انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Shaima almaawali/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المنجزات الحضارية لدولة البوسعيد

[عدل]

حققت دولة البوسعيد على أرض عمان منجزات عدة ، وصلت من خلالها إلى مستوى الدول الكبرى في تلك الفترة و مازالت آثارها ماثلة إلى وقتنا الحاضر و منها :

أولاً : المجال السياسي و العسكري :

[عدل]

أرست دولة البوسعيد دعائم الوحدة الوطنية ، حيث تمكن الإمام أحمد بن سعيد من توحيد الشعب العماني تحت راية واحدة عن طريق الحكمة و التسامح و المساواة ، و ترسخت هذه الوحدة في عهد السيد سعيد بن سلطان الذي عمل على بناء إمبراطورية عمانية امتدت لتشمل مناطق عدة في شرقي أفريقيا . و نظراً لما تتمتع به السلطنة من موقع إستراتيجي متميز ، و تقدير و احترام عربي و عالمي ، فقد ارتبطت بعلاقات تجارية و اقتصادية و سياسية حسنة مع كل من الصين و الهند و إيران و الدولة العثمانية و شرقي أفريقيا و إنجلترا و فرنسا و ألمانيا و هولندا و أمريكيا . و عزز هذه العلاقات ، قوة الدولة العمانية و ارتفاع شأنها بين الدول الكبرى . التي تمثلت في الأسطول البحري القوي الذي أسهم في تثبيت أركان الدولة ، و محاربة المعتدين و تعزيز مكانة السلطنة بين الدول . حيث كان للأسطول العماني مكانة كبيرة في عهد السيد سعيد بن سلطان حيث وصف الأسطول العماني في عهدة بالقوة ، حيث يتمكن من مائة سفينة متعددة الحمولة مزود كل منها ما بين عشرة مدافع إلى أربعة و سبعين مدفعاً بالإضافة إلى مئات المراكب التجارية الصغيرة .

ثانياً : المجال الإقتصادي و الإجتماعي :

[عدل]

تمكنت الدولة البوسعيدية من بناء قوة إقتصادية قوامها الاهتمام بالزراعة و الري ، و صيد الأسماك و الموانئ ، و طرق التجارة الداخلية و الخارجية . و قد أدى ذلك إلى تحسن الأوضاع الإجتماعية ، و ارتفاع مسوى المعيشة ، و شعور الناس بالأمن و الاستقرار . و تتمثل أهم الإنجازات في هذا المجال بما يأتي :

1ـ الزراعة و صيد الأسماك :
[عدل]

أوْلى السيد سعيد بن سلطان إهتماماً كبيراً بالزراعة فهو أول من أدخل زراعة القرنفل و البُن و السمسم إلى زنجبار ، وقد أحدث ذلك الإنجاز تغيرات بعيدة المدى في الوضع الإقتصادي في شرقي أفريقيا ، كما اهتم بزراعة جوز الهند و الحبوب و المطاط و الأرز و الشعير و الفول و قصب السكر و المانجو و الجوافة . و نتيجة لموقع عمان البحري المطل على خليج عمان و بحر العرب ، فقد عمل العمانيون في صيد الأسماك و استخراج اللؤلؤ .

2ـ الصناعة :
[عدل]

كان لأهل عمان إسهامات عدة في مجال الصناعة ، و قد بدأوا بالصناعات الحرفية مثل صناعة الحبال و الحصر و النسيج و السفن و الصناعات الحديدية و النحاسية مثل الفؤوس و السلاسل الحديدية و الرماح و السيوف و الخناجر و كذلك صناعة الفخار التي تمثلت بالأواني و الأدوات الفخارية ، وقد ترتب على ذلك ظهور طبقة جديدة من الحرفيين كالحدادين و البناءين و الخياطين و الفخارين و صناع الحبال ، حيث ارتفعت أجورهم و مستوى معيشتهم . ومن المنجزات الصناعية التي قام بها الرواد من أهل عمان : تطوير صناعة استخراج الزيوت مثل زيت النخيل ، وكانلهم الفضل في إدخال صناعة جديدة لأول مرة في الكونغو و هي صناعة الصابون .

