انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Sun13.albroomi/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ما هي فائدة العقل .. ؟؟

( هكذا كان يبحث الفيلسوف مونتين علي إجابة تفضله عن الحيوانات و الكائنات الاخري التي كان يري انها في الواقع افضل منه ، و تنعم بحياتها اكثر من البشر ..!!

كان يري ان المعرفة هَم و ثُقل ، و لا يعود علي الانسان بأي فائدة ، بل كان بمثابة العبء الذي لا يحتمل ..

قال :

أن نتعلمّ أنّ ما قلناه أو فعلناه شيءٌ أحمق ليس أمراً ذا أهمية ، بل يجب تعلُّم درسٍ أكثر إسهاباً و أهمية : أننا لسنا سوي حمقيً.

ما هو العقل ؟

[عدل]

العقل :هو مصطلح يستعمل عادة لوصف القدرة على التمييز والادراك واتخاذ القرار بالاستفادة من بيانات للدماغ البشري وخاصة تلك الوظائف التي يكون فيها الإنسان واعيا بشكل شخصي مثل : الشخصية، التفكير، الجدل، الذاكرة، الذكاء، التحليل وحتى الانفعال العاطفي يعدها البعض ضمن وظائف العقل.

و رغم وجود فصائل حيوانية أخرى تمتلك بعض القابيات العقلية، إلا أن مصطلح العقل عادة يقصد به المتعلق بالبشر فقط. كما أنه يستعمل أحيانا لوصف قوى خارقه، غير بشرية، أو ما وراء طبيعية.

العقل جهاز أودعه الله في الإنسان ليكشف به بعض الحقائق، هناك معرفة حسية أساسها الحواس الخمس، هذه المعرفة بسيطة، أنت ترى، وتسمع، وتشم، وتلمس، وتشعر، هذه المعرفة الحسية نحن وبقية المخلوقات فيها سواء، لكن هناك معرفة أرقى، أنه أودع الله في الإنسان جهازاً إن رأى الأثر عرف منه المؤثر، وإن رأى التسيير عرف منه المسير، وإن رأى الحكمة عرف منه الحكيم.

فالعقل معرفته أرقى من المعرفة الحسية، فالمعرفة الحسية شيء ظهرت ذاته وآثاره، أداة اليقين بهذا الشيء الحواس الخمس، لكن هناك أشياء عظيمة جداً غابت عنا ذاتها، بقيت آثارها، يأتي دور العقل ليكتشف ذاتاً غابت عينها، وبقيت آثارها.

لذلك الماء يدل على الغدير، والأقدام تدل على المسير، ولا دخان بلا نار، فالعقل معرفته أرقى، أنت بإمكانك من آثار الشيء أن تعرف الشيء...

نعمة العقل

[عدل]

وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل، وميّزه به عن سائر المخلوقات، حيث إنّ الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يمتلك العقل والقدرة على التفكير والتحليل، والعقل نعمةٌ كبيرةٌ، تُحمّل الإنسان مسؤوليّة التفكّر في خلق الله تعالى وفي الكون، وتميّز الحق من الباطل، ومعرفة ما يجب فعله وما لا يجب فعله.

ورد لفظ العقل على صيغة الفعل في القرآن الكريم تسعةً وأربعين مرّةً، ومنها قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [يوسف: 2]، كما وردت الإشارة إلى العقل بلفظ "الألباب"، وبعدة ألفاظٍ مختلفة، وكلها يدعو الله تعالى فيها الإنسان إلى التفكّر، أي أنّ وظيفة العقل الأساسيّة هي التفكّر والتدبّر.

الإنسان هوَ مخلوقٌ مُكرّم، كرّمهُ الله على غيرهِ من المخلوقات الأخرى وأعطاهُ السيادةَ عليها وميزه بنعمة العقل التي تفرّدَ بها عن غيره، حيثُ سخّرَ لهُ كُلّ شيءٍ لخدمته، فكانَ بهذا العقل الذي منحهُ الله إيّاه هوَ المُستخلف في الأرض لإعمارها وتطويرها والاستفادة من خيراتها الكثيرة، ولولا العقل البشريّ لكانَت هناك أسرار كثيرة دفينةٌ دونَ معرفة حقيقتها وتسخيرها لنفع البشريّة بشكلٍ عامّ.

