انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Positron010/الحركة العلمية في البحرين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الحركة العلمية في البحرين تشير للحركة العلمية في العلوم الإسلامية وعلوم اللغة العربية التي شهدتها جزيرة البحرين منذ القرن السابع الهجري حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري.

للتراث البحراني مئات التصانيف في مختلف العلوم الإسلامية، وذلك من تصنيف علماء بارزين كالمتكلم والفيلسوف الشيخ ميثم البحراني، المحدث والمفسر السيد هاشم البحراني، والفقيه الشيخ يوسف البحراني، وآخرون كثر.

نظرة عامة

[عدل]

البحرين في حدودها المعاصرة، أي بالتحديد جزيرة أوال احتضنت الكثير من العلماء في العلوم الإسلامية منذ قديم الزمان. تشير كتب التراجم والرجال لذلك، حيث يجد المرء فيها أسماء علماء بحرانيين من قبيل الشيخ أحمد بن سعادة الستراوي (توفي قبل 672 هـ)، المتكلم والفيلسوف الشيخ ميثم البحراني (توفي 699 هـ)، الشيخ أحمد بن المتوج (توفي 820 هـ)، السيد حسين الغريفي (توفي 1001 هـ)، السيد ماجد الجدحفصي (توفي 1028 هـ)، الشيخ علي بن سليمان القدمي (توفي 1064 هـ)، السيد هاشم البحراني (توفي 1107 هـ)، الشيخ سليمان الماحوزي (توفي 1121 هـ)، الشيخ عبد الله السماهيجي (توفي 1135 هـ)، الشيخ يوسف البحراني (توفي 1186 هـ)، الشيخ حسين العصفور (توفي 1216 هـ)، الشيخ عبد الله الستري (توفي 1267 هـ)، والشيخ أحمد بن صالح الطعان (توفي 1325 هـ) ومئات الآخرين من العلماء.[1]

اُقترح أنه نظرًا لكون البحرين تاريخيًا مركزًا متقدمًا للعلوم الإسلامية، ونظرًا لكثرة الفقهاء فيها آنذاك، اعتمد الصفويون على علماء عرب شيعة من بلاد من ضمنها البحرين وذلك لنشر التشيع في إيران.[2][3] كذلك نظرًا لكثرة الفقهاء في البحرين، فإن فقهاء البلاد الأخرى اتخذوا من أفعال وسيرة علماء البحرين حجة في المسائل الفقهية الخلافية.[2]

إضافة على ذلك، نوه الرحالة الألماني كارستن نيبور على المكانة العلمية العالية للبحرين بين الشيعة آنذاك، وأن المفكرين الفرس كانوا كثيري التوجه للبحرين لتعلم اللغة العربية، وذلك بهدف فهم القرآن.[4]

علي العريبي كذلك يقترح أن المدرسة العلمية البحرانية لعبت دورًا كبيرًا في إدخال الفلسفة والتصوف للتشيع.[5]

المدرسة البحرانية

[عدل]

إن أصول وبدايات نشوء المدرسة البحرانية غامضة وغير موثقة بشكل جيد. من أولى أسماء العلماء في البحرين هو اسم الشيخ نصير الدين راشد بن إبراهيم بن إسحاق البحراني (توفي 605 هـ). أسماء بارزة لعلماء مثل الشيخ أحمد بن سعادة السترواي، والشيخ ميثم البحراني تلت ذلك.[6]

لم تحظ المدرسة البحرانية بنفس المنزلة الرفيعة تاريخيًا للمدارس الإسلامية الأخرى كمدرسة بغداد، الحلة، والقاهرة. تم عزو ذلك لعدة أسباب من ضمنها كون البحرين جزيرة يصعب آنذاك التنقل منها وإليها، وكذلك عزلتها عن المدارس الأخرى.[7]

