انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Shayma al ali/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

واشرقت[عدل]

[عدل المصدر] المقدمة[عدل المصدر] منذ ألاف السنين كانت العائلة هي اللبنة الأساسية في المجتمع حيث كان الرجل فيها يتمتع بسلطة كبيرة على أفراد أسرته عموماُ وعلى النساء خصوصا تؤهله هذه السلطة بان يأخذ القرار بقتلهن او بيعهن اذا لزم الأمر أو تكالبت الديون عليه .عند تتبع تاريخ المرأة في الحضارات القديمة نقف أمام صورة مؤلمة لواقع المرأة على الصعيد الثقافي والإنساني فهي حقيقةً لا ينظر اليها كونها شخص ذو كيان مستقل وإنما هي تابع لذلك المستعبد مهما كانت صفته أب , زوج أو أخ . المرأة عند البابليين[عدل المصدر] "فالمرأة عند البابليين مثلا كانت عديمة الأهلية محرومة من حقوقها كانت مملوكة وليست مالكة وأيضا ليس لها الحق في ان ترث زوجها او والدها بعد موته كذلك كانت المرأة تباع من قبل الرجل وكأنها سلعة من السلع او تقدم كتعويضلسداد ديونه كما كان من حق الزوج ان يحكم على زوجته بالموت غرقا لأقل الأسباب كطلبها الطلاق او كانت مهملة في شؤون بيتها كما كان يحق له ان يلقيها في النهر اذا ما شك في سلوكها لأنهم كانوا يعتقدون إنه عند رميها فأن النهر سينقذها اذا كانت بريئة لأن الهة النهر لا تَظلِم . المرأة في الحضارة السومرية[عدل المصدر] أما المرأة في الحضارة السومرية كانت تعامل معاملة فظة وقاسية فلم تكن معاملتها أحسن مقارنة بما سبق المرأة في الحضارة الأشورية[عدل المصدر] . وفي الحضارة الأشورية فتعتبر ملكاً للرجل وله الحق في ان يحرمها من كل ما تملك ويطلقها متى أراد وهناك بعض المواد في القوانين الأشورية القديمة كانت تنص على معاقبتها ومنها : معاقبة المرأة التي تنطق بالكفر وذلك في "المادة 2 " من اللوح الأشوري الأول بعدم اقترابها من زوجها او أبنائها او بناتها . وهناك ايضاً "اختبار الماء " فكان على المرأة المتهمة بالزنى ان تلقي بنفسها في النهر لإثبات براءتها " المادة 17" من اللوح أ من القوانين الاشورية " . المرأة عند القبائل البدائية[عدل المصدر] " ان الإنسان اذا ما حاول التعرف على نظام الأسرة عند القبائل البدائية كقبائل جزر ( أندامان) في المحيط الهندي وقبائل (فيوجيان ) في أقاصي جنوب أمريكا الجنوبية و قبلة ( نامبيكوارا ) في أواسط البرازيل ورجال الغابات وسكان الأدغال في جنوبي أفريقيا وغير هذه الأماكن التي لا يزال الإنسان يعيش منها بصورة بدائية لا تختلف في شكلها وصورتها عن الصورة البدائية التي يعيش فيها الإنسان الأول أو إنسان العصر الحجري نجد أن هؤلاء يعيشون في زمر او جماعات صغيرة شبه بدائية ومع هذا لهم بعض التنظيمات السياسية و الاجتماعية بالرغم من إنعدام مستواهم التقني " المرأة الإغريقية[عدل المصدر] "عندما نتصفح تاريخ المرأة الإغريقية نلمس بأنها كانت مسلوبة الحرية والإرادة وحتى المكانة الاجتماعية وفي كل ما رجع الى الحقوق الشرعية وفق نظامهم و تشريعاتهم وفي كل ما يتعلق بالمرأة من حقوق و واجبات. و الظاهر أن المرأة الإغريقية كانت في القرون الوسطى تحل في المنازل الكبيرة محلاً منفصلاً عن الطريق جانبياً بالكاد يكون له نوافذ ضيقة محروس الأبواب لا يسمح لها بمغادرة البيت بل تقوم فيه بكل الأعمال التي يحتاجها من غسيل وطبخ وتربية الأولاد وكنس ومسح بانتظار وصول الزوج صاحب الإرادة و القوةالمسيطرة عليها . ومن هنا يتبين لنا بأن المرأة الإغريقية لم تتلق حتى التدريبات الأولية للقراءة او الكتابة مما يجعلها محرومة حتى من الثقافة العامة " العصر الجاهلي[عدل المصدر] عاشت المرأة حياة قاسية جداً في العصر الجاهلي فقد كانت مسلوبة الحقوق مغلوبة على أمرها لا حول لها ولا قوة " ان المرأة الجاهلية عاشت حياتها سليبة الحرية ضائعة الحق أداة متعة للرجل " . حتى ان وجودها في الأسرة كان يُعد شيء مهين كما ان تكاليف معيشتها تعتبر عالة عليهم " ولهذين السببين – اي خوف العار وخوف الفقر – كان بعض العرب يئدون بناتهم " . وبعد كل هذا فقد كان ولادة الأنثى يعتبر كارثة تحط على الأسرة "غير ان العرب كانوا يكرهونهن ويرون ولادتهن مصيبة عليهم أنفةً من العار الذي قد يلزم عنهن وهرباً من مئونة تربيتهن " . " والى جانب الوأد قاست الأنثى ظلماً من نوع أخر هو السبي فقد عد الجاهلون المرأة من سقط المتاع الذي ينهب في الحروب ويتصرف به كيفما شاء من بيع وتمتع وامتهان واسترقاق , غير أبهين لأرحام قطعت و أنساب اختلطت " . اما الزواج في تلك العصور فقد كان يتميز بتعدد الزوجات فقد يصل احياناً لعشرات الزوجات "ان الزواج في العصور السابقة كان أما أحادياَ او متعدداً ويبدو من خلال دراسة تلك الأنظمة ذات النظام المتعدد أن الزوجة الأولى التي كانت وحدها هي الزوجة الحقيقة تتمتع بكامل حقوقها الشرعية بينما الزوجات الأخريات لسنا سوى محظيات في أكثر الأحيان ". وفيما يخص حقها في ان ترث زوجها او والدها فقد سلب منها هذا الحق أيضا منذ العصور الأولى " يقوم نظام الميراث في شريعة حمورابي على أساس ديني فيحصر الميراث في الأولاد الشرعيين كونهم إمتدادا لشخصية المتوفى فهم ينوبون عنه في أقامة الشعائر الدينية ويرمي الى وحدة الأسرة و بالمحافظة على تماسكها ومنع انتقال أموالها للغرباء " ووضعوا شروطاً قاسية حتى تتمتع بما هو حق لها " عند الساميين القدماء و السومريين أعطت شريعة أوراغو حق الإرث للبنت بشرطين : أن تكون وحيدة والدها وعازبة بعد لم تتزوج . وفي شريعة حمورابي كذلك تحرم منه المتزوجة وإنما تورث العازبة ". ان نظام الميراث في الجاهلية كان يسير على أسس مبتكرة وأوضاع خاطئة تتنافى مع الفطرة السليمة وهذا يتضح من أنهم " كانوا يحرمون من الميراث المستضعفين من النساء و الولدان لأنهم ليسوا من أهل القتال بل أكثر من ذلك كانت المرأة نفسها تورّث . أن العرب الجاهلية لم يعدوا الزوجة سبباً من أسباب الميراث فغضوا النظر عن الحقوق المتقاربة للزوجين وحسن العشرة و المودة بينهما ومشاركتها في تكوين ثروة كل منها ". لم يقتصر ذلك على الزوجة فقط وإنما يشمل ذلك بنات المتوفى فليس للأنثى الحق في الإرث من والدها " كانت المرأة في الجاهلية محرومة منه اذ كان الذكر هو الوارث الوحيد , وإذا لم يكن بين الأولاد ذكور ذهب الميراث الى الأعمام ". ولم يكن شي ليحميها من كل هذا سوا ان تكون عزيزة قوم ذات جاه ونسب أما عامة النساء فكن يعانين من قسوة المجتمع ونظرته المُجحفة بحقهنَ . عصر الإسلام[عدل المصدر] وأشرقت شمس الإسلام معلنتاً عن بدء عصر جديد للمرأة حاملةً أمل جدد بحياة حرة كريمة لا تهان فيها ولا تنتقص حقوقها ولا يُعتدى على كرامتها . ولأهمية المرأة في الدين الإسلامي فقد ذكرت في اكثر من 10 سور من القرآن "سورة النساء , سورة الطلاق , سورة البقرة , سورة المائدة ,سورة النور , سورة الاحزاب , سورة المجادلة , سورة الممتحنة , سورة التحريم" . وقد حدد الدين الإسلامي ميزان التفاضل بين البشر بالتقوى وليس بالجنس لبشري لو القبلي او العقائدي حيث قال تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات 13) وقد كرم الله عز وجل المرأة بوجوب حسن معاشرتها فلم تبقى كالدمية بيد الرجل يتركها متى أراد ويعود لها متى شاء قال تعالى في محكم كتابه الكريم الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ (البقرة 229 ) . " لم يكن اهتمام الإسلام بالمرأة أمراً عارضاً , وإنما هو اهتمام نابع من صميم هذا الدين وجوهره الذي يرفع من قيمة الإنسان ليكون جديراً بخلافة الله على هذه الأرض قال تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (البقرة 30 ) و المرأة هي النصف الأخر لهذا الإنسان وقد بوأه الاسلام مكانة سامية بعد أن أهدرت حقوقها القوانين الأرضية حتى كانت سلعة تباع وتشترى ووهبها الاسلام نفسها وأعطاها حرية الكلمة و الشعور و الحس ومضى معها على الدرب الطويل منذ ولادتها فقد كرمها مولوداً حين حرم وأدها وأعطاها حق الحياة قال تعالى وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت(التكوير 8-9 (فأي ذنب جنته المولودة حتى استحقت عليه الوأد قبل أن ترى النور؟ لقد حرم الإسلام إهانة المرأة بأي شكل كان " وجاء الإسلام وحرم السبي . وكان امتهان لإنسانية المرأة فسوى الاسلام بين دمها ودم الرجل . صار يقتل قاتلها , كما سوى بينهما في حد القذف . وكان استثمار ذويهن في المهور فجعلها الإسلام حقاً لهن خالصاً لا ينزعه إلا ظالم قال تعالى وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ( النساء 4 ) وكان إساءة عشرة لهن فنزل وحي الله قال تعالى وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا(النساء 19) تلك بعض مظالم المرأة قبل الإسلام فقضى عليها وعلى غيرها قضاء تاماً و وأعطى الأنثى من الحقوق ما جعلها مساوية للرجل , حتى أعتدت بنفسها الاعتداد كُله " وأيضاً أقر الدين الإسلامي مبدأ المساواة في القيام بالأعمال الصالحة والعمل بها و الأيمان والالتزام بها و الإثابة عليها فقال تعالى فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ (ال عمران 195 ) وقال تعالى مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (النمل 97) ." ان كل من الرجال والنساء نصيب ما عمل وجزاء على ما فعل . كلٌ بحسبه ان خيراً فخير وان شراً فشر " ومن صور المشاركة قوله تعالىفَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِين(البقرة 36 ) "القول في تأويل قوله تعالى فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا قال ابو جعفر : اختلف القراء في قراءة ذلك فقرأنه عامتهم فَأَزَلَّهما بتشديد الام بمعنى استَزَلَّهُمَا من قولك زل الرجل في دينه : اذا هفا فيه و أخطأ " . وكذلك في قوله تعالى وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين(البقرة 35) والمخاطب في هذه الاية الكريمة هو بصيغة المثنى "كلا , تقربا , تكونا " والفاعل في هذه الافعال هو الف الاثنين وهذا دليل على المشاركة في تحمل المسؤولية إذ لا فرق بين الذكر والأنثى في تحمل مسؤولية ما صنعا ان خيراً فخير وان شراً فشر .