نقاش المستخدم:Elmezraouiimad77
أضف موضوعًا
" إرهاصات منتصف الليل " مرويات مكافح / خواطر الأمل
[عدل]" إرهاصات منتصف الليل "
من عيوبي أنني كثير التفكير التحليلي ، دائما تتبادر إلى ذهني أفكار مشتتة أحاول نسجها بطريقة ما للوصول لحقيقة ما ، أو لعلاقة بينها أو الوصول الى عامل مشترك بين الأفكار ، في كل ليلة بعد منتصف الليل تأتي الأفكار أو بالأحرى الإشكالات التي روادتني في الماضي ولم أجد لها حل ، لم أجد لها الاجابة المقنعة ، كل الإجابات ركيكة ، ظعيفة ، لا تستند إلى حجة قوية . في كل ليلة تتبادر إلى ذهني ذكريات متراكمة من زمن بعيد من لحظة حاسمة من لحظة معينة من لحظة كانت نقطة تحول في شخصيتي ( من طفل طائش ترتار ، يحب اللعب ولا يكثرت لأمر الدنيا الى شاب عاقل متأثر بعدة عوامل ، مشتت التفكير ، غارق في صمته ، يحاول التأقلم مع كل الأوضاع رغم قساوتها ، والأهم أن هذا الشاب صامد ، صابر ، مكافح ، مؤمن بقضاء الله وقدره) ، رغم الظروف الصعبة التي أعيشها حاليا ، إلا أن أملي في الله لا يخيب ، لذي أمل أن الغد سوف يكون أفضل من اليوم ، وأن الاسبوع القادم سوف يكون أفضل من هذا الأسبوع وهكذا ... دائما اترك لنفسك أمل ، لا تحطم نفسك بنفسك ، لا تظن أن ما تراه عيناك هو الحقيقة ، فأنت لا تعلم ماذا يخفي الله لك من أمور جيدة سوف تصرك ان شاء الله . انا دائما ألاحظ انني في تغير دائم على عدة مستويات ( تفكير ، أفكار ، أصدقاء ، نمط جديد ، تاريخ جديد ، وضع مختلف ، تصور جديد ... ) فانا الذي كان قبل عام من الأن ، مختلف في كثير من الأمور الكلية أو الجزئية لانا الأن . اجعل من ذاتك مصنع يطور الذات من عدة جوانب ( أفكار ، مبادئ ، سلوكيات ، أخلاق ... ) ويتطور ذاتيا . فإن الزمان زمان تغير وليس زمان ثبات ، وفي بداية الأمر كان تغير وسيبقى كذلك . ليس العيب في الخطأ بل العيب في تكرار الخطأ نفسه مرات عديدة . ليس العيب في الفشل بل العيب في عدم المحاولة مجددا ، حاول وحاول وحاول ... وفي الأخير سوف تنجح ، فالنجاح لا يأتي بالصدفة ولا يمنح بل يأتي بالتراكم ، بالتتابع ، بكثرة المحاولات ، بالعمل ، بالجد والاجتهاد ، بالشقاء. وفي طريقك الى النجاح سوف تجد عراقيل مختلفة ، سوف يظحكون عليك ( لا تكثرت لأمرهم ) ، سوف يخنونك من نسبت إليهم صفة التقة ، سوف يؤلمونك ، سوف يجرحونك ... لكن تابع كافح وفي نهاية الأمر سوف تصل إلى هذفك . انا من اللذين قيل لهم : لن تنجح ( فنجحت مرات عديدة ، والحمد لله) ، قيل : لن تنجوا ( فنجوت مرات عديدة ، والحمد لله) ، قيل : هلك المسكين ( فشفاني الله ) وقيل الكثير ... سمعت بأذني ، رأيت بعيني ، فتجاهلت الأمر. إلاّ أن الأمر يؤلمني في حقيقة الأمر ، فبعض المرات يصعب علي تحمل صفعات الحياة المؤلمة و المتتالية ، فانا في نهاية الأمر إنسان طبيعي فطري . لكن الذي يختلف هو نمط العيش الذي يمتاز بالتنظيم ، بالتطور ، بالحفاظ على المبادئ الأساسية ( دين ، أخلاق ، أفكار ... ) كون انت الأفضل ، كون مختلف ، كون أنت الجوهر ، كون أنت المتميز في مجالك ، كون أحسن ما تكون عليه عادة ... فالعصر يحتاج إلى جوهر ناذر ، ذو ثمن خيالي ، قيمة عالية ، جودة رهيبة ... ونصيحة أخرى : " لا تتبع القطيع " ويبقى الامل...... #إرهاصات_راقية / #تأملات_راقية / #تطوير_الذات
