مستخدم:Smzodd/ملعب
نشأة الاذاعة
[عدل]هذه الإذاعة بدأت البث في عام 1962 انطلاقاً من «المرقاب» في الشارقة التي كانت تـُعرف عند العامة باسم «المحطة»، والتي تأسست في البدء كمدرج للطيران الملكي البريطاني عام 1932، علماً أن أول جهاز راديو دخل الإمارات أحضره المدير الإنجليزي لمحطة مطار الشارقة (جيمس) عام 1934، وحينذاك دعا الأخير كلاً من عبداللطيف السركال وابنه ناصر للاستماع للجهاز العجيب في استراحة المطار بحضور خان صاحب حسين، انظر كتاب «الإمارات في ذاكرة أبنائها» للباحث عبدالله عبدالرحمن - ندوة الثقافة والعلوم - دبي - 1998. اختار المعتمد البريطاني في الشارقة «إذاعة صوت الساحل» اسماً للمحطة الإذاعية على غرار «قوة كشافة الساحل». وتقول صحيفة «الخليج» في تقرير صحفي (14/2/2016) إن هذه الإذاعة صارت لاحقاً تحت إشراف مكتب التطوير المنبثق من «مجلس حكام الإمارات المتصالحة» الذي كان قد تأسس عام 1952
جهود
[عدل]بعد إذاعة صوت الساحل التي ظهرت، كما قلنا، في الشارقة، ظهر في عجمان في الفترة ما بين عامي 1961- 1965 ما يمكن أن نطلق عليه أول محطة إذاعة شعبية، وكانت بجهود فردية من قبل راشد عبدالله بن حمضة العليلي، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل نهاية فبراير 2013. والعليلي هم من آل علي المقيمين بصورة رئيسة في إمارتي رأس الخيمة والشارقة مع وجود نفر منهم في إمارة أم القيوين ويعملون في المهن الزراعية والبحرية. لم يحظ ابن حمضة العليلي بمرافقة أو معايشة والده طويلاً، فنشأ يتيماً في كنف والدته، كما أن الأقدار اختطفت بعد وقت قصير من رحيل والده شقيقه الأكبر، فصار عبء إعالة أمه وشقيقاته ملقى بالكامل على كاهله، في هذه الفترة الصعبة من حياته كان همُّه الوحيد هو كيفية كسب العيش عن طريق العثور على وظيفة أو مهنة تبعد عنه الفاقة والسؤال، ونظرًا لصعوبة الحصول على وظيفة في الامارات سابقًا اتجه للدول المجاورة في فرصة للحصول على عمل. وهكذا ألقى الرجل برحاله في مدينة الدمام في الخمسينيات من القرن العشرين حين كانت الدمام في بواكير نهضتها، حل العليلي في الدمام وهو صبي يافع في الرابعة عشرة من عمره، وسرعان ما حصل على وظيفة براتب 300 ريال في الشهر لدى أحد أبناء عجمان ممن كانوا قد سبقوه إلى السعودية.
مشروع
[عدل]بعد عودته إلى عجمان في نهايات الخمسينيات، قام العليلي بتنفيذ مشروع خاص يقتات عليه، حيث افتتح محلاً لإصلاح الساعات وأجهزة الراديو، يقول ابنه عبدالله حول هذا الموضوع أن والده كان يتقاضى ما بين 20 و 30 روبية لقاء إصلاح الساعات وأجهزة المذياع، وأنه «كان يراعي ظروف البعض الآخر فلا يتقاضى أكثر من 15 روبية». في هذه الأثناء، كانت هناك فكرة قد اختمرت في رأسه وحلم بتنفيذها في وطنه منذ أن كان في الدمام، دون أن يدري مآلاتها وما ستحققه له من شهرة مدوية. لم تكن تلك الفكرة سوى إطلاق بث إذاعي من عجمان عبر استغلال ما تعلمه من أمور فنية أثناء عمله في الورشة الإلكترونية بالدمام، خصوصاً وأنه كان في سنوات غربته في السعودية مستمعاً دائماً لبث المحطات الإذاعية العربية، وكان يتساءل: لماذا لا تكون في عجمان محطة إذاعية مشابهة لما هو موجود في البحرين والكويت مثلاً، ترفه عن المواطنين وتمحو أميتهم وتنشر في أوساطهم الخير والمعارف المفيدة، التقى بعدها بقريب له يدعى سالم عبيد سيف العليلي، واتفقا على أن يتعاونا معاً على تنفيذ المشروع، خصوصاً وأن سالم العليلي كان طالباً آنذاك، ويمتلك ثقافة واسعة في الكثير من الأمور، ويصلح ليكون مذيعاً ومقدماً للبرامج. وهكذا راح الرجلان يعملان على مدى شهرين متواصلين مستخدمين أدوات متواضعة مثل راديو قديم و«غرامافون» وسماعات خشبية بدائية ومجموعة من الأسلاك وبطارية جافة شبيهة ببطاريات السيارات كانا يعيدان شحنها بالطاقة الشمسية والغاز كلما توقفت عن العمل، علاوة على هوائي «إريل» بطول 30 متراً تم رفعه وتثبيته بالحبال.