يمكن القول أن المدرسة البحرانية مدينة في حيازتها للشهرة والمرتبة الرفيعة من بين باقي المدارس للفيلسوف والمتكلم الشيخ ميثم البحراني. يعود ذلك لاستجابة الشيخ ميثم البحراني لرسالة من علماء العراق تدعوه لترك عزلته في البحرين؛ حيث انتقل الشيخ ميثم حينها للعراق، وتتلمذ عليه علماء بارزون عدة مثل نصير الدين الطوسي، والعلامة الحلي.[8] انتقل لاحقًا الكثير من العلماء، ومن ضمنهم الشيخ حسين العاملي والد الشيخ البهائي للبحرين، الأمر الذي يمكن عزوه للشهرة التي نالتها المدرسة البحرانية بشهرة الشيخ ميثم.[9]

مراكز بارزة

[عدل]

اشتهرت عدة قرى في البحرين بالعلوم الإسلامية، فارتحل لها الطلاب من جميع أنحاء الجزيرة للدراسة. الشيخ عبد الله السماهيجي مثلًا، ترك قريته سماهيج للدراسة في الماحوز على الشيخ سليمان الماحوزي. كذلك الشيخ حسين العصفور ارتحل من الدراز للدراسة في الشاخورة. كانت لدى بعض مدارس القرى أهمية خاصة لأسباب عدة، منها كونها العاصمة السياسية للبلد آنذاك، أو لأن مرجع البلد كان يعيش فيها. يتضمن ذلك على سبيل المثال مدرسة بلاد القديم التي اتخذت من مسجد الخميس مركزًا لها، والتي أصبحت المدرسة المركزية في البحرين. خلف مدرسة البلاد القديم مدرسة الشاخورة التي كان منزل الشيخ حسين العصفور مركزً لها.[10]

الحركة العلمية في المدرسة البحرانية

[عدل]

احتضنت المدرسة البحرانية حركة علمية حيوية كان الطلاب مشجعين فيها على التأليف في مختلف العلوم الإسلامية كالفقه، وأصول الفقه، واللغة العربية وغيرها من العلوم. يذكر الشيخ عبد الله السماهيجي مثلًا أنه كان أستاذه الشيخ سليمان الماحوزي من شجعه على الكتابة والنشر.[11]

الانحدار والانحسار

[عدل]

تم اقتراح عدة أسباب لانحدار المدرسة العلمية البحرانية، منها مثلًا انحدار الحكم الصفوي في إيران الذي قلل من منزلة علماء الدين، وأدى لانتشار الفوضى في البلد. سبب آخر هو الهجمات الخارجية على البحرين وذلك من قوات من عمان وغيرها، والتي استهدفت العلماء وأحرقت مؤلفاتهم. كانت هذه الأسباب وغيرها مما أدى لانحسار الحركة العلمية في البحرين وهجرة العلماء منها، الأمر الجلي في كتابات العلماء الذي عاشوا في البحرين آنذاك.[12]

مراحل المدرسة البحرانية

[عدل]

يصعب الحديث عن مدرسة علمية في البحرين قبل القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، حيث كان العلماء حينها ينتمون لمدرسة الحلة العلمية. لذا لا توجد شواهد على حركة علمية في البحرين آنذاك، إلا أن وجود بعض الفقهاء البارزين في البحرين آنذاك يشير لوجود حركة علمية ولو كانت في مراحلها الأولى.[13]

يمكن عد القرن السابع الهجري هو القرن الذي تأسست فيه المدرسة البحرانية تحت قيادة ابن سعادة البحراني. كانت هذه المدرسة تتميز بنزعتها العقلية، وأعطت اهتمامًا أقل بالعلوم الروائية.[13]

في القرن الثامن الهجري نشهد تحول توجه المدرسة العلمية في البحرين من العلوم العقلية للعلوم الروائية كالفقه وعلومه حاذية بذلك بإزاء مدرسة الحلة التي حاز الفقه فيها المرتبة العليا في الاهتمام والبحث. كان رائد هذه الحركة في البحرين هو ابن المتوج البحراني، وهو تلميذ فخر المحققين بن العلامة الحلي، وزميل الشهيد الأول.[14]