العقل غريزة أودعها الله في الإنسان تقوم بدورها بتحليل الواقع من خِلال مُدخلات الإنسان الحسيّة المُتمثّلة بجوارحه التي تُعطي تصوّراً عامّاً وتفصيليّاً عن الواقع الذي يعيشه، فالأعضاء والجوارح كُلّها جُنود للعقل ليقوم بالتحليل والخُروج بخُلاصة مُفيدة للإنسان، وفي هذا المقال سنتحدّث عن أثر هذهِ النِعمة العظيمة عليه.

فالإنسان يشكر و يحمد لله الذي أكرم عباده المسلمين بنعمة الإسلام , وأتم عليهم نعمة العقل . ولأن الإسلام أمانة عظيمة . جعل الله العقل شرطا للتكليف الشرعي , وميز به الإنسان عن الحيوان وغيره من المخلوقات, فإذا ابتلى الله أي إنسان بفقدان العقل أسقط عنه التكاليف الشرعية , ورفع عنه القلم , ووصف الذين لا يعقلون بأنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا , فيا لجمال الإسلام ويا لنعمة العقل . اللهم أتمم علينا نعمة الإسلام ومتعنا بنعمة العقل ما حيينا .

فإنَّ مِنْ أفضل نِعَم الله على عباده، نعْمةَ العقل، فلولا العقل لما عرَف الإنسان دينَ الإسلام والنبوة، والخيرَ والشر، والحقَّ والباطل، والمعروفَ والمنكر، قال - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ [الإسراء: 70]، فالله - تعالى - فضَّل بني آدم على غيرِهم منَ الجمادات، والحيوانات، والنباتات بهذا العقْل. 

قال - تعالى - مادحًا عبادَه أصحاب العقول السليمة: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، قال ابن كثير: أي العقول التامة الزكية، التي تُدرك الأشياء بحقائقِها على جلياتها، وليسوا كالصمِّ البكم الذين لا يعقلون، الذين قال الله فيهم: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 105- 106].

تعد نعمة العقل من بين تلك النعم الكثيرة واللامحدودة واليت أنعم بها الله عز وجل على الإنسان ونعمة العقل هي تلك النعمة التي ميز الله عز وجل بها الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى وهي من فضل التكريم الرباني للإنسان وهو أيضاً تلك الميزة التي تجعل الإنسان مكلفاً فخطاب التكليف كما هو معروف قد نزل على العقلاء من البشر لأن أساس فكرة التكليف هي أن يميز الإنسان بين الخطأ و الصواب أي أن يكون لديه القدرة على عملية الاختيار و التحديد ثم يكون جزاءه على أساس ما أختاره فالعقل هو من يجعلنا نستطيع التفريق بين الخطأ و الصواب أي ما بين التصرف الخاطئ والتصرف الصحيح وما بين النافع و الضار من الأعمال ، و ذلك عن طريق وظيفة العقل ، وهي التفكير و الإدراك وكان اهتمام الدين الإسلامي بالعقل كبير ، وأكد على ضرورة أن يتم استغلال واستخدامه في طريق الحلال ورضا الله عز وجل بل في التفكير في خلق الله وكونه ، والقرآن الكريم يوجد به العديد من الأيات التي تتحدث عن ذلك ومنها قول الله تعالى جل شأنه ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب ) ، و المقصود بأولي الألباب في الأية الكريمة هم أصحاب العقول وأيضاً كان تأكيد الدين الإسلامي على تحريم أي عمل يؤذي العقل ويفقده وظيفته الأساسية أو حتى يؤثر عليها لبعض الوقت مثال تحريم الإسلام لشرب الخمور و المسكرات التي يترتب عليها إيذاء وظيفة العقل في الإنسان والعقب في الجسم البشري يحتاج إلى غذاء يقويه ويعينه على أداء مهامه فكما أن الطعام هو غذاء الجسد البشري فإن العلم هو غذاء العقل ، حيث أنه كلما زاد مقدار العلم لدى الإنسان زاد علمه بالأشياء وطبيعتها وزاد عنصر المعرفة لديه بشكل عام علاوة على اتساع نطاق تفكيره والإبداع لديه ، حيث أن الإبداع مركزه الأساسي هو العقل ، ولذلك كان اهتمام الإسلام وحرصه الشديد على العلم و التعلم ، وبالتالي زيادة الكفاءة العقلية لدى الإنسان ، إذاً فمن الضروري للإنسان أن يقوم بحمد الله عز وجل على نعمه كلها ومنها نعمة العقل والذي يجب علينا أن تقوم بحسن استخدامه في الدنيا لنستطيع من خلاله النجاة في الأخرة .

