انتقل إلى المحتوى

نقاش المستخدم:Almukasfe/ملعب

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

بسم الله الرحمن الرحيم بهاء الدين الدباسي ,,,قائد وموسس تنظيم شباب السودان الموحد

الاربعاء/24/2/2016

                                                                              تظيم شباب السودان الموحد           رئاسة التنظيم
 لقد تردي الوضع في السودان واصبح التخبط واضح في سياسات الحكومه الحاليه
واننا نري نظاما هشا في الخرطوم ولا نري معارضه متحده مع بعضها وانما كل حزب وحركه تعمل من اجل مصلحة خاصه؟

ولذلك ندعوا كل الحركات الشبابيه التي تريد مصلحة البلد ان يكون هنالك موتمر جامع للحركات الشبابيه لتقيم الوضع والعمل المشترك بين كافة الشباب من اجل الوطن الذي اصبح لا وجيع له

ويجب ان يكون لقاء عاجل لقادة الحركات الشبابيه علي الارض ويكون خارج الخرطوم

واعلموا ايها الشباب ان الوضع اصبح لا يتحمل التاخير واعلموا ان الشعب السوداني لقد فقد الثقه تماما في المعارضه وكل شاب موجود داخل هذا البلد يعلم هذا

ونحن اخوتي الاعزاء نناصر الحق والمواطن السوداني في كل ارض الوطن العزيز,,,اخوتي ابنائي اصبحت قروبات الواتساب وقنوات التواصل التي ينشئها المناضلين تظل للونسه فقط وابحت لا تجدي شي ,,ومن المفترض ان نستفيد منها في عملنا ضد النظام ولكن للاسف اصبحت كما ذكرنا ,,,علينا ان نستفيد من هذه القنوات

اخوتي الشباب ان امن الموتمر الوطني زرع الشك في جميع الاحزاب والحركات والشباب من اجل تفريقهم وتشتيت افكارهم ولهيهم ببعض في مواضيع انصرافيه,,وهذا المخطط نجح بنسبة 75بالمائه,,,

علينا افشال هذا المخطط بشتي السبل,,,,,عاش السودان حرا

اللوء بهاء الدين الدباسي/قائد شباب السودان الموحد

اقتصاد السودان

بقلم الاستاذ/بهاء الدين سليمان محمود(الدباسي) م

ماجستير القانون

دبلوم علوم اداريه

دبلوم علوم اسلامية,,

الخبراء الاقتصاديون السودانيون فشلوا حتى الآن في حل المشكلة الاقتصادية السودانية , ليس لعجز منهم او نقص في مقدراتهم وعلمهم ومؤهلاتهم – فهم مشهود لهم بالخبرة والعلم والدراية - ولكن بسبب خطأ في تشخص المشكلة وفي تصويب الهدف ولذلك فمن البديهي ان تأتي المعالجات والوصفات خاطئة هي الأخرى . فغالب معالجات الخبراء الاقتصاديين ظلت تستهدف المشكلة باعتبارها مشكلة اقتصادية بحتة , وغفلت عن الجذور السياسية الحقيقية التي خلقت المشكلة الاقتصادية في الأساس , فجانبت معالجاتهم الهدف Beside the Point . الخبراء الاقتصاديون الذين بنوا تحليلاتهم على هدى علم الاقتصاد البحت Pure Economics يغفلون العلاقة العضوية بين الاقتصاد والسياسة كما في أدبيات الاقتصاد السياسي Political Economy . أي تحليل يغفل الجذور السياسية للنشاط الاقتصادي سوف لن يصل للحلول الصائبة . المشكلة الاقتصادية السودانية هي عرض فقط من اعراض مرض المشكلة السياسية المستعصية , وسوف لن تحل المشكلة الاقتصادية ما لم نحل المشكلة السياسية في السودان.

الاعراض الاقتصادية: • الغلاء الفاحش وانفلات الاسعار وضيق العيش على الاسر وجموح السوق والتضخم • تدني القيمة الشرائية للأجور والمرتبات وعدم ايفائها بأبسط متطلبات الحياة. • تدهور قيمة العملة الوطنية – الفروقات بين السعر الرسمي والموازي للعملات الصعبة • اختلال الميزان التجاري ومؤشر النمو الاقتصادي الى السالب (الدولة الوحيدة في القارة الافريقية تسجل مؤشر نمو بالسالب) • ضعف الانتاج وضمور القطاعات المنتجة وانكماش القاعدة الانتاجية • الحصار والعزلة الاقتصادية عن المؤسسات المالية العالمية وعن النظام المصرفي • بروز الطبقات الطفيلية التي أثرت من عرق وجوع الشعب • الفساد المالي والاداري وهروب رأس المال الوطني والأجنبي • سياسات التحرير – بيع المؤسسات العامة لمنسوبي النظام • لا اجراءات وقائية لحماية الشرائح الضعيفة safety nets.

ظلت هذه المشكلات الخطيرة تراوح مكانها على مدى ربع قرن ويزيد , بل تفاقمت حدتها مئات الاضعاف على مدى سني حكم الانقاذ , رغم الكم الهائل من المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية وتوصيات الخبراء والمساعدات الدولية والقروض والمنح والمعونات من الدول الصديقة , ولا زالت الازمة تتفاقم يوماً بعد يوم , حتى كاد الناس أن يهلكوا من الجوع والفقر والمرض وضنك العيش . ما يعني أن المشكلة في جوهرها ليست اقتصادية , بل سياسية بامتياز , يجب أن ينصب الاهتمام في ايجاد حلول للمشكلة السياسية وسوف تحل المشكلة الاقتصادية تلقائياً .

نظام الحكم: التوصيات والمعالجات التي اجتهد الخبراء في الدفع بها للحكومة لتتبناها كحلول للمشكلة الاقتصادية تفترض أول ما تفترض ان يكون نظام الحكم القائم نظاماَ راشداً ذا شرعية وتفويض من الشعب يعمل لصالح الشعب بكل قطاعاته وفئاته ومكوناته , ودولة ذات مؤسسات تعمل بكل حيدة وتجرد يقف امامها المواطنون جميعهم سواسيا في الحقوق والواجبات فتنصفهم . وان تهيئ الدولة ومؤسساتها الظروف المواتية لكي تعمل آليات السوق بسلاسة حسب قوانين العرض والطلب . هذه بعض من أبسط وأهم مرتكزات النشاط الاقتصادي كما يراها فلاسفة علم الاقتصاد . لا أعتقد ان آدم اسميث او أي فيلسوف آخر من فلاسفة علم الاقتصاد سوف يوصي بعمل آليات السوق اذا كان نظام الحكم القائم يسيطر عليه التجار أصلاً كما هو نظام الحكم القائم الآن في السودان . في مثل هذه الحال نصح الخبير الاقتصادي يجعل حاميها حراميها : بمعنى ان التاجر هو الحاكم , وسوف يسخر كل امكانات الدولة لتحقيق ارباحه كتاجر , وليذهب الشعب الى الجحيم , وهو بالضبط ما نشاهده اليوم من تداعيات النشاط الاقتصادي في السودان الذي يسيطر عليه بالكامل متنفذى الدولة .

نظام حكم التجار والرأسماليين Syndicates & Synarchists: أس المشكلة يكمن في نظام الحكم القائم . فنظام الحكم القائم في السودان - كما في الكثير من بلدان العالم الثالث التي كانت مستعمرة – هو نظام حكم يسيطر عليه التجار والرأسماليون , ورَثهم المستعمر الحكم لكن ربطهم بمصالح تجارية مشتركة تشبع طموحاتهم في الثراء والجاه والسلطان , لكن تعمل لمصلحة الاقتصاد الاستعماري وعلى حساب الشعوب . ظلت مصالح الحكام التجار مرتبطة بالاقتصاد الاستعماري الام , يحكمون بلدانهم ليس لمصلحة شعوبهم , بل لمصالح الاقتصاد الاستعماري وتلبية طموحاتهم هم في الزعامة والثروة والجاه والسلطان. ولذلك لا غرو ان افراد النخب الحاكمة كانوا – وما زلوا - يجدون الراحة وهدوء البال في مقارهم في خارج الوطن – في لندن وباريس والقاهرة ودبي . السودان بالنسبة لهم هو مكان فقط "لخم المال" والسودانيون ما هم الا رعاع مسخرة لطموحاتهم ورغباتهم في الحياة المنعمة والمرفهة , لم يكن هم الحكام التجار في يوم من الايام هو اسعاد المواطن السوداني ورفعة السودان وكرامة انسانه , بل كان همهم على الدوام هو جمع المال للتمتع بملذات الدنيا في المنتجعات البعيدة على حساب الفقراء . خذ . مثال ولد الوزير اليافع الذي قبض عليه بمطار دبي وبحوزته ملايين الدولارات مهربة في طريقه الى أمريكا . مثال آخر زوجة الوزير التي قالت ان ابنها يدرس بالخارج ب 40 الف دولار هم يدفعون 20 الف والحكومة تدفع 20 الف , متمنية ان يصير ابنها مثل جده الاقتصادي الضليع الاستاذ المرحوم مامون بحيري أول محافظ لبنك السودان بعد الاستقلال . . هذا بينما نجد منذ الاستقلال وحتى اليوم ان حياة غالب السودانيين تسير من سيء الى أسوأ حتى بلغت نسبة الفقر بينهم 95% بينما اثرت النخبة الحاكمة التي تمثل 5% فقط , وصاروا من أثرى أثرياء العالم حتى أن احصاءات دبي للعقارات تشير إلى أن أثرياء السودان من بين أكبر وأهم المستثمرين فيها .

الحكمة من كل ذلك أن التاجر حين يصير هو الحاكم , يحكم بعقلية التاجر. واليوم كل بل أن130% من مسؤولي الدولة السودانية هم تجار (ال 30% دي أولادهم ونسابتهم) , يتاجرون في السيخ والأسمنت , في العقارات , وفي المواد الغذائية , في الثروة الحيوانية , وفي المولات , في الاراضي , في البنوك والصرافات , في المحصولات والمواصلات والنقل – يتاجرون في كل شيئ ويسيطرون على كامل النشاط الاقتصادي للدولة . , أن اكثر من 87% من النشاط الاقتصادي في السودان تسيطر عليه شركات تابعة لجهاز الامن , ونعلم أن جهاز الامن هو الحكومة نفسها . وهذه الأنشطة الاقتصادية تمتد من الطبلية إلى ناقلات البترول في عرض المحيطات يسيطر عليها اجهزة الدولة ومنسوبيها. التاجر حين يصبح هو الحاكم يحكم بعقلية التاجر: حكام السودان هم في جوهرهم تجار الله أكبر – وشعارهم دوماً هو: الله أكبر – في ذبح أفراد الشعب السوداني بما يحقق لهم أكبر قدر من الأرباح التي يكدسونها ثم يهربونها لحساباتهم في دبي وهونج كونج وماليزيا وسويسرا ولندن. و مادام الحكام هم التجار فليس أمام الشعب السوداني إلا أن يكتوي بنيران الاسعار المحرقة في الأسواق اليوم أو الموت الذؤام . فلمن يشتكي المواطن؟ أيشتكي للحاكم الذي هو ايضاً التاجر؟ هو الخصم والحكم , القاضي والجلاد . ليس هناك من جهة يلجأ اليها المواطنون في محنة غلاء السلع حين يصير الحكام هم التجار الذين يبيعونها لرعاياهم . ولذلك جاءت حكمة الشارع في تحريم العمل التجاري على الحاكم , وقد نبه ابن خلدون في مقدمته الى خطورة اشتغال الحاكم بالتجارة لأن في ذلك مفسدة لمصالح العامة وتعطل الانتاج وذهاب ريح الأمة . وقد حرمت الدول الحديثة على مسؤولي الدولة الاشتغال بالتجارة لما فيه من تضارب بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة بما يعرف ب Conflict of Interests

هروب رأس المال من السودان: حين يحكم التجار يكون هدفهم هو تحقيق أكبر ربح ممكن , ولا شغل لهم بالشعب وهموم المواطنين . ولأنهم يعلمون انه لا شرعية لهم بل اتوا للحكم غصباً , ولقناعتهم أنهم "لا يستحقون" أن يكونوا حكاماً على الأمة لافتقارهم للملكات اللازمة , فهم في هلع دائم من انفلات الاوضاع بسبب عدم الأمان من العامة المطحونة , لذلك يلجأون الى تهريب ثرواتهم التي جمعوها بالباطل إلى خارج البلاد شعارهم في ذلك "أخبط واجر Hit 'n Run" . ولذلك تتعطل عجلة الاقتصاد وتتوقف عن الدوران , ويكون الركود والتدهور الاقتصادي لأن المال اللازم لتحريك عجلة الاقتصاد يكون قد تم تهريبه للخارج . capital flight تقدر رؤوس الاموال الهاربة من السودان بمئات المليارات من الدولارات – كافية ان تجعل الاقتصاد السوداني من أقوى الاقتصاديات في المنطقة ,,,,,

حراسة النظام الرأسمالي الطفيلي بالقوة: نظام حكم الرأسمالية الطفيلية يقوم على امتصاص فائض العمل من الطبقات المنتجة Surplus Production ولا يدخل في النشاطات الاقتصادية المنتجة لما فيها من مخاطر, بل انه يمتص فائض الانتاج من القطاعات المنتجة ويوجهها لمنفعته الذاتية في الاستهلاك البذخي ولا يدخلها في دائرة الاقتصاد . ينتج عن ذلك ضغوط متزايدة على القطاعات المنتجة ما يقود الى انكماش طبقة الانتاج وتآكل مقدراتها نسبة لتدهور البيئة الانتاجية والتحفيزية نتيجة الاهمال من قبل الدولة للمنتجين الحقيقيين في الريف , مما يضطرهم اما لترك الانتاج الذي لا يوفر لهم أبسط مقومات الحياة ميممين شطر الهجرة إلى خارج البلاد , أو ينزحون إلى المدن حيث يشكلون طبقة فقراء المدن العريضة بما يسمونه في الخرطوم "بالحزام الأسود" الذي يطوق العاصمة , تتأفف منهم نخبة الخرطوم الذين هم السبب الرئيس في هجرة هؤلاء المواطنين من الريف إلى المدينة بسبب توجيه عائد انتاجهم إلى بذخ واستهلاك ورفاهية نخبة المدن الحاكمة . وفي أسوأ الأحوال يضطرون لحمل السلاح والتمرد على سلطة الدولة الظالمة مطالبين بحقوقهم حيث تقابلهم الدولة بالقوة الغاشمة ما نراه في الحروب الدائرة اليوم في كل ركن من السودان تحاول حكومة التجار في الخرطوم جاهدة صد جحافل المظلومين الزاحفين على مركز السلطة مطالبين بنصيبهم في السلطة والثروة , بينما تحشد نخبة المركز كل امكانات الدولة الاقتصادية والمادية والبشرية والعسكرية للحيلولة دون مشاركة الآخرين في التمتع بثروات البلاد ونيل الشرف في تولي المناصب والاسهام في بناء الوطن .

