انتقل إلى المحتوى

مستخدم:SBETTO/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أسطورة تاريخية


ولد محمد حمد الحنيطي في بلدة (أبوعلندا) على أطراف مدينة عمان عام 1913م، حيث تقطن عشائر الحنيطي، وهي قبيلة ضاربة في التاريخ، نشأ نشأة الفلاح العربي الأصيل المتأصلة جذوره على أرضه في التلال والسهول وبين الغلال، وفي كنف أهله الذين اعتز وفخر ببساطتهم وطيبتهم.

تعد عشيرة الحنيطي التي تسكن عمان من أوائل العشائر التي استوطنت عمان في القرون الحديثة، حيث يعود النسب إلى قبيلة تميم من الحجاز، فقد خرج في سبيل الله داعية لله اسمه الشيخ سليمان مع ابنه الشيخ أرسلان إلى بادية الشام بقصد الدعوة لله سبحانه وتعالى، ثم استمروا بالدعوة حتى استوطنوا الشام وبالتحديد بمدينة دمشق وعملوا بالتجارة، وبعد أن توفى الشيخ سليمان حلّ محله ابنه الشيخ أرسلان الذي كان كوالده تقياً يدعو لله بالحكمة والموعظة الحسنة، أنجب الشيخ أرسلان ولداً سماه سليمان نشأ وترعرع في كنف والده. نشأت تجارة سليمان بن أرسلان ونمت حتى أصبح يشتري أغناماً ويعطيها لأهل البادية في بادية الشام ليتاجروا بها حيث كان جلهم من أهل البلقاء –محيط عمان، هذا وقت أنجب الشيخ سليمان بن أرسلان ولدين هما فيد وفياد اللذان نشأا وترعرعا في كنف والدهما وتعلما منه الدين والتجارة والتقوى والنقاوة وحسن الإيمان والإسلام، وما لبث أن توفى أبوهما الشيخ سليمان بن أرسلان رحمه الله حتى تسلما متجره، وقد تزوج فياد فتاة من عرب ابن غيضان وأنجب ثلاثة أولاد هم: حميد وحمد وحديد.

عاش الإخوان الثلاثة مع أبيهم، وقد اهتم حمد بتجارة الحنطة، وأشرف حديد على تربية الماشية والاهتمام بها. ويذكر كبار الحنيطيين أن حمد جد الحنيطيين وحديد جد الحديد، إلا أن حميد اختلف في أمره، فبعض المؤرخين يقول: إنه جد الزيره (عائلة من عائلات البلقاء)، والبعض يقول: إنه لم ينجب أبناء.


في صفوف الجيش العربي


بعد أن اشتد عود محمد حمد الحنيطي انضم لصفوف الجيش العربي الأردني، مرتع الأشاوس وموئل الأبطال ومعقل الثوار، لعدة أعوام برتبة ضابط ميدان، حيث رأى فيه زملاؤه نموذجاً ؛ سريع البديهة، ذكياً، متحملاً للصعاب، ومخلصاً لوطنه ولأرضه ولأمته.

وبعد صدور قرار تقسيم فلسطين في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947م بدأت الصدامات المسلحة بين العرب واليهود، وقد تشكلت في قرى المنطقة فرق للحراسة والمقاومة نواتها من المتطوعين الأردنيين والفلسطينيين والسوريين والعراقيين واللبنانيين والسعوديين، حيث تعرضت القرى الفلسطينية للعديد من الهجمات اليهودية، وذلك في شباط وآذار 1948م وذلك بهدف تأمين المواصلات اليهودية عن طريق حيفا – يافا القديم، إلا أن المسلحين المتطوعين قاموا بضرب المواصلات اليهودية بهدف قطع وصول المساعدات والإمدادات اليهودية، فما كان من القوات الإسرائيلية إلا أن قامت بمحاصرة القرى وقصفها.

