وله أكثر من خمسين كتابا ورسالة،[11] أشهرها: زهر الربيع، الأنوار النعمانية في معرفة النشأة الإنسانية، أنيس الوحيد في شرح التوحيد، عقود المرجان في تفسير القرآن، كشف الأسرار في شرح الاستبصار، النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين.[20]
هو: «نعمة اللّه الحسينيالموسويالجزائري بن عبد اللّه بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمود بن غياث الدين بن مجد الدين بن نور الدين بن سعد الدين بن عيسى بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب»[21][22]، ونسبه يصل إلى موسى الكاظم باثنتي عشرة واسطة فقط، ويسمى هذا النسب في الاصطلاح ب«عالي النسب». وقد قال نعمة الله الجزائري بعد أن ذكر نسبه في كتاب الأنوار النعمانية:[23]
لقبه وكنتيه: عادة مايلقب ب«السيد الجزائري»[26] أو «المحدث الجزائري».[27]
إبنه الأول: نور الدين (1088 هـ - 1158 هـ).[28] سار على نهج والده من حيث كونه من رجال الدين والفقهاء، وقد ولد وعاش وتوفي بمدينة تستر[29]
إبنه الثاني: علي، قال عنه علي البروجردي في الطرائف:««السيّد الأمجد شرف الدين علي».»[30]
حفيده الأول: عبد الله السيّد نور الدين قال عنه حسين النوري الطبرسي: «العالم المتبحّر النقّاد… هو من أجلّاء هذه الطائفة، وعينها ووجهها»[30]
حفيده الثاني: محمّد حسين السيّد نور الدين قال عنه محمد هادي الأميني: ««من كبار مشايخ الفقه والأُصول، وأساتيذ الشيوخ، فقيه أُصولي كبير، ومجتهد نحرير»[30]
حفيده الثالث: محمّد السيّد علي قال عنه علي البروجردي: «وهذا السيّد محدّث نحرير أخباري بصير»[30]
ولد نعمة الله الجزائري عام 1050هـ الموافق 1640 بالتاريخ الميلادي، في قرية «الصباغية» من أرض الجزائر قرب «البصرة» ولا زالت القرية تعرف بهذا الاسم إلى اليوم، وسميت بالجزائر نسبة إلى نهر صغير فيها وهي من قرى الجبايش، وظل اسم «الجزائر» يطلق على هذه المنطقة، وليس المقصود بلاد الجزائر الواقعة في المغرب العربي.[31]
بدأ نعمة الله رحلته الدراسية في الخامسة من عمره، حيث ختم القرآن وقرأ الكثير من القصائد والأشعار، ومن ثم درس الصرف والنحو، وبعدها انتقل إلى الحويزة من أجل أكمال دراسته.[32]
بعد احتراق مدرسة المنصورية ترك شيراز متوجهاً إلى أصفهان، فتتلمذ على يد أشهر علمائها، منهم العلامة المجلسي، وكان السيد يعبر عنه بشيخنا المعاصر، وأحله منه محل الولد البار، والتزمه بضع سنين لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً وكان ممن يستعين بهم في تأليف ”بحار الأنوار“، وشرح الكافي المسمى بــ”مرآة العقول“، وكان يخصه من سائر الأصحاب ويثني عليه في المحافل ويوقره ويصوب تحقيقاته ويميل إلى ترجيحاته،[34] ثم إنَّ رجلاً اسمه الميرزا تقي بنى مدرسة وأرسل في طلبه فجعله فيها مدرّساً، حيث كانت المدرسة تقع بالقرب من حمام الشيخ بهاء الدين محمد، فبقى في أصفهان ثمان سنوات بين الدراسة والتدريس.[35]