استمرت النزعة الروائية في البحرين حتى منتصف القرن العاشر الهجري وكذلك في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري، واستمرت كذلك منذ ذلك الحين. يعود ذلك لأسباب عدة كاستقطاب الدولة الصفوية للفقهاء من البحرين وجبل عامل لإيران، وكذلك لظهور التوجه الأخباري. نجد الشيخ يوسف البحراني مثلًا يحمل التوجه الأخباري لمحمد أمين الأسترآبادي ولكن بشكل أقل حدة. من العلماء البارزين في الحركة الروائية الأخيرة في البحرين ينبغي ذكر السيد هاشم البحراني، الشيخ سليمان الماحوزي الذي يعرف أيضًا بالمحقق البحراني، تلميذه الشيخ عبد الله السماهيجي، الشيخ يوسف البحراني، والشيخ حسين العصفور.[15]

مساهمات العلماء البحرانيين في العلوم المختلفة

[عدل]

ترك علماء البحرين عدة مساهمات في مختلف العلوم الإسلامية كعلوم القرآن، والفقه، والحديث، واللغة، وعلم الكلام.[16]

الفقه

[عدل]

اهتمام العلماء البحرانيين بالفقه يبدو أنه كان منذ بدايات الحركة العلمية الإسلامية في البحرين. برز العديد من الفقهاء في البحرين وذلك منذ بدايات الحركة العلمية في البحرين، حيث وُصف علماء مثل الشيخ محمد بن محمد البحراني (كان حيًا في 528 هـ)، والشيخ إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البحراني (توفي بعد 669 هـ) بأنهم فقهاء في تراجمهم.[17]

وصلتنا أعمال فقهية منذ نهايات القرن الثامن الهجري، وبدايات القرن التاسع الهجري. كانت الأعمال الفقهية عبارة عن تعليقات على الأعمال الفقهية البارزة في الأوساط الشيعية الإمامية. برزت بعد ذلك أعمال منفصلة أصبحت لاحقًا من أهم المصادر الفقهية، فمن ضمنها الموسوعة الفقهية للشيخ يوسف البحراني، وهي موسوعة الحدائق الناضرة، والتي تمثل توجهًا موسوعيًا جديدًا في الفقه. كان هناك أيضًا توجه آخر هو التوجه التخصصي، حيث كتب بعض العلماء مثلًا عدة رسائل في حكم صلاة الجمعة في زمن الغيبة.[18]

الأخبارية والأصولية

[عدل]

باستطلاع نصوص العلماء في البحرين آنذاك، يمكن القول أن النزاع بين الأصولية والأخبارية في البحرين كان نزاعًا علميًا بحتًا، وأقل حدة منه في باقي الدوائر العلمية في العراق وإيران. الشيخ عبد الله السماهيجي مثلًا، والذي كان يحمل توجهًا أخباريًا، تتلمذ على الشيخ سليمان الماحوزي الذي كان أصوليًا بحتًا، حتى أن السماهيجي يمدح أستاذه، ويذكر أنه كان له العديد من الأصدقاء من الأصوليين.[19]

علوم القرآن

[عدل]

ساهمت المدرسة البحرانية كذلك في العلوم القرآنية.[20] لكنه لا يوجد ذكر لأعمال في العلوم القرآنية حتى زمن الشيخ أحمد بن المتوج الذي يُذكر أن لديه ثلاثة تفاسير على القرآن الكريم.[21]

يمكن تقسيم تراث المدرسة البحرانية التفسيري لثلاثة مراحل، الأولى منها هي التفسير بالمأثور، ويعد تفسير البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني من أشهر أمثلتها. المرحلة الثانية هي التفسير المشترك بين المأثور واللغة العربية، ومثالها تفسير صفوة الصافي والبرهان للشيخ محمد بن علي المقابي البحراني (كان حيًا في 1186 هـ)، وهو ملخص لتفسيري البرهان والصافي في تفسير كلام الله الوافي، بإضافات لغوية من المقابي. المرحلة الأخيرة هي مرحلة التفسير اللغوي، ومثالها تفسير الشيخ عبد الله الستري المعنون بتفسير نزهة الناظرين في تفسير القرآن المبين.[22]

علوم الحديث

[عدل]