مشكلة الاقتصاد السوداني اليوم ومنذ الاستقلال هي تحديداً توجيه كامل الاقتصاد لاقتصاد حرب موجه لحماية حكومة الراسمالية الطفيلية من السقوط في ايدي عامة الشعب . ومن المهم جداً هنا التأكيد على أن حكومة التجار الرأسماليين تتفق مصالحها تماماً مع مصالح القوى الامبريالية العالمية . وهذا يفسر لماذا ظلت هذه القوى الامبريالية تغض الطرف عن كل الانتهاكات الجسيمة التي ظلت تقترفها حكومة الخرطوم , بل صرحت هذه القوى علانية انها لا تريد اسقاط هذا النظام , بل باركت نتائج الانتخابات الماضية رغم علمها التام بعدم نزاهة تلك الانتخابات وعدم مشروعية النظام الذي بنيت عليه . وسوف تسعى هذه الدول الامبريالية لدعم هذا النظام ليفوز مرة أخرى في الانتخابات القادمةفي 2020. التفسير للدعم الذي تلقاه مثل هذه الحكومة من القوى الامبريالية هو ببساطة أن الرفاهية العالية التي تتمتع بها شعوب الدول الامبريالية تأتي خصماً من ثروات الشعوب المقهورة بواسطة نظم الحكم الفاسدة كنظام الخرطوم , ما يسمح لشركات هذه الدول نهب ثروات الشعوب المقهورة بتواطؤ تام مع الحكام الفاسدين . ولذلك تحرص هذه الدول ايما حرص ان يكون على سدة الحكم هم الفاسدون , وأن أكثر ما يقلقها هو ان يأتي الى الحكم الوطنيون الغيورون على مصلحة الوطن والمواطنين , لأنه في هذه الحالة سوف تفقد هذه الدول الثروات الضخمة التي كانت تجنيها بسبب فساد الحكومات والتي تسهم في رفاهية شعوبهم واستتباب الأمن والرخاء , ورضاء الناخبين على أداء الحكومة ما يضمن لهم ثقة الناخبين للفوز في صناديق الاقتراع والاستمرار في الحكم .

سياسة الافقار المنهجي: كنا قد بينا في مقالات سابقة أن نظام حكم الرأسمالية الطفيلية يسعى جاهداً لإفقار أكبر قطاع ممكن من الشعب السوداني بقصد تطويعه وترويضه والسيطرة عليه عن طريق سياسة "جر الناس من بطونهم". السودان ليس بلداً فقيراً , بل يتمتع بكل الثروات والمقومات التي تجعله من أقوى الاقتصاديات في العالم . لكن يتم إفقار الشعب على نحو مقصود ومدروس لأهداف سياسية . سياسة التجويع والافقار المنهجي تتيح للحكومة حشد جيوش جرارة من العطالة الفقراء ليكونوا أدوات حراسة تحميهم وتحمي مكتسباتهم من غضبة الجماهير المهضومة . سياسة الإفقار المنهجي التي تنتهجها الحكومة الرأسمالية الطفيلية توفر للتجار الحكام جيوش جرارة من الحراس – بعد ما تم تجويعهم وذاقوا مرارة الجوع الكافر – لينخرطوا في كوادر الأمن والجيش والشرطة تصرف عليهم من خزانة الدولة ليس لحماية الوطن والمواطنين بل لحماية الحكام التجار من غضبة الشعب المسحوق.

أن الدولة تصرف ما يفوق 85% من الموازنة العامة على الأمن – لحراسة النظام – فكيف لاقتصاد مهما كانت قوته أن يحتمل ذهاب 85% منه لقطاعات الأمن والجيش وهي قطاعات غير منتجة كما هو معروف. بل اتت الأخبار مؤخراً على زيادة مخصصات الجيش والضباط بحد أدنى 6 مليون جنيه للضابط , أي ما يعادل مرتب ثلاثة أو أربعة من أساتذة الجامعات .

الصرف على الحروب الأهلية: اقتصاد حرب لستين عاماً: ظل الاقتصاد السوداني في حالة اقتصاد حرب يصرف على الحروب الأهلية التي بدأت منذ فجر الاستقلال سنة 1955م في أول تمرد للجنوبيين في توريت. السبب هو أن نخبة المركز الحاكمة , لكي تحافظ على امتيازاتها في الحكم والسيادة والجاه والمال لم تكن ترغب في إشراك هذه الامتيازات مع آخرين من أبناء الوطن , جنوباً وشمالاً, شرقاً وغرباً . استعصمت نخبة تجار المركز الحاكمة بالشدة في التعامل مع المطالب الآتية من أبناء الأقاليم , ما قاد إلى تذمر أبناء الجنوب في توريت عام 1955م . ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لا زالت نخبة المركز الحاكمة توجه الاقتصاد كاقتصاد حرب موجه في الأصل للدفاع عن نظام الحكم القائم في الخرطوم , تصرف على آلة الحرب, وعلى إعداد ومخصصات الجيوش , وعلى أجهزة الأمن وميليشيات الدفاع عن النظام. يدفع المواطنون تكلفة هذه الحروب العبثية طيلة الستين عاماً المنصرمة تتكلف مئات الملايين من الدولات كل يوم تطلع فيه الشمس على مدى واحد و ستين عاماً منذ الاستقلال وحتى اليوم . اقتصاد السودان ظل هو اقتصاد حرب منذ الاستقلال لحماية نظام الخرطوم ضد غضب جماهير الشعب السوداني , يوجه طاقات الاقتصاد للحشد العسكري والأمني والمليشيات للدفاع عن نظام حكم الرأسمالية الطفيلية في صد جموع المواطنين العريضة التي تطالب بالعدالة وبحقوقها المشروعة.

كيف لاقتصاد ظل هو اقتصاد حرب - موجه للصرف على آلة الحرب والخراب والدمار وليس على النمو والاعمار – كيف له أن ينهض وقد انهكته الحرب على مدى 60 عاماً؟ الحقيقة أنه من عجائب الامور أن يستمر الاقتصاد السوداني حياً وكان الأوفق أن ينهار تماماً منذ وقت بعيد . ستون عاماً والاقتصاد اقتصاد حرب , لم يسمع به في التاريخ القديم والحديث . كون الاقتصاد السوداني لم ينهار رغم كل ذلك , لهو الدليل الساطع على قوة ومتانة القاعدة الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد : الموارد الطبيعية والبشرية والثروات الهائلة الضخمة من بترول وذهب ومعادن وخيرات في باطن الأرض وظاهرها ظلت ترفد الاقتصاد وتمنعه من الانهيار التام . لكن هذه الثروات تم تبديدها بين قوتين شريرتين: نخبة الرأسماليين الطفيلية الحاكمة السودانية وبين شركائهم من قوى الرأسمالية العالمية في العواصم الامبريالية الكبرى في أوربا وآسيا وامريكا والشرق .

كل هذه الثروات التي هي ملك حر للشعب السوداني ليعيش حياة كريمة مستحقة , حرم منها السودانيون الذين يرهقهم الآن الجوع والمرض وشظف العيش , بينما تجد ثروات بلادهم طريقها الى الخارج لرفاهية شعوب أخرى في الصين وماليزيا والكنقوا واروبا وامريكا . ثروات السودان التي يسيل لها لعاب كل القوى في العالم التي تسعى لرفاهية شعوبها يبددها حكامنا التجار الذين لا يهمهم الوطن ولا المواطن , بل تهمهم ارباحهم وشركاتهم وحساباتهم المتضخمة في الخارج . خلاصة القول أن المشكلة الاقتصادية في السودان تنبع اساساً من المشكلة السياسية : نظام الحكم في السودان هو نظام حكم فاقد للشرعية يسيطر عليه التجار والرأسمالية الطفيلية, وأن 130% من مسؤولي الدولة هم تجار في السوق يسيطرون على كامل الانشطة الاقتصادية , وأن نظام حكم التجار أفقر 95% من الشعب السوداني , وأجبر غالبيتهم على الهجرة خارج الوطن أو الانخراط في صفوف الجيش والأمن والمليشيات للدفاع عن النظام بعد أن تم إفقارهم وتجويعهم , وحين حمل بقية الشعب السلاح للمطالبة بحقوقهم , واجههم النظام بقوة السلاح والآلة القمعية التي يصرف عليها 87% من الميزانية العامة. وقد ظل الاقتصاد السوداني اقتصاد حرب موجه لإخماد الثورات الأهلية الداخلية منذ الاستقلال وعلى مدى 60 عاما ً, الاقتصاد موجه لتغذية الآلة الحربية القمعية وللخراب والدمار, بدلاً عن توجيهه للبناء والإعمار . فكيف لاقتصاد بكل هذا الارث المثقل بالسوء والحيف والظلم أن ينهض , بل كان من الطبيعي أن ينهار منذ أمد بعيد . الاخوة الخبراء الاقتصاديون مهما بلغوا من علم , ومهما أجادوا في الوصفات العلاجية , سوف لن يتعافى الاقتصاد السوداني ما لم تحل المشكلات السياسية الحقيقية التي توجه الاقتصاد للصرف على القطاعات غير المنتجة وعلى آلة الحرب للحفاظ على نظام حكم الرأسمالية الطفيلية . حين تحل مشكلة الحكم السياسية , سوف توجه ال87% من الميزانية التي تخصص الآن للأمن ستذهب للقطاعات المنتجة . وحين تأتي حكومة يكون همها الوطن والمواطنين ولا يكون همها التجارة والاحتكار والمنافسة في الأسواق , سوف تنعدل الأسواق وتكون المنافسة بين المنتجين فتنخفض الاسعار . وحين تكون هناك حكومة شرعية لا تحتاج لكل هذه الجيوش الجرارة من منتسبي الأمن والميليشيات التي جيء بها لحراسة النظام والصرف عليها من عرق وقوت الشعب . وحين يكون هناك حكم شرعي سوف تنتفي أسباب الحصار الاقتصادي ويعود السوادان في منظومة الدول المحترمة ذات النظم المصرفية الشفافة لا يمارس غسيل الأموال والجرائم المالية الأخري . وحين يستتب الأمن والأمان سوف لن يضطر ذوي الثروات لتهريب ثرواتهم الى خارج الوطن بل تدخل في عجلة الاقتصاد انتاجاً وفرص عمل للخريجين والعاطلين . وحين تتجه الحكومة للصرف على الخدمات في الريف من صحه وتعليم ومياه سوف يعود المنتجون من المدن إلى قراهم وينخرطوا في الإنتاج وحين تحفزهم بالخدمات والقروض والتسعيرة المجزية لمنتجاتهم سوف يضاعفون في الانتاج . حينئذ فقط يمكن للاقتصاد السوداني أن يدخل دورة التعافي . وإلا إذا لم تحل المشكلة السياسية , فمن المؤكد أنه لا سبيل الى إصلاح الاقتصاد مهما اجتهد الخبراء الاقتصاديون ومهما أجادوا في الوصفات.




بهاء الدين سليمان الدباسي

ستطيع أن تسعد الموظفين من حولك حتى تنجح ادارتك؟

الاستاذ/الريح سليمان محمود,,

ماجستير قانون+دبلوم علوم اسلامية+شئوؤن ادارية,,,,

إن اتباع مبادئ النجاح فى حياتك سيقوى شخصيتك ويرفع روحك المعنوية. سوف تشعر بلذة الحياة. ستعيش أياما حافلة وغنية لأنك كنت فى وقت الراحة والتأمل تفكر وتنظم أيامك وترتب أولوياتك. سوف تحب أشياء كثيرة، وستصبح هذه الأشياء جزءً من يومك العادى. سوف تتولى زمام أمورك بنفسك. ستفعل أشياء تفيدك وتفيد الآخرين كل يوم. سوف يتحول عملك وعلاقاتك إلى الأحسن، وستختفى من حياتك بعض الكلمات مثل "الملل والتملق والرتابة" استمع إلى أغنياتك المفضلة. تحدث تليفونيا مع صديق. اقرأ كتابا جيدا. ابتسم واسمع، وانظر، واشعر وشم. اخرج للنزهة واستمتع بما تراه فى هذه الدنيا. اجعل كل من تعرفهم يشعرون أن الحياة تستحق أن نحياها اجعل الناس يشعرون أنك شخص مؤثر وفعال. اسأل الآخرين عن أهدافهم واعرض عليهم المساعدة. اجعل الناس يشعرون أنهم جزء من فريق ناجح. تعرف على آرائهم، وحاول أن تجعلهم يزدادون معرفة ويشتركون فى العمل. ان الحماس ينتقل بسرعة من شخص لآخر ندما تدخل مدرسة كاراتيه لأول مرة سترى مختلف الحركات العنيفة، وقد تشعر بالخوف إذا لم تكن عندك فكرة مسبقة عن هذه الرياضة. أو قد تشعر بالحرج وأنت تتلقى أول درس فى ممارسة اية رياضة جماعية أو فى دراسة لغة أجنبية. لكن يجب عليك أن تثابر وتستمر. هذا هو أول يوم لك، وهو يوم متميز يختلف عن بقية أيامك أى محاولة جديدة قد تكون صعبة فى البداية. اقبل هذا التحدى. لا بد أن تكون واثقا من نفسك. قد تجد فى البداية من ينتقد أفكارك وأهدافك ويسخر منها ويصفها بأنها غبية ولا تمت للواقع بصلة. لكن عندما تنجح، سيدعى كل شخص من أولئك الأشخاص أنه كان عضوا فى فريقك منذ البداية. إذن يجب عليك أن تواصل العمل، وأن تصر على الاستمرار والمثابرة. شجع كل من يحاول، لأن الخطوة الأولى هى دائما أصعب الخطوات ابدأ على الفور فى التصرف كشخص جديد، بالشخصية التى تريدها لنفسك، الشخصية المشهورة. اجعل كل ألفاظك وأسلوبك وتوجهاتك وملابسك ومواقفك وتصرفاتك انعكاسا لهذه الشخصية. فى المجتمع الحديث يتعرض الناس لحملات مستمرة من الرسائل الاعلامية المسموعة والمرئية. ويحتاج الناس إلى إشارات تساعدهم على تمييز الطيب من الخبيث، ويحتاجون إلى نظام يمكنهم من اتخاذ القرارات. وأنت فى مختلف أوضاع حياتك اليومية تعطى إشارات قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية. فإذا كنت تتحدث بلباقة، وأنيقا، ومبتسما، ومؤدبا، ومجدا فى عملك، وتتطوع لمساعدة الغير، ولا تشتكى فإنك تعطى الناس أحسن فكرة عن شخصيتك لا تتوقع من الناس أن يفعلوا ما لا تفعله أنت. لا بد أن تكون عادلا، وثابتا، وودودا، وجديرا بالثقة. وإذا أردت تصحيح سلوك شخص ما، يجب أن يكون ذلك على انفراد بينك وبينه تصبح قائدا ناجحا عندما يعمل فريقك بنفس الكفاءة أثناء غيابك. احرص دائما على اختيار القدوة الحسنة، واختر لك أبطالا وحاول أن تباريهم فى البطولة، وأن تتبع خطاهم وأن تصبح بطلا مثلهم التفكير فى أن تخرج جميع الأطراف رابحة هو إطار فكرى يسعى إلى تحقيق المصلحة المتبادلة على أساس الاحترام المتبادل. وهو إطار يتعلق بالقدرة على التوصل إلى صفقة عادلة بعقل مفتوح وبصورة معقولة لجميع الأطراف. وهو إطار للتسوية والرغبة الصادقة فى التوصل إلى اتفاقيات وسط بالنسبة لجميع الأطراف. ولا يمكن وصف هذا المبدأ بأنه انتهازى طالما كان الشخص الذى يتمسك به أمينا وجديرا بالثقة ينطلق هذا المبدأ من فكرة الوفرة، وأن "الكعكة" تكفى الجميع، وأن هناك فرصا وثروات وموارد كثيرة، وأنه لا توجد "ندرة" تؤدى إلى المنافسة الهدامة أو العداء .كن فخورا افتخر بنفسك وبالقيم والمعتقدات التى تتمسك بها. افتخر بتعليمك وبعملك وبإنجازاتك الشخصية. افتخر ببيتك وبالحى الذى تسكن فيه. افتخر ببلدك. افتخر بقدراتك الجسمية والشخصية والأخلاقية. افتخر بالفرق الرياضية والمنظمات الثقافية التى تشجعها. افتخر بالمسئولين الحكوميين الذين ينكرون ذاتهم فى العمل من أجل الصالح العام احتفظ بروح الفكاهة فى مختلف مجالات الحياة يحب الناس الدعابة والضحكة من القلب والابتسامة وروح الفكاهة والمرح. لكى تكون جيدا فى إلقاء النكات، عليك أن تتدرب على إلقائها. ومن الممكن أن تأخذ أحد الممثلين الكوميديين أو أحد الأصدقاء كنموذج لك. ابدأ فى وضع ملف للنكات تأكد دائما أن النكات التى تقدمها نظيفة ولا تحمل اساءة إلى أحد. التزم بموضوع عام تدور حوله النكات، وقد تجعل النكات تدور حول شخصيتك أنت. معظم النكات الجيدة هى التى تعود على من يلقيها. معنى ذلك أنه يجب أن تتعلم كيف تضحك على نفسك. فى الطريق إلى النجاح تكون هناك عثرات وكبوات كثيرة يمكن استخدامها لتغيير الموضوع وتقليل حدة الضحك. لا تنشغل بالأشياء الصغيرة. اضحك عليها بخفة دم وتأكد أن روح الفكاهة ستجعلك أكثر جاذبية .كن شاكرا الحياة ليست دائما كما تريد، فهى يومان: يوم لك ويوم عليك، وهناك ضغوط لا بد أن تتحملها. وستأتيك الفرص لممارسة ضبط النفس والتحلى بالصبر. لكن تركيزك على الصورة الأكبر سيجعلك تضع الأحداث اليومية موضع الاعتبار روج مبادئ النجاح مبادئ النجاح لك أنت. ضعها فى حقيبتك، وعندما تجد متسعا من الوقت اقرأ أحد هذه المبادئ. الالتزام هو الطريقة الأكيدة التى ستجعلك تواصل السير فى رحلتك الشخصية إلى السلام والرخاء أى عمل تقوم به من أجل ترويج مبادئ النجاح سوف يساعد الآخرين ويقوى عزيمتك على تحقيق النجاح. كن عمليا. انشر هذه المبادئ وساعدنا على تقديم المساعدة للآخرين. تحدث مع زملائك وأصدقائك عن مبادئ النجاحكيف تدير فريق العمل؟ أدارة الأفراد لاتعنى بالضروره أن تكون مدير بل أن مهارات أدارتك للأفراد تبدء منذ بداية عملك فى الحياه المهنيه و هى تكون معك منذ الصغرو ولهذا لا تقف عند فكرة الترقيه الفعليه لتنال منصب المدير وتحصل على كروت عمل مكتوب عليها المدير الفلانى, ولهذا نمى وطور ذاتك دائمآ لتكون دائمآ مدير فى كل شىء بحياتك.

