المالك والمملوك
قد يكون العالم غير معتاد على ما سوف يدون هنا ،لأنها ببساطة جرامات محدودة من ورق منحوت . أما أنا ببساطة تركت وزن هذه الكلمات لك أيها القارئ الكريم ،فأنت المعني هنا لأنك تنتمي الى جزيرة آلفصل الخامس .
فنحن نعلم الفصول السنوية أربع ،فصل الصيف والشتاء والربيع والخريف، وقد لا نعلم سر ترتيبهما كما هو في المنطق وكما هو متعارف عليه حسب قوانين «طبيعة الجزيرة» فلابد من التركيز على سر ترتيبهما وكذلك على ماهية الفصل المزعوم الذي انا بصدد ذكره .
إن هذا الشيء هو مقدس بالنسبة لنا جميعا ، لأننا بشر خلقنا وفرقنا وجعل لكل منا ذخيرته ،اجل ( ضاحكا) ولا نعلم متى ستنتهي لأن الذخيرة تساوي العمر . "نعم العالم فهم ما قلت والبعض أراد تفسير والأخر يسفق ويدرف دموعا كالمولد المزداد حديثا . أخدت بشكل عنيف ووضعت تحت ارجل الملك ، رفعت رأسي فتم ضربه ، وكررت نفس الوضع أحاول الوقوف وحراس الملك يمنعوني .فإذا بي بدأت بالضحك فتساءل الملك ورجاله آستغرابا
- عون الملك : إذا أنت كاتب للمقال الذي تقول فيه الملك والمملوك طين واحد ؟
أنا : بلا !
الملك :كيف تتجرأ وأنت تعلم أني رمزا للبلاد ورمزك
أنا : هل تترك لي مجالا للشرح لتدارك الموقف
الملك: نعم ! لكن إن لم تقنعني سوف يبثر رأسك
انا : واذا يار العكس
الملك : سيكون لك حريتك ومكافأة في نفس الوقت
فأمر الملك عونه بأن يتلو علي تساؤلاتهم وكانت كالآتي
- عون الملك : ماذا تقصد بالفصل الخامس ، ولماذا قلت أن المالك والمملوك قد تبدل مراتبهم وترتيبهم ، ومتذا تقصد بالمالك والمملوك !! فقلت ياسيدي الملك ايمكنك ان تجعل بعض الأرض تكسوها النيران فأمر بذلك على الفور فقام الحراس بادرام النار فاشتعلت وضؤ نصف يوم والنار تأكل الحطب وفي الغد هطلت الأمطار وكانت امطارا حمضية وقامت بتنضيف تلك الأرض المحروقة ، وقال لي الملك وانا مكبل بماذا تقنعني الآن فقمت بالرد
> السماء خير لأنها اعلى ولارض شر لان الله جعلها سفلى تشتعل شرارة نار في الأرض فترتفع إلى السماء فتخترق طبقة الأوزون ياسيدي الملك وبالتالي تحزن السماء وتبكي -خيرا- لانها تبكي الأمطار وبالتالي تسقط الى الأرض لتتخلص من النار التي اشتعلت في الأول عندما شبت في الأرض ، تم تمطر وترعى كل المخلوقات والنباتات التي احرقت .
ولوهلة ضننت ان الملك سيعدم كلماتي -ابتسم الملك وانذهل الى تفسيري المقتدر للفصل الخامس وقال والجميع الحاضرين يتأمل ،ترى ما سر ترتيب المالك والمملوك
فقلت السماء في الأعلى وفيها كل ماهو جميل من نجوم ومطر يرعى الخلائف
الأرض وضع فيها كائن يستهلك ويبدع فيها
وقال الملك : السماء هي الملك لأنها في الأعلى وتتحكم بمصير الأرض كما يتحكم الملك بمواطنيه ويرعاهم .
وقلتوما بالك بالمظلة وصاحبها ، فالمظلة تكون في الأعلى وتحمي صاحبها من الأمطار ومتقلبات الجو. ويضل مالكها تحتها محتمي اليس كذلك
ابتسم الملك وقال سأخرج مع المواطنين أصفق لك ولك نصف عنائمي ياغلام اقتنعت .فقام رسل الملك بتحيتي ..وفرحت بإنجازي ، وفي تلك الأثناء ذرفت دموع فرح كانت قد أيقظتني من سباتي ووجدت نفسي في فراشي وأنا أبكي . نعم كان حلما تلك الذي كنت فيه أقتنع الملك بأنه ولو علو شأنه فيظل عمله سر كونه .»
وانت أيها القارئ قد علمت جيدا وزن كلامي قد يكون في ذخيرة وكالكتاب الذي فيه منافع كثيرة أو قد يكون صيت شيء معدوم ، فأنت أصبحت تعلم أن الفصل الخامس هو ذلك الصراع بين الخير والشر أي بين الأرض والسماء ، انه صراع الأبد وفي الأخير كنتم ومازلتم في صراع المالك والمملوك
النهاية ،ياسين الرياحي