخونة الذين عملوا لصالح المخابرات البريطانية التي وصلت في بعض الاحيان الى قتل اولئك الخونة انضمت العديد من ابناء هذه العائلات التي قتل احد ابنهائها الى هذه الحركة , او اختلفت مع الفصائل الثائرة على امر ما ,[7]على ضوء هذه المستجدات، سرعان ما تحولت الثورة الفلسطينية، التي وجهت أصلاً ضد البريطانيين والحركة الصهيونية، إلى حرب أهلية حقيقية دفع ثمنها العديد من الأبرياء والعزل.

قام فخري النشاشيبي بتنظيم اجتماعات شعبية عامة تدعم"فصائل السلام" وتناوئ الثورة وتطارد فلول قواتها. وقد كان أهم هذه الاجتماعات ذلك الاجتماع الذي نظمه في بيته في أيلول 1938 واجتماع آخر نظمه في قرية يطا في قضاء الخليل في كانون الأول عام 1938 بحضور الجنرال البريطاني أوكونور القائد العسكري العام لمنطقة المركز.[8]

وإلى جانب ذلك، أشرف تيغارت على تسليح "فصائل السلام"، وتوفير الغطاء الأمني والإمداد العسكري لها في مواجهة فصائل الثورة والمنتسبين لها في الأرياف، ما جعل مهمة الثورة أصعب، إذ تم تحصين عدوهم الأساسي وخلق عدوٍ جديدٍ يسهل عليه مواجهتها وملاحقتها، ويعرف مكامن ضعف الثوار، لأنه كان شريكًا في الثورة، وهو جزءٌ من طبيعة البلد، ويعرف جغرافيتها وأهلها.[9]

ومن المؤكد أن فصائل السلام كانت ترتكز على الولاءات العائلية والعشائرية بين الفلسطينيين وصاغت هذه الولاءات شكل ومكان الفصائل، ولكنها كانت تسير بالتوازي مع أسباب التعاون النفعية وأسباب أخرى تتعلق بالشخصية و الارتشاء وقد تكون أسباب مؤقتة و شعبية ,فعلى سبيل المثال أجبرت حاجة الكثيرين للبقاء أحياء خلال السنوات القاسية من الحملة البريطانية على التعاون بطريقة ما - وهو مثال على ما سيطلق عليه علماء السياسة نظرية الاختيار العقلاني ,وكانت فصائل السلام بالنسبة لبريطانيين تمثل نوعا من " الصراع , أو الحرب الزائفة"، ومناورة للجيش البريطاني خلال الاضطرابات الاستعمارية لـ "تحويل" المتمردين إلى قوات "موالية" أي ضد المتمردين، كنوع من محاكاة، مربكة تكاثر أعداء المتمردين. فالقوى الزائفة هي قوى غير نظامية ، مستنسخة أو تشبه المتمردين بطريقة ما، وعادة ما تكون غريبة ومؤقتة، وغالبا ما تندمج هذه - "العصابات الزائفة" و "الكونترا" كما يصفها النقاد -في تعاون مباشر، وغير متبلور لجمع المعلومات الاستخباراتية وزرع الفتنة داخل صفوف المتمردون بادعائهم أنهم مسلحون أو لا يمكن تمييزهم عنهم[10]

ما حققته فصائل السلام الفلسطينية[عدل]

عمل عبد الهادي بحكم نفوذه وعلاقاته بقادة الثورة في مراحلها الأولى على تجنيد عدة فصائل معه، وارتكبت فصائله جرائم كبيرة بحق الثورة والمنتسبين لها، وفتح باب الثأر والانتقام، وأدخل البلاد في أتون حرب وصراعات.[11]

ولم يقل دور عبد الهادي عن دور النشاشيبي، وهو الدور الذي دفع المجموع الفلسطيني ثمنه ولا يزال ندفع الثمن حتى اليوم. فتم تشويه صورة الثورة واتهامها بالإرهاب والدموية، وارتكاب الجرائم، ونُبشت الأحقاد وأثيرت الخلافات، وصارت موجة من القتال المُتبادل بين الفلسطينيين أنفسهم.[11]

