المرابطون هي حركة دعوية إصلاحية إسلامية, أسست أول دولة في منطقة المغرب الإسلامي بكامل المعنى، فقد كان المغرب الكبير قبل ظهور هذه الحركة مجرد إمارات صغيرة ومبعثرة مبنية على أساس قبلي. اعتمدت هذه الدولة في بدايتها على العصبية الصنهاجية بعد التحام عدد من قبائلها الكبيرة. هذا الالتحام تحول إلى سند شعبي لم يلبث بدوره أن تحول إلى سند عسكري لم يلبث في النهاية أن تحول إلى قوة، وعامل القوة الاقتصادية لهذه القبائل من خلال سيطرتها على الطرق التجارية. وعامل آخر جد مهم وهو قوتهم المتشبعة بروح إسلامية إصلاحية مبنية على المذهب المالكي باعتقاد أشعريسني، فسمت نفسها تسمية معبرة وهي "دولة الرباط والإصلاح". امتدت الدولة الجديدة على مستوى منطقة تسيطر جغرافيًا من المحيط الأطلسي غربا وبلاد شنقيط وحوض نهر السنغال جنوبًا وهو مكان مخاض ميلاد الحركة، إلى الامتدادات الشرقية محاذيًة إمبراطورية كانم ومزاحمًة إياها على بحيرة تشاد في الصحراء الكبرى. وامتد هذا المجال في الشمال مخترقا جبال الأطلس بتلالها وكبيرهاومتوسطها وصغيرها ، وامتد إلى أن وصل البحر الأبيض المتوسط مخترقا مياهه ودخل شبه الجزيرة الأيبيرية، وسيطر على الأندلس. وعرفت أوج امتدادها في عهد أمير المسلمين يوسف بن تاشفين الذي أسس مراكش واتخذها عاصمة للدولة . ودخل الأندلس وأخضعها لسلطته بعد معركة الزلاقة . وكانت تجاور سلطانه في الشمال كل من مملكة قشتالةومملكة نافاراومملكة أراغون وفي الشرق بنو زيريوبنو حماد وفي جنوب الصحراء، بحكم الأمر الواقع، كل من ممالك بامبوك، وبوري، ولوبي وإمبراطوريتي ماليوغانا.
تقع على الطريق رقم 19 المتجهة إلى فكيك، والطريق الرئيسية رقم 6 التي تربط الدار البيضاء، فاس ووجدة نحو الحدود مع الجزائر. تمتد وجدة على مسافة 600 كم²، ووتبع لها ثماني جماعات قروية هي : أهل أنكاد، عين صفا، بني خالد، إسلي، لبصارة، مستفركي، سيدي بولنوار، سيدي موسى لمهاية.
و يوجد هناك اختلاف حول أصل تسميتها، فريق من الباحثين يذهبون إلى أن اسمها مشتق من كلمة "وجدات" أي الكمائن التي كان يقوم بها العصاة والمتمردون وقطاع الطرق لتجار القوافل. إلا أن المرجح هو أن اسمها ارتبط بحدث تاريخي يتمثل في مطاردة سليمان الشماخ الذي اغتال الملك إدريس الأول بأمر من العباسيين الذين أرسلوه في مهمة خاصة لتصفية المولى إدريس الأول الذي أسس إمارة مستقلة عن الحكم العباسي في المغرب. فدس السم للمولى إدريس وفر عائدا نحو المشرق إلا أن المغاربة اقتفوا أثره ووجدوه في مكان غير بعيد من وجدة الحالية وقتلوه لهذا سميت وجدة، وفي ما بعد سميت بعاصمة المغرب الشرقي.