كان لسقوط مدينة حيفا العربية في الثاني والعشرين من نيسان عام 1948م في يد القوات اليهودية تأثير كبير على معنويات العرب جميعاً، ودفع هذا الأمر أن قام العدو الصهيوني بالاستمرار في رحلة مهاجمة القرى الفلسطينية وتهجير أهلها منها وتوطين اليهود مكانهم حسب قرار التقسيم المزعوم آنذاك.

عاصر المناضل محمد الحنيطي حرب عام 1948م وكانت سريته في منطقة «فاينري» في حيفا، فاستقال من الجيش، والتحق بقوات المناضلين في حيفا وكان عمره لا يتجاوز ثلاثين عاماً، فكان مثالاً للأخلاق العربية الأصيلة، ونموذجاً صادقاً للعربي الذي لا يعرف ليناً أو هوادة في سبيل رفع راية العروبة، فكسب احترام وإعجاب المناضلين من خلال قدرته العسكرية في قيادة المعارك على أوكار العصابات اليهودية في مدينة حيفا، هذا وقد سبقه في قيادة حيفا الملازم محمد نورهان التركي ابن مفتي الأناضول الذي هاجم حي بيت جاليم بسيارة مليئة بالمتفجرات، وما أن أشعل فتيل اللغم حتى انهال عليه الرصاص فانفجرت السيارة في الحي واستشهد محمد نورهان.

وتعاقدت اللجنة القومية مع اثنين من رجال الجيش العربي هما الرئيس محمد حمد والملازم أول محمد الحنيطي، فتعهدا بإدارة القتال بشرط أن يتم تزويدهما بـ (300) بندقية E و(400) بندقية من طراز تومي و(12) مدفع رشاش (بون) وقنابل يدوية وثلاث سيارات وملابس عسكرية، فقبلت اللجنة الشرط وتعهدت أن تدفع لكل واحد منهما راتباً شهرياً (250) جنيها.

وبعد استشهاد القائد الملازم محمد نورهان التركي ابن مفتي اسطنبول تم تنصيب القائد محمد الحنيطي لقيادة سرية الجيش العربي الأردني في حيفا، وبالفعل، فقد ترك قيادته في الجيش العربي ليتسلم زمام الأمور لقيادة حامية حيفا (مصطفى الأسعد).


قائدا لحامية حيفا

كانت حامية حيفا تعاني نقصاً حاداً من الأسلحة والذخائر، لذلك فإن القائد الجديد للحامية محمد الحنيطي قام بعقد اجتماع سري مع رجال بوليس عرب وأفراد من قوة حدود شرق الأردن وخاطبهم قائلاً: «يا إخوان... اليوم يومكم، دافعوا عن بلدكم، ووطنكم، أنتم المدربون، والواحد منكم يساوي عشرين من الآخرين». بعد تلك الكلمات لبى الآخرون النداء، ووضعوا أنفسهم تحت قيادته، بالإضافة إلى مجموعة من الذين قدموا من الجيش الأردني، وبالفعل، فقد قام القائد بتنظيم المقاتلين الذين اختلفت تابعيتهم لأكثر من جهة، موزعةً بين أبي إبراهيم الصغير ومجموعة أخرى تابعة إلى اللجنة العربية، وأخرى تابعة للجنة القومية في حيفا، فوحَّد الفرق تحت إمرته وقام بتقسيم المدينة عشر قيادات تحت إمرته بمساعدة كل من القادة سرور برهم وعبد الخطيب، وأبونمر، ومحمد أبوعزيز، وأبوعلي دلول، وحسن شبلاق، وأبوإبراهيم عودة، وراشد الزفري، ونمر المنصور، وجميل باكير، ويوسف عبد الخالق الحايك، ومجموعات كبيرة من أبناء طيرة حيفا.

قام القائد الحنيطي بتنظيم القوات وتوزيعها على النقاط الحساسة، وإعلان النفير العام، وطلب من السكان التزود بالمؤن والماء والوقود استعداداً للمعركة، كما اتخذ القائد الحنيطي في مدينة حيفا مكانا يدعى «حمام الباشا» على مقربة من مشفى الأمين ويشرف على منطقة البرج، وشارع ستانتون، وأما مساعده سرور برهم فكان مركزه في حارة الغزاوية للإشراف على جسر رشميا وشارع هاشومير، من هجمات متتالية بقيادته على أوكار الهاغانا في حيفا، فقد استولى على كميات كبيرة من أيادي الصهاينة وشراء كميات من مخازن جنود الإنجليز الذين باعوا أسلحتهم قبل نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين في 15 أيار 1948م (المصدر السابق).

قاد المناضل الحنيطي، برفقة عدد من المجاهدين، معركة حامية في بداية آذار في شارع فيرجن بين حي الصليب والهدار، وتمكنوا من صد هجوم عصابات الصهاينة وقتل العشرات من العدو، وقد جُرح عدد من المناضلين أمثال سليمان رضا، وعيد محمد، وعبد دافور، وعيد البرقاوي، وأبويوسف، هذا وفي 14 آذار من عام 1948 قامت معركة بقيادة محمد الحنيطي ورجاله الأبطال استمرت لمدة 18 ساعة، حيث تقدمت مجموعة من عصابات الهاغانا إلى معاقل المناضلين الكائنة في وادي الصليب، والكولونية، والقشلة، وساحة الخمرة، والمركز التجاري حيث تمكنوا من دحر الهاغانا، وتكبيدهم خسائر عديدة.

واشتدت المعارك في أحياء البرج –وادي النسناس- حارة الكنائس- ساحة الحناطير- سوق السمك- وادي الصليب- المحطة- رشميا والحليصة- بوابة الدير- وشارع عباس أفندي، والميناء، وشارع الملوك وسوق الشوام. وقد تمكن المجاهدون من احتلال مناطق حساسة من معاقل عصابات الهاغانا في الهدار كرمل، وضواحي حيفا، لكن العدو فاجأ المدينة بهجوم سريع على موقع الفاينري سقط ضحيته 110 عمال من عمال الشركة، وعلى الفور طاردت قوات المجاهدين قوات الهاغانا، ودحرتهم إلى موتسكن وأوقعوا في صفوفهم 60 قتيلاً.

وفي 9 شباط 1948 وقع هجوم من الهاغانا على سكان حي الحليصة –فاستشهد المواطن أحمد برقاوي وأصيب ولده بجراح بليغة حيث نقل إليه المستشفى الأمين القريب من الشاطئ وأشرف على علاجه مدير المستشفى الدكتور حمزة الأرزي، الذي أسهم بدور عظيم في علاج جرحى مجاهدي حيفا، وفي 20 شباط تعرض محمد نمر الخطيب لحادث اعتداء من كمين عصابات الهاغانا عند عودته من دمشق، فأصيب بثلاث رصاصات نقل على أثرها إلى مستشفى الأمين، وعلى الأثر كمن المجاهدون لعدد من سيارات العدو، وأمطروها وابلاً من النيران.

تصدى القائد ورجاله للعصابات المتقدمة إلى قيادته مستخدمين الأسلحة الرشاشة، والقنابل اليدوية، وتمكن المجاهدون من محاصرة العدد، وقتل أعداد كثيرة من أفراده، وكان من بين القتلى قائد قوات الأرغون «بنحاس رام» وقد استشهد من المجاهدين عبد الله الحوراني ومصطفى سعساني وصلاح مصطفى، وإبراهيم نصار. وبعد هذه المعركة الحامية نقصت كمية الذخيرة لدى المجاهدين، وكثرت عمليات التفجير من العصابات الصهيونية في أحياء المدينة، وللحصول على الأسلحة ارتأى القائد الحنيطي ومساعده سرور برهم السفر إلى بيروت سراً لإحضار الأسلحة والذخائر من الهيئة العربية العليا في بيروت.

على أثر هذه الأحداث تراجعت معنويات الشعب الفلسطيني إلى حد كبير، وعلى العكس من ذلك بالنسبة للجانب اليهودي الذي شنَّ هجوماً عنيفاً على المدن والأحياء الفلسطينية واسترسل بقضية التهجير.

فشل الهجوم الذي كانت شنته قوات جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي على كيبوتس «مسمار هعيمق»، وقد كانت النتيجة المباشرة لهذا الفشل هجوما يهوديا مضادا احتلت من خلاله قرى قيري وأبوشوشة وأبوزريق والغبيات والنغنغية وهُجّر أهلها، في حين تم عزل قرى أخرى كثيرة في منطقتي بلاد الروحة والكرمل الجنوبي، هذا وقد توالت الضربات القاصمة والمتمثلة باستشهاد عبد القادر الحسيني، قائد جيش الجهاد المقدس وسقوط القسطل ومذبحة دير ياسين التي صاحبت سقوط تلك القرية .، هذه الأحداث أسهمت إلى حد كبير بانهيار المقاومة وسقوط المدينة بشكل نهائي، ولكن الحدث الأبرز الذي قضى على آمال الحيفاويين بشكل نهائي هو سقوط قافلة الذخيرة والعتاد التي قادها الضابط الأردني الشهيد محمد الحنيطي قائد حامية حيفا في كمين للقوات اليهودية على مشارف مدينة حيفا قرب مستوطنة قريات موتسكن.


ضربة قاصمة


يعد استشهاد المناضل الأردني محمد حمد الحنيطي وسقوط قافلة الذخيرة والعتاد التي قادها الشهيد الأردني، الضربة القاصمة التي أنهت آمال الحيفاويين باسترجاع مدينتهم من الصهاينة، حيث قضى قائد حامية حيفا في كمين أعدته القوات اليهودية بالقرب من مستوطنة «قريات موتسكن» الواقعة على مشارف حيفا وأدى إلى استشهاد المجاهد الحنيطي والمجاهد سرور برهم الذي يعد أبرز تلاميذ الشيخ عز الدين القسام.

أما عن طبيعة المهمة التي قام بها الحنيطي وتفاصيل قصة استشهاده فقد روى الزعيم الحيفاوي رشيد الحاج إبراهيم في مذكراته قائلاً:.

في يوم 11/ 3/ 1948م وبناء على مخابرات سابقة، وتعيين موعد لقاء مع اللجنة العسكرية أرسلتُ إلى دمشق قائد حاميتنا العسكرية محمد الحنيطي، وكان يرافقه أربعة من الحرس في سيارة خاصة. كان سفرهم عن طريق الباقورة – بيروت. ولدى وصوله وإطلاع المسؤولين في اللجنة على حقيقة الوضع وما تحتاجه الحامية من أنواع الأسلحة لدرء الأخطار تم شحنها في سيارتي كميون، وكانت تحتوي على السلاح والذخائر والألغام وكميات من مدافع وقنابل الهاون والهوشكس. وفي صباح يوم 17/ 3/ 1948م واصلت هذه القافلة مسيرها من بيروت إلى حيفا مارة بمدينة صيدا، وكانت مكونة من سيارتي كميون وسيارة خاصة تقل القائد ورفاقه الأربعة، وفي صيدا انضم إليهم أربعة من العرب كان منهم الشاب الوطني المجاهد أحمد محمود عمورة وثلاثة آخرون ومعهم خمس سيارات وخمسة سائقين.

قطعت القافلة الحدود اللبنانية، وكان انضم لها اثنا عشر مقاتلاً من حامية حيفا، بحيث أصبح عدد جميع أفرادها 24 شخصاً. في صباح اليوم ذاته مرت من عكا ولم تتوقف هناك، رغم نصائح البعض للقائد الحنيطي بالتوقف في عكا طلباً للراحة، وبغرض فحص الطريق إلى حيفا بشكل يسهل وصولها بأمان. لم يسمع الحنيطي لنصائح مساعده سرور برهم ولإلحاح القادة العسكريين ومطالبتهم إياه بالمبيت في عكا. بعد مرور القافلة من عكا انضم إليها سبعة حراس جدد كانوا بُعثوا من قبل اللجنة القومية في حيفا ليصبح عدد المسافرين 31 شخصاً.

عند مرور القافلة في مفرق قريات موتسكن اعترضتها سيارات يهودية أدت إلى توقفها ووقوعها هدفاً لكمين محكم التدبير أمطر القافلة بالرصاص وأدى إلى استشهاد خمسة عشر من مرافقيها، بمن فيهم القائد محمد الحنيطي وسرور برهم وفخري البرد وإصابة الشيخ نمر الخطيب بجراح بالغة نقل على أثرها لدمشق للعلاج ولم يعد من يومها إلى حيفا. انفجرت إحدى الشاحنتين الكبيرتين بما فيها من ذخيرة وأحدث انفجارها دوياً هائلاً في حين أفلتت الثانية وسيارة خصوصية أخرى وعادتا إلى عكا.

وتفيد أغلب الروايات أن الذي قام بتفجير الشاحنة كان الشهيد سرور برهم الذي كان قد رأى استشهاد القائد وصحبه ففضل أن يفجر نفسه والشاحنة كي لا تقع غنيمة بيد القوات الصهيونية.

أدى استشهاد المناضل محمد حمد الحنيطي إلى خسارة مدينة حيفا وحاميتها رمزاً هاماً من رموز الخبرة العسكرية والقتالية ناهيك عن دوره القيادي في التنظيم وبث الحماسة بين المقاتلين العرب في حيفا. ويعد محمد الحنيطي ومساعده سرور برهم إخوة العقيدة وأصدقاء الجهاد وتوأم أول عملية استشهادية على أرض فلسطين.

بعد ذلك، عهدت اللجنة العسكرية إلى الرئيس أمين عز الدين قائد قوة الحدود الفلسطينية بمهمة الدفاع عن حيفا وأن يكون آمراً لحاميتها بدلاً من الملازم أول محمد الحنيطي الذي استشهد في 17 آذار من عام 1948م.

انطلق موكب الشهداء من مشفى الأمين في حيفا ماراً بالبوابة الشرقية وسوق الشوام إلى الجامع الكبير في الجرينة (جامع الاستقلال)، وقد جللت النعوش بالأعلام العربية تعلوها أكاليل الزهور والرياحين ويتقدمها نعش الفقيد الكبير محمد حمد الحنيطي، وأحاط بالموكب عدد كبير من المجاهدين بأسلحتهم، وتمت الصلاة على أرواح الشهداء في الجامع، وبعد الصلاة عادت المواكب بين التكبير والتهليل، وتتبعها زغاريد النساء، وقبل وصول الشهداء إلى مقبرة الروضة ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن مراد كلمة تأبين في رثاء الذين قضوا في سبيل الله والوطن، وتابع الموكب مسيرته إلى المقبرة حيث ووريت جثامين ستة من الشهداء، وأما جثمان الشهيد الحنيطي فأعيد إلى مستشفى الأمين، وكانت الترتيبات اتخذت منذ الصباح لنقله إلى عمان بالطائرة، ولكن إشارة تليفونية وردت من عبد القادر الجندي طلب فيها نقل الجثمان إلى مدينة جنين حيث حضر عدد من أهله وذويه لتسلمه ونقله إلى موطنه الأردن. وما أن ووري جثمان الشهيد حتى أطلقت ثلة من الجنود نيران بنادقهم في الهواء وداعاً للشهيد المناضل الذي انضم إلى قوافل الشهداء.


في عمان زحفت الجماهير من كافة المناطق للمشاركة في تشييع الشهيد من بلدته أبوعلندا إلى مثواه الأخير، يتقدمهم كبار قادة الجيش وموظفي الدولة، ووجهاء العشائر ورفاقه في السلاح، وفي مقبرة عمان ودعت الجماهير شهيد الأردن بعد أن أمضى حياته بطلاً مناضلاً مدافعاً عن فلسطين.