انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Narmeen abul felat/ملعب 2

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الأدباء الذين أحبوها[عدل]

مي زيادة بشخصيتها الفذة وثقافتها الرفيعة كانت محط اهتمام العديد من الشعراء والكتاب والأدباء ورجال الدين في عصرها، فكلُ الذين التقوا بها سواء في الواقع مباشرة أو في صالونها الأدبي أو في عرفوها من الجريدة أو تراسلوا معها عن طريق القلم والأوراق قد أحبوها؛ فهي فريدة عصرها ونموذجاً مغايراً في مجتمعها الذي ما إن التقى به هؤلاء المفكرين والشعراء حتى وقعوا في حبها.[1][2]

وتعددت الروايات حول علاقة مي زيادة العاطفية بعددٍ من رواد صالونها الأدبي فقد كتب إسماعيل صبري وهو من شعراء الطبقة الأولى في عصر النهضة ومن شيوخ الإدارة والقضاء يقول:

«رُوحِي عَلى بعضِ دورِ الحي قائمةً كظامِئ الطّير تواقاً إلى الماء إن لم أمتع بميّ ناظري غداً أنكرت صُبحك يا يوم الثلاثاء»

[1]


أما العقاد فقد كتب في كتابه "رجالٌ عرفتهم" يقول:

«أكلُ هَؤلاَء عشاقٌ؟ وعلى كلٍ من هَؤلاَء يَنبَغي لميََ أَن تُجيب جَوَاب المحبوبةَ الََتي تَتَقبلُ العشق ممَن يدَّعيه؟ هَذَا هُو الخَاطر الذي تصححُه لمحَةٌ سريعةٌ أيضاً إلى طبيعة الندوة وطبيعةِ التَحية العُرفية التي تُناسِبها..»

[1]

والشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر آنذاك لم يمنعه وقاره من الوقوع في حب مي حيث أرسل رسائل من باريس يعبر فيها عن حبه لها حين قال: " وإني أحب باريس إنَ فيها شبابي وأملي، ومع ذلك فإني أتعجل العودة إلى القاهرة يظهر أن في القاهرة ما هو أحب إليَّ من الشباب والأمل".[2]

وأما عن الشاعر المصري التركي ولي الدين يكن فقد قال فيها:أعلمت الهوى الذي أخفيه ؟ أي سر يا مي لم تعلميه؟ وقد قال فيها شعراً أيضاً عندما جاءت لزيارته وهو مريض حيث قال:

" تبدت مع الصبح لما تبدى فأهدت إليَّ السلام وأهدى

تقابل في الأفق خداهما، فحيت خداََ وقبلت خداََ

لقد بدل الله بالبعد قرباََ، فلا بدَّل الله بالقرب بعداََّ

تعالي فجسي بقلبك كبدي، إن كان قد أبقى لي الهجر كبداََ ".[2]

يقال أن مي زيادة كانت تعامل الشاعر ولي الدين يكن معاملة خاصة وتطمئن عليه دائماََ بسبب إشفاقها عليه؛ لأنه كان مريضاََ بالربو الذي لم يكن له علاج آنذاك ولكن عندما توفي عام 1921م لبست عليه الأسود عامين كاملين.[2]

ومن الجدير ذكره أن هناك آخرين من كبار الشعراء ومن رواد صالونها الأدبي وقعوا في حبها أيضًا مثل: طه حسين، ومصطفى صادق الرافعي، وأنطون الجميّل، وأمير الشعراء "أحمد شوقي".[1]

وعلى الرغم من كثرة محبيها وتعدد علاقاتها إلا أن مي لم تسلّم قلبها إلا للشاعر جبران خليل جبران مع عدم التقائهما.[1]

قصة مي وجبران[عدل]