الصراحه شىء واجب فى حياتنا و يجب ألا نهرب منها ولذلك فأن فى وطننا العربى الكبير فكرة الأداره تعتمد على أشياء عده وبكل وضوح كلها مقيته وتدل على أزدراء الأخر ولهذا فى النقاط التاليه سنضع الضوء على أمور هامه جدآ ومن خلالها ستكون بأذن الله مدير ناجح ولا تنسى أن تعدد من

مصادر معارفك

                                                                                           دائما                             

كيف تدير فريق العمل؟


يجب أن يكون لديك حس أنسانى فى حياتك العملية بشكل خاص ويجب أيضآ أن تتواصل مع الأخرين من خلال باب الأستماع والمناقشة والدردشة لأن فى هذا أمور مفيده عده, فمن خلال أستماعك للمرؤوسين ستعرف أهتماماتهم و ميولاهم وهل وجدوهم فى فريق العمل بالنسبة لهم تحصيل حاصل أم أن لهم طموح أكبر مما هم عليه الأن, بالطبع هذا الأمر مفيد جدآ لك لأن الأداره لا تتخذ فقط نمط الأقدمية فى الترقيه و أسناد الأمور الهامه لأفراد العمل, بل هناك الميزات الفرديه التى من خلالها يتميز الجدد على من هم قدماء فى العمل.

نستمع للعديد من الأفراد فى حياتنا يتحدثو أن شهادتهم الجامعيه فى تخصص محدد ولكن بعد التخرج عملو وأتقنو عمل مختلف تمامآ, هل تعرف لماذا حث هذا؟, ببساطه لأنهم تحدثو الى أنفسهم و عرفو ما يرغبوه بالفعل وعملو على رغباتهم و نمو مهاراتهم ولهذا هؤلاء ينجحو بشكل مبهر.

مجرد أستماعك لمن معك فى فريق العمل سيزيد من أرصدتك على محاور عده, فأنت ستتخذهم أصدقاء ولكن هناك حذم فى العمل, ستعرف من هم ذوى المهارات الحقيقيه ولكنها مخفيه بسبب بيئة العمل وبعدها ستعرف كيف تستخدم هذه المهارات, وهناك العديد من المزايا التى ستكتشفها وتذكر ستكون أنت المستفيد الأول.

أتخاذ القرار و جلب المعلومات

هل يعقل أن تتخذ قرار بناء على صفر من المعلومات, هذا غير مقبول فى الأساس!!

المشكله هنا عند الكثيرين ليست فى أنه ليس هناك معلومات, بل دائمآ هناك معلومات ولكن القرار يكون خاطىء و السبب الحقيقى أن المعلومات التى تم أتخاذها كسند قوى للقرار كانت خاطئه ولهذا فأن النتيجه أن معلوماتك صفر وكنت مخطىء.

هذه الكلمات السابقه تمر علينا بشكل يومى ولكن يتم تغطيتها بشكل أو بأخر من الحجج الباليه ولهذا أذا كنت مدير وأخذت قرار وأتضح أنه كان مبنى على معلومه خاطئه, فكن شجاع و صحح الخطأ و حاسب صاحب المعلومه الخطأ.

لتجنب هذه المعضله عليك أن تكون قريب من أفراد العمل المحيطين بك ويجب أيضآ أن تضع توقيت محدد كل فتره تجتمع فيه بشكل منفرد مع أعضاء الفريق وهذا الأجتماع ليس لتتحدث أنت بل يجب أن يكون التوقيت لفرد العمل بنسبة 90% وأنت تحصل على النسبه الباقيه والتى تتمحور هو الأستفسار و الرد البسيط و سرد أسئلتك وبهذا فأنك لن ترمى أذنيك لحقود يريد أزاحة أحد من الفريق أو تقرير خاطىء من مدير الموارد البشريه.


.

دائرة القرار

وأنت تقرء هذه المقاله لا تضع فى مخيلتك أننا نتحدث عن شركه دوليه ذات 400 ألف من الموطفين, بل أن الأمر يمكن أن يطبق بدءآ من فريق مكون من 5 أفراد الى أى عدد ممكن أن تتخيله ولهذا عندما تتخذ قرار يجب أن تضع نصب عينيك أمر هام وهو أرتباط القرار بالأفراد أم بسياسة الشركه.

أذا كنت تريد أخذ قرار يتعلق بمواعيد العمل فهنا نتحدث عن نظام شركه ولهذا فأن قرارك سيكون مع الأداره العليا ومن ثم يتم نشر الخبر على الجميع, وبالطبع نحن نلمح الى أن القرار يقع فى حدود العقل و المنطق بمعنى تغير موعد بداية العمل من العاشرة صباحآ مثلآ الى التاسعة صباحآ, فهذا أمر طبيعى وقد يضغط على القليل نتيجة بٌعد السكن عن العمل ويجب أن تلتمس العذر لهم لعدد من الأيام لحين الأعتياد على الموعد الجديد.

أما اذا كنت تريد أستحداث أو غلق قسم بالشركة فهنا الأمر@

خطير أذا تم أتخاذ القرار بدون أستشارة وعرض الفكرة بوقت كافى على جميع العاملين لأن اتخاذ القرار و تنفيذه بشكل مفاجىء قد يؤدى الى أنهيار الشركة والمؤسسة لأن هناك أرتباطات بين الأقسام يعرفها العاملين و الموظفين أكثر من المديرين و                                                                                                                                                    أصحاب العمل أنفسهم ولا تنسى البٌعد النفسى داخل الشركه

لان بشكل طبيعى أذا وجد العاملين مجموعه منهم يتم التخلص منها بدون سابق أنذار فهذا يرسخ داخل أذهانهم أنهم على القائمه ولكن وقتهم لم يحن وستجد بشكل طبيعى تدهور فى الأداء حتى ولو وضعت قوانين صارمه.

@تلميح: لا تتخذ ما يحدث فى شركات كبيره حول العالم ذريعة تتحجج بها لأن شركه مثل موتورولا عندما تٌصفى وتٌسرح عدد من الموظفين فهى تعوضهم برواتب لمده لا تقل عن ستة أشهر بالأضافه الى تأمين كامل عليهم بنفس المده وذلك بخلاف التعويضات التى تؤمن حياتهم خلال الفتره المقبله لحين المرور من الأزمه المفاجئه.


@ليس معنى أنك مدير أن تتحمل الفاشل و المحبط لأفراد العمل والمعطل لمسيرة النجاح داخل الشركه وهذه الشخصيات لديها مشاكل مع ذاتها فى الأساس و ليس معك و مع أفراد الفريق وهؤلاء دائمآ مثل الصديق الغبى الذى يضرك ويعتقد انه أكثر الخائفين على مصالحك ولهذا لا تتردد أن تحذف هذا الشخص من حياة فريق العمل الى الأبد لأن مشكلتهم متعلقه بهم فى الأساس وأذا تركت هذا الشخص فيجب أن تعرف أن ستكون فاشل وكل فرد فى فريق العمل سيشير الى أنك الفاشل الحقيقى, فكن شاجع وأطرد هذا الفاشل فورآ وألا أصبحت أنت الفاشل والسبب الحقيقى أنك لم تتخذ القرار الصائب,,,,,,,,:,,

(المبيعات) يعتبر كثرة عدد الموظفين فى الشركات، خصوصاً عندما تكون الشركات عملاقة ومنتشرة حول العالم، عبء كبير، خصوصاً إذا فهمت الأمر فى سياقه الإدارى، فهؤلاء الموظفين من المستبعد أن يكون درجة ولائهم للمنتج والشركة وانتماءهم وجهدهم مساوى لهذا الجهد والاهتمام الذى يعطيه المسئولين الإداريين و أصحاب هذه الشركات.


وأكثر هذه الأعباء والأشخاص صعوبة فى الإدارة هم رجال المبيعات، والسبب بسيط، هؤلاء الرجال يسرحون هنا وهناك، والتزامهم مع الشركة ضعيف، يعملون بالعمولات، ولا تضمن الإدارات بأى حال من الأحوال أن يلتزموا بتعليمات الشركة، أو قوانينها او خططتها التسويقية.


ربما هذا الكلام لا يبدو واضحاً فى شركة صغيرة الحجم أو متوسطة، ولكن تخيل معى موقف هذه الشركة العملاقة التى بدأت فى 1950 تحت اسم آيه أم واى – Amway، و تخصصها الرئيسى بيع منتجات النظافة، وهى تعتمد بشكل رئيس على فكرة التسويق المباشر – Direct marketingومن أدواته المفضله لها التسويق الشبكى – Network marketing، ولذلك لا تستغرب من أن قوتها البيعية تصل إلى حوالى 4 مليون شخص يبيعون منتجات الشركة حول العالم!



(ملاحظة مهمة * لمن يراها فرصة للدفاع عن التسويق الشبكى بشكل عام، فهذه الشركة تعتمد على شبكات بيع مباشر بنظام العمولة بشكل فيه شفافية تسويقية عالية بدون تحايل أو رفع سعر المنتج أو أخذ عمولات على دخول أشخاص إلى النظام، فهناك فارق كبير بين التسويق الشبكى المحترف الصحى، والتسويق الشبكى الذى يعتمد فى أغلبه فى بلادنا على النصب والاحتيال)


شركة آيه أم واى طورت استراتيجية تسويقية مبدعة لكى تبنى هوية وثقافة لشركاتها – Corporate culture، ومن مبادئ هذه الثقافة أن جميع العاملين ورجال المبيعات فى الشركة لهم اسم واحد هوABO أو مالكين ايه ام واى – Amway Business Owners، وتعاملهم بالفعل كأنهم يملكون الشركة ولهم نصيب فيها.


يتم تدعيم هذه الثقافة بعدد هائل متتابع من الاحداث والمؤتمرات والاجتماعات المستمرة معهم لتنمية فيهم هذه الصفات الريادية، مع تزويدهم بمواد مقروئة ومسموعة تحفيزية لهم، لكى يظلوا على نفس المستوى من التحفيز والرغبة فى العمل والإنجاز.


تبنى الشركة ثقافة التطوع والعمل الدؤوب من خلال مشاركتها فى الأنشطة التطوعية والخيرية، وبالتالى تنتقل هذه الثقافة بشكل مستمر لتسرى فى عقول رجال المبيعات لديها والموظفين عموماً.


إن الموظف الذى يدخل هذه الشركة الأن يشعر أنه جزء من كيان عملاق ، لديه ثقافات واضحة و انتماءات وقيم يريد تنميتها، وشعوره بالفخر هذا يجعله يعمل بأقصى جهده كى يضيف إلى الشركة وإنجازاتها السابقة ويدعم ثقافتها وقيمها بقدر ما يستطيع.


هذه الحالة التى تتبعها شركة Amway ببساطة هى حالة تُبنى على فلسفة نفسية فى عقول و أذهان كل البشر، فأنت مثلاً قد تعيش فى بلد فقير أو لا تملك ثقافة أو قيم أو تاريخ أو أهداف، وتجد نفسك اكتسبت تلقائياً هذه الصفات وأثر معاك هذا الجو الضعيف بالسلب، وعندما تنتقل لبلد له انجازات وأهداف وثقافة وقيم هى مثار إعجاب الناس، تجد نفسك بدأت تدخل تلقائياً وتطبق هذه الثقافة فى حياتك وعملك، أنت نفس الشخص، ولكن البيئة اختلفت.


أيضاً يمكنك ملاحظتها فى لاعبى كرة القدم مثلاً، فعندما يلعب نفس اللاعب فى فريق مغمور، لن يكون جهده عندما يلعب فى فريق كبير عريق له تاريخه وقيمه وفكره وأهدافه، ومن ورائه جماهير عريضة تحاول تحقيق الرؤية التى يضعها الفريق ولاعبيه.


إذاً عليك إذا أردت النجاح فى السيطرة و استخراج أقصى طاقة ممن يعملون معك هو بناء بيئة وثقافة ورؤية واضحة وقوية، مع مساعدتهم وتذكيرهم باستمرار لكى يحققوها، وكلما زادت قوة الثقافة ورؤية المنظمة أصبح روتينى أن ينجذب أعضائها لها ويعملون بأقصي طاقاتهم إدارة المبيعات هي علم من علوم التجارة يركز على التطبيق العملي لتقنيات البيع وإدارة عمليات البيع بالشركة. وهي وظيفة هامة في التجارة؛ لأن صافي المبيعات خلال بيع المنتجات والخدمات وينتج عنها ربح وتحفز غالبية الأعمال التجارية. وعادة ما تكون هذه هي أهداف إدارة المبيعات ومؤشرات الأداء.

مدير المبيعات وظيفة معروفة تطلق على الشخص المسئول عن إدارة المبيعات. وتتضمن هذه المسئولية تخطيط المبيعات والموارد البشرية وتنمية المواهب والقيادة والتحكم في الموارد مثل الأصول التنظيمية.

· 1تخطيط المبيعات

· 2تعيين موظفي المبيعات

· 3إعداد تقارير المبيعات

تخطيط المبيعات

يشتمل تخطيط المبيعات على الإستراتيجية وتحديد أهداف مبيعات تقوم على الربح والحصص والتنبؤ بالمبيعات وإدارة الطلب وإعداد وتنفيذ خطة المبيعات.

خطة المبيعات هي الوثيقة الإستراتيجية التي تحدد أهداف العمل التجاري والموارد وأنشطة البيع. وعادة ما تتبع خطة التسويق الرئيسية والتخطيط الإستراتيجي[1] [2] وخطة العمل التجاري مع المزيد من التفاصيل حول طريقة تحقيق الأهداف من خلال البيع الفعلي للمنتجات والخدمات.