كباقي المدارس الإسلامية، أعطت المدرسة البحرانية أهمية للحديث بوصفه مصدرًا من مصادر التشريع. يظهر أن الاهتمام الأكبر للمدرسة البحرانية بعلوم الحديث بدأ منذ القرن الحادي عشر الهجري، حيث برز علماء متخصصون في مجال الحديث، وتتلمذ عليهم علماء ليس في البحرين فقط، بل في مراكز إسلامية أخرى. من علماء الحديث البارزين آنذاك السيد ماجد الجدحفصي (توفي 1028 هـ) وهو أول عالم نشر الحديث في شيراز، وكذلك الشيخ علي بن سليمان القدمي البحراني (توفي 1064 هـ) الذي عاد للبحرين ونشر علوم الحديث فيها. من علماء الحديث البارزين كذلك السيد هاشم البحراني، والذي يُعد من قبل الشيخ يوسف البحراني أنه في المرتبة الثانية بعد العلامة المجلسي في جمع الأحاديث.[23][24]

ساهم العلماء البحرانيون كذلك في علوم الرجال، وانتقدوا الكتب الرجالية في زمانهم. انتقد الشيخ ياسين البلادي (توفي 1147 هـ) مثلًا كتابي رجال الكشي، ورجال النجاشي. ألف في علم الرجال كذلك الشيخ سليمان الماحوزي، وتلميذه الشيخ عبد الله السماهيجي.[25]

كان يوجد تياران في التعامل مع الأحاديث في المدرسة البحرانية، فالأول هو التيار الأخباري ومثاله الأبرز السيد هاشم البحراني، وكذلك الشيخ يوسف البحراني. التيار الثاني هو التيار العقلي، ومثاله الأبرز الشيخ ميثم البحراني.[26]

علم الكلام

[عدل]

يمكن اعتبار علمي الكلام والفلسفة أقدم العلوم التي اشتهرت بها المدرسة البحرانية، حيث برز فيهما علماء بارزون مثل الشيخ أحمد بن سعادة الستراوي، والشيخ علي بن سليمان الستراوي، وهما معاصران لنصير الدين الطوسي. كتب الشيخ أحمد بن سعادة الستراوي رسالة بعنوان رسالة العلم التي كتب نصير الدين الطوسي تعليقًا عليها.[27] يمكن تأكيد ذلك أيضًا بوجود علماء لاحقين برعوا في الكلام والفلسفة مثل الشيخ ميثم البحراني، وهو تلميذ للشيخ أحمد بن سعادة الستراوي.[28]

ترسخ علما الكلام والفلسفة في البحرين على يد الشيخ ميثم البحراني الذي برع وكتب في كليهما. كتب الشيخ ميثم مثلًا كتاب قواعد المرام في علم الكلام، وكتب أخرى في الفلسفة الإسلامية. يذكر أن الملا صدرا استشهد بشكل مكثف بكتاب للشيخ ميثم باسم المعراج السماوي.[29]

عارض بعض العلماء في البحرين علم الكلام متى ما كانت نتائجه لا يوجد لها داعم في القرآن أو الحديث؛ إذ انتقد الشيخ عبد الله السماهيجي عدة آراء لعلماء الكلام والفلسفة.[30]

علوم اللغة العربية

[عدل]

ساهمت المدرسة البحرانية كذلك في علوم اللغة العربية، إلا أن كتب الفهارس والرجال لم تذكر أي عمل لغوي لعالم بحراني قبل نهاية القرن الثامن الهجري، حيث ذُكر عمل لغوي لإسماعيل بن إبراهيم البحراني.[31] من الأعمال البارزة في مجال اللغة كتاب أصول البلاغة للشيخ ميثم البحراني، وكذلك شرحه لنهج البلاغة.[27]

الحركة العقلية في المدرسة البحرانية

[عدل]

رغم أن البحرين تعرف بتوجهاتها الأخبارية، إلا أن الحركة العقلية فيها لا تقل أهمية. تأسست الحركة العقلية في المدرسة البحرانية على يد ثلاثة علماء مبرزين: كمال الدين بن سعادة البحراني، جلال الدين علي بن سليمان البحراني، وكمال الدين ميثم البحراني.[32]