و رغم وجود فصائل حيوانية أخرى تمتلك بعض القابيات العقلية، إلا أن مصطلح العقل عادة يقصد به المتعلق بالبشر فقط. كما أنه يستعمل أحيانا لوصف قوى خارقه، غير بشرية، أو ما وراء طبيعية.

فوائد العقل:

[عدل]

سبب استخلاف الله تعالى للإنسان

لو لم يكن الإنسان يمتلك عقلاً يدرك فيه حياته وأسباب وجوده لما كان لوجوده في الحياة أي فائدة أو منفعة، فعمارة الأرض واستصلاحها تحتاج دائماً إلى العقل الذي يفكّر في ابتكار الوسائل والطّرق التي تؤدّي إلى ذلك، فالعقل إذن هو مظنّة الاستخلاف في الأرض.

وسيلة للتّمييز بين الحقّ والباطل

فالعقل يميز الصّواب والخطأ والنّافع والضّار، فالإنسان العاقل هو الإنسان الذي يستطيع أن يميّز بين ما هو صواب وحقّ أو ما هو عكس ذلك بسبب أنّ العقل يزوّد الإنسان بالأسباب والأدوات التي تؤدّي إلى إدراك الأمور والقضايا وتمييزها وتحليلها واختيار الأصوب والأصحّ بينها وترجيحه.

مناط التّكليف

فكثيرٌ من العبادات التي شرعها الله تعالى وأوجبها على النّاس من شروطها أن يكون المسلم عاقلاً بالغاً وغير ذلك من الشّروط مثل الصّلاة والصّوم وغيرها، كما أنّ كثيراً من المعاملات في الحياة والعقود بين النّاس لا تتمّ إلا إذا كان طرفيّ العقد عاقلين مثل الزّواج وعقود المعاملات المختلفة من بيع وإيجار وغير ذلك، فالمجنون غير مكلف بل هو غير مؤاخذ على أفعاله بسبب فقدانه لنعمة العقل، وفي الحديث عمّن رفع عنهم القلم قوله عليه الصّلاة والسّلام .

وسيلة الإبداع والاختراع

فالعلماء الذين أخرجوا لنا كلّ ما ننتفع به في حياتنا أعملوا عقولهم في العلم وأبدعوا حتّى تمكّنوا من ذلك، بل إنّ إنجازاتهم لم تكن إلا بسبب استثمارهم الكامل لعقولهم وتفكيرهم وتكريسها في البحث العلمي والتّفكر في نواميس الكون وقوانينه.

مصدر الحكمة

العقل هو مصدر الحكمة التي تميّز بها الكثيرون عبر التّاريخ، فغير العاقل لا يتصوّر بحال أن يكون حكيماً بسبب أنّ الحكمة تحتاج إلى تبصّر في الأمور وتعقّل مع اختبار لتجارب الحياة وترجيح الصّواب وما يصلح للإنسان في كلّ حين وأوان.