تعيين موظفي المبيعات


هناك ثلاث مهام تستخدم عند التعيين لوظيفة إدارة المبيعات هي تحليل الوظيفة ووصف الوظيفة ومؤهلات الوظيفة[3]

ويتم إجراء التحليل الوظيفي لتحديد مهام معينة يكون البائع مسئولاً عنها بصورة يومية. ويجب على التحليل الوظيفي تحديد الأنشطة التي تعد حيوية لنجاح الشركة. وأي شخص له علاقة بتنظيم المبيعات أو قسم الموارد البشرية يمكن أن يقوم بالتحليل وكذلك أي متخصص من جهة خارجية (سبيرو "Spiro" صفحات 134). ويجب أن يكون لدى الشخص المسئول عن إكمال التحليل الوظيفي فهم عميق للنشاط اليومي للبائعين.

وبعد ذلك يتم كتابة التحليل الوظيفي بطريقة واضحة كوصف للوظيفة، وتتألف المعلومات العامة من:[3]

1. المسمى الوظيفي 2. العلاقة التنظيمية 3. أنواع المنتجات والخدمات المبيعة 4. أنواع العملاء المدعوين 5. المهام والمسئوليات المتعلقة بالوظيفة 6. متطلبات الوظيفة 7. المواصفات المطلوبة للتوظيف

سوف يحدد الوصف الوظيفي الفعال خطط المكافآت وحجم عبء العمل والواجبات الملقاة على عاتق البائعين. كما أنه مسئول بشكل أساسي عن أدوات التوظيف مثل نموذج طلب التقدم للوظيفة والاختبارات النفسية.[3]

لكن أصعب جزء في هذه العملية هو تحديد المؤهلات المطلوبة للوظيفة. والسبب وراء هذه الصعوبة هو أن التوظيف يؤثر على الميزة التنافسية للشركة في السوق فضلا عن مقدار الإيرادات،[4]بالإضافة إلى ذلك، يحب أن يكون هناك مجموعة من السمات المطلوبة للتوظيف والمتعلقة بكل وظيفة من وظائف المبيعات داخل الشركة. عند وجود شخص لا يمتلك التفوق في المجال المحدد؛ قد يرجع ذلك لعوامل خارجية تتعلق بالجو المحيط بهذا الشخص.

ويجب ملاحظة ضرورة الحرص على عدم التمييز فيما يخص التوظيف، وهناك عدد من المؤهلات (مثل الخلفية العرقية والعمر...إلخ) التي لا يمكن استخدامها في عملية الاختيار للوظيفة.[3]

إعداد تقارير المبيعات

يتضمن إعداد تقارير المبيعات مؤشرات الأداء الرئيسي لقوة المبيعات.

تشير مؤشرات الأداء الرئيسي إلى ما إذا كانت عمليات البيع يتم تشغيلها بفاعلية وأنها تحقق النتائج وفق نص خطة المبيعات. ويجب أن تتيح تقارير المبيعات لمديري المبيعات إمكانية اتخاذ إجراءات تصحيحية في الموقت المناسب عند الانحراف عن القيم المتوقعة، كما أنها تسمح لكبار المديرين بتقييم مدير المبيعات.

وتعتبر "النتائج ذات الصلة" وليس "العملية ذات الصلة" هي المعلومات المتعلقة بـ مخروط المبيعات ونسبة المبيعات المحققة.

ويمكن أن توفر تقارير المبيعات مقاييس لمكافآت إدارة المبيعات، كما أن مكافآة أفضل المديرين بدون وجود تقارير مبيعات دقيقة وموثوق بها لا يعتبر موضوعيًا.

وكذلك يتم إعداد تقارير المبيعات من أجل الاستخدام الداخلي للإدارة العليا، إذا كانت خطط المكآفآت للأقسام الأخرى تعتمد على النتائج النهائية، من الضروري تقديم نتائج عمل قسم المبيعات للأقسام الأخرى.

وفي النهاية، فإن تقارير المبيعات لازمة للمستثمرين والشركاء؛ لذا يجب على النظام الإداري أن تكون لديه قدرات على إعداد تقارير متقدمة لتلبية احتياجات أصحاب المصلحه,,,,,,



الاستاذ/الريح سليمان محمود






.

الخروج علي الحاكم الظالم من اساس الشرع الاسلامي[عدل]

(الخروج علي الحاكم الظالم من اساس الشرع الاسلامي)

بقلم /بهاء الدين الدباسي

في ظل الأوضاع الحالية سمعنا أصواتاً تحاول إضفاء الشرعية على الظلم والظالمين ولا ندري السبب ... وأنا هنا أدينهم بالقرآن والسنة وأفند دعواهم مستعينا بالله عز وجل ... مبينا للحقيقة التي تستنكر أن يكون الشرع الحنيف موالياً للظلم أو ساكتاً عنه ... ودعوى هؤلاء تستند على قول الله عز وجل: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}

ولقد كان منهج السلف الصالح عنوانه مقاومة الظلم والظالمين: فقد جاء أن أبو العيناء قال: «كان لي خصوم ظلمة، فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود، وقلت: قد تضافروا عليَّ وصاروا يدًا واحدة، فقال: يد الله فوق أيديهم، فقلت له: إن لهم مكرًا، فقال: ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، قلت: هم من فئة كثيرة، فقال: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

وقال يوسف بن أسباط: «من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يُعْصَى الله في أرضه».

وقال غيره: لو أن الجنة وهي دار البقاء أسست على حجر من الظلم، لأوشك أن تخرب».

وقال بعض الحكماء: «اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رَحْبُ الذراعين سفَّاكُ الدماء، فإن له قاتلاً لا يموت».

وكان يزيد بن حاتم يقول: «ما هِبْتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك».

وبكى عليٌّ بن الفضيل يومًا، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي على من ظلمني إذا وقف غدًا بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة.

ونادى رجل سليمان بن عبد الملك ـ وهو على المنبر ـ: يا سليمان اذكر يوم الأذان، فنزل سليمان من على المنبر، ودعا بالرجل، فقال له: ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} (سورة الأعراف:44).

وقال ابن الجوزي: «الظلم يشتمل على معصيتين: أخذ مال الغير، ومبارزة الرب بالمخالفة، والمعصية فيه أشد من غيرها، لأنه لا يقع غالبًا إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب، ولو استنار بنور الهدى لاعتبر».

وقال ابن تيمية: «إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة»، ويروى: «إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة».

وفي الوجيز عن ابن عباس "يقال للجلاد يوم القيامة ضع سوطك وادخل النار" وقد صح من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ "يقال لرجال يوم القيامة اطرحوا سياطكم وادخلوا جهنم" .

وعن أبي هريرة "إن طالت بك مدة أوشك أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر".

وإليكم بعض الأدلة التي تفند دعوى من يريد السكوت والاستكانة للظلم بحجة وجوب طاعة ولي الامر وتزيل الغبار الذي يغطون به عظمة هذا الدين الحنيف الذي جاء ليرفع كرامة الإنسان ويقيم العدل في الأرض..

يستدل البعض بقوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}

ونحن نقول بعد طلب العون من الله:


أولا: هذه الآية مختلف في المراد بقوله أولو الأمر ... من هم أولو الامر؟؟ المقصود بأولي الأمر هم أولي الفقه والدين وليس الحكام الظالمين. وحتى لو قلنا بالرأي الذي يقول أنهم الحكام والأمراء فليس المقصود الأمراء والحكام الظالمين .. بل المقصود طاعة الحكام والأمراء العادلين . وكذلك المقصود في بعض الأحاديث التي أمرت بطاعة الحاكم ولوكان ظالما جاءت في الحديث عن طاعة الحاكم ولو كان ظالما في الطاعات فقط ولي هناك دليل واحد على طاعة الحاكم الظالم في المعصية ولا حتى طاعة الحاكم العادل في المعصية.

جاء في كتب التفسير المعتمدة : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ مُجَاهِدٍ، أُولِي الْأَمْرِ هم: «أُولِي الْفِقْهِ فِي الدِّينِ وَالْعَقْلِ» وجاء في الجامع لابن وهب : أخبرنا ابن وهب عن عطاء بن أبي رباح وعن قتادة قال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ، قال: طاعة الله: إتباع كتابه، وطاعة الرسول: اتباع سنته، أولي الأمر منكم، قال: أهل العلم.

وجاء في تفسير الطبري: عن أبي العالية في قوله:"وأولي الأمر منكم"، قال: هم أهل العلم، ألا ترى أنه يقول: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [سورة النساء: 83] .


و جاء في تفسير ابن المنذر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، قَالَ: أُولِي الأَمْرِ: أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ مَعَانِيَ دِينِهِمْ، وَيَأْمُرُونَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَأَوْجَبَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ طَاعَتَهُمْ عَلَى الْعِبَادِ " فأين هؤلاء من حكامنا اليوم الذين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ولا يعلمون الناس دينهم بل يحاربون الناس في أرزاقهم وفي دينهم.


وجاء في تفسير القرطبي: روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: حق على الإمام أن يحكم بالعدل، ويؤدي الأمانة إلى أهلها، فإذا فعل ذلك وجب على المسلمين أن يطيعوه، فإن الله تعالى أمرنا بأداء الأمانة والعدل، ثم أمرنا بطاعتهم. إذن علي بن أبي طالب يقول أن الطاعة واجبة للحاكم إذا حكم بالعدل وأدى الأمانة.

وجاء في تفسير بحر العلوم للسمرقندي: قال مجاهد: وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ العلماء والفقهاء، وهكذا روي عن جابر. وفي الحديث عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «سيليكم بعدي ولاة فيليكم البر ببرّه والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا في كلّ ما وافق الحقّ وصلّوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم. وكذلك هنا الحديث يقول اسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق... فهل ما تفعله حكومتنا يوافق الحكم.


وجاء في تفسير الثعلبي: وقال عليّ كرم الله وجهه: «حق على الإمام أن يحكم بِما أَنْزَلَ اللَّهُ ويؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك حق على الرعية أن يسمعوا له ويطيعوا ويجيبوا إذا دعوا»


يقول العلامة رشيد رضا في تفسير المنار:

وَأَنَّهُ إِذَا وُجِدَ فِي الدُّنْيَا حُكُومَةٌ عَادِلَةٌ تُقِيمُ الشَّرْعَ وَحُكُومَةٌ جَائِرَةٌ تُعَطِّلُهُ، وَجَبَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ نَصْرُ الْأُولَى مَا اسْتَطَاعَ .. وَمَا وَرَدَ من أدلة تأمر بالصَّبْرِ عَلَى أَئِمَّةِ الْجَوْرِ - إِلَّا إِذَا كَفَرُوا - مَعَارَضٌ بِنُصُوصٍ أُخْرَى.


وأما حَدِيثُ: " وَأَلَّا تُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا ". قَالَ النَّوَوِيُّ: الْمُرَادُ بِالْكُفْرِ هُنَا الْمَعْصِيَةُ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، وَظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّ مُنَازَعَةَ الْإِمَامِ الْحَقِّ فِي إِمَامَتِهِ لِنَزْعِهَا مِنْهُ لَا يَجِبُ إِلَّا إِذَا كَفَرَ كُفْرًا ظَاهِرًا، وَكَذَا عُمَّالُهُ وَوُلَاتُهُ، وَأَمَّا الظُّلْمُ وَالْمَعَاصِي فَيَجِبُ إِرْجَاعُهُ عَنْهَا مَعَ بَقَاءِ إِمَامَتِهِ وَطَاعَتِهِ فِي الْمَعْرُوفِ دُونَ الْمُنْكَرِ، وَإِلَّا خُلِعَ وَنُصِّبَ غَيْرُهُ.


ومما يدلل على جواز الخروج على الحاكم الظالم : خُرُوجُ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ سِبْطِ الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِمَامِ الْجَوْرِ وَالْبَغْيِ الَّذِي وَلِيَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ بِالْقُوَّةِ وَالْمَكْرِ، يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ خَذَلَهُ اللهُ وَخَذَلَ مَنِ انْتَصَرَ لَهُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَزَالُونَ يَسْتَحِبُّونَ عِبَادَةَ الْمُلُوكِ الظَّالِمِينَ عَلَى مُجَاهَدَتِهِمْ لِإِقَامَةِ الْعَدْلِ وَالدِّينِ. وَقَدْ صَارَ رَأْيُ الْأُمَمِ الْغَالِبُ فِي هَذَا الْعَصْرِ وُجُوبَ الْخُرُوجِ عَلَى الْمُلُوكِ الْمُسْتَبِدِّينَ الْمُفْسِدِينَ، وَقَدْ خَرَجَتِ الْأُمَّةُ الْعُثْمَانِيَّةُ عَلَى سُلْطَانِهَا عَبْدِ الْحَمِيدِ خَانْ، فَسَلَبَتِ السُّلْطَةَ مِنْهُ وَخَلَعَتْهُ بِفَتْوَى مِنْ شَيْخِ الْإِسْلَامِ.


ومما يدل على أن السنة النبوية في مبادئها العامة لا توافق على الظلم ولا ترضى به دعاء النبي على الأمم التي لا يؤخذ فيها الحق من قويها

ففي رواية جعفر لما جاء من الحبشة قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَعْجَبُ مَا رَأَيْتَ بِالْحَبَشَةِ؟ " قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً عَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فِيهِ طَعَام، فجَاء فَارس فأذراه، فجسلت تَجْمَعُهُ ثُمَّ الْتَفَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ: وَيحك! كَيفَ لَوْ قَدْ وَضَعَ الْمَلِكُ كُرْسِيَّهُ فَأَخَذَ1 لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ؟ فَضَحِكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَجِبَ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: "مَا قَدَّسَ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهَا الحق مِنْ شَدِيدِهَا غَيْرَ مُتَعْتَعٍ" والحديث أخرجه ابْن مَاجَه فِي سنَنه، وَأخرجه أَيْضا الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق آخر وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْعُلُوّ، وَقَالَ: إِسْنَاده صَالح.وخرجه الألباني فِي مُخْتَصر الْعُلُوّ وَأورد آخِره أَيْضا الألباني فِي صَحِيح الْجَامِع الصَّغِير وَقَالَ عَنهُ صَحِيح.


وهناك أدلة وأحاديث كثيرة تعبر عن حال الحكومات الحالية ولو حكمنا على هذه الحكومات بأنها حكومات خائنة فلن نكون مخطئين بنص حديث المصطفى فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَوَلَّى رَجُلًا وَهُوَ يَجِدُ أَصْلَحَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ» ". رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ، وَفِي رِوَايَةٍ: " «مَنْ قَلَّدَ رَجُلًا عَمَلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَهُوَ يَجِدُ فِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ» "، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَوَلَّى رَجُلًا لِمَوَدَّةٍ أَوْ قَرَابَةٍ بَيْنَهُمَا فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُسْلِمِينَ.

وأما قول البعض أنه (ليس لنا محاسبة الحكام ومواجهتهم لأن ذلك فيه إهلاك للنفس والله يقول : لا يضركم من ضل إذا اهتديتم....) فالرد عليه معروف للجميع فَفِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ «عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة: 105] ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ» ". وَفِي لَفْظٍ مِنْ عِنْدِهِ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَابْنُ مَاجَهْ وَالنَّسَائِيُّ وَلَفْظُهُ: «إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ» ".، وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي دَاوُدَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشَكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ» ". وَفِي رِوَايَةٍ: " «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِهِ» ".