على اثر مطاردة مقاتلي النشاشيبي للثوار الفلسطينيين تم قتل عبد الفتاح على يد احد اتباع النشاشيبي في كهف يقع بين المزرعة الشرقية و خربة أبو فلاح صباح يوم الأحد الماضي وفقا لتقرير وحدة الحرب [12] ووفقا لأحد التقارير العربية التي تم الاستيلاء عليها ,قامت فصائل السلام "بتطهير" حيفا من الثوار[13] كما انضمت الشرطة في فلسطين إلى وحدات الجيش لدعم عمليات فرق فصائل السلام و سرعان ما لاحظت الشرطة في جنين الانقسام في صفوف العرب، فسارعت بإرسال فصيلة من فوج الحدود إلى عرابة ،قرية عبد الهادي، لدعمه: "كم كان ناجحا جدا ، أن تقرر السلطات نشر الفوج بأكمله القرية"[14]

كانت فصائل السلام مرنة عملها وسريعة الحركة، واستخدمت في عملها أساليب المتمردين، ومكافحة العنف بالعنف بطريقة لم تستطيع القوات الحكومية القيام بها بسهولة أو بشكل واضح، حيث لقب عبد الهادي بـ"الجزار" لصرامته[15] قامت وحدات فصائل السلام بتحطيم الثوار - أو "المتمردين المحترفين" كما يقول البريطانيون – ولكن لم ينجح متعاونوا فصائل السلام في ميل الحرب لصالح البريطانيين ولكنهم ساعدوا السلطات من خلال مفاقمة النزاعات السابقة وتفشي اللصوصية في الريف الفلسطيني، مما أدى إلى تشتيت أعداء بريطانيا، وتشجيع التعاون معهم ، والعمل كقوة لزيادة المشاكل والتفرقة وعدم الثقة بين الفلسطينيين. إن تكرار فصائل السلام و تغيير شكلها و الإخفاء و التمويه ليس إلا جزء من القصة الأوسع للقمع الاستعماري و التسوية و المقاومة التي اتسعت إلى أشكال صغير لحروب نهاية الإمبراطورية بعد العام 1945. كما عملت على معاقبة الفلاحين الذي عول عليهم المتمردون في تأمين الدعم لهم ، بوضعهم تحت المراقبة ، و إرباكهم ، وجعلهم يختاروا بين الأطراف ,و دفعهم بعيدا عن التمرد . وكان لهذا اثر كبيرحيث اختار البعض الوقوف الى جانب الحكومة [16]

بدأت الثورة تضعف أمام هذه الحالة الخطيرة، وحققت "فصائل السلام" نجاحاتٍ على الأرض، ما دفع خصوم الثورة لأخذ زمام المبادرة؛ والبحث عن خصومهم ممن انتسبوا للثورة طوال السنوات الثلاث، فقُتل القائد العام للثورة عبد الرحيم الحاج محمد في قرية صانور خلال آذار- مارس 1939، وبدأت عمليات الملاحقة والاغتيال تتوالى تباعًا، حتى تمكنت القوات البريطانية و"فصائل السلام" من القضاء على الثورة الكبرى نهائيًا، وقد سُجلت آخر معركةٍ للثورة في أم الفحم بتاريخ 17 كانون الأول- ديسمبر 1939.[1]

نهاية فصائل السلام الفلسطينية[عدل]

سارعت بريطانيا في منتصف عام 1939 إلى حل الفصائل وقطع علاقاتها مع قادة هذه الفصائل خاصة فخري النشاشيبي وفخري عبد الهادي الذين طالبتهما بجمع الأسلحة التي تسلماها منها وتجميد كل نشاط لهما في هذا المجال.[8]

وقد عبر المندوب السامي مكمايكل عن هذا الانعطاف بالسياسة البريطانية، في رسالة بعثها لوزير المستعمرات في لندن جاء فيها:" في هذه الأيام هناك مصالحة بيننا وبين قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسف أن تشوش هذه العملية الصحية من قبل حملة غير مسؤولة يثيرها رجال حزب الدفاع وعلى رأسهم فخري النشاشيبي. مما لا شك فيه أن" الجنتلمان" ساعدنا بشكل معين وذلك عندما شجع تسليم المعلومات والسلاح للسلطات. ولكن هذا جعل النشاشيبيين يبتلعون اليد كلها بعد أن أعطتهم السلطات إصبعاً واحداً، وذلك عندما استغلوا أفضلية وضعهم لخدمة مصالحهم الشخصية أكثر من خدمة مصالح الحكومة، وبذلك أصابوا بالضرر سمعتهم وشعبيتهم كزعماء وطنيين وسمعة الحكومة التي اعتبرت المسؤولة الوحيدة عن أعمالهم".[6]