سبب إنجازات الإنسان

لقد حقق الإنسان عبر التاريخ الكثير من الإنجازات و الإختراعات على مختلف الأصعدة والمجالات، فالأبنية والأنظمة والدول، والكهرباء وحتى النار لم يكن ليتم اكتشافها لولا العقل.

وأيضا توجد أهمية أخرا غير محدودة للعقل في حياة الإنسان ، ومنها :-

أولاً :- العقل هو السبب الرئيسي لاستخلاف الله عز وجل للإنسان في الأرض ، حيث أنه إذا لم يكن لدى الإنسان عقلاً لما أستطاع أن يدرك ماهية حياته أو السبب في وجوده في الدنيا وبالتالي فإن وجوده لن يكون له فائدة فعمارة الأرض و القيام باستصلاحها تحتاج دائماً إلى عقل يفكر في ابتكار الوسائل أو الأساليب التي تمكن من ذلك إذاً فإن العقل هو مظلة الاستخلاف في الأرض للإنسان

ثانياً:- العقل هو الوسيلة الرئيسية والتي يتمكن من خلالها الإنسان التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ فالإنسان العاقل هو من يمتلك تلك القدرة الأتية من العقل .

ثالثاً :- العقل في الدين الإسلامي هو مناط التكليف فكثير من العبادات والفرائض التي فرضها الله جل شأنه على الإنسان من أهم شروطها أن يكون العبد المسلم شخصاً عاقلاً وبالغاً مثل الصلاة أو الصوم أو الحج وغيرها من الفرائض والعبادات التي شرعها المولى جل شأنه علاوة على أن العديد من تلك المعاملات الحياتية للإنسان في الدنيا مثال عقود البيع أو الشراء أو الزواج لا تتم إلا إذا كان طرفي العقد عاقلين فالمجنون كما هو معروف غير مكلف أي أنه غير مؤاخذ على تصرفاته أو أعماله ، و ذلك بسبب فقده لنعمة العقل ، حيث كان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للتأكيد على ذلك من خلال حديثه الشريف عمن رفع عنهم القلم أي السؤال قوله عليه الصلاة والسلام ( وعلى المجنون حتى يعقل ) .

رابعاً :- يعد العقل هو مصدر أساسي للحكمة و التي تميز بها الكثيرون من البشر عبر التاريخ البشري الممتد فغير العاقل لا يتصور بأي شكل كان أن يبلغ مرتبة الحكمة ، وذلك راجعاً إلى أن الوصول لمرتبة الحكمة هو أمر يتطلب التبصر ، و التعقل بل و التفكر في الأمور والأشياء من جانب الإنسان.

خامساً :- العقل هو ذلك الميزان الإلهي الذي أختص بها الله جل شأنه الإنسان لكي تستقيم حياته ويستطيع العيش في هذه الحياة الدنيا بشكلاَ سليماً ومتوازناً وفيه راحته وصلاحه فمن خلال العقل يستطيع الإنسان أن يقوم ببناء علاقته بالآخرين بوضوح ، والتفكر فيما حوله بشكل جيد علاوة على تمكنه من مراجعة أفعاله أو تصرفاته والتحكم فيها .

سادساً :-  العقل سبب أساسي فيما حققه الإنسان عبر تاريخه البشري من عوامل التقدم والتطور والازدهار بكل أشكاله فمن خلاله أستطاع التوصل إلى العديد من العلوم الإنسانية الهامة والتي أفادته بشكل غير محدود في حياته وفيما يختص بها من أمور عديدة.

وبهذا العقل، إستخلف الله (جلت قدرته) الانسان في الارض لعمارتها واستصلاحها، ولو لم يكن للانسان عقلا يدرك به اسباب وجوده لما كان لوجوده اي منفعة او فائدة. كما ان العبادات التي شرعها الله وفرضها على الناس في كل الأديان التي انزلها، كان من اول شروطها ان يكون الانسان عاقلا وبالغا، وكذلك المعاملات في الحياة، والعقود بين الناس بمختلف اصنافها، لا تكون قانونية وملزمة الا اذا كان جميع اطرافها عقلاء.

