مستخدم:Quenice/ملعب
(حب الوطن)
هناك أنواع كثيرة ومتعدّدة من الحب. مثال حبّ الأم لابنها، والحبيب لحبيبته، والزوج لزوجته، والطفل للعبته، والطالب لمعلمه، والفارس لفرسه، والموسيقي لآلته، والصحافي لرائحة الورق وغباره، والطبيب لأدواته، والتشكيلي لألوانه ولوحته، والمسافر للعودة والحنين إلى وطنه.. فأنواع الحب كثيرة، ولا مجال هنا لذكرها.
وإذا ما حاولنا أن نقف عند مفهوم حبّ الوطن. ماذا يعني ذلك؟
لا شكَّ، أنَّ هذا المفهوم يُعدُّ من المفاهيم العميقة الخالصة بالنسبة للإنسان باعتباره كائناً حياً يتصف بالمشاعر والأحاسيس، والتي لا يمكن للإنسان أن ينكرها أو يتنصل منها، لأن حبّ الوطن من الإيمان، ولا يمكن لأيّ شخص، مهما سما أن ينكر ذلك، وهذا لا يشعر به أو يعانيه إلّا ذاك المسافر الذي تبعده مئات أو حتى آلاف الأميال عن وطنه وأهله.
يمكن أن نقول: ماذا يعني وطن؟
الوطن، هو الحضن الواسع للجميع، الذي يجمعنا على حب الآخر، وهو شامل، ويتجاوز كل حب، ولا يمكننا أن نقول غير ذلك.. لأن المَساس بالوطن يعني المساس بنا كأشخاص
لا يوجد حنين يفوق الحنين للوطن، ولا يوجد حب يضاهي حب الوطن، وتراب الوطن أغلى تراب إليه ننتمي ، وهو أغلى عندنا من الذهب مشاعر صادقة نكتبها على صفحات اللجين بماء الذهب، تربينا على أرضه، وتنفسنا هواءه، ونعمنا بخيراته
قد شهدنا النهضة نحن جيل الثمانينات
عمان والسلطان الراحل
وواكبنا الطفرة العمرانية، وشهدنا نهضة التعليم والقطاع الصحي الجبار وشق الطرق وتمهيد المواصلات وإرساءً للبنية التحتية بفضل الله ثم قيادة السلطان الراحل قابوس رحمه الله وطيب ثراه
ووفاءً لهذا السُلطان الراحل ها نحن نكتب
ما شهدناه من تقدم وتحضر ومنجزات قد تحققت في فترة وجيزة وحق لنا أن نفخر بها ، ونذكرها لقائد أخلص لوطنه ووفى بما وعد، وترك عُمان كما كان يتمناها ويأمل أن يراها شامخة بين الأمم، وقد عُرفت بالأمجاد منذ القدم، وولاءً للسلطان هيثم الذي سار على ذات النهج وكله عزمٌ وهمم
فكان ثناء النبي صلى الله عليه وسلم لأهل عُمان في حديث قد رواه الثقات، وخطبة الصديق الشهيرة فيهم ميزتهم، فتوالى الخير على أهل عُمان ببركة دعوة خير الرسل وبما أنعم الله به عليها من مكرمات.
وهنا نتوقف قليلًا، فحب الوطن لا يكون لقلقات بالألسن، ولا بتنميق الكلمات ولا بالتغني بالمنجزات، ولا بالتوقف عن البناء بل بالكفاح وبالحفاظ على الصروح التي شيدت والمنشآت، وبالحث على الإنتاج والعمل الدؤوب وبالكد وبالهمم العاليات. إن من يعشق تراب وطنه يسعى لرفعته، لا لسرقته ونهبه ويسعى لإبراز معالمه لا لطمس هويته، وقد عشقنا تراب هذا الوطن
الطاهر وسنسعى لرفعته ما حيينا ، وقد ذكرنا ما ذكرنا لنبين للجميع كيف يكون عشق الوطن الصادق ولعل البعض يفيق من طمعه وجشعة ويفكر في غيره فالوطن للجميع ،والجميع أحق به لا يتميز في ذلك أحد عن أحد، ولا تمنح خيراته لأحد.