- تأملات_فلسفية_راقية
- خواطر_الأمل ❤️🧠
بواسطة ✍️ :''' عماد المزراوي''' _ مرويات مكافح / خواطر الأمل . Elmezraouiimad77 (نقاش) 02:05، 14 ديسمبر 2023 (ت ع م)
الإبتلاء : " فجوة بين الأمل والألم "
[عدل]'''" فجوة بين الأمل والألم "'''
" السعادة والحزن " [ الإبتلاء كمنطلق ] منذ البداية الأولى لدخولي سن المراهقة الى الآن في السن الحادي والعشرون ، وانا وسط متاهة لانهائية من الإشكالات الكبيرة ، أجري بأقصى سرعة ممكنة ومازلت لم أجد المخرج ، كيف ما كان ( بوابة سرية ، فجوة ، تغرة ... ) ندور في نفس الدائرة ونساير سيرورة التحول والتقدم الزمني دون ان يتغير فينا شيء سوى أن العمر يتقدم بنا وبعض الأفكار والتصورات تتضح في أذهاننا و بعض الأهداف التي كنا نرجوا الوصول إليها تخلينا عنها بسبب الظروف التي تكبح تطلعاتنا ، تعرضنا لإبتلاءات عدة سلبية و إيجابية في حياتنا والحمد لله . لكن لماذا هذا كله ؟
" دائما نجد نفسنا في فجوة بين الأمل والألم "
بين الأمل في التحسن إلى الأحسن والتقدم وبين التألم بالواقع المعاصر الذي يكبل حريتنا ويقيد طاقتنا الزاخرة والمتعددة .
كيف نخرج من المتاهة اذن ؟ ألا من حل ؟ وكيف دخلنا إلى هذه المتاهة أصلاً ؟ لماذا هذا الإبتلاء ؟
ان الحديث عن هذه القضية الإنسانية قضية " صراع الإنسان بين الأمل والألم " ليست بجديدة في مجالنا الفكري ، بل قديمة لكنها تطرح بعبارات و سياقات مختلفة حسب العصر والمجتمع والفئة والمجال... وانها سنة الحياة سنة كونية لا يمكن الإنزياح عنها .
إنها قضية طبيعية فينا ، فالإنسان وجد في هذه الدنيا لكي يبتلى ، وانما الدنيا دار إبتلاء فإما ان تصبر على الإبتلاء أو تنفر منه وتيأس ... إما أن أشكر أو تكفر . ولقد فكرت جيدا في هذه القضية منذ زمن بعيد لكنني أدركت الحقيقة بالتدرج جزء وراء جزء مثل قطرات الندى التي تملأ القدح بشكل متسلسل متدرج . ونستحضر حقيقة أن مفهوم الإبتلاء له حمولة قبلية كبيرة جداً أكثر من كونه لفظ يدل على الجانب السلبي أي أنه يحيل الى الموت ، الهلاك ، المرض ، مصيبة ... وذلك حسب المتعارف عليه بين الناس الغير واعون بحقيقة هذا المفهوم بشكل صحيح ، وفي هذا الصدد نستحضر قول الله عز وجل في سورة الملك : ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ نجد ان سياق الإبتلاء في هذه الأية مقرون بالموت والحياة وأيضا إحسان العمل وتقبل هذا الإبتلاء والصبر عليه . فلذا يجب أن نحسن العمل عند الإبتلاء وان نصبر عليه رغم قساوته في بعض الأحيان ، لكن الإبتلاء ليس هو كل الشيء يضر بالذات الإنسانية وليس هو الهلاك ، والمرض والموت ... ليس هو كل شيء سلبي ، بل الإبتلاء يمكن ان يأتي إيجابي وأيضا سلبي . فإذا رزقت بالمال إبتلاء ، واذا فقدته كذلك إبتلاء ... لماذا أغلبية الناس عندما يسمعون لفظ " '''إبتلاء''' " يذهبون مباشرة إلى كل شيء سلبي مقرون بالهلاك ؟ لأن المجتمع موجه سلفا بشكل معين نحو الخطأ ، إن لم تكتشف انك مخطئ وغيرت أفكارك ، مبادئك ، تصوراتك ... فقد ضعت ، فلذا يجب ان تدرك حقيقة كل مفهوم وان تعرف الحمولة التي يحملها ، من دون الخلط بين المفاهيم طبعا لأن الخلط يؤدي إلى الخطئ ... وقال الله سبحانه وتعالى على لسان نبي الله سليمان عليه السلام : ﴿ قالَ هذا مِن فَضلِ رَبّي لِيَبلُوَني أَأَشكُرُ أَم أَكفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبّي غَنِيٌّ كَريمٌ ﴾ من هنا ندرك ان الإبتلاء يحيل الى النعم كما أنه يشير إلى النقم وليس يحيل فقط الى النقم والمصائب كما يعتقد أغلب الناس . وحتى ان إبتلاك الله بنقمة من النقم في بذنك ، مالك ، أولادك ، صحتك ... فاعلم أنها ليست بالضرورة عقاب من الله لك لانك أذنبت وارتكبت المعاصي بل لكي يغفر لك تلك الذنوب ويكفرها عنك فلماذا تقلق ؟ لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ تعالَى وما عليه خطيئةٌ) رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، إسناده صحيح وايضا في نفس السياق روى البخاري أن - النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن مصيبةٍ تصيبُ المسلِمَ إلَّا كفَّرَ اللَّهُ بِها عنهُ ، حتَّى الشَّوكةِ يُشاكُها) وقيل جعَل اللهُ ابتِلاءَ العبادِ بالمصائبِ والبَلايا كفَّاراتٍ للذُّنوبِ ومحوًا للسَّيِّئاتِ، وذلك أنَّ اللهَ إذا أحَبَّ عبدًا ابتَلاه لِيَغفِرَ له ذنوبَه، حتَّى إذا لقِيَه لم يَكُنْ عليه خطيئةً . اذا إبتلاك الله إبتلاء النقم فقل ، لعل الله أحبني واراد ان يغفر لي ذونبي قل الحمد لله والشكر لله . لماذا تتسرع في الحكم على أنه عقاب من الله لك ؟
ان هذه الأخطاء في التصورات هي التي توقعنا في الفهم الخاطئ للقضايا الدينية والعقائدية وفهمنا الخاطئ للمفاهيم يقعنا في الخطأ ، فدائما يجب أن ندرك معنى المفهوم وبعد ذلك فهم سياقه الأصح وتصوره الأصح من دون التأثر بالفكر المجتمعي المبني على الظن والإفتراض والجهل .
فلذلك لا تطبع على أي مفهوم تسمع به بل أبحث عنه بنفسك واسأل أهل الاختصاص عنه وعن معناه الأصح لكي لا تقع فيما لا يحمد عقباه . وفي الأخير الحمد لله على كل هذه النعم التي انعم بها علينا نعم لا تعد ولا تحصى ولعلنا نطيعه بها سبحانه وتعالى واللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيأتنا وارزقنا الهداية والتوبة والجنة ان شاء الله . 🤲 نلتقي في وقفة تأملية أخرى ان شاء الله. ويبقى الامل ...