العقل، اكبر هبة من الله للانسان الذي من واجبه ان يكون مؤتمنا على هذه الهبة العظيمة، بأن يحافظ عليها وان لا يسلمها لأحد. ونعني بالتسليم، هو ان يلغي الفرد عقله ويترك الآخرين يفكرون نيابة عنه. العقل، هو مصدر الحكمة التي تميز بها الحكماء عبر التاريخ، واستخدام العقل بالطرق الصحيحة ولإهداف انسانية نبيلة له دورا كبيرا في إسعاد الانسان على المستوى الشخصي والبشرية جمعاء. العقل، هو الوسيلة التي نميز بها بين الحق والباطل، والصح والخطأ، وهو دليلنا الى الصواب الذي يربطنا بالحقيقة ويبعدنا عن الخرافة والأوهام. 

حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي، كانت محاولة السيطرة على العقول في عالمنا العربي تقوم بها انظمة الحكم، وذلك بقمع الفئات المتعلمة والمثقفة التي كانت تطالب بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان والمشاركة الشعبية في السلطة. وفي بعض الدول كان يمنع دخول وتداول الكتب السياسية والفكرية التي تتطرق الى مواضيع الديمقراطية وحرية التفكير، ويتعرض للعقاب كل مواطن يوجد في بيته هذه الاصناف من الكتب.

أما منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، ومع صعود التيار الديني في ارجاء العالم العربي، فقد إنضم رجال الدين الى الحكومات في محاولة السيطرة على العقول بعد ان انخرطوا في الشأن السياسي، وبدأوا يفتون في العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، رغم قلة علم اكثرهم بهذه المواضيع. ولكن للأسف الشديد، إنقاد الكثير من الناس اليهم وسلموا لهم عقولهم، يستشيرونهم ويأخذون بأرائهم في كل المواضيع بما في ذلك قضاياهم الشخصية كالزواج والعمل وغيرها من القضايا الاجتماعية. الغت اغلبية كبيرة من الناس (خصوصا الفئة الشابة) عقولها وسلمتها لهم ليفكروا نيابة عنهم بما في ذلك فئات متعلمة تعليما عاليا.أهمية العقل:

سبب استخلاف الله تعالى للإنسان

لو لم يكن الإنسان يمتلك عقلاً يدرك فيه حياته وأسباب وجوده لما كان لوجوده في الحياة أي فائدة أو منفعة، فعمارة الأرض واستصلاحها تحتاج دائماً إلى العقل الذي يفكّر في ابتكار الوسائل والطّرق التي تؤدّي إلى ذلك، فالعقل إذن هو مظنّة الاستخلاف في الأرض.

وسيلة للتّمييز بين الحقّ والباطل

فالعقل يميز الصّواب والخطأ والنّافع والضّار، فالإنسان العاقل هو الإنسان الذي يستطيع أن يميّز بين ما هو صواب وحقّ أو ما هو عكس ذلك بسبب أنّ العقل يزوّد الإنسان بالأسباب والأدوات التي تؤدّي إلى إدراك الأمور والقضايا وتمييزها وتحليلها واختيار الأصوب والأصحّ بينها وترجيحه.

مناط التّكليف

فكثيرٌ من العبادات التي شرعها الله تعالى وأوجبها على النّاس من شروطها أن يكون المسلم عاقلاً بالغاً وغير ذلك من الشّروط مثل الصّلاة والصّوم وغيرها، كما أنّ كثيراً من المعاملات في الحياة والعقود بين النّاس لا تتمّ إلا إذا كان طرفيّ العقد عاقلين مثل الزّواج وعقود المعاملات المختلفة من بيع وإيجار وغير ذلك، فالمجنون غير مكلف بل هو غير مؤاخذ على أفعاله بسبب فقدانه لنعمة العقل، وفي الحديث عمّن رفع عنهم القلم قوله عليه الصّلاة والسّلام .