ونرد عليهم من فتاوى ابن تيمية أيضاً حيث يؤكد ابن تيمية على أن كلمة الأمر إلى الحاكم تعني الحاكم العادل القادر .. دون غيره

يقول ابن تيمية في الفتاوى:

كَمَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ: الْأَمْرُ إلَى الْحَاكِمِ إنَّمَا هُوَ الْعَادِلُ الْقَادِرُ وَكَذَلِكَ الْأَمِيرُ إذَا كَانَ مُضَيِّعًا لِلْحُدُودِ أَوْ عَاجِزًا عَنْهَا لَمْ يَجِبْ تَفْوِيضُهَا إلَيْهِ مَعَ إمْكَانِ إقَامَتِهَا بِدُونِهِ. وَالْأَصْلُ أَنَّ هَذِهِ الْوَاجِبَاتِ تُقَامُ عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ. فَمَتَى أَمْكَنَ إقَامَتُهَا مِنْ أَمِيرٍ لَمْ يُحْتَجْ إلَى اثْنَيْنِ وَمَتَى لَمْ يَقُمْ إلَّا بِعَدَدِ وَمِنْ غَيْرِ سُلْطَانٍ أُقِيمَتْ إذَا لَمْ يَكُنْ فِي إقَامَتِهَا فَسَادٌ يَزِيدُ عَلَى إضَاعَتِهَا فَإِنَّهَا مِنْ " بَابِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ "مجموع الفتاوى لابن تيمية


أما الدليل الرئيسي في هذا الباب فهو بقاء الحكم العام والنداء العام الذي أمر الله به جميع الأمة من غير تفرقة بين حاكم أو محكوم ليقطع الطريق على كل منافق أو جاهل .. فمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبدأ عام لا يمكن النزاع فيه وليس دليل على استثناء الحاكم أو الأمير من هذا المبدأ بل إن إعمال مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن النمكر في وجه الحكام أوجب أقوى لأنهم أولو الامر وبصلاحهم ينصلح الناس والعكس.


بل أن النصوص النبوية جاءت لتعزز موقف من يواجه الحاكم الظالم فجاءت كالصاعقة لكل منافق يقول النبي صلى الله عليه وسلم (سيد الشهداء وفي لفظ أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام أمام سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله) إن تقرير أفضلية من أمر السلطان ونهاه باللسان ووصول منزلته إلى منزلة سيد الشهداء وأفضل الشهداء, تدل دلالة قطعية- لمن لم تعم بصره بعض الأهواء والشبهات- عظم منزلة ذلك وعظم أجرة, بل الدليل واضح على وجوب الإنكار على أي حال من الأحوال.

حديث أبي سعيد الخدري أن أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ


ورواية أبي سعيد الخدري له تدل دلالة قطعية على أن المنكرات العامة الواقعة من الحكام لا تبرأ ذمة المسلم فيها إلا بالإنكار عليها علناً فإن أبا سعيد رضي الله عنه بين أن من أدى الواجب عليه هو من أنكر هذا المنكر الظاهر جهراً وأمام عموم الناس.

وقال صلى الله عليه وسلم (إذا رأيت أمتي تهاب من أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منها) أليس ذلك دليلاً على وجوب أن تقول الامة للظالم ياظالم!!.


وهنا ترتفع بعض الأصوات منادية بأن الحاكم هو رأس الدولة وهيبته من هيبة الدولة وأنه يجب إحترام الكبير ..الخ ونحن نقول ما علاقة ذلك بالاحترام .. لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس مع أصحابه فقال له رجل يهودي يا بني عبد المطلب إنكم قوم مطل أي لا تؤدون الحقوق. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قد استلف منه مالاً. فأراد عمر رضي الله عنه أن يضرب اليهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمره بحسن الطلب وتأمرني بحسن الأداء( فهذا اليهودي ناصح الأمام في وقته وهو النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقضي دينه الذي له عليه وكان هذا الفعل من هذا اليهودي بمحضر من الصحابة رضوان الله عليهم ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بل وافقه على ما فعله ونهي أن يتعرض له. بل وعاتب عمر بن الخطاب حينما أراد ضربه وقال له إن الواجب عليك أن تأمره بحسن الطلب وتأمرني بحسن الأداء.

وحديث آخر أن رجلا قال للنبي اعدل فإنك لم تعدل .. أعطني من مال الله الذي أعطاك .. لا مال أبيك ولا مال أمك . فهل بعد هذا كلام؟ هل الحكام أفضل من رسول الله!!!!؟


ولقد جاء في الحديث الصحيح: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)


وهذا في المنكرات الظاهرة كظلم العباد وعدم العدل في تقسيم الثروة واضطهاد المساجين ونحو ذلك من المنكرات العامة , أما منكراتهم الخاصة التي يفعلونها في مجالسهم الخاصة ومنتدياتهم المغلقة, فذلك مما لا يلزم المسلم الإنكار عليهم فيه, لأنه لم يطلع عليه ولانهم لم يجاهروا فيه فلا يجوز له ولا لغيره التجسس على الحكام ولا غيرهم, لأن التجسس محرم عند الله بنص القرآن والسنة , أما المنكرات الظاهرة أمام عموم الشعب فإنه ينبغي إنكارها علناً ولا يجوز الإسرار بها, لأن الأسرار بالنصح قد يجرأ الحكام على الاستمرار بها كما أنه يجرأ عوام الأمة على ممارستها فهم يقولون في أنفسهم إن الحاكم يقوم بهذا الفعل والعلماء يرون فعل هذه المنكرات لذا يجب الإنكار عليهم علانية.

وقال صلى الله عليه وسلم: (لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله على قلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم) ما جاء في الحديث((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته))فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته وهذه المسئولية سوف تكون من قبل الله تعالى يوم القيامة ومن قبل الأمة في هذه الحياة الدنيا. وهذا تأصيل لمبدأ شرعي سامي جاء به الإسلام قبل هذه القوانين المحدثة بأربعة عشر قرناً وهو مبدأ. سلطة الأمة على الحاكم ووجوب محاسبتها له. وهو ما أكده القرآن وأكد عليه في قول الله تعالى عن نفسه(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) فالذي لا يسأل عما يفعل في الدنيا والآخرة هو الله عز وجل أما من سواه فإنهم مسئولون عن أفعالهم وتصرفاتهم في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة ومنهم الحكام. وهذا هو الذي يتمشى مع المبدأ الشرعي الصحيح وهو أن العصمة للنبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغ عن ربه تعالى وما سواه مهما بلغت مراتبهم الدنيوية فليس لهم عصمة, ويجب أن يحاسبوا على أعمالهم وتجاوزاتهم .فإذا كانوا مسئولين في هذه الحياة ومحاسبين على تجاوزاتهم فانه تجب مناصحتهم عند حصول الأخطاء منهم حتى تكون الحجة فد قامت عليهم في الدنيا والاخرة.

ولقد كنت أقرأ أن بعض العلماء لا يجيزون الإنكار على الحاكم بشكل علني ، ولم يكن عقلي يقبل ذلك الأمر ولقد يسر الله لأحد المجتهدين أن وصل إلى قنبلة نووية للإمام العلامة الإمام النووي حيث يقول في شرح صحيح مسلم:"ويؤخذ من هذا الحديث الأدب مع الأمراء , واللطف بهم , ووعظهم سرا , وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا عنه , وهذا كله إذا أمكن ذلك , فإن لم يمكن الوعظ سرا والإنكار فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق.

فإن لم يمكن الوعظ سرا والإنكار فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق " انتهى ... كتاب الزهد - باب عقوبة من يأمر بالمعروف و لا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله .

خلط المفاهيم

لقد حدث خلط في المفاهيم عند كثير من الناس فنحن هنا يجب أن نفرق بين عدة أمور: الخروج على الحاكم، والإنكار على الحاكم

قديما كان لفظ الخروج على الحكم يعني الخروج عليه بالسيف ومنازعته الحكم وهذا مما نتفق مع الجميع في عدم جوازه ... فلا يجوز منازعة الأمر أهله إلا إذا ظهر منه الكفر البواح.... لذا يجب تحديد المفهوم ... فما يحدث الأن من مظاهرات واحتجاجات على الحاكم ليست في معنى الخروج وإنما هي مطالبة بحقوق دستورية وسياسية وإقتصادية كفلها الدستور والقانون وكذلك الدين والشرع وإليكم الدليل عل جواز المطالبة بالحقوق علنا وعلى إمكانية رفض السمع والطاعة عن فقدان الحق:

لم يمنع سلمان الفارسي جلالة عمر ومكانته من أن يقول الحق أمامه لما ظن أنه أخطأ فقام عمر قائلا : أيها الناس اسمعوا وأطيعوا ، فقال سلمان : لا سمعا ولا طاعة ، قال عمر : ولم يا أبا عبد الله ؟ قال سلمان : لك ثوبان وللناس ثوب واحد !! قال سل ابن عمر لمن هذا ، قال ابن عمر : هو ثوبي أهديته لوالدي ، فقال سلمان أما الآن فسمعا وطاعة .

وعليه فالخروج والمطالبة بالحقوق جائز شرعاً ولا مجال لإنكاره ويؤيده الحديث الذي رواه أبو داود أنأخرج مروان المنبر في يوم عيد فبدأ بالخطبة قبل الصلاة فقام رجل فقال يا مروان خالفت السنة ...الخ، فقال أبو سعيد أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وهو في صحيح البخاري بألفاظ أخرى.

بل إن هناك ما هو أشد من ذلك : ففي صحيح مسلم أن عنبسة بن أبي سفيان - وكان والياً لمعاوية رضي الله عنه على الطائف - لما أراد أن يأخذ أرضاً لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه تهيأ لقتاله وأمر غلمانه بأخذ أسلحتهم وقال: إني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من قتل دون ماله فهو شهيد) [وروى البخاري المرفوع منه].

وقد روى ابن حزم رحمه الله في المحلى من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال: أرسل معاوية بن أبي سفيان إلى عامل له أن يأخذ الوهط، فبلغ ذلك عبد الله بن عمرو بن العاص فلبس سلاحه هو ومواليه وغلمته؛ وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قتل دون ماله مظلوما فهو شهيد). إلى أن قال: (قال أبو محمد رحمه الله - أي ابن حزم -؛ فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص بقية الصحابة وبحضرة سائرهم رضي الله عنهم يريد قتال عنبسة بن أبي سفيان عامل أخيه معاوية أمير المؤمنين إذ أمره بقبض الوهط، ورأى عبد الله بن عمرو أن أخذه واجب، وما كان معاوية رحمه الله ليأخذ ظلما صراحا، لكن أراد ذلك بوجه تأوله بلا شك، ورأى عبد الله بن عمرو أن ذلك ليس بحق، ولبس السلاح للقتال، ولا مخالف له في ذلك من الصحابة رضي الله عنهم).

فإذا جاز الدفع بالسلاح جاز ما هو دونه بلا شك فالدفاع عن الدين أولى من الدفاع عن النفس والخوف على شرائع الدين أن تبدل وتغير دون نكير أولى من الخوف على المتاع الزائل ..

ومثله كذلك حين قال عمر رضي الله عنه: (إذا رأيتم مني اعوجاجاً فقوموني) وكان هذا في أول خطبة خطبها، فيقوم رجل في المسجد يهز سيفه ويقول: يا أمير المؤمنين! والله! لو رأينا منك اعوجاجاً لعدلناه بسيوفنا هذه. فلم يقل رضي الله عنه: أين هيبة الدولة ولم يقل له أطيعوا أولي الأمر منكم؟! وإنما قال: (الحمد لله الذي جعل في هؤلاء الناس من يعدّل عمر بسيفه).

وقد ثبت أن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت كان في الشام ينكر على معاوية بن أبي سفيان أشياء علنية ويحتج بحديث البيعة السابق فكتب معاوية إلى عثمان: أن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام و أهله. فلما جاء عبادة إلى عثمان رضي الله عنهما قال له سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون, فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى فلا تعتلوا بربكم).

ولا زالت مقولة أبو بكر الشهيرة حجة على كل منافق أو جاهل: عندما قال رضي الله عنه في خطبة البيعة وبعد أن أصبح خليفة حيث قال: إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني. ففي هذا تأكيد لمبدأ حق الأمة في نقد سياسة الحاكم وتقويمه.

وأحب أن أقول لكل من يعارض من يطالب بحقه ويقول له أن ذلك لايجوز ..أقول لهم : إن الصحابة رضوان الله عليهم لم يعترضوا على من جاءوا من أهل الأمصار لعثمان رضي الله عنه لمناقشته وانتقاد عماله وأمرائه على الأقاليم لأنهم اعتبروا هذا حق من حقوقهم المشروعة. وهذا السكوت من الصحابة دليل على جواز الإنكار على الحاكم وجواز الرحيل إليه والمقام عند بيته حتى يفصل في مطلبهم.

أنقل هنا إجماع الأمة الذي حكاه غير واحد من علماء السلف على جواز الإنكار على الحكام : قال النووي تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أيضاً من النصيحة التي هي الدين قال العلماء: لا يختص بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأصحاب الولايات. بل ذلك جائز لآحاد المسلمين. قال إمام الحرمين والدليل عليه إجماع المسلمين فإن غير الولاة في الصدر الأول والعصر الذي يليه كانوا يأمرون الولاة بالمعروف وينهونهم عن المنكر مع تقرير المسلمين إياهم من غير ولاية) وقال الأمام ابن حزم الأمام واجب الطاعة ما قادنا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن زاغ عن شيء منها منع من ذلك).

ولله در الشاعر أبو العتاهية الذي قال:

أمــا والله إن الظلـم لـؤم ومازال المسيئ هو الظلوم

إلى ديـان يـوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصـوم

ستعلم في الحساب إذا التقينا غـداً عند الإله من الملـوم,

,,,,,,,,,,,,,,,الاستاذ بهاء الدين سليمان محمود,,,,,ماجستير قانون,,,,دبلوم علوم اسلاميه,,,

الفساد واثره علي الاقتصاد والتنمية[عدل]

الفساد وأثره علي الاقتصاد والتنمية

في اللغة الفساد نقيض الصلاح والكلمة من فسد يفسد يقول الله تعالي " ويسعون في الارض فسادا " وقوله عز وجل "ظهر الفساد في البر والبحر "والفساد هنا الجدب والقحط ويقال افسد فلان المال أي يفسده إفسادا وفسادا هذا في المال وفي المجتمع يعني فساد تنظيمه بحيث يخرج عن اهدافه و لا يقال انفسد – الصحاح - . ولاهمية الموضوع فقد تم تعريف الفساد من قبل بعض المنظمات الدولية فالبنك الدولي عرفه اساءة استخدام الوظيفة العامة للكسب الخاص بطريقة ليس لها اساس قانوني ، كما أن صندوق النقد الدولي له تعريف مجازي اذا اطلق علي الفساد اليد الطويلة أي المتنفذة التي تهدف الي الوصول للفوائد من هذا السلوك لشخص واحد أو لمجموعة ذات علاقة بالاخرين ليصبح الفساد علاقة وسلوك اجتماعي يسعي رموزه الي انتهاك قواعد السلوك الاجتماعي والذي يعرف في المجتمع بالمصلحة العامة . وعرفت الامم المتحدة * الفساد بأنه اعمال اجرامية تعبر عن سلوك فاسد وتركت للاعضاء معالجة انماط الفساد التي تنشأ مستقبلا علي اساس ان الفساد يختلف باختلاف المجتمعات هذا في اجتماع الجمعية العمومية عام 2003 بالمكسيك . وهناك رؤيا تذهب الي أن الفساد لا يقف عند حدود الدول التي تعاني منه ولكنه يؤثر في العلاقات الدولية ولذلك لابد من التصدي له ، لاثره الكبير في اضعاف النمؤ الاقتصادي وتأثيره علي عائد المشروعات ومعدل الفائدة من هذه المشروعات وكذلك علي بنية التشغيل متي ما وجد . أسباب الفساد وأشكاله : للفساد عدة اسباب وهي تختلف من مجتمع لاخر حسب طبيعة البيئة والعوامل السياسية والاجتماعية والقيم والاخلاق كما تتأثر باداء الجهاز الاداري للدولة .ويكمن ان نعدد منها باختصار : 1- ضعف الاداء الاداري والرقابي بالدولة مع وجود مركزية سياسية وادارية . 2- ضعف الجهاز القضائي وعدم مقدرته علي المساءلة وسن القوانيين القادرة علي ضبط الاداء الاداري والمالي . 3- غياب المعلومات وخاصة في الدول النامية فيما يخص الاستثمارات الحكومية والايرادات كيفية جبايتها وصرفها . ويترتب من ذلك ظــهور : • حالات استغلال المنصب العام والحصول علي امتيازات مثل احتكار كثير من الخدمات والسلع والاستثمار بطرق غير قانونية كما تكثر حالات الاعتداءعلي المال العام مثل الحصول علي اعفاءات ضريبة وجمركية مما يفقد الدولة الكثير من الموارد . • ضعف المناخ الاستثماري وذلك بسبب محاولة المفسدين مشاركة المستثمرين او اخذ عمولات ورشاوي منهم تؤثر في العائد علي الاستثمار وبالتالي يؤدي ذلك الي إحجام المستثمرين من الدخول في استثمارات مما يؤدي لفقدان الدولة عامل نمؤ اقتصادي كان يمكن ان يحل مسألة البطالة ويزيد في الدخل العام ويحدث نمؤ ا اقتصاديا . • انعدام الثقة في الجهاز الحكومي لما يمارسه بعض المتنفذين من عدم التزام بدفع ما عليهم من ضرائب مما يؤدي الي انخفاض الدخل العام في مقابل انفاق متذايد وعدم قدرة الدول علي الايفاء بمتطلبات الخدمات الاساسية للمواطن وترهل النظام الوظيفي بالكوادر غير المؤهلة نسبة للمحسوبية وفساد المتنفذين بالقطاع العام ، كل هذه تؤثر تماما علي انعدام البنية التحتية التي تساعد في مناخ الاستثمار . • وبما ان القانون يحمي هؤلاء المفسدين يؤدي ذلك الي ظهور طبقة مستأثرة بالثروة والسلطة مما يساعد في إزدياد حالة الفقر وخلق فوارق اجتماعية في المجتمع تؤدي الي • حالة من الانعزال السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما يساعد في هجرة الكفاءات القادرة علي توجيه التنمية وبالتالي تفقد الدولة كثيرا من مواردها البشرية المؤهلة .