«ثم أتينا إلى زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين وكنت قد أخذت تراباً من عند رأس كل إمام فأخذت من تراب رجلي الحسين ووضعته فوق ذلك التراب واكتحلت به ففي ذلك اليوم قوي بصري على المطالعة وصار أقوى من الأول“»،[36] والتقى في سفره هذا بمجموعة من الفقهاء وتباحث معهم.[37]
بسبب الحوادث التي حدثت في البصرة سنة 1079 هـ، انتقل السيد إلى الحويزة وكانت تحت سيطرة الدولة الصفوية، وحين وصولها استقبله حاكم الحويزة وقابله بحفاوة وتكريم وطلب منه البقاء فيها.[39]
دعاه أهالي مدينة (شوشتر) إلى الإقامة في المدينة فقبل الدعوة، ومنذ وصوله قلّده السلطان سليمان الصفوي منصب القضاء وإمامة صلاة الجمعة، وسائر المناصب الدينيّة، كما لقّبه بشيخ الإسلام في مدينة شوشتر، وبفضل الله وإقامة السيّد أصبح أهل تستر بعد مدّة وجيزة عارفين بالمسائل والأحكام الشرعية، وقد التزموا برعاية الآداب والسنن الأخلاقية والشرعية، كما أنّه أمر ببناء المساجد في المدينة، وعيّن أئمّة لها.[30][40]
ذكر مجموعة من الباحثين إنّ مسلك السيد نعمة الله الجزائري العلمي لم يكن مسلكاً أخبارياً محضاً ولا مسلكاً أصولياً محضاً، بل كان يتخذ الطريق الوسط بينهما، كما كان مسلك أستاذه العلامة المجلسي، وذلك لعدّة أمور، ومنها:[41]
إنَّ الأخباريين يقولون بعدم حجية ظواهر القرآن: والسيد لم يقل بحجيتها فحسب، بل إنَّه ردَّ على الأخباريين في ذلك حيث قال:««أما قول بعض الأخباريين بعدم جواز الاحتجاج بظواهر القرآن کما قاله الفاضل الأستر آبادي، وجماعة من المعاصرين فهو مما لا نوافقهم عليه، وذلك لأنَّ القرآن محکم و متشابه، وقد أنزله الله ــ سبحانه ــ للإعجاز والتحدي، فلو لم یکن مفهوم المعنی لطال لسان التشنيع علينا من کفار قريش، ولجاز لهم أن یقولوا کیف یصح التحدي والإعجاز بما لا یفهم منه معنی أصلاً».»[42]
إنَّ الأخباريين التزموا بالاحتياط في الشبهات التحريمية: ولذا ذهبوا إلی تحریم شرب التتن وبالغوا فیه حتی صارت «حرمة شرب التتن» لهم شعاراً، لكنَّ السيد الجزائري كان يُبيحه.[43]
إنَّه کان مدافعاً ومحامیاً عن المجتهدین: وكان ویراهم مأجورین ومثابین بخلاف الإخبارين الذين يكهرهون المجتهدين حيث قال:««هذا ما ظهر لنا من كلام أهل البيت (عليهم السلام)، و لا نقول في المجتهدين ما قاله صاحب الفوائد من «أن الدين قد خرب مرتين، مرة بعد وفاة النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و مرة أخرى عند ظهور الاجتهاد و قواعده» بل نقول: ان المجتهدين (قدس اللّه أرواحهم) قد بذلوا الجهد و أوضحوا الطريق، و قربوا البعيد فهم مثابون على ما فعلوا، و لعل الحق هو ما ذهبوا اليه بدلائل دلّتهم، و براهين قادتهم، و اللّه الهادى إلى سواء السبيل»»[43]
يعد محمد باقر المجلسي من أبرز أساتذته حصل منه على إجازتين في الروايةجعفر بن كمال الدين البحراني: كان أصوليا قد وقعت المناظرة بينه وبين الميرزا الجزائري الاخباري[50]
في أصفهان
محمد باقر المجلسي: قرأ عليه شطرا وافيا من العلوم العقلية والنقلية وعدة من كتب الحديث، وأجازه له الرواية في سنة 1075 وأجاز له أيضا في شوال سنة 1096[51]