- إرهاصات_راقية / #تأملات_راقية / #تطوير_الذات
- تأملات_فلسفية_راقية
- الإبتلاء
- وقفة_تأملية
- خواطر_الأمل ❤️🧠
بواسطة ✍️ : عماد المزراوي _ مرويات مكافح / خواطر الأمل . 196.91.216.142 (نقاش) 02:59، 14 ديسمبر 2023 (ت ع م)
"الإِدْراكُ المُتَأَخِّرُ و الحِكْمَةُ الإِلٰهِيَّةُ"
[عدل]"الإِدْراكُ المُتَأَخِّرُ و الحِكْمَةُ الإِلٰهِيَّةُ" مُنْذُ فَتْرَةِ صَبايا، طُفُولَتِي المُتَواضِعَةِ إِلَى أَنْ اِنْتَهَتْ مَرْحَلَةُ المُراهَقَةِ، وَأَنا أَدُورُ وَأَتَقَلَّبُ داخِلَهُ دائِرَةً مِنْ المُتَمَنِّياتِ، الأَحْلامُ الجَمِيلَةُ، الأَهْدافُ الَّتِي كانَتْ دائِماً تَسْرُخُ فِي ضَمِيرِي المُحَطَّمِ وَبِصَوْتٍ عالٍ "إِفْعَلْها لا تَسْتَسْلِمْ، لا تَكْتَرِثْ لِأَمْرِهِمْ" وَسَطَ مَتاهَةٍ عَمِيقَةٍ مِنْ المَطالِبِ الَّتِي كُنْتُ أَتَلَهَّفُ شَوْقاً إِلَى الوُصُولِ اليَها، كانَتْ صَراحَةُ النُقَطِ الأَهَمِّ، لَمْ تَكُنْ الدِراسَةُ هَذْفِي، لَمْ يَكُنْ العَمَلُ هَذَفِي، لَمْ يَكُنْ هَدَفِي إِكْمالِ الدِراسَةِ أَصْلاً، وَفِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ كانَتْ رُؤْيَتِي ضَبابِيَّةً لِلواقِعِ وَلِلحَياةِ وَلِلمُسْتَقْبَلِ... آنَذاكَ، كانَ تَوَجُّهِي خاطِئاً اِيْضاً، كانَتْ أَهْدافِي غَيْرَ مَنْطِقِيَّةٍ حَقِيقَةٍ وَغَيْرِ مَقْبُولَةٍ لا فِي الشَرْعِ الحَكِيمِ (الدِينِ) وَلا فِي المُجْتَمَعِ وَلا مَقْبُولَةٍ أَخْلاقِيَّةٍ... اهْ، الحَمْدُ للّهِ وَالشُكْرُ لِلّٰهِ لِي حِكْمَتُهُ أَنَّنِي لَمْ أَتَمَكَّنْ مِنْ الوُصُولِ إِلَى تِلْكَ الأَهْدافِ وَالأَحْلامِ. فَسُرْعانَ أَنْ وَصَلَتْ إِلَى سِنِّ التاسِعَ عَشَرَ بِالضَبْطِ سَنَةً
2021 / 12/10 اِعْتَبَرْها السَنَةَ المُوَجَّهَةَ، المُرْشِدَةُ، المُؤَطَّرَةُ... اِتَّضَحَتْ الرُؤْيَةُ جاني "الإِدْراكُ المُتَأَخِّرُ" الَّذِي قَلَبَ الطاوِلَةَ، قَلْبَ المَوازِينِ، عَدِّلَ الطُرُقَ الصَحِيحَةَ، وَاِكْتَشَفْتُ طُرُقُ أُخْرَى لَمْ أَكُنْ اُدْرُكْها. وَتَخَلَّيْتُ بِإِرادَتِي وَمَشِيئَةِ اللّٰهِ -سُبْحانَهُ وَتَعالَى- عَلَى كُلِّ تِلْكَ الأَحْلامِ، وَكُلِّ تِلْكَ الأَهْذافِ... وَجَعَلْتُها فَقَطْ نُقِطَ فِي ذاكِرَتِي، ذِكْرَياتٍ مِنْ الماضِي.
