انتقل إلى المحتوى

نقاش:تنوع حيوي

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

اخطار تواجه التنوع الحيوي في خطر



لقد ظهر النوع البشري إلى الوجود في أغنى زمن للتنوع الأحيائي من تاريخ الأرض، والتنوع البيولوجي (وهو الرصيد الجيني المتاح في العالم) يعد واحداص من أهم ثروات كوكبنا، ولا يمكن استخلافه، ويقصد بالتنوع الأحيائي التباين أو التنوع في الكائنات الحية، ويشمل التنوع الأحيائي جميع أنواع النباتات والحيوانات، والكائنات الحية الدقيقة، والنظم البيئية، والآلية التي تعمل بها.

ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة مستويات: 1- التنوع الجيني Genetic Diversity وهو مجموعة المعلومات الجينية المتضمنة في جينات النباتات والحيوانات. 2- تنوع الأنواع Species Diversity. 3- تنوع النظم البيئية Ecosystem Diversity. يمثل النوع الوحدة الأساسية في الجماعات له صفاته الوراثية، ويقع ضمن السلسلة الغذائية، ويقوم بعمل معين في النظام البيئي يتمثل في نقل الطاقة من مستوى غذائي إلى مستوى غذائي آخر، فعند انقراض هذا النوع تحدث ثغرة في السلطة الغذائية وتضعف قدرتها على القيام بوظائفها في تحويل الطاقة والمواد الغذائية. والتنوع الأحيائي يمثل القاعدة الأساسية للحياة على الأرض، فالحياة الفطرية من أهم عناصر الطبيعة للإنسان فهي تمده بالغذاء والوقود والمواد الخام لصناعاته المتعددة، وتتيح له المجال لممارسة هواياته في الصيد، وهي توفر أماكن للترويح ومادة للدراسة والتأمل، وتمثل الحياة الفطرية للإنسان قيمة أكبر بكثير من هذه الفوائد، فقد تمكن العلماء من الاستفادة من التنوع الأحيائي بطريقة غير مباشرة، وذلك بتطبيق التقنية الحيوية واستغلال الجينات من الحيوانات والنباتات الفطرية، وأيضاً من الإنسان لتحسين وتنمية المحاصيل ولإنتاج هرمون النمو والأنسولين، والأدوية والمضادات الحيوية لخدمة الإنسان وراحته، وقد خلق الله الإنسان وأسكنه الأرض ليكون خليفته فيها يسعى للإصلاح ويعمر بجد واجتهاد ضمن نظام موزون مقدر بحساب من الله القدير العليم، ولكن الإنسان تمادى في استثمار مقومات الأرض؛ مما أدى إلى الإخلال بتوازن البيئة وتهديد التنوع الأحيائي. وهناك أسباب عدة تؤدي إلى ندرة هذه الأنواع أبرزها إفساد بيئتها الطبيعية، الصيد، التربية الاصطناعية للحيوان والثبات، وأخيراً التلوث.