فالمرأة والرجل في الدين السلامي متساوون بالحقوق و الواجبات وكذلك بإنزال العقاب عليهما فلم تتحمل المرأة الجرم كاملاً ولم يفرق الله عز وجل بينهما بذلك . كذلك اعطاها الدين الاسلامي حق الدفاع عن نفسها وطلب المغفرة والسماح فقال تعالى قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين(الاعراف 23) ومن الأمثلة على ذلك ايضاً قوله تعالى الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ (النور 2) "وفي تأويل قوله تعالى : من زنى من الرجال او زنت من النساء وهو أو هي حر بكر غير محصن بزوج فاجلدوه ضربا مائة جلدة عقوبة لما صنع واتى من معصية الله " .وهنا نلاحظ ان الرجل والمرأة في التشريع الاسلامي اذا تساووا بالجرم تساووا بالعقاب ايضا فلا يقع اللوم على المرأة دون الرجل فهم متساوون في الحساب والعقاب والحقوق والواجبات إلا ما فضل الله بعضا على بعض . ولها الحق ايضاً في النقاش والمجادلة وإبداء الرأي وتقرير مصيرها في ما يخص شؤونها الخاصة قال تعالى قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (المجادلة 1) وفي سبب نزول الاية :"ان امرأة من المسلمات أتت النبي (ص) فقالت :يا رسول الله ان فلاناً زوجي وقد نثرت له بطني وأعنته على دنياه وأخرته لم يرَ مني مكروهاً أشكوه اليك . قال فيم تشكينه ؟ قالت انه قال : انتِ عليَّ حرام كظهر أمي وقد أخرجني من منزلي فأنظر في أمري فقال لها رسول الله (ص) ما انزل الله تبارك وتعالى كتاباً أقضي فيه بينك وبين زوجك وأنا أكره ان أكون من المتكلفين فجعلت تبكي وتشتكي ما بها الى الله عز وجل والى رسول الله (ص)وانصرفت . فقال : سمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول الله في زوجها وما شكت اليه وأنزل الله في ذلك قرآنا " . وإذا ما دل هذا على شيء فأنه يدل على ما للمرأة من قيمة ومكانة في المجتمع الإسلامي فقد سنت لها السنن ووضعت لها القوانين التي تحميها وتكرمها على مدى العصور . كذلك من الأمور التي اقرها الدين الإسلامي حقها في الإرث فقال تعالى لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوض(النساء 7 (. القول في تأويل قوله تعالى : "قال ابو جعفر يعني بذلك تعالى ذكره : للذكور من أولاد الرجل الميت حصته من ميراثه وللإناث منهم حصة منه من قليل ما خلف بعده وكثيره . حصة مفروضة واجبة مؤقتة (مؤقتة :مقدرة محددة وأصلها من الوقت ثم اتسع في استعمالها في كل محدود ) وذكر ان هذه الآية نزلت من اجل ان أهل الجاهلية كانوا يورِّثون الذكور دون الاناث " . " فصلت أحكام المواريث في ثلاث آيات من سورة النساء وهذه الآيات دلت دلالة قاطعة على وجوب توريث النساء وهذا يتضح مما يأتي : 1- قال تعالى يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11( وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12( 2- قال تعالى لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا 3- قال تعالى يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ ۚ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ۚ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۗ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) المتدبر لهذه الآيات الكريمة يلاحظ أمور عديدة: 1- تولى الله سبحانه و تعالى تحديد نصيب كل وارث بنصوص قطعية الدلالة تأكيداً على وجوب توريث النساء . 2- من تأمل الآيات الكريمة وتدبرها يتضح إن أغلب أصحاب المفروض هم من النساء تأكيداً من الله سبحانه وتعالى على ميراثهن ومنعاً من غبن حقهن بالاجتهاد غير المسوغ لتقليل نصيبهن . 