ولكن السؤل الذي يجب أن نجيب عليه كيف يمكن كبح جماح الفساد ؟ مشكلة الفساد نالت الكثير من البحث والاهتمام من قبل المهتمين بهذه الظاهرة لما تنطوي عليه من الحاق الاذي التام بالاقتصاد والقدرات الادارية وشل حركة التنمية خاصة في الدول النامية وعليه لابد من وضع اسس تقوم عليها عملية مكافحة الفساد بكل انواعه ويكون من أهم ركائزه سد اسباب الفساد بالاتي : 1- خلق جهاز رقابي بالدولة مهمته الحفاظ علي المال العام وتدبيره ورفع كفاءة الأداء الحكومي بتطوير السياسات الإدارية لتواكب التقنيات الحديثة ومن ضمن ذلك تجويد البنية القانونية للدولة وذلك بسن القوانين والأنظمة لكل العمليات المالية والإدارية وذلك بتطبيق نظام الإجراء والتطبيقsystem and application procedure وذلك منعا للفساد والتجاوزات الشخصية وتشديد العقوبات علي المتجاوزين لذلك . 2- رفع ونشر الوعي لدي المواطن العادي ليساهم في كبح الفساد وذلك بالتنوير بتوفيرالمعلومات عن العمليات الحكومية وحرية النقد وتنال الاداء الحكومي بشفافية تساعد في مكافة الفساد . 3- خلق وحدات للرقابة الداخلية بكل المؤسسات الحكومية مدها بنظم رقابية حديثة ومتطورة لفتح ملفات الفساد ملاحقة المفسدين وتفعيل القوانين لتعزيز دور السلطة التشريعية في الرقابة علي السلطة التنفيذية . وهناك الكثير من الاليات التي يمكن استخدامها لتقليل فرص الفساد وتحجيم دوره لما له من كبير الاثر علي التنمية خاصة في الدول النامية لكن نكتفي بذلك ولنا عودة ..



بهاء الدين الدباسي

الديمقراطية والفساد[عدل]

بقلم الاستاذ بهاء الدين سليمان محمود


الديمقراطية و الفساد

قد لا يختلف اثنان في أن نظام الرئيس السوداني عمر البشيريعيش اليوم أضعف فتراته، بعد مسيرة حكم تجاوزت 26 عاما. ولعل ما قصم ظهر هذا النظام أو يكاد، هو الفساد الذي يضرب بجذوره في بنية الدولة.

وللفساد أشكال وضروب كثيرة، بيد أن أخطر ضروبه هو الفساد السياسي الذي يفتح أبواب الفساد الأخرى على مصاريعها، فهو مثل قطع الدومينو، تتداعى خلفه كل ضروب الفساد.

والفساد السياسي المستشري في السودان ليس من النوع الذي يمكن أن يُختلف عليه، مثل إجراءات التمويل السياسي التي تعد قانونية في بلد معين بينما هي غير قانونية في بلد آخر، أو مثل الممارسات التي تعد فسادا سياسيا في بعض البلدان وينظر إليها باعتبارها ممارسات مشروعة وقانونية في بلدان أخرى، لكنه فساد ظاهر لا تخطئه حتى العين التي بها رمد.

"الفساد في السودان يبدو واقعا يوميا معاشا، وحديث الشارع لا يهدأ حول زيادة ثروة المسؤولين على حساب الشعب. وليس خافيا أن السودان حل في المرتبة الرابعة قبل الأخيرة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم، وفقا لمؤشر منظمة الشفافية الدولية لعام 2013"

في الشهر الماضي أعلن الرئيس البشير في أول خطاب له عقب أدائه اليمين الدستورية بعد إعادة انتخابه، عن تشكيل هيئة عليا للشفافية ومكافحة الفساد بصلاحيات واسعة، وتبني إجراءات حاسمة ضد الفساد.

ولم يكن ذلك أول اعتراف رسمي بتفشي الظاهرة، فقبل عامين وبشكل مفاجئ تحدث البشير في حوار تلفزيوني على الهواء مباشرة عن ممتلكاته. والاعتراف أو محاولة إبراء الذمة الذي حمله الأثير جاء على خلفية جدل متصاعد ظل يدور في السودان حول ارتفاع نسبة الفساد في الدولة، واتهامات طالت كبار المسؤولين والتنفيذيين في الجهاز الحكومي.

وفي ذلك العام أشار تقرير للمراجع العام -وهو الشخص المسؤول عن مراجعة حسابات الدولة- إلى أن نسبة الفساد في دواوين الدولة ارتفعت إلى 300%.

الفساد في السودان يبدو واقعا يوميا معاشا، وحديث الشارع لا يهدأ حول زيادة ثروة المسؤولين والطبقة الحاكمة على حساب عامة الشعب. والحديث يدور اليوم حول بناء الطبقة الحاكمة للقطاع الأمني وتشكيله على شكل أجهزة قوية تدافع عن النظام الحاكم، وعن الموالين له باعتبارهم رمزا للدولة، مقابل ضمانات وامتيازات لمسؤولي هذه الأجهزة. وليس خافيا أن السودان حل في المرتبة الرابعة قبل الأخيرة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم، وفقا لمؤشر منظمة الشفافية الدولية لعام 2013.

تورط رسمي بالجملة جانب من الفساد السياسي اعترف به أيضا النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام عندما أقر بأن جزءا من عائدات الدولة ذهبت في ما وصفه بالبذخ السياسي، في إشارة إلى التوسع غير الرشيد في الحكم الذاتي وإنشاء الوظائف لأغراض الترضيات السياسية.

وتميز التعاطي الرسمي مع اتهامات الفساد بالاضطراب الشديد، فقبل ثلاثة أعوام شكل البشير ما أسماها آلية مكافحة الفساد وعيّن وزير دولة سابقا بوزارة المالية على رأسها، لكن بعد عام وفي خطوة مفاجأة أعفي الرجل من منصبه دون الإشارة إلى الأسباب وما إن كان الإعفاء متعلقا بالآلية نفسها أم بشخص رئيسها.. على كلٍّ ذهب الرجل وذهبت الآلية أدراج الرياح.

وليس من السهل حصر قضايا الفساد التي تصاعدت روائحها وبلغت عنان السماء في هذه العجالة، بيد أنه يمكن الإشارة إلى طرف منها، فقد أظهر تقرير المراجع العام نهاية العام الماضي أن حجم الاعتداء على المال العام يقدر بأكثر من أربعة مليارات دولار.

ومن تلك القضايا تمكّن مسؤولين من بيع خط يمتلكه السودان بمطار هيثرو الذي يربط الخرطوم بالعاصمة البريطانية لندن. ويعتبر الخط من أقدم وأهم الخطوط المربحة للخطوط الجوية السودانية، وقد تم بيع الخط أثناء تولي قيادي بارز في الحزب الحاكم وزارة الاستثمار.

وهناك قضية تتعلق بتجاوزات مالية بلغت قيمتها نحو عشرة ملايين يورو أدت إلى إدخال بذور قمح فاسدة وغير مطابقة للمواصفات إلى البلاد وتوزيعها على مشروعين زراعيين مهمين، مما أخرجهما من دائرة الإنتاج. واتهم في القضية التي أدت إلى فشل الموسم الزراعي عام 2008 عددٌ من المسؤولين الحكوميين، بينهم وزير الزراعة حينها.

أيضا من تلك القضايا حصول كل من رئيس المحكمة الدستورية في وقت سابق، ووزير العدل الأسبق على مبالغ مالية لتحكيمهم في نزاع بين الشركة السودانية للأقطان (حكومية)، وإحدى الشركات الخاصة المملوكة لأحد مسؤولي شركة الأقطان نفسها. وضمن هذه القضية أسس مسؤول حكومي شركات خاصة باسم أقربائه ومنحها عقودا بأكثر من ثلاثمئة مليون دولار، والمدهش أن إحدى هذه الشركات قاضت الشركة الحكومية وألزمتها بدفع عشرات الملايين من الدولارات زعمت أنها مستحقة لها.

ولاحقا وتحت ضغط انتشار تفاصيل القضية على نطاق واسع، أمر وزير العدل النائبَ العام باستعادة الأموال التي حصل عليها المحكمون، مع إعادة القضية إلى المحكمة من جديد.

"من حقائق الفساد في السودان ما أظهره تقرير المراجع العام في نهاية العام الماضي بأن حجم الاعتداء على المال العام يقدر بأكثر من أربعة مليارات دولار"

وهناك قضية استيلاء مسؤولين في مكتب والي ولاية الخرطوم السابق على أراض بلغت قيمتها أكثر من عشرين مليون دولار، قبل أن تقبل جهات عدلية تحللهم والعفو عنهم بعد استعادة ما اعترفوا به من مبالغ مالية. لكن بعدما أصبح أمر التحلل محل تندر وتهكم من العامة، تدخلت وزارة العدل وأمرت بالقبض على المتحللين والسير في إجراءات المحاكمة.

وفي العام الماضي نشرت صحيفة "الصيحة" المستقلة وثائق وكيل وزارة العدل السابق بالاستيلاء على أراض سكنية واستثمارية قدرت قيمتها بنحو خمسة ملايين دولار إبان توليه منصب المدير العام لمصلحة الأراضي.

قبل إعفائه، كشف رئيس آلية مكافحة الفساد عن خمسة ملفات لقضايا فساد وضعت أمام رئاسة الجمهورية.. لعل أخطر ما أدلى به رئيس الآلية بأن البعض تعدى على أصول للدولة وتم تحويلها بأسمائهم.

كما ثار حديث كثير عن جهات حكومية أهملت استرداد مبالغ مالية تخص الدولة (شيكات مرتدة).. وبلغ إجمالي قيمة الشيكات المرتدة والمتأخرات من طرف الجمارك والضرائب في أحد الأعوام 44 مليون دولار. في ذات الوقت كشفت نيابة مخالفات الجهاز المصرفي عن وصول بلاغات الشيكات المرتدة إلى 2847 بلاغا، وبلغ إجمالي المبالغ المعتدى عليها أكثر من 348 مليون جنيه سوداني (نحوي 55 مليون دولار).

الفساد السياسي الفساد السياسي أسّ البلاء، ويعرف بمعناه الأوسع بأنه إساءة استخدام السلطة العامة (الحكومية) لأهداف غير مشروعة -وعادة ما تكون غير منظورة- لتحقيق مكاسب شخصية. وتقع الطامة عندما يصيب فيروس الفساد الجهاز التنفيذي الحكومي، ذلك أن الأخير أداة الدولة في تحقيق آمال الشعب وطموحاته وأمانيه، وحين يتمكن المرض من هذا الجهاز، يصاب المجتمع برمته بتداعيات المرض. ويترتب على ذلك خضوع الجهاز التنفيذي لشروط القوى السياسية الحاكمة وتحويله إلى جهاز لحماية وإدامة واستمرار القوى السياسية الحاكمة ودعمها.

ويقوم هذا النوع الخطير من الفساد على أساس الاستعمال السيئ للسلطة تحقيقا لمنافع خاصة على حساب المجتمع. ويرتبط الفساد السياسي بالفساد القانوني، ويتمثل في سن القوانين أو تسخيرها بما يخدم أغراض السلطة السياسية. ومن أمثلته التعيين في الوظائف العامة خروجا عن السياق والمسار الوظيفي وتكافؤ الفرص والجدارة والنزاهة، أو سن قوانين تتعارض والسياق الصحيح.

ونظام الحكم الفاسد يعتمد وسائل ومقومات لضمان بقائه، تركز على التحكم في القرارات المهمة المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الخاصة بالشعب المجبر على الابتعاد عن المشاركة في إدارة شأنه العام، وإشغاله باستمرار بالبحث عن تأمين لقمة العيش.

في ذات الوقت تستفحل حالات خرق حقوق الإنسان، فعند تنامي ظاهرة الفساد تصبح أنظمة الحكم أكثر سرية في تعاملاتها، وبالتالي تصبح حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية مهددة كذلك.

ويتضمن الفساد السياسي، سياسة ممنهجة تعمل على خنق الإعلام المستقل والتضييق عليه بحجة إخلاله بالأمن الوطني وتجاوزه الخطوط الحمراء، فضلا عن أن استخدام الإعلام الرسمي للترويج للنظام وسياساته ورموزه أضعف دوره الاستقصائي وعزز الرقابة الذاتية لدى إداراته.

وغياب حرية الإعلام هدفُه عدم السماح له أو للمواطنين بالوصول إلى المعلومات والسجلات العامة، مما يحول دون ممارسة دور رقابي على الجهاز الحكومي التنفيذي. وبهذه الإجراءات يظل الفساد في الدولة القمعية الدكتاتورية مستورا، ولسوء الحظ يتعذر قياس كلفة الفساد بشكل دقيق.

وقبل عدة أسابيع أوقفت السلطات الأمنية في السودان مسلسلا إذاعيا بدأت ببثه الإذاعة السودانية الرسمية، يتناول قضايا الفساد في الدولة والمجتمع. وتعد تلك الخطوة الأولى من نوعها. ويتناول المسلسل سيرة الفساد ورجال الأعمال الطفيليين، إضافة إلى قضايا غسيل الأموال والتزوير والسرقة.

الديمقراطية أو الفساد

"ظاهرة الفساد ظاهرة معقدة تتداخل فيها قضايا سياسية وإدارية ومالية، وتتكامل مع بعضها بعضا، فلا يمكن القضاء عليها إلا عبر نظام سياسي يقوم على مبدأ التعددية السياسية المستند إلى الانتخابات العامة النزيهة"

إن عدم الالتزام بمبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في النظام السياسي وطغيان السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية هو ما يؤدي إلى الإخلال بمبدأ الرقابة المتبادلة، كما أن ضعف الجهاز القضائي وغياب استقلاليته ونزاهته يعتبر سببا مشجعا على الفساد.