1) تدمير البيئة الطبيعية للكائن الحي: تعتمد جميع أنواع الحياة الفطرية على البنية البيئية التي تعيش فيها، ولكن حينما تتغير الصفات الرئيسية للبيئة بتغير تنوع الحياة الفطرية. ومن الأمثلة على تدمير البيئة الطبيعية إقدام الإنسان على ضم قطع عديدة من الأرض بعضها إلى البعض الآخر من أجل إقامة مساحات شاسعة أحادية الزراعة وجد العديد من أنوا الحيوان والنبات نفسه أمام مشكلة فقدان "بيئته الطبيعية" جففت المستنقعات، وجهات مياه السواقي والأنهار عبر قنوات اصطناعية، وتستمر حركة بناء المدن وتوسعها على قدم وساق، وكذلك عملية بناء شبكات الطرق والمواصلات التي تزداد تشبعاً واتساعاً وكثرة، ويجري اقتلاع أشجار الغابات بمعدل سريع في كل أرجاء العالم، ففي كوستاريكا كما في أجزاء من أمريكا الجنوبية كثيراً ما تقطع أشجار الغاية المطرية ثم تحاط الأرض بسياج، ويتم تحويلها إلى مرعى، وخلافاً لما هي عليه في الغابات المدارية (المعتدلة)؛ حيث تتراكم المغذيات في التربة فإن تربة الغابات الاستوائية تتصف نمطياً بفقر الجودة، وبالتالي الاستوائية تتصف نمطياً بفقر الجودة، وبالتالي فإن هذه التربة التي كانت ذات يوم كثيفة الخضرة تغدو في غضون سنتين أو ثلاث سنوات من اقتلاع أشجارها فقيرة بالمغذيات بحيث لا تؤمن العشب الوفير لرعي الماشية. ولقد أدى تجفيف مناطق المستنقعات إلى زوال "البيئة الطبيعية" للعديد من أنواع والضفادع والمخاطر أيضاً تهدد العديد من أنواع الفراش، فالعديد من الفراش يؤشر لقيمته الجمالية، ولكن الخطر الأشد يبقى القضاء على بيئته الطبيعية واستعمال المبيدات، فالفراشة بنية الجناحين كانت تشكل منظراً مألوفاً جداً على شجيرات تربنيداد وعندما قضت الزراعة على جميع تلك الشجيرات غابت هذه الفراشة عن الوجود، كذلك الحال في بريطانيا فقد انقرض نوع من الفراش كأن يألف المستنقعات إثر تجفيف تلك المستنقعات. إن هذه الوقائع وإن كانت في خطورتها تعد وقائع دمار مؤكدة، فإنها طفيفة بالقياس إلى مجزرة الأنواع الحية التي يسببها اقتلاع وحرق الغابات المطرية الاستوائية فقد انكمشت مساحة الغابات الآن إلى ما يقارب 55% من غطائها الأصلي (حسبما استنتج من صور سطح الأرض المتعلقة بالتربة والمناخ)، ويتزايد هذا الانكماش بمعدل يفوق مائة ألف كيلو متر مربع كل عام، ويشكل هذا الكم 10% من مجموع الغطاء أو ما يزيد على مساحة سويسرا وهولندا مجتمعتين، ويؤثر هذا النكماش في الموطن البيئي، وبالتالي على تنوع الأنواع الحية ففي المنظومات الأرخبيلية مثل غرب الأندير، وبولينيزيا يتناسب عدد الأنواع الموجودة في جزيرة منفردة مع مساحة الجزيرة نوعاً ما أي أن هذا العدد يزداد بازدياد مساحة الجزيرة وازدياد المساحة عشرة أضعاف يؤدي إلى مضاعفة عدد الأنواع الحية، وبتعبير آخر، إذا نقصت مساحة الجزيرة عشر مرات فإن عدد الأنواع ينكمش إلى النصف، ومع أننا نلمس وطأة تدمير الموطن البيئي على أشدها في الغابات الاستوائية المطرية، حيث يكون تنوع الأنواع الحية غالياً جداً، فإننا نلمسها كذلك في مناطق أخرى من كوكبنا وبخاصة حيث تجري إزالة مكثفة للغابات، ففي الولايات المتحدة وحدها يجري قطع أشجار 60000 فدان من الغابات القديمة كل عام، وذلك من أجل نشر أخشابها على الأغلب، ومن ثم تصديرها إلى اليابان والأقطار الأخرى على ضفاف المحيط الهادي، وتعتبر الغابات الوطنية في الشمال الغربي للمحيط الهادي هي الأكثر تأثراً (إذ بلغ نتاج أخشابها ما يقرب من 5,5 مليار قدم لوحي في عام 1987)، وكذلك الأمر بالنسبة لغاية تونكاس الوطنية في الاسكا التي تم احتطاب ما يصل إلى 50% من أغنى غاباتها منذ عام 1950، وعلى الرغم من إمكانية إعادة تخريج هذه المناطق فإن عودة نمو غاباتها قد تطول مائة عام ونيفاً.