المجلسي: «السيد الأيد الحسيب الحبيب اللبيب الأديب الأريب الفاضل الكامل المحقق المدقق، جامع فنون العلم وأصناف السعادات، حائز قصبات السبق في مضامير الكمالات، الأخ الوفي والصاحب الرضي.. فقرأ علي وسمع مني وأخذ عني.. فاستجازني تأسيا بسلفنا الصالحين .. وكان ذلك بعد أن بلغ الغاية القصوى في الدراية، رقى العلوم ومناكبها ورمى بأرواقه عن مراكبها، وعقدت لافادته المجالس وغصت بمواعظه المحافل والمدارس، وصنف في أكثر العلوم الدينية والمعارف اليقينية مصنفات رائقة يسطع منها أنوار الفضل والعرفان»[53]
الشيخ التستري: «السيّد السند، والركن المعتمد، الفقيه الوجيه، المحدّث النبيه، المحقّق النّحرير، المدقّق العزيز النظير، واسع العلم والفضل، جليل القدر والمحلّ، سلالة الأئمّة الأبرار، والد الأماجد الأعاظم الأكارم الأخيار، والأكابر المنتشرين نسلاً بعد نسل في الأقطار والأمصار، العلّامة الفهّامة، التقي الرضي السري»[30]
الخونساري: «كان من أعاظم علمائنا المتأخرين، و أفاخم فضلائنا المتبحرين، واحد عصره في العربية و الأدب و الفقه و الحديث، و أخذ حظه من المعارف الربانية، بحثه الأكيد، و كدّه الحثيث، لم يعهد مثله في كثرة القراءة على أساتيد الفنون، و لا في كسبه الفضائل من أطراف الحزون بأصناف الشجون»[54]
عباس القمي: «السيد الجليل والمحدث النبيل واحد عصره في العربية والادب والفقه والحديث والتفسير كان عالما فاضلا محققا مدققا جليل القدر صاحب التصانيف الكثيرة الشائعة»[55]
علي البروجردي: «السيّد الجليل، والعالم النبيل المحدّث الماهر، المشهور في الدفاتر، المولى السيّد نعمة الله الجزائري، وهو عالم جليل فقيه خبير بالأخبار»[30]
يوسف البحراني: «كان هذا السيّد فاضلاً محدّثاً مدقّقاً، واسع الدائرة في الاطّلاع على أخبار الإمامية، وتتبّع الآثار المعصومية»[56]
الأفندي: «فقيه محدّث أديب متكلّم معاصر ظريف مدرّس، والآن هو شيخ الإسلام من قبل السلطان بتستر»[30]
الحر العاملي:«”فاضل عالم محقق علامة جليل القدر، مدرس، من المعاصرين»[57]
وُجّه له الانتقاد من الشيعةوالسُنّة على حدٍّ سواء لما يُنسب إليه من القول بتحريف القرآن في بعض كتبه ككتاب الأنوار النعمانية، وهنّاك من الشيعة من وجّه له هذا الاتهام صراحة،[58] وقسمٌ منهم وجّه روايات التحريف التي يحويها كتاب الأنوار النعمانية بأنّها مجرّد نقل للروايات وأن نفس الكتاب يحتوي روايات معارضة.[59] وكذلك وُجّه له الانتقاد لما يحويه كتابه زهر الربيع عن تفاصيل العلاقات الزوجية، وبعض رجال الدين الشيعة يقولون بأنّ ذلك ”كان أمرا عاديا بحسب ظروف ذلك الزمان وأذواق أهله، غير أننا اليوم نستقبحه لاختلاف الأذواق واختلاف الظروف، وهو على كل حال لا ينقض عدالته بشيء ولا يُنقص مقامه“.[60]
1 - الجزائر هو اسمٌ لأحد الأقضية التابعة للدولة العثمانية آنذاك، ويقع حسب التقسيمات الدولية المعاصرة في جنوب العراق. فليس المقصود بلاد الجزائر الواقعة في المغرب العربي.