التعديلات الدستورية الأخيرة أواخر العام الماضي جعلت الرئيس عمر البشير مركز القرار الوحيد وكرست السلطات في يده بصورة مطلقة، فضلا عن تعزيز صلاحيات جهاز الأمن الذي يتبع الرئيس مباشرة، وأصبحت صلاحياته مطلقة، فقد أعطت تلك التعديلات الجهاز كافة الصلاحيات الممكنة وغير الممكنة، الأمر الذي كرس مفهوم الدولة الأمنية القابضة.

وبدا واضحا ضعف الإرادة لدى القيادة السياسية لمكافحة الفساد، وذلك بعدم اتخاذ أية إجراءات وقائية أو عقابية جادة بحق عناصر الفساد بسبب انغماسها كلها أو بعض أطرافها في الفساد.

وربما كان الفساد في حدوده الصغرى كالرشوة السائدة والرشوة الطارئة، أمرا يتكرر في كثير من الدول. أماالفساد في حدوده الكبرى فهو فساد منظم يمارسه بعض كبار مسؤولي السلطات الثلاث، وهذا ما قد يبدو ظاهرا في حالة السودان.

وتظل الحقيقة أن أنجع سبل مكافحة الفساد تتوفر في الدولة الديمقراطية بما لا يقاس بوسائل مواجهته في الدولة الشمولية. ولكون ظاهرة الفساد ظاهرة معقدة تتداخل فيها قضايا سياسية وإدارية ومالية، وتتكامل مع بعضها بعضا، فلا يمكن القضاء عليها إلا عبر نظام سياسي يقوم على مبدأ التعددية السياسية المستند إلى الانتخابات العامة النزيهة، وأن يرتكز هذا النظام على الفصل بين السلطات الثلاث، فضلا عن احترام ممارسة المواطنين لحقوقهم المدنية والسياسية، بما في ذلك حرية التعبير عن الرأي.

صحيح أن الفساد قد نجده في أنظمة ديمقراطية، لكن في ظل الديمقراطية والتعددية لا يتحول الفساد إلى ظاهرة، ويمكن تطويقه ومكافحته بسهولة من خلال محاسبة ومساءلة المسؤولين مهما علا شأنهم.

سياسة التمزيق 3[عدل]

سياسة التمزيق

بهاء الدين الدباسي

ثورة الإنقاذ الوطني (بالسودان) بدأت بإنقلاب عسكري قاده العميد (عمر حسن أحمد البشير) أحد كوادر الجبهة الإسلامية القومية المنشقة عنجماعة الاخوان المسلمين ب الجيش السوداني ، مطيحا بالحكومة الديمقراطية المنتخبة والتي كان يترأس مجلس وزراءها السيد الصادق المهدي، ويترأس مجلس رأس الدولة السيد أحمد الميرغني


في العام 1985 وفي السادس من أبريل أطاح الشعب السوداني بالرئيس الأسبق جعفر نميري الذي حكم السودان 16 عاما. وبعد عام واحد من الإنتفاضة الشعبية في 6 أبريل 1985 ، شهدت البلاد انتخابات حرة فاز فيها حزب الأمة وتم تشكيل حكومة إئتلافية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي. في عام 1989 تم ائتلاف اخر بين حزب الامة والجبهة الإسلامية القومية وعلى اثره تم تعيين د.حسن الترابي المنتمي إلى الجبهة الإسلامية القومية في منصب نائب رئيس الوزراء. إلا أن الجبهة سرعان ما استقالت من الحكومة بعد أن دخل الصادق المهدي في محادثات سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان تم بموجبها اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية على وقف إطلاق النار، تبعه إلغاء قانون الشريعة وحل حالة الطوارئ، وإبطال الأحلاف العسكرية مع مصر وليبيا. ولكن وفي الثلاثين من يونيو من نفس العام تم إسقاط حكومة صادق المهدي بعد إنقلاب قاده العميد عمر البشير، حيث قامت الحكومة الجديدة بحل كل من البرلمان والأحزاب السياسية ونقابات العمال.

بداية الانقلاب

ضربة البداية كانت في 30 يونيو 1989 يوم أعلن التلفزيون السوداني عن إستيلاء بعض من الضباط التابعين للجيش السودانى على الحكم بقيادة العميد عمر حسن أحمد البشير . لم يكن واضحا، في بداية الأمر للمراقبين، هوية الإنقلاب الجديد، مما ساعد الحكومة الجديدة على أن تنال تأييدا واسعا- داخليا وخارجيا- ومن دول كثيرة لا سيما مصر . وقامت الحكومة الجديدة بعدد من الاعتقالات الواسعة واعتقلت ضمن من اعتقلت الدكتورحسن الترابي نفسه الذي ظهر وفيما بعد أنه مهندس الانقلاب ورأسه المدبر].

فيما بعد أظهرت الحكومة هويتها الإسلامية شيئا فشيئا وظهرت تصريحات من قادتها تؤكد تلك الهوية وإنتمائها للجماعة الإسلامية في السودان.. وظهر الأمر أكثر بعد إطلاق سراح الترابي وتقلده لمناصب مهمة في الدولة كان آخرها رئيس المجلس الوطني. ومن التصريحات المهمة ما صرح به الرئيس البشير:

· ثورة الانقاذ الوطني لا تعرف الفصل بين الدين والسياسة والموضوع غير قابل للنقاش[2]

وكتب النيل أبو قرون (قيادي بارز بالحركة الإسلامية آنذاك):"النظام الإسلامي هو الأمثل.. والأحزاب سبب كوارث السودان والحزبية شرك بالله"[3].

النظام الإسلامي يحكم

بعد أن كشف النظام عن وجهه الإسلامي لاقى معارضة كبيرة من أغلب الدول، كما كان لإعلان الشريعة الإسلامية أثرا كبيرا في إنشاء التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، وإستمرار الحرب في الجنوب . كما رعت الدول الكبرى التجمع الوطني خصوصا بعد إنضمام الحركة الشعبية لتحرير السودان له، ومارست ضغوطا كثيرة لإسقاط حكومة السودان. ولكن، ورغم الضغوطات الدولية التي واجهتها الحكومة الجديدة، إلا انها صمدت في وجه كل المحاولات والعقوبات والحصار الإقتصادي المفروضة عليها بل صعدت من نبرات العداء تجاه الدول الغربية، محتمية بتوجهها الديني الذي يرفض الخضوع والذل لغير الله عز وجل والذي كان له أثر كبير في كسب تأييد الشعب . أدت حرب الخليج الأولى إلى زيادة أعداء الحكومة ومع نشوب حرب الخليج الثانية تمت محاصرة السودان ومقاطعته اقتصادياً من قبل دول دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة مما أدى إلى تدهور الاقتصاد السوداني بصورة كبيرة

· آثرت الحكومة السودانية أن لاتخسر جميع الدول العظمى فعقدت صداقات مع الصين وفتحت لها أبواب الاستثمار في مجال النفط الذي دخلته البلاد حديثاً، وبالفعل نجحت شركات التنقيب نجاحاً باهراً ساهم بصورة واضحة في الإقتصاد حيث استقر سعر الصرف (وهو الذي كان يساوي 12 جنيهاً سودانياً عند تولي الحكومة للسلطة وتصاعد حتي وصل إلى 3000 جنيهاً سودانياً وتجاوزها فيالسوق السوداء). قبل أن يبدأ في الإنخفاض تدريجياً حتى استقر سعره على 2000 جنيه سوداني وبدأت الأزمات الاقتصادية في الإنفراج تدريجياً .

· اشارت أصابع الاتهام لتورط الحكومة في مؤامرة ترمي لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في سبتمبر1995 بالعاصمة الإثيوبية (اديس ابابا)[ لم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تم إتهامها بايواء الارهابيين حيث أقام كل من كارلوس و أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة - فيما بعد - فترة من الزمن بالعاصمة السودانية (الخرطوم).

· في 1999 وفي ديسمبر أصدر البشير مرسوما أعلن فيه حالة الطوارئ في البلاد لفترة ثلاثة أشهر كما أمر بحل البرلمان مانعاً بذلك نقاشاً برلمانياً من أجل إجراء تعديل دستوري يحد من سلطته. تلك القرارات التي سميت في الفقه السياسي السودانى بـ(قرارات رمضان) كانت بداية مفاصلة كبيرة داخل الحكم الإسلامي قاد أحد شقيها الدكتور الترابي وقاد الشق الثاني المشير البشير ومعه رفيق الترابي علي عثمان محمد طه.

· بعد المفاصلة الشهيرة بدأت تتكشف كثير من الحقائق على إثر تبادل الطرفان لاتهامات بالفساد والمحسوبية وسوء استغلال المناصب.

· ظهر للشعب فساد الحكومة ورجالها خصوصا بعد التصريحات المتضاربة من الحكومة. وتحدث الشارع العام عن الفضائح التي طفت على السطح خاصة بعد انشقاق والمفاصلة المشهورة

· وبعدها لقد انتشر الفساد في كل شبر من ارض الوطن الحبيب ولنقل ان الفساد كان موجود من سنة 90 ولكنه تفشي بصورة كبيره جدا بعد المفاصلة


· .

سياسة التمزيق 2[عدل]

سياسة التمزيق (2)

بهاء الدين الدباسي



ثورة الإنقاذ الوطني (بالسودان) بدأت بإنقلاب عسكري قاده العميد (عمر حسن أحمد البشير) أحد كوادر الجبهة الإسلامية القومية المنشقة عنجماعة الاخوان المسلمين ب الجيش السوداني ، مطيحا بالحكومة الديمقراطية المنتخبة والتي كان يترأس مجلس وزراءها السيد الصادق المهدي، ويترأس مجلس رأس الدولة السيد أحمد الميرغني


في العام 1985 وفي السادس من أبريل أطاح الشعب السوداني بالرئيس الأسبق جعفر نميري الذي حكم السودان 16 عاما. وبعد عام واحد من الإنتفاضة الشعبية في 6 أبريل 1985 ، شهدت البلاد انتخابات حرة فاز فيها حزب الأمة وتم تشكيل حكومة إئتلافية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي. في عام 1989 تم ائتلاف اخر بين حزب الامة والجبهة الإسلامية القومية وعلى اثره تم تعيين د.حسن الترابي المنتمي إلى الجبهة الإسلامية القومية في منصب نائب رئيس الوزراء. إلا أن الجبهة سرعان ما استقالت من الحكومة بعد أن دخل الصادق المهدي في محادثات سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان تم بموجبها اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية على وقف إطلاق النار، تبعه إلغاء قانون الشريعة وحل حالة الطوارئ، وإبطال الأحلاف العسكرية مع مصر وليبيا. ولكن وفي الثلاثين من يونيو من نفس العام تم إسقاط حكومة صادق المهدي بعد إنقلاب قاده العميد عمر البشير، حيث قامت الحكومة الجديدة بحل كل من البرلمان والأحزاب السياسية ونقابات العمال.

بداية الانقلاب

ضربة البداية كانت في 30 يونيو 1989 يوم أعلن التلفزيون السوداني عن إستيلاء بعض من الضباط التابعين للجيش السودانى على الحكم بقيادة العميد عمر حسن أحمد البشير . لم يكن واضحا، في بداية الأمر للمراقبين، هوية الإنقلاب الجديد، مما ساعد الحكومة الجديدة على أن تنال تأييدا واسعا- داخليا وخارجيا- ومن دول كثيرة لا سيما مصر . وقامت الحكومة الجديدة بعدد من الاعتقالات الواسعة واعتقلت ضمن من اعتقلت الدكتورحسن الترابي نفسه الذي ظهر وفيما بعد أنه مهندس الانقلاب ورأسه المدبر].

فيما بعد أظهرت الحكومة هويتها الإسلامية شيئا فشيئا وظهرت تصريحات من قادتها تؤكد تلك الهوية وإنتمائها للجماعة الإسلامية في السودان.. وظهر الأمر أكثر بعد إطلاق سراح الترابي وتقلده لمناصب مهمة في الدولة كان آخرها رئيس المجلس الوطني. ومن التصريحات المهمة ما صرح به البشير:

النظام الإسلامي يحكم ,,

بعد أن كشف النظام عن وجهه الإسلامي لاقى معارضة كبيرة من أغلب الدول، كما كان لإعلان الشريعة الإسلامية أثرا كبيرا في إنشاء التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، وإستمرار الحرب في الجنوب . كما رعت الدول الكبرى التجمع الوطني خصوصا بعد إنضمام الحركة الشعبية لتحرير السودان له، ومارست ضغوطا كثيرة لإسقاط حكومة السودان. ولكن، ورغم الضغوطات الدولية التي واجهتها الحكومة الجديدة، إلا انها صمدت في وجه كل المحاولات والعقوبات والحصار الإقتصادي المفروضة عليها بل صعدت من نبرات العداء تجاه الدول الغربية، محتمية بتوجهها الديني الذي يرفض الخضوع والذل لغير الله عز وجل والذي كان له أثر كبير في كسب تأييد الشعب . أدت حرب الخليج الأولى إلى زيادة أعداء الحكومة ومع نشوب حرب الخليج الثانية تمت محاصرة السودان ومقاطعته اقتصادياً من قبل دول دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة مما أدى إلى تدهور الاقتصاد السوداني بصورة كبيرة

• آثرت الحكومة السودانية أن لاتخسر جميع الدول العظمى فعقدت صداقات مع الصين وفتحت لها أبواب الاستثمار في مجال النفط الذي دخلته البلاد حديثاً، وبالفعل نجحت شركات التنقيب نجاحاً باهراً ساهم بصورة واضحة في الإقتصاد حيث استقر سعر الصرف (وهو الذي كان يساوي 12 جنيهاً سودانياً عند تولي الحكومة للسلطة وتصاعد حتي وصل إلى 3000 جنيهاً سودانياً وتجاوزها فيالسوق السوداء). قبل أن يبدأ في الإنخفاض تدريجياً حتى استقر سعره على 2000 جنيه سوداني وبدأت الأزمات الاقتصادية في الإنفراج تدريجياً .

وفي 2011 انهار الاقتصاد كليا ولقد انعت الانهيار التام الي انفصال جنوب السودان ولكن نقول سبب الانهيار هو الفساد الذي انتهجته هذه الحكومة لتمكن به نفسها ,ونقول ان الفساد لم ياتي صدفة ولكن الحكومة هي من خططت له من اجل التمكين,,,

• اشارت أصابع الاتهام لتورط الحكومة في مؤامرة ترمي لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في سبتمبر1995 بالعاصمة الإثيوبية (اديس ابابا)[ لم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تم إتهامها بايواء الارهابيين حيث أقام كل من كارلوس و أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة - فيما بعد - فترة من الزمن بالعاصمة السودانية (الخرطوم).

وهذا ما ادي للحصار الذي فرض علي السودان في تلك الفترة وتطور في ما بعد,,,

• في 1999 وفي ديسمبر أصدر البشير مرسوما أعلن فيه حالة الطوارئ في البلاد لفترة ثلاثة أشهر كما أمر بحل البرلمان مانعاً بذلك نقاشاً برلمانياً من أجل إجراء تعديل دستوري يحد من سلطته. تلك القرارات التي سميت في الفقه السياسي السودانى بـ(قرارات رمضان) كانت بداية مفاصلة كبيرة داخل الحكم الإسلامي قاد أحد شقيها الدكتور الترابي وقاد الشق الثاني المشير البشير ومعه رفيق الترابي علي عثمان محمد طه.

• بعد المفاصلة الشهيرة بدأت تتكشف كثير من الحقائق على إثر تبادل الطرفان لاتهامات بالفساد والمحسوبية وسوء استغلال المناصب.