في فلسفتهم، كان ابن سعادة، علي بن سليمان، وميثم متأثرين بشكل كبير بفلسفة ابن سينا. على سبيل المثال، في عمله الوحيد الذي وصل لنا، يتبنى ابن سعادة في عمله رسالة العلم تعريف ابن سينا للعلم، ويثبت الوجود الذهني لدى الفلاسفة. علي بن سليمان كان كذلك أكثر تأثرًا بفلسفة ابن سينا، حتى أنه أصبح من كبار الشرّاح على أعماله الفلسفية. كذلك كتب ميثم البحراني حول عدة مسائل فلسفية. رغم هذه الجهود الفلسفية، لا يبدو أن مدرسة البحرين قد أسست لها نظامًا فلسفيًا متكاملًا. على الرغم من ذلك، يمكن عد المدرسة البحرانية ممن ساهم في إدخال وإدماج الفلسفة الإسلامية في التشيع، وذلك قبل نصير الدين الطوسي.[33]

كذلك امتد علماء مدرسة البحرين آنذاك للعرفان كما يظهر في أعمال مثل الإشارات لعلي بن سليمان، وشرح الإشارات لميثم البحراني. يقول الباحث علي العريبي أن المدرسة البحرانية نجحت في فهم وتفسير العرفان بنحو متوافق مع القول بالإمامة في المعتقد الشيعي. يمكن القول أيضًا - حسب رأيه - أن مدرسة البحرين هي من أرسى العرفان على أسس شيعية، وليس حيدر الآملي كما يرى معظم الباحثين. بنظره، فإن حيدر الآملي يعضد ويبرر توجهاته العرفانية بالاستشهاد بعلي بن سليمان، وميثم البحراني، كعالمين قد خاضا غمار هذا الدرب من قبله.[34]

تلا هذه الفترة العقلية المنتعشة اهتمام أكبر بالفقه وعلومه وذلك لأسباب متعددة انتهت بغلبة التوجه الأخباري الذي يقصي العقل من الفقه، والذي يذم بشكل خاص الفلسفة والعرفان، بين علماء البحرين. يظهر هذا التوجه بشكل كبير مثلًا في كلمات الشيخ يوسف البحراني الذي يهاجم بشكل كبير الفلاسفة، والصوفية، والتصوف.[35]

علماء بارزون

[عدل]

الشيخ علي بن سليمان البحراني

[عدل]

علي بن سليمان الستراوي البحراني هو فيلسوف، وراو للحديث في القرن السابع الهجري. كان علي بن سليمان أحد تلامذة ابن سعادة البحراني. من مصنفاته كتاب الإشارات في الفلسفة، والذي شرحه ميثم البحراني. كذلك قام بشرح رسالة الطير والقصيدة العينية لابن سينا.[36]

الشيخ ميثم البحراني

[عدل]

يعد الشيخ ميثم البحراني من العلماء البارزين في علمي الفلسفة والكلام، حيث يعتبره البعض أنه قام بإرساء علم الكلام الشيعي على القواعد الفلسفية، وذلك إلى جانب نصير الدين الطوسي.[8] يبرز الشيخ ميثم أيضًا بمحاولته إدخال التصوف للفكر الشيعي، حيث يعد استشهاده بالغزالي غير مسبوق في التاريخ الشيعي.[8] يتميز الشيخ ميثم أيضًا باعتداله وسعيه للتوافق مع المذاهب الأخرى، حيث أبدى الشيخ ميثم اعجابه بمتكلمين من أهل السنة وكان يقتبس ويستشهد بالتراث السني، لدرجة أنه يقال كما أنه في الوسط السني يسهل الخطأ في اعتبار ابن أبي الحديد إماميًا، كذلك في الوسط الشيعي، يسهل الخطأ في اعتبار ميثم سنيًا.[37]

السيد هاشم البحراني

[عدل]

السيد هاشم بن سليمان الحسيني التوبلي (توفي 1107 هـ) كان محدثًا ومفسرًا شيعيًا له منزلة رفيعة في البحرين، حيث تولى، مضافًا لمهامه التدريسية، زمام أمور القضاء والأمور الاجتماعية آنذاك. ممن تتلمذ عليه وروى عنه الحر العاملي، وسليمان الماحوزي. عده بعض العلماء كالشيخ يوسف البحراني في المرتبة الثانية تلوًا للعلامة المجلسي في جمع الحديث. يعد تفسير البرهان من أشهر مصنفاته، وسلك فيه منهج التفسير بالمأثور.[38]

الشيخ يوسف البحراني

[عدل]