لٰكِنْ كُنْتُ فِي مَرْحَلَةٍ صَعْبٍ عَلَى الإِخْتِيارِ، تَشَوَّشْتُ الرُؤْيَةُ، حُيِّرْتُ، فِي مُنْعَرَجِ طُرُقٍ إِلَى أَيْنَ السَبِيلُ؟ ما هِيَ الطَرِيقُ الأَفْضَلُ؟ وَبَدَأْتُ بِطَرْحِ الأَسْئِلَةِ عَلَى نَفْسِي وَأُجِيبُ عَلَيْها بِتَعَقُّلٍ بِتَأَمُّلٍ فِي السُؤالِ، أَنْظُرُ فِي الأُفُقِ، فِي المُسْتَقْبَلِ أَيُّ الطَرَفَيْنِ أَفْضَلُ، أَيُّهُما يُرْضِي اللّٰهَ... وَبَعْدَ أَيّامٍ مِنْ التَأَمُّلِ وَالحَيْرَةِ جاءَ الفَرَجُ فِي الشَهْرِ المُبارَكِ "رَمَضانُ 1442" وَبِالضَّبْطِ فِي العَشْرِ الأَواخِرِ مِنْهُ، وَفِي لَيْلَةٍ صافِيَةٍ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتُ العَشاءَ وَالتَراوِيحَ وَأَنا أَتَأَمَّلُ وَحْدِي فِي السَماءِ وَالبالِ يَتَرَدَّدُ فِيهِ السُؤالُ المُحَيِّرُ أَيُّهُما أَخْتارُ؟ وَعَيْنايَ يَدْرُسانِ الدَمْعَ لِي حَيْرَتِي، وَاُطْلُبْ مِنْ اللّٰهِ أَنْ يَهْدِيَنِي إِلَى الصَوابِ، إِلَى الخَيْرِ.
وَكُنْتُ حِينَها أَقْطُنُ فِي القِسْمِ الداخِلِيِّ التابِعِ إِلَى "ثانَوِيَّةِ الإِمامِ الشاذِلِي لِلتَعْلِيمِ الأَصِيلِ بِشِفْشاوْن" دارِس فِي مُسْتَوَى الأُولَى بِكالورْيا مَسْلَكَ العُلُومِ الشَرْعِيَّةِ حِينَها - كانَ سَوْفَ يَكُونُ تَناقُضُ لَوْ اِخْتَرْتُ ذاكَ الطَرِيقَ - ذَهَبْتُ إِلَى النَوْمِ قَصَدْتُ سَرِيرِي وَالبالُ شارِد مازالَ يُفَكِّرُ، لٰكِنَّ الحِكْمَةَ الإِلٰهِيَّةَ سُبْحانَ اللّٰهِ لَعِبَتْ الدَوْرَ الأَساسِيَّ فِي مَصِيرِي. بَدَأَتْ تَتَراخَى وَأَغُوصُ فِي النَوْمِ بِشَكْلٍ بَطِيءٍ، وَفَجْأَةً وَجَدْتُ نَفْسِي مُكَبَّلٌ غَيْرِ قادِرٍ عَلَى الحَرَكَةِ غَيْرَ قادِرٍ عَلَى التَكَلُّمِ، ما الأَمْرُ؟ هَلْ مِتُّ؟ كَيْفَ ذٰلِكَ وَلَمْ أَرَ شَئِيّاً، سِوَى أَنَّنِي أَحْسَسْتُ بِدَقّاتِ قَلْبِي تَنْخَفِضُ، جِسْمِي يَتَراخَى، أَطْرافِي بارِدَةٌ، كَأَنَّ شَيْئاً ما يَتَسَلَّلُ إِلَى ذاتِي، وَبَعْدَ ما يُقارِبُ خَمْسَ دَقائِقَ مِنْ الجُمُودِ، وَأَنا أَبْكِي فِي صَمْتٍ، وَتُخْفِي فِي ذاتِي، الدُمُوعُ تَذْرِفُ وَلا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَمْسَحَها - إِحْساسٌ رَهِيبٌ - وَفِي لَحْظَةٍ ساهَ تَفَكِّرِي وَفَجْأَةً اِسْمَعْ صَوْتاً تَرَدَّدَ فِي أُذُنِي ثَلاثَ مَرّاتٍ مُتَتالِيَةٍ، وَاِخْتَفَى يَقُولُ "اللّٰهُ، اللّٰهُ، اللّٰهُ" وَالصَوْتُ غَرِيبٌ عَنِّي، غَرِيبٌ عَنْ صَوْتِ البَشَرِ، اِرْهَبْنِي، اِخافْنِي...