• ظهر للشعب فساد الحكومة ورجالها خصوصا بعد التصريحات المتضاربة من الحكومة. وتحدث الشارع العام عن الفضائح التي طفت على السطح خاصة بعد انشقاق والمفاصلة المشهورة

• وبعدها لقد انتشر الفساد في كل شبر من ارض الوطن الحبيب ولنقل ان الفساد كان موجود من سنة 90 ولكنه تفشي بصورة كبيره جدا بعد المفاصلة

يواصل,,,,,


بهاء الدين سليمان محمود(الدباسي)

سياسة التمزيق1[عدل]

(سياسة التمزيق)

بقلم/ بهاء الدين سليمان محمود(الدباسي)

السودان ,,والفساد,,(1)

منذ 89 اتت الانقاذ الي حكم السودان وفي عام 90 اكتشف السودانيين بان هذه الحكومة التي استولت علي حكم البلد ليس حكومة جيش وطني بل انها تتبع الجبهة الاسلامية ,,والجميع يعلم ان الجبهة الاسلامية منذ انشائها كانت تسعي لتمزيق البلاد ولم تفلح طيلة الاعوام الماضية في الوصول للحكم ولكنها استخدمت العسكر في الوصول الي الحكم ولقد وصلت واستولت علي الحكم الذي كان حكما شرعيا ديمقراطيا,,,

وبداءت الجبهة الاسلامية في الخطابات الدينية الرنانة وعرفت كيف تدخل في وجدان الشعب السوداني المحب للدين الاسلامي ,,,وبداءوا من تلك الفترة في التخطيط لتمكين انفسهم علي حساب السودان الوطن وعلي حساب الشعب الذي كان متعطش لحكومة اسلامية صادقة لتنشر العدل في السودان ,,,ولكن اكتشف الشعب والنجباء من ابناء الوطن الخدعة الكبري وانتجت ثورة الضباط الاحرار حركة 24 ابريل 90 التي استشهد بسببها 28 ضابط وطنيا محب لوطنة المعروفين ,,بشهداء رمضان ,,,وبعد اخماد ثورة شهداء رمضان اصبحت الجبهة الاسلامية ومنسوبيها اكثر دمويا ولقد جعلوا جميع منسوبيها دمويين وتم تمكين عملها بانشاء الدفاع الشعبي وساعد علي ذلك حرب الجنوب التي كان الشعب السوداني يريد انهائها بشتي السبل لعنصرية قادتها ولخوف المواطن السوداني من وصول الحركة الشعبية الي سدة الحكم ,,,

وهذا ما مكن للجبهة الاسلامية في تلك الفترة وكل هذا بمساعدة العسكر وبعد فترة وجيزة استغنت الجبهة الاسلامية عن العسكر وخاصة الوطنيين فاقترحت قانون الصالح العام من اجل ابعاد الوطنيين من الخدمة المدنية والعسكرية معا,,ولقد نجحت في ذلك,,وبعد ابعاد الوطنيين من الخدمة العسكري لقد تم لهم بعض التمكين ,,,وبداء الفساد ينتشر رويدا رويدا من تلك الفترة واصبح قادة الجبهة الاسلامية يستخدمون حيل شيطانية من اجل كسب المال ومن اجل المال واشباع الانفس الدنيئة تم تصفية كل الموسسات بالدولة السودانية واصبحت موسسات مملوكة لهم وهذا لم يحدث بالصدفة ولكن بالتخطيط الشيطاني من اجل التمكين لانفسهم ,,,صفوا الشرفاء وتم ابعادهم ثم تم تدمير الموسسات وتم تمليكها لافراد وتمكنوا من سرقة البلد وخيرات البلد وكل هذا تم تحت اذن وبصر الشعب السوداني الذي انخدع بالخطاب الديني ولايدري مايدور في الخفاء ,,,

نواصل,,,,,,

بهاء الدين الدباسي

الامام الجنيد[عدل]

الإمام الجنيد

الاستاذ/الريح سليمان محمود

استاذ العلوم الاسلامية والفقه

الإمام الجُنيد .. نسبه ونشأته: هو الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي، ثم البغدادي، ولد ببغداد بعد سنة 220هـ. قال أبو نعيم: "كان في أول أمره يتفقه على مذهب أصحاب الحديث مثل أبي عبيد وأبي ثور"، قال الخطيب: "وأسند الحديث عن الحسن بن عرفة. ثم أقبل على شأنه وتأله وتعبد وصحب الحارث المحاسبي، وأبا حمزة البغدادي فسلك مسلكهما في التحقيق بالعلم واستعماله"، قاله أبو نعيم. قال الخطيب مؤكداً ذلك: "ثم اشتغل بالعبادة ولازمها حتى علت سِنه، وصار شيخ وقته، وفريد عصره في علم الأحوال والكلام على لسان الصوفية".

قال ابن المناوي: سمع الحديث الكثير من الشيوخ، وشاهد الصالحين، وأهل المعرفة، ورُزق من الذكاء وصواب الجواب، لم يُر في زمانه مثله في عِفةٍ وعُزوفٍ عن الدنيا. يقول عن نفسه رحمه الله: كنت أُفتي في حلقة أبي ثور الكلبي (ت سنة 240هـ) ولي عشرون سنة". وقد أفرد الهجويري للجنيد فرقة سماها (الجنيدية)، وفرّق بينه وبين فرقة (الطيفوريين) ص419.

محنة الإمام الجنيد: لا يمكن لدارس الجنيد أن يمر مرور الكرام على هذه الفتنة، والتي طالت الصوفية، والجنيد خاصة، واتهم فيها بالكفر والزندقة! وكان المحرّض لها رجل يُدعى: غلام خليل، أنكر على بعض الصوفية قولهم في المحبة، وكان يقول: الخوف أولى بنا، فطلبهم بأمر الخليفة فاختفى عامتهم، وبعضهم خلّصته العامة. ووصفه -أي غلام خليل- الهجويري بأنه رجل مرائي، ويدعي التصوف .. وذكر سعيه إلى الخليفة. ويرى صاحب كتاب "الإمام الجنيد" زهير ظاظا أن القصة مختلقة، ولم يُورد الدليل على هذا الاختلاق، إلا تردد بعض المترجمين في تفاصيل القصة ,وهذا لا يكفي في رد القصة والفتنة.

الثناء على الإمام الجنيد: وأطبق علماء التراجم على الثناء عليه، وعلى فضله وزهده, فمن ذلك: قال أبو نعيم: "كان الجُنيد رحمه الله ممن أحكم علم ا لشريعة". وقال السلمي: "وهو من أئمة القوم وسادتهم، مقبولٌ على جميع الألسنة". وقال ابن تيمية: " أحد الأئمة العارفين". وقال السبكي: "سيد الطائفة ومقدَّم الجماعة". وقال الذهبي: "كان شيخ العارفين وقُدوة السائرين وعَلَم الأولياء في زمانه".

كتب الإمام الجنيد: لم ينص أحدٌ من المتقدمين على الكتب التي تنسب إليه إلا ما نجده عند ابن النديم في "الفهرست"، فهو يقول: "له من الكتب: كتاب المحبة، الخوف، الورع، الرهبان، ولذا يحيط الشك بنسبتها إليه، ما عدا رسائله التي لم تخل من إضافات المتأخرين سيّما العجم منهم". سمى له السراج في اللمع كتاب "تفسيركلام أبي يزيد".

له جملة من الرسائل منها: -القصد إلى الله. -السر في أنفاس الصوفية. -الفرق بين الإخلاص والصدق. وغيرها من الرسائل، وله أسئلة موجهة إلى علماء مثل كتاب الجنيد إلى عمرو بن عثمان المكي,كتاب الجنيد إلى يوسف بن يحيى وغيرها، وهذه قد أوردها من المتقدمين أبو نعيم في "الحلية" مما يطمن النفس في نسبة الرسائل إليه. أما ما يتعلق بالكتب: كتاب تصحيح الإرادة: نص عليه الهجويري في كشف المحجوب.

أقوال الجنيد في لوازم الطريق وصفات السالكين: - قال الجنيد: "الطرق كلها مسدودةٌ على الخلق، إلا على من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، واتبع سنته، ولزم طريقته، فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه". - وقال الجنيد: "من لم يحفظ القرآن, ولم يكتب الحديث لا يُقتدى به في هذا الأمر؛ لأن علمنا هذا مقيّد بالكتاب والسنة" وساق في الحلية بسنده: قال غير مرة: "علمنا مضبوطٌ: الكتاب والسنة، من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث، ولم يتفقه لا يقتدى به". وسئل عن أول مقام التوحيد فقال: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأنك تراه".

التعليق: - وهذه النصوص "تنبه على أنهم كانوا مجمعين على تعظيم الشريعة، متصفين بسلوك طريقة الرياضة، متفقين على متابعة السنة، غير مخلِّين بشيء من آداب الديانة. وبوب السراج في اللمع على ذلك بقوله: "باب ما ذكره عن المشايخ في اتباعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخصيصهم في ذلك". - لا يقبل أن يُفسَّر كلام الإمام الجنيد وغيره في التقيد بالكتاب والسنة، أنهم أرادوا دفع المشقة عن النفس، لأن مفسِّر كلامه هذا التفسير مطالبٌ بالدليل والبرهان. قال الهروي في ذم الكلام: وساق بسنده إلى الجنيد "أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب من القلب، والقلب إذا عري عن الهيبة من الله، فقد عري من الإيمان".

والكلام الذي حذر منه الإمام الجنيد المراد به ما دخل على المسلمين من إثبات العقائد بالأدلة العقلية والمقاييس المنطقية البعيدة عن الوحي. وقد روي عن أئمة المذاهب الأربعة نحو هذا الكلام، من ذلك: قول الإمام مالك: "إياكم والبدع. فقيل: يا أبا عبدالله وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان". وقال الإمام الشافعي: "إن سألك رجل عن شيء من الكلام فلا تجبه"، بل وصل ببعضهم تكفير عوام المسلمين. وهذا لا يمنع من المجادلة للمخالف، فلا ريب أن هذا قد يكون واجباً أو مستحباً، وما كان كذلك لم يكن مذموماً في الشرع.

كلام الجنيد في التوحيد: قال الجنيد: "التوحيدُ إفرادُ القدمِ من الحدث". وقال: "التوحيد: علمك وإقرارك بأن الله فرد في أزليته، لا ثاني معه، ولا شيء يفعل فعله"، وسُئل الجنيد عن التوحيد فقال: "إفراد الموحَّد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته: أنه الواحد، الذي لم يلد، ولم يولد، بنفي الأضداد، والأنداد، والأشباه، بلا تشبيه، ولا تكييف، ولا تصوير، ولا تمثيل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)".

التعليق: - مقصود الجنيد التوحيد الذي يُشير إليه المشايخ وهو التوحيد في القصد والإرادة، وما يَدْخل في ذلك من الإخلاص والتوكل والمحبة، وهو أن يُفْرَدَ الحقّ سبحانه – وهو القديم – بهذا كله، فلا يشركه في ذلك محدث، وتمييز الرب من المربوب في اعتقادك وعبادتك. - فهم الجنيد الفرق بين ما يأمر الله به، وما ينهى عنه، وهو الفرق بين ما يحبه ويبغضه، ومن لم يسلك في القدر مسلكه، بل سوى بين الجميع، لزمه أن لا يُفرق بين الحسنات والسيئات، فلا يقول: إن الله يحب هؤلاء وهذه الأعمال، ولا يبغض هؤلاء، وهذه الأعمال. بل جميع الحوادث: هو يحبها كما يريدها. - من القواعد المهمة في فهم نصوص الأئمة: "أن الكلام المجمل من كلامهم يُحمل على ما يناسب سائر كلامهم، وهؤلاء أكثر ما يُبتلون بالاتحادية والحلولية، الذين يجعلون الرب حالاً في المخلوقات محدوداً بحدودها". - قال السراج: "والذي غلط في الحلول، غلط لأنه لم يحسن أن يميز بين أوصاف الحق، وبين أوصاف الخلق؛ لأن الله تعالى لا يحُلُّ في القلوب، وإنما يُحِلُّ في القلوب الإيمان به، والتصديق له ..". - وقال الجنيد: "سئل بعض العلماء عن التوحيد فقال: هو اليقين. فقال السائل: بيّن لي ما هو؟ فقال: هو معرفتك أن حركات الخلق وسكونهم فعلُ الله وحده لا شريك له، فإذا فعلت ذلك فقد وحَّدته". - وقال الجنيد: "متى يتصلُ من لا شبيهَ له ولا نظير له بمن له شبيهٌ ونظير؟ هيهاتْ، هذا ظنٌ عجيب إلا بما لَطَفَ اللطيف من حيث لا دَرْك ولا وهْم، ولا إحاطة إلا إشارةُ اليقين وتحقيق الإيمان". - وحُكي عن الجنيد أنه قال: "أشرف كلمة في التوحيد قول أبي بكر: سبحانه لم يجعل للخلق طريقاً إلى معرفته إلا العجز عن معرفته". - وقال الجنيد في جوابات الشاميين: "التوكل عمل القلب، والتوحيد قول القلب". -و قال أبو محمد الجريري: "سمعت الجنيد يقول لرجل ذكر المعرفة فقال الرجل: أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقرب إلى الله. فقال الجنيد: إن هذا قولُ قومٍ تكلموا بإسقاط الأعمال، وهذه عندي عظيمة، والذي يسرق ويزني أحسن حالاً من الذي يقول هذا...". - ونص آخر يؤكد أهمية العمل عن الجنيد ما ذكره عند قوله تعالى: {وَدَرَسُوا مَا فِيه} [الأعراف: 169]. قال: "تركوا العمل به". -ويفهم من كلام الجنيد أيضاً أن المزية لا ترفع التكليف، وهذا ما عبر عنه أبو العباس أحمد بن زرّوق إذ قال: "ثبوت المزية لا يقضي برفع الأحكام، ولزومه الأحكام لا يرفع خصوص المزيّة، فمن ثبت عليه أو لزمه حد وقع عليه. مع حفظ حرمته الإيمانية أصلاً، فلا يُمتهن عرضه إلا بحقه على قدر الحق المسوغ له، وإن ثبتت مزيّة دينية لم تُرفع إلا بموجب رفعها". وعقد السرَّاج فصلاً في اللمع "باب في ذكر الفرقة التي غلطت في الإباحة والحظر والرد عليهم". ثم علّق "وإنما غلطوا في ذلك بدقيقة خفيت عليهم، من جهلهم بالأصول وقلة حظهم من علم الشريعة..".

وهو في ذلك يمثل خير تمثيل قمة الشرع وقمة العقل، وغاية ما ينتهي إليه التصوف الإيجابي. ويوافق الإمام الجنيد أبو علي الروذباري الصوفي حين سئل عمَّن يسمع الملاهي ويقول هي لي حلال، لأني وصلت إلى درجة لا تؤثر في اختلاف الأحوال فقال: نعم، وصل ولكن إلى سقر".

وفاة الإمام الجنيد: توفي الإمام الجنيد سنة 298هـ يوم الجمعة في بغداد.

أهم مصادر ترجمته: طبقات الصوفية للسلمي ص155. حلية الأولياء لابي نعيم 10/255. تاريخ بغداد للخطيب 7/241. طبقات الشافعية للسبكي 2/260. السير 14/66 وتاريخ الإسلام للذهبي ص118، وفيات سنة 298. الطبقات الكبرى للشعراني 1/72. طبقات الأولياء لابن الملقن 126. الرسالة للقشيري 1/186. كشف المحجوب للهجويري ص584. المصادر العامة للتلقي عند الصوفية ص183. في ذم الكلام للهروي 4/374 ح1241، والمنتخب من كتابه للمقريء ص95. الاستقامة لابن تيمية 1/145. كتاب الإمام الجنيد لزهير ظاظا.