وسيلة الإبداع والاختراع

فالعلماء الذين أخرجوا لنا كلّ ما ننتفع به في حياتنا أعملوا عقولهم في العلم وأبدعوا حتّى تمكّنوا من ذلك، بل إنّ إنجازاتهم لم تكن إلا بسبب استثمارهم الكامل لعقولهم وتفكيرهم وتكريسها في البحث العلمي والتّفكر في نواميس الكون وقوانينه.

مصدر الحكمة

العقل هو مصدر الحكمة التي تميّز بها الكثيرون عبر التّاريخ، فغير العاقل لا يتصوّر بحال أن يكون حكيماً بسبب أنّ الحكمة تحتاج إلى تبصّر في الأمور وتعقّل مع اختبار لتجارب الحياة وترجيح الصّواب وما يصلح للإنسان في كلّ حين وأوان.

سبب إنجازات الإنسان

لقد حقق الإنسان عبر التاريخ الكثير من الإنجازات و الإختراعات على مختلف الأصعدة والمجالات، فالأبنية والأنظمة والدول، والكهرباء وحتى النار لم يكن ليتم اكتشافها لولا العقل.

أثر نعمة العقل على الإنسان:

[عدل]

للعقل آثار عديدة، ونذكر بعضاً منها كما يلي:

  • الوصول إلى معرفة الخالق عزّ وجلّ من خِلال استخدام العقل البشريّ، الذي بواسطته نتأمّل في عجيب الكون ونتأمّل في مخلوقات الله، التي بثّها في الأرض، وباستخدام العقل يُدركُ الإنسان نواميسَ الكون وقوانينهُ التي تدلّ على وجود الإله الخالق جلَّ جلاله.
  • العَقل يُمكّن الإنسان من تحقيق المنفعة ودرء المفسدة عنه، حيث إنَّ الشخص العاقل يعرف ما يضرّهُ وما ينفعه، فلا يُقدم على أمر فيه خُطورة عليه، بينما الشخص الذي فقد عقله كالمجنون هوَ بلا شكّ يجهل منفعة ذاته وكثيراً ما يُلحق الأذى بنفسه أو بغيره بسبب ضياع عقله.
  • التقدّم العِلمي والتكنولوجي الذي نرفأ بظلالهِ اليوم، هوَ من ثمرات وآثار العقل البشريّ على الناس، حيث استطاع الإنسان بفضل العقل البشريّ أن يكتشف الأشياء وأن يفقه الأسرار الكامنة وراءها، وبالتالي قامَ بتوظيف هذهِ الأشياء وهذهِ الحقائق التي توصّل إليها على شكل تطبيقات واكتشافات مهمة سهّلت حياةَ الناس وقدّمت النفع للبشريّة، فمُعظم ما نراهُ اليوم من التكنولوجيا الحديثة هي من ثمرات هذا العقل.
  • حُصول مكارم الأخلاق من خِلال العقل، فالعقل الراجح هو الذي يدلّ صاحبهُ على طريق الخير والخُلُق الحسن، فالعقل الصائب هوَ رائدُ الإنسان إلى الفضيلة وداعيهِ إلى التحلّي بالسُمعة الطيّبة والخُلُق الرفيع، لأنّهُ يعلم مذمّة الخُلُق الرديء والسُمعة الخبيثة.
  • تحقيق محبّة الناس، فهذا أثرٌ واضح للعقل، فالناس يُقبلون على الإنسان الذي تتمثّل بهِ رجاحة العقل ورصانة الفِكر، وتراهُم يزهدون في التقرّب من الجاهلين وينأون عنهُم.
  • الحِكمة من آثار نعمة العقل على الإنسان، فالحكمة لا تخرج من عقل واعٍ ورصين، ومن يُؤتَ الحِكمة فقد أُوتيَ خيراً كثيرا.
كيفيّة الحفاظ على نعمة العقل:
[عدل]