وَاِسْتَفَقْتُ فَوْراً تَوَقُّفَ الصَوْتِ، وَأَنا أَرْتَعِشُ مِنْ البَرْدِ، كَأَنِّي فِي السُوَيْدِ أَوْ القُطْبِ المُتَجَمِّدِ، جِسْمِي يَرْتَعِشُ مِنْ المَوْقِفِ الغَرِيبِ، أَوَّلُ ما فَعَلْتُ أَخْرَجْتُ هاتِفِي مِنْ جَيْبِي "الَى المُذَكِّرَةِ الهاتِفِيَّةِ " حَذَفْتُ جَمِيعُ ما دَوَّنْتُهُ. - أَدْرَكْتُ أَنَّها رِسالَةٌ مِنْ اللّٰهِ -سُبْحانَهُ- وَتَعالَى -" حِكْمَةُ الحَكِيمِ" نَعَمْ، كُنْتُ أَعْشَقُ مُوسِيقَى الرابِ، وَلَمْ أَكْتَفِي بِالاِسْتِماعِ إِلَيْها فَقَطْ، بَلْ كُنْتُ أَكْتُبُ الأَغانِيَ خاصَّتِي، كَتَبْتُ ما يُقارِبُ 45 أُغْنِيَةً، كُنْتُ أَنْتَظِرُ الوَقْتَ المُناسِبَ لِلذَهابِ إِلَى "الاستوديو " وَأَقُمْ بِالتَسْجِيلِ، وانْ أُلْقِي بِنَفْسِي إِلَى التَهْلُكَةِ، كُنْتُ سَجَّلْتُ بَعْضَها عَلَى هاتِفِي البَسِيطِ، نَشَرْتُها عَلَى اليُوتْيُوبْ، لٰكِنْ كانَ الصَوْتُ رَدِيئاً ... ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ حَدَّدْتُ كُلَّ شَيْءٍ يُذَكِّرُنِي بِها، إِلّا أَنَّها لا تُغادِرُ ذاكِرَتِي، " نُقِشَتْ وَتَرَسَّخَتْ فِي الذاكِرَةِ" لٰكِنَّ اليَوْمَ وَالحَمْدُ لِلّهِ بَعْدَ أَنْ مَرَّت السَنَواتُ وَالأَشْهُرُ وَالأَسابِيعُ وَ الأَيّامُ...، تَذَكَّرْتُ الفَتْرَةَ وَأَدْرَكْتُها أَدْرَكْتُ الحِكْمَةَ، سَقَطَتْ دُمُوعِي... عَدَلْتُ هَذْفِي، عَزَمْتُ عَلَيْهِ وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللّٰهِ فِي ذٰلِكَ، وَإِنْ شاءَ اللّٰهُ نَصِلُ إِلَى مُبْتَغانا، وَنُحَقِّقُ أَحْلامَنا الجَدِيدَةَ، رَغْمَ عَنْ الظُرُوفِ، إِلّا أَنَّ أَمَلِي وَظَنِّي فِي اللّٰهِ لا يَخِيبُ وَلَنْ يَخِيبَ إِنْ شاءَ اللّٰهُ، مَا دَامَ هُوَ الَّذِي أَرْشَدَنِي إِلَى هٰذا الَّذِي فِيهِ أَنا الآنَ. فِي بَعْضِ الأَحْيانِ أَكُونُ مُحاطاً بِالهُمُومِ كَأَنَّها جِبالٌ فَوْقَ أَكْتافِي، وَتُحَدِّثُنِي نَفْسِي، ذاتِي وَتَقُولُ "اِنْهَضْ مِنْ مَكانِكَ أَيُّها