بث الاذاعة
[عدل]وبعد أن انتهيا من كل شيء بسرية تامة، وأعدا العدة لإطلاق البث من داخل غرفة نوم راشد العليلي، ذهب الأخير في ظهيرة أحد الأيام من عام 1961 إلى «مقهى عبدالله الغملاسي الشعبي»، حيث كان شباب ورجالات عجمان يجتمعون للحديث وشرب القهوة والشاي والاستماع إلى الراديو، وقام بتثبيت مؤشر المذياع على تردد إذاعته، وهي تبث بعض المنوعات الغنائية، ليفاجأ الحضورُ بصوت زميله سالم وهو يعلن «لا نزال نواصل بث هذه المنوعات من إذاعة عجمان». كانت فرحة أبناء عجمان عظيمة بهذا الإنجاز، كما زار الشيخ حميد بن راشد النعيمي حاكم عجمان السابق، رحمه الله،ة إذاعة العليلي في منزله، و أشاد الحاكم بجهود مواطنه وقدم له الدعم والتشجيع. أيضًا زارهما مدير إذاعة صوت الساحل مع كبير مذيعيها إبراهيم الحديدي، فاستغربا من ضعف إمكانياتهما وبساطتها فاقترحا على راشد العليلي أن يذهب للدراسة في الخارج لصقل مواهبه بطريقة علمية، لكن الأخير لم يوافق مفضلاً البقاء بجانب إذاعته التي كانت تبث لمدة ثلاث ساعات يومياً، وتقدم القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمنوعات الغنائية والقصائد النبطية والأهازيج البحرية وخلافها.
اغلاق الاذاعة
[عدل]قلنا إن إذاعة عجمان الشعبية استمرت تعمل حتى عام 1965 حينما واجهت بعض المصاعب المالية التي لم تكن إمكانيات العليلي المتواضعة قادرة على مواجهتها، فتوقفت علماً بأن صاحبها أنفق عليها الكثير من ماله ووقته، ناهيك عن أن بعض المواطنين ساهموا في دعمها من خلال تزويدها بالمواد التسجيلية، أو من خلال القيام بحملة لجمع التبرعات لها على نحو ما فعلته مواطنة متحمسة تدعى «مطيرة» بمساعدة الطالب في مدرسة «الراشدية» آنذاك سالم راشد بن تريس القمزي. وبعد أن أغلق راشد إذاعته ظلت أجهزتها مهملة في بيته إلى أن تم نقلها لعرضها في متحف عجمان. بعد رحلة الأحلام تلك، انزوى راشد العليلي إلى الظل بعد إغلاق إذاعته، حيث تزوج بإحدى مواطنات بلده، وراح يبحث عن عمل. ولأنه لم يكن يجيد القراءة والكتابة لم يعثر سوى على وظيفة «مراسل» بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فقبل بها، وأمضى فيها 23 عاماً من عمره إلى أن تقاعد. وبعد تقاعده فتح محلاً لبيع الملابس الرجالية، كان يجتمع فيه مع أصدقائه القدامى للدردشة واجترار ذكريات الماضي. واستمر على هذا الحال إلى أن انتقل رحمه الله إلى جوار ربه.
المراجع
[عدل]https://www.albayan.ae/five-senses/culture/2019-03-24-1.3519117
- ^ المدني، بقلم: د عبدالله. "راشد العليلي.. مؤسس أول إذاعة شعبية في الإمارات". www.albayan.ae. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-25.