2) الصيـد: الصيد الجائر وهو صيد الحيوانات بنسبة تفوق نسبة تجددها طبيعياً وأخطر ما يكون الصيد الجائر في حالة صيد الحيوانات في مواسم تكاثرها. وهو من الأسباب المؤثرة تأثيراً كبيراً في التنوع البيولوجي، والصيد في الأصل نشاط جيد يهدف إلى إدارة وتنظيم الطبيعية بشكل أفضل، ولكن أحياناً قد لا يكون هدف الصياد أكل طريدته، وإنما تحقيق الذات أو الحصول على مصدر فخر واعتزاز أو لأهدف أخرى فمثلاً يستخدم جلد التمساح في الصناعة الجديدة. أنياب الفيلة العاجية، مادة ثمينة سهلة الصياغة، وتزداد قيمة المادة المستمدة من حيوان كلما ازدادت ندرته مما جعل الكثير من الحيوانات مهددة بالانقراض نتيجة للصيد كالفيل الأفريقي، التمساح السيامي، وفراشة فيكتوريا والفهد كما أن نصف أنواع الطيور في بولييزيا قد زال بتمامه عبر ممارسات الصيد وإتلاف الغابات الأصلية فيها، وفي أوروبا هناك ما بين 350,8 نوعاً من الطيور المهددة بالانقراض، وأكثرها تعرضاً للخطر هي تلك الأنواع التي تقيم في الجزر، وذلك بسبب محدودية مجالها الحيوي، ويعاني أرخيل عاواي من وضع غاية في السوء، حيث نجد ما يقرب من 29 نوعاً مهدداً بالانقراض مثل بعض أنواع السمنة، السقاوة، طائر النو، الأوز، البط، والزاغ (طائر من الغربان). ومن أبرز نتائج الإفراط في عمليات الصيد التراجع الواضح في توفر بعض أنواع الأسماك، وينطبق هذا القول على أنواع الأسماك في بحر الشمال فجميع البلدان المطلة على بحر الشمال لها أساطيل صيد خاصة، وأتاح التقدم في مجال الصيد للصيادين معرفة أماكن وجود الأسماك واصطياد قطعان بكاملها دفعة واحدة سرعان ما ظهرت النتائج فقد تراجع وجود أنواع عدة بشكل ملحوظ من بينها الليسندة الرنكة سمك موسى. يفترض أن التقيد بقوانين الصيد سيعيد التوازن الطبيعي، وقد قامت الكثير من الدول بأخذ إجراءات لمنع الصيد الجائر، ففي هندوراس أعلن خبراء في شؤون (السلاحف أن السلحفاة الضخمة التي يطلق عليها اسم جلدية الظهر والتي يرجع عمرها على وجه الأرض إلى أكثر من 50 مليون عام معرضة لخطر الانقراض)، ولذلك فقد بدا سكان مدينة بلاباريا على ساحل الأطلسي بهندوراس منذ عام 1995 إجراءات لمنع الصيد الجائر إذ يقدم كثير من الصيادين على سرقة بيض السلاحف الذي يباع في السوق المحلي، ويعتبر من الأطباق الشهية بالبلاد، وقد أسفرت هذه الجهود حتى الآن عن فقس 4600 بيضة خضعت لحماية المشروع وأعيدت السلاحف الصغيرة للبحر، ويقوم نحو مائة من إجمالي 800 من سكان المنطقة بدوريات على الشاطئ الممتد 12 كيلو متر أثناء الليل من فبراير وحتى أغسطس بحثاً عن السلاحف التي تضع بيضها أو عن البيض المدفون حديثاً في الرمال، ويأخذون البيض الذي يراوح بين 60 و 80 بيضة في العش الواحد إلى حضانة حيث يبقى داخلها الشهرين أو ثلاثة قبل أن تنقل السلاحف الصغيرة بعد ذلك إلى البحر، وتشير تقديرات عالمية إلى أن عدد الإناث التي تضع البيض انخفض إلى 30 ألفاً بعد أن كان 115 ألفاً في الثمانينيات، وفي الكويت قامت الهيئة العامة للبيئة بوضع خطة للتوعية البيئية للقرار 210/ 2001 والخاص يمنع الصيد والاتجار بالكائنات الفطرية والمزمع البدء بتنفيذها قريباً وقد تم مناقشة الخطة مع الجهات المعنية في تنفيذ هذا القرار. وعلى الرغم من الجهود الكثيرة التي تبذل في جميع أرجاء العالم إلا أن عمليات خرق هذه القوانين مستمرة، وبالتالي تعرض العديد من الأنواع لخطر الانقراض.