3- إن الله سبحانه و تعالى راعى في تقسيم الإرث النفع و المصلحة وهذه نصوص قطعية الدلالة لا يجوز الاجتهاد فيها . أما لو ترك الأمر للبشر فقد يعطون من لا يستحق ويمنعون من يستحق كما كان عليه الحال في الجاهلية و الأمم السابقة بمنع النساء و الصغار من الميراث " وقد شرف الله تعالى النساء بمكانة دينية واجتماعية حيث اصطفاها لتأدية رسالة سماوية وخير مثال على ذلك السيدة مريم (عليها السلام ) " وفي سورة ال عمران يعلن الحق اصطفاءه لمريم على نساء العالمين من بين ال عمران الذين اصطفاهم على عالمي زمانهم ايضاً فقال تعالى وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (ال عمران 42-43 ) وهنا اصطفى الله مريم ضمن اصطفاء ال عمران وهو الذي كان على عالمي زمانهم واصطفاها وحدها على نساء العالمين وهو الذي كان على نساء العالمين في أي زمان ومكان وذلك للمهمة التي لم تقم بها امرأة غيرها في العالم كله . الاصطفاء هو الاجتباء و الاختبار " . وجاءت السنة النبوية الشريفة مؤكدة على ما اقره الإسلام تحث المجتمع الإسلامي على التمسك به فقال علية افضل الصلات والسلام " رفقاً بالقوارير " والمعنى هو "القارورة من الزجاج والعرب تسمي المرأة القارورة وتكنى عنها بها . والقارورة من فيه الشراب وغيره . وقيل : لا يكون إلا من الزجاج خاصة " . "أما عن علاقته (ص) بالمرأة بصفة عامة فقد كان المثل الأعلى للمؤمنين رجالاً ونساءً فهو المعلم الأول والهادي للبشرية أجمعين الى ان يرث الله الأرض ومن عليها وكان (ص) رقيقاً بالمرأة وحديثه المعروف لبلال ( رفقاً بالقوارير ) ما ينم عن ذلك . ولكنه اعطى لها حقها الكامل مثلها مثل الرجل في كل ميادين الحياة وقد كان للمرأة دور بارز في مدرسة رسول الله ( ص) فاتخذن منه الأسوة الحسنة وكانت هناك رائدات بارزات في بناء الأمة الإسلامية في عهد رسول الله (ص)وما بعده ضربن بذلك المثل الأعلى في التفوق في ميادين عديدة وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على إن المرأة كانت جنباً الى جنب بجوار الرجل وكان (ص) يرحب بذلك ويشجعه وله (ص) مواقف عديدة معهن كان يستشيرهن ويستمع اليهن خاصة وانه (ص) كان يحترم المرأة احتراما كبيراً ويقدر لها كيانها ورأيها ". لقد اهتم الدين الإسلامي بالمرأة باعتبارها اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع الإسلامي فهي نصف المجتمع ومن تلد وتربي النصف الأخر وهي أساس الأسرة وارتكازها " وحين تكون الأسرة هي قاعدة المجتمع وتقوم هذه الأسرة على أساس التخصيص بين الزوجين في العمل وتكون رعاية الجيل الناشئ هي أهم وظائف الأسرة ... يكون هذا المجتمع متحضراً ... ذلك إن الأسرة على هذا النحو –في ظل المنهج الإسلامي – تكون هي البيئة التي تنشأ فيها القيم الأخلاقية الإنسانية ممثلة في الجيل الناشئ و التي يستحيل أن تنشأ في وحدة أخرى غير وحدة الأسرة . فأما حين تكون العلاقات الجنسية و النسل غير الشرعي هي قاعدة المجتمع حين تقوم العلاقات بين الجنسين على أساس الهوى و النزوة و الانفعال لا على أساس الواجب و التخصص الوظيفي في الأسرة حين تصبح وظيفة المرأة هي الزينة و الغواية و الفتنة ... وحين تتخلى المرأة عن وظيفتها الأساسية في رعاية الجيل الجديد وتؤثر هي – أو يؤثر لها المجتمع – أن تكون مضيفة في فندق أو سفينة أو طائرة ... حين تنفق طاقتها في الإنتاج المادي وصناعة الأدوات ولا تنفقها في صناعة الإنسانية لأن الإنتاج المادي يومئذ أعلى وأعز و أكرم من الإنتاج