مي وجبران تعارفا عبر الرسائل، والحب الذي نشأ بينهما حب كبير لا مثيل له في سير العشاق، بدأ هذا الأمرعندما كتبت مي زيادة مقالة تعبر فيها عن رأيها بقصيدة جبران خليل جبران بعنوان " المواكب"، حيث كانت مي معجبة بأفكاره وآراءه، ثمَ كتبت له رسالة تعبر فيها عن رأيها أيضاً بقصة "الأجنحة المتكسرة " التي نشرها في المهجر عام 1912م حيث كتبت له : " إننا لا نتفق في موضوع الزواج يا جبران. أنا أحترم أفكارك وأجلُ مبادئك، لأنني أعرفك صادقاً في تعزيزها، مخلصاً في الدفاع عنها، وكلُها ترمي إلى مقاصد شريفة. وأشاركك أيضاً في المبدأ الأساسي القائل بحرية المرأة، فكالرجل يجب أن تكون المرأة مطلقة الحرية في انتخاب زوجها من بين الشبان، تابعة بذلك ميولها وإلهاماتها الشخصية، لا مكيفة حياتها في القالب الذي اختاره لها الجيران والمعارف......." وعندما أقيم احتفالٌ كبير للشاعر " خليل مطران " في القاهرة وطلب منشئ الهلال " جرجي زيدان " من جبران أن يرسل كلمته، فطلب زيدان من مي زيادة أن تقرأ نص جبران في ذلك الحفل نيابةً عنه، ومن هنا وفي العام 1914م بدأت العلاقة التراسلية بينهما، وتوثقت العلاقة بينهما شيئاً فشيئاً فتدرجت من التحفظ إلى التودد إلى الإعجاب ومن ثم الصداقة الحميمة حتى وصل الأمر إلى الحب في العام 1919م.

على الرغم من ذلك إلا أن كلاهما كان يخشى التصريح بحبه للآخر فكان يلجأ إلى التلميح فلم يخاطبا بعضهما بالطريقة المألوفة بين العشاق، فجبران لم يكن يسمي الأشياء والمشاعر بأسمائها إنمّا كان يرمز إليها فعبر عن حبه لمي بقوله: " أنت تحيين فيّ، وأنا أحيا فيكِ"، ووصف علاقتهما أيضاً بقوله: " الدقيقة، والقوية، والغريبة" وبأنها "أصلب وأبقى، بما لا يقاس من الروابط الدموية والجنينية حتى والأخلاقية"، وعلى الرغم من ارتباط جبران بالعديد من النساء الأخريات مثل: ميشيلين وماري هسكل وغيرهم، إلا أن مي كانت صديقته وحبيبته وملهمته ولطالما عبر عن إعجابه بكتابتها وبذوقها وثقافتها عبر رسائله إليها، وأخبرها بما لم يخبر غيرها به عن طفولته وأحلامه وكتاباته وأحب فيها أيضاً حبها له فقد كان جبران الحب الوحيد في حياة مي، وعلى الرغم من هذا الحب الكبير بينهما إلا أنَّ أحداً لم يلتقي بالآخر ويقال أيضاً أنهما تجنبا لقاء بعضهما، واستمرا فقط بكتابة الرسائل لبعضهما، واستمرت المراسلة بينهما ما يقارب العشرين عاماً، وانتهت بوفاة جبران خليل جبران عام 1931م والذي شكل صدمة كبيرة لمي وعاشت بقية حياتها وحيدة.[1][3][4]

ولكن تعد رسائلهما أحد أهم الأعمال في فن المراسلة ومصدراً مهماً للإلمام بحياة كل منهما فقد كتبوا فيها لبعضهما تفاصيل عن حياتهما الشخصية لم يكن أحد يدركها وقد قام جبران خليل جبران بتأليف كتاب يضمم جميع رسائله لها وعددها 37 رسالة بعنوان " الشعلة الزرقاء".[5]

صور لرسائل جبران ومي

المراجع[عدل]

  1. ^ ا ب ج د ه و فراشة الأدب... مي زيادة (فلم وثائقي). الجزيرة الوثائقية. 2016.
  2. ^ ا ب ج د "أدباء أحبوا مي زيادة... ماذا قالوا لها في رسائلهم إليها؟". رصيف 22. 17 أكتوبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-01.
  3. ^ خليل البيطار، خليل (2012). ياسمينة النهضة والحرية. دمشق: الهيئة العامة السورية للكتاب- منشورات الطفل.
  4. ^ جبران خليل جبران، جبران (2017). الشعلة الزرقاء. نوفل.
  5. ^ الشعلة الزرقاء على موقع goodreads نسخة محفوظة 2019-12-11 في Wayback Machine