3) التلـوث: ويشكل التلوث تهديداً بالغ الخطورة لحياة الحيوان والنبات، وبالتالي على التنوع البيولوجي، فبالرغم من اتساع المسطح المائي على سطح الكرة الأرضية والذي يبلغ 71% في حين تبلغ اليابسة 29% فقد ظهرت الآثار الضارة لنشاطات الإنسان على البيئة المائية، وبالرغم من محاولات الإنسان في التحكم في المياه والمحافظة عليها، إلا أن تجاوزت التطبيقات التكنولوجية المتاحة والإهمال والجهل في بعض الحالات قد أدت إلى تلوث العديد من المصادر المائية، وما يتبع ذلك من موت الكائنات البحرية والطيور التي تتغذى على بعضها وما يشكله ذلك من خطر انتقال السموم إلى سلسلة الغذاء والإضرار بالإنسان نفسه فمثلاً يحتضر البحر الأبيض المتوسط ويتحول تدريجياً إلى مقبرة للأسماك لأن هناك مائة وعشرين مدينة تصرف مجاريها فيه، وتلقي بنفاياتها ومخلفات مصانعها، ونفس الشيء في بحر الشمال والبلطيق ، وكذلك أنهار الراين والتايمز الألب والسين، ومعظم الخلجان والخلجان والبحيرات لم تعد أسماكها تصلح للاستهلاك الآدمي، حيث تتراكم في أجسامها المبيدات وبنسب قاتلة عناصر الزئبق والكادصيوم والرصاص وانتشرت أمراض الفشل الكلوي والكبدي وتليف المخ والتهاب الأعصاب نتيجة تلوث الأسماك ومياه الشرب، فكلما ازدادت نسبة التلوث تناقص عدد الكائنات الحية فمنظر البراري التي تعج بشتى أنواع الازدهار والنباتات المتعددة الأشكال والألوان يتناقص شيئاً فشيئاً وتعاني الأشجار وسائر الأنواع النباتية من ماطر التلوث والتطور التكنولوجي للزراعة الحديثة، فأدى استعمال المواد الكيماوية للقضاء على الأعشاب الضارة إلى انقراض العديد من أنواعها وبات تطور تقنيات التجفيف يهدد بقاء المناطق المنفعية بشكل كامل إذ زال فعلاً القسم الأكبر منها، القضاء على هذه المناطق يؤدي حتماً إلى انقراض النبات الذي يألفها، وقد بلغت نسبة التلوث حدا في بعض المناطق بحيث كادت تقضي تماماً على مظاهر الحياة الطبيعية، فالعديد من الأنهار الأوروبية عرفت هذا المصير السيء الوضع في منطقة "البو" في إيطاليا سيشكل كارثة بكل ما للكلمة من معنى تقذف مياه النهر المستعملة في المصانع القائمة في تلك المنطقة في النهر تماماً، كما هي دون أية تنقية مسبقة وقد تم نقل التلوث إلى الوسط البحري لاتصال النهر بالبحر الأبيض، ويؤدي تلوث الهواء بالغازات الحمضية إلى هطول المطر الحمضي الذي يتسبب في موت الأشجار في كثير من غابات أوروبا وأمريكا الشمالية، وتسبب الأمار الحمضية في فقد عدد من أنواع الأسماك في بحيرات أوروبا الشمالية وأمريكا، وكذا أيضاً.