الإنساني عندئذ يكون هذا هو التخلف الحضاري بالقياس الإنساني.... أو تكون هي الجاهلية بالمصطلح الإسلامي " وبهذا نجد ان الدين الاسلامي المتمثل بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة كرم المرأة وأنصفها وأنتشلها من واقع مأساوي مرير فأعلى من شأنها ورفع مكانتها فقوله عليه افضل الصلاة والسلام " رفقاً بالقوارير " انما هو دليل على رقة المرأة بعذوبة نفسها وسمو مشاعرها وشفافية الروح التي تملكها فهي كالزجاجة الرقيقة أي شيء يخدشها ويجعل له أثر في نفسها لذلك كان الرفق بها من أشد صفات السمو بالمشاعر الإنسانية التي دعى اليها الرسول . وأخيراً يكفينا فخراً أن نكون أخر من أوصى به نبي الرحمة (صلى الله عليه واله وسلم ) في أخر خطبة له قبل وفاته في خطبة حجة الوداع حيث قال علية الصلاة و السلام "استوصوا بالنساء خيراً ". 'المراجع' [عدل المصدر] 1- القرآن الكريم \ مطبعة الروضة \ دمشق . 2- الإسلام \ سعد حوى \ دار السلام للطباعة و النشر و التوزيع و الترجمة \ القاهرة – مصر \ الطبعة الرابعة \ 1421 ه – 2001 م .https://www.kutub-pdf.net/book/6233-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.html 3- تفسير الطبري ( جامع البيان عن تأويل آى القرآن ) \ لأبي جعفر محمد بن الطبري \ تحقيق : محمود محمد شاكر \ دار المعارف بمصر .http://www.al-eman.com/ 4- تطور المرأة عبر التاريخ \ باسِمَة كيَّال \ مؤسسة عز الدين للطباعة و النشر \ بيروت – لبنان \1401ه – 1981 م .http://www.books-cloud.com/ 5- لسان العرب \ ابو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ابن منظور) \ دار صادر بيروت \ الطبعة الثالثة \ 1414ه .http://waqfeya.com/book.php?bid=4077 6- محمد و المرأة \ د. سامية متيسى \ المكتبة الأكاديمية \ الطبعة الولى \ 1996. 7- المرأة في الإسلام بنتاً – زوجة – أماً \ د. ليلى حسن سعد الدين \ دار الفكر للنشر و التوزيع \ عَمّان \ 1984 .https://www.kutub-pdf.net/book/5406-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%8B-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%8B.html 8- المرأة في الجاهلية \ حبيب الزيات \مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة \ جمهورية مصر العربية \ 26-8-2012.http://www.goodreads.com/book/show/20627334 9- المرأة في الجاهلية والإسلام \محمد هادي اليوسفي الغروي \ المجمع العالي لأهل البيت \ الطبعة الاولى 1426 ه .http://ahl-ul-bayt.org/ar.php/page,BookTree/bookid,1639/langid,2 10- المرأة في حضارة وادي الرافدين \ سهى بطرس هرمز \ مقالة .https://ar.zenit.org/articles/المرأة-في-حضارة-وادي-الرافدين 11- مريم و المسيح \ الشيخ : محمد متولي الشعراوي \ مكتبة التراث الإسلامي \ القاهرة .http://www.goodreads.com/book/show/6599009 12- معجم اعراب الفاظ القرآن الكريم \ د. محمد سيد طنطاوي \ انتشارات ذوي القربى .https://ww.1000lela.com 13 - ميراث المرأة في الشريعة الإسلامية و القوانين المقارنة \د. قيس عبد الوهاب الحيالي \ دار الحامد للنشر و التوزيع \ عمان \ الطبعة الاولى \ 2008 .www.kutub-pdf.net 14- الميزان في تفسير القرآن \ العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي \ بيروت – لبنان \ مؤسسة الأعلمي للمطبوعات \ الطبعة الاولى المحققة 1997.http://www.alseraj.net/