انتهت ثورة فلسطين الكبرى، ولاحقًا قتل فخري النشاشيبي أمام فندق سميراميس في بغداد في بغداد في 9 تشرين الثاني 1941، على أيدي أنصار أمين الحسيني،[17] وتشير مصادر إلى أن القائد الفلسطيني عارف عبد الرازق هو من أصدر الأمر باغتياله بتهمة الخيانة.[18] دفن في مقبرة باب الساهرة في القدس.[19] بينما قتل فخري عبد الهادي في ١٣-٤-١٩٤٣ وفي أثناء حفل زفاف إبنه شوقي وبحضور القائد العسكري البريطاني في جنين قام أحد اقربائه برفع مسدسه على أنه يريد الإحتفاء بهذا العرس لكنه وجه الرصاص نحو صدر فخري عبد الهادي وقتله على الفور، وذلك بسبب عدم سداد دين ضخم لوالد القاتل.[20]

المراجع[عدل]

  1. ^ ا ب العرقباوي، حمزة. ""فصائل السلام".. فلسطينيون حاربوا ثورتهم!".
  2. ^ Kelly 2017، صفحة 2.
  3. ^ Morris, 1999, p. 136.
  4. ^ Morris, 1999, p. 136.
  5. ^ الصباغ، محمود. "فصائل السلام و الثورة العربية في فلسطين 1936-1939, نموذج لتعاون الفلسطينيين مع سلطات الانتداب البريطاني".
  6. ^ ا ب كبها، مصطفى. "فصائل السلام والثورة المضادة : ثورة 1936 -1939 والذاكرة الشعبية الفلسطينية".
  7. ^ محسن محمد صالح (1417 – 1996). القوات العسكرية والشرطة في فلسطين ودورها في تنفيذ السياسة البريطانية 1917 – 1939م. الاردن. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  8. ^ ا ب كبها، مصطفى. "فصائل السلام والثورة المضادة : ثورة 1936 -1939 والذاكرة الشعبية الفلسطينية".
  9. ^ العرقباوي، حمزة. ""فصائل السلام".. فلسطينيون حاربوا ثورتهم!".
  10. ^ Elkins, Britain’s Gulag: The Brutal End of Empire in Kenya (London 2005), 67 Swedenburg, Memories of Revolt, 86.
  11. ^ ا ب العرقباوي، حمزة. ""فصائل السلام".. فلسطينيون حاربوا ثورتهم!".
  12. ^ 2nd Battalion The West Yorkshire Regiment, Battalion Intelligence Summary No. 16, Ramallah,2 February 1939, RYM.
  13. ^ Appendix, Notes on Captured Arab Documents [by Jews and written after 1941], Wingate Papers,M2313, 113, BL.
  14. ^ ‘Honi Soit Qui Mal Y Pense’, Palestine Police Old Comrades’
  15. ^ Arnon-Ohanna, Falahim ba-Mered, 147–52.
  16. ^ الصباغ، محمود. "فصائل السلام و الثورة العربية في فلسطين 1936-1939, نموذج لتعاون الفلسطينيين مع سلطات الانتداب البريطاني".
  17. ^ Tucker، Spencer C (2008). The Encyclopedia of the Arab-Israeli Conflict: A Political, Social, and Military History. ABC Clio. ص. 726. ISBN:1851098410. مؤرشف من الأصل في 2021-06-03.
  18. ^ الحسن، حسن عفيف (2010). Israel Or Palestine? Is the Two-state Solution Already Dead?: A Political and Military History of the Palestinian-Israeli Conflict. نيويورك: Algora Publishing. ص. 47. ISBN:978-0-87586-792-2. مؤرشف من الأصل في 2021-06-23.
  19. ^ "الاحتفال بتشييع فخري النشاشيبي". المكتبة الوطنية الإسرائيلية. صحيفة الصراط. 13 نوفمبر 1941. مؤرشف من الأصل في 2021-06-23. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-24. {{استشهاد ويب}}: النص "txTI-فخري+النشاشيبي-------------1" تم تجاهله (مساعدة)
  20. ^ "هؤلاء أضاعوا فلسطين لائحة العار:فخري عبد الهادي". محمد الوليدي.