القَوِيُّ، لَقَدْ تَخَطَّيْتُ أَكْثَرَ مِنْ هٰذا، أَنَّها عابِرَةٌ، وَسَوْفَ تَنْتَهِي" واقِفٌ شامِخاً مُجَدَّداً كَأَنَّنِي لَمْ أَسْتَسْلِمْ وَأُكْمِلْ طَرِيقِي نَحْوَ النَجاحِ إِنْ شاءَ اللّٰهُ. عِشْنا بُسَطاءَ طِيلَةَ حَياتِنا، مَرَرْتُ بِظُرُوفٍ لا يَعْلَمُ قَساوَتَها إِلّا اللّٰهُ، لَوْ كانَ شَخْصٌ أُخَرَ، لَكانَ قَدْ "انْتَ--حَرْ" وَنَسِيَ، لٰكِنَّنِي صَبَرْتُ وَأَكْمَلْتُ المَسِيرَ إِلَى الأَمامِ. لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ عَنْ حَياتِي كُلِّها لَكَتَبَتْ رِواياتٍ عِدَّةً لِاِمْتِلائِها بِالواقِعِ المُخْتَلِفَةِ، الَّتِي تَلْعَبُ بَيْنَ الحُزْنِ وَالسَعادَةِ، تَزاوَجَ بَيْنَ المُتَناقِضاتِ الحَثْمِيَّةِ، أَنَّها سَنَّةٌ كَوْنِيَّةٌ، سُنَّةُ الحَياةِ، دَبَّرَها المُدَبِّرُ الحَكِيمُ بِهٰذِهِ الطَرِيقَةِ، لِكَيْ يَخْتَبِرَنا أَنْصَبِرَ أَمْ نُكَفِّرُ... " هٰذِهِ نَبْذَةٌ عَنْ قِصَّتِي مَعَ قَضِيَّةِ الإِدْراكِ المُتَأَخِّرِ الَّذِي حَصَلَ لِي وَهِيَ واقِعِيَّةٌ، وَلَيْسَتْ خَيالِيَّةً مُسْتَوْحاةً مِنْ رِوايَةٍ مُعَيَّنَةٍ، فَحَياتِي هِيَ الرِوايَةُ، وَفِي يَوْمٍ ما سَوْفَ تَكْتَمِلُ هٰذِهِ الرِوايَةُ إِنْ شاءَ اللّٰهُ كَيْفَما أَرْغَبُ وَأَرْجُوا وَيَشاءُ اللّٰهُ -سُبْحانَهُ- وَتَعالَى " هٰذِهِ القِصَّةُ الشَخْصِيَّةُ القَلِيلُ الَّذِي يَعْرِفُها وَحَتَّى إِنْ عَرِفَ، فَقَدْ لا يَعْرِفُ الخَبايا كُلَّهُمْ الَّتِي أَخْفَيْتُها عَنْ الجَمِيعِ لَمْ أُحْدِثْ بِها أَحَدٌ قَطُّ، إِلّا نَبْذاتٍ قَلِيلَةً.
"الحَمْدُ للّهِ وَالشُكْرُ للهِ عَلَى لُطْفِ حُكْمِهِ وَ أَقْدارِهِ"
- نَصِيحَةٌ مِنِّي "غَيْرُ ذاتِكَ لِذاتِكَ، فَكُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوها أَمّا أَنْتَ المُنْتَفِعُ أَوْ أَنْتَ المَضْرُورُ، فَاِجْعَلْ مِنْ الرَسائِلِ الإِلٰهِيَّةِ هِيَ المُحَرِّكُ وَالمُوَجَّهُ وَاِجْعَلْ نَفْسَكَ المُنْتَفِعَ"
وَيَبْقَى الامِلُ...