4) إدخال كائن فطري غير محلي إلى بيئة كان فطري محلي: ومن الأسباب المهمة التي تؤدي إلى ندرة الأنواع المختلفة هو إدخال نبات أو حيوان "غير بلدي" إلى بيئة وحياة الحيوان والنبات "البلدين" والأمثلة على ذلك عديدة ومتنوعة، أدخلت في القرن الماضي نبته أمريكية (نجيلية) إلى السواحل البريطانية بهدف تنظيم الغرين والطمي، فأدت عملية التهجين بين النوعين الأمريكي والبريطاني لظهور نبتة جديدة والتي سرعان ما اكتسحت جميع الشواطئ الأوروبية؛ مما أدى هذا الأمر إلى انقراض السبارطينة البحرية الإنجليزية بشكل كامل. الشيء نفسه حدث مع إدخال حيوان نقل من منطقة إلى منطقة أخرى فقد أدخل الأرنب إلى استراليا، حيث تكاثر بطريقة هستيرية. شكل هذا كارثة حقيقة في بعض المناطق إذ أخذ يهدد بقاء العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية البلدية. وأدخل السنجاب إلى انجلترا في القرن التاسع عشر، حيث تكاثر بطريقة مسعورة ويشكل هذا الحيان كارثة حقيقية في بعض المناطق إذ أخذ يهدد بقاء العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية البلدية. وأدخل السنجاب إلى انجلترا في القرن التاسع عشر، حيث تكاثر بطريقة مسعورة، ويشكل هذا الحيوان كارثة حقيقية هناك في أيامنا الحاضرة، حيث يقوم بقضم قشرة جذوع الأشجار، ولا يهمل التهام البذور وافتراس الطيور الصغيرة والتلذذ ببيضها. كما أن مئات الأنواع المستوطنة في بحيرة فكتوريا، والتي كانت في السابق ذات قيمة تجارية عظيمة من حيث كونها غذاء أو أسماك، زينة، باتت اليوم مهددة بالانقراض بسبب إدخال أحد الأنواع السمكية (وهو سمك القرخ التيلي) بشكل لا مسئول إلى البحرية، وتطور قائمة مثل هذه الكوارث الجغرافية الحيوية إلى حد كبير. إن الجهود المبذولة للدفاع عن الطبيعة وحماية مواردها وثرواتها والحفاظ على البيئة لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم تتدرج ضمن إطار توافق دولي، ولقد تم التوصل إلى العديد من الاتفاقات الدولية حول هذه القضايا المهمة منذ فترة ليست قصيرة، وتم عقد المؤتمرات الدولية، كالمؤتمر الأول للبيئة البشرية في ستوكهولم في صيف عام 1972، وكذلك قمة الأرض (قمة ريو) للبيئة والتنمية. واتفاقية التنوع الأحيائي عام خلال شهر يونيو عام 1992 إلى وضع الضوابط والأسس للتعامل مع البيئة. إن أفضل وسيلة لحماية النبات والحيوان المهددة بالانقراض تكمن في حماية بيئتها الطبيعية أو في إعادة تكوين تلك البيئة. على أن يكون تدخل الإنسان في عملية إعادة التكوين هذه محدداً جداً بحيث لا يكاد يحسب هل حسباناً أفضل وسيلة لذلك هي الإكثار من الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية، تختلف الحديقة الوطنية عن المحمية الطبيعية بمساحتها فقط. فالمحمية الطبيعية قد تكون قسماً من البرية أو بحيرة ما. إن القوانين والقواعد التي تحدد أصول إقامة حديقة وطنية أو محمية طبيعية وضعها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وثرواتها (IUCN). إضافة إلى الحفاظ على الطبيعة تهدف الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية إلى تعريف الجمهور بالطبيعة وتبيان أهمية البيئة الطبيعية، فالإنسان بحاجة إلى ساعات يقضيها في الطبيعة بين الأشجار والزهور ومياه البحر والفراشات والغزلان وما أشبه ذلك وأن التلوث الذي أصبح يهدد الطبيعة بجمالها سيحرم الإنسان من هذه المتعة التي لا غنى عنها في عالم مملوء بالصخب والضوضاء والمشكلات المعقدة. وعلى كل حال فالملوثات للبيئة من أي قسم كان ستجلب الضرر للإنسان صحياً وغذائياً جسمياً ونفسياً، وأن كثيراً من الأمراض خصوصاً في هذا القرن قد ازدادت أضعافاً مضاعفة نتيجة للملوثات البيئية، وكلما رجعنا إلى الطبيعة في مختلف مجالات حياتنا وكلما رجعنا غليها في التداوي بالأعشاب رجعت إلينا سلامتنا وسعدنا بحياتنا، وقال ابن سينا (خير دواء الأمراض للإنسان هو الدواء الذي يكون من أرضه)، ومن هنا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال وصاياه وتعاليمه كيف نهتم ونحافظ على البيئة، فلقد أمرنا الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على الحياة الفطرية بوجه عام نباتاتها وحيواناتها. فكان حريصاً حرصاً شديداً على البيئة وتنمية مقوماتها الأساسية، ولقد أوصى جنود المسلمين أن يحافظوا على الثروات الطبيعية في بلاد الفتح الإسلامي فلا يقتلعوا شجرة أو ينزعوا نباتاً من تربته، وكان حريصاً أن يعرف الناس أهمية الحويانات بالنسبة لهم وللطبيعة فأمرهم بالرفق والعناية بها، وعدم إفساد البيئة التي تعيش فيها، ولقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى جماعة اتخذوا طائراً هدفاً لهم يصوبون إليه ضرباتهم، فقال صلى الله عليه وسلم "من قتل عصفوراً عبثاً عج إلى الله تعالى يوم القيامة يقول يا رب إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة". ولحسن الحظ ما يزال هناك من يعمل بجد وإخلاص على حماية الطبيعة والحفاظ على البيئة لأنه كما سبق وذكرنا إذا كان الإنسان هو الأشد خطراً على البيئة والطبيعة فإنه وبدون شك الضحية الأهم لما تصنع يداه، وكوكبنا جميل إلى الحد الذي يستحق أن يجد من يحميه ويدافع عنه؛ لأن المحافظة على التنوع الأحيائي شأن يخص جميع البشر.

البدء في نقاش حول تنوع حيوي

بَدْء نقاش