يوسف بن أحمد البحراني (توفي 1186 هـ) شخصية محورية في الخلاف الأصولي الأخباري في طبيعة الفقه ومشروعية الاجتهاد في بدايات القرن الثاني عشر الهجري. يعرف الشيخ يوسف البحراني بموسوعته الفقهية الحدائق الناضرة، حيث يعرف بصاحب الحدائق في الأوساط العلمية الشيعية. ليوسف البحراني محاورات مع العلم الأصولي الأبرز آنذاك الوحيد البهبهاني.[39]

المصادر

[عدل]
  1. ^ الوداعي 2015، صفحات 18–19.
  2. ^ ا ب الوداعي 2015، صفحة 19.
  3. ^ Clarke 2001، صفحة 336.
  4. ^ الوداعي 2015، صفحة 21.
  5. ^ العريبي 1992، صفحة 5.
  6. ^ الوداعي 2015، صفحة 24.
  7. ^ الوداعي 2015، صفحة 25.
  8. ^ ا ب ج العريبي 1992، صفحة 3.
  9. ^ الوداعي 2015، صفحات 26–27.
  10. ^ الوداعي 2015، صفحات 29–34.
  11. ^ الوداعي 2015، صفحات 43–50.
  12. ^ الوداعي 2015، صفحات 51–58.
  13. ^ ا ب العريبي 1992، صفحة 24.
  14. ^ العريبي 1992، صفحات 24–25.
  15. ^ العريبي 1992، صفحات 25–27.
  16. ^ الوداعي 2015، صفحة 61.
  17. ^ الوداعي 2015، صفحات 62–63.
  18. ^ الوداعي 2015، صفحات 63–72.
  19. ^ الوداعي 2015، صفحات 73–80.
  20. ^ تحيرى 2018، صفحة 83"... لا شك في أن ذلك العدد من التفاسير في منطقة عريقة رغم صغرها يعد مزية قل نظيرها في المناطق الإسلامية الأخرى ..."
  21. ^ الوداعي 2015، صفحات 80–83.
  22. ^ الوداعي 2015، صفحات 83–100.
  23. ^ الوداعي 2015، صفحات 102–104.
  24. ^ تحيرى 2018، صفحة 161.
  25. ^ الوداعي 2015، صفحات 117–122.
  26. ^ تحيرى 2018، صفحات 169–172.
  27. ^ ا ب العريبي 1992، صفحة 4.
  28. ^ الوداعي 2015، صفحة 122.
  29. ^ الوداعي 2015، صفحات 124–134.
  30. ^ الوداعي 2015، صفحات 134–136.
  31. ^ الوداعي 2015، صفحات 142–150.
  32. ^ Clarke 2001، صفحة 331.
  33. ^ Clarke 2001، صفحة 332.
  34. ^ Clarke 2001، صفحات 333–334.
  35. ^ Clarke 2001، صفحة 337.
  36. ^ Taghavi، Alireza (17 يونيو 2021). "Al-Baḥrānī, Abū al-Ḥasan Jamāl al-Dīn". Encyclopaedia Islamica Online. DOI:10.1163/1875-9831_isla_COM_00000039.
  37. ^ Clarke 2001، صفحة 333.
  38. ^ Muti`، Mahdi (17 يونيو 2021). "al-Baḥrānī, Hāshim". Encyclopaedia Islamica Online. DOI:10.1163/1875-9831_isla_COM_00000040.
  39. ^ Newman، Andrew (19 يوليو 2021). "al-Baḥrānī, Yūsuf b. Aḥmad". Encyclopaedia of Islam Three Online. DOI:10.1163/1573-3912_ei3_COM_23990.

قائمة المراجع

[عدل]
  • الوداعي، عيسى (2015). الحركة العلمية في البحرين. مركز أوال للدراسات والتوثيق.
  • العريبي، علي (1992). Shīʻī renaissance : a case study of the theosophical school of Bahrain in the 7th13th century (Thesis). McGill University.
  • تحيرى، احمد‌رضا (2018). دور العلماء الشيعة بالبحرين في العلوم الإسلامية. دار النشر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
  • Clarke, L. (2001). Shi'ite Heritage: Essays on Classical and Modern Traditions (بالإنجليزية).