كتابة ✍️ : عِماد المَزْراوِي (فَيْلَسُوفُ الأَمَلِ) _ مَرْوِيّاتٌ مُكافِحٌ / خَواطِرُ الأَمَلِ. 160.89.246.189 (نقاش) 03:31، 15 ديسمبر 2023 (ت ع م)
رحلة الى المجهول ( ويبقى الأمل)
[عدل]رحلة الى المجهول ( ويبقى الأمل... )
بدأت رحلتي في هذا القارب الكئيب والحزين قبل 21 عاماً من الأن ، نعم أتحدث عن القارب إنه قارب حياتي الذي بدأ الابحار في خريف سنة 2002 في شهر اكتوبر ، الشهر الذي تتساقط فيه الأوراق الذبلة ، الأوراق التي خانت الشجرة وتبعثرت على جانب الرصيف ، الأوراق التي استسلمت لأمر الواقع ولم تستطيع التحمل ... أقلع قاربي من مكان بسيط من وسط أسرة بسيطة متواضعة من طبقة الكادحين الى حين ، أقلع دون اتجاه ، نحوا المجهول ، أبحر بصعوبة والجو غير صالح الإبحار بتاتا ، لكن وجدت نفسي مجبرا على الإكمال لأن العودة مستحيلة والتوقف يعني الاستسلام وانا لست كتلك الورقة الخائنة في عين الشجرة ... ، فقدت المجاديف والرياح لم تهب والبحر خالٍ ، أظن أن البعض مشغول بقاربه في بحر اخر ، يمكن أنه اكثر صعوبة من هذا أو أقل منه ، وأظن أن البعض الأخر فقد قاربه واستسلم لأمر الواقع ولم يتبقى له ما يخسر ، فجأة تمزق الشراع ولم يبقى للرياح دور ، وفقدت الأمل في الوصول إلى اليابسة التي لطالما حلمت أن أخطوا فوقها شامخاً ، لكن لاحظت أن الأمور تزيد سوءاً بعدما تعكر الجو وتعالت الأمواج تحاول ان تغرق قاربي البسيط ، الأمطار الغزيرة تهطل ، جسمي يرتعش بشدة البرد ومن قساوة المناخ ... تحطم قاربي وجدت نفسي مضطرا لإكمال الإبحار سباحتا ، لكن لا يهمني ذلك بل يهمني أن أصل إلى اليابسة بشتى الطرق ، بشتى الوسائل ، انا اكافح منذ وقت طويل لذا اصبح من الضروري أن أواصل ابحاري بكفاح ... وبعد عناء طويل وبصعوبة بالغة وصلت الى اليابسة ، لكن أدركت أنني خطوت في صحراء كبرى وليست اليابسة التي كنت أحلم بها ، اذن مازال علي أن أكمل المسير الى الأمام رغم الألم رغم كل الظروف التي تحاول ان تعتر مسيري ، ترتسم على ملامحي نقوش العياء ، والحزن ، وكثرة الهموم ، وكل شيء ، لكن دائما أملي في أني سوف اصل إلى ما اطمح يتجدد ويزيد ، فتقتي في قدرة الله وعظمته لا تزول بل تزيد ... ودائما اقول " وما لنا إلا ما كتب الله لنا " اذا كان من نصيبنا ان نصل الى ما نهذف ونطمح فبعزم منا و عون من الله تعالى سوف نصل ، لا يهمني حجم الحفر التي مازلتُ سوف ألقيها في طريقي ، ولا يهمني متى أصل ، ولا يهمني كيف اصل ... الذي يهمني ان أصل .
لا شيء يأتي من فراغ ، فالفراغ سوف يبقى فراغا ما ذمنا لم نضع فيه ما يملءه ، اذن لا يمكننا ان نصل الى نهاية السباق اذا لم نجري بأقصى سرعتنا وحاولنا بسق الأخرين ، لبذ من الشقاء من أجل السعادة ، لأن هذه سنة كونية سنها الله سبحانه وتعالى في هذا الكون المذهل ، لذا نجد انه قال وقوله الحق عزوجل ﴿ إن مع العسر يسرا ﴾ فالعسر سبق اليسر ، الشقاء سبق السعادة ، الضيق سبق الفرج ...
ودائما اقول لأي شخص يتحدث معي في هذا السياق : " تفائل بالخير يأتيك الخير " ويبقى الأمل... ____________________________________________ هذه فقط شدرات روائية نسجتها بمغزل مصنوع من الصبر والكفاح ومن الأمل وكذلك الألم الذي كان له نصيبا وافرا من حياتي حيث شكل جزءاً مهما منها ، هذا الألم الذي انبثقت منه شخصيتي ، أفكاري ، طموحاتي ، رؤيتي الواقع المعاصر ... ولكن على الرغم من ذلك ويبقى الأمل... ____________________________________________
بواسطة : عماد المزراوي ( فيلسوف الأمل )
من رواية " ويبقى الأمل ... مرويات مكافح 105.129.255.102 (نقاش) 02:46، 17 يناير 2024 (ت ع م)