الحفاظ على نعمة العقل، مقصدٌ من مقاصد الشريعة الإسلاميّة، لأنّ العقل هبةٌ من الله تعالى، يجب صونها والحفاظ عليها، وقد أمر الله تعالى بالحفاظ على هذه النعمة، ومن أهم طرق الحفاظ على نعمة العقل ما يأتي:

  • ‘ الابتعاد عن كل ما يسبب الضرر للعقل، وأهمها تجنّب الشهوات والنزوات التي تجرّ العقل للدمار والتلف، وتسبب له الأمراض النفسيّة والعصبيّة، وتجنّب كل ما يسبب له الشد العصبي والإرهاق في التفكير، بالابتعاد عن المجتمعات الفاسدة.
  • عدم شرب الخمر والمشروبات الكحوليّة بكافة أشكالها أبداً، لأنّه يُذهب العقل، وقد حرّمه الله تعالى لهذا السبب.
  • الابتعاد عن المخدرات بكافة أشكالها، لأنّها تُفسد العقل وتسبب ضعفه وفتوره وتلفه وموت الخلايا العصبيّة.
  • تجنّب جميع الممارسات التي تُلغي وجود العقل، مثل السحر، والبِدَع، والجري وراء الخرافات، والتقليد الأعمى، وتصديق المشعوذين.
  • تغذية العلم بالعلم والتفكّر، والسعي في طلب المعلومات ودراستها، والبحث والتحليل الدائم، وعدم أخذ المعلومات جاهزة، وطلب المعارف في كافة اشكالها، وتثقيف العقل بالقراءة الدائمة للكتب والقصص والروايات.
  • عدم الإفراط في السهر وقلة النوم، لأنّ العقل يحتاج إلى النوم العميق والكافي كي يكون تفكيره منطقيّاً.
  • التغذية السليمة التي تحتوي على جميع العناصر المهمّة لعمل العقل، خصوصاً المعادن، والفيتامينات ومضادات الأكسدة، والأحماض الدهنية، وكذلك الإكثار من شرب الماء، ومن الأطعمة المفيدة جداً للعقل كالمكسرات، مثل الجوز، واللوز، والبندق، والفستق الحلبي، والفول السوداني، والجوز.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة لتنشيط الدورة الدمويّة في الدماغ، ممّا يساهم في تنشيط العقل وتغذيته.
  • الابتعاد عن الضغط النفسي والتوتر، ونبذ الغيرة الشديدة والحسد والتشاحن والبغضاء، لأنّ جميعها تسبب انشغال العقل بأشياء لا فائدة فيها وإفساده.
  • ممارسات الرياضات العقليّة والالعاب التي تحفّز عمل العقل مثل لعبة الشطرنج، وحل الالغاز والكلمات المتقاطعة والتحليل والتركيب والألعاب الإلكترونيّة.

فاتقوا الله عباد الله واستعملوا عقولكم فيما يوصلكم إلى مرضاة الله فالعقل دليل التائهين ومرشد الحائرين وغنى الفقراء وسلوةُ المحزونين ودليل الناصحين. يا عباد الله لقد قسم الله العقول بين عباده كما قسم الأرزاق فسعيد مغتبط بعقله وشقي معذب يهديه عقله إلى كل شر.إن العقل من أعظم النعم على العبد فإذا تم العقل تم معه كل شيء وإذا ذهب العقل ذهب معه كل شيء فهو عنوان الرشاد وعمود السعادة.

المصادر

[عدل]

(شبكة الانترنت)

  1. موقع الويكيبيديا    https://ar.wikipedia.org/wiki
  2. موقع موضوع http://mawdoo3.com/
  3. موقع المرسالhttps://www.almrsal.com
  4. موقع أيلاف http://elaph.com/
  5. موقع منار الإسلام http://www.m-islam.com
  6. موسوعة نابلسي http://www.nabulsi.com/

(كتب)

  • كتاب الموسوعة الشاملة لجسم الانسان الجهاز العضلي و العصبي رقم الصفحة 31
  • كتاب التربية الإسلامية للصف الثامن الفصل الدراسي الأول رقم الصفحة 60