انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Wael guesmi/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

طوال حياتي تعودت ان اخبىء كل شيء في داخلي ولا اخبر به الا الله .. الاحلام المتعفنة .. الخيبات اليومية و الحشوات الازلية .. التعثر مرارا في عتبة الباب و ارتفاع درجة الحرارة في آخر الليل .. حتى جميع تلك الازرار التي سقطت من قمصاني اثناء كل عراك .. و تلك الاوراق التي كتبت عليها عقوبات المعلمة الغبية .. كتبت الايام و الاشهر باللغات الاجنبية لم استطع حفظها .. كنت اجمعها هي الاخرى .. في كل مرة و ارميها هناك ثم اطفئ الضوء .. ظللت افعل ذلك لسنوات حتى اصبحت حياتي قمامة كبيرة جدا يأتي اليها .. الاحياء الاموات الاشباح المدمنون الخونة و العابثون رعاة البقر الغرباء المشردون .. تجار الممنوعات الحراقة الطغاة الهاربون من شعوبهم نزلاء السجون الايدي العاملة الجاهزة الايدي العاملة التي يمكن الاستغناء عنها .. يأتي اليها الذاهب و الآتي كي يملؤوها بخيباتهم اليومية و حشواتهم الازلية و جرائمهم المقرفة .. ثم يأتي شعراء الحداثة و المتشدقين بالمثالية عند آخر ليلة و يرمون مسودات تعاليق و رسائل على الفايس بوك لم يجب عليها أحد ثم يغادرون قبل ان تشرق الشمس .. يأتي الجنود عند كل صباح لينظوا اجسادهم من الرصاص الفارغ ثم تأتي الحرب لحشوها من جديد و تركها هناك .. تأتي الخيانة لتتخلص من بقايا احمر الشفاه و الوسائد المبللة و الاظافر البالية التي قضمتها من اجل تقصير الوقت .. غير ذلك يأتي مارك مول الفايس بوك بعد كل فترة ليكدس اطنانا من الشكاوي و التهديدات و الصور و ابيات محمود درويش التي بليت من كثرة الاستعمال .. حتى قارئة نشرة الاخبار و نادلة المقهى و طالبة الحقوق الجميلة و نشطاء المجتمع المدني و المنطق و السريالية و الوهم جوائز نوبل حتى الحقيقة كانت تأتي متخفية بين الحين و الاخر لتغير ثوبها مثل افعى ثم تختفي .. العالم كله يأتي و يذهب الا انا أضل هناك مثل عامل نظافة مجتهد متكأ على مكنستي القديمة و انتظر منذ سنوات ان تمتلئ عربتي الصدئة بالجرائم كي احملها الى الله ... و من أنت مسجون انفرادي 'ۦ