3ـ التجارة :
[عدل]

تمكن الأمام أحمد بن سعيد من جعل منطقة الخليج العربي و الساحل العماني منطقة تجارية حرة ، عندما قام بتنظيم الحسابات المالية في الموانئ التجارية ، كما أعيد ترتيب النظام الجمركي على السفن و البضائع الداخلية و الخارجية ، واستطاع السيد سعيد بن سلطان أن يوزع المراكز التجارية للدولة العمانية ، و لم يكرسها في مدينة مسقط ، بل امتدت إلى زنجبار التي أصبحت سوقاً تجارياً ضخماً جذب اهتمام الدول الأجنبية ، و يكفي دليلاً على ذلك أن زنجبار تحولت في عهده من مجرد ميناء صغير إلى أعظم ميناء في شرق أفريقيا ، كما أصبحت المستودع الرئيس للتجارة الأفريقية و الآسيوية بصفة عامة ، و قد أدى هذا إلى زيادة التبادل التجاري بين زنجبار و الهند و أمريكيا و بريطانيا . و كانت أهم السلع المتبادلة بينها :اللؤلؤ و الملح و النحاس و الزعفران و البخور و الفواكة المجففة و الأنسجة القطنية و خشب الصندل و الفلفل و الزنجبيل والهيل و القرفة والتمر و القرنفل و الحديد و السمن والأرز . و قد شجَّع هذا على التجارة الداخلية في شرقي أفريقيا فكثر عد القوافل التي تتردد على زنجبار لجلب العاج و الصمغ . و قد أسهمت العلاقات التجارية في شرقي أفريقيا في نشر الإسلام و اللغة العربية فيها بوصفها لغة التجارة و الاقتصاد و الإدارة و الحكم .

ثالثاً : المجال الثقافي :

[عدل]

يمثل المجال الثقافي أهمية خاصة في حياة الأمم ، لذلك اهتمت دولة البوسعيد بهذا المجال الذي يتمثل في الآتي :

مؤسسات التعليم :
[عدل]

يمثل المسجد ركيزة أساسية في حياة المسلمين لكونه داراً للعبادة و مؤسسة للتعليم ، و قد انتشر التعليم في عمان في عصر دولة البوسعيد في المساجد ، و من أمثلة ذلك المسجد المسمى بـ " مسجد الوكيل " بمسقط . وقدكانت العلوم الدينية في مقدمة العلوم التي تدرس في المساجد ،و لازالت تؤدي دورها التعليمي و الثقافي . و كانت مدارس تعليم القرآن منتشرة في ربوع عمان لتعليم النشء على القرآن الكريم و اللغة العربية ، و مبادئ الحسب البسيطة ، كما انتشرت المجالس الأدبية العامة و الخاصة في عصر دولة البوسعيد ، و كانت بمثابة ديوان مفتوح للأدباء و الشعراء لعرض نتاجهم في الأدب و الشعر ، كما تناقش في هذه المجالس بعض العلوم الأخرى كالفقه و التاريخ .

رابعاً : المجال العمراني :

[عدل]

ازدهرت العمارة العمانية من قلاع و حصون و أبراج و قصور و مساجد في عهد دولة البوسعيد ، و جاءت هذه العمارة استجابة لطبيعة البيئة العمانية و مكوناتها ، فقد استخدم العمانيون الحجارة و الجص و الصاروج العماني ( الطين المحروق ) في تشييد التحصينات و المباني و امتازت العمارة العمانية بهندستها الرائعة و بتصميمها و زخارفها التي تظهر على الجدران و السقوف . ومن الأمثلة على العمارة العمانية في عهد دولة البوسعيد : قلعة بيت الفلج و قلعة بركاء و